الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

حب بعد الحريق

----------------------- الكاتبة : كاي غريغوري ----------------------- -------- الملخص -------- كانت إلف تشعر أنها خالية من الهموم وجذلة بينما كانت مسافرة على متن السفينة الفخمة مبتعدة عن رجلين سببا لها جرحاً عميقاً في قلبها. لكنها عندما شاهدت ريتشارد احست بأنها تعرفه، وأنه شخص مألوف لديها، وكان يتصرف معها هو الآخر بنمط مألوف ايضاً. لماذا لا يلاحق ميراندا الحسناء ويترك إلف بسلام لماذا؟ لأن إلف كانت قد طلبت الزواج منه منذ وقت طويل، وكان ريتشارد على وشك ان يوافق على طلبها هذا. فما الذي ينبغي عليها ان تفعله يا ترى؟ ------------------------------------------------------ **ماذا لديك من عرض لتقدمه؟** خيم صمت طويل وخطير، كان ريتشارد خلاله يحدق في وجهها وكأنها مخلوقة غريبة ومن عالم آخر، ثم قرر أن يضع حداً لذلك الصمت فتوجه اليها سائلاً: «وماذا تقصدين بتلك الملاحظة المشكوك فيها؟ سما الذي تفسره أنت؟» تماسكت عضلات وجهه وقال: «ارى انك تتفوهين بكلام كنت اتوقع ان يصدر من فتاة طائشة وليس منك انت بالذات. ------------------------------------------------------ ------------ الفصل الأول ------------ قف قرب السلك الحديدي، من فضلك عظيم، يا سيدي. الآن ابتسم.» . لكن ريتشارد لم يبتسم، بل ابتعد جانباً بأدب في الوقت الذي ضُغط فيه على زر الكاميرا التي التقطت صورة لمسافرة كانت وراءه تماماً. شمع صوت نسائي لطيف يغمغم «سفلة التفت ريتشارد ليرى صاحبة الصوت تتعثر بخطواتها على المجاز الضيق الذي يؤدي إلى السفينة وتحمل حقيبة في كل يد وحقيبة على ظهرها. سألها ريتشارد عندما اقتربت المسافرة إلى جانبه بخطوات متعثرة: «هل يمكنني مساعدتك؟» ومد يده ليأخذ منها إحدى الحقيبتين، متوقعاً قبولا منها مع الامتنان. نظرت إليه بعينين بنيتين واسعتين من وجه صغير وخامرها شك سريع لتدخل المسافر، وقد لمست يده يدها دون قصد فرآها تمسك أنفاسها وتزفر موجات غير متوقعة من الغضب. قال متضايقاً: «أنا لا أؤذي أحداً. ولكن ان كنت تظنين ذلك، فهناك حمالون، ينتظرون مثل هذه الأعمال، وأنا اطلب مساعدتهم عندما احتاجهم.» بدت ملامح الفتاة أكثر ارتياحاً وتورد خداها بلون زهري فقالت: «انني على ثقة بأنك مهذب لا تؤذي، كما وانني أعرف وظيفة الحمالين، لكن الذي عرض علي أن يأخذ حقائبي قبل أن ترسو السفينة، وقف قريباً جداً مني، وطفحت منه رائحة كريهة. فقررت ان اقوم بهذا العمل الشاق بنفسي قال ريتشارد «فهمت» وقد لاحظ العزم والحزم من ارتفاع رأس الفتاة الصغيرة بأنفة وكبرياء. فتابع لكنني أؤكد لك بأنه ليست لى رائحة كريهة، كما انني لن أقف قريباً جداً منك كما فعل ذلك الحمال. لذا تستطيعين ان تثقي بي والآن، هل تسمحين لي بمساعدتك؟» وافقت، ولكن بنفور: «آه، طبعاً، وشكراً جزيلاً لك.» قال متجاهلاً نفورها اين تقع حجرتك في السفينة؟ «القسم الثالث في ظهر السفينة على ما اظن.» أعلمها رجل مسؤول كان يقف عند اعلى المجاز الذي يؤدي إلى السفينة وهو يرتدي بزته الرسمية وضع ريتشارد حقيبته تحت ابطه وتناول الحقيبتين من يدها وشق طريقه عبر المجاز إلى سطح السفينة ومن ثم إلى الغرف ذات الأبواب البرتقالية اللون. سالها ريتشارد: «ما أمر هؤلاء السفلة الذين تحدثت عنهم؟» ماذا؟ عن ماذا تتكلم؟» وبرز انفها الدقيق من بين خديها المليئين بالحيوية والنشاط، متسائلة بحيرة، فشعر ريتشارد بالاحراج والصدمة غير المتوقعة من انفعالها. لا عجب من شعوره بالاحراج مع تلك الفتاة الحادة الطبع. فكر في هذا الآن، وأدرك في الحال ان هناك شيئاً مألوفاً عندها. بعد تفكير طويل راح يتأملها. كانت أصغر قامة مما توقع انفها المتعالي، وفمها المقوس وخصلات الشعر المتجعدة التي تنسدل على عنقها ... وضع يده على فكه يحاول أن يحزر من تكون تجاهلت نظراته اليها واخذت تحدق بغباء في ابواب الغرف التي امامها. لم تكن تملك أي مقياس أو معيار من الجمال، ولكن كان لديها شيء ما يفتن المرء به. كانت دائماً، وكما تذكرها، كثيرة الشكوك تجاهه ومازالت كما كانت منذ آخر لقاء بينهما. ولكن كيف لم تتعرف إليه بعد...؟ وضع يديه على خاصرتيه وتابع تأمله أن الرحلة البحرية على متن سوبر ،شیب ستستغرق ستة ايام ما بين نيويورك وساوث امبتون سيمضون ستة أيام يمخرون عباب اليم بمنأى عن واقع الحياة الطبيعية للانسان، والتي قد يشعر فيها البعض دهراً بأكمله. ربما قد يكون على استعداد الآن وبعد مدة دامت أحد عشر شهراً... كما وانه لا داعي لاستباق الأمور. وهذه الفتاة الآتية من ماضيه قد تمنحه وقتاً من العزاء والتسلية - ولا بأس عليه من الانتظار لبعض الوقت. سألت بلهجة آمرة وهي تنظر إليه من بين رموش عينيها الكثيفتين: «حسناً؟ ماذا كنت تقصد بقولك سفلة؟» تنبه ريتشارد لكلامها وعاد بتخيلاته الذهنية من الماضي إلى الواقع، وقال: قلت شيئاً ما عن السفلة عندما فشل المصور في أخذ صورة لي.» «آه.» هتفت في اللحظة الذي توقف فيه المصعد. وتابعت تقول: «حصل ذلك، لأنك ابتعدت فجأة من امام الكاميرا المصوبة اليك، والتقطت عندئذ صورتي عوضاً عن صورتك، وكان فمي فاغراً وقتئذ » ثم تنهدت بأسف قائلة: انها ليست بالصورة المثالية التي تمنت أن تريها أم لأولادها كذكرى الأول يوم من رحلتها إلى أوروبا وهي فاغرة فاها مثل سمكة.» «اولاد؟ لا تقولي لي انك ام ولديك أولاد.» وحمل حقيبتيها ومشى بسرعة إلى حجرتها الخاصة، وكان عليها ان تلحق به لتبقى على مقربة منه. اظن أنك ستقول لي انني ابدو صغيرة السن. وتابعت بامتعاض حينما وصلت إلى جانبه: «قد يحدث ذلك فقط مع أم لستة أولاد وفي الخامسة والثلاثين من عمرها، وليس معي انا. كما انني ايضاً لست كبيرة السن كفاية لاطرب من اطراء الآخرين.» في وأخذ ينظر إليها بعين ثاقبة أن هذه الفتاة المرحة والمدهشة لم تصعقه كما تصعقه عادة الأمهات الصغيرات سناً. وبدت له وكان لها لسان آخر في فمها. لا تتردد لحظة استعماله والبوح بما يجول في ذهنها سره ذلك منها نوعا ما، لكن عاجلاً أم آجلاً، سيوقفها عن ذلك حسب الظروف المؤاتية، وقد يضطر ان يعلمها كيف تلجم لسانها . ولن يكلفه ذلك مجهوداً يذكر، قال وهو يرمق ارنبة انفها المتعالية: «آسف على تلك الصورة التي التقطت لك وبتلك الطريقة. كنت تفضلين ان يشاهدك أولادك وكأنك حسناء السفينة. فغرت فاها مندهشة ثم استدركت ما قالت ولمعت عيناها بمرح ظاهر وقالت: «في الحقيقة ليس لدي أولاداً. لم أعتقد ذلك أنا أيضاً.»

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع