لن أفقدك مرتين
Captive Heart

الكاتبة : هازل فيشر
الملخص
كانت كاتي غرانجر تنتظر وصول الطبيب المستشار الجديد بقلق كبير، يا إلهي، كيف سيكون لقاؤهما؟ لقد مرت خمسة أعوام…حاولت خلالها أن تنسى حياتهما القصيرة المشتركة… انه لم يتغير، لا يزال الرجل الفاتن المغامر، ولكن لماذا يتصرف وكأنه يمتلكها، جسدا وروحا؟ هل سيكشف سرها؟ هل سيجتمعان من جديد؟

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة


الفصل الأول
-1- " سيصل الدكتور كيركلاند غدا " قرأت كاترين كرنجر بطاقة الدعوة للمرة الآلف ، ارتجفت يداها ، و تراقصت السطور امام عينيها و ادركت اخيرا انها تبكي و الدموع تنهمر ببطئ و صمت علي خديها ، ستقام حفلة صغيرة علي شرف الطبيب المستشار الجديد " سيكون سعيدا جدا " فكرت كاترين بمرارة انه جون كيركلاند نفسه الرجل الذي لم تنساه يوما . انتفضت كاتي عندما رن جرس الهاتف و حاولت ان تعود الي الواقع و بعد ان ردت علي الهاتف بطريقة الية دخلت بيجي صديقتها الوحيدة في هذه المستشفي . " انهم لا يتكلمون الا عن حفلة الغد ، هل ستحضرينها كاتي ؟ " و بطبيعة عملها كريئسة للقسم لا يمكنها ان تتهرب من هذا الواجب . " بالتأكيد هذا جزء من واجباتي " قالت لها و سارتا معا في الممر الطويل . " نعم ، و لكن الدكتور كيركلاند ليس ... يبدو ان احدهم يعرفه جيدا ! " ارتعشت كاتي و تساءلت هل يعرف احد بماضيها ؟ ايعرفون لأية درجة كانت قريبة من جون كيركلاند ؟ . " حقا ؟ من ؟ " " ليونارا آدامز ، بالتاكيد " . توقفت الفتاتان امام مدخل القسم الذي تديره بيجي . " أين تعرفت عليه " سألتها كاتي محاولة لا تظهر اهتمامها . " لقد سألتها ، و انت تعرفينها جيدا ، لا تحب ان تفشي اسرارها فتظاهرت بعدم الاهتمام " . " قد يكون احد معجبيها ! " . " بدون شك لانها كانت تصفه بحماس كبير الي اللقاء الان ! " و دخلت بيجي الي غرفة المعاينة . هل هذا ممكن ؟ فمستشفي بيلغنتون تقع في لندن و الدكتور كيركلاند من الجنوب و بأستثناء اخته الكبيرة لا يوجد احد من عائلته في الشمال ، ولكن قد يكون ليده اصدقاء في كل البلد ... لا يمكنه ان يتوقع ان يلتق بكاتي وجها لوجه ، و من المؤكد انه لا يتمني ذلك و عندما سيستفيق من ذهوله سيضحك كثيرا و سيدمر سمعة هذه الممرضة التي بنتها خلال اعوام ! كاتي الباردة ! هذا ما يطلقه عليها كل العاملين في المستشفي و اذا علموا بعلاقتها مع جون فانهم سيهزؤن بها كثيرا . صباح يوم الاثنين هذل ككل ايام الاثنين مليئا بالنشاط . و لم تكن كاتي قد ارتاحت ابدا عندما حان وقت الغداء . فاتجهت نحو الكافتيريا رغما عنها . فعملها كرئيسة للقسم يتطلب منها دقة كبيرة ، لأنها مسؤولة عن عدة غرف و عن عدة اعمال معقدة ، و لكنها كانت سعيدة بعملها و مسؤوليتها ، و طموحه لا تخفي طموحها ن و تسعي للوصول الي اعلي رتبة في مهنة التمريض ن و لذلك كانت تكرس كل همخا في العمل . كان قد مضي اسبوع واحد علي هذا المنصب الجديد الذي تشغله ن و هي تنوب حاليا عن ادنابورن التي في اجازة مرضية لمدة ثلاثة اشهر ، تعود كاتي الي قسم الجراحة . " بأمكانك اخيرا تناول الغداء ن آنسة غرانجر " قال لها الدكتور دايفيد كونور و هو يجلس علي الكرسي مقابلها في الكافتيريا و كان معروفا بجدارته المهنية و اخلاقه المتسامحة فابتسمت له كاتي . " العمل متعب جدا في هذه الأيام " . " بأستثناء حفلة الغد " قال لها مبتسما " لابد انك سمعت عن الطبيب المستشار الجديد ! " . حاولت كاتي ان تضع الكوب من يدها بهدوء . " اتقصد الدكتور كيركلاند ؟ " . " هو بنفسه ، لقد اخبرتني الآنسة ليونارا انه من الجنوب " احست كاتي بانها فقدت كل الشهية للطعام . " و كيف يمكن ل ليونارا ان تعلاف الكثير عنه ؟ " " ولكن . . . " وقطعت كاتي كلامها ن لا يمكن لليونارا ان تكون علي معرفة قديمة بالدكتور كيركلاند هذا مستحيل . " اعذرني دكتور كونور . . . " ثم تناولت حقبية يدها ن و ابتسمت له بلطف و خرجت من الكافتيريا و عندما وصلت الي مكتبها نظرت الي ملابسها الزرقاء في المرآة ، ثم تأملت عيونها اللوزية و لاحظت شحوب وجهها ن هل سيتعرف عليها بعد هذا الفراق الطويل ؟ لقد مرت خمية اعوام منذ ان خرج جون من حياتها و بدون شك سيجدها تغيرت كثيرا ن و هو ؟ انها تعتقد ان التجاعيد الخفيفة تحيط الآن عينيه و جسده ؟ الايزال بنفس القوة و نفس السحر ؟ . " كاترين الباردة " فكرت بمرارة ، لا ، جون لن يتعرف عليها من النظرة الاولي . فمنذ سنوات كانت تشع بالفرح و الحيوية و عندما كتنت في الخامسة و العشرين من عمرها . اما الان فلقد اصبحت امراة ناضجة خاصة بعد العذاب الذي عاشته و هي في الثلاثين من عمرها الآن ، و جون سيلاحظ بسرعو مدي تغير الذي اصابها ن الا انه لن يشعر باي انفعال مميز و لو كان يتمني رؤية كاتي ن لكان بحث عنها ووجدها ن لكنه لم يفكر بذلك . لقد نجح في مهنته و اصبح طبيبا ممترزا و بمدة قصيرة سيهنئه الجميع في هذه المستشفي علي كفائته . حاولت كاتي ان تتمالك نفسها فهي علي موعد في الساعة الثالثة لالقاء محاضرة علي التليمذات الممرضات في قسم الجراحة ، و كانت قبل تعينها في المراقبة تدير الطابق الثالث حيث تعمل صديقتها بيجي حاليا و هي تشعر الآن بالاطمئنان لانها ابتعدت عن قسم الجراحة و بالتالي ستكون بعيدة عن الدكتور جون كيركلاند ولن تراه الا في اجتماعات الادارة . امام هذه الفكرة انبسطت ملامح وجهها و ابتسمت لاني سميث الطبيب المسؤول عن الطابق الثالث و الذي ابتسم لها بدوره " كاترين الباردة لقد اختفي قناعك ! " فكرت و تنهدت بمرارة . " نهضت التلميذات عندما دخلت كاتي برفقة الانسة اليوت و بصوتها العذب دعتهن للجلوس و كان عددهم سبعة . " لقد اعددت لموضوع بحث هذا الاسبوع و لكنني افضل اولا ان اسمع اسئلتكن " و دارت رأسها فرات ان السيدة باركر المساعدة تقف بخجل امام الباب . " ادخلي ن سيدة باركر اهلا بك " فرفعت احدي التلميذات الآنسة نيلتون يدها بتردد . " نعم آنسة نيلتون ؟ نحن نسمعك " . " انا ... لا استطيع ان احفظ اسماء مختلف العمليات ! " . فتعالي الضحك في القاعة . فنطرت اليها كاتي مشجعة و اجابت " هذا ليس ضروريا في هذه المرحلة انت مبتدئة اليس كذلك ؟ " . " نعم آنسة " . " اول واجب من واجبات الممرضة ان تهتم براحة مرضاها ، و ان تعتني بهم بمحبة و تفان لكي تخفف من الامهم " ثم التفتت نحو الاخريات و اضافت " ليس المهم بهذه المهنة حفظ الاسماء الرتيبة المهم ان نتمتع بمزيا حنونة و ملاحظة الانسة نيتلتون ليس مضحكة كما تعتقدن نعم سيدة باركلا ؟ الديك اية اسئلة ؟ " . " حسنا كما تعلمين ، انا اعمل في هذه المستشفي منذ مدة طويلة و الذي بقلقني هو امر الاطباء . .. " . " تابعي ارجوك " شجعتها كاتي عندما لاحظت تترددها . " انهم لا يعاملون المرضي و كأنهم بشر مثلهم و خاصة الصغار " . " ايمكنك ان تكوني اكثر وضوحا ؟ " سألتها كاتي مبتسمة . " يبدو دائما علي عجلة من امرهم عندما يزرون مرضاهم و كأنهم يرون نماذج عادية . . . " . " هذا صحيح " قالت احدي التلميذات " انهم يدخلون و يلقون نظرة سريعو و يكتبون بعض الكلمات علي اوراقهم ثم يخرجون مسرعين ! " . " هذه نقطة افهمها جيدا و لكن ان نحاول ان نضع انفسنا مكانهم ن الديك فكرة عن الاعمال المتوجبة عليهم كل يوم ؟ انهم يعيشون تحت ضغط جسدي و نفسي و عائداتهم المادية قليلة جدا صدقيني ن و نحن الممرضات نشتكي من دوام عملنا الليلي و من اجورنا ... ولكن ظروف الاطباء اصعب بكثييير " " انت محقة فيما تقولين " . التفت كاتي نحو الصوت و نهضت بسرعة و فعل مثلها الجميع فتقدم الدكتور جورج ردفورد رئيس الجراحين وهو يبتسم بحرارة ن فاحمر وجهها و احست بالنار تشتعل في عروقها عندما رات خلفه قامة الدكتور الشاب الفاتن الذي يسير خلفه و عرفته كاتي بسرعة و اسدت وشواشات في الصالة ووزع الدكتور جون كيركلاند ابتسامات علي التلميذات و بجهد كبير ادارت كاتي وجهها عن هذا الوجه الذي كانت تعبده في الماضي . " كنت ارافق الدكتور كيركلاند في جولة علي المستشفي " قال الدكتور ردفورد " الآنسة كرانجر تشغل منصب المراقبة و لكني هل انا مخطئ ؟ اكان يجب ان اناديك سيدة غرانجر ؟ " . " بل آنسة دكتور " اجابته كاتي و قد احمر وجهها اكثر . " كيف حالك آنسة غرانجر ؟ " سألها دكتور كيركلاند مبتسما احست كاتي انها ستنهار عندما شد علي يدها و تفحصتها عيونه الزرقاء بأهتمام كبير لكنه خال من اي انفعال مميز . و مر اللقاء الاول الذي كانت تخشاه بدون اي مشاكل و تظاهر جون كيركلاند انه لا يعؤفها و بعد ان انتهت زيارتهما للقاعة استعادت كاتي هدوءها بصعوبة كبيرة و كان جو القاعة قد ارتبك كله . و بدت الفتيات بحالة تشبه الذهول و كأنهن يردن الكلام عن هذا الطبيب الفاتن ، وعن حياته العاطفية و مغامراته .. لا يمكن لكاتي ان تلومهن فهي تعرف تأثيره الذي لا يقاوم علي النساء الم تقع هي نفسها بهذه التجربة ؟ " . و بعد الظهر انهت كاتي جولتها علي القسم و كانت معتادة علي انهاء عملها في الساعة الخامسة ولكنها تاخرت اليوم . " الا تزالين هنا يا كاتي ؟ " سألتها صديقتها بيج بدهشة . " لاشئ مهم الان سوى حالة السيدة فرازر لقد طلبت من احدى الممرضات ان تراقب حالتها " . " وكانت السيدة فرازر قد خضعت لعملية جراحية مهمة و غادرت غرفة العناية الفائقة و فرؤص شفائها قليلة جدا و كانت كاتي تشعر بمحبة كبيرة لهذه السيدة المسنة الضعيفة ، و كانت تعتقد انها ستتمكن من نسيان جون كيركلاند مع مرور السنين ولهذا كانت ترهق نفسها بالعمل علها بذلك تدواي جروح قلبها و كان يكفي ان تراه وان تلمسه لكي يعود عذابها و كل حبها لانها لا تزال تحبه . اغلقت كاتي الستارة المحيطة بسرير السيدة فرازر و هي تشعر بالحزن عليها و فجأة انتفضت عندما امسكت يدها سيدة شقراء متمددة علي السرير المجاور . " كيف حالها ؟ انني اسمعها تئن كثيرا ولكن يبدو ان لا احد يهتم بهذه المسكينة ! " . " ستكون بخير ... اتمني ذلك " اجابتاه كاتي بصوت منخفض و ابتسمت لها و كانت تعلم ان المرضي يشعرون بوحدة كبيرة و يشعرون بتعاطف من هم اسوء حالة منهم و كان البعض يعيروهم بعض الجرائد و الكتب و يثرثرون معهم و قررت كاتي ان توجه الملاحظات القاسية لصدقيتها بيج علي اهمالها للسيدة فرازر . " انها الآن تحت مسؤولية الانسة اليوت " اجابتها صديقتها و قد احمر وجهها . و كانت صديقتها تفهم جيدا موقف بيجي التي تكن احتراكا مزيفا للآنسة ساندرا اليوت و كانت ابنة جراح و لم تتمكن من اتمتم علومها الطبية و تشعر بمرارة و تركت الجامعة و دخلت مدرسة تمريض ولكن لماذا اختارت مستشفي متواضع مثل هذا ؟ لا احد يعلم السبب وكانت ذات فاعلية كبيرة الا انها تعبر المرضي حالات بسيطة و لا يحق لكاتي ان توجه اليها ملاحظات لانها اصبحت تحت اشراف بيجي . انهت كاتي عملها و ذهبت الي مسكن الممرضات حيث تستأجر شقة صغيرة فيه بأستثنائ المرآة لم يكن يزين الجدران غرفتها اي رسم و كانت غرفتها باردة و موحشة ولا تدل علي اي شئ من شخصية صاحبتها يا له من فرق كبير بينها و بين غرفتها الواسعة الضخمة من قصر والديها في السوسكس ! . ادركت كاتي انها من جديد عادت للتفكير في الماضي فتنهدت و رمت نفسها علي الكنبة الوحيدة و اغمضت عينيها و عادت و فتحتها بسرعة لكي تبعد عنها صورة ابتسامة جون كيركلاند وهي الآن تشعر بكره يعادل ...حبها الا يمكنه ان يتركها بسلام ؟ ايجب ان يقلقها دائما ؟ . خلال خمسة سنوات طويلة لم يحاول ان يقترب منها انها مجرد صدفة ان تلتقي طريقهما و لكن لماذا لم يتأثر عندما رآها هل هو مرتبك و محرج مثلها ؟ يجب ان تطمئنه و ان تفهمه بانها مضطرة لمعاملته وكأنها لم تلتقي به من قبل في حياتها و انها نسيت لأية درجة كانا قربين ..... كان احدهما ينتمي الي الاخر بكل ما بالكلمة من معني كان جون حبيبا عاشقا مندفعا و متصلبا في البداية كان يظهر حنانا و خجلا وعاطفة وفيما بعد كشف عن طبيعته المليئة بالآثارة . احمر وجهه كاتي وهي تتذكر عناقهما الطويل و يجب انتعترف بأنها تتمني ان تحس من جديد ذراعيه يضمانها ، و ان تسمع دقات قلبه و ان تر عيونه الزرقاء تشع بالحب ... الا انها مقتنعة بانه لم يكن يحبها ابدا و انه استغلها فقط من اجل تحقيق طموحاته لم يكن يهمه سوى مهنته و مستقبله و كطان بعلاقته يدفع فقط جزءا من ديونه لان والدها كان قد تبناه تقريبا ودفع له كامل نفقات علومه الي ان تخرج من كلية الطب ولكن هل وجد في ليونارا آدامز المرأة التي كان يبحث عنها ؟ . كانت الحفلة التي اقيمت علي شرف الطبيب المستشار الجديد قد بدأت منذ بعض الوقت عندما دخلت كاتي الي الصالة الكبيرة ولاحظت فورا قامة جون الممتلئة وكان يتحث مع الدكتور ردفورد وسمعت كاتي ضحكته التي لم تنسها يوما ن و همت بالخروج من جديد و مع وفاة السيدة فرازر كانت كاتي قد قضت صباحا متعبا وحزينا . و منظر جون كيركلاند الضاحك اغضبها كثيرا و لم تنتبه لصديقتها بيجي و هي تكلمها . " انا اسفة بيجي " قالت لصديقتها بينما كانت الجشود تدفعها نحو المجتمعين حول د. كيركلاند " لا بد انك ايضا متعبة مثلي " . ولكن بيجي اكتفت بأن هزت كتفيها و ابتعدت عنها ن و فجاة اقتربت ليونارا آدامز ةهي تبتسم فاخفت كاتي نفورها منها و ابتسمت لها بدورها . " لقد سمعت انك علي علاقة صداقة قوية مع طبيبنا الجديد ليا ! اين تعرفت عليه ؟ " . " لم اكن ادري انك تصغين للشائعات ! " وضحكت بمكر " انك تدهشيني كاتي ، و انا الدكتور كيركلاند نعرف بعضنا منذ مدة طويلة ، نحن .... اوه اعذريني يأعود بعد قليل " . و اتجهت ليا نحو رئيسها الذي دخل لتوه فتسألت كاتي بقلق كبير ماذا كانت تريد ان تكشف لها " نحن .. مخطوبان ؟ " ما هي طبيعة علاقتهما ؟ . ولكن قبل عودة ليا كانت حركة المحتشدين قد قربتها شيئا فشيئا من الدكتور كيركلاند . " اه انسة غرانجر ن اذا لم اكن مخطئا ؟ " قال لها مبتسما . " نعم انه اسمي دكتور " و ادرات وجهها كي لا يظهر ارتباكها ولكن جون ظل علي موقفه المهذب وكأنه لا يعرفها وهذا لم يفرحها كما كانت تتصور . " اتمني ان تجبك اقامتك بيننا ، دكتور كيركلاند " قالت له بهدوء ثم حاولت ان تبتعد الا انه اوقفها بسرعة . " سأفعل كل ما بوسعي لكي تكون اقامتي هنا سعيدة " ثم ادار لها ظهره و ظلت تنظر اليه و التوتر يمتلكها ايعتقد انها ستستسلم له ؟ . و لم تكن كاتي قد سمحت لرجل اخر ان يمتلكها انها ملكا لجون و ستبقي ملكا له للآبد و لكنها لم تستسلم له بسهولة كما هو يتصور و ستثبت له كم تغيرت كاتي غرانجر الرقيقة الخجولة ! . و عادت ليا للظهور اخيرا و لكنها اتجهت فورا نحو جون و اخذت تيتسم له بدلال كبير لم تستطيع كاتي ان ترفع نظرها عنه الم تكن هي ايضا ضحية لسحر عيونه ؟ . كانت ليونارا مشرقة و مزهرة بوجودها قرب الطبيب الفاتن و لكن عندما دخلت الآنسة آمي مانرز ن انصب كل اهتمام جون علي هذه الفتاة الرائعة الجمال و ادار ظهره لليونارا التي ابتسمت بمرارة فاحست كاتي بالشفقة علي ليونارا لانها هي نفسها مرت بهذه التجربة . جون كان رجلا يحب الاغراء و كان ينتقل من مغامرة لاخري دون ان يهتم بمشاعر ضحاياه و ارتعدت كاتي من الغضب و هي تتذكر عذابها الذي تسبب به جون لك يكن يتوقف علي ملاحظة الجميلات و مع ذلك كانت تحبه كثيرا و لا تزال و رغم الآلام التي كان سببها الا انها متأكدة انها لن تتردد ابدا اذا طلبها لكنه لن يفعل و هو يتمني ان يذلها اكثر و ينتقم منها . وكأنها لم تدفع الكفاية ! لقد كبرت خمسة اعوام اما هو فلا يزال كما هو بأستثنائ بعض الشعيرات البيضاء في رأسه و لكن سحره و جاذبيته لا تزال لا تقاوم و لا بيد عليه اي اثر للألم و للعذاب اما هي فجروح قلبها لا تزال عمبقة و يجب ان تقطع كل علاقة لها بالماضي و ان تنسي جون كيركلاند . و في هذا المساء ارتدت ملابسها بأناقة قبل ان تذهب للقاء كريغ آبوت و كانت عادة لا تقبل دعوات احد حتي اطلق عليها الجميع كاترين الباردة و لكن كريغ الذي يشغل منصبا مهما في ادارة المستشفي كان لطيفا و مهذبا و هذه اول مرة تقبل فيها دعوته علي العشاء . ما هو السبب الفوجائي الذي دفعها للخروج معه ؟ انها لا تجد تفسيرا مقنعا و لا يجب عليها ان تنسي نفسها و كان المطعم قريبا من المستشفي فقررت كاتي ان لا تشرب غير المياه المعدنية و تمنت ان لا يحاول كريغ ان يكون رومنطقيا في لقاءهما هذا فهي لا تريد ان تتسبب له بالخيبة و تريد ان تجنبه المرور بتجربة قاسية . تفاجأت كثيرا عندما سمعت طرقات علي باب غرفتها . انها طرقات ملحة و اثقة اكثر من العادة فابتسمت و هي تتأمل نفسها في المرآة و كانت السلسلة التي تضعها في عنقها هدية قدمها لها جون و لا تفارقها ابدا . اشرق وجه كريغ بابتسامة عندما فتحت له الباب و نطر اليها باعجاب اي امرأة لا تحب نظرات الاعجاب ؟ و احمرت وجنتاها و تقدمته نحو المدخل الرئيسي و فجأة اختفي فرحها عندما رأت رجلا يتقدم نحوهما . " ولكن هذه الآنسة غرانجر ! " قال جون كيركلاند " اانت تقيمين هنا ؟ " . و للحقيقة كانت كاتي تجهل ايضا انه يقيم بنفس المبنى . " دكتور كيركلاند ، اقدم لك ... " " لقد سبق لي ة التقيت بالسيد آبوت " قاطعها جون و هو يسلم علي نده " يا لها من امسية لطيفة ! يبدو لي انكما ستغتنماها فرصة للخروج ؟ " .
**************************
الفصل الثاني -2- اعتقدت كاتي انها لمحت في صوته شيئا من السخرية و لم تستطيع ان تمنع كريغ من اعطاء عنوان المطعم حيث سيتناولان العشاء فقد يفكر جون باللحاق بهما و قد يقترح مرافقتهما ! لكنه لم يفعل و تمنا لهما ليلة هادئة و هو يتظاهر باللا مبالاة و قد رآها تخرج برفقة رجل آخر و لن يتأخر بدون شك عن الانفعال . " انه شاب لطيف ة جذاب " قال كريغ لها و هو يفتح الباب سيارة . فنظرت اليه بحدة و لكنه ابتسم ببراءة مما يدل علي انه لا يشك بشئ يجب ان تكون حذرة كي لا يعلم احد بماضيها مع جون كيركلاند . عندما توقفت السيارة اما الفندق تنهدت كاتي ، و لاحظ كريغ توترها فضحك و امسك يدها و دخلا و كان قد حجز طاولة في وسط المطعم ذلك لانه يعلم ان كاتب لا تحب ان تجلس في اماكن منزوية فابتسمت له كاتي بمودة و امتنان . " شكرا لك علي هذه الدعوة كريغ انك لطيف جدا " و احست بالذنب كريغ رجل رائع و لكنها لا يمكنها ان تمنحه اكثر من صداقتها . " انه شئ قليل جدا بالنسبة للدين الذي ادين لك به " " الدين ؟ " سألته بأبتسامو و حيرة . " اوه نعم لاول مرة منذ وفاة ماري اشعر انني سعيد و الفضل لك انت " . اخفضت كاتي نظرها فكريغ ارملا و هو في الخامسة و الاربعين من عمره و هي تفهم حقيقة مشاعره و لقد فقد زوجته بتفس الوقت التي دخلت فيها كاتي الي هذه المستشفي و نشآت بينهما صداقة متينة و لكنها لا تريده ان يقع في الخطأ و ان يعتقد انها ترغب بالخروج معه دائما فهذا غير عادل من ناحيتها و الآن هذا اصبح مستحيلا كثر من اي وقت آخر . " كيف حال ابنتك ؟ " . سألته فجأة عندما عادت للواقع . " بخير انها تريد ان تحترف التمثيل " . "حقا ؟ كنت اعتقد انها تتمني ان تصبح ممرضة ؟ " . كان غريغ يحب ابنته ايما التي تبلغ السادسة عشر من عمرها كثيرا . هذا ما كتنت تظنه عندما كانت والدتها مريضة و لكنها الان و بعد ان لعبت دورا في مسرحية المدرسة غيرت رايها و يبدو انها لا تنقصها الموهبة ! " قال مبتسما بفخر . " انت تحبها كثيرا ، اليس كذلك ؟ " . " اشعر انني قريب جدا منها ككل الاباء يجب ان تلتقي بها و قد تتمكنين من اقناعها بنيل المهنة التي اخترتيها انت و انا متأكد انها ستستمع لك " . شعرت كاتي ببعض الراحة ة للحظة ظنت انه سيقدمها لابنته علي انها زوجة والدها في المستقبل ! . " هل انت معجبة به ؟ " سألها فجأة مما جعلها تنتفض . لكنها لم تلاحظ اي عداوة في لهجة صوته كان هذا تحقيقا اكثر منه سؤالا فاخفضت رأسها بصمت . " بصراحة ان اجده ... مثيرا للقلق . و افضل الا احتك به " . " انه ليس خطيرا كما يبدو لي " اجابته و ضحكت بمرارة " و انا مستعدة للدفاع عنك اذا تعرض لك !" . " انا لم اعبر جيدا و اذا اقتضت الظروف فانا لن اتاخر عن المقاتلة لاجلك ، كاتي و لكني احب ان اعرف اذا كان يحق لي بلأمل ... " وعندما تاخر جواب كاتي ابتسم لها و قال " هيا نأكل " و وضع يده علي يدها بمحبة " لا يجب ان نجعل هذا يقطع شهيتنا ! " . ابتسمت كاتي رغما عنها و لم تكن قادرة علي ابتلاع اي شيء بينما كان يبدو علي كريغ ان كل همه ان يقضي علي كل ما في طبقه و تسألت كيف يمكنه ان يكون بهذا الهدوء بينما هي تشعر بان كل العالم يدور حولها ؟ . اه الرجال ! و بعد تجربتها مع جون اصبحت تكره كل الرجال تلا انها لا تستطيع منع نفسها من الوثوق بكريغ فقررت اخيرا ان تجيب علي شؤاله . " لا ، كريغ الافضل لا تأمل كثيرا ... و ذات يوم ستفهم السبب " . " للحقيقة كاتي بامكاني الانتظار ايضا و يجب ان تكون شخصية الدكتور كيركلاند قوية ! " . حاولت كاتي ان تجد الكلمات التي تصف بها جون و طبيعة عواطفها نحوه و فكرت حقا انه صاحب شخصية قوية و هزت رأسها . عادا الي السكن في الساعة العاشرة تقريبا و لم يكن هو و لا هي يتمنيان ان تطول السهرة اكثر و خاصة كاتي كانت ترغب بحمام دافء و بالنوم بسرعة ، بدون شك لكي تحلم بالدكتور كيركلاند ... و لكنها نامت بهدوء و لم يقطع نومها اي كابوس مزعج و اول فكرة خطرت ببالها عندما استيقظت هو ان اليوم الاربعاء يوم اجتماع الجسم الطبي و سيستلم الدكتور يركلاند مهامه رسميا و سيكون موجودا حتما في هذا الاجتماع هل سيكلمها ؟ هل سيخبر زملاءه انه يعرف كاترين الباردة معرفة قوية ؟ جلست في المطبخ و اخذت تفكر بعلاقاتهما في المستقبل ، و فجأة سمعت طرقات علي بابها فترددت قليلا لانها كانت لا تزال في قميص نومها . ثم فتحت الباب و كادت تغلقه من جديد ن لكن جون كيركلاند دخل بسرعة و ابتسم لها بسعادة و كأنها علي موعد معه فتراجعت خطوة الي الوراء و حاولت ان تتمالك نفسها فتأملها جون جيدا و ابتسم و لكن نظراته ظلت باردة . " كنت تنتظرين احدا ؟ " . " انا ... اجهل سبب زيارتك و لكنك لن تحصل علي شيء مني ! " قالت له بتحدي و كانت ترتعش " اخرج من هنا ، لا اريد ان اراك ثانية ! " . ط يا له من استقبال ! " قال بسخرية " يقال بانني كنت حبك الوحيد و ليس من مدة طويلة جدا ! هل تغيرت عواطفك مع مرور الزمن آنسة غرانجر ! " . " ليس اكثر من عواطفك ! " و نسيت انه لم يكن يحبها ابدا فهز كتفيه و تفحص المكان . " ان مطبخك صغير جدا " ثم توقف امام باب غرفتها " كل شيء مرتب " اضاف بسخرية " كعادتك دائما !" حبست اتي دموعها لا داعي للخصام معه من جديد . و عاد و انضم اليها بعد ان تفحص الحمام ايضا و كانت تقف امام المجلي متأهبة للمقاومة في حال حاول استعمال القوة ، و كان كعادته انيقا و يرتدي بدلة من ثلاث قطع و قميص ازرق بلون عينيه انه صورة عن الطبيب الذي يسلب العقول و لكن هل كان ليصل الي هذا المنصب بدون مساعدة والديها المادية و النفسية ؟ جلس علي زاوية الطاولة و مد رجليه و للحظة ضعفت الفتاة و هي تتامل ساقيه الطويلتين و تذكرت قوته و نعومة جيده تحت هذه الملابس و احمر وجهها و رأت جون يبتسم انه يعلم اكيد بالطبيعة افكارها و هذا ما زاد من غضبها . " الجنين الي الماضي اليس كذلك ؟ " سألها بنبرة حنونة فهزت رأسه و لم يعد بامكانها تحمل نظراته . تحرك جون فجأة من مكانه و ضحك عندما رأها تتراجع للوراء و اقترب منها ، فحبست انفاسها و هي تلااه قلايبا جدا منها . " انت متوترة ؟ اتعتقدين انني سأكون عنيفا ؟ " و كان صوته هادئا و لكن كاتي قد تعلمت ان لا تثق بمطهره الطيب . " ما الذي جاء بك ؟ " سألته بخوف .
الفصل الثالث -3- " لكي اقدم لك و لأني آنسة غرانجر ، و كنت اعلم بأنك استيقضت و اردت ان اقول لها صباح الخير ، انه السبب الوحيد لوجودي هنا ، انت لا تزالين تستيقظين في وقت مبكر ن اليس كذلك ؟ " . " نعم و لكن هذه لم تكن عاداتك انت " و كانت لا تزال تذكر انه لم يكن يحب ان ينهض من فراشه باكرا و هذه التفاصيل الصغيرة عن حياتهما اليومية عادت بسرعة الي خيالها . كانت كل تضطر لأن تهزه من فراشه طويلا كي يستيقيظ و احيانا كثيرة كانت تستعمل كوب ماء لايقاظه ! . " الا تزالين تذكرين ؟ " سألها بصوت حنون و عذب فاغمضت كاتي عينيها و عندما فتحتها وجديته يبتسم و كأنه يحلم و يعيش لحظات في ماضيهما معا . " هل تفكر بان تخبر زملاءك بعلاقتنا القديمة .. ؟ " سألته و هي تفكر بليونارا " علاقتنا ن اهذا ما قلتيه ؟ هل هذه الصفة الحقيقة ؟ علي كل ماذا يهم ؟ و اجابة علي سؤالك نعم سأفعل ذلك اذا اضطررتني ! تخلصي بسرعة من آبوت !" . " كريغ ؟ لكنه صديق فقط " . " اي نوع من الصداقة ؟ " لح بلهجة حادة . " انه ليس ... نه .. نحن صديقان فقط " و احمر وجهها من الارتباك و الغضب . " هل انت متاكدة من ذلك ؟" . و كانت تعابير التي قرأها علي وجهه الفتاة قد ارضته ، فهز رأسه و اضاف " لن يكون هناك اية مشكلة ، بهذه اتلحالة تريدين ان تلتزمي حدودك هذه امنيتي ايضا " . " نعم " . " ولكن علاقتنا كما تسميها انت بامكانها ان تعود الي نفس النقطة التي انفصلنا عندها اذا قررت ذلك و سيكون موقفي صعبا جدا اذا وجدت نفسي امام منافسين " . " ستيقي علاقتنا علي حالها دكتور كيركلاند ! " اجابته غاضبة " و لاتخشي شيئا " . " هذا افضل " . ندمت كالتي علي كلامها و تمنت ان ترمي نفسها بين ذراعيه و راته يهز رأسه و ينظر الي ساعة يده . انها ليست الساعة التي قدمتها له . هل كان مصرا علي ازاله حتي هذه الذكري من ماضيهما معا ؟ و هل هذه الساة التي يحملها هدية من احدى معجباته الكثيرات ؟ . " حسنا سأتركك الآن ... " . " لقد استقيضت باكرا هذا الصباح " قالت له بصوت مرتجف و كانت تشعر براحة لانه سيخرج و بنفس الوقت تشعر بالخيبة لانه لم يحاول تقبيلها . . . و تقدمت نحو الباب لتفتح له . لكنه فجأة الصقها بالباب و التصق بها ، فتخذتها رعشة قوية . و بهدوء جلعها تستدير نحوه ن و ضمها بين ذراعيه ، و ابتسم عندما حاولت ان تبدي مقاومة ضعيفة . تبددت كل مقاومتها عندما تناول شفتيها بشفتيه ، و كانت قبلته رائعة التي لم تنسي طعمها يوما . و صدرت عنها صرخة ضعيفة و لم تدري اذا كانت تهدأ حبها ام كرهها ن و ازدادت ضربات قلبها ، و اخذ جسدها كله يهتز بانفعالات قوية كانت تعتقد انها ماتت في داخلها منذ سنين . " انت لا يمكنك التخلص مني ، آنسة غرانجر " قال و هو يلهث ، ثم عاد و اطبق علي فمها بقبلة تشتعل بالشوق و الرغبة و كأنه يريد التهامها . و اجتاحات الفتاة رغبة قوية ، وتعلقت به اكثر لكنه اختار هذه اللحظة ليبتعد عنها و هو يبتسم و يرتب عقدة عنقه . " انا اسف ، و لكنني لا استطيع البقاء اكثر ن آنسة غرانجر " قال لها بسخرية . " ايها . . . الوغد ! " . " انك تفقدين هدوء اعصابك انسة غرنجر بالمناسبة" قال و هو يفتح الباب " لقد علمت بانهم يطلقون عليك اسم كاترين الباردة ، اجد اللقب مثيرا للضحك ! " ثم خرج و اغلق اغلباب وراءه . بعد قليل احست كاتي بالتعب و كأنها فقدت كل طاقاتها علي العمل ، و اهنت واجباتها الصباحية . و ما ان دخلت الي القسم الثالث ن حتي احست بتوتر شديد ، و كانت بيجي بأجازة فاستقبلتها الآنسة اليوت فشعرت كاتي فورا ان حادثا غي طبيعي قد حصل . " ماذا هناك انسة اليوت ؟ هل تواجهك بعض المتاعب ؟ " وكن ابتسامتها قوبلت بعدواة ظاهرة . " لا ن ابدا " اجابتها ساندرا اليوت " انا قادرة علي تحمل مسؤولياتي ، و اذا لم تكوني متفقة معي بارأى فليس امامك سوى ان تجدي ممرضة اخري تحل محلي " . اقتربت كاتي من مكتب ساندرا و هي مندهشة تماما من ردة فعلها . " انا لا اشك ابدا بكفاءاتك المهنية ، آنسة اليوت ! بدا لي انك مهمومة ، هذا كل ما في الآمر " . " لدي اسبابي الخاصة " و احمر وجه ساندرا " الامر يتعلق بموضزع السيدة فرازر ..... " . " نعم ؟ انا اسمعك " شجعتها كاتي و فكرت بانها قد تكون تشعر بالذنب لاهمالها السيدة فرازر . " ستسمح لي الفرصة بالتحدث مع ابنها اليوم " قالت ساندرا و لم يكن عليها الندم . " كنت اعتقد ان بيجي تكلمت مع اقارب المتوفاة " . " لقد اتصل ابنها ، و قال انه سياتي في الساعة الثالثة ن ووعدته بانك ستستقبلينه " . " و لماذا فعلت ذلك ؟ " . " اعتقدت بانك لن تعهدي الي بهذه المهمة " . ثم رن جرس الهاتف ن فمدت كاتي يدها و تناولت السماعة و كانت قد نسيت انها ليست المسؤولة عن هذا القسم و لكن هذا الاتصال كان لها و السدية والتون المراقبة العامة ترغب برؤيتها فورا . باستثناء الحالات المهمة الطارئة ، هذا الاستدعاء كان غريبا ، فكرت كاتي كثيرا و هي تسرع الي مكتب السيدة والتون تتصل بنفسها بمرؤسيها ن بل كانت تعهد ذلك لسكرتيرتها ، فقط غلطة جسيمة تفسر اتصال رئيستها بها المباشر و اخذت تبحث في رأسها عن اي شيء كلام عليها و لكنها لم تجد . و فكرت بجون و بلحظة واحدة اختفت امالها و احلامها يبدو ان جون كيركلاند قرر الانتقام منها . خف قلق كاتي امام ابتسامة السيدو والتون . " تفضلي بالجلوس ن آنسة غرانجر ، لقد طلبت ان يحضرو لنا قهوة " . جلست كاتي و رفعت نظرها نحو السيدة والتون و لم يكن من عادتها ان تشعر بالخجل اماها ، لكن ثقتها بنفسها وكانت اما المحل اليوم ، و كان زيارة جون الصباحية لفها قد زعزعتكيانها ، وكان عليها ايضا ان تتمل عجرفة و جفاف ساندرا اليوت ، و لم تكن تتوقع انها ستضطر لاستقبال ابن السيدة فرازر و ماذا يمكنها ان تقول لهذا الرجل الذي فقد والدته العزيزة ؟ . " هل انت بخير آنسة غرانجر ؟ تبدين شاحبة ! " . " انا متعبة قليلا ، سيدتي لم انم جيدا هذه الليلة ، هل طلبت لرؤيتي لاسباب خاصة ؟ " . " بامكان هذا الانتظار " و ابتسمت السيدة والتون " فلنشرب القهوة اولا ، انا ايضا قلما اجد فرصة للراحة
الفصل الرابع -4- هزت كاتي رأسها و كانت تعلم ان كل المشاكل المستشفي تقع ضمن مسؤولية السيدة والتون و لم تكن كاتي تتصور انها بامكانها ان تتحمل ما تتحمله رئيستها من مسؤوليات مع انها طموحة و تامل في الوصول الي اعلي رتبة في مهنتها و لكن المنصب ليس عمل تمريض " هل انت مرتاحة في عملك الجديد ؟ " سألتها السيدو والتون . ارتكبت كاتي و لم تستطيع تفسير نظرات الرئيسة التي تتأملها . " ابذل جهدي لكي أتأقلم معه ، و لم انسي حتي الان القسم الثالث .... " . " اه بالتاكيد ، هل انت راضية عن الآنسة اليوت ؟ " . انه ليس سؤلا اعتبطيا و هو تمهيد لشء اخر ولكن علي ما يبدو ليس جون كيركلاند موضوع هذه المقابلة . فتنهدت كاتي و شعرت ببعض الاطمئنان . " انها نشيطة جدا ولا يمكن ان ننتقد قدراتها المهنية " . " في مهنتنا الكفاءة ضرورية ، ولكنها ليست كافية و هي رغبت برؤيتي نهار امس و اشتكت منك مدعية انها تعاملينها بعدوانية و كانها تعتقد انك تغارين من شهادتها " . تفاجأت كاتي كثيرا و وضعت فنجان القهوة من يدها و تخذت تبحث عن كلمات " يدهشني كونها لم تكلمني بذلك " . تعتقد انك ستقدمين شكوى بشأنها " اكدت لها الرئيسة بابتسامة رقيقة . اطمأنت كاتي من هذا الموقف و لكنها لم تجد ضرورة للدفاع عن نفسها فاتهام ساندرا خطير ، فهي تشك بصدقها و احساسها بالواجب . " انا اعمل كل ما بوسعي لمساعدتها " اكدت كاتي و هي تحاول السيطرة علي غضبها " ان مشكلتها تكمن في احساسها بالعزلة و تعتقد اني اقف في طريق تقدمها " . " انها انها المسؤولة الوحيدة عن وضعها و في اليوم التي ستفهم ان المرضي يشر من لحم و دم و ليسو حالات عادية ستحرز تقدما في مهنتها فلنامل ان تغير مهنتها ! " . ظلت كاتي تفكر بموضوع ساندرا . " هذا يعود لطريقة اهتمامها بالسيدة فرازر " اضافت السيدة والتاون " و ارى ان هذا الحادث مبالغ فيه قليلا الا تعتقدين انه من الافضل ان نكون اكثر تكتما ؟ " . " ايه . . . نعم اشرت للآنسة دايفز عن بعض الاهمال في معالجة السيدة فرازر " و كانت تعلم ان ساندرا اهملت مريضتها قليلا " لم يكن يجب علي ذلك ، و لكن . . . " . " هناك صفة تعجبني فيك آنسة غرنجر انها الرقة و الحساسية و انا واثقة من انك تتحملين تصرفات الكثيرين ، دعينا من هذا الموضوع الان " . ابتسمت كاتي بامتنان ، و لكنها كانت ترتجف ، هل ارتكبت خطأ مهنبا بتوجيه اللوم للآنسة ساندرا اليوت ؟ للأسف سيظل هذا السؤال يقلقها في الايام القادمة . . . نهضت السيدو والتون و رافقت كاتي حتي الباب ثم سألتها " هل قابلت الدكتور المستشار الجديد ؟ " . " ايه . . . نعم . . .سيدتي لقد تكلمت معه " اجابتها متعلثمة . " انت كنت تعلمين بالطبع انه سينضم الينا ن الم .. تتفاجئي بؤيته . . . " . اغمضت كاتي عينيها و احست بارتباك و كانت نسيت ان السيدة والتون تعرف كل الاسرار . " لقد تأثرت قليلا " . " اشتري منزلا في بيلغتون و بانتظار ان يستلمه سيقيم في السكن الخاص بالمستشفي " . " ان حياته الخاصة لا تهمني ابدا " ابتسمت لها الرئيسة بحزن . " كوني حذرة آنسة غرانجر انت تملكين موهبة و الطموح و انا اعلم انك تصوبين عاليا " . كان هذا اطراء و تهديد بنفس الوقت و معناة " تجنبي الدكتور كيركلاند " . عادت كاتي الي مكتبها و السيدة والتون تعرف ماضيها جيدا ، لكن لا داعي للخوف وجون وحده القادر علي اشاعة الاقاويل اذا لمح بشيء من زملائه و تنهدت بعمق و حاولت استعادة هدؤهاالآن الخوف من الفضيحة تغلب علي غضبها من ساندرا اليوت يا للسخرية هذه الفتاة لم يكن يجب عليها ان تختار مهنة التمريض ابدا . حتي الظهر لم تكن كاتي قد ارتاحت ابدا و عادت الي مكتبها بعد ان اقامت بجولة علي المرضي و لم تكن قد انتبهت لمرور الوقت الا عندما سمعت طرقات خجولة علي باب مكتبها . فرفعت رأسها ووجدت ثلاث تليمذات ممرضات تعرف احداهن فقط يحقفن ااامام الباب " اتمني ان لا نكون قد ازعجناك آنسة غرانجر لا بد انك تستعدين للنزول الي الكافتيريا ؟ سنمر عليك فيما بعد اذا كنت تردين " . لاحظت كاتي احدى الممرضات المراهقات تنظر بلوم الي تلك التي تبدو انها المتكلمة باسمهن . " للحقيقة ، لم اكن قد انبهت الي انه حان موعد الغداء كنت مشغولة جدا " . و كانت احدي الفتيات تملك عيونا بنفس عيون جون فتذكرت همومهت و لم تصغي باهتمام كلي لكلام زائرتها . " ايمكننا ان نعتمد علي مساندتك آنسة غرانجر ؟ " سألتها الفتاة صاحبة عيون الزرقاء . هزت كاتي رأسها بحركة آلية و هي تتأمل عيون الفتاة و لاحظت من الاشارة التي علي صدرها و التي تحمل اسمها انها الانسة س . سماديني . " هل هي كفالتي التي تردن الحصول عليها ؟ " . حاولت تلميذة كاتي ان تتدخل لتوضيح الموقف و لكن صديقتها لم تسمحا لها يبدو انهن يسعين لتنظيم تظاهرة احتجاج . " سنكون ممتنين لك جدا " قالت الآنسة سماديني باحترام كبير ادهش كاتي . " بالطبع ، لا يمكنهن فعل ذلك خلال دوام العمل الرسمي " ذكرتهم كاتي . ثم خرجت الفتيات و لكن كاتي لم تكن تشعر بالجوع فقررت القيام بجولة اخري في القسم قبل ان تذهب لحضور اجتماع الاسبوعي و عليها ان تستقبل السيد فرازر ثم نجتمع بالتلميذات الممرضات انه يوم عمل طويل و لكن العمل يريجها من التفكير بجون . " اوه آنسة غرانجر ! كنت ابحث عنك ! " قالت لها تلانسة يونغ و هي تخرج من احدي الغرف . " الامر يتعلق بالسيد ستون ، ان المصل لا يعمل بطريقة طبيعية . . . و لم اكن ارغب بازعاج الدكتور . . . " اسرعت كاتي الخطي و تبعتها الانسة يونغ و عندما وصلت الي سرير المريض لاحظت انه لا يوجد اية خطورة و بعد ان اطمأنت الي ان المصل ينزل بصورة طبيعية ابتسمت للممرضة مشجعة . " اذا واجهتك مشاكل اخري لا تتردي بطلبي و انا مستعدة دائما لمساعدتك في حلها " . و ارادت كاتي ان تقوم بجولة علي القسم الثالث لكنها تذكرت انهم سيكونون مشغلوين بتوزيع الغداء علي كل حال اذا احتاجوها فانهم سيعرفون اين يجدونها . " كيف حالك كاتي ! " . صوت ليونارا المرحة ذكرها فورا بحديثها الذي لم تتمكن من انهاءه للآمس و تسألت عن علاقتها بالدكتور كيركلاند . فسارتا معا نحو المدخل الرئيسي و هما تتحدثان بعدة امور و لم تكن كاتي ترغب بالخروج و لكنها بنفس الوقت لم ترغب بالابتعاد عن ليونارا قبل الوصول الي اجابة مقنعة ، و عندما وصلتا الي مكتب الاستعلامات سألت كاتي الموظفة اذا وصلها بريد لكنها لم تجد اية رسالة و لاحتي من والديها . " انا حرة بعد الظهر ن و لذلك قررت ان اقوم بعمل خيري " قالت ليونارا . " حقا ؟ لم اكن اعلم انك عظوة في جمعية خيرية ! " . " يا الهي لا ! لست محبة للخير لهذه الدرجة كاتي ! و لكنني سأساعد الدكتور كيركلاند في اختيار اثا لمنزله الجديد الم تعلمي انه اشتري منزلا في كروس سكوير ؟ " . كان هذا الشارع من اكبر شوارع مدينة بيلنغتون . " و لماذا طلب منك المساعدة ، الا يمكن لزوجته مرافقته ؟ " سألتها بصوت مرتجف لكن ليونارا لم تلاحظ ذلك . " احاول ان اكون مفيدة بانتظار ان اصبح ضرورية ! " اجابتها مبتسمة " سأرفقه علي بعض المحلات و اساعده في الاختيار و اؤكد لك اننا نملك نفس الاذواق". كانت هذه الكلمات و كانها سهم اصاب قلب كاتي المسكينة ففي الماضي لم يكن يشارك احد غيرها في اختيار ما يحتاج اليه . . . " انه رجل رائع ، كم هو فاتن ! بصراحة لا اعتقد انه للزواج و علي كل حال لا شيء يمنع من الامل !
الفصل الخامس -5- ظلت كلمات ليونارا ترن غي اذن كاتي . بالطبع هي محقة . فالدكتور كيركلاند لم يخلق للزواج . و هو بحاجة دائمة للاحساس بحريته . كان جون يتيما و يعيش مع اخته بيني التي تكبره بعدة اعوام ، و عندما التقت به عائلة كاتي ، كان صبيا جميلا يشع بالحيوية ، و كانت اخته الارملة لا تملك سلطة عليه . و كانت عيونه الزرقاء الجميلة تظهر حزنه الكبير . . . اما كاتي فكانت تتبعه دائما كظله ، و لكنه لم يشتكي منها ابدا ، و لا يغضب منها . و عندما اصبحت في العاشرة من عمرها ، لاحظت انه يعاملها بلطف و صبر اكثر من اخيها نفسه . و يعتبرها اخته الصغيرة . لكنه عندما اختلف مع اخته بيني ، استقبله والدي كاتي ، و سكن معهم في قصرهم في السيسكس ، وفيما بعد ، ادركت كاتي ان والديها فعلا ذلك من اجل ارضاءها هي ، و كل ذكريات كاتي هي ذكريات طفولتهما المشتركة ، و اعتاد جون علي حياته الجديدة . و دخل الجامعة . . . واصبح طبيبا لامعا ... تذكرت كاتي كل ذلك و احست بانقباض في قلبها جون هو حبها الاول و الوحيد ! انها تحبه و اكثر من اي وقت آخر يكفي ان يلمسها ، ان يقبل شفتيها حتي يزداد اقتناعها ، كم تتمني لو ترجع السنوات الي الوراء لكي تمحي كل همومها و مرارتها ، ولكي تصلح كل ا لأخطاء التي تسببت بها . ولكن ليونارا الان تختار له اثاث منزله و هو لم يعد بحاجة لكاترين غرانجر لقد استخدمها طويلا من اجل الوصول الي ما قدمته له كاتي و عائلتها ، انه وصولي يدير ظهره الآن الي ذلك الماضي . لا انه لا يستحق حبها . ولكن كيف تقاوم حبها له ؟ . . . في الساعة الخامسة و النصف عادت الي شقتها الصغيرة ، و بدت لها تعيسة جدا و لم تتحمس لفكرة البقاء وحدها مع كتاب تقرأه فقررت زيارة صديقتها بيجي دايفز لكي تعتذر منها عن تلك الملاحظة الجارحة نهار الامس ، و كانت كاتي قد قبلت بطاقتين لحضور مسرحية من احدي زميلاتها التي لن تتمكن من حضور المسرحية بسبب مرض زوجها ، و هكذا بامكانها ان تدعو بيجي لمرافقتها . عندما اقتربت كاتي من منزل صديقتها تذكرت انها علي بعد خطوات من شاؤع كروس سكوير ، و هذا يعني ان بيجي و جون تقريبا جيران ! و دفعها الفضول لان تتجه نحو كروس سكوير و كانت كل المنازل مستقلة و محاطة بحدائق خاصة ، فلفت نظرها احد المنازل ،و كان علي بابه لائحة مباع و هو مؤلف من طابقين ، مالذي دفع جون لشراء منزل كبير كهذا ؟ وهو وحيد ليس له اطفال ؟ ابعدت كاتي هذه الفكرة التي تذكرها باشياء حزينة من ماضيها معه . " كان يجب علي جون ان يصبح والدا و لكنه بالطبع لم يعلم بذلك و الطفل الذي كانت حاملا به لم يكتب له العيش . قد تكون حكمة الطبيعة شاءت ان لا يعيش ، وهو يجهل حتي الان انها كانت حامل منه ولكنه بلا مؤكد كان سيتصرف بلا مبالاة كعادته اذا علم ، بالتاكيد كان سيقوم بدور الاب ولكن كاتي لم ترد ان تفرض وجودها عليه و جون كان رجلا غيورا جدا علي حريته ، لم يكن من حقها ان تفرض عليه العيش في قفص ن لا ، لم يكن بامكانها ابدا ان . . . عادت كانت واوقفت سيارتها امام منزل صديقتها . و توقفت قليلا قبا ان تنزل منها بيجي صديقة لطيفة ، و لكنها قلقة دائما و تعتقد ان ادراة القسم الثالث يجب ان تعود لكاتي ، لكن كاتي طمانتها بالنسبة للموضوع . فتحت بيجي الباب لها ، و ساد صمت قصير ، لم تكن بيجي وحدها . " اوه ، ادخلي كاتي ، الدكتور كيركلاند كان يهم بالرحيل ، ورفض حتي ان يشرب فنجان قهوة . انا متاكدة انه سيغير رأيه الآن . . . " . لم تستطيع كاتي التراجع ، و دخلت و هي تسعر بالاحراج ، سلم عليها جون و لاحظ ارتباكها فندمت مثيرا لانها لم تكن ترتدي ثوبا اجمل من هذا الذي ترتيده الان . . . و حاولت جهدها ان تتمالك نفسها لماذا تهتم بما يفضله من ملابس و الوان ؟ الم يثبت لها انه لا يهتم باي شيء يخصها . . . ولقد حيرها كثيرا وجوده عند بيجي ، و لكن هذه الاخيرة لم تتأخر في شرح السبب لقد اقنعت الدكتور بان ينضم الي احدي الؤسسات الخيرية التي تكرس لها بيجي قسما كبيرا من وقتها . اخذت كاتي تنظر الي اشحار الحديقة تتمايل مع الهواء لم يكن بامكانها تجنب الكلام مع جون الذي يجلس بقربها ، و احست براحة كبيرة عندما راته يضع فنجانه علي الطاولة و كان يرتدي كنزة من الصوف مشغولة علي اليد ، من يا تري من صديقاته الكثيرات حاكت له هذه الكنزة ؟ ولاحظت انه يراقبها ، فاحمر وجهها و ارتبكت كثيرا . " ما الذي دعاك لكي تشرفيني بزيارتك ؟ " سألتها بيجي ممازحة . لم يكن بامكان كاتي ان تقدم اعتذراها امام حون ، ففتحت موضوع تذكرتي المسرح ، وللأسف كانت بيجي مرتبطة بموعد في الجمعية الخيرية . " ولكن اذا لم يكن الدكتور كيركلاند مرتبطا ، اعتقد انه سيكون سعيدا بمرافقتك " اقترحت بيجي . فشحب وجه كاتي ن و احست بانها غير قادرة علي الكلام . " لكنني كتأكدة انه سيكون مرتبطا بمواعيد اخري بيجي " ثم التفت نحو جون و اضافت " اذا كنت ترغب بامكاني ان اقدم لك البطاقتين " . " لكن ابتسامته المشرقة كانت تدخل علي ان هذا الموقف يسيله حقا ، و كاتي وحدها تعرف السبب . " ساكون سعيدا جدا بمرافقتك آنسة غرانجر " . " حسنا قالت بيجي " ولكن لا تكونا رسمين جدا فالدكتور كيركلاند اسمه جون ، و الانسة غرنجر اسمها كاتي " . نظر جون الي كاتي و كانه يسألها هل نحن بحاجة لان تقدمنا بيجي لبعض ؟ . و بعد قليل استأذن و خرج دون ان يحدد موعد لقاءهما القادم كيف ستخرج كاتي الان من هذا الموقف المحرج ؟ يجب ان تجد عذرا للاقناع عن الخروج معه . وعندما اطمانت كاتي علي ان سوء التفاهم قد زال بينها و بين صدقيتها ن عادت الي شقتها لكي تفكر بطريقة لتخلص من موعدها مع الدكتور كيركلاند . تنهدت و هي تدخل غرفتها ، و تركت الباب مفتوحا قليلا و فتحت البرادي نافذة و عندما عادت لتغلق البب وجدت جون يدخل و يغلق الباب وراءه . " هل كانت سهرة الامس موفقة ؟ " سألها و هو يجلس عاي طاولة المطبخ . لم تعرف كاتي بماذا تجيبه و قد فاجأها دخوله . " ماذا ؟ " سألها وهو ينظر اليها بسخرية " ماذا سمعت ؟ اقترحت علي شرب فنجان من القهوة ؟ حسنا اقبل بكل سرور" ابتسكت كاتي و تنهدت ووضعت الكاء علي النار . " الم يكفيك ما شربته عند بيجي ؟ " تاملها قليلا لكنه لم يجب و عندما سكبت القهوة و قدمتها له سألها " اليس لديك بسكويت ؟ " . فتأففت و فتحت علبة البسكطويت ووضعتها امامه ، فتاملها جيدا ثك اكل بشهية كان يبدو كانه يريد ان يلعب باعصابها و يضعها في موقف ضعف فهو يعلم انها لا تزال تحبه ، و انها تجده امثر جاذبية من قبل و ان وجوده يربكها . " اليس لديك مواعيد لهذا المساء ؟ " . فاكتفي بان هز رأسه و تناول قطعة بسكزيت اخري ، و رشف جرعة من فنجان قهوته و بدت عليهالدهشة فجاة " يبدو انك لم تنسي بانني احب القهوة حلوة " . " وكيف يمكنني ان انسي ذلك ؟ فانت لم تكن معتادا علي اخفاء ميولك " . " نعم في هذا المجال .. كما في غيره " قال لها بصوت ضعيف وهو يحدق بعيونها . " جون ! ارجوك اخرج ! " توسلت اليه لانها لم تستطيع تحمل نظراته فنهض فجاة و تأملها بصمت ثم حل عقدة ربطة عنقه و خلع جاكيته فنظرت اليه بخوف . " ماذا تنتظرين ؟ " سألها و كأنه فقد صبره ، و التقت نظراتهما من جديد " هيا اخلعي ملابسك ! " قال لها غاضبا " فانا لا استطيع ان اقضي الليلة بكاملها هنا ! " . فتحت كاتي فمها لكنها لم تتمكن من الكلام كيف يجرؤ علي معاملتها هكذا ؟ . " لا ! " صرخت الفتاة بذهول . " كنت في الماضي تقوليت فورا كلمة نعم كاترين الباردة ! " حاوزلت كاتي ان تسيطر علي غضبها و قاومت رغبتها في الاستسلام له . و اكثر من مرة تخاصما في الماضي و تبادى الكلمات القاسية . " اخرج ، لو سمحت جون " .
الفصل السادس -6- " هل انت تمزحين " و بدأ يغلق ازرار قميصه . فرغبت كاتي بالبكاء لكنها فضلت ان لا تبكي امامه و اذا استسلمت له الان فهي ستشعر بالذل و اذا كتب لها ان تعودمن جديد ملكا له ، فسيكون ذلك بكامل ارادتها ، و فجاة تذكرت كلام ليونارا بدون شك هو ينوي ان يختم سهرته معها . و عندما ارتدي جاكيته شعرت بالحزن و الخيبة ، لانها تحبه و ترغب به ، و كل كيانها يناديه ، و لكن يجب الا تترك حبها و عواطفها تدمرها . يجب ان تبتعد عنه و قضاء الاجازة عند والديها ستهدأ من مخاوفها . ولكن فكرة لقاء والدتها و سماع اسئلتها و الحاحها ، لا تعجبها ابدا . و الاقارب و لالاصدقاء و الجيران . . . كلهم يعرفون قصتها . " لك اكن اعلم بان آبوت سيأتي " قال لها جون بسخرية و مرارة . " كريغ ؟ لا فانا لم اره اليوم " . " ولكن هذا يفسر استقبالك البارد لي " . " يا الهي هل اصبحت غيورا ؟ " سألته بسخرية . " بالتأكيد لا ! و لكن يجب اذكرك بانه يجب علي هذا الرجل ان يتوقف عن الالتفاف حولك ، و حاولي ان تتذكري ذلك ! " احست كاتي بالغضب الشديد و رفعت يدها لتصفعه ، لكن ملامح وجهه ارعبتها ، وظلت يدها معلقة في الهواء . " اترغبين في صفعيني ؟ " ونظر اليها باستخفاف " الحمدلله ، ليست كل صديقاتي مثلك " . " يجب ان يسعدك ذلك " اجابته باحتقار ، و حاولت ان لا تظهر مبالاتها . و ان لا تدعه يكشف مدي عذابها ، و بعد صمت ئقيل ، نظر جون الي شعرها و قال " انا لا احب تسريحة شعرك الجدية ، لديك شعر رائع ، طويل و حريري الملمي . . . و عندما تضعين هذه القطعة من الساتان الابيض اشعر بانني انظر الي ملاك . . . " و ضحك ضحكة خفيفة فيها مرارة و سخرية بنفس الوقت . " لدينا ذكريات كثيرة مشتركة ، و بعضها جميل و بعضها الاخر ... بالمناسبة ، اريد ان اقدم لك تذكرتي المسرح . . . " . " و لماذا ؟ السنا علي موعد مساء الجمعة ؟ " . " سيكون ذلك سخيفا ، انت تعلم ذلك جيدا ! و بيجي لا تعلم بأننا . . . " . " و لكني مصر علي حضور تلك المسرحية " . بامكانك اصطحاب فتاة اخري . . . " . " عنيدة دائما ! " و امسك ذراعها بعنف " سنخرج معا اتفهمين ؟ هذا يسمح لي بان اعود قليلا لذاتي الحقيقية " و كانت لهجة صوته فيه توسل و امر بنفس الوقت . " حسنا سنتكلم بهذا الموضوع يوم الخميس " و حاولت ان تخلص ذراعها من قبضته . لم يترك جون ذراعها ، و تحولت قبضته العنيفة الي ملامية حنونة ، و بسرعة ضمها اليه بحنان كبير ، كما في الماي . . . و اجتاحتها رعشة هزت كل كيانها ، و دون ان تفكر ، رفعت راسها نحوه ، و قدمت له شفتيها ، و استطاعت قبلته ان تلامس اعماق قلبها و تشعل النار في عروقها ، و للحظة احست انه يحبها كثيرا ، و لكن الماضي لا يزول بهذه السهولة ، و تذكرت فجأة كل اولئك ضمهن بين ذراعيه ، و حاولت ان تبتعد عنه ، و لكن عبثا . ظل فمها اسير شفتيه ، و كأنه يريد انزال العقاب بها ، و تمكنت لمسات يديه من اثارة كل انفعالاتها و اشعلت رغبتها ، فاخذت تتنهد و تناديه باسمه ، و عندما لامست شفاهه عنقها ادركت انها علي وشك الاستسلام ن انه يرغب بها كما ترغب به . و لم يعد يهمها الحب الذي لا يستطيع ان يمنحه لها و من يدري ؟ قد يكون صادقا . . . و تمنت ذلك و هو يحملها و يدخل بها الي غرفتها . "سريرك صغير جدا " قال لها مداعبا ، ثم وضعها بحنان علي السرير ، و بدا يعيرها من ملابسها دون ان يبعد شفتيه عن وجهها ، و فجأة جلست كاتي و فتحت عيونها . " انا لست امرأة ... سهلة المنال! " قالت له بغضب . " و لن اسمح لك بمعاملتي هكذا ! " تردد جون قيليلا ثم ابتعد عنها . " علي كل حال ، انت تستحقين ذلك ! " و حاول ان يتمالك نفسه و اضاف " انه ذلك الرجل اليس كذلك اهو يسعدك ؟ ايثيرك كثيرا ؟ " قال لها بكره و احتقار . " لا ! جون ، انا اريدك و لكن . . . لا استطيع ! " . " الست في وضع يسمح لك ؟ ام انك لا تأخذين حبوب منع الحمل ؟ " هزت كاتي رأسها و لم تجبه . " كان يجب ان تخبريني ، فهمت " قال لها بلطف " انا مثلك تماما . . . لا ارغب باي حادث ! " . فلمعت عيون كاتي بالغضب . " اهذا كل ما يعينه لك الطفل ؟ حادث ! انه وحش اناني . . . " وقطعت كلامها عندما رأت ملامح الغضب علي وجهه . " جون ، ارجوك سامحني . . . لم اقصد ان . . " لكنه ابد يديها عنه . " يجب علي صديقك ان يراك الان ، و ستكون لديه صورة رائعة عنك " ثم خرج و اغلق الباب وراءه فاجهشت بالبكاء لانها منعت نفسها عنه مع انها تحترق من الرغبة به . لم تدر كاتي كيف انتهي هذا الاسبوع ن و لم تكن ترغب بقضاء الاجازة عند والديها ، و قررت ان ترفض دعوات كريغ كما نصحها جون ، و الا سينتقم منها ن و لكن كريغ زارها في مكتبها في صباح يوم الجمعة . " اذا لم يكن لديك مشاريع اخري اتمني ان اقضي يوم الاحد برفقتك " و عندما لاحظ ارتباكها اضاف " لقد وعدتني بان تزروي ابنتي ايما . . . كي تنصحها بمهنة التمريض . . . " . " اه نعم هذا صحيح " . " ستتناولين الغداء عندنا يوم الاحد ، سأعد الغداء بنفسي ن و عادة ايما تساعدني و هي ستهتم بالجلي ، لن تضطري لان ترفعي اصبعك ! " . تخذت كاتي تتلاعب بقلمها ، وتبحث عن عذر مناسب . " كاتي انظري الي " امرها كريغ . اسفة كريغ ، و لكنني لا استطيع المجيء " قالت له بأسي عندما لاحظت ملامح الحنان علي وجهه . " ولكنني اخبرت ايما " قال لها بلطف " ارجوك كاتي انها مصرة علي احتراف فن التمثيل ،و انا متأكد انك ستتمكنين من اقناعها " . " هذا مستحيل ن كريغ ! لقد ... منعني جون من رؤيتك ن و انا مضطرة لأن اطيعه " . فانحني كريغ و نظر اليها بطيبة و كأنه يتوسل . " كاتي . . . اذا . . . كان هذا الرجل يمارس ضغطا عليك ن يجب ان تتخلصي منه ن و انا مستعد لمساعدتك " . " لا ، لا هذا مستحيل لانني احبه " . " الحب ! و لكن هو لا يبدو انه يعرف معني هذه الكلمة ! " . " كريغ ، اسمعني ارجوك ، انا ارفض دعوتك من اجل حمايتك . . ز كما وانني لا اريد ان تعتقد ان بامكاني ان . . . احبك . . . " . " لا ، و لكني اتمني ذلك من كل قلبي " .
الفصل السابع -7- واخيرا وافقت كاتي لان هذا الموعد من اجل الابنة و ليس من اجل الوالد ، و هي تعتبر نفسها مسؤولة عن مستقبل ايما ، و بعد الظهر اخبرتها رئيستها انه يجب عليها العودة الي مركزها في القسم الثالث لعدة ايام ن فسرت كثيرا لهذه الفكرة ، و لكن هناك الآنسة ساندرا اليوت ، و التي بغياب بيجي تعتبر نفسها سيدة القسم . فيجب ان تحاول التفاهم معها . . . و حملت الرئيسة علي عاتقها اخبار ساندرا بهذا التغيير . و بينما كانت كاتي متجهة الي مكتبها ن لفت نظرها اعلان علي لوحة الاعلانات اليومية " ايتها المرضات ، اتحدن ! اتحدن من اجل زيادة المرتب و من اجل تحسين شروط العمل ! " يبدو انه تحريض علي الاعتراض ، و فكرت كاتي فورا بالممرضات التلميذات الثلاث اللواتي زرنها و من المؤكد انهن وراء هذه الاعتراضات . ثم تابعت طريقها و هي تبتسم برافة و تسامح ، انهن لم يحسن اختيار الوقت المناسب ن لكن اجور المرضات هي بالفعل متدنية جدا ، و هن يعملن ساعات طويلة جدا . وكانت كاتي ستنضم اليهن لو لم تكن الان في منصب اداري و مع ذلك قررت ان تؤنب المرضات في صباح يوم الاثنين . مساء الجمعة هذا ، تناولت كاتي العشاء مع صديقتها بيجي ن و مع انها قريبة من منزل جون ، الا انها تجنبت المرور من امامه ، فهي لم تكن ترغب بلقائه . هذا علي الاقل ما قره عقلها ، اما قلبها فكان ينادي جون كع كل نبضة منه . . . و في اليوم التالي ن حاولت كاتي ان تشغل نفسها بترتيب و تنظيف شقتها الصغيرة ، و في غسل سيارتها . . . انها بحاجة لاجازة ، ولكن لا يوال امامها شهر لكي تبدأ اجازتها السنوية ، و مانت كاتي ابنة عائلة غنية ن و لقد سافرت مرات عديدة مع والديها ، و تتمني الان لو تزرو الولايات المتحدة ، لكن اجازة الخمسة عشر يوما لا تسمح لها بذلك و بالطبع هي تفكر بزيارة اهلها ن، وسيكون لها حديث مطولمع والدها الذي كعادته سينصحها بتغير مكان سكنها ن و سيكون نقاشهما دون جدوى ، كما ستكون مضطرة لمواجهة اسئلة والدتها ، و التي كانت تحب جون كثيرا ، و التي تتساءل دائما لماذا قطع عنهم اخباره بعد الانفصال و كاتي لا تنوي اخبار والدتها انه يقيم الان في بيلغتون . جلس الجميع حول المائدة ، و كان كريغ سعيدا جدا بوجود كاتي معهما . " انا اجيد الطهي ، كما يجب ان اكون طاهيا " قال كريغ ممازحا ، فابتسمت كاتي و ايما ، و فكرت كاتي ان هذه عائلة سعيدة ، كان الوالد و ابنته سعيدين بزيارتها و يعتبرانها عضوة من العائلة ، بينما تشعر بانها دخيلة عليهما . . . و بعد الغداء احضرت ايما الحوى . " لا ، لم يعد بامكاني ان اكل لقمة واحدة ! " اعترضت كاتي ، و لكن امام الحاح ايما ، تناولت قطعة واحدة ، و بل ان تنتهي منها رن جرس اهاتف . " انه دورك ايا ابي " قالت ايما مبتسمة . " انه بدون شك احد المعجبين بك " قال كريغ و اتجه نحو الهاتف . " ابي رجل رائع ، الا انه يغار قليلا من اصدقائي . . . " . ضحكت كاتي و اخذت تحدث الفتاة عن مهنة التمريض نو كانت ايما تستمع اليها باهتمام كلي ن و لكن والدها قطع عليهما حديثهما . " ماذا هنالك كريغ ؟ " سألته كاتي بقلق عندما لاحظت عبوس وجهه . " المكالمة لك " قال بجفاف " الدكتور كيركلاند يرغب في الحديث معك " . شحب لون كاتي . " ولكنه يجهل انني هنا ، هل انت اخبرته بذلك ؟ " . " قال انه يردي الكلام معك و عندما اخبرته بانك لست هنا ن الح كثيرا و قال انها مسألة تخص عائلتك ن حالة طارئة فاعترفت . . ز " . اسرغت كاتي الي الغرفة المجاورة و تناولت السماعة . كانت كاتي تجلس قرب جون في سيارته التي تسلك طريق السيسك ن و يبدو عليها انها في عالم اخر ، والدها في حالة خطرة ، و قد يكون فارق الحياة الآن ، و احست فجاة بالذنب ؟ن فهي حتي الان لم تفكر الا بنفسها ، و كأنه لا يوجد في عالمها سوى جون كيركلاند . وخلال هذا الوقت كان والدها يقاوم الموت . و عملها في التمريض لم يكن ليبعدها عن همومها و عذاباتها . انها تحبه . حتي مع هذا البعد الطويل . " هل انت متعبة كاتي ؟ " سألها جون و لم يكن قد كلمها سوى بضع كلمات عن حالة والدها . و جاء لاصطحابها من منزل كريغ و ظل ينتظرها بالسيارة و تظاهر باللا مبالاة ، عندما رأى كريغ يطبع قبلة علي جبينها . " لا ليس تماما ، ولكنني لم ارى والدي منذ مدة طويلة " اجابته بصوت مرتجف . بالفعل ، مضي زمن طويل فعملها و خوفها من الاسئلة والدتها ، و عزلة صديقتها براند كالمر المبالغة قليلا . كل ذلك كان يمنعها من زيارة منزل العائلة ، و فجاة لاحظت ان المرسيدس خففت سرعتها ن فاعغتقدت ان جون يريد ان يتناول طعاما سريعا . وفهمت قصده عندما لاحظت غرفة الهاتف علي الطريق ، و لكنه اوقفها عندما حاولت ان تفتح باب السيارة ، ووصع يده علي كتفها ، فاحست برعشة قوية . " اهدأي " قال لها غاضبا " ابقي هنا ، سأجري اتصالا هاتفيا سريعا " . و كان قد اصبح علي مقربة من السيكس لابد انه يريد الاطمئنان علي صحة والدها قبل وصولها ، و رأته يحرك شفتيه لكنها لم تفهم شيئا . لماذا تاخر ؟" هيا جون اسرع " توسلت في صمت ،و لكنه لا يكون علي هذه الحالة الا عندما يكون غاضبا ، جلس وراء المقود ، و اغلق الباب بعنف ، فاخذت كاتي نفسا طويلا و انتظرت ، و عندما امسك يدها ، فهمت . " لقد مات منذ بعض الوقت ، في نفس الوقت الذي منت فيه في منزل صديقك " . حاولت كاتي ان تسحب يدها من يده ، لكنه ضمها اليه ليهدأ من روعها ، و كانت الصدمة قوية ، و خسارة والدها هزت كل مشاعرها . " كان رجلار عظيما " همس جون . " لقد . . . فعل الكثير من اجلك " . " نعم هذا صحيح " اجابها ، كما في كل الاوقات انفعاله الشديد ، عاد الي لهجة الجنوب ن وش عرت كاتي ببعض الفرح عندما لاحظت مدى تاثره بموت والدها ، ثم تذكرت تعامل مع كل عائلتها ، و انقبض قلبها من جديد . فابتعدت عنه و تخذت تتأمل الطريق ، كل ذلك بسبب جون ، و مع انها كانت علي اتصال هاتفي مستمر مع والديها ، الا انها لم تزرهم منذ عيد الفصح ، و هي تستحق الاتهام اكثر من جون ، لان المتوفي هو والدها و ليس والد جون . " اتشعرين انه بامكاننا متابعة الطريق ؟ " . " نعم لو سمحت ، شكرا لك لانك رافقتني الي هنا جون " هز كتفيه و ادارؤ محرك السيارة ، بينما لجات ماتي للتأمل و الصمت ، لابد انه مستعجل للتخلص من هذا الواجب و قد يكون متشوقا جدا للعودة الي صديقته
الفصل الثامن -8- وصلا الي المستشفي التي تبعد قليلا عن قصر العائلة ، فسألته كاتي بصوت مرتجف اذا كان سيصعد معها ، لكنها لمحت الغضب و الاحتقار في عيونه الزرقاء . " لا ساعود فورا " اجابها بجفاف " انقلي اسفي لوالدتك " ثم انحني ليفتح لها باب السيارة . ترجعت كاتي قليلا ، لانها تخاف من لمسات يديه ، لكنه انتبه جيدا لكي لا يلمسها ، ثم ابتعد بسيارته دون ان يقزل لها كلمة لطف و حنان ن و دون ان يبتسم لها ابتسامة مشجعة ، فتنهدت و دخلت المستشفي . و كان من المفروض ان تقضي عدة ايام مع العائلة ، فاتصلت برئيستها السيدة والتون التي وافقت علي منحها اجازة لمدة اسبوع تحسم من اجازتها السنوية . تأثرت كاتي كثيرا عندما لاحظت مدى حزن والدتها . و انضمت اليها في اليوم التالي في غرفة المكتب ، فراتها تجلس امام النافذة تتأمل الحديقة التي كان زوجها يمضي ساعات طويلة في ري ازهارها و الاهتمام بأشجارها و كان موعد الذفن قد حدد في اليوم التالي . " قد يأتي جون " قالت والدتها وهي تتنهد . التزمت كاتي الصمت ، كي لا تزيد من هموم والدتها ن لانها كانت واثقة من ان جون لن ياتي ، كما ناه يجهل تاريخ و مكان الدفن ، ولكن قد يقرر باي لحظة ان يات لوداع الرجل الذي كان يعتبره كأبنه بيتر . و هذا الأخير كان يظهر عدوانية ظاهرة لجون ، و لم يسامحه ابدا علي تصرفه مع اخته كاتي ن و قد لا يكون رآه مرة ثانية منذ ذلك الحين ، و عودة جون الان ستحيي ذكريات مريرة . " كيف حاله ؟ " . انتفضت كاتي " من نقصدين ؟ " . " جون بالتأكيد ن لقد تكلمت معه ، فانا نفسي التي اتصلت بك عندما . . . " وكادت الوالدة تختنق بدموعها ، فاقتربت كاتي منها . " بعد الحادث " اضافت والدتها " وتبادلت معه بعض الكلمات ن وقال لي انه يجهل اين تكونين . و لكنه يعتقد انه سيجدك " . احمر وجه كحاتي ، لابد انه فكر بانه سيجدها برفقة رجل ، وكما انه نفسه لم يكن وحده بدون شك عندما اتصلت به والدتها . " حسنا " قالت كاتي " لقد حصل علي منصب طبيب مستشار في مستشفي بيلغتون " . " سيشق طريقه ، جون قادر علي النجاح ن و هو يملك الشجاعة و التصميم . . . و الجراة ، سيأتي غدا بالتأكيد ، و سنعود من جديد عائلة متحاباة " . " لن نعود ثانية ، ماما تألمنا و تعذبنا كثيرا . . . " . " الجروح تندمل ، يا ابنتي يجب ان نمنحها الوقت " . تلألأت عيون كاتي بالدموع ، اه لو ان الامر بهذه البساطة ! ثم تغلبت علي كبريائها ، و اتصلت بجون ، و لكن الممرضة لم تجده و قالت لها الممرضة التي اجابت انه قد يكون في منزله . ولك يكن بامكانها الاتصال به الي منزله الجديد لانه لم يملك خط هاتف حتي الان ن فتركت له رساله و هكذا تكون قد قامت بواجبها ، ولكن يمكنه ان يدعي بأنه كان يجهل موعد و مكان الدفن . غصت الكنيسة باصدقاء العائلة ، و في الصف الاول كانت كاتي الي جانب والدتها و اخيها بيتر و زوجته فردنيكا ، و لم يكن هناك اي اثر لجون كيركلاند . لم يكن يبدو علي والدتها تلاحظ غيابه ، و لكنها ستلاحظ ذلك بعد قليل ، فهي الان غرقة في عالم اخر من ذكرياتها مع زوجها و حزنها عليه . لكن جون كان موجودا ن و يقف قرب القبر و الحزن باد علي وجهه ن فترلجعت قليلا الي الوراء عندما اقترب افراد العائلة . اجتاحت كاتي فجأة انفعالات كثيرة ، فابتعدت عن والدتها التي تتأبط ذراع بيتر ، وتقدمت خطوة نحو جون ، و لكنها لاحظت ان صديقة الطفولتها براندا كلامرز تقف بقربه ، و كانت هذه الفتاة جدية و لم تكن يوما تحب جون ، و كثيرا ما لامتها كاتي علي موقفها العدائي منه . فعادت كاتي و انصمت الي والدتها . اذا عائد بيتر و تجاهل وجود جون ، فسيجد جون في براندا احد يتكلم معه . وراقفهم فيما بعد الي القصر ن حيث استقبلته والدة كاتي بحنان و تركته يقبل وجنتيها ، فادارت كاتي وجهها عنه و تلألأت عيونها بالدموع من جديد . " اهدأي عزيزتي " قالت لها براندا " والدك الان بسلام " . " اوه نعم بالتاكيد والدي . . . " و كادت كاتي تعترف لصديقتها انها تفكر بجون . " ما رأيك لو نقوم غدا بجولة علي الشاطيء ؟ " قالت لها براندا لكن كاتي ، كانت ترغب بالوحدة . و حاولت براندا ان تظهر لطفا و عرضت عليها البقاء و الخروج معها لكي ترفه عن نفسها . " شكرا براندا و لكن يجب ان ابق مع والدتي ، و انت ايضا لديك عملك ذغدا . . . " . " لا " اجابتها براندا بحزن " لقد استقلت ، ان . . . رب العمل . . . نحن لم نتفق . . . و انا ابحث عن عمل جديد . . . كنت اريد ان اتمكن من مساعدتك بهذه الاوقات الصعبة " . لم تكن براندا بحاجة للعمل ن و هي الابنة الوحيدة لعائلة ثرية ، و لكنها كانت مثل كاتي تعمل لكي تشعر بالاستقلالية . " انك تغيرين عملك كثيرا براندي ! " . " نعم اشعر بانني لا اتفق مع رؤسائي الرجال ! . . ز " . " مع انك جميلة و ذكية " . و لكن براندا كانت جدية كثيرا ، و خجلها يبعدها عن الكثيرين ، مع انها احب ان تعيش مثل الاخريت ن و قررت كاتي ان تساعد براندا للخروج من عزلتها ، وذلك بتقديم صديقتها الي بعد اصدقاءها الاخرين . لم يبتعد جون عن والدتها و راته كاتي يتبادل بعض الكلمات مع بيتر ، و بعد قليل وجدت نفسها امامه وجها لوحه ، و كانت قد رافقت الكاهن الي الباب الخارجي . "تبدين بالفعل سيدة المنزل " قال لها باهتمام . فنظرت كاتي الي الكأس الذي بيده ثم تأملته دهشة . " لا ، انا لست ثملا " قال لها بابتسامة ساخرة " ولكن يجب ان اعترف ، لقد شربت كثيرا ، و كان بيتر كريما معي " . " هذا الويكس هو ملكا لوالدتي وحدها و ليس ملكا لبيتر ! " . " لكنه يملك قسما منه علي الاقل ، طالما انه يرث في القصر ايضا " . " نعم تقريبا " تمتمت كاتي . وكان والدها قد اوصي بنصف املامه لزوجته ، و الباقي تتقاسمه كاتي و اخوها بيتر ز و لم يكن قد ترك شيئا لجون الذي يعتبره ابنه بالتبني ، و شعرت كاتي ببعض الحزن لان والدها كان يظهر لجون محبة اكبر ما يظهره لابنه بيتر و لا بد انه يشعر الان بالخيبة . " كنت اتمني . . . " . " لا " قاطعها و شرب ما تبقي من كأسسه " لا تقولين شيئا ، سعيد هو من لا ينتظر شيئا ، لانه علي الاقل لا يصاب بالخيبة ! " لم تجرؤ كاتي علي الكلام و احست بان الدموع ستخنقها ،وجون المسكين اليتيم الي الابد ! . " فلنتمشي قليلا ن ما رأيك ؟ " .
الفصل التاسع -9- ثم امسك يدها و قادها نحو الشرفة ن ثم نزلا الي الحديقة ، و كانت لمسة يده تريحها و تربكها بنفس الوقت ، فسحبت يدها بهدوء ن و لم تلاحظ اي انفعال عند جون . و تذكرت والدها الذي كان يجلس دائما تحت هذه الشجرة ن لن تراه من جديد . . ز فادارت وجهها و حبست دموعها ن عندئذ امسكها جون من كتفيها . " ابكي ، كاتي دعي دموعك تنهمر ، فهذا سيفدك " فهزت رأسها ، و غضبت لان لاحظ المها . " انا بخير " و حاولت ان تبعده عنها ، لكنه ضمها اليه اكثر ثم قادها نحو الكوخ الصغير الذي في آخرلا الحديقة ، و قبل ان تفهم نواياه ، ضمها من جديد و اطبق شفتيه علي شفتيها ، و استجابت كاتي لقبلاته الحارة ، يا الهي . كم تحبه و ترغبه ! انها بحاجة لدفئه و للشعور بلأمان الذي تحسه معه ، ثم تنهدت و القت رأسها علي صدره ، بعد هذا اليوم الحزين ، الا يحق لها ببعض الهدوء النفسي ؟ و غدا ستعود الي برودتها معه ، و الان هي كاتي ، الأمرأة الشابة التي يخفق قلبها بحب جون ، و التي لا تعرف اي قرار تاخذ ، و جون وحده قادر علي ارشادها علي الطريق الصحيح . و سرعان ما احست برغبة قوية تتملكها ، و ذرعان جون تضمانها بقوة و شفتاه تنهالان بالقبل علي وجهها و عنقها . اعترتها رعشة و فكرت بمرارة ، انه يتسلي باثارة انفعالاتها ، و فجاة سمعته يخنق غضيه و يبتعد عنها وهو لا يزال يلهث ، فالتفتت فرات صديقتها براندا تقف امام باب الكوخ . " انا آسفة كاتي ، و لكن والدتك تبحث عنك . . . " " اوه ! شكرا براندا " قالت لها كاتي و ايرعت نحو المنزل . وبعد ان ودعت والدتها اخر المعزين ، جلست علي الشرفة تتأمل مغيب الشمس ، و اختفي جون فجاة ، و كانت براندا قد ودعتها ووعدتها انها ستزورها في اليوم التالي ، و كان اخوها بيتر قد قرر الرحيل بعد يومين علي ان تلحق به زوجته في الاسبوع التالي . و هي امراة لطيفة جدا و تتفق دائما مع والدة كاتي ، و هي حامل الان ، و قررت كاتي ان لا تترك والدتها بعد وفاة والدها ، و انها ستزورها كل اسبوع ، خاصة و انه لم يعد هناك عذر لابتعادها عن العائلة و الاقارب ، كان الجو منعشا ، فنهضت كاتي و نزلت الي الحديقة ن و عندما وصلت الي الكوخ ، اعتقدت انها سمعت صوت جون ،ايلاحقها خياله لهذه الدرجة ؟ لابد انه رحل ، و من الافضل لها ان تترك عملها في تلك المستشفي ن لان وجودها معه في نفس المكان يقربها من حافة الجنون . ولكنها حقا تسمع صوته ، كان يضحك ، و هي تعرف ضحكته جيدا فنظرت من نافذة الكوخ ، و رأته منحنيا فوق صديقتها براندا كلامرز ، ويضمها بين ذراعيه ن و براندا تمسك وجهه بين يديها ، و تقارب وجههما . . . رفضت كاتي ان تشاهد اكثر من ذلك ، و عندما همت بالهرب ، رات براندا تضع يدها تحت ذراعه و يسران نحو المشتل الخضار ن البعيد عن الانظار ، فعادت الي المنزل و هي ترتجف من الغضب ، و كأن روحها ماتت فجاة ، جون و براندا ؟ هذا مستحيل ؟ . كانت ليلة طويلة جدا بالنسبة لكاتي ، فالرجل الذي تحبه يضم افضل صديقة لها بين ذراعيه ! مستحيل . . . جون و براندا لم يكن احدهما يحتمل الآخر ! و كان عدم اتفاقهما يدهش كاتي كثيرا في الماضي . فهل اصبح الحب و الكره قربين لهذه الدرجة ؟ في تلك اللحظة كان بأمكان كاتي ان تقتل صديقتها بيديها ، يا له من نفاق و ازدواجيه ! لان براندا كانت هي دائما التي تخبرها بمغامرات جون . . ز في الصباح ، جلست كاتي علي الشرفة و هي لا تزال فريسة افكارها السوداء ، بينما كانت والدتها تتناول فطورها في غرفتها ن اما بيتر و فرونيكا ، فكانا يتناولان فطورهما في غرفة الطعام الكبيرة . وضعت كاتي فنجان القهوة من يدها عندما ظهرت براندا و كانت مستعجلة و الدموع تتلألأ في عيونها ، هل ستدعي ان جون حاول اغراءها ؟ . " كاتي ؟ " و كانت لهجة صوتها تطلب الاغاثة التي لا يمكن لكاتي ان تقدمها لها . " كاتي ن اسمعيني ! ارجوك ! يجب ان اعترف لك بشئ رهيب " . " انا اسمعك " . " الامر ... الامر يتعلق بجون " . انتظرت كاتي و هي تتساءل اي خدعة ستخترعها براندا . " لقد قبلني ... مساء امس في الكوخ ، اوه كاتي ، انت لا تعرفينمدي اسفي " . " اذا ارغمك جون علي ذلك ، فانا لا الومك " قالت لها كاتي بهدوء و كانت تعلم ان الحقيقة مختلفة جدا ، و لكنها انتظرت لكي تقع براندا في شرك اعمالها . " اوه لا ! ليس كذلك كنت موافقة ! " . هبت كاتي ن و تزاحمت الكلمات القاسية في حنجرتها ، و لكنها لم تستطيع التلفظ بها . " انا السبب كاتي ، اقسم لك ن جون ليس مسؤولا عن ... هذا الحادث . لم يكن يتمني ذلك ، كان دائما يكرهني ! و الغريب ن انني كنت اكرهه ايضا ! و لكن لا يجب ان تغضبي منه ، انا المذنبة وحدي ! " . تأملت كاتي صديقتها و قد جحظت عيونها لم تكن تنتظر مثل هذا الاعتراف الصريح ، و لكن هذا لا يرأ جون لانها رأته بنفسها و هو يضم براندا بكامل ارادته . " ل ستسامحيني كاتي ؟ لكنه ... جميل و فاتن و حساس ، شعرت برغبة قوية لتقبيله , لكنني لم استطع النوم هذه الليلة ... " . " نعم انا افهم " قالت لها كاتي و هي تحس بالشلل ، و كانت تفكر بالشتائم التي ستكيلها لجون عندما ستراه في بيلغتون . الحب براندا كثيرا و كانت ترغب في معرفة اذا كانت كاتي ستغفر لها هذه الغلطة . " ارجوك براندا ن لقد فهمتك ، فجون للحقيقة رجل لا يقاوم " . " هذا صحيح ، و اؤكد لك انه بلمس لم يحاول ان يغريني ابدا ، و اعتقد انه بادلني القبل لانه اشفق علي " احست كاتي بان الغضب سيفجر قلبها وهي تنظر الي براندا التي خرجت من الحديقة راكضو . جون مذنب ! و هي اسأت الحكم علي براندا المسكينة ن لانها فتناة رقيقة محتشمة ، لم تستطيع مقاومة اغراء جون كيركلاند ، و لكن هل اكتفيا بالقبل ؟ ز ظلت صورة براندا في خيالها طيلة اقامتها في منزل العائلة ، مع انها كررت اكثر من مرة انها وحدها المسؤولة ،ة و لكن هذا الالحاح يزيد من ذنب جون ، و ازداد اقتناع كاتي بما كانت تنقله لها صديقتها في الماضي عن مغامرات جون . عندما عادت الي المستشفي ، وجدت ملاحظة علي مكتبها تفيد ان السيدة والتون تريد لقاءها في الساعة الرابعة في مكتبها . فعادت الي شقتها الصغيرة و هي محتارة في امر السيدة والتون ، ماذا تريد منها ؟ هل ارتكبا خطأ دون ان تدري . ورمت نفسها في البانيو ، و بعد حمام طويل ، لفت جسدها بمنشفة كبيرة ن و تمددت علي سريرها ، و بعد قليل استيقضت مرعوبة و تذكرت موعدها مع رئيستها . و كانت لا تزال تلف جسدها بمنشفة الحمام ن فدخلت الي المطبخ لكي تعد فنجان شاي ن و فجأة سمعت طرقات علي الباب ن فترددت قليلا ثم اتجهت نحو الباب و استعدت لان تغلقه من جديد من جديد ان كان هذا الزائر هو جون كيركلاند ، عندما فتحت الباب رأت كريغ آبوت يبتسم لها ، و لكن احمر وجه عندما رلآها هكذا . " لا بأس كريغ ن لا تعتذر انتظر قليلا ، ريثما ارتدي ملابسي ن و سنشرب الشاي معا " . " لا شكرا كاتي لا اريد ان ازيد مشكالك . فكرت ان اتصل بك هاتفيا ، و لكني عدت وفضلت ان انقل لك الخبر شخصيا وجها لوجه " . " مشاكل ؟ اية مشامل ؟ " و اسرعت بارتداء ملابسها ن ثم فتحت له الباب لكنه لم يكن لوحده . " ايمكننا الدخول الان " سألها جون كيركلاد و عيونه تشع بالغضب . فافسحت لهما المجال للدخول ، و عندما ازادت اغلاق الباب رات ساندرا اليوت تمر و تنظر اليها بلا مبالاة ، هل لاحظت الرجلين الذين دخلا شقتها ؟ و تسألت كاتي بقلق ن وقف كريغ امام المغسلة و كان يبدو مرتبكا ، اما جون فجلس علي حافة الطاولة و قد كتف ذراعيه و هو يبتسم بمكر . " ماذا تريد ؟ " سألته كاني بحدة " اهنالك امر طاريء ؟ " . " ليس تماما " اجابها بسخرية " اهتمي اولا بالسيد كريغ ن فانا لست مستعجلا " . فتامله كريغ قليلا ثم قال " و لا انا ايضا و اعتقد انه من الافضل ان تترك كاتي ترتاح " . " نعم قد تكون كاتي متعبة ن فقل لها ما الذي جاء ءبك ن ثم ارجل فورا " . " لست بحاجة لنصائحك ، انك انت الذي تقلقها منذ مجيئك الي هنا ! لماذا تعاملها هكذا ؟ " حاولت كاتي التدخل ن لكنها لم تستطيع . " لماذا ؟ قد تكون لديها مواهب سرية ! و يبدو انهم يطلقون عليها كاترين الباردة ! " اضاف بضحكة ساخرة " فلنتصرف كرجال متحضرين ن اتريد ؟ " قال له كريغ غاضبا ، و كان يحاول ان يحتفظ بهدوئه ، لكنه يجهل كم يكون جون خطيرا اذا استفزه احد . " كاتي لا ترغب برفقتك " قال كريغ " وهي لا تحبك ن و بأمكانك ان تسدي لها خدمة و تختفي ن وهذا سيسمح لها بان تبدأ حياتها من جديد " . " معك انت ؟ " سأله جون بصوت هاديء ، انه الهدوء الذي يسبق العاصفة ، و كانت كاتي تعلم ذلك و رغبت في الصراخ و في طرد هذين الرجلين . " قد لا تكون معي انا " اجاب كريغ " ولكنها بالتاكيد ليست بحاجة لك ! و هي قادرة علي اتخاذ قرارها بنفسها ن و لكنك تربكها ن لقد فقدت توازن حياتها منذ ان بدات تحوم حولها " . " قد تكون تخشي ان اكشف ماضيها ... " اجابه جون بسخرية . تقدم كريغ خطوة نحوه لكن كاتي تدخلت . " اريدكما ان تخرجا حالا ! يجب ان اقابل السيدة والتون ، يبدو ان لدي مشاكل ن ماذا ستقول اذا علمت بأنني استقبلت رجلين في شقتي ؟ " . " كاتي عزيزتي ... " بدا كريغ لكنها احست بانها لم تعد قادرة علي تحمل الوضع ، فركضت الي غرفة النوم و اغلقت الباب وراءها .
الفصل العاشر -10- و بعد لحظاتت سمعت صوت الباب يفتح ثم يغلق ، فشعرت بالراحة ، لكنها لم تطمئن ن قد يكون واحد منهما خرج ، و الاخر لا يزال ينتظرها ن و اذا كان جون الذي يزال في المطبخ ؟ و بيد مترددة فتحت باب غرفة النوم فرات نفسها وجها لوجه امام كريغ . " انت ؟ كنت اظن ... " و احست فجاة بانها فقدت كل طاقتها ن كانت قد اعدت نفسها لمواجهة جادة مع جون ن و كانت ترغب في اهانته ، لكن كريغ ظل يتأملها بمرارة . " نعم ، انا اعلم كنت تريدين ان اذهب انا ن و ان يبق الدكتور كيركلاند " و كان الحزن باد في صوته ن فاحست كاتي بالذنب ن لكنها لا تحب الكذب . " كنت اتمني ان اطلب منه تفسيرا حول نسألة ...شخصية ... و لكن الم تأتي لكي تطلعني علي خبر ما ؟ " . " الرئيسة العامة غاضبة جدا ، كاتي انت تدهشينني " . " حبا بالسماء ، اخبرني ماذا فعلت ؟ " صرخت بيأس . " الموضوع يتعلق بالمظاهرة التي تعد لها الممرضات بموافقتك ، كاتي كان يجب ان تكوني كتومة ... " " تظاهرة ؟ " سألته بذهول ن و احست بان قدميها لم تودا قادرتين علي حملها . فرمت نفسها علي الكرسي ، و هي لا تتذكر انها تكلمت مع الممرضان عن تظاهر ، يبدو ان وفاة والدها اثرت علي ذاكرتها . " هناك تجمع انضم اليه كل تلميذات اتمريض ن و هذا ليس امرا جديدا ، و لكن هذه المرة تخطو الحدود " . " ما الذي حصلب بالتحديد ؟" سألته و قد فقدت صبرها ، " اعتقد ان هذا التجمع يضم ثلاث ممرضات فقط ؟ " . " ثلاثة و كيف ذلك ؟ " . " حسنا لقد استقبلت ثلاثة تلميذات ن و كان يوم الجمعة .. و طلبن مني الاذن في تقديم اعتراض لادارة المستشفي ن و لكن كان يجب ان يتصلن بالسيدة والتون " . " لكنهم تظاهرو ، و عندما حاولو تفريقهم ، نهضت فتاة من بينهم و اسمها سماديني و قالت ان الآنسة غرانجر علي علم بهذه المظاهرة ، و انها موافقة معهم ن و انت الآن في موقف صعب لاشتراكك بهذا العمل الذي قد يكلفك غاليا ! " . " ولكن .. ماذا فعلو ؟ الا يمكنك ان تقول لي ؟ " قالت له يتوتر شديد . " افضل الذهاب الآن ن اذا كنت ستكلميني بهذه للهجة " . حاولت كاتي ان توقفه لكن كرامتها لم تسمح لها ن فليرحل ! و عادت الي غرفتها و رمت نفسها علي السرير و هي ترتجف من القلق ، لا يزال امامها القليل من الوقت للقاء رئيستها ، ثم نهضت و رفعت يديها لتخلع ثوبها .لكنها فجأة احست بيدين قويتين تساعدنها . فالتفتت و رأت جون يبتسم لها . " اعتقد انك تحبين ان اساعدك ، كما كنت في الماضي ... " . " شكرا لك " همست و احمر وجهها . " سرني ذلك ، آنسة غرنجر ! لقد نسي صديقك ان يغلق الباب وراءه و هذه غلطة كبيرة ! " . و اخذت اصابعه تداعب خديها و عنقها . فارتعشت كاتي ، ونظرت اليه . " لا ... جون السيدة والتون تنتظرني " . و تذكرت ايامها السعدية عندما كانا صغيرين و عندما كانا يتبادلان الحب . لقد خلق الواحد للآخر ، و لا يمكن لاحد ان يفرق بينهما . ولكن للآسف كل هذا اوهاما ن و الحياة مع جون كانت مختلفة عما رسمته في خيالها ، كان يجب عليها ان تتحمل ظروف مهنته ن و غيابه الذي لا يمكن تفسيره ، و تاخره و مغامرته و نسيانه ... " ماذا حصل مع براندا ؟ " سألته فجأة . " اه نعم " و ابتسم لها " كنت اتساءل متي ستطرحين هذا السؤال " . " انها تدعي انك ... قبلتها " . " هذا صحيح " . كتمت كاتي رغبتها في ان تصفعه . " من منكما قام بالمبادرة ؟ " . " الم تشرح لك براندا ؟ " . ظل صوته هادئا ، لكنه كان قد بدأ يفقد صبره . " لقد اكدت بان هذه غلطتها هي و انها آسفة " . " حقا ؟ هذا جديد ، اليس كذلك ؟ لاول مرة لا اكون انا صاحب المبادرة ! " . " نعم ، لقد اعتذرت كثيرا ن و اصرت علي انك لست المسؤول " . " هذا لطيف من ناحيتها ن و لكنها باتهام نفسها ن تجعلني مذنبا اكثر في نظرك ن و لانها اخبرتك بنفسها صدقتها ، و لطالما كنت تتهميني بالكذب و النفاق " . احست كاتي بالخجل عندما تذكرت لومها الدائم له . " براندا لا تكذب علي ... كما و انني رأيتكما بعيني في الكوخ " اعترفت و شفتاها ترتجفان . " و كيف وجدت هذا المشهد ؟ بالتأكيد ترغبين بمعرفة المزيد ، يجب ان تطلقي العنان لخيالك ، كاترين الباردة ! اعلمي ان براندا ليست مثيرة مثلك ، لكنها ستتحسن ! " . هذه المرة صفعته كاتي ، و تركت اصابعها اثرا علي وجهه ، فرفع يده الي خده و تأملها غاضبا . " اوه ... جون ... انا ... لا لست آسفة ! هذا ثمن العذاب ة الذل الذي تسببت لي به خلال خمسة اعوام ! " . " خمسة اعوام ! قد اكون آلمت كبرياءك ، و لكن بدون شك قلبك ام يتعذب ، لانه لا قلب لك ! " . " بل انت الذي لا تملك قلبا " اجابته بسرعة " و انت لم تحبني يوما ، كنت انانيا دائما " و تلألأت الدموع في عيونها . " لا ن انا لم احبك ابدا " قال لها بسخرية لاذعة ، احست كاتي بانها ستفقد وعيها ، لكنها تمالكت نفسها بجهد كبيير . " انا سعيدة لسماعك تقول هذا " . لكنه لم يحاول ان يخفف من حدة اعترافه و تمن كاتي لو انها تختفي من الوجود ن و كان عذابها يعادل العذابي الذي شعرت به يوم فقدت طفلها طفلهما ، الذي ولد قبل اوانه ... " يجب ان اذهب الآن ن لان رئيستك تنتظرك ، و الا فويلك و العقاب ! و اقدم اعتذاري لك سيدتي ، و ادك بان هذا لن يتكرر " . " انك تفكر بمهنتك و مستقبلك جون ن لماذا لا افعل انا مثلك ؟ " . " طبعا انك تنجحي و ستسافرين حول العالم " . " لقد سبق لي و ان سافرت كثيرا و هذا ليس يلبشيء المميز " . " و انا ايضا سافرت ايضا كثيرا ، بفضل والديك ، اعتقد بانه لا يمكننا السفر بدون جون ؟ " قال وهو يقلد لهجة والدها ، ثم اضاف هز كتفيه و وقف كما وقفت والدتها و اضاف " بالطبع ، هذا يسعد ابنتنا كاتي ، لا يجب ان نغضبها ! طلباتها اوامر ! " قال بيلهجة والدتها الفرنسية " اما انا فلا اهمية لي ، لم اكن سوى لعبة تقدم لكاترين ! " . " جون ... " ثم سكتت فاية كلمة و مهما كانت حنونه لن تهدأ غضبه ، و هو يرمي بحبها ، ولن يحميها شيء آخر ن لكنها لاحظت شيئا مهما ن لقد تعذب كثيرا . " انت مخطيء جون ، لان تظن انك كنت مهملا ، في يوم الدفن سألتني والدتي عن اخبارك ، و كانت متأكدة انك ستأتي ، و انك لن تتركها وحدها ن صدقني انها تكن لك محبة كبيرة " . " الافضل ان اذهب ، و بدون شك سيعود آبوت ... " . " لا تكن سخيفا ! كريغ و ابنته هما مجرد اصدقاء فقط " " لم اطن اعلم ان لديه ابنة هل هي جميلة ؟ " . " انها صغيرة ، في السادسة عشر تقريبا " . " هذا مثير حقا ، يجب ان اتعرف عليها " .
الفصل الحادي عشر -11- فاشتعلت عيون كاتي بالغضب و رفعت يدها تصفعه مرة ثانية ، لكنه امسك يدها و حملها و رماها بسرعة علي السرير . " جون لا! لا ! " . لكنه لم يصغي لاعتراضتها . و توقف الزمن عن الدوران و نسيت كاتي السنوات الخمس ... و كان جون يضمها بحنان الي جسده العاري ، فرفعت رأسها نحوه ، فطبع قبلة رقيقة علي شفتيها ن ثم ابعدها عنه بهدوء . " يجب ان ارحل ، انسة غرنجر " . " اوه لا ... جون ، ابقي قليلا ... بامكاننا ان نتاول العشاء معا " . " انا اقول هذا لأنني افكر بك ، و ليس بنفسي " ثم نظر الي ساعته ن و قال لها ضاحكا " لقد قضينا نصف ساعة ! ولا بد ان رئيستك بانتظارك ! " . " يا الهي ! " صرخت كاتي و هي تنهض " لقد جعلتني انسى الموعد " و ارتدت ملابسها بسرعة ن و اختارت ثوب التمريض الازرق لكي تبدو في وضع جدي يبعدها عن اي اتهام . ظل جون يراقبها و هو يضع يديه تحت رأسه علي السرير . " لا تنسى ان ترتب السرير بعد ان تنتهي من كسلك " قالت له بلهجة الامر . و كانت تعلم بانه لا يحب الاعمال المنزلية . " هذا ممكن . من يدري ؟ و لكنني لن انسى ان اغلق الباب ورائي " و كانت نظراته تقول لها " يبدو انك سعيدة جدا " . " لقد كنت واضحة عندما اخبرتك انني اريد رؤيتك في تمام الساعة الرابعة ، كيف تفسرين تأخرك آنسة غرانجر ؟ " سألتها السيدة والتون بحزم . لم تعرف كاتي بماذا تجيبها . " لدي اجتماع في الساعة السادسة ، و يجب ان امر علي منزلي " اضافت الرئيسة " وحقا ليس لدي وقت لاضيعه " . " اعتذر ... فانا كنت ... " . " غير مهم ، انت تعلمين بأنني لا اطلبك الا الامر خطير " . " انا لا افهم ... ماذا فعلت ؟ كريغ كان قد بدأ يشرح لي لكنه ... " . " كريغ ؟ " سألتها السيدة والتون " نعم ، لقد اخبروني انكما تخرجان معا ... " . " نحن اصدقاء فقط ، و لقد دعاني لتناول الغداء عنده ، لكي يعرفني علي ابنته التتي تتمني ان تصبح ممرضة " . " حسنا ، لكنني اريدك ان تكوني حذرة آنسة غرانجر ، الادرايون يجب ان بكونو مثالا لغيرهم " . " نعم بالتاكيد " . " لقد وقع حادث في اليوم التالي لرحيلك ، و تظاهرت مجموعة من الممرضات تحت نافذة مكتبي ، ثم انتقلو الي ساحة المستشفي و هذا شيء يضر بسمعة المستشفي ن و عندما طلبت منهن ان يتفرقن ، بدأن الغتاء و بالقفز ، الي هددتهن بطلب الشرطة " . " انا لا يمكنني ... " . " لقد سمحت لهن بهذه المظاهرة ، آنسة غرانجر ! " . " لكن الفتيات الثلاثة طلبن مني بكل بساطة ان يقدمن اعتلااضا " و لكن كاتي تذكرت من حديث الممرضات شيئا ، هل كن يلمحن لمظاهرة ؟ . " علي الاقل هذا ما اعتقدت انني فهمته منهن " . " هل انت متاكدة ؟ " . لم تحاول كاتي ان تقلل من اهمية خطأها ن و شرحت للرئيسة انه كانت مشغولة بعملها و هذا ما منعها من الاهتمام جيدا بحديث الممرضات ن و ادركت الرئيسة الممرضات انه لو كانت الفتيات اعن بصراحة عن هدفهن الحقيقي ، لما كانت كاتي سمحت لهن بذلك . " علي كل حال ، اتمني ان تاخذي من هذا الحادث درسا ن آنسة غرانجر ، و سيكون لي تصرف مع اولئك الفتيات " . نهضت كاتي و كررت اعتذارها ، و كانت علي وشك الانفجار بالبكاء . جون هو المسؤول ! وهي متأكدة ان هذا الاتهام ليس صحيحا ، لكن لو لم يشغل بالها في تلك اللحظات لما كانت اساءت فعم هدف الممرضات ، نعم جون مذنب . و غي الصباح اليوم التالي ، دخلت كاتي الي القسم الثالث ن و كان الجو هادئا . و كانت بيجي لا تزال في اجازتها ن و اول شخص التقت به ، كان جون كيركلاند الذي كان ينتظرها في مكتبها ، و كان يلبس الجيلية ن و تسألت لماذا هذه التفاصيل الصغيرة تلفت انتباها ، هل هذا لانه يخالغ اليوم عادته ، الا انه انيق و فاتن . وهذه الملابس التي يرتديها تكلفه مبالغا كبيرة ، مين جاء بكل هذا المال ؟ هل يستغل احدى ثروة احدى صديقاته الجديدات ؟ فاغمضت عينيها و تنهدت ، و عندما فتحت عينيها من جديد التقت نظراتها بنظرات ساندرا اليوت ن التي التفتت تحو جون ثم ابتسمت بسخرية . كانت افكار ساندرا واضحة علي وجهها ن لكن كاتي حاولت ان تتكلم بهدوء ، فابتسمت لها ، و للمرضة الثانية ، ثم التفتت نحو جون . " بماذا يمكن ان افيدك دكتور كيركلاند ؟ الا اذا كانت الانسة اليوت قد افادتك ... " . " لا ، لقد جئت لاراك انت ، اذا كان هذا لا يزعج الآنسات " قال بلطف و نظر الي الممرضتين ن فاستأذنت الممرضات و خرجتا و اقفلن الباب وارئهما . " كيف كان لقاؤك مع الرئيسة ؟ " . اجابته كاتي بلهجة حادة لكي تخفي انفعالاتها ن و شرحت له بأن السيدة والتون كانت متفهمة . " اتمني ان تكوني وجدت عذرا جيدا لكي تبرري تأخيرك " قال مبتسما بمكر . ثم نهض فجأة و ضمها اليه فترجعت خطوة للوراء ، وكان بأمكانها الابتعاد عنه اكثر ، لكنها احست بانها مشلولة القوى ، فرفع جون رأسه نحوها ، و التقت الشفاههما قلبة مثيرة ن لكن الرنين الهاتف قطع عليهما هذع اللذة وز اعادهما الي الواقع ، فابتعدت كاتي عنه بجهد كبير ن و تناولت السماعة ، و عندما انهت مكالمتها كان جون قد اختفي . فحاولت ان تبعده عن رأسها و تركز كل اهتمامها علي عملها و علي المرضي الذين بحاجة لها . و بعد انهت عملها المكتبي ، قامت بجولة علي المرضي ، و تفقدت ملفاهم ، ولاحظت ان اسرة غير مشغولة ، و عندما ابدت هذه الملارحظة الي ساندرا اليوت ، هزت الأخيرة كتفيها . " الايام تتابع ، و لكنها لا تتشابه ، و غدا قد تكون الاسرة مليئة ، علي كل حال كانت مشغولة اثناء اجازتك " . " لم تكن هذه اجازة بكل معني الكلمة ، لقد فقدت والدي " . " لكنك تغيبت يومين اضافيين ، و لقد مات مريضان اثناء غيابك ، و كنا مشغولين جدا ! " . لم تحاول ساندرا ان تنتبه لالفاظها ن و فررت كاتي ان لا تذكرها بانها تتكلم مع المسؤولة مباشرة عنها ن و ادركت ان اسباب ثورتها عليها ليس بدافع مهني . " و في اول يوم تعودين الي العمل ، اجدك وحدك مع عشيقك ! " . تاملتها كاتي بدهشة ن و بعد صمت قليل اجابت " الا تعتقدين ان خيالك يحملك بعيدا ، آنسة اليوت ؟ " . " لقد جئت في الساعة السابعة لكطي اطمئن علي سير العمل ، و لكن دكتور كيركلاند كان قد سبقني ، ويبدو انه متشوق جدا للقائك ! " . " اذا كان عشيقي كما تدعين ، لكنا قضينا الليل معا " اجابتها كاتي غاضبة " ولما كان جاء لرؤيتي في ساعة مبكرة ن و في مكان عام كهذا " . " لا .... لا " اجابتها ساندرا و قد احمر وجهها . " نحن اذن لم ننم في سرير واحد ، يبدو لي انك تتحاملين علي آنسة اليوت ، و الدكتور كيركلاند جاء ليبحث معي مسألة طارئة " . لم تكن كاتي تكذب ، لأن جون كان يريد الاكمئنان علي ردة فعل السيدة والتون . " علي كل حال انت لا يجب ان تتدخلي بحياتي الخاصة ، ولا بحياة الدكتور كيركلاند ن و لكن لكل شيء يدل علي انك وقعت تحت سحر الطبيب الجديد ، و هكذا ستكونين واحدة جديدة علي لائحة طويلة ... " . "< وانت ؟ الم يختارك منذ اليوم الأول ! " . " كفي آنسة اليوت ! " صرخت بها كاتي . و كانت ساندرا من حيث الشكل جميلة ايضا و قد تكون معجبة بالدكتور كيركلاند ، و من المؤكد انها لك تكن لتعجب به لو كانت تعرف حقيقته ! . و اثناء تفحصهما معا لملفات المرضى ن زال التوتر بينهما ، و لم تستطيع كاتي الا ان تعجب بكفاءة ساندرا في عملها . " ما رأيك بالسيدة دوش ؟ " . " برأي انها نموذج من مرضى الخيال " اجابتها ساندرا . " هذا ممكن ، و لكن لديها بعض عوارض التوتر العصبي كفقدانها الشهية " . " لا " . " و مالذي يؤكد لك ذلك " سألتها كاتي بدهشة . " انا ... اعرف شخصا اصيب بهذا المرض ، و السيدو دوش ليست كذلك ، و ضعفها يعود الي اسباب اخرى " . و كانت من بين المرضي فتاة شابة هي الين اوكونور التي يجب ان تخضع لعملية امعء ، و لاحظت كاتي في ملفها انها قريبة للدكتور كوتن . " اتمني ان لا اجد عذرا لمضايقتك ! " . " ابدا " اجابتها ساندرا و اسرعت و غادرت الغرفة امام دهشة كاتي ، ماذا اصابها ؟ . عند الظهر ن زار الدكتور كوتن كاتي ، و كان جميلا و انيقا ن و يبلغ الخامسة و الاربعين من عمره ، و لهجته ايرلندية ، قدمت له كاتي القهوة ن و كانت سعيدة بلقائه . " اعتقد انها عملية صعبة ن دكتور كورتن " . ثم دعت ساندرا للانضمام اليهما ن لكنها تفاجأت بانها خلقت عدة اعذار لكي لا تشرب نعهما القهوة . و يبدو انها ليست علي علاقة طيبة مع الدكتور كورتن . " ناديني مايكل ! لو سمحت ؟ فلقب الدكتور يجعلني اشعر بانني اصبحت عجوزا ن و كما تعلمين الارلنديون لا يفقدون شبابهم ! ام بالنسبة لقريبتي ، فهذا الحل الاخير ، العملية الجراحية . " يجب عليك ان تخبرها ما يجب عليها تحمله بعد العملية ، لقد تناقشنا معها منذ قليل ، ووجدت انها مستسلمة " . " بالفعل ن انها منهارة ، لكنها ستعيش و هذا المهم " . و ثرثرا معا و لم تنتبه كاتي للوقت ن و تفاجات عندما اخبرتها ساندرا انها ستنزل لتناول الغداء . " اوه ، حان الوقت ؟ة" قالت ساندرات التي تدير ظهرها للدكتور مايكل " حسنا ن اخبري المساعدة انه بامكانها النزول ايضا " . نهض الدكتور مايكل فور خروج ساندرا ن و يبدو انه يردي اللحاق بها ن فشعرت كاتي بفرح صادق ، فالحب اظاهر في عيونه ، و قد يكونا حاليا علي خلاف ، و هذا ما يبرر تصرفات ساندرا الغاضبة داءما ، و لكن كيف تفسر اعجابها بجون ايضا ؟ ثم هزت كاتي كتفيها . من النادر جدا ان يمكن للمرضات او الاطباء الادعاء بان المرضي لا يهتمون بحياتهم الخاصة ن و كثير من الكرضي ينتبه للعلاقات الحميمة التي يحاول اخفاءها الاطباءو الممرضون ، و هذه حالة السيدة البوري في القسم الثالث . " انه اكبر منها بكثير " قالت لكاثي بعد الظهر " في اليوم تلاول اعتقدت انه والدها ، و لكن يجب الاعتراف انه رجل وسيم " . " فلنتمني لهما اذن الزواج السعيد " . " مستحيل انه متزوج ن لقد اخبرتني بذلك احدي الممرضات " هزت كاتي رأسها و ابتعدت ن مسكينة ساندرا ! فكرت بها بحزن و اقتربت من سرير الين اوكونور . " والدتي انكليزية ، و نحن ستة بنات و ثلاثة صبيان ! " ابتسمت كاتي و سرت لوثوق الفتاة بها . " و عمي ؟ ما رأيه بالوضع ؟ " . " انا لا اراه كثيرا عندما تكون الآنسة اليوت في القسم ، مع انه يأتي كثيرا ، و انا اعتبره بمثابة والدي ، و هذه العملية تفرض ... ، انا لا اريد اجراء هذه العملية ، آنسة غرانجر " صرخت الفتاة و انهمرت دموعها . " انا افهم شعورك ، الين ، و لكن من الخطر الانتظار اكثر ، و الدكتور ردفورد درس كل الحلول الاخري قبل اجراء العملية " . هزت الفتاة رأسها بحزن ، و ظلت كاتي معها بعض الوقت ، " هل تاتي والدتك لزيارتك ؟ " . " لا ، آنسة اليوت نصحتها بان لا تأتي ن لأنها لا تستطيع ان تمنع نفسها من البكاء ... و هذا يؤثر بي كثيرا ، لقد جاء والدي مرة ، و هو الوحيد الذي اقبل برؤيته و الدكتور مايكل طبعا ن اخوتي يضجون كثيرا ، بينما انا احب النظام و النظافة و الهدوء ، ويقول الدكتور مايكل انني قلقة كثيرا ، و انني استسلم لليأس ، و هذا سبب التقرح في امعائي ن هل هذا صحيح ؟ " .
الفصل الثاني عشر -12- شرحت لها كاتي باسلوب مبسط اسباب القروح المعوية . و اكدت لها ان بعضها يكون لاسباب نفسية . و عندما ارتاحت الين ن عادت كاتي الي مكتبها ن و هي تفكر بالمشاكل التي يجب عليها مواجهتها غدا ، و كان فريق دكتور ردفورد الذي سيجري العملية . كان اليوم التالي متعب اكثر مما توقعت كاتي ، بالاضافة الي ان الاىنسة اليوت لم تكن مستعدة لبذل اي مجهود ، و اكثر من مرة اضطرت كاتي لتذكيرها بواجبها و خاصة بالنسبة لراحة المرضي الضرورية ، و عندما رفضت ساندرا اعطاء حقنة للآنسة المريضة ، طلبتها كاتي الي مكتبها و عنفتها ن و اضطرت الي ان ترفع صوتها عليها و سرت هذه الملاحظة في كل القسم ن و لم تظن كاتي ان ساندرا نقلت هذا الخير بنفسها لكي تكسب مودة الجميع ، لكنها فشلت لأن كل الممرضات لا يحملن لها اية مودة ، و فيما بعد ، راتها كاتي تتجه الي غرفة الممرضات تبكي ، فلم تحاول كاتي ان تخبرها ان البكاء ينفع و يريح الاعصاب ، لكن في الساعة السادسة ، اعدت كاتي القهوة و دعت ساندرا للنضمام اليها في مكتبها ، و بعد تردد قصير جاءت ساندرا ن لكنها التزمت الصمت ... ة فجاة دخل الدكتور مايكل كورتن ، و اختفت ابتسامته بسرعة عندما رأى ساندرا . وتوقف مكانه و هو لا يرفع نظره عنها . و كانت كاتي قد نهضت لاستقباله ، و لك تعرف اي موقف تتخذ . ففكرت بالخروج باي حجة ، و لكنها قررت ان هذا سيكون واضحا ، فابتسمت و سألته اذا كان يرغب في الحديث معها ام مع ساندرا ، ولمحت في عيونه نظرات المحبين . " اريد ان اكلمك بخصوص الآنسة الين " فنهضت ساندرا و هي ترفع وجهها بتحد . " بهذه الحالة ن اسمحي لي بالانصراف ، آنسة غرنجر لا يزال لدي بعض الاعمال " ثم خرجت و صفقت الباب وراءها ، تنهد مايكل ثم ابتسم ابتسامة حزينة . " من الطبيعي لا تحب الايرلندين " قال بمرارة و سخرية ، وجلس علي الكرسي ، و جلست كاتي في قابلته و هي لا تدري ماذا تقول له ، ماذا سينفع تدخلها اذا كان مايكل متزوجا ؟ . " كنت ارغب في ان تحدثني عن الين ؟ " . و رغم صداعها القوي ، اخذت تسمع لحديثه ن لكنه كان يبدو انه يهرب من الوحدة ، و يبحث عن قلب كبير ، وبعد كلمات قليلة حول مرض الين ن اخذ يحدثها عن طفولته في ايرلندا ، و مرت ساعة من الوقت و هما يثرثران ، وفجاة رن جرس الهاتف ، فدخلت الممرضة ماري لكي تجيب علي الهاتف بنفس الوقت الذي رفعت فيه كاتي السماعة " . " اعذريني ، لم اعلم انك لا تزالين هنا " ثم خرجت و هي تضحك ، فادركت كاتي ان هذه الممرضة ستنقل خبر وجودها مع الدكتور كورتن الي رئيسة الممرضات كما وان علاقتها مع ساندرا ستزداد سوءا ، و كذلك ستكون مضطرة لمواجهة غضب جون اذا علم بانها كانت تضحك مع دكتور كورتن . و عندما عادت الي شقتها ، لم يعد يحتل تفكيرها سوى جون كيركلاند ، و لشدة حاجتها له رغبت بالبكاء ، و هو لم ينتقل الي منزله الجديد ، و ينام الآن في الطابق الذي فوقها ، بضعة درجات فقط تفصلها عن الرجل الذي تحبه ، لانه شرح لها بوضوح تام انه لم يكن لكاترين غرنجر في الماضي مكان في حياته . و اول فكرة خطرت ببالها عندما استيقظت هي ان الدكتور ردفورد هو الذي سيجري العملية اليوم ن و كان الوقت لا يزال مبكرا ، فشربت كوبا من الشاي ، و احست بانها اليوم لا تملك القدرة علي مواجهة مشاكل العمل . و مع ذلك قامت بعملها الصباحي علي اكمل وجه ن و بينما هي في مكتبها جاءت ممرضة الليل . " انها الين ، ترفض الخضوع للعملية ، و تقول بانها لا يمكنها ان تتحمل فكرة ان تجر كيسا من البلاستيك معها طيلة ايام حياتها ، و للحقيقة آنسة غرنجر انها محقة " . " نعم ، بافعل حتي انني ابديت هذه الملاحظة لكن البرفسور ردفورد كان مصرا ، هل مايكل ... اقصد الدكتور كورتن هنا " . " آه ! يقال انه يلاحقك دائما ، انه متزوج تلا تعلمين ذلك ؟ " . " لا تتفوهي بالحماقات آنسة ريسل ن انه عم الين ، ولهذا السبب اريد ان اكلمه " . " لا تتوتري ، كاتي انا لا اقصد ذلك ن مع انني اعلم جيدا لمن يدق قلبك " . " انت مخطئة اذا كنت تفكرين بالدكتور كيركلاند ، انه يزورني لكنه ... " " الدكتور كيركلاند ؟ " سألتها بدهشة " هو ايضا ؟ يا الهي ! كنت افكر بكريغ آبوت ، و لم يخبرني احد بامر الطبيب المستشار الجديد ! " . عضت كاتي شفتيها ن و اتجهت الي غرفة الين ن فوجدتها شاحبة و اخبرتها الآنسة ان الدكتور كورتن سيأتي بعد قليل ن فكان من واجب كاتي ان تطمئنها ن فامسكت يدها النحيلة بين يديها و اخذت تستمع لها و عندما انضم اليهما الدكتور مايكل مبتسما كان كأنه نور الشمس يذيب حزنها ، فقررت كاتي البقاء بقربها لكي تشجعها ، لأنها لن تعيش اذا دخلت الي غرفة العمليات بهذا اليأس ، و تفاجأت كاتي لأن مايكل لم يحاول اقناع قريبته بطريقة مباشرة ، و كان يكلمها بروح الصداقة . جاءت احدى الممرضات المساعدات و سألته اذا كانو يرغبون بشرب القهوة ، فاخذت كاتي جانبا و شرحت لها ان الآنسة اوكنور ستخضع لعملية خطيرة ، و ان اقتراحها هذا لم يكن مناسبا ابدا ، و عندما عادت الي سرير الين ، ابتسم لها الدكتور مايكل ابتسامة مشرقة . " لقد اخذت الين قرارها ، يا عزيزتي كاتي ن قالت نعم ! " ابتسمت كاتي لكن صوتا جافا جعلها تنتفض . " اتمني ان لا ازعجك عزيزتي كاتي ! ! " قال لها جون كيركلاند ن و كان قد اصبح امامها ن و عيونه تشع بالغضب . " ولكن . . . لا دكتور ، بالتأكيد لا " اجابنه متلعثمة . " اريد ان اكلمك ن مايكل " قال متلفتا نحو مايكل " لقد اخبروني انني سأجدك هنا " . " فنظر اليه د. كورتن نظرة لوم . " هذه الفتاة قريبتي ، جون ووجودي هنا ليس له اي تفسير اخر " . " هذا افضل ن فأي اشاعة تضر بلآنسة غرانجر ... " . " حياتي الخاصة لا تعنيك بشيء ، دكتور كيركلاند ! " قالت له كاتي بحدة ن والآن بمكأنكما الانصراف يجب علي ان اهتم بمريضتي " . " ثم رافقتهما حتي الباب و عادت الي الين . " هل هذا صحيح ؟ هل انت موافقة علي العملية ؟ " . " من هذا الطبيب الساحر ؟ انا لم اره من قبل " . " انه مستشار جديد في الطب العام ، و اسمه جون كيركلاند " . " انه جميل جدا ، هل أنتما اصدقاء ؟ " . " كنا اصدقاء ، ارتاحي الان ، سأعود بعد قليل " . علي الاقل زيارة جون اثارت اهتمام الين ، و جعلتها تنسى العملية التي تنتظرها . بدات العملية الجراحية ، و كانت الين الاولي التي اشرف علي عمليتها البرفسور ردفورد بنفسه ، و عهدت كاتي الي احدى الممرضات ان تكرس لها كل وقتها عندما تخرج من غرفة الانعاش ، ثم نزلت الي الكافتيريا ، لكي تتناول عداءها بسرعة ، و كانت ساندرا قد عادت بعد ان تاخرت ربع ساعة ، و عندما اشارت لها كاتي بذلك ن اجابتها ساندرا بلهجة قريبة من الوقاحة . من غير المفيد مراجعة ساندرا في هذه الفترة ، لأنها دائما تدعي انها الضحية الضعيفة ، فاخذت كاتي تقطع قطعة اللحم التي في صحنها بعصبية ظاهرة . " هيا هيا عزيزتي ، كاتي اهدأي ! " نصحها جون و هو يجلس مقابلها " ماذا هنالك ؟ " . " كنت افكر بساندرا اليوت " قالت له بحدة . " ساندرا المسكينة ! ما جريمتها الآن ؟ هل خطفت احد عشاقك ؟ " . احمر وجه كاتي ، و اسرعت بشربي كوب ماء . " كيف يمكن ان تكون بهذه الوقاحة ؟ و رغبت في ان ترميه بكوب الماء . " كنت قد نسيت كل اثارتك و معرفتك في فن ... " ثم التفت و قال " اه صباح الخير ... " . فالتفتت كاتي بدورها ، فرات ليونارا آدمز تضع صحنها بقرب جون . " ايمكنني الانضمام اليكما ؟ شكرا " ثم جلست " جون ، يا عزيزي لدي اخبار لك " . احست كاتي انها ستختنق و هي تبلع طعامها . " بالنسبة للسرير ن لقد وجدت لك سرير رائعا ! و انا مقتنعة انه سيعجبك ، انه كبير و واسع ! " . " انا احب الأسرة الكبيرة " اجابها جون . " هذا سيناسبك تماما ! " اضافت ليونارا بمكر و دلال " ولكن هناك ... " .
الفصل الثالث عشر -13- قررت كاتي ان تنسحب و تركز اهتمامها علي عملها ن لن هذا النقاش السخيف لا يعجبها ن و بنفس الوقت جاء كريغ آيوت ن و جلس بجانبها . وعلي عكس ما كانت تتوقع ، اشتقبله جون بابتسامة صداقة ، فقالت لنفسها انها لا تفهم هذا الرجل ابدا ، كما انها لا تملك الفرصة المناسبة للمحاولة ن يبدو انه بمزاج رائع اليوم ، لأي سبب ؟ اتكون ليونارا هي السبب ؟ . فرغبت في فنجان قهوة ن لكنها خشيت اذا نهضت لاحضار قهوتها يتبعها كريغ ، فغيرت رأيها و قررت العودة الي عملها ، فنهضت و ابتسمت لهم . " اوه لقد نسيت ! " قال جون بسرعة " لدي بطاقات لحضور فيلم رائع في السينما بامكاننا الذهاب كلنا " فوافقت ليونارا و كريغ . " اذا كانت الدعوة تشملني ايضا فانا اسفة " ثم ابتعدت بسرعو ، و خرجت علي رفضها الجاف . لحق بها كريغ قبل ان تصل الي الباب . " دعني كريغ ن ليس لدي ما اقوله لك " . و حاولت النخلص منه ن فامسك ذراعها و اتجه بها نحو البهو الداخلي . " اسمعيني ارجوك ، ان نوياي هي من باب الصداقةالصافية ، ايما ابنتي لا تتكلم الا عنك ، و هي تحب ان تراك و لم تعد ترغب بان تصبح ممثلة " . " هذا افضل " اجابته دون ان تتوقف ن و قد اصبحت قريبة من قسم العمليات ، و لم تسمع كريغ بوضوح ، و هي تفكر بجون يجلس في السينما بينها و بين ليونارا . " لا !" . " ايمكنني ان اعرف لماذا تجبين بكلمة لا ؟ " سألها كريغ . " اعذرني ، كريغ كنت شاردة ... ماذا قلت ؟ " . " لكنك لم تكوني تستمعين الي " قال غاضبا . " كن لطيفا ، كريغ اريد ان اكون لوحدي ن لدي مشاكل كثيرة هذه الايام " . كانت الين قد اعيدت الي سريرها ، و كانت تبدو متعبة جدا فابتسمت لها كاتي ثم اتجهت نحو سرير السيدة دوش التي نادتها " قالوا لي انني ساخرج غدا ن الا تعتقدين ان حالتي تستوجب عملية جراحية ؟ " . " لا ن لا ضرورة لذلك ، سيدو دوش انك تعانين من مشكلة في نظام تغذية ن لماذا لا تحاولين تناول المنتجات الكاملة ؟ " . " ماذا تقصدين ؟ " . " انها اطعمة لذيذة ، مثل الخبز الكامل ن حبوب الصوجا ، القهوة الخالية من الكافيين ... يوجد مطاعم متخصصة بهذا الريجيم ... " ثم عادت كاتي الي مكتبها سعيدة باقناع مريضتها ن و بعد قليل زارها د.مايكل و بعد ان ثرثرا طويلا ، دعاها لحضور فيلم في السينما . " بصراحة ن لست بمزاج جيد ، هذه الايام " الح مايكل ، و اخبرها انه هو ايضا يعاني من مشاكل خاصة ، سهرة مع مايكل ستكون مفيدة لها ، فكرت كاتي ، انه متيم بساندرا اليوت و هي تحب جون كيركلاند ن فهذا سيجعلهما يوسيان بعضهما . " ولكن زوجتك ؟ انا لا اريد ان يتهموني بالخروج مع رجل متزوج ، يكفي ما لدي من مشاكل " . " انا حر يا عزيزتي كاتي " اجابها مبتسما توفيت زوجتي في حادث سيارة ن منذ اعوام " . " هذا رائع ... " صرخت كاتي " اوه عفوا ... انت تفهم ... " . اذن لا حاجز يجول بينه و بين ساندرا ... و اتفقا علي موعد . و عادت كاتي الي عملها و هي تشعر ببعض السعادة ن اولا لأن اثنين يحبان بعضهما و سيعرفان السعادة ن ثانيا لأن العمل مع ساندرا سيصبح اسهل . اتصل بها رئيستها السيدة والتون ن و طلبت ان تقابلها في صباح الغد ، و هذه المرة كانت كاتي تعلم السبب ، لقد اخبرتها هازل سميث . " لست ادري من نشر هذه الاشاعة ، لكنهم يقولون انك تستقبلين الدكتور كيركلاند دائما في شقتك " . " اهذا كل شيء ؟" سألتها كاتي . " الا تعلمين ان هذا يهدد مهنتك ؟ كنت اعتقد انك طموحة ! " . " طبعا ن و لكني اعتقد ان حياتي الشخصية لا تعني احدا غيري ، و انا اهتم جيدا بصحة مرضاي ، و لاشيء اخر يهمني " . " انا لست من رأيك ! لأنهم يقولون انك تستقبلين كريغ ابوت ايضا ن وان اري ان هذا ... غريب ! " . " الم تشر السن السوء الي الدكتور كورتن ايضا ؟ صحيح انني لم استقبله حتي الان ، لكننا نقضي اوقاتا طويلة في مكتبي ، من يدري ؟ قد يكون هناك آخرون ... " . " ارجوك ، كاتي ! " . " انت محقة سيدة سمث ن انا اسفة لكن هذا لم يعد محتملا ، فانا اعرف الدكتور كيركلاند منذ مدة طويلة ، و قبل مجيئي الي هنا ، و السيدة والتون تعلم ذلك اما كريغ ابوت ، فانا اعتبره صديقا فقط اما مايكل فاعلمي انه يحب ساندرا اليوت ، و هما متخاصمان الآن ، و انا ابذل جهدي لمصالحتهما ، و اتمني ان لا تحاول الآنسة ساندرا اليوت من جديد ان تهدم حياتي المهنية " . " اعتقد انها قادرة علي خلق مثل هذه الاشاعات ن و لكني انصح بالحذر " . دخلت كاتي الي شفتها و اغلقت الباب وراءها بعنف ، ثم رمت حقيبة يدها و جلست ، و فجأة نهضت و خرجت من جديد ن و ركبت سيارتها و اتجهت الي شارع كروس سكوير ظ، و جون الذي كانت تعتقده في المستشفي ن كان موجودا في منزله الجديد ،ى لأنها رأت النور مضاء في الطابق الاول ، و سيارته المرسيدس متوقفة امام المنزل . هل هو وحده ؟ لا يمكنها ان تدق باب منزله دون وجود عذر مقبول . سمعت صوته بنفس اللحظة التي اوقفت فيعا سيارتها . " كاتي ! " التفتت فرلأته خلفها . " كنت اهم بالخروج ، اتريدن ان تلقي نظرة ؟ " . وكان واثقا من انها لن ترفض . و فكرت كاتي بان تعتذر لكن فضولها كان كبيرا و بدون ان تتكلم نزلت من سيارتها و تبعته ن و في المدخل الواسع توقفت و اعجبت بالسلم المؤدي الي الطابق العلوي و المغطي بالسجاد ن قادها جون الي الصالون الذي كان مضاء . " يوجد غرفة طعام ، لكنني اتناول طعامي هنا " قال لها مشيرا الي طاولة صغيرة و كراسي في احدى الزوايا واخذت تنقل نظرها حولها بصمت ، و كانت الغرفة المجاورة عبارة عن مكتبة تضم كتبا عديدة ، اما المطبخ ، فكان واسعا و مجهزا بكل لوازمه ، تأخرت كاتي قليلا بينما صعد جون السلم ، ثم تنهدت و انضمت اليه . " يوجد اربعة غرف ، لكن لا يوجد سوى حمام واحد " . حبست كاتي انفاسها و استعدت لزيارة غرفة نومه ، لكن جون لم يكن ينوي ان يعرفها عليها . " اوه يوجد شرفات في كل الغرف ، تماما كما في منزلكم " قال و هو ينزل الدرج . " هذا رائع جون ، لا بد ان الاثاث كلفك مبلغا كبيرا " . " اترغبين بفنجان قهوة قبل الرحيل ؟ " اقترح عليها و هو يتجه الي المطبخ . لماذا لم يريها غرفة نومه ؟ الأن ليونارا موجودة فيها و تنام علي السرير الكبير الواسع ؟ هذا سخيف حقا ، و الا لما كان جون دعاها بوجود امراة اخري في منزله . و لكنه لم يتركها وحدها عندما دخل لكي بعد القهوة . بعد قليل استأذنت كاتي و هي تشعر بانقباض في قلبها ن كم تمنت لو ان هذا المنزل يكون منزلها ! . كانت مقابلتها مع السيدة والتون قصيرة لكنها لم تكن لطيفة ، و لم تحاول كاتي الدفاع عن نفسها ، و اكدت بانها تملك الحق في ان تعيش كما يحلو لها ، ولكن وعدتها بان لا تستقبل جون في شقتها . " الا يمكنك ان تزوريه في منزله الجديد " سألتها السيدة والتون بلهجة حنونة " عل الاقل ستكونين بعدين عن انظار الفضولين ... " . " يبدو ان الدكتور كيركلاند يتخذ اجراءات اخري لكي ... يتجنب البقاء وحيدا " اجابتها كاتي بمرارة . وبعد قليل سمحت لها رئيستها بالانصراف ، فعادت كاتي الي عملها و الحزن باد علي وجهها . انهم يتهمونها بانها تعيش حياة ماجنة ، و الاكثر من ذلك ، انهم يتهمونها بانها تستقبل رجلين في شقتها ن بالطبع هذا كثير بالنسبة للسيدة والتون ! .
الفصل الرابع عشر -14- كان كريغ آيوت ينتظرها امام مدخل القسم الثالث ، و كان يرتدي بدلة و كرافات علي غير عادته . " لقد قررت الاهتمام بشكلي قليلا " شرح لها مبتسما فالنساء لا ترغبن بالرجل الغير انيق ، اليس كذلك ؟ " . " انت محق " اجابته بمودة . " ايما و انا ... اقصد ايما ترغب بدعوتك لحضور حفلة صغيرة نقيمها في المنزل ن انها ستحتفل بعيد ميلادها في آب ، و سيكون المنزل مليئا بالشبان الذين بنفس عمرها ، و فكرنا ان المسنين ايضا يحق لهم ببعض الترفيه ! " . " لست ادري اذا كنت انا اصنف من بين المسنين ، و لكني اقبل هذه الدعوة بكل سرور " اجابته بسخرية . وكان موعد هذه الحفلة بعد اسبوعين ن و موعدها للذهاب ال السينما مع د.مايكل كورتن في اليوم التالي . ارتدت كاتي ملابسها و هي تفكر بتلك السهرة التي دعاها اليها جون مع كريغ كيركلاند و ليونارا ، ايمكن لها ان تلتقيه هذا المساء برفقة ليونارا ؟ و لمعت عيونها بالغضب و هي تضع الميكاج علي وجهها ، فليخرج مع من يشاء ما اهمية ذلك ؟ . و اخيرا حاولت اقناع نفسها ... لكنها في الواقع كانت ستموت من الغيرة ن و مع ذلك لا يجب عليها اظهار مشاعرها لا لجون ولا مايكل ... وفجاة سمعت طرقات علي الباب تعلن وصول الاخير فترجته ان ينتظرها في الطابق السفلي ، و اكدت له انها ستشرح له السبب فيما بعد ، اطاعها مايكل بابتسامة صغيرة و اغلقت الباب وراءه . القت علي نفسها نظرة اخيرة في المرآة ، ثم فتحت الباب لكي تخرج ، لكنها رات جون يدخل و يغلق الباب وراءه ، فشحب لونها و اختفت الابتسامة من وجهها ن و بهدوء مد جون يده و رفع الميدلية الذهبية التي تعلقها كاتي في عنقها . " يبدو انك لا تفارقينها ابدا " ثم فتح الميدالية ودهش عندما رآها فارغة . " لايوج فيها اية صورة ؟ " قال لها بهدوء " مع انها تتسع لصور عشيقك ... " . "انهما لسيا عشقين لي ! " . " حسنا ، وهذا الثوب و هذا العطر ... مسكين مايكل ، ستوقف قلبه ما ان تقتربي منه ، انه مريض الا تعلمين ؟ " . " لا لم اكن اعلم ، وهل هو خطير ؟" سألته بقلق وهي تفكر بساندرا اليوت . لكنه لم يجيبها و امسك ذراعها و جذبها نحوه بعنف . " لن نتكلم الآن ، لقد تركت سيارتي خلف المبني ن تعالي ! " حاولت كاتي ان ننخلص منه ، و احست بالخوف لكنه كان يمسكها جيدا . " جون ، لا تجبرني لو سمحت ! مايكب ينتظرني ارجوك ! " و خافت من الخروج معه ، يجب ان تكسب بعض الوقت ، لأن مايكل سيلاحظ تاخرها و سيصعد مما يضطر جون لاتركها . لكنها ليست متاكدة ، و هي التي تعرف جون جيدا ، و تعرف بان سيحصلل شجارؤ اذا تقابل الرجلان الان ن و هذا الحادث يكفي لتدمير مستقبلها المهني الي الابد ، فتوقفت عن المقاومة . " و اخيرا قررت ان تتبعيني بمشيئتك ؟" و ابتسم ابتسامة مخيفة و لمعت عيونه ببريق وحشي . حاولت كاتي ان تسيطر عليه ن لكنها لم تتمكن انهسيد نفسه الوحيد . و تبعته علي السلم و حاولت ان تتفاهم معه . " جون ن مايكل سيقلق علي ، دعني علي الاقل ان اعتذر منه ... اوه يا الهي ! " . و تذكرت فجاة كريغ الي يجب ان يحضر اليها بعض المجلات ، و كان سيرغب في ان تساعده باختيار هدية عيد ميلاد ابنته ايما ، و كانا قد اتفقا علي ان يلتقيا في المستشفي لكن كريغ تاخر ، ماذا لو فكر ان يزورها هذا المساء ؟ . " ما بك ؟" . سألها جون و هو يدفعها امامه . " لاشيء لاشيء " . ثلاثة رجال بنفس الوقت ! لن تنجح بعد اليوم في الحفاظ علي سمعتها و خاصة امام ساندرا . وفي سيارته التجهة نحو شارع كروس سكوير ، ابدت ملاحظتها " لقد سبق و زرت منزلك ، جون " . " نعم ، و لكنني لم اريك غرفتي ... اقصد غرفتنا " . " اذا كنت تتخيل بانني ساقبل النوم علي ذلك السرير الواسع ، فانت مخطيء جدا " . " نعم " اجابها بمكر . تساءلت كاتي ما الذي يقصد بجوابه الغريبي هذا . و كانت دهشتها كبيرة عندما رات لوحة اما الباب . " غرنجر ؟ ما هذه الفكرة ؟ " . " رائعة اليس كذلك يا عزيزتي ؟" . " انا امنعك من منادتي هكذا " قالت له و هو يفتح الباب . " و هل هذا محضور بالدكتور كورتن ؟ لقد سمعته يناديك عزيزتي " قال لها غاضبا " لماذا تسمجحين له بذلك بينما تنرفضينني انا ؟ " . " الطفل اليتيم المسكين ! " قالت له بسخرية وهو يدفها الي صالون " جون المهمل المسكين ! " ثم دفعت يده عنها بعنف وهو يدعوها للجلوس . " علي راحتك ! " و حاول ان يتمالك غضبه " لكن اخلعي معطفك و تخلصي من حقبية يدك " امرها بحدة ، فلم تستطيع ان ترفض ن و كانت ترتجغ\ف رغما عنها تبعته و صعدت السلم ن ماذا يريد منها ؟ و كانت دهشتها كبيرة عندما رات الغرفة الكبيرة لا تحتوي سوى علي خزانة . " اين بقية الاثاث ؟ السرير .... " . " السرير ؟ " " نعم ... السرير الذي وصفته ليونارا ذلك اليوم في الكافتيريا ... " . " آه ! حسنا لقد غيرت رأيي ن افكر بموديل حديث اخر ، اعتقد ان هذا افضل ن ما رايك ؟ " . " نعم ... ايه ... بدون شك ، فذلك رائع جون " و ابتسمت بمرارة " اتمني ان يفتخر بك آل ... غرانجر ! " . " انه امتنان لاولئك الذيم استقبلوني بعد ان تخلي عني الجميع " اجابها بهدوء . تفاجات كاتي عندما سمعت هذا الاعتراف . " لم اكن اعلم انك تحتفظ بذكري طيبة لعائلتي ... كنت اعتقد انك ادرت لهم ظهرك بعد ان استغيت ... طيبتهم " فراته يعقد حاجبيه و احست بالخجل . " جون استغلالي ! " واتجه نحو السلم . فتبعته وهي تتسأل متي ستتمكن من فهم هذا الرجل ، انه يعبر عن محبته و امتنانه لعائلتها ، لا بد ان لهذا الرجل اكثر من وجه واحد . ثم داعاها لشرب كوب من الشاي في المطبخ ن و جلسا يشربان الشاي و كل منهما محتفظ بالصمت دون ان يتخلي عن سلاحه ، و لكن كاتي شعرت بالطمانينة لأنه لم يجبرها علي المجيء لكي يعاقبها علي طريقته الخاصة . لكنها ارتبكت كثيرا عندما سمعت جرس الباب . " الافضل ان اذهب الآن " اقترحت عليه عندما راته ينهض . " اذا كنت ترغبين بذلك ، فلا تترددي كاتي " لم تستطيع الفتاة ان تتحمل نظراته التي خرقت قلبها ، فهزت رأسها بالايجاب . " حسنا سأرفقك " اجابها بجفاف و يأس . و عندما فتح جون الباب ظل اصبع كريغ ابوت الذي يرفعه نحو الجرس نلعقا بالهواء ، و بدا و كأنه تنلميذ خجول ينتظر الأذن له بالكلام . " نعم " سأله جون بحدة . تراجع كريغ للوراء . " آه ن انت هنا كاتي ! اكل شيء علي ما يرام يا عزيزتي ؟ " . " بالطبع! " اجابته بانزعاج " الا يمكنني ان ازور ... صديقا دون ان تلاحقني ؟ " . احس كريغ بالاحراج ، واعتذر بالحاح ، فالتفتت كاتي نحو جون و صبت جام غضبها عليه . " كل هذا بسببك ! لماذا لا تتركتي بسلام ؟ " . " اعتقد انه من الافضل ان نتكلم في الداخل " اقترح كريغ بكل تهذيب . ثم دخل و اغلق الباب وراءه ن فتأمله جون بكبرياء ن ثم هز كتفيه و اتجه نحو الصالون . " اوه ن رائع ان اثاث منزل رائع جون ... " . " ما الذي جاء بك الي هنا ؟ " قاطعه جون . " و لكني ... جئت لرؤية كاتي طبعا ، لقد احضرت المجلات التي اتفقنا عليها " شرح له و هو ياتفت نحو كاتي " انها غنية بالفكار ، و ساترك لك حرية اختيار الهدية التي تعجبك و التي تناسب ايما اكثر من غيرها "
الفصل الخامس عشر -15- " كيف علمت ان كاتي في منزلي ؟" سأله جون بحدة " الدكتور كورتن اخبرني بذلك ن لقد التقيت به في مدخل سكن الممرضين حيث كان ينتظر منذ مدة ن حسب ما فهمته منه ، و صعدنا معا لكننا لم نجدك في شقتك " . " وانبثق النور من رأسم ، كان يجب ان تكون متنبأ " اجابه جون بسخرية . " لا ، لكن الممرضة ... ما اسمها ؟ " . " الآنسة اليوت " تدخلت كاتي " لا بد انها رأتني اخرج برفقة الدكتور كيركلاند " . " نعم ، هذا ممكن " قال كريغ . " اتمني ان تتصالح مع مايكل ، فهذا سيكون ... " . " الدكتور كورتن ؟ " سألها جون بدهشة " هل هما ... اصدقاء ؟ " . " بالطبع" تجاب كريغ " ما رأيك بهما كاتي ؟ " . " انني اتسأل ، سيشكو كثيرا اذا تزوجها ! " . " الزواج يحدث المعجزات ن كاتي " اجابها جون بشيء من المرارة في صوته . " هل ستأتين معي كاتي ؟ " سألها كريغ و كله امل . "لا ستبقي معي " اجابه جون و هو يمسك ذراعها . " اترغبين بالبقاء هنا كاتي ؟ " سألها كريغ . " لا ، و اكون ممتنة لك لو رافقتني الي السكن " ثم التفتت نحو جون " دعني دكتور كيركلاند ! " . " لن ترحلي ، آنسة غرانجر " قال لها جون بحزم بامكانك الانسحاب الان ، ابوت سأفتح لك الباب " اضاف و اتجه نحو الباب . " تعالي الي هنا كاتي " امرها جون " لا ، ساعود مع كريغ " . " لا يحق لك ان ترغم هذه الفتاة علي البقاء رغما عنها ، دكتور كيركلاند ! " . " انت محق ، فهذا ، فهذا سيكون حجز اجباري " ز و بدا جون مهزوما ، لكن كاتي كانت تعرف ان هذه مجرد خدعة ، فكل مرة كانت تهدده بانها سترحل عنه ، كان يحاول الظهور بشكل اليتيم البائس . " انت لا تملك حقا علي انا حرة ! " قالت له بحدة . " اذن انا مضطر لاستعمال القوة " قال و هو يشدها بذراعها ، ثم التفت نحو كريغ و ابتسم له . " لم يعد من ضرورة لوجودك ابوت " و كان صوته هادئا فارتعشت كاتي من لمسة يده . " انها لم تفعل لك شيئا دكتور كيركلاند ن دعها تذهب ! " قال كريغ . " اتهمك الآنسة غرانجر لهذه الدرجة ؟ " سأله جون و قد لمعت عيونه بالغضب . " اوه ، نعم كاتي امراة شابة و لها عدة ... مميزات و لكني افترض بانني لا اخبرك شيء ... " . شحب وجه جون ، و تركت اصابعه ذراع كاتي . " كنت اعتقد انني فهمت بانه ليس سوى صديق عادي ! " قال متهما كاتي بعنف . " هذا صحيح جون " قالت كاتي " قل له كريغ ، انت تعلم باننا لسنا سوى اصدقاء فقط ... " . " لكن كريغ لم ينطق باية كلمة . " قل له ! " صرخت كاتي و تلألأت الدموع في عيونها . واخذت ترتجغ فجاة ، ولم يكن قد سبق لها ان احست بمثل هذه التعاسة و الذل . فاقترب جون و ضمها الي صدره ، فاسندت رأسها علي كتفه و اجهشت بالبكاء كطفلة صغيرة . " كنت اشك منذ البداية ن وجئت لأتأكد بنفسي " همس كريغ " هذا الرجل يستغلك و يبتزك لكي يجعلك بهذه الحالة " . فرفعت كاتي يدها تريد ان تدافع عن جون . " لا دعيه يتكلم " تدخل جون " ولكن فلندخل و لنغلق الباب والا سنلفت نظر المارة " . " انت مخطيء كريغ " قالت له كاتي " انا لست رهينة لديه كما تعتقد " التفت نحو جون ، و اضافت " وكريغ لم يكن و ليس عشيقي ! انا لم ... اتعرف ... علي احد ... " . انا سعيد لسماع ذلك كاتي " اجابها جون ن ثم التفت نحو كريغ و اضاف " ارحل انت ن ابوت ، كاتي ستنام هنا " . لم يفهم كريغ معني كلام جون ، و نظر اليه بدهشة . " اذا لك يكن الدكتور كيركلاند يستعمل معك القوة ، ما الذي يجعلك حبيسة هنا ؟ " . " قولي له الحقيقة كاتي " امرها جون و قد فقد صبره . " بسبب زواجنا " اجابته كاتي بعد تردد قصير . " الزوا ... انت زوجة هذا ... المغري ؟" . " منذ ستة اعوام " اكدت له كاتي و هي تهز رأسها بهدوء . " منذ ستة اعوام و ثلاثة اشهر " اصر جون . " ارتعشت كاتي و التفتت نحوه . وجحظت عيونها و كأنها لا تصدق ما سمعته ان يذكر ... " كيف يمكنني ان انسى ؟ ثلاثة عشرة شهرا في السجن ، و خمسة اعوام و شهرين من الحرية " شرح جون . " اذن هذا رأيه بالزواج " فكرت كاتي بألم . " متزوجان ! " ردد كريغ بذهول " كيف ذلك ؟ " . " كنت صغيرة ... " بدات كاتي بالكلام . " ليس هذا ما اقصده ، انا لا افهم كيف استطعت خداعي هكذا " قاطعها كريغ " وكان يجب ان تعترفي لي ... يحق لي ... انا ... " . " اي حق تتكلم عنه " قاطعه جون بحدة . " حسنا انا اكن لها محبة و مودة ، و كذلك ابنتي ايما تعبدها ، وكنت اتمني ... " . " من الافضل ان تذهب الان ، كريغ " نصحته كاتي بحزن . فهز رأسه و خرج دون ان يضيف كلمة اخرى . " انا ذاهبة ايضا " قالت كاتي لجون وهو يغلق الباب و احست بالم في قلبها و سالت الدموع علي وجهها . والآن سينفضح سرها ، و السن السوء ستنطلق علي سجيتها ... " تصوروا ان الآنسة غرانجر و الدكتور كيركلاند متزوجان ! من كان يظن ذلك " . وبلحظة تخيلت كل الاقاويل و الشائعات ، وفجاة جعلها صوت جون ترتعش . " لا ترحلي كاتي ، ابقي معي " وكانت عيونه تتوسل اليها ، لكنها كانت تعلم انه لا يجب عليها ان تستسلم ، و استمرت دموعها تسيل بصمت انها لا تستطيع ان تزيل الذكريات . " كاتي ؟ " . فرفعت نظرها بحزن نحو الوجه الذي لطالما احبته ن ففتح جون ذرايعه ، عندئذ اسرعت و التجات الي صدره و كانه واحة سلام و سعادة . " كان بحاجة اليها و يرغب بها و كونه لم يحبها ابدا ، لم يعد له اية اهمية في هذه اللحظات ، لنها تحب هذا الرجل ... و تركت نفسها بين ذراعيه ، الي ان احست بانها ثملت ن وبان الارض تدور حولها ، و اشتعل جسدها بانفعالات قوية كانت تعتقد انها نسيتها . ثم حملها جون الي غرفيته و كانه يحمل قطعة مجواهرات نادرة ، و هو يطبع علي وجهها و عنقها قبلات الهبت مشاعرها ، حتي نسيت كل الوجود . لم يكن في الغرفة سرير ، لم يكن هناك سوي سجادة خضراء سميكة ، استقلبت جسديهما المشتعلين ، ومارسا الحب و كان العالم في بدء تكوينه ... استيقظت كاتي في صباح اليوم التالي علي ضوء الشمس يداعب خديها . واحست براحة كبيرة و نشاط غير عادي و بأبتسامة فرحة تخذت تتمطي كانها هرة صغيرة ، كانت وحدها مغطاة بحرام سميك ، كان جون بالامس سحبه من الخوانة ن و كانت ملابسها مرمية علي الارض ن فنهضت رغما عنها و بدات تجمع ملابسها ، و كانت ساعتها تشير الي العاشرة ، يا الهي ن ان تاخرها لمدة ساعتين لن يمر بسلام في المستشفي ! و الهاتف لم يكن يعمل حتي الان . فدخلت كاتي الحمام ، واخذت دوشا سريعا ، ثم ارتدت ملابسها و ابتسمت و هي تنظر الي ثوب السهرة الذي ترتديه ن الساعة الآن العاشرة و نصف ن و لن يمكنها الخروج بهذا الثوب . ففتحت احد الجوارير علي امل ان تجد شيئا يناسبها فبنطلون جينز حتي ولو كان واسعا لن يكون مضحكا و سخيفا اذا غطته بقميص طويل ، وسيكون افضل من ثوب السهرة هذا . وفجاة اكتشفت كنزة صوفية لكنها نسأئية ن فعقدت حاجبيها و اخذت تنبش كل الجولرير علها تجد اثرا آخر . و بتوتر شديد ن امتشفت اثوايا اخري ، وكلها جديدة و تدل علي ذوق رفيع .. فافرغت كل الخزانة ن و تأملت محتوياتها لابد ان هذه الملابس ليونارا ، الا اذا كان جون قد اشتراها هدية لأمرأة اخرى ن يا له من رجل مخادع ! و هي التي نامت بين ذراعيه ! و استسلمت له بدون تحفظ ن و كانت تعتقد ان حبهما لم ينطفيء ! و انه عاد و ولد من بين الرماد ! . يا لها من غبية مسكينة ! كيف امكنها ان تنسى خيانتع و نفاقه ؟ اليس هو نفسه الرجل المخادع الاستغلالي الاناني ؟ . كم ضحك علي سذجتها ! لا بد انه ضحك كثيرا و هي تمرغ رأسها في صدره ، هذه السعادة الواهمة التي كانت تعتقد انه يهبها لها . واحست بان قلبها سيحطم من الخيبة ن واعادت الملابس الي الخزانة ، وفجاة خطرت فكرة في رأسها ، قد تكون هذه الملابس لها كهدية لشعر عسل جديد ... انها فكرة مجنونة ! لم يكن جون ابدا يملك مثل هذا الحس المرهف . و لكن ... و بيدين مرتجفتين ، تفحصت احد الاثواب ، و كان مقاسه كبيرا ، ولاحظت ان كل الملابش بنفس المقاس ، ولا يمكن ان تكون لها ،و لليونارا ايضا . ثم نزلت السلم ، و تذكرت انها رأت خزانة مساء امس في الغرفة الرئيسية . واكتشفت تنورة و قميص ن ويتناسبان مع ذوقها ... و بسرعة ارتدت هاتين القطعتين ، و في غرفة المكتب لفت نظرها ورقة علي الطاولة . " آسف ، ان نهاري يبدأ اليوم باكرا ، لقد اتصلت بالأدارة ة اعلمتهم بانك مريضة اليوم ن سنتناول الغداء معا انتظرك في مطعم الكلاريدج في تمام الساعة الواحدة ، جون كيركلاند " .
الفصل السادس عشر و الأخير -16- مزقت كاتي الورقة و غرورقت عيونها بالدموع ففي هذا المطعم نفسه احتفلا بخطوبتهما منذ سنين طويلة نم يبدو ان وقاحته لا حدود لها ، و هو يأمل ان يحتفل بتغلبه عليها اليوم . فمسحت دموعها بعصبية ، و اقسمت ان تلقنه درسا سيذكره للابد . كان المطعم لا يزال تقريبا خاليا عندما وصلت كاتي ، فجلست في الصالون الفخم و طلبت كوب عصير الفاكهة ، و كانت قبل مجيئها قد عادت الي شقتها حيث بدلت ملابسها ، ثم وضعت التنورة و القميص في كسي ، وقررت اعادته لجون علي امل ان تقطع شهيته للطعام عندما سيرى محتوياته ! و كانت قد ارتدت طقما رماديا ، و لم تكن قد فكرت في نزع السلسة الذهبية التي قدمها لها جون من عنقها . " تبدين في حالة شرود كلي ، يا عزيزتي " . رفعت كاتي رأسها ، وللحظة احست انها فقدت كل عزيمتها ن لانها لم تلمح في عيون جون اي اثر للانانية او الكذب ... لم تجد فيها سوى الحنان و الحب نلكن هذا ليس سوى قناع ن انه يسخر منها . " وبينما كانت تتأمله ، وتحاول ان تتمالك نفسها ، عقد حاجبيه و مد يده نحدوها . " هيا بنا نتناول غداءنا " . فابتسمت بمرارة و نهضت ، وقررت ان لا تضعف من جديد ن لكن يجب ان تنتظر الوقت المناسب ن و ان تجعله يشعر بانها غير قادرة علي مقاومته ، وسيصاب بجرح كبير في كرامته عندما ستنعته بصفاته الحقيقية ! . اختار جون لائجحة الطعامها ، و لم يبد اية ملاحظة عندما لاحظ ان كاتي لم تأكل شيئا تقريبا ، حتي انها رفضت ان تشرب كأسا ثانية ن وذلك لكي تتمكن من التعبير عن غضبها جيدا . " حسنا كاتي ، انا اسمعك " قال لها بهدوء دون ان يبتسم . " لا افهم " كذبت عليه " عن ماذا سنتكلم ؟ " ز " عن الذي يقلقلك كاتي " قال لها بمرارة " اعتقد انك ترغبين في تعداد كا اخطائي التي ارتكبتها في الماضي " . " كلنا لدينا نقاط ضعف " اجابته متنهدة . " رائع كاتي التي لا مثيل لها تعترف انها ليست كاملة ! " . " لقد احضرت لك هدية " . " هل يحتوي هذا الكيس علي حية ؟ " ز فتحت كاتي الكيس و اخرجت الملابس منه . " هذه الملابس ن وجدتها في خزانتك ، وسمحت لنفسي ان استعيرها لكي اخرج بها ، لأنها لم يكن بامكاني الخروج بثوب السهرة " . " اللون الازرق ، كان دائما لونك المفضل " . " لوني المفضل ؟ " سألته غاضبة ن ومحاولة لا ترفع صوتها " هذه الملابس ليست لي ن جون لقد وجدتها في منزلك ن في غرفتك ن انها لاحدى صديقاتك ! و انا مصرة علي اعادتها لك لكي تجدها صديقتك في مكانها عندما تعود ! " . فكر جون من جديد ن هيا سأرفقك " اضاف و هو يرمي بالنقود علي الطاولة ثم نهض . تبعته كاتي بصمت ، و كانت غير قادرة علي التركيز ، كانت تريد ان تجرحه ، و ان تعلن له خيانته و نفاقه ، وان تجعله يعترف بان هذه الملابس هي لليونارا ، وجلست بقربه في السيارة المتجه نحو بيلغتون لا ، لن تعود فهذا يعني انه علي علاقة مع امرأة اخري ... " ها قد عدت سليمة و معافاة ، ولن يتهمك احد " قال لها بسخرية . " ان ذاكرتك ضعيفة !" . " عفوا ؟ اه انت تفكرين بهذه الليلة ! الم تكوني ... سعيدة كاتي ؟ " . " سعيدة ! انك تفكر بنفسك فقط لم يخطر ببالك انك قادر علي جعل امرأة تعيسة جدا ن اليس كذلك ؟ " . " هل انت صادقة كاتي ؟ الست نفس الرجل الذي كنت عليه في الماضي ؟ " و كانت عيونه تتوسل اليها لكي يكون جوابها مطمئنا . " لقد رأيت الأسوأ " ثم ندمت بسرعة علي كلماتها التي تلفظت بها ن فامسك جون بكتفيها و هزها بعنف . " جون ، انك تؤلمني ! " . " ماذا تنتظرين ؟ الا تفكرين الا بكريغ ؟ اجيبي ! " . " لن تعلم ابدا ! " و انهمرت دموعها بغزارة علي خديها ، فسحب جون منديله و ناوله لها ، وجففت دموعها . "بامكانك الاحتفاظ بهذه الملابس ، كاتي لقد اشتريتها لفتاة لم تجدها مناسبة لذوقها " . " انا استعرتها فقط " همست كاتي بصوت مرتجف . " كان الازرق هو لونك المفضل دائما ، الوداع كاتي " و اوقف سيارته امام سكن المستشفي . " لماذا تقول هذا ؟ " . " سيصل باقي الاثاث غدا ن وسانتقل للسكن في منزلي و لا ضرورة لبقائي في هذا السكن " . ثم ساد صمت قصير . " الوداع جون " قالت له بصوت ضعيف و هي تفتح باب السيارة . في صباح اليوم التالي استقبلتها ريئسة قسم الجراحة بعبوس . " يجب ان تنتبهي لنفسك ، آنسة غرانجر انك علي وشك تدمير مهنتك " . " كما قلت للسيدة والتون ، حياتي الخاصة لا تعني احدا غيري " اجابتها كاتي بحدة ز " علي شرط ان لا تؤثر علي عملك ! " . " اعذريني ، سيدة سنو ، كنت متعبة جدا نهار امس " و كانت كاتي تحب و تحترم هذه السيدة المتسامحة المتفهمة . " اتمني ان تشعري بتحسن هذا اليوم ، و انا سأتغيب بعد الظهر " . ثم ابتعدت السيدة سنو و عادت كاتي الي القسم الثالث ، و هي محتارة مرتبكة ، قد يكون الجميع قد علمو الآن بانها كانت زوجة جون كيركلاند ن ثم فكرت قليلا ن و رأت ان كريغ قد لا يكون قد كشف عن سرها ، اما جون ن فقد يفعل بدون اي تردد اذا رغب في ذلك . كانت الانسة اوكنور الي لا تزال تشغل نفس السرير ، فزارتها كاتي في دورتها الصبحية . " كيف امكنك ان تكوني قاسية هكذا مع عمي ؟ كيف جعتله ينتظرك هكذا ؟ " . " اؤكد لك انني متاسفة جدا علي هذا الحادث " اجابتها كاتي " وسأعتذر منه اليوم " . " الآنسة اليوت تؤكد انك قضيت الليل برفقة احد الاطباء " . " الانسة اليوت واسعة الخيال " اجابتها كاتي متعلثمة و قد احمر وجهها . " كما و انها تملك عيونا ثاقبة ، عيون نسر ! " . " لا يجب عليك قول هذا ، الين الآنسة ساندرا حزء من هذه المستشفي ، و يجب ان تحترميها ن و اذا رأيت الدكتور مايكل قبلي ، اخبريه بانني ارغب برؤيته ، لو سمحت " . " لن يفعل الآنسة اليوت تمنعه ن لقد سمعتها تقول لاحدى المساعدات انها لن تسمح باجتماعات خاصة هنا " . " انها ستكون حرة في ادارة هذا القسم لو كانت هي المسؤولة عنه " ثم تابعت كالتي جولتها علي القسم . ولاحظت كاتي وجود مريصضة جديدة ، فاقتربت من سريرها و ادركت انه لم يعرها احد انتباهه مع انها ستجري عملية صعبة . و اخذت كاتي تستمع لليدة دانستر و تبتسم لها ن و كانت المريضة خائفة جدت ، و قررت ان لا توقع علي السماح لهم باجراء عملية لها ن فحاولت كاتي اقناعها ، لكنها فجاة لمحت البروفسور ردفورد يخرج من مكتبه و يبدو عليه الغضب فاسرعت و انضمت اليه . " الم تكوني نعلمين انني سأقوم بجولة هذا الصباح ؟ " سألها غاضبا " ام انك تنسي ؟ " . " لا ... بالطبع لا سيدي " اجابته متلعثمة و التفتت نحو احدى مساعدتها . " كنت في اجازة آنسة غرنجر " سرحت لها الفتاة " ولقد عادت هذا الصباح و لم اسمع عن هذه الجولة ... " . " لكن الانسة اليوت علي علم بها " اكد لهما البروفسور و كان يقف بجانب الطبيب المشرف و امامه شابان يبدو عليهما الدهشة . " انهما طالبان في الطب جاءا للتعرف علي طريقة عملنا " قال البرفسور ردفورد " كنت بدات اشرح لهما فاعلية هذا القسم ، ماذا سأقول لهما ، الآن ؟ " و بعد ان هدأ قليلا اكمل جولته بسرعة ، و كان بالفعل رجلا عظيما ، و اجابت ماتي علي اسئلته ، و استمظرت ان يسألها عن رأيها في المريضة الجديدة ، و عندما لم يفعل اخبرته بان السيدة دانستر لا تجرؤ علي الاعتراف بانها ترفض اجراء العملية . " انك تهتمين كثيرا بنفسية المرضي ن كاتي و قد نغير موعد العملية اذا رأيت ذلك مناسبا " . " ساكلمها من جديد " وعدته كاتي ن ثم دعته لشرب فنجان قعوة في مكتبها . و بينما هما يشربان القهوة دخل الدكتور مايكل . " اه مايكل ! " قال البرفسور بمرح " تعال و انضم الينا " ابتسم مايكل و نظر الي كاتي ففهمت انه يردي ان يكلمها علي انفراد فاعتذرت من البرفسور و تبعه مايكل في الممر . " انا آسفة علي ذلك المساء " قالت له و عندما تأكدت من ان لا احد يسمعها " صدقني ، لم استطع جون لم يترك لي فرصة للتخلص منه " . " افهم ، انه رجل غير طبيعي ، اتعلمين انه حاول ان يجس نبضي ، و قال لي بانك لا تحبيني و انه يجب ان اهنأنفسي " . " انه هكذا ! يعتبر انه الوحيد الذي يجب علي كل الفتيات ان تغرمن به " ز " هذا سخيف لانني محط انظار كل الفتيات " اجابها مايكل ممازحا " ولكن لنتكلم عن ساندرا " اضاف بلهجة جادة . " اريد ان اكون صريحة معك ، مايكل انا اجهل ما يجذبك في هذه الفتاة ! " و رفضت ان تخبره كيف تحاول الآنسة اليوت ان توقع بها اما البرفسور ردفورد . " الجمال ، يا عزيزتي كاتي ، هو في عيون من ينظر ، لقد حصل بيننا سوء تفاهم بسيط ، وحتي الان لن ننتهي منه ، تصوري ان ساندرات تعتقد انني اهتم كثيرا بصديقتك بيجي ... " . " بيجي ؟ " . " المشكلة تكمن في اقناع ساندرا بخطئها " . " لقد حطمت قلبي ، مايكل اعتقدت انك مغرم بي " اجابته كاتي مبتسمة . و لم تفهم كاتي كيف يمكن لهذا الرجل الساحر اللطيف ان يحب فتاة غيورة و مؤذية مثل ساندرا اليوت . و مع ذلك قررت ان تفعل كل ما بوسعها للتقرب بين هذين المحبين ، و كانت تعلم بان حياة الدكتور مايكل ستنقلب جحيما اذا تزوج ساندرا . و تحملت كاي كل مسؤوليتها في غياب السيدة سنو بعد الظهر . و جاء احد الممرضين ، و اخبرها انهم في انتظارها في قسم الجراحة . و التقت في طريقها بالآنسة ساندرا اليوت و التي كانت هذه المرة ترتدي تيارا ********************* انيقا و تترك شعرها منسدلا علي متفيها ، وحاولت ساندرات ان تمر امامها دون ان تكلمها ، لكن كاتي امسكتها بذراعها و اجبرتها علي الوقوف . " تعالي الي مكتبي صباح الغد ، آنسة اليوت " و تابعت طريقها و هي تفكر انها هذه المرة ستجبر ساندرا علي التزام حدودها . ولكن في صباح اليوم التالي ن وجدت كاتي نفسها امام موقف حرج ، و هذه المرة لم تطلب منها السيدة والتون ان تجلس فظلت واقفة تنتظر . " انا لا افهم كيف امكنك ان تكون مهملة هكذا ن آنسة غرنجر ، فانا كنت دائما اصنع امالا كبيرة عليك و ... " ثم سكتت و لمعت عيونها بالغضب . و انتطرت كاتي و تسألت كيف ستدافع عن نفسها ، و تفاجات عندما وجدت نفيها تفكر بجون ن زوجها الذي تحبه ن م تعد مهنتها تهمها كثيرا الان ، حتي ولو طردتها الرئيسة لعدم كفاءتها ن فهذا لن يكون نهاية العالم . و فكرت بانه اذا كانت الحياة مع جون هي علي المحك الان ، فهي لن تكون قادرة علي تحملها بدونه ن انها مستعدة لمسامحته و لنسيان كل شيء اذا قرر ان يتخلص من كل الملابس النسائية التي وجدتها في منزله . هل هي بذلك تطلب منه الكثير ؟ انها مستعدة ااتخلي عن شكوكها ، و لن تضعه بعد الان في قفص الاتهام دائما كما كانت تفعل في الماضي ن فقد يتمكن اخيرا من التسمك بها و من التفكير في تكوين عائلة ... " لقد امدت لي الآنسة اليوت انها اخبرتك بان البرفسور ردفورد سيقوم بجولة علي القسم الثالث ن و لا يوجد سبب لان تكذب ن لقد وضعت لك ملاحظة تحت باب شقتك قبل الامس " . " قد يكون صحيحا ، لكن تلك الملاحظة قد تكون اختفت بطريقة ما ن لأنني لم اجدها " . " هذا ممكن ، و كان يجب ان تترك لك ملاحظة علي لوحة الاعلانات ، لكنها لم تفعل " ز " رائع " اجابتها كاتي بسخرية . " مهما كان خلافكما الشخصي ، الا ان الآنسة اليوت ممرضة قديرة ، و انت تعترفين بذلك ايضا " ز " بالفعل ، لكنها ابدت عدوانتيها هذه المرة ن لأنها كانت علم جيدا بانني لم اكن في منزلي ذلك المساء و لقد ارسلت بنفسها السيد كريغ ابوت للبحث عني ، و كان قد جاء يطلب مساعدتي في اختيار هدية عيد ميلاد ابنته و اخبرته الآنسة اليوت بمكان وجودي " . " و اين كنتي ن آنسة غرنجر ؟ " . " عند الدكتور كيركلاند ، كان يريد ان يرني منزله الجدي " . " حقا ؟ و اخيرا ... هذا غير مهم ... لا يزال هناك مسألة تلك الادوية المفقودة ، الم تكلمك السيدة سميث عنها ؟ " . " بلي ، عندما قمت بآخر جولة لي لم بكن هناك شيء مفقود ... و قد تكون احدى الممرضات اوقعتها بدون انتباه ... " . " هذا تفسير ممكن . و اريد ان اخبرك بان هذا الخطأ وقع بسبب المظاهرة التي حصلت بإذن منك ، كما و انني الاحظ انك تقضين وقتا طويلا من الثرثرة مع المرضي ، وان لا تكرسين الوقت المطلوب لاعمالك الادلرية ، و بقية الممرضات قادرات علي المل بما تقومين انت به خارج مكتبك " ز حاولت كاتي المحافظة علي هدوءها ، و اجابت بتهذيب " المرضي بحاجة لمن يرتاحون ، و لهذا السبب اجد نفسي احيانا مضطرة للثرثرة معهم " . " هذا صحيح ، و لكن لا يجب ان يكون هذا دور مسؤولة القسم ن بامكان مساعدتك ان تقوم بذلك " . " الانسة اليوم لا تهتم ابدا بمشاعر الانسانية ، و انت تعلمين ذلك اكثر مني ... " . " هذا النقاش لن يجدي ... " قاطعتها رئيستها بجفاف ، فغضبت كاتي كثيرا ن و قررت الدفاع عن نفسها حتي لو اتهمت بالوقاحة ، و طلبت اجاوة لمدة اسبوع ، و خرجت من مكتب السيدة والتون و هي تشعر بالانهيار ، لقد اضيف هم اخر من همومخا ، لم يعد من المفيد ان تلتق بلآنسة اليوت ، لقد دبرت مؤامرة مليئة بالاكاذيب ن و لن يصدق احد تاكيدات كاتي ، حتي لو حاولت تبرئة نفسها و من الافضل لها ان تتغيب لمدة عن عملها . عادت كاتي الي شقتها ن و اخذت تبحث عن تلك الملاحظة التي تركتها لها ساندرا ، لمنها لم تجد اي أثر لها ، فقررت ان تقضي اجازتها في السيكس مع والدتها ، و احضرت حقيبتها مع انها لم تتحمس لهذه الفكرة و فجاة رن الجرس الباب و كان احد الخدم قد جاء ليخبرها ان السيدو والتون تريد رؤيتها من جديد في مكتبها ، هل ستعلن طردها رسميا ؟ ما هو جرمها هذه المرة ؟ و عندما دخلت الي مكتب السيدة والتون بخطي مترددة نهضت رئيستها و هي تشد علي يديها بحنان فاحست كاتي بانها تحلم ، حتي الرئيسة ساعدتها علي الجلوس . " اقدم لك اتعذراي ، آنسة غرنجر ، لم اكن عادلة معك بالطبع بامكانك ان تأخذي اجازتك كما اتفقنا ن ولكن عند عودتك سيكون بامكانك متابعة عملك كرئيسة للقسم " . " شكرا لك علي هذه الثقة ، سيدتي هل اعترفت الآنسة اليوت بخطئها ؟ " . " لا ، و لكني علمت من مصادر موثوقة انها لم تضع اية ملاحظة تحت باب شقتك " . قد يكون مايكل فكرت كاتي ، لا بد انه فهم ان الانسة اليوت هي المسؤولة ، و قد يكون كذب فقط لكي يساعدها . اما جون فهو ليس بهذا التسامح و الكرم . ولكن عندما سألت كاتي مايكل انكر انه صاحب الشهادة ن و لم يصدق بان صديقته تقوم باعمال من هذا النوع . " لا بد انه جون " قال مايكل " لقد رأيته برفقة الرئيسة السيدة والتون في الكافتيريا " . شحب لون كاتي ن هل هذا ممكن ؟ لا ، جون ، لا يمكن ان يفكر بمساعدتها ، لأي سبب يفعل ذلك ؟ الم تتركه غاضبا منها بسبب اتهامتها التكررة له ؟ الم ترفض دائما الاستماع لدفاعه عن نفسه ؟ . و ادركت فجاة كل اخطأها ، و اذا كانت كل الاتهامات التي كانت صديقتها برندا تنقلها اليها اكاذيب باطلة ؟ كانت تصدق كل ما تنقل اليها من مغامرات جون ، و ترفض الاستماع لزوجها و تنعته بالمنافق ن و قالت لنفسها انه يجب ان تعتذر منه . و لكنها لم تتمكن من رؤيته ن و عندما سألت عنه ن اخبروها بأنه اخذ اجازة لمدة اسبوعين ن فقررت البقاء في شقتها حتي صباح غد ، و بنفس الوقت الذي يأست من رؤيته قبل رحيلها التقت بليونارا ادمز ن و التي اخبرتها ان جون في عيادة لندنية خاصة ن و انه يهملها كثيرا . و بعد اسبوع التقت بكريغ ابوت الذي عاد لملابسه القديمة و تخلي عن البدلة و الكرفات . " هل تعبت الكرافات ؟ " سألته ممازحة . " لم يعد هناك من ضرورة لذلك " و ادار وجهه " انها متزوجة " . " ولكن .. عن من تتكلم ؟ " . " عن مدرسة الموسيقي التي تعلم ايما ن كنت اعتقد انها ارملة ، لكنها ... " و ابتسم بمرارة . ظلت كاتي صامتة للحظات ، اذن هو مغرم بامرأة اخري ، و لم يكن يحبها كما كانت تعتقد . " الم تصلك اخبار من زوجك السابق ؟ " . " جون ليس زوجي السابق ، كريغ ، و هو لم يطلقني ابدا ن ماذا به كريغ ؟ بامكانك ان تخبرني " ز " كنت اعتقد انك تعلمين ... " . " ماذا ؟ " . " انه يخضع لعملية جراحية في عيادة خاصة ، و قد عاد الان الي منزله " . " لا ، لانني لم اجده هناك ، ماذا اصابه بالتحديد ن هل هو ... قلبه ؟ " . " ليس لدي اية فكرة ... " . بعد دقائق ن كانت كاتي متجهة نجو شارع كروس سكوير ن و ما ان اوقفت سيارتها وجدت جون يقف في الحديقة و هو بكامل صحته . " لقد اخبروني انك ... كنت مريضا " . " حقا ؟ " . " جون ن هل انت من اشاع هذا الخبر ؟ " . " اوه لقد زرت والدتك ثم قضيت بضعة ايام في عيادة احد اصدقائي في لندن ، و كنت اقوم بدور الطبيب لا بدور المريض " . فتللأت الدموع في عيون كاتي و رمت بنفسها بين ذراعيه ، فضمها اليه ، و لم تعد تسمع سوى دقات قلبه ، ثم انحني جون و حملها الي الداخل ، و في غرفة الرئيسية كان اول ما لفت نظرها سرير كبير . " هل اشتريت السرير الذي كلمتك عنه ليونارا ؟ من اختاره ، جون ؟ صديقتك ؟ يجب ان اعلم ... و اوعدك بانني لن اسألك اكثر ... " . " ليونارا ليست سوى صديقة عادية ن كاتي ن و ليس لدي صديقة خاصة هذه الايام " . ثم تناول شفتيها و اخنق سؤلا اخر كانت تهم بطرحه ، كانت كاتي تريد معرفة المزيد عن الأمراة الاخري التي رحلت ، لكن قبلات جون ولدت في كيانها رغبة قوية و تغلبت علي عقلها . " كنت ستبدين جميلة في تلك التنورة الزرقاء " همس باذنها و قد بدات يداه تعريها من ملابسها . " ايجب ان تكلمني الان عن تلك الملابس ، جون ؟ " . و اضافت " لقد وعدت نفسي ان لا المح لها ، و ان لا اطرح اي سؤال عن كل صديقاتك ... " . " ليس لدي صديقات ، عزيزتي ، لقد كذبت عليك عندما اخبرتك ااني كنت سعيدا في حياتي خلال هذه الاعوام الخمسة ن انا لم احب و الا احب امرأة غيرك انت " " انت ... انت كنت تحبني ؟ " سألته و قد جحظت عيونها من الفرح و الدهشة . " نعم ، و لم احب غيرك ن و لقد ساعدتني والدتك كثيرا و هي التي منحتني المال عندما احتجت له ، و انا ادين لها بالشيء الكثير ، لقد ساعدتني في اوقاتي الصعبة ، وشجعتني علي ان لا اتخلي عن حبنا الكبير ن و عندما سمعت عن المنصب الشاغر في هذه المستشفي لم اتردد ابدا لكي اكون قريبا منك " . امسكت كاتي وجه زوجها الحبيب بين يديها و ابتسمت له بحنان ن وفجاة ظهر الحزن علي وجهها . " كاتي ما بك يا حبيبتي ؟ " . " لقد تذكرت ... الطفل ... " . " اي طفل ؟ " . " كان يجب ان يكون لدينا طفل ... كنت حامل بعد رحيلك ، ولكنه لم يعش ... اوه جون ، لقد ولد قبل الاوان ززز كم كنت اريده ... " . " ابننا ؟ حبيبتي يجب ان نبدا من جديد " ثم ابتسم لها ، و داعب شعرها بحنان . " بالنسبة لهذه الملابس التي وجدتها في الخزانة ... " . " لا تتكلم جون ، لا ارغب ب ... " . " بلي ن يجب ان نتكلم ن لقد اشتريتها لك انت يا حبيبتي ، ووالدتك هي التي ساعدتني باختيارها ن و عندما قلت لك انها لصديقتي التي رحلت ن كنت اقصد زوجتي التي اعبدها ن و اذا كانت الملابس كبيرة ، فذلك لانك اصبحت نحيفة " . و مع ذلك قررت كاتي ان ترتديها ، انها هدية من زوجها الحبيب ن وقررت ان تضحي بكل شيء في سبيل اسعاده . تمت

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة