الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
-------------------- الكاتبة : روزالين شتايغر -------------------- -------- الملخص -------- رحلة لجمع الشمل نقلتها الى الجنة الى عالم المتناقضات .. شقيقها التوأم والذي لم تعرف عنه شيئاً منذ لحظة ولادتهما كان بانتظارها وسط عائلته المتبناة بكل أفرادها وعلى رأسهم الأخ الأكبر المتكبر صاحب القرار الأول والأخير لكل شاردة وواردة بحياة عائلته .. المعارضة والصراع كان جليا بين ما تحمله ثقافتها وتربيتها الفرنسيـة مـن طباع وعادات وبين اليوناني الغارق بالأساطير وبالتقاليد الصارمة .. حب وكره لهفة وتهرب غموض وسحر .. عالم غريب وجدت هارمونیکا نفسها به متأرجحة بين قمة السعادة و هوة الشك .. هل ستعرف الطريق الى الشمس أم أنها ستعود الى بلادها والتناقض والمستحيل بحقيبتها؟ وهل ستتمكن يوما من نسيان عيونه السوداء البراقة التي تحمل كل معانى الحياة؟ ------------- الفصل الأول ------------- نظرت هارمونيكا إلى النقطة السوداء البعيدة الظاهرة بوسط المحيط وخفق قلبها بقوة. لقد طمأنوها حول وجود مدرج للطائرة على متن تلك الجزيرة الصغيرة .. تنهدت بعمق وقررت ترك مسألة القلق على السوط على عاتق القبطان نفسه وسرحت بنظرها على الجمال الطبيعي الساحر الممتد تحتها والجزر منتشرة هنا وهناك كحبات الزمرد الداكنة وسط مخمل أزرق داكن يميّز الجزر اليونانية الشهيرة بكل العالم. السماء كانت صافية والشمس ساطعة وذكرها ذلك بسماء موطنها في فرنسا. أحست بلهفة مفاجئة إلى حياتها الروتينية السابق وتمنت بعمق لو أنها لم تقم بهذه الرحلة ـ لربما كان من الافضل والأكثر حكمة ترك الامور على ما كانت عليه عوضاً عن كشف الاسرار التي ظلت مختفية ومحروسة تماما لفترة طويلة من الزمن. لا تزال تذكر فرحتها الصاعقة حيث اكتشفت فجأة ودون سابق إنذار أن لديها شقيقا توأما .. فانطلقت وكلها أمل بلقائه لكن كلما اقتربت أكثر من هذه الجزيرة الصغيرة المسماة (ساردا) كلما أدركت عمق الخلوة نحو المجهول التي قامت بها . لم تعرف الكثير عن أنطونيو فيلوستو شقيقها سوى أنه ينتمي إلى عائلة ثرية أكثر ثراءاً من عائلتها المتوسطة دون شك. ومع إن وصية العمة فرانسكا قد جعلتها وريثة غنية بشكل مفاجيء إلا أن ثراءها هذا يعتبر نقطة في بحر إزاء ثروة (آل فيلوستو) .. تمنت لو يكون شقيقها التوأم يشبهها فهذا سيعطيها بعض الدعم النفسي .. إتكأت برأسها على نافذة الطائرة الصغيرة وسرحت متذكرة الاحداث الغريبة التي أوصلتها إلى هذه المرحلة الآن. لقد وعت على وجود العمة فرانسكا كقريبتها المشهورة جداً والتي كانت دائماً ترسل لها الرسائلوتحضر لزيارتها كلما سمحت لها ظروف عملها كممثلة مشهورة أن تفعل .. كانت هارمونیکا تتباهی أمام أصدقائها وأقاربها بالعمة فرانسكا والهدايا الرائعة التي كانت تحملها لها كلما أتت للزيارة. وحزنت فتاة العشرين ربيعاً كثيراً حين توفت العمة فجأة وهي بأوج عطائها وبعنفوان شبابها بحادث تحطم سير مروّع أودى الممثلة الجميلة جثة هامدة دون روح . لم تتفاجىء هارمونيكا كثيراً حين عرفت من محامي عمتها انها الوريثة الوحيدة لكل مجوهرات و أموال ومنازل العمة الثرية .. لكن ذهولها التام الصاعق كان حين فتحت رسالة خاصة تركتها العمة لها مع المحامي وأوصت بتسليمها لها فور معرفتها بنص الوصية . كانت الرسالة تحمل أغرب الأخبار الممكنة وقرأتها هارمونيكا مرات ومرات قبل أن تفهم تماماً محتوياتها . الرسالة تقول ان العمة فرانسكا ما هي الا الوالدة الحقيقية لهارمونيكا ولتوأم آخر يدعى هارولد والقصة كانت ان الوالدة تعرفت على الوالد ببداية حياتها الفنية وأنجبت التوأم، الوالد رحل وكان الطفلان يشكلان عائقاً أساسياً ووحيداً أمام انطلاق الموهبة