الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

تدابير القدر
The Marriage of Caroliwe Lindsax

الكاتبة : مارغريت روم
------------------------
الملخص
------------
عاشت كارولين ليندس حياة غريبة فقد فقدت أمها وهي لا تزال طفلة صغيرة، ثم فقدت أباها وهي شابة. .ولم تكد تفيق من هذه الصدمة حتى أوقعتها دورندا ابنة زوجة أبيها في مأزق حرج..تركت لها اختها طفلا حراما وذهبت للبحث عن والده الشاب الإيطالي فيتوريو والذي اختفى في حادث طائرة…!! ولا تجد كارولين مفراً من الادعاء بأنها دورندا وقبول الزواج الصوري من عم الطفل دمنيكو حتى تضمن البقاء مع الطفل. لكن ماذا حدث في باريس؟ وماذا حدث في روما؟ وما الذي دفع كارولين إلى العودة إلى انكلترا؟ وماذا حدث عندما تكشفت الحقيقة؟
-------------
الفصل الأول : شقيقتان .. و لكن
-------------
غادر المعـزون المنزل وتـركـوا كـارولين وحـيـدة بعد أن رفضت كل عروض الجيران لتقيم معهم بعض الوقت حتى تستطيع التغلب على احزانها بعد موت أبيها المفاجيء. جلست كارولين أمام المدفأة تحاول إدخال الحرارة الى جسمها الذي خـدره الاجهاد. فلقد ظلت طوال الأيام الثلاثة الماضية في ما يشبه الفراغ المستمر، كانت تتحرك بصورة آلية، لتأكل وتتكلم وتشترى ملابس الحداد وكأن شخصا آخر قد تولى القيام بواجباتها منذ موت أبيها. أخذت تفكر في أبيها، كان مرحا متفائلا. لا يهتم بأية مشكلة مهما كانت كبيرة. ماتت والدتها وهي ماتزال طفلة في شهرها العاشر. وبرغم أن والدها شارلز لندسي أحب أمها حبا جنونيا، الا أنه سرعان ما أيقن أن حياته مستحيلة بلا امرأة تقف الى جانبه بعد وفاة زوجته. لم يجمع الحب الكبير أو التعاطف بينه وبين زوجـتـه الجديدة
میلدرد، ولكن كان كل منهما يملك ما يعطيه للآخر. فقد كانت أما دون زواج وكانت ابنتها دورندا في حاجة الى أب تنسبها اليه، وفي مقابل ذلك حصل هو على رعاية المرأة. وكان الخاتم الذهبي في يدها يعني الاحترام بالنسبة اليها. وكانت العائلة راضية قانعة بهذه الحياة، فالفتاتان كانتا كشقيقتين الا أن الرابطة العائلية كانت تهتز عندما تصاب احداهما في حادث أو تواجههما مشكلة، فكانت كارولين تلجأ الى أبيها ودورندا الى أمها .
ظلت الحـال على هذا المنوال ثلاث سنوات حتى توفيت میلدرد، ونتج عن ذلك شـعـور دورندا بالحرمان. وحـزن شارلز وكارولين مثلها على وفاة ميلدرد الا أن شعور كل منهما بوجود الآخر الى جانبه خفف من وقع الصدمة. اما دورندا فبقيت في غربة عنهما . لذلك لم يستغرب شارلز عندما قررت دورندا الذهاب الى لندن بعد مضي ثلاثة أشهر على وفاة والدتها . نظرت كارولين إليها غير مصدقة وقالت: - «إلى لندن ولماذا؟ ماذا أنت فاعلة هناك؟ .. - «قررت الالتحاق بمدرسة للازياء في لندن فهم يضمنون لي عملا عند انتهائي من التدريب، وبما أن هذا العمل طالما راقني فإني واثقة من انني سأنجح فيه. في اي حال دفعت المصاريف وهـم يـتـوقـعـون حضوری خلال يومين عند بدء الدورة الجديدة.. وبعد يومين بالفعل غادرت دورندا الى لندن ووعدت بأن تكتب في
انتظام بمجـرد استقرارها ، وتحرك القطار من المحطة وكان آخر ما شاهداه يدها وهي تلوح من النافذة وقد ارتسمت على وجهها أمارات السعادة. سقطت قطعة خشب في وسط النار فانتزع صـوتها كارولين من تأملاتها وأعادها إلى الواقع، واذا بجرس الباب يدق فسألت؛ - «من الطارق؟.. احتارت كارولين في البداية ووقفت تحـدق في الفتاة الطويلة الأنيقة الواقفة أمام الباب. ثم صرخت بعدما عرفت من تكون. وفتحت الباب واندفعت نحوها : - «دورندا حبيبتي، كنت أعرف أنك ستحضرين، طلبت من الله أن تحضري وها أنت قد جئت».
- لقد نضجت. إنك جميلة. لو رآك رينيه لعرض على الفور ان يرسمك.. - ومن هو رينيه؟.. - «انه صاحب العمل، المصور الذي أعمل موديلا عنده.. وتساءلت دورندا في نفسها أين سـتـجـد كارولين رجـلا مـدركـا يستطيع تحويل سذاجة الطفلة الى نضج امرأة. - «دورندا لا يمكنك تصور فرحتى بمجيئك. دعيني أحمل حقائبك. ادخلي واجلسي قرب النار وسأجهز لك العشاء».
علت شفتي دورندا ابتسامة رقيقة وهي تجلس على كرسى أبيها القديم وقالت: - «أنا مسرورة مثلك يا عزيزتي. اني اتلهف على فنجـان مـن الشاي.. أثناء تناولهمـا العـشـاء تحدثا عما فعلاه أثناء انفصالهما في السنوات الثلاث. ودقت الساعة معلنة انتصاف الليل فنظرت كارولين الى الساعة في دهشة وقالت: - «مر الوقت من دون أن أعد لك السرير. يجب الا تستغرقي في النوم لأن السيد ولكنز سيحضر حوالي العاشرة من صباح الغد ليطلعنا على وصية والدى.. أدركت كارولين وهي تتكلم أنها المرة الأولى التي تذكر فيها والدها منذ وصـول دورنـدا . وأدركت دورنـدا مـاذا كـان يدور فـي خـاطـرهـا وأمسكت بها واحتضنتها قائلة: - «انا أسفة لأني لم أستطع الوصول قبل الآن يا كارولين كي أكون معك وأسـاعـدك في ترتيب المأتم، ولكن قلت لك ان عملي يشغلني كثيرا . وكلما قررت الكتابة اليك يحدث شيء ما. وبعدما بلغت القمة فجأة أصبحت الحياة كلها قلقا وارتباطات اجتماعية، حفلات، رحلات الى الخارج. كانت الحياة كالدوامة وأحسست كأني دمية في خيط لا أجد وقتا لنفسي.. ونظرت اليها كارولين في دهشة وقالت:
- «هذا من نعم الله. فالدنيا كلها تحت تصرفك: سفر، مغامرات، حب، هل قابلت فتى وسيما یا دورندا هل أحببت؟.. انزعجت کارولين للشحوب الذي بدا على وجه اختها عندما سمعت هذا السؤال. فصرخت ولفت ذراعها حول كتفى أختها لكن دورندا أبعدت ذراعها وابتعدت عن ضوء المصباح وقالت: - «اني أشعر بتعب شديد . هل يمكنني الصعود الى غرفتي؟». ودون انتظار رد صعدت السلم ودخلت غرفـة نـومـهـا الـقـديمة. وصعدت كارولين وراءها وما أن وصلت الى باب الغرفة حتى سمعت دورندا وهي تغلق الباب بالمفتاح. وذهبت الى غرفة نومها وأمضت الليل تلازمها النظرة المتألمة البائسة التي ظهرت على وجه أختها.
استيقظت كارولين صباح اليوم التالي على صوت الأواني وصفير غلاية الشاي. كانت قلقة لم تتم الا في الساعات المبكرة من الصباح. وشعرت دورندا بأنها في بيتها فوثبت من فراشها لتأخذ دوشا سريعا ثم ارتدت ملابسها وسرحت شعـرهـا ونزلت الى المطبخ تجهز الطعام ونظرت الى أختها بابتسامة مشرقة وقالت: - «صباح الخير يا كارولين. الفطور جاهز. صبي القهوة». أخذت دورندا تدندن بجـذل وهي تتـحـرك في المطبخ. وكأن فتاة الليلة السابقة لم يكن لها وجود . وضعت الماكياج بمهارة ولكن لم تتمكن من اخفاء جفونها المنتفخة ولا نظراتها الحزينة. قالت كارولين:
- «هل أنت بخير يا دورندا؟ لماذا اغلقت باب غرفتك بالمفتاح في الليلة الماضية؟ لم اتمكن من الدخول لاعداد فراشك. كيف نمت؟ هل أزعجتك؟ صدقيني لم أقصد أن أكون فضولية». - «تمهلي يا كارولين في توجيه أسئلتك الواحد بعد الآخر. في حال انني أرفض بشدة الرد على هذا الفيض من الاسئلة قبل الأكل». ابتسمت دورندا وقالت لكارولين: - «تعالی، اجلسي وتناولي معى الفطور. السيد ولكنز سيكون هنا بعد نصف ساعة تقريبا، ويجب ألا يبدو علينا الكسل عند حضوره. فأنت تعلمين نظرياته في الاستيقاظ المبكر.. كانت كارولين تبدو عليها علامات الحيرة وفهمت اختها السبب فقالت: - «أرجوك امهليني بعض الوقت لأحكي لك كل شيء». أحاطت کارولین دورندا بذراعيها وعانقتها .
- «ليس لى الحق اطلاقا في أن أوجه اليك أية أسئلة وسأحاول ألا أقحم نفسي في شؤون غـيـرى ولكن تذكرى أنه اذا كان في امكاني معاونتك فلن أتردد في ذلك». - «بارك الله فيك يا عزيزتي. ربما سألتك المساعدة ولكن لنتناول الطعام الآن وننسى هذا الأمر مؤقتا.. وصل السيد ولكنز في تمام العاشرة، ولم يبد أي دهشة لوجود دورندا، بل حياها بابتسامة فاترة وألقى عليها نظرة سريعة من خلال
نظارته العتيقة. وأخرج من حقيبته الصغيرة وثيقة قانونية وعندما جلست كلتاهما بدأ في قراءة وصية الأب. كانت الوصية قصيرة وفي صميم الموضوع. فكل ممتلكاته شارلز من نصيب كارولين. المنزل ومحتوياته ... بضع مئات من أسهم الشركة قلما تحقق ربحا وممتلكاته الشخصية، ولم يرد أي ذكر لدورندا . فسألت كارولين قائلة: - «إن والدي بالتأكيد لم يتجاهل دورندا تماما؟ انها تستحق نصيبا مثلي في الميراث». ورد السيد ولكنز غاضبا : - يا ابنتي العزيزة دعيني أكمل. لا أعتقد أنك تدركين، وكذلك والدك أنـه بمـجـرد سـداد كل الديون المتـعـلقـة لـن يـتـبـقـى مـا يمكن اقتسامه. طلبت منه مرات عديدة أن تتدربي على بعض الأعمال لتتمكني من اعالة نفسك اذا اضطرتك الظروف الى ذلك، لكنه دائما كان يتجاهل الأمر ويجيب بأنك سعيدة وانه يريدك قريبة منه طوال الـيـوم. واني لآسف لأنه كان أنانيا في نظرته تلك. وها أنت الآن في
موقف صعب جدا ، والواقع أن الآنسة دورندا أسعد منك حالا . فقد أتيحت لها فرصة العمل، وأصبح مستقبلها مؤمنا في حين أنك لست مدربة أو مؤهلة لأي عمل.. - «هل تقصد اني سأضطر الى بيع البيت؟ .

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع