الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

مأساة عاشق

الكاتبة : جينين كومبز
------------
الملخص
------------
يصاب “بريان انتوني” بعقدة نفسية شديدة نتيجة لحادث أليم تعرض له وهو في سن الخامسة عشرة حيث توفي والده وأخوه معاً ثم عاش هو ووالدته في الذكريات الأليمة يتجرعان الألم كل ليلة إلى أن ماتت هي الأخرى وتركته وحيداً. هذا الحادث يدفعه للأمام في عمله لكنه بعدما أصبح وحيداً لم يعد يطيق الحياة في مكان واحد واعتاد السفر لكي ينسى آلامه. تظهر المأساة عندما يقابل فتاة أحلامه التي تصادف أنها تكره الترحال لأنها عانت منه وهي طفلة وتصبو إلى الاستقرار، مع هذا التعارض في الطموحات والآمال، وبرغم الحب العنيف الذي نشأ بينهما نتساءل: كيف ستكون نهاية حبهما معاً؟ في الإجابة عن هذا السؤال مغامرات عاطفية دافئة ومواقف نفسية عصيبة
---------------
الفصل الأول
---------------
خمس دقائق اخرى وسنتصل بالشرطة.. نظرت كليليا دريسدال في ساعتها للمرة العاشرة وتساءلت وهي تضرب برجلهـا الأرض في عـصـبـيـة: "أين يمكنه أن يكون الآن بحق السماء؟" ثم توجهت إلى النافذة وأبعدت ستائرها على أمل أن ترى والدها عند وصوله. والواقع أنها لم تر في ظلمة الليل إلا انعكاس ظلها على زجاج الشرفة. قطبت "کليليا" حاجبيها وقد أحاطت بوجهها الجميل بعض خصلات شقراء كانت قد أفلتت من ذيل حصانها. وأضفى القلق والزكام على عينيها شيئاً من الحزن. أحست "كليليا" فجأة بأنها في الستين من عمرها وليست في الثامنة والعشرين. إذا كانت تشعر بنفسها هكذا كالخرقة البالية فعلا فإنها لم تكن ستجد الوقت للاهتمام بذلك المفقود. تساءلت وهي تسرع خارج المنزل - ربما يكون قد وصل الآن؟ بالرغم من تأخر الوقت كان الجو حاراً. فقد كان شهر يوليو هذا شديد الحرارة، لكنها اعتادت هذا المناخ على مدى عشر السنوات التي قضتها في كنساس". ولكنها لم تكن معتادة العيش مع رجل في سن الستين مازال يعيش في دور الشاب إلا منذ ثلاث سنوات. عبرت "كليليا" الردهة الواسعة التي أحرقت عشبـهـا حـرارة الجو وانتابها شعور بالفزع وهي تفكر بما يمكن أن تحدثه هذه الحرارة على مخ ذلك الأب العجوز. ارتعدت أوصالها عندما تخيلت تلك الفكرة المرعبة لو تحققت. إن القلق يلتهمها حقاً على والدها وهاهي قد أوشكت أن نجن. قالت مطمئنة نفسها: - ليس هناك ما يدعو للقلق! على أية حال لم تمر سوى ساعتين على اختفائه. كان عليها- على الأقل -أن تحاول منعه من القيام بنزهته المعتادة تلك بعد العشاء، ولكنه كان يزعم أنه الوقت المناسب لها. كان عنيداً مثل الحيوان. لا يمتثل إلا لما يجول برأسه ولا يهمه كثيراً أن تجن ابنته من القلق عليه. تساءلت في قلق: - مـاذا لـو قـام بخطأ مـا؟ إن ذاكـرتـه تـخـونه أحـيـانـاً. لم يكن هناك -بلاشك ما يدعوها للاعتقاد بأن هناك خطراً يحدق به. لكنها لم تكن مطمئنة تماماً؛ فوالدها يتذكر جيداً يوم زفافه ويستطيع أن يحصي عدد المدن التي عاش بها أثناء عمله كمدير لشركة إنشاءات وتعمير، و عدد الأصدقاء الذين حضروا جنازة زوجته منذ ثلاث سنوات ماضية لكنه غالباً ما كان يجد صعوبة بالغة في تذكر إن كان قد تناول إفطاره أم لا أو إن كان قد تناول أدويته. ولقد تحدثت "كليليا" في هذا الأمر مع الدكتور "جونسون" الذي طمأنها وهو يهز كتفيه وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة عريضة قائلاً: - فيرنون" يتذكر فقط ما يهمه. إن هذا الرجل يستمتع بحياته على الوجه الأمثل - شراب ونساء- إنه سيحضر جنائزنا جميعاً تمتمت: - حقا، إنه يسعى وراء كل النساء! منعت كليليا خيالها الواسع من أن يفرض عليها صوراً بشعة للموقف، فوالدها كان أبشع من الصبية الذين كانت تنشغل بهم مرة كل أسبوع. وربما كان أسوأ من ذلك أيضاً توجهت الفتاة – في ملل - ناحية المنزل وفتحت بابه بقوة ثم توجهت مباشرة إلى التليفون من المحتمل أن يغضب والدها بشدة إن أطلقت الدورية للبحث عنه. ابتسمت "کلیليا" عندما تخيلت هذه الفكرة. ربما يعلمه هذا أنه عندما يتسلل هذا الـعـجـوز هارباً فإن هناك من يقلق عليه. كـانت أيضـاً قـد أخبرت كل الجيران بأمره من قبل. رفعت "کلیلیا" سماعة التليفون لتتصل بالشرطة. عندما سمعت صوت ضوضاء سيارة في الفناء، وضعت السماعة وأسرعت للخارج وما رأته هو سيارة "فولفو" كبيرة تقف خلف سيارتها التويوتا". انفتح الباب المجاور للسائق واضيئت أنوار السيارة من الداخل، عندها تعرفت "كليليا" على والدها على الفور واحست بالارتياح وهي تراه جالساً سالماً، ثم عاد لها غضبها وتساءلت: ماذا كان عساه أن يفعل كل هذا الوقت؟ توجهت إلى السيارة مثل الجندي الذي يسرع متجها إلى عدوه. دون أن تدرك حتى إن السائق قد خرج من السيارة. ثم فتحت الباب المجاور لوالدها ووجهت له إحدى نظراتها القاسية وسالته - أين كنت؟ لقد كنت على وشك استدعاء الشرطة. نظر "فيرنون دريسدال" إلى ابنته وقد بدا عليه الإحساس بالذنب. بشعره الأبيض المشعث كان أشبه بجرو على وشك أن يقضم خفا قال متثائباً - بإمكاني أن أفسر لك كل شيء. حاول العجوز جاهدا أن يخرج من السيارة لكنه سقط مرتميا على كرسيه وهو يقهقه وجحظت عينا "كليليا" من الدهشة. وجاء صوت رجولي من ورائها يقول - معذرة. اعتقد أن والدك .... اوه .. ثمل بعض الشيء. اسـتـدارت "كليليا" لـتـواجـه ذلك الرجل الذي حدثها، برغم الظلام استطاعت أن تلاحظ ملابسه البسيطة: فقد كان يرتدي مايوها لاصقاً يبرز جذعه القوي الذي كانت تظهر منه العضلات، وشورتاً من القطن يفصل جسده ويسمح بظهور ساقيه البرنزيتين الطويلتين. رفعت كليليا" رأسها فتقابلت نظرتاهما للحظة، تلك الزرقة التي تكسو عينيه هي بلا شك زرقة مياه المحيط الهادئ... لكنها اكتشفت فيهما وميضاً من السخرية. اما شعره فكان بنياً كثيفاً. كل هذا يمنحه مظهراً لا يمكن نسیانه كررت غير مصدقة - ثمل؟ رمشت عیناها مرات عديدة قبل ان تفهم - لكن كيف لهذا أن يحدث؟ قال بصوت تعمد أن يظهر فيه نغمة ندم: - آسف، إن هذا خطئي انا. لكن عينيه كانتا تفصحان عن ابتسامة ماكرة. قال مفسراً - لقد وجدته جالساً أسفل في فناء منزلي. وعندما سألته عن سبب جلوسه هكذا زعم أنه يستريح قليلاً، لكنه في الحقيقة كان على وشك الإغماء بسبب حرارة الجو فدعوته للدخول ورحنا نتحدث معاً ونحن نتناول الشراب اتهمته غاضبة: - لقد أسكرته. ثم اسـتـدارت لتلقي نظرة على والدها ذلك الذي قـد راح في سـبـات عميق أو أغمي عليه فاغراً فمه. - لا أعتقد أن بضع كؤوس من الشراب ستؤذيه. استدارت "كليليا" وراحت تتفحص ذلك الغريب وهي تقول في نفسها: يا له من ابله ذي عضلات ولا يملك سوى رأس فارغ! - هل سألته مجرد سؤال إن كان يحق له الشراب أم لا؟ - كلا، لقد .. - مفهوم، لقد تركك تعرض عليه الأمر. اقترب منها وقد عزم بشدة على أن يمسك بذقنها الجميل بين يديه ويقبل شفتيها الرقيقتين فقط لیری کیف سيكون رد فعلها. لكنه تراجع. - اسمعي يا أنستي. إنني آسف جداً لكوني السبب في هذا الحادث. ثم هل اصطحبت والدك إلى المنزل ليجعلني اقدم اعتذاري؟ - لا، لكن هذا هو الواجب عليك فعله. واضح تماماً أنه مغشى عليه مال الرجل إلى داخل السيارة. ناداه: - سید "دریسدال"، افق لكن ذلك الأخير لا يتحرك. سالته: - هل أستطيع مساعدتك؟ وبدلاً من أن تشعر بالقلق راحت تتامل جـسـد ذلك الرجل الذي كان منشغلاً بوالدها. هذا الظهر المستقيم، هاتان الكتفان العريضتان وهذه القامة الهيفاء كلها نموذج حقيقي للرجولة المجسدة. رد عليها: - امسكيه من قدميه واسحبيه برفق حتى أتمكن من تمرير ذراعي تحت إبطيه، انتبهي! واحد.. اثنان.. وفتح "فيرنون عينيه. قال دهشا وهو ينظر حوله - ماذا يحدث؟ من أنت؟ - بریان انتوني"، لقد تناولنا معاً بعض الشراب. أتذكر ذلك؟ زفرت كليليا": - إنه ينسى بعض الأمور أحياناً أنكر فيرنون": - لا مطلقاً! إن لدي ذاكرة فيل. حاولوا أن تسألوني عن السنوات التي انتخب فيها "هاري ترومان رئيساً. هيا وسترون! تنهد بريان": - حسناً، حسناً، متى كان ذلك إذن؟ رد "فيرنون": - في ١٢ ابريل. عام 1945. قال "بريان" في مرح: - - لقد ربحت یا سید "دریسدال". نادني "فيرنون". حسناً يا "فيرنون". دعني الآن أساعدك في الدخول إلى المنزل. عقد "فيرنون" ذراعيه حول صدره. - لا أستطيع يا بني. لابد أن أبقى في موقعي فإن الألمان سيصلون بين لحظة واخرى. انتفضت "كليليا". فمنذ سنوات قليلة كان والدها يتصرف بطريقة غريبة. لكن ألهذا الحد.. هل هذا هو تأثير اختلاط الكحول بالأدوية؟ هذا بالفعل ما حذرها من خطره الدكتور جونسون"، إنها ستتصل به على الفور. قال "بريان" الذي أدرك أنه لا يجب عليه معارضة ذلك العجوز - هذا سبب تـحـديـه لـلاحـتـمـاء، دع الأمور بين يدي جنودك فلابد أن نبقيك في أمان لأنك الوحيد الذي يصدر الأوامر هنا . راح فيرنون" يفكر في الأمر. قال موافقاً أخيراً

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع