الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

المليونيرة المدللة
Man On The Make

الكاتبة : روبرتا لي
------------
الملخص
------------
إنني أتلقى أوامري من أي شخص يدفع لي “ كان رد مارك راينر حاسماً ” وهو هنا والدك “. لم يتح مسلكه أي فرصة للجدل، وكانت شارلوت تغلي من الغضب. لم يكن راينر يرغب بصفة قاطعة في أن يلعب دور المربية لفتاة صغيرة مدللة فاسدة. أما آخر شيء كانت شارلوت تريده هو وجود مارك غير المرغوب فيه في خلفية حياتها كي يفسد عليها بهجتها. ولم يطفيء ذلك شرارة الانجذاب بينهما، ولكن هل كان ذلك كافياً لبناء علاقة مستمرة؟ إذا تأملنا طريقتي حياتيهما المختلفتين لبدا الأمر وكأنه وصفة لإعداد كارثة
------------
الفصل الأول
------------
ما إن علم "مارك راينر" بطبيعة مهمته القادمة حتى وجد نفسه مدفوعا لأن يقدم استقالته في التو واللحظة ، قال بوجه متغضن - لم التحق بأعمال المخابرات كي ألعب دور المربية لفتاة صغيرة مدللة وفاسدة لأنها غنية .. قاطعه السير الريـك واطسون قائلا بنعومة : - دعك من الشعارات ، لو لم أكن على علم بأن هذه المهمة لا تزيد عما ذكرت لما طلبت منك أن تقوم بها - لقد كان الأحرى بوالدها أن يقوم بالمهمة بنفسه كان "مارك" وهو يعلق بقوله السابق يعلم أنه كان يفضل الأمل على العقل . ففي الوقت الذي لا تشكل سلامة "شارلوت بوثيل أهمية كبرى للغرب كان من الواضح ضرورة ضمان حمايتها التي كانت السبب في إثارة انتباه رئيسه في الدرجة الأولى . ولكنه لم يكن قد توقع أن يطلب منه الإشراف على العملية بنفسه
حرك السيد "الريك" سلسلة أمامه وهو يقول - أعتقد أن الحقائق لدينا .. صحيحة - بالتأكيد . إن وكالة المخابرات المركزية قامت بمراقبة الجنرال "فارجار لعدة شهور ، وقد غادر العاصمة بالفعل وانتقل إلى التلال - ولكنهم متأكدون من أنهم يعرفون .. ما نسعى وراءه . قال "مارك" بحزم : - نعم ! إن "تليجواي" مستعدة الآن للثورة ، ولحظة وقوعها سيحاول رجال فارجار" أسر الأنسة "بوثيل - ولكن والدها يرفض أن يصدق ذلك - هو على علم بالثورة . دون شك . هز العجوز كتفيه وقال :
عندما نتيج استثماراتك في التعدين فرص العمل للآلاف ، فقد يكون لك العذر إذا ما فكرت في أن أي مواطن لن يهتم بالإضرار بك أو بعائلتك، وعلى أية حال فإن "بوفيل" يقول إنه ظل يحمي ابنته أكثر من ثلاث وعشرين عاما دون مساعدة من أية وكالة حكومية ملعونة - هذه كلماته وليست كلماتي – ولايجد مبررا لتغيير الوضع هناك فرق شاسع بين حماية ابنتك من المختطفين المهتمين فقط بالمال ، وبين الإرهابيين المولعين بإطلاق الرصاص عليك إقناع "بوفيل" بذلك وفي أسرع وقت ، إذا وضع المتمردون أيديهم على الفتاة لكان لذلك ردود فعل غير سارة على الغرب . كان "مارك" يعلم أن السير "الريك" على حق وإن لم يزد ذلك من سعادته بالمهمة ، فقد بدا له أنه على مدى الأشهر القليلة القادمة سيكون ملزما بمراقبة سيدة شابة مدللة ولابد أنها ستشعر بالكراهية لوجوده حولها بقدر ما كان يشعر هو بذلك – قال :
- سالحق بأقرب رحلة طيران إلى "نيس" وأعتقد أن "بوفيل" ينتظرني - وماذا عن الأمن الفرنسي ؟ وحيث إن "بوثيل" يعيش الآن في فرنسا أليس من المتوقع أن يدسوا أنوفهم قسرا إذا لم ندعهم إلى ذلك ؟ أجاب السير "الريك" : - إن الرجل رعية بريطانية بدت الإجابة كافية وشد "مارك" وجهه وقال : - يا للأسف إن حماية جميلة مدللة أقرب إلى الذوق الفرنسي عن البريطاني أضاءت الابتسامة التي صحبت كلامه وجهه النحيل ، وكشفت عن أسنان قوية بيضاء كان طويل القامة ، عريض المنكبين يميل إلى ما كان يشبهه عندما كان شابا قويا يدرس في جامعة أكسفورد" قبل اثني عشر عاما عما هو عليه الآن كضابط عميل بالمخابرات . وفي الحقيقة أحس العديد من أصدقائه أنه عندما أصبح مرموقا في وزارة الخارجية قد أضر بوطنه عندما فضل الوظيفة على
الرياضة ، بيد أن أمرين منعاه من الاتجاه للرياضة أحدهما : تمتعه بقدر عال من الذكاء الحاد الذي استلزم أن يواجه تحديا عقليا مقابل التحدي البدني ، وثانيهما : غرامه الشديد بالمنطق العقلي الذي كان ينظر إلى الرياضة كمجرد لعبة وهذه الصفات من الممكن أن تحقق له النجاح فيما لو كانت مفردة ، غير أنها مجتمعة أضافت للرجل قوة أخلاقية كبيرة ، حتى أن السير "الريك" وظفه لديه وهو مايزال بالجامعة ؛ وبعد أن حصل على درجته الجامعية ، اختفى عن الأنظار مدة عام ولم يكن أحد فيما عدا عائلته يعرف أين ذهب . وعندما ظهر أخيرا كان أكثر نحافة وقوة . لقد أصبح عقله وجسده أكثر صلابة وحدة ، كانت النساء من جميع الأعمار تتصارعن من أجل جذب انتباهه ، وكان يتقبل منهن ما يقدمنه ويمتعهن جسديا وإن لم يعطهن أي شيء من ذاته - كان عمله هو كل حياته ، ومـن أجـلـه تجـنـب أيـة ارتباطات عاطفية . قال :
سأحيطك علما بكل التطورات يا سيدي ، ولكني سأقوم بالدور وفقا للأحوال دون تخطيط . ابتسم السيد "الريك" وقال : - هذا ما يناسبني ، فأذناك أفضل من أذني "منيوهن" ! مرت أربع ساعات بعدها كان "مارك" يعبر ممر مطار "نيس" الحار كأجنبي وقد ألقي سترته على كتفيه . كانت سماء البحر الأبيض المتوسط زرقاء دون غيوم ، والهواء دافئا وناعما على جلده ، مثل يد امرأة مدللة . أخذ يراقب العديد من رجال الأعمال المشدودين والمتعبين يحملون حقائب الأوراق ويسيرون أمامه ، وفكر كم هم بعيدون عن مواقعهم . كانت "نيس" شاطيء الأغنياء والمرفهين الذين كانوا يطيرون بالنفاثات كي يمتعوا أنفسهم ؛ الأمر الذي جعله يفكر في "شارلوت بوثيل" . ضاق فمه ، لم يكن من العدل الحكم عليها قبل مقابلتها ، ولكن مما استنبطه لم تكن بالنسبة له
تختلف عن الحسناوات فارغات العقل ، اللاتي كن يشتركن معها في عطور أربيج" و دوم بيرينيون طلب من سائق التاكسي أن يذهب به إلى "نيجرسكو" وبطريقة حذرة تعودها من كثرة المران ، اضطجع للخلف في مقعده ، كما لو كان ذلك هو كل لذته ، متتبعا الحشود السائرة على الشاطئ الحجري عبر منطقة "نزهة الإنجليز أخذ بعد نصف ساعة تاكسيا آخر لاختصار رحلته ، حيث توجه في اتجاه "الأنتيب" وهي من أجمل المدن على الريفيرا أحس بالرضا عندما وجد أنه غير متبوع ، وأمر السائق أن يوصله إلى "الكاب" وهو لسان خلف المدينة حيث تقع أملاك "شارل بوثيل" . كانت الأملاك تشغل أصغر جزء من اللسان وتبرز مثل الإصبع من الكتلة الكبرى للكاب . كانت الأرض في ثلاث نواح تنتهي عند الصخرة ، تكاد تكون حوائطها رأسية ، تنحدر لأسفل إلى خط الشاطئ شديد الانحدار لا يصلح للسباحة . وبهذا يصبح الجانب المواجه للأرض فقط هو الذي يحتاج إلى الحراسة . لمح "مارك" الحائط الذي يبلغ ارتفاعه سبعة أقدام ، ولاشك أنه
مكهرب ، وكان يمتد لمسافة لا تقل عن ربع الميل ، ويبدو مستحيل الاختراق وإن كانت التجارب قد أقنعت "مارك" بأنه لا يوجد شيء مضمون . توقف السائق خارج بوابتين سميكتين من الحديد ، يحرسهما رجل تبدو عليه مظاهر القوة يقف داخل كشك محصن ضد الرصاص ، أعطاه "مارك اسمه خلال جهاز "الانتركوم" المثبت في الحائط بعدها سار التاكسي عبر ممر متعرج سقفه مغطی بخشب البلوط ، وعندما ظهرت الفيلا أخيرا بدت بألوان متعددة بهيجة تبهر البصر . كانت الحوائط باللون الكريم ومبلطة باللون الأحمر ، تقف وسط وهج من الأنوار الذهبية ، تعلوها السماء الزرقاء ، ويحيط بها النجيل الأخضر بلون الزمرد ، وهناك أعمدة صدفية من الرخام تحمل (باكية) الباب الأمامي ، وكان هذا المظهر المغربي ينعكس أيضا على الأقواس التي تعلو النوافذ . وكانت النوافذ تتميز بشيش خشبي جميل مطلي بلون التركواز الناعم . وكان بعضها
مفتوحا وأغلبها مغلقا ، كما لو كانت تحجب الداخل من العيون المتلصصة . انتظر "مارك" حتى اختفى التاكسي عن ناظريه قبل أن يضغط جرس الباب الأمامي الذي فتحه في الحال رجل يرتدي سترة بيضاء ذو ملامح شرقية لا تعبر عن شيء ، ثم قال :
- أرجو أن تأتي من هذه الناحية يا سيد "راينر" حيث ينتظرك السيد "بوفيل" خطا "مارك" داخل القاعة التي كانت واسعة ومستديرة ، وكان قسم من الحائط مغطى بالسجاد الفاخر ، بينما كان هناك في الجانب الأيمن سلم واسع من الرخام له سور (درابزين) من البرونز اللامع يقود إلى الطابق الأول . لمح خلف السلم مكتبة ، وكان الأثاث قاتما كان له إطار مزخرف بالنحاس الأصغر . قرر أن الأثاث من أفضل طرز الإمبراطورية الفرنسية ، وتسائل عما إذا كان باقي المنزل على نفس المستوى المتوقع ، ولكن لم يكن باقي المنزل كما توقع . كانت حجرة المعيشة الضخمة في المقدمة لها أبواب زجاجية منزلقة تشكل الحائط المواجه للشرفة – وكانت على الطراز الأمريكي الحديث - تعطي إحساسا بأن يد مهندس الديكور لم تمسها ، ولم يكن الطراز شخصيا ، وتساءل عما إذا كان الطراز من اختيار الأب أم الابنة . كان كل مكان غنيا بالأعمال الفنية واللوحات التي تساوي فدية ملك ، وكانت تلك الأشياء هي التي استرعت انتباهه وبينما هو يتحرك وهو يتمتع بأعمال "كوردت" و"رمبرانت و هولباين، أخذ الكلب "اللابريدور" ذهبي الشعر يتشمم ساقيه ، صاح "مارك" بصوت عال وهو ينحني كي يربت على أذني الكلب
- أمسكوا الكلب ! يمكنني أن أنزع لوحة كانافاه من على الحائط ، وأن أضع مكانها واحدة مزيفة ، وكل ما سيفعله هو أن يلعق يدي ! سمع صوتا هادئا من خلفه يقول : - حاول أن تفعل ! استدار "مارك" كي يواجه "شارل بوفيل" كان مظهره بسيطا ، لم يوح بأنه واحد من أغنى أغنياء العالم ، كان نحيفا وقصيرا وقد مشط شعره الرمادي

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع