الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

معاناة

الكاتبة : ليني كولنس
------------
الملخص
------------
كيف تستطيع باتي باركن اقناع نفسها أن الفشل في علاقة حب واحدة لا يعني فشل الحياة كلها. هربها والعمل في مستشفى خاص بعيد جداً عن موطنها الأصلي لم يساعدها بتاتاً. لأن الحب أمامنا كل يوم وكل دقيقة وكل ثانية. فقط عندما نكون بحاجة له نجده. فكيف هو بالنسبة لباتي التي كانت بأمس الحاجة له . . . بعد صدمتها العنيفة تلك. كان آيفور مينارد الشهير بساحق قلوب العذارى معجباً بها. لكن كيف تستطيع باتي أن تثق به وتطمئن له وهي التي عانت ما عانت سابقاً. هل كان جاداً وهو صاحب السمعة السيئة؟
-------------
الفصل الأول
-------------
كيف تستطيع باتي باركن اقناع نفسها ان الفشل في علاقة حب واحدة، لا يعني فشل الحياة كلها . هربها والعمل في مستشفى خاص بعيد جدا عن موطنها الأصلي لم يساعدها بتاتا . لأن الحب امامنا كل يوم وكل دقيقة وكـل ثـانيـة فقط عندما نكون بحاجة له نجده. فكيف هو بالنسبة لباتي التي بعد صدمتها العنيفة تلك .
كانت بأمس الحاجة له كان آيفور مينارد الشهير بساحق قلوب العذاري متيماً بها. لكن كيف تستطيع باتي ان تثق به وتطمئن له وهي التي عانت ما عانت سابقا. هل كـان جادا وهـو صاحب السمعة السيئة؟ .
نظرت باتي الى البروفسـور الجـالس خلف مكتبه في المستشفى الشهيـر هـارتـليـك، وهي تنتظر ان يسمح لها بالجلوس . يتأملها جيداً . «آنسة باتي» نظر اليها من اسفل نظاراته السميكة وهـو «تفضلي بالجلوس ارجـوك». ثم اشـار لـهـا كي تجلس على الكرسي المجاور لمكتبه «يبدو ان ملفك حافل بالأعمال الجيدة يا آنسة . . . . «شكراً لك . . . . .
«ولكن هنـاك اشياء كثيـرة لا تعلمين عنهـا في هـذا المستشفى . . وأولها انه مستشفى كبير جدا ومشهـور وهـو بحاجة ماسة الى الخبرة الكبيرة والعمل المتواصل الشاق» . «اعلم هذا سيدي البروفسور» . «ان تعلمي هذا يختلف عن ان تعملي به . . . انت كنت تعملين في مستشفى صغيـر جـداً لا يصـل بحجم اربعـة هذه المستشفى» . طوابق من «اعلم يا سيدي البروفسور بماذا تنصحنى احست ان هذا البروفسور المشهور يحاول ان يستفذها ويحاول ان يكتشف الى اي مـدى هي قادرة على العمل هنا .
«نحن بحاجة لعدد كبير من الممرضات وكـل ممرضـة عليها ان تعمل بأربعة ايدي وستة عيون وأربعة ارجل، هل هذا كثير عليك» . «لا بالطبع فأنا متعودة على العمل الطويل» . وحسناً اذا تفضلي » وما هي الا ايام معدودة حتى كانت باتي تتابع تخصصها
في مستشفى هارتليك الكبير . الممر المنير الطويل كـان همها ان تـدفـع بعـربـة الضمـادات عبـر احـد الأجنحة، ولكن تلك العـربـة لم تساعدها للمسير بسهولة ففكرت انه عليها الاستعانة باحدى الزميلات . في «لا بأس باتي يجب ان تنتبهي في المرة القادمة ان هذه العربة غير صالحة للاستعمال . . . من این اتيت بها؟» . سألتها احدى الزميلات . «كان علي ان ادرك هذا منذ ان اخرجتها من المخزن» . «هيا سأساعدك كي نرجعها الى مكانها ونستبدلها بواحدة اخرى جيدة» .
ساعدتها الزميلة بعملها وعندما انتهت عادت الى الجناح المخصص لها وهي مرهقة تعبة «اوه انـه حـقـا مستشفى كبيـر اني اتساءل عن عـدد الموظفين فيه . . . يبدو ان الجميع يعاني مما اعاني منه انا ومـا المهم طالما ان العمـل هـو عـمـل كـانت الآن ... وما المهم تحدث نفسها وهي تجلس على تجلس على مقعد مريح . عنـد السـاعـة الـرابـعـة تلقت بـاتني دعـوة من احـدى الصديقات لحفلة صاخبة تقيمها في منزلهـا واصرت على حضورها تلك الحفلة .
لقـد زعم العديد من الممرضات الاقل رتبـة بأنهن كن راغبات في مهنة التمريض منذ طفولتهن. اما باتي فلم تكن تفكـر بالتمريض ابدأ. فقد كانت أمـالها كلهـا معلقة بالزواج والاسرة والاطفال منذ ان التقت بستيف . وجميع صـديقاتهـا كن قد وضعن المهنة نصب اعينهن. كما كن
يستهزئن بآرائها. باعتبارها آراء عتيقة وبالية . غير انها كانت واثقة من انها ستكون سعيدة كزوجة وسعيدة كأم طيبة. غير ان ستيف تزوج امرأة أخرى فخابت آمالها مما جعلها تكيف نفسها للحالة الجديدة على الرغم من كل شيء... فلم تجـد افضـل من مهنـة التمريض لكي تنسى فشلهـا في الحب . اضافة الى ذلك ظنت باتي ان التدريب في المستشفى تعليمي في لنـدن سيضع مسـافـة شـاسعـة بينها وبين لقـاء محتمل مع ستيف وزوجته الجميلة .
كـانت هارتليك حسن الانتقـاء لمـوظفيـه وذلك بسبب تقاليده العريقة ومقاييسه الرفيعة . فقد كان يختار الأكثر جدارة بصورة عامة. لذلك كانت باتي مسرورة بنوع خاص لقبـولها في مدرسة التدريب في المستشفى الذي اشتهر بممرضاته اللاتي عرفن بكفاءتهن العالية في جميع ارجاء المعمورة. وكانت بـاتي تطمح ان تصبح يـومـا مـا ممرضة مسؤولة عن ادارة جناح . وكانت عاقدة العزم على ان تكون غير مكروهة وغير مخيفة .
كانت الممرضة باركن اكبر قليلا من زميلاتها في مرحلة السنة الاولى من التدريب والدراسة. وكان تبدو حصيفة وذات عقـل متزن. فكانت جميع تقاريرهـا توضـح بـأنها ستصبح ممرضة ممتازة . وكان لها اصـدقاء كثيرون ولكن حتى هذه اللحظة لم يظهر في حيـاتـهـا رجـل ذو اهميـة خاصة. ولعلهـا ستبرهن على انها واحدة من تلك الفتيات اللاتي يقضين حياتهن من اجل الطب ويعتبرنه هدفا افضـل من الزواج .
لم يستطع احد العثور على الصور الشعاعية المفقودة الا ان احد المصورين اصر على انها قد ارسلت الى كيوري في هذا الصباح . وقد ظهر عليه الاستياء من عدم الكفاءة في التنظيم. وهدأت باتي من روعه وانفعاله وانصرفت تشق طريقها عائدة الى الجناح الجراحي . وما ان وصلت القسم حتى حينها احدى صديقاتها . «هلو باتي». فأجابتها عفوياً . هلو جواني»
كانت جواني لايدلو ذات مرة طالبة تدرس التمريض ولكنها عجزت عن التغلب على الغثيان الذي كان يصيبها بمجرد رؤية الدم. وعندمـا خـاب طمـوحـهـا تحولت الى دراسة علم بنية الجسم في الانسان. وقد كانت صـديقـة لديزي . تقاسمها شقتها في السكن . وكانت هي القلب. النابض في حفلة الليلة السابقة. فلاحظت بـاتي انها لم تكن حتى مثقلة الجفون في هذا الصباح فقالت .
لا اظن انك ذقت طعم النوم ومع ذلك تبدين وكأنك قد نمت ساعات طويلة . . . كيف تفسرين ذلك؟». ضحكت جواني وقالت . «كانت حفلة رائعة. اليس كذلك؟ ولكني سأفقد ديـزي بألم لقد قضينا معاً اوقات جميلة . اسمعي يا بـاتي كنت افكر مع نفسي .
ما رأيك بمقاسمة الشقة معي بعد ان تنتقـل ديزي الى بيتها الجديد؟ فأنا لا استطيع تحمـل الايجار وحدي وليس هناك افضـل منـك ليشـاطـرني السكن . كانت باتي تتوقع مثل هذا الاقتراح من صديقتها

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع