الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الضائعون
Where The Moon Flower Weaves

الكاتبة : روميليا لاين
****************
الملخص
----------
في أوقات الملمات تظهر النوايا الخبيثة لكل منا، والكوارث تقرب بين القلوب. حين قابلت جودي السيد بلايك موريسون أول مرة كانت ملابسات الوضع هي التي دفعته لتكوين رأي خاطئ عنها وافترض الأسوء. اعتبرها الفتاة الطائشة الجديدة لرجل عابث هو جيري سومرز مزارع الشاي الذي تخلى عن حبيبته الأولى بعدما تسبب لها بعاهة دائمة في حادث أليم…جودي لم تكترث أن تشرح له الحقيقة بل قررت تجاهله إلى أن يؤدي مهمته، وهي أن ينقلها إلى كولومبو حيث لن تراه بعد ذلك. لكن المهمة كانت شائكة وتحولت إلى رحلة قاتلة دامت أسابيع في أدغال نائية مليئة بالأخطار…حيث الموت يحدث بسهولة شديدة والجوع والعطش والحيوانات الضارية…مضاعفات يومية
---------------
الفصل الأول
---------------
- حين قابلت جودي السيد بلايك موريسون للمرة الأولى شاهدها تعانق الفتى اللعوب جيري سومرز، لكن ما بدا عناق عاشقين كان في الواقع عناقا اخويا بين قلبين جمعها . . الحزن. شقت جودي طريقها بعناد وسط الجموع المتدثرة بالملابس البيضاء وهي تمسك حقيبتها بقوة. . . كانت البتاه او السوق الشعبي في مدينة كاليوا شمالي شرق سيلان في اشد اوقاتها صخبا. والشوارع الضيقة المكتظة تضج بأبواق السيارات القديمة الصاخبة وبصرخات بائعي العربات يطلبون طريقا لمرورهم، فيا راحت الباصات المنهكة تشق طريقها بصبر بين امواج البشر المتراصة. . . تجاهلت جودي الزعيق واجالت بصرها بين الرفوف يمنة ويسارا، بحثا عن صفقات ناجحة من الخضار والأطعمة... كان الباعة، في كل اسواق العالم، يعرضون افضل منتجاتهم بشكل مغر في الواجهة، ثم يقدمون للمشتري انواعا اقل جودة يضعونها عادة في المؤخرة. لكن جودي لم تكن لتسمح لأي منم بخداعها . . فدراهمها كل ما بقي لها لإحضار الطعام. لا تدري ماذا ستفعل عند نفادها كانت جودي تكاد لا تصدق أنها منذ اسبوعين فقط كانت تبتاع ما تريد بسرور ودون أي اهتمام بالثمن. ففي زيارتها اليومية للسوق اعتادت ان تملأ سلتها بكل ما لذ وطاب من التوابل والحبوب والخضار وجوز الهند لتعود سريعا الى البيت متشوقة لاظهار مقدرتها الفائقة في اعداد وجبة كاري من الصنف الممتاز. منذ اسبوعين فقط! وقتها كان والدها حيا يرزق. اما الآن فبدت الدوائر الزرقاء تحت عينيها شاهد عيان على خسارة جودي الفادحة . عجزت عن الاقتناع بان ذلك حدث فعلا، فهو كان بجلس الى مكتبه يمازحها ويضحك معها قبل أن ينهار ويسقط ارضا لافظا انفاسه اثر نوبة حادة . بقيت جودي تظن ان مكتب سفريات كويكشاو الذي عمل في ادارته هو مشروع ناجح. الى ان اكتشفت خطأ هذا الافتراض حين انكبت عل سجلات والدها بعد وفاته. لقد نجح في اخفاء الحقيقة عنها تماما. .. فالمكتب كان واقعا تحت عجز مالي كبير اضطرت في سبيل تغطيته ، لبيع سياراته كلها ولدفع كل مدخراتها. وهكذا، لم يبق معها بعد تسديد كل شيء الا بعض النقود وامتعة قليلة. كان ايجار المنزل مسددا حتى نهاية العام، لكنها لم تقدر ان تتصور نفسها تعيش وحيدة في ذلك البناء الفقير والمتداعي. . . حولت نظرها على مضض عن صناديق التفاح والمانجا وتابعت طريقها عبر السيل البشري، كانت جودي في الثانية والعشرين من العمر. وبعد ست سنوات من العيش في سيلان او سريلانكا كما اصبحت البلاد تسمى، بانت معتادة على السير دون وجل وسط الجموع الغفيرة من السنهاليين والتاميل والملاي التي تشكل غالبية رواد سوق المدينة، انساب شعرها البني الكثيف مع غرته الحمراء بطلاقة قرب رأسها راقصا فوق كتفيها، متناقضا مع لون عينيها الرماديتين المشعتين سابقا خفة وحبورا. كان بريقها الطبيعي يخفي الكثير من بؤسها الكبير. تفادت جودي عربة غطتها الأسمال البالية وانحرفت لتدخل في شارع جانبي انتشرت فيه رائحة السمك المجفف والأفاويه. كانت الرائحة مزعجة لكن جودي تحملتها لعلمها أن اسعار الطعام هنا تناسب نقودها المتضائلة . عبرت الفتاة رفوفا امتلات بالصحون والأواني المنزلية، متفادية بعض الفتيان يركضون حاملين دجاجا الى صدورهم ثم دارت حول قارىء فأل اعتمر قبعة بيضاء وراح يروي عل مسامع زائره اخبارا عجيبة وغريبة. ثم ابتاعت قطعة من سمك المالديف وبعض الاعشاب التي فقدت بريقها. كانت جودي تحدق بحزمة من الفلفل الأخضر قيد خطوات منها حين حصلت الكارثة... فقد دفعها مال ينوء لاهثا باكياس من الأرز لتصطدم بأكداس من القدور والأوان المعدنية التي سقطت كلها ارضا محدثة قرقعة مدوية... حين شاهد البائع الضخم الملتحي الحادث وارتباك جودي الظاهر ما حصل، اغتنم الفرصة وامسك بكوب نحاسي رفيع وعلى بعض القيمة، ليشير الى خدش فيه مطالبا بثمنه. اخبرته جودي بلغة التاميل انها لا تنوي التعويض عن حادث سببه غيرها، لكن البائع اصر عل شكواه مطالبا الفتاة بابتياع الكأس . ثم تجمع حشد صغير حول الرائع.

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع