الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

سجن العمر

الكاتبة : كاثلين نيلز
-------------------
الملخص
------------
فردت كولين جناحيها وطارت بعيدا عن سجن ابيها الذي سرق منها فرح طفولتها ومراهقتها, وحطت رحالها في المكسيك. لكن بلاد الحرية والشمس لم تكن بالنسبة لكولين سوى سجن آخر, فجوليانو انريكو يعتبرها ملومة لتصرف شقيقها الذي تخلى عن قريبته ليلة الزفاف وهرب. كولين التي وجدت نفسها تدفع ثمن اخطاء لم ترتكبها, اعتبرت ان هذا أسوأ مايمكن ان يحدث لها. لكنها لم تكن تعلم وهي عديمة الخبرة, انها ستصبح اسيرة لسجن آخر, لن تستطيع الافلات منه, سجن يسمونه الحب. سجانه لا يرحم , فقلبه اذا كان له قلب, لا يسكنه إلا حب الانتقام
----------------------------------
الفصل الأول : رحلة الى الحرية
----------------------------------
كان امام كولين شادو أكثر من ساعتين من الانتظار. لم تكن ابتعدت عن موطنها من قبل, ولم تكن معتادة على الشعور بالاثارة التي بدأت تغمرها منذ اللحظة الاولى التي سافرت فيها. وبالطبع كان هناك تحدي كبير أمامها : والدها..فبيتر شادو كان قد تحكم بها وبشقيقها ريان بيد من حديد , وبرغم من بلوغها الان الثالثة والعشرين, فقد كانت يائسة من الافلات من قبضة يده, ربما كان هناك نقص فيها منذ البداية, فهي على عكس ريان لم يسمح لها بالذهاب الى الجامعة, او ان تختلط بمن هم في مثل سنها, وعندما قال لها ريان " اتركي الرجل العجوز وتعالي معي" فالبرغم من انها شاركته الحماس إلا أنها لم تستطع ان تفعل. وفاجأتها نوبة سعال مما دفع السيدة المسافرة معها عبر الأطلسي إلى ان تلتفت إليها متسائلة: - هل انت بخير ياعزيزتي؟ ومسحت كولين الدمع الذي سببه السعال عن عينيها وردت: - بخير تماما شكرا لك.
ولم تستطع كولين حقا ان تجد كلمات مناسبة للرد على لطف السيدة لسؤالها . واحست بالحرج, ففتحت حقيبة يدها واخرجت رسالة حفظتها عن ظهر قلب . هذة الرسالة وصلتها من ريان في المكسيك منذ شهرين , في وقت كانت مصابة به بالانفلونزا مما جعلها طريحة الفراش ليومين, وتركها هذا تعبة وفاترة الهمة , مع سعال أخذ يهاجمها من وقت لآخر, مما دفع والدها الى تناول طعامه في الخارج. وخلال هذه المدة التقى أرملة تدعى آغي باركر, وتصادق معها, وكانت أصغر منه بخمس سنوات. وتذكرت كولين ذلك اليوم الذي أحضر فيه والدها السيدة باركر إلى المنزل. وقال لها بحدة بعد أن رأها تحمل صينية وهي منحية الكتفين : - لا تتكاسلي يا كولين. وقالت لها السيدة باركر وهي تبتسم لها: - لقد قال والدك إنك مصابة بالرشح. - أنا أفضل حالا الآن. ثم بدأت تسعل , فاندلق الشاي من الفنجان الذي كانت تقدمه للسيدة باركر, فسألتها وهي تتراجع قليلا وكأنها خائفة من التقاط العدوى: - وهل تأخذين أي دواء للسعال؟
وأجاب والدها: - يقول الطبيب إن سعالها سيزول عندما تبدأ الشمس بإرسال دفئها. ونظر نحو النافذة إلى المطر المنهمر في الخارج وأضاف : - أنظري يا آغي .. نحن في شهر أيار ولم يظهر بعد أي دليل على قدوم الصيف ! وعاد تفكيرها إلى الرسالة التي تلقتها من شقيقها . وإلى حرارة الشمس التي تتوقع أن تلاقيها , كان لطفا منه أن يدعوها لحفلة زفافه . كان يبدو من رسالته وكأنه قد استقر في المكسيك , وأنه قد حصل على وظيفة جيدة , مما مكنه من دعوتها كي تبقى معه قدر ما تشاء وقال في رسالته: - المال ليس عائقا .. احزمي ثيابك فقط وتعالي . فلدي منزل كبير بانتظار أن أنتقل إليه مع إيزبيلا .. ويمكن أن نمضي فيه أياما دون أن نراك.
وابتسمت كولين لافكارها , من الرائع أن تسافر لترى شقيقها الوحيد يتزوج , وإذا أقامت معه ومع عروسه , فستبتعد بالتأكيد عن طريقهما , ولكنها لم تستطع أن تدبر سوى بطاقة ذهاب فقط , وبما أن ريان يعرف وضعها المالي , فسوف يدفع لها بالتأكيد ثمن تذكرة العودة. قبل موعد زواج شقيقها باسبوعين , كانت تعمل في المطبخ , وكان والدها يزور آغي باركر في منزلها . ثم سمعت صوت مفتاح والدها في قفل الباب . ودخل المطبخ , وهذا أمر نادر أن يفعله. ودون أن تنظر إليه أخذت تحرك الحساء الذي كانت تحضره لوجبة العشاء. وقالت له: - لقد كنت أفكر ... كم أحب أن أسافر لأحضر زفاف ريان. ونظرت إلى والدها بعد أن قالت هذا , وكما توقعت , بدا غاضبا ولكن لأنها سبقته في الكلام . فقد بدا غاضبا , ولكن ذلك الغضب , كما علمت فيما بعد كان لأنها سبقته في الكلام . فقد كان لديه أخبار يود أن يقولها لها, ولم تعجبه فكرة أنها تجرأت على الكلام بأكثر مما كان يتوقع منها. وتجاهل ما قالته وقال:
- السيدة باركر ستأتي الليلة للعشاء عندنا , وستصبح والدتك الجديدة , فتأكدي أن تحضري طعاما يكفي لثلاثة. وخرج من المطبخ تاركا كولين واقفة مشدوهة ومفتوحة الفم . ومع أنها لم تحب آغي باركر كثيرا , إلا أنها شعرت بالامتنان لها هذه الأمسية. كان واضحا , عندما جلسوا حول المائدة , أن والدها قد تحدث مع عروسه المقبلة عن رغبتها في السفر إلى المكسيك , والتفتت إلى والدها قائلة: - لم تسنح لي الفرصة لأهنئك يا والدي. وقالت للسيدة باركر :
- أنا مسرورة جدا سيدة باركر .. وأنا واثقة أنك... وقاطعتها آغي غير مكترثة بالتهنئة التي قدمتها : - لقد أخبرني بيتر عن رغبتك بالسفر لحضور زفاف شقيقك بعد أسبوعين . وأجفلت كولين , وصوبت عينيها الزرقاوين نحو والدها . وكان يتابع تناول طعامه قانعا بترك الحديث للسيدة باركر , وردت عليها بهدوء: - أجل .. هذا صحيح .. إنه شقيقي الوحيد و... وقاطعتها السيدة باركر مرة أخرى وكأن كل شئ قد سوي أمره: - وتعتقدين أن عليك الذهاب ... والدك سيبيع هذا المنزل وينتقل للسكن معي . ومنزلي لا يتسع لثلاثتنا. فيما بعد , وفي غرفتها أخذت كولين تفكر : كم أنا سعيدة لهذا , كم أنا محظوظة للخلاص من أن يكون مصيري خادمة لوالدي وزوجته.
وعلمت في اليوم التالي أن السيدة باركر قد تمكنت من أن تجعل والدها مطيعا لها قليلا . فلم يعد كريما معها كما كان , حتى وقد أصبح قادرا على ذلك من خلال بيعه لمنزله . وقال لها: - سأدفع ثمن تذكرتك.. ذهابا فقط. - ولكن .. أتعني أنك لا تريدني أن أعود؟ كانت المرة الاولى التي تتحداه فيها , ودهشت عندما اكتشفت أنه كان عليها أن تفعل هذا من قبل, فقد كان جبانا. - لم أقل هذا .. لقد قال شقيقك إنه سيدفع أجرة عودتك , ألن يفعل؟ معه مال أكثر مني .. فليدفع! ولم تتقبل الفكرة . ولكن بما أنها لم تكن قد حصلت بعد على المال منه ، حتى لتذكرة الذهاب فقط ، فلم تجرؤ على مناقشته , فهي تعرف بأنه قد يتراجع عن كلمته.
- وهل هناك مجال أن أحصل على بعض المال لأشتري بعض الثياب ؟ وضاع رده بعد أن انتابتها نوبة سعال .. ومع أنها علمت أن ما فعله لم يكن بدافع الشفقة عليها ، فقد أعطاها شيكا يغطي ثمن التذكرة ويكفي لشراء بعض الملابس ويبقى معها القليل لتصرفه

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع