الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

أميرة الغابة
Untamed Heart

الكاتبة : الدا منجر
**************
الملخص
----------
في بورتوريكو. . . في غابة نابضة لقلب العشاق المتعانقين، كان ستيف فيتز جيرالد المخرج الشهير، يصور فيلما تلعب فيه الحيوانات دورا مهماً. مع انه كان يعرف جيداً كيف يعامل النساء ويوقعهن في سحره، إلا أن الاهتمام بالحيوانات كان سراً كبيراً بالنسبة له، فاتصل بمروض، سامنتا كولنز قدمت نفسها إليه، ولكن . . . كان ينتظر رجلاً بقوم بدور المروض! ولكن من النظرة الأولى، اخترقتهما مشاعر قوية وأحرقت العواطف جسديهما

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة

----------------
الفصل الأول
----------------
كان الاسد ينظر الى الفتاة بعيونه الذهبية وفجاة قفز السنوى الى الامام ، وبنفس اللحظة بدات الفتاة تركض بكل قوتها ، ونظرت خلفها وهى تركض فرات الحيوان يستعد للقفز ، وعندما وصل اليها ، خبات وجهها بيديها ، وبدات كانها تطير وتطاير شعرها الاشقر الطويل ، ووقعا معا على الارض ، وقد اصبح جسد الفتاة تحت جسد السنورى ، فظلت مجمدة مكانها مقفلة العينين ، بينما بدا الحيوان بالزئير المرتفع -برافو ! رائع سام ! قال جاك ويستون وهو ينهض وفعل مثله المتخصص بالريبورتاج وهو ينظف بنطلونه مما علق به من الحشائش -سام ليس لها مثيل مع انواع السنورى الكبيرة ، انها رائعة . شرح جاك فى هذه اللحظات نهضت الفتاة وامرت الحيوان بصوتها العذب -هيا انهض ، ستانلى ! اطاعها الحيوان ولم يكن فى صوت الفتاة اى درجة للحزم ، وكان الطقس دافئا ، فامسكته بعفرته ، ثم تناولت السلسلة واحاطت بها راسه ، وانضمت الى الرجلين وكانها تجر خلفها كلبا اليفا ، عند اقترابها تراجع المحقق خطوة الى للوراء رغما عنه -اتريد ان تطرح على مزيد من الاسئلة ، سيد دريسدايل ؟ سالته الفتاة بابتسامة ومودة -نادنى روب ، ارجوك . لو لم ارى بنفسى ، لما صدقت ابدا ! ان ولدى بمثل سنك ، لكنى لا اتصوره مكانك ! وكانه لاحظ بريقا فى عيونها يشير الى نفاذ صبرها فاسرع واضاف -ايمكننى ان التقط لك صورة مع الاسد ؟ -بكل سرور ، اين يجب ان نقف ؟ فاشار روب الى مجموعة حشائش وازهار برية ، وبينما اخذ يعد كاميرته ، اتجهت الفتاة مع الاسد نحو الازهار ونظرت الى جاك وسالته -جميل هنا ؟ قهقهه جاك ضاحكا -يا له من سؤال ! انت جميلة دائما ! هز روب راسه وهو يدرس موديله من خلال العدسة ، يحب كثيرا شعرها الاشقر المشابهة للبوة الاسد ، وملابس عملها توازى سحر قامتها ، وكانت انوثتها الفائقة قد فرضت على المحقق الصحفى سحرا لا يقاوم تمدد الاسد ستانلى على الارض كما امرته الفتاة ووقفت بجانبه -انا جاهزة -حسنا . اجابها روب وهو يلعب بعصبية بعصا كاميرته ، ازداد الاغراء مع مرور اللحظات ، هل سيجرؤ على دعوة هذه المخلوقة الرائعة الفاتنة لشرب كاس معه بعد المقابلة ؟ لم يكن يفكر فى زوجته ، ولا فى منزله .... رفع راسه للحظة ، والتقتت نظراته بنظرات جاك استون ، وتضايق لانه لاحظ ان الرجل العجوز ادرك نواياه ، وكان جاك يبدو بتصرفاته كان يلعب دور المدافع عن هذه المروضة الحسناء ، ولكن كمدافع عنها ، يكفيها الاسد ؟ فهز كتفيه وعاد يركز انتباهه من جديد على الصورة التى تظهر من خلال عدسة كاميرته -انتبهى سام ! فربتت الفتاة على راس الاسد مشجعة اياه -نحن انتهينا تقريبا ، ستانلى . اصبر قليلا بعد ثم نهضت ورسمت ابتسامة على وجهها فظهرت اسنانها البيضاء الناصعة ، فالتقط روب لها اربعة صور ، وهو يحاول ان يسيطر انفعالاته امام سحر موديله هذا ، ان ابتسامتها المدمرة تجعله مجنونا تابع المصور الصحفى عمله وهو يفكر بوسيلة لابعاد هذه الفتاة الرائعة الجمال والجاذبية عن جاك ، فتوسل المصور المروضة لكى تتصور واقفة مع الاسد وهى تلعب معه فاطاعته الفتاة بسعادة كبيرة وكانت تتصرف بطبيعية امام الكاميرا عندما اعلن روب نهاية المشهد ، تنهدت الفتاة بعمق واعادت السلسة الى راس ستانلى ، وحيت المصور بابتسامة وابتعدت فتبعها المصور روب بسرعة وهو يئن تحت وزن كاميراته وعدته -انسة كولنز ، انتظرى ! فتوقفت الفتاة وداعبت راس الاسد ستانلى -الا يمكنك ان تنهى المقابلة مع جاك ؟ سالته بادب رغم انزعاجها لكن روب كان مصمما على عدم تركها تذهب -ارغب بطرح بعض الاسئلة عليك حول ..... -هل انت متعبة سام ؟ سالها جاك بقلق . وطريقته فى مقاطعة المصور كانت تحمل تحذيرا فهزت سام راسها -لا ، جاك . وتابعت سيرها برفقة الرجلين -ايمكنك ان تقولى لى كم عمرك ؟ سالها روب -انا فى الثامنة والعشرين -اتحبين عملك ؟ -نعم كثيرا . اجابته بابتسامة عريضة -الا تفكرين بالزواج وبتاسيس عائلة ، او بحياة طبيعية .... لم يفته ان يلاحظ ارتباك الفتاة المفاجئ ، ومع ذلك قالت له بهدوء -انا اشك بوجود رجل قادر على فهم حبى للحيوانات وعلى فهم نمط الحياة التى اخترتها وبدافع الفضول الكبير ، نسى روب الحدود التى يجب احترامها ، فسالها بسرعة -ايوجد احد فى حياتك ، انسة كولنز ؟ ادارت الفتاة وجهها ولم تجب على سؤاله لكن جاك تدخل بلهجة جافة -اعتقد ان موضوعنا حول الترويض -نعم .... نعم . همس روب وشعر بالارتباك ، وحاول سير دفة الموضوع -كيف نشا حبك للحيوانات المتوحشة ؟ -كان والدى مروضا ، ونشات انا فى هذا الجو ، ولم اتمنى ابدا ان امارس مهنة اخرى -انت ابنة جون كولنز ، اليس كذلك ؟ لقد قتل وهو يمثل فيلما فى الهند و ..... -هذا صحيح . قاطعته سام .الم تنتهى بعد ؟ -بل انسة كولنز ، اعذرينى اذا ايقظت فى نفسك ذكريات مؤلمة فلنتكلم قليلا عن المستقبل ، ما هى مشاريعك ؟ -انا اعد كتابا عن الناس الذين يحاولون العيش فى منازلهم مع الحيوانات المتوحشة ، وسيعرض البحث على شاشة التليفزيون قريبا -وبعد ذلك ..... دون ان تسمح للمحقق باتمام سؤاله قاطعته قائلة : لم اقرر بعد . وابتسمت له ببرودة فتساءل روب ماذا فعل حتى اغضبها ، وفهم غضبها من انها لم توجه له اى كلام حاد -ستانلى يشعر بالحر ، ساعيده الى القفص . وابتعدت بخطى سريعة ، دون ان تهتم لحيرة المصور -بالتاكيد ... بالتاكيد . تلعثم بوب ، لكنها كانت قد ابتعدت ولم تسمعه ، وظل يتامل الفتاة والاسد وهما يتمختران بمشيتهما ، وكانا متشابهين فى رشاقتهما ويؤلفان تناغما منسجما مع الطبيعة المحيطة بهما ، وفكر بالصور التى التقطها لهما منذ لحظات ، وفجاة وكانه يخرج من حلم ، تناول كاميرته والتقط لهما صورة اخيرة كان متاكدا انها ستكون اجمل من السابقات ، وكانت المروضة والاسد يسيران باتجاة نور شمس المغيب ، جنبا الى جنب ، وكأن صلة غريبة تربط بينهما ، هذه الصورة الاخيرة بدا روب يتخيلها على غلاف المجلة الكبيرة التى يعمل فى مكاتبها *** وضع ستف فيتزجيرالد الة الحلاقة جانبا وخرج من الحمام المجاور لمكتبه -جانى ، لا اريد ان يزعجنى احد ، هذا المساء ولا لاى سبب من الاسباب . قال لسكرتيرته عبر جهاز الانترفون ، ثم اقفل السماعة ، وتنهد قبل ان يعود لاتمام الحلاقة ، نظر الى المرآة فعكست له صورة رجل متعب مرهق ، وبعد ان حلق غسل وجهه ونشفه بالمنشفة التى على كتفه ، وعدل حرارة المياه ، وكان خياله يعيد عليه نفس الاحداث ، عودته السريعة من بورتوريكو ، الوضع الصعب الذى تركه هناك ، انه بحاجة لايجاد حل سريع حمل لوح الصابون وفرك ذراعيه وصدره ، فساعده الماء الساخن على الاسترخاء قليلا ، ووقف طويلا تحت الدوش ، ثم اقفل حنفية المياة الساخنة وبقى لحظات تحت الماء البارد ، ليكتسب بعض الطاقة لمواجهة الليلة الفظيعة التى تنتظره ازعجه رنين الهاتف المفاجئ ، فاكال الشتائم وقفز من البانيو ولف خصره بمنشفة كبيرة واتجه نحو الهاتف -ستيف ، مايكل يطلبك واعتقد انك ترغب فى ان تكلمه بنفسك -انت محقة جانى ، حوليه لى كان جسده لا يزال مبللا وهو يجلس على الكنبة الكبيرة الجلدية امام مكتبه ، وفتح علبة السجائر -ستيف ؟ ساله مايكل صديقه القديم -كيف علمت باننى عدت الى لوس انجلوس ؟ -انا اعرف كل شئ ! اجابه مايكل ممازحا . للحقيقة حاولت الاتصال بك فى بورتوريكو ، فاخبرتنى هيلين بقصتك المحزنة عقد ستيف حاجبيه ، قلما تهمه هيلين فى هذه اللحظة ! فاشعل السيجارة وسحب منها نفسا عميقا -اذا ليس لدى ما اخبرك به .واغمض عينيه وكان يشعر ببداية صداع قوى -ماذا ستفعل ؟ ساله مايكل -سابحث عن مروض اخر . اجابه وهو يتنهد -اتعرف احدا ؟ -لا لا احد ، ولكن هذه المرة سابحث بنفسى ، وساجد مروضا جيدا ، قادرا على الحصول على ما نرغبه من الحيوانات -كم تاخرت ؟ -ثلاثة اسابيع . وسحب نفسا جديدا من سيجارته ، ثم اطفاها فى المنفضة بحركة عصبية -على الاقل احسنت بقرارك ، فالافضل طرد المروض فور معرفتك بعدم كفائته -نعم ... اسمع مايكل ، ساتركك الان ، يجب ان ابحث عن بديل له الوقت يمر بسرعة -انا اتصل بك من اجل ذلك ، فور معرفتى بطبيعة مشكلاتك ، اجريت اتصالات -ماذا ؟ ساله ستيف بفارغ الصبر -اتذكر جاك ويستون وجون كولنز ؟ فكر ستيف قليلا -نعم ... الم يقتل نمر كولنز ؟ -هذا صحيح ، ولكن ويستون لا يزال يهتم بالحيوانات المتوحشة فى بالم سبرينغ ، وهو يستخدم عددا من المروضين الذين يعتبرون الافضل فى العالم ، لماذا لا تتصل به ؟ انت لن تخسر شيئا ! -انت تنقذ حياتى مايكل ! صرخ ستيف وهو يسجل الملاحظات على ورقة امامه " كان ويستون يعمل للسينما فى شبابه ، بامكانه ان يؤمن لى واحدا ، انا متاكد ، اذا اضطر الامر ، سادفع له بسخاء لكى ياتى بنفسه " قهقهة مايكل ضاحكا -دورك الان ستيف ، وفى حال احتجت الى ، اتصل بى غدا صباحا فى مكتبى حظا موفقا ! -شكرا مايكل . واقفل ستيف السماعة وظل لحظات يتامل الهاتف دون حراك ، وكانت كل ملامحة تدل على التصميم والحزم ، واشعل سيجارة اخرى ورفع السماعة من جديد *** -هل تاخرت جاك ؟ سالته سام عندما فتح الباب -لا يا عزيزتى . طمانها بلهجة محبة ، ودس يده تحت ذراع الفتاة التى دخلت ودعاها الى المنزل الذى يشبه فى هندسية منازل المزارع الكبيرة ، دخلت سام الصالون وشعرت فيه بالراحة -ماذا اقدم لك ؟ سالها جاك -الديك بيرة ؟ -طبعا واتجه نحو البار الذى يشغل زاوية فى الغرفة والذى يفتخر جاك به كثيرا ، وكان قد اشتراه من معرض للاثريات فى نيفادا وكان الصندوق الخشبى القديم قد تحول الان الى ثلاجة صغيرة -انا مسرور منك كثيرا ، سامنتا لقد كنت رائعة اليوم . اكد لها جاك وهو يقدم لها البيرة كان جاك يحب سام ويقلق عليها دائما ، ويتصرف معها كوالدها ، ويقوم بدور الرجل الذى يفتقده كثيرا ، فجلس على الكنبة قربها واقترح عليها -ستتناولين العشاء معنا هذا المساء -لست جائعة . اجابته بسرعة فانقبض قلب جاك ، وكان من عادة سام ان تخبره بكل همومها ومشاكلها ، ولكنها اليوم منكفئة على ذاتها ولا تبدو راغبة فى الكلام ، كانت تفكر بالمحقق الصحفى ، وبالاهتمام الذى لاحظته على وجهه بعد الظهر ، طبعا كانت هى تعرف كيف تحد من اندفاع الرجال نحوها وتعرف كيف تظهر برودتها ، ولكن فى اعماق نفسها كانت تشعر بالارتباك ، كانت تتخيل ان هذه الفترة مهمة جدا فى حياتها ، انها خطوة نحو الامام لقد كانت مخطئة ، فظلا الماضى المرعب لا يزال يرمى نفسه عليها -هيا سام ، ابقى لقد اعدت ماريا طبقك المفضل -حسنا ، ساتذوقه . اجابته وهى تطرد افكارها المحزنة بجهد كبير نهض جاك وتناول كاسها الفارغ ودعاها الى المطبخ ، وكان فى المطبخ الكبير طاولة خشبية كبيرة تحيط بها كراسى جميلة جدا ، وفيه مدفاة يعلوها صور لسام مع بعض الحيوانات المفترسة -اجلسى يا عزيزتى . واشار الى كرسى بجانب كرسيه ، ثن نادى على زوجته ابتسمت سام للامرأة المكسيكية التى انضمت اليهما ، كانت ترى الام التى حرمت منها ، وكانت ماريا تحيطها بحنان كبير منذ طفولتها ، ولقد ساعدتها فى تخطى المرحلة الصعبة التى تمر بها كل المراهقات ، وعلمتها الخياطة وفن الطبخ والاعتناء بالحديقة وكانت ماريا الان تدير لهما ظهرها ، وتضع اللمسات الاخيرة على الطبق الايطالى الذى تفوح منه رائحة تملا الغرقة ، تناول الثلاثة طعامهم بصمت ، وكان جاك يراقب سام بقلق -انت رائعة هذا المساء ، هل سترجين مع مات ؟ سالها جاك اخيرا ابتسمت سام ، وكانت تعلم ان جاك لا يحب ماتيوس ، وهذا واضح فى طريقته فى لفظ اسمه ، وهزت راسها -لا ، كنت ارغب فقط فى ان اكون انيقة قليلا وكانت ترتدى بنطلونا ازرقا غامقا انيقا فى قصته ، وقميصا احمر مقلم بالازرق تنتعل بوطا ابيض يشبه بوط الكوبوى ، كانت قد اهتمت باناقتها على امل ان تشعر ببعض الراحة النفسية ، وللاسف لا يزال الحزن مسيطرا عليها -جاك على حق ، انت رائعة . قالت لها ماريا -شكرا . اجابتها سام ، وكانت تدرك محاولتهما لمؤانستها ، فحاولت ان تتخلى عن همومها حاليا لكى لا تزيد من قلقهما عليها -اتعتقد ان السيد روب دريسدايل راض على مقابلته جاك ؟ هم جاك باعطائها وجهة نظره ، لكن جرس التليفون منعه -لا تجب . اقترحت ماريا عليه -ساعود بعد لحظة . قال وهو ينهض ويدخل الى الصالون وعاد بعد لحظات وكان يبدو مندهشا -احزرا من اتصل بى ! -من ؟ سالته ماريا وسام بنفس الصوت -ستيف فيتزجيرالد مخرج الفيلم الذى تدور احداثه فى الغابة مع هيلين نير بالدور الرئيسى لقد قرانا معا مقالا عن هذا الفيلم ، انتما تذكران اليس كذلك ؟ وبتوتر شديد ، اخذ جاك يمرر اصابعه فى شعره الرمادى ، واما نظرات سام وماريا المتساءلة شرح لهما -حسب ما فهمت منه ، لقد تعاقد مع مروض غير كفؤ ، ونصحه احد اصدقائه بالاتصال بى لكى ارسل له مروضا الى لوس انجلس هذا المساء -هذا المساء ! سالته ماريا بدهشة -من سترسل اليه ؟ سالته سام -كنت ساذهب بنفسى لو لم اكن بانتظار هذه الثعالب بين لحظة واخرى وفكر قليلا ، ثم ركز نظراته على سامنتا ، فهزت الفتاة راسها : لا . جاك ليس انا وكانت قد اقسمت ان الا تعمل ابدا من اجل السينما ، ولم تكن تريد لقاء ستيف فيتزجيرالد ، لم تكن تعرفه شخصيا لكنها كانت تعرف كالجميع كل القصص التى تدور حوله ، مع انها قصص غير طبيعية ولا يمكن ان تكون كلها صحيحة ، فالصحف تكتب عنه بدون توقف ، منذ تجربة زواجها المحزنة وسام تحذر هذا النوع من الرجال -هيا ، يجب ذلك . قال لها جاك . انت افضل مروضة للحيوانات المفترسة ، وانت اثبت جدارتك مع الافيال والغوريلا ، هيا اذهبى لرؤية ستيف واقنعيه بالتعاقد معك -جاك .... اعترضت الفتاة بضعف -سام ، هذه فرصة حياتك ، لا تفوتيها تنهد جاك كم من نقاش عارضته سام ! ومع ذلك يحاول دائما اقناعها بان توجه مهنتها نحو مجالات طموحه ، ولكنها عنيدة وتصر على البقاء فى بالم سبرينغ ، وتدعى بانها سعيدة بعملها ، وفى مناسبات قليلة ، تذهب الى لوس انجلوس للاشتراك فى بعض الافلام ، ولكن ليس قبل ان تتحقق حول الاشخاص الذين تعمل معهم ، وبراى جاك هى تفسد مستقبلها المهنى ، ويحاول دائما دفعها للعمل فى سبيل مصلحتها -هيا سام . كرر جاك ورفع يده بحركة عصبية عندما حاولت ان تقاطعه . سام ، ارجوك ، افعلى هذا من اجلنا ، مات ليس بالرجل الجيد ، وسوزان لا تزال مبتدئة ، وكولين فى افريقيا ، وهو ليس مناسبا ايضا -لم تعد سوزان مبتدئة . اعترضت سام . لو ترسلها مع .... ولاحظت ان جاك لا يستمع اليها ، فلم تنهى كلامها ، وتاملته على امل ان تعرف بماذا يفكر -جاك ، انت لن .... كان جاك يبدو وكانه فى عالم اخر وهو ينظر بشرود الى باقة الزهور التى على الطاولة -هذا ليس ممكنا ! انت لم تقل له باننى ساذهب -بلى سام ، انه ينتظرك اتصلى بى فور عودتك حظا موفقا . ولم يترك لها مجالا للتفكير ، امسكها بكتفيها ورافقها حتى سيارتها فى الطريق المؤدى الى لوس انجلوس ، اعترفت سام لنفسها اخيرا بسبب حزنها ، لقد سالها روب درايسلى بعد الظهر عن حياتها الخاصة ، وبذلك لمس موضوعا مؤلما كانت سام فى الثامنة عشرةة من عمرها ، وبحالة ماساوية بعد موت والدها ، فاشتركت فى مسلسل تليفزيونى ، وكان بول هاتنل البطل فى قصة عائلة تعيش مع نمر ، فى المساء الاول دعا بول سام الى احد المطاعم ، وبعد شهور قليلة طلبها للزواج ، ولسذاجتها لم تشك به ، واعمتها السعادة والمشاعر التى اعتقدت انها الحب ، وهكذا ربطت قدرها بهذا الرجل الانانى العديم الذمة عاد الماضى الى خيالها بصورة التى لاتحتمل ، كان بول يبقى ممددا على الصوفا فى شقتهما الصغيرة ، بانتظار الدور الذى لم يعرضه عليه احد ، كان يقضى الايام الطويلة بهذا الانتظار بينما كانت هى تنهك نفسها بالعمل واصبح بول يعاملها بعنف الى ان اصبحت غير قادرة على تحمل قبلاته وعناقه ، وكانت الفتاة قد نشات فى عالم الرجال ، ولم يكن لديها فى تلك الفترة صديقة تشكو لها همها واحتفظت بياسها وهمها لنفسها ، وتحملت كل شئ ولم تشتكى طوال عام تقريبا لكن الوضع كان يزداد تفاقما يوما بعد يوم ، والمشاجرات اصبحت اكثر واشد عنفا ، واتسعت الهوة التى حفرت بينها وبين بول وذات يوم عند عودتها من عملها ، فاجاته فى سريرهما مع نجمة سينمائية ... هزت سام راسها ، وحاولت ان تركز انتباهها على الطريق امامها ، لكن خيالات الماضى كانت لا تزال تلاحقها ذلك اليوم ، رحلت سام بسرعة ، ودون ان تترك لبول الوقت للقيام باية حركة او لقول كلمة ، فاستقبلها جاك فى محميته ، وفى اليوم التالى انتقلت للاقامة فى منزل والدها القديم ، ولم تر بول بعد ان حصلت على الطلاق بعد هذه التجربة الفاشلة انطوت الفتاة على نفسها ، ولم يكن احد يعلم بتفاصيل التجربة المرة التى عاشتها ، ومنذ ذلك الحين وهى تحذر الرجال وتقف منهم موقفا عدائيا ومع مرور السنين ، تغير موقفها قليلا ، والان هى تدرك خطاها وتعيش حالة رفض لكل العالم وخاصة للحب بعد الصدمة التى سببها لها ، ولكن كل يوم تطبق الوحدة عليها اكثر ، لقد بدات تعترف بذلك ، وحاولت ان تعقد صداقات جديدة ، وتتصور المستقبل بثقة وتفاؤل ، ولكنها لم تجد حتى الان الرجل الذى يستجيب لامالها انها لا تجد فى ماتيوس سيمون سوى رفيقا لطيفا ، مع انه مروض تافه ، الا انه مرح ، وتقضى برفقته اوقاتا لذيذة ، ومع ذلك كانت تقضى الليالى وحيدة فى سريرها ، تبكى اوهامها الضائعة ، واحلام الحب والشوق والحنان والوفاء التى تبددت كالدخان ، انها تذكر بالم شديد ايام مراهقتها الجميلة ، لم يكن هناك ما يقلقها فى تلك الفترة ، لم يعد هنام من تنتظره رغما عنها لاكتشاف السعادة اخيرا ، لا لم يعد موجودا .... اعادها زمور سيارة مفاجئ الى الواقع ، فامسكت المقود جيدا ، وركزت انتباهها على الطريق ، اين ذهبت شجاعتها ؟ لماذا تخاف من الموعد الذى حدده لها جاك رغما عنها ؟ شاهدت لوحة على الطريق ، تعلن لها انها دخلت نطاق لوس انجلوس ، واصبح السير اكثر ازدحاما ، فخرجت من الطريق العام وسيطرت على دقات قلبها ، ووعدت نفسها ان تكون حازمة لكى تجعل لقائها مع ستيف فيتزجيرالد قصيرا قدر الامكان -انت سام كولنز ؟ سالتها سكرتيرة ستيف فيتزجيرالد بدهشة كانت سام معتادة على دهشة الناس عندما يلتبس عليهم اسمها ويعتقدون انها رجل ، فابتسمت للسكرتيرة -نعم ، وانا على موعد مع السيد فيتزجيرالد -ولكنك لست مروضا ! قالت السكرتيرة وقد جحظت عينيها بدهشة اكبر -بلى ! فتاملتها السكرتيرة الفتاة الشقراء الجذابة التى تقف امامها -انت .... تعملين مع الحيوانات المتوحشة ؟ -ليس هناك اى شئ غير عادى . اجابتها سام ضاحكة . ايمكنك ان تخبرى السيد فيتزجيرالد بوصولى ؟ -تفضلى سارافقك الى مكتبه تبعتها سام فى الممر الطويل وهى تتلاعب بازرار جاكيتتها بعصبية لماذا هى مضطربة هكذا ؟ انها مجرد مقابلة بسيطة -لابد انك تعيشين حياة مثيرة ! قالت لها السكرتيرة بحسد ودخلتا الى غرفة واسعة تتناسب مع الديكور الحديث لغرفة السكرتيرة هذه الغرفة تدل على شخصية صاحبها ، احست سام بذلك فورا ، ونقلت نظرها بين اثاث الغرفة الخشبى الغامق ، وعلى المكتب كانت توجد منفضة مليئة باعقاب السجائر ، وكانت عدة كؤوس على احد الرفوف المجاورة للمكتب ، ورائحة دخان السجائر تملئ الغرفة -اين السيد فيتزجيرالد ؟ سالتها سام -سياتى بعد لحظات ، اتريدين القهوة ؟ -بكل سرور .... وكانت سام قد استيقظت منذ الساعة السادسة صباحا ، وعملت كثيرا خلال هذا اليوم ، وبدا التعب يتضح على وجهها -ساحضر لك القهوة حالا -شكرا لك خرجت السكرتيرة بهدوء واغتنمت سام هذه الفرصة وتثاءبت قليلا ومدت ساقيها ، كانت الاوراق مكدسة فى الغرفة وعلى المكتب ، وكلها مصححة بالقلم الاحمر وتلفت الانتباه ، لابد انها سيناريو الفيلم وبدافع الفضول تناولت سام مجموعة منها وبدات بالقراءة .... -ماذا تفعلين هنا ؟ انتفضت سام فالرجل الذى دخل لتوه بدا وكانه يملا الغرفة بوجوده ، فارتبكت فجاة وتاملت الرجل ، ولاحظت شعره البنى اذلى يميل للسواد ، وعيونه الزرقاء الغامقة المشعة ، ولم تستطع ان ترفع نظرها عنه ، وادركت قوته الجسدية تحت بدلته الانيقة كان هو ايضا يتاملها ، وتقدم نحوها فرغبت بالتراجع ولكنها لم تفعل ، فى مهنتها يوجد امر مطلق ان لا تظهر خوفها ابدا من الحيونات المفترسة ، ستيف فيتزجيرالد يذكرها ببعض الحيوانات المحمية الخطيرة ، التى لايمكنها قهرها ، على الاقل يجب النجاح فى اكتساب احترامها .... فرفعت راسها ووضعت السيناريو على الطاولة ، ومدت له يدها -مساء الخير سيد فيتزجيرالد ، انا سمانتا كولنز ظهر بريق حاد فى عيونه الزرقاء ثم واما دهشة سام انفجر الرجل بالضحك -اسمعى ، يا صغيرتى ليس لدى وقت لاضيعه ، اين السيد كولنز ؟ غضبت الفتاة كثيرا ، لكنها تمالكت نفسها -انا سام كولنز ، واذا كنت لا تصدقنى اتصل بالسيد جاك ويستون . هم ستيف بان يجيبها لكنه سمع طرقات على الباب -ادخل . قال بنفاذ صبر دخلت السكرتيرة الى الغرفة بخوف ، وابتسمت لسام ابتسامة شاحبة ، ووضعت القهوة على الطاولة الصغيرة ، واختفت بسرعة يبدو ان هذا الرجل يرعب كل المحيطين به ، باى حق ؟ فتناولت سام قهوتها بحركة تحد وثورة وبدات ترتشف منها دون ان تبعد نظرها عن الرجل كان ستيف طويلا ، وبشرته السمراء تدل على انه يمضى اوقاتا كثيرة فى الهواء الطلق ، بدون شك هو جميل جدا ... اذا ابتسم ، بهذه اللحظة كان يرفع سماعة الهاتف بكل تعجرف ، ويدير قرص الهاتف بيده الاخرى فادارت له ظهرها واتجهت نو احد النوافذ ، وسمعته يتكلم -مساء الخير ، اريد ان اتكلم مع جاك ويستون ... نعم انا انتظر بينما كانت الفتاة تحاول السيطرى على اعصابها كانت تشعر بنظرات منصبة عليها ، نظرات حارقة لم تستطع جاكيتتها وقميصها ان تشكل حاجزا امامها ، لشدة ارتباكها لم تجد لذة فى احتساء قهوتها ، ولم تر شيئا من المنظر الممتد امام ناظريها -سيد ويستون ؟ مساء الخير انا ستيف خلال لحظات الصمت التالية ، كانت سام تتخيل قلق جاك فى الطرف الاخر -لا ، كل شئ على ما يرام . طمانه المخرج . اريد فقط ان اعرف لماذا ارسلت لى امرأة للقيام باعمال الرجال لاحظت سام سخرية كلماته ، واحست بغضب كبير -كنت انتظر رجلا باسم سام كولنز ، فاكتشفت فى مكتبى مخلوقة رائعة تدعى .... وعاد الصمت من جديد ، فابتسمت سام برضى ، رجل مثل هذا المتعجرف يستحق الدرس الذى سيلقنه له جاك -اه ، انها هى حقا ! ...لكنى طلبت منك افضل مروض لديك ، ولا يمكننى ان اصدق ان ... اه ! هل انت متاكد ؟ ... اه ! ازدادت دهشة ستيف فقاومت الفتاة رغبتها فى الضحك ، لكنها شعرت بخيبة كبيرة عندما سمعته يضيف -حسنا ، سيكون ذلك رائعا ارسله لى ، ساستقبله غدا فى الساعة الثامنة صباحا فى اللحظة التى اقفل فيها الخط ، وضعت سام فنجانها الفارغ على الطاولة الصغيرة ووقفت امامه ، لابد ان جاك اقترح عليه خدمات ماتيوس -الديك موعد غدا مع ماتيوس سيمون ؟ سالته بطريقة مباشرة حادة -نعم . اجابها ستيف بنفس اللهجة واحست الفتاة من جديد بانها تذوب تحت النظرات التى تتاملها بالحاح -انسة كولنز ، افهمينى جيدا ، ليس لدى شئ ضدك شخصيا ، ولكنى بحاجة لرجل ، العمل الذى اعرضه هو قاس جدا على امرأة نسيت الفتاة انها شخصيا لم تكن ترغب بلقاء ستيف فيتزجيرالد هذا ، فاجابته بجفاف -ليس مهما ، انك انت من يرتكب خطا . وحملت حقيبة يدها ، واتجهت نحو الباب فاسرع ستيف واوقفها وهو يضع يديه القويتين على كتفيها -انسة كولنز ، انا .... احست الفتاة بالنار تسرى فى كل كيانها ، فابتعدت عنه بسرعة -لا تلمسنى ! انت لم تكن لتتصرف هكذا ابدا مع ماتيوس ، اليس كذلك ؟ ونظرت اليه بغضب وعيونها تقدح وقد احمرت وجنتاها ، هو ايضا احمر وجهه من الغضب ، ولكنها لم تنتبه لذلك ، فاستسلمت لانفعالها بصوت حاد -انت لا تعيش فى القرن العشرين ، سيد فيتزجيرالد ، اسمح لى ان اقول لك ذلك ! ذات يوم ستدرك ان النساء يملكن قيمة اكبر من الرجال ، لقد اكد لك جاك اننى افضل مروضة اسود ، هذا صحيح ، تصور ! ولكنك حر فى التعاقد مع مروض اخر ، اعلم فقط اننى اجدك فظا ومتعصبا لاراء رجعية ! واضطرت الفتاة للصمت قليلا لتاخذ نفسا ولاحظت انها ترتجف فاضافت ان اراءك تعميك تماما ! لا يجهل احد المصاعب التى تواجهك لتحقيق فيلمك ، كان بامكانى مساعدتك ، لا يمكن التفكير بان فكرا جاهلا .... وقطعت كلامها عندما امسكها ستيف من كتفيها بقوة اكثر من المرة الاولى ، وغرز اصابعه فى لحمها الطرى -من حسن حظى انه لا يمكننى ان اعمل معك انسة كولنز ! قال بسخرية . لا ينقصنى امرأة هستيرية غير قادرة على السيطرة على نفسها ! وفرى على ازماتك العصبية ، واحتفظى بها لاصدقائك المقربين وكان بحالة توتر شديد ، تركها وعاد الى مكتبه ، فنظرت اليه يشعل النور ويجلس على مقعده ، من خلال النور الذهبى كان وجهه جميلا ، وخلف ملامحه القاسية لاحظت سام اضطرابه ، احست بنوع من الشفافية يهز كيانها ، وكانت تراقبه وقد حزمت قرارها على الرحيل ، بعد لحظات رفع ستيف راسه ، واكتشف انها لا تزال فى نفس المكان ، فعقد حاجبيه -ماذا تريدين ايضا ؟ لم تجبه الفتاة ، كان انفعال غريب يعقد لسانها ، فنظر اليها ستيف جيدا ثم عقد حاجبيه اكثر -ساعوض عليك الوقت الضائع والتنقلات . واخرج دفتر شيكاته من احد الجوارير ، ولكن ما ان انحنى فوق دفتره حتى خرجت الفتاة على رؤوس اصابعها فى طريق العودة كانت سام تقود سيارتها بسرعة على الطرقات الخالية ، تبحث فى سرعة عن شئ يشفى غليلها ، كانت الساعة قد تخطت الواحدة ليلا عندما اوقفت سيارتها امام منزلها كان من عادتها ان تتوقف قليلا لتتامل النجوم التى تلمع فى السماء وتتنشق رائحة الازهار فى الحديقة الصغيرة ، لكنها هذه الليلة دخلت مباشرة الى المنزل ، لم يحمل لها الداخل الذى اعادت ديكوره على ذوقها الراحة التى تحتاجها عندما تعود متعبة مضطربة ، وفور عودتها قفزت الهرة البيضاء عن الكنبة الزرقاء لتتمرغ امام ساقيها -مساء الخير روستى ! وانحنت تداعبها ، ثم دخلت الى المطبخ لتضع لها الطعام وتغير لها الماء ، وبينما انكبت الهرة على طعامها ، دخلت سام الى الحمام لتاخذ دوشا يساعدها على الاسترخاء لكنها بدل ان تقف تحت الدوش استندت الى الحائط شاردة ماذا حصل لها ؟ انها لم تتجاهل ابدا الصعوبات التى كانت تواجهها ، لقد نجحت فى مهنتها هى تقليد محصور بعالم الرجال ، وواجهت ردات فعل كثيرة مشابهة لردة فعل ستيف فلماذا لم تستطع تمالك نفسها كالعادة ؟ حاولت ان تطرد صورة ستيف من امامها ، متى سيتوقف عن ملاحقاتها بعيونه الزرقاء الغامقة ، وعن استفزازها بملامحه الساخرة ؟ وبعد قليل خرجت من الحمام وقررت ان تنام طويلا ، فالغد هو يوم احد وبامكانها ان ترتاح ، ودخلت الى غرفتها ، ورمت نفسها فى السرير عارية وغطت نفسها بالشرشف السميك ، واخذت تتامل سقف الغرفة *** -ماذا سيكون مصير الحيوانات فى كل هذا ؟ -سيعود اكثر الحيوانات للمدرب الاول الذى اصطحبهم معه ، ولكن بعضهم استؤجر ، وسيبقى فى مكان التصوير حيث لا يوجد من يهتم بهم ، لقد فعل مات كل ما بوسعه من اجلهم ، انهم فى حالة يرثى لها ، بقى هناك اسد ونمر وفيل صغير وامه وطيور وبعض الغوريلات ، والاسود من ذلك ان الممثلة الرئيسية تخاف الحيوانات وتكرههم ، وترهق الفريق العامل كله ، الجميع متوترون ، ولا يفكرون سوى بالعودة الى منازلهم ، وانا متاكد ان هذه الحيوانات التعيسة هى اخر همومهم كان جاك يتكلم وهو ينطلق بحصانه فى المحمية وسام تتبعه -ماذا يمكننا ان نفعل جاك . سالته الفتاة بقلق -اذا كان الامر لا يتعلق بانقاذ هذه الحيوانات ، فانا سارفض ارسال احد الى هناك ، فليذهب الفيلم الى الجحيم ! مثل جاك تماما لم تكن سام قلقة على الفيلم ، كانت تشاركه نفس قلقه -لابد انهم متضايقون من الحرارة ! اين يتم التصوير ؟ -فى وسط الجزيرة ، حيث تكون الغابة اكثر كثافة ، وهى ليست بعيدة عن مدينة سان جون حيث الفريق يتزود بما يحتاج اليه -يا للفضيحة ! صرخت سام . الا يعلمون ان الحيوانات هم ايضا كائنات حية ؟ كيف يجرؤن على معاملتها بهذا الشكل ، وفقط بهدف تحقيق الفيلم ؟ -انت ساذجة يا عزيزتى ! لكنك لا تجهلين ايضا الى اية درجة يسيطر اله الدولار على الناس ! كان جو والملك حصانا جاك وسام يختلان جنبا على جنب تحت اشعة الشمس ، ازداد غضب سام وهما يدخلان الى المحمية ، المسؤول عن هذه الجريمة هو ستيف فيتزجيرالد وهى تتمنى ان تقدمه وليمة لاسودها ! ادرك جاك مزاج سام فقال لها بلطف -اطمئنى سام ، انا انوى التصرف ، ساتصل برؤساء جمعية الدفاع عن حقوق الحيوانات ، وانا متاكد اننى ساكسب ، سيمنعونهم من متابعه تصوير الفيلم ، وستعاد الحيوانات الى اماكنها ، سابذل جهدى بقية فترة قبل الظهر ، لم تتوقف سام عن القلق ، وهى تفكر بهذه الحيوانات وبذلك الفظ القاسى ستيف ما ان انتهت سام من تناول غداءها ، حتى رن جرس الهاتف ، كانت تتوقع ان تسمع صوت ماتيوس ، لكنها تعرفت على الفور على الصوت الذى يسال -انسة كولنز ؟ ارتبكت سام ، وفكرت للحظة ان تقفل السماعة فى وجهه ، لكنها اجابته بهدوء -نعم -انا ستيف فيتزجيرالد ، اتصل بك من بورتوريكو ارتعشت الفتاة وكانت تعلم مسبقا ما سيطلبه منها -انسة كولنز ، انا بحاجة لك . قال بمرح وكانه يروى نكتة سخيفة ، التزمت سام بالصمت ، وسرت فى دفعه لمزيد من الشرح -لقد رحل ماتيوس ، انت تعلمين بدون شك -اخبرنى جاك بذلك هذا الصباح . اجابته بهدوء وسيطرت على انفعالها بجهد كبير -انا بحاجة لشخص خبير اكثر للاهتمام بالحيوانات -اانت مستعد لتوظيف امرأة ؟ سالته بسخرية ، فتنهد بحدة وقال غاضبا -نعم ! -سيد فيتزجيرالد ، بعد الطريقة التى استقبلتنى بها فى مكتبك فى لوس انجلوس كيف يمكنك ان تتصور اننى ساعمل عندك ؟ سالته بحدة محاولة ان تستفزه اكثر ساد صمت قصير ، بدون شك لم يكن ستيف معتادا على تلقى سخرية مخلوقة من جنس النساء -ليس الامر متعلق بى ، انسة كولنز ، ولكنه يتعلق بالحيوانات اذا كنت تحبين مهنتك ، لن تتركى الحيوانات تتعذب اكثر ، لا يمكننى ان افعل شيئا لهم ، انا اعتمد عليك -لماذا تركك ماتيوس ؟ سالته بجفاف رغما عنه اعترف ستيف بالحقيقة -كنت محقة انه ليس بمستوى المهمة بدات سام تتلذذ بهذا الانتقام الذى كانت تحلم به دون ان تامل بتحقيقه ولكن بسرعة اصبح لانتصارها طعما مرا ، فندمت لانها تعرفت على ستيف فى ظروف سيئة لا تزال اثارها واضحة على علاقتهما ، وندمت ... فجاة لانها تشعر بالخسارة ايضا ، يجب عليها ايجاد حل لهذه الحيوانات -لماذا لا توقف التصوير ؟ اقترحت عليه . اعد الحيوانات الى الولايات المتحدة لم تكن تفكر باهانة محدثها ابدا ولابد انه ادرك ذلك لانه اجابها بكل بساطة -هذا مستحيل ... لاسباب شخصية
----------------
الفصل الثاني
----------------
وعاد الصمت من جديد ، وفهمت سام توتر اعصاب المخرج -انسة كولنز ، انا اقدم لك عرضى للمرة الاخيرة .... اغمضت سام عينيها وركزت انتباهها على الصوت العذب الحاد بنفس الوقت -ايمكنك القبول بركوب اول طائرة متوجها الى بورتوريكو كى تساعدينى فى انهاء فيلمى ؟ لم تفكر سام كثيرا ، واعلنت موافقتها بسرعة -نعم اقبل وفتحت عينيها فورا وتصورت موقفها ، حتى عن بعد وبواسطة الهاتف ينجح ستيف بارباكها لدرجة تمنعها عن ترتيب افكارها ، ابدى ستيف اطمانانه واضاف بلهجة رجال الاعمال -ستقلع طائرة من لوس انجلوس فى الساعة السادسة ، هذا المساء ، وستتوقف فى ميامى ، وستصلين الى سان جون غدا صباحا ، ايمكنك ان تكونى جاهزة ؟ -نعم -حسنا ، ساهتم بحجز تذكرتك وسانتظرك فى سان جون -مفهوم الى اللقاء سيد فيتزجيرالد -الى اللقاء انسة كولنز ، وشكرا اقفلت سام السماعة ، وضاعت نظراتها فى العدم ، وعادت تشعر ببرودة الواقع ولم تعد تفهم نفسها ، لقد خانت مبادئها ، لماذا ؟ لماذا تخاطر من جديد بدخول عالم السينما ، ومع رجل كستيف ؟ اى جنون هذا ! ولفتت ساعة الحائط نظرها ، وعادت للندم من جديد بقى اربعة ساعات فقط لتستعد وتذهب الى مطار لوس انجلوس الدولى لم يعجب جاك بقرار سام ، لكنه لم يعلن عن رايه صراحة ، والتزم الصمت طوال الطريق المؤدية الى المطار ، وكانت الفتاة تدرك تحفظه ، ولم تكن ترغب ايضا بمناقشة الرجوع عن قرارها لكن قبل الوصول الى المطار بقليل قرر جاك الكلام -سام ، افضل لو تفكرين قليلا بعد فاعتدلت فى جلستها وكانت قد حزمت امرها -هناك حيوانات على وشك الهلاك ، لقد شرح لك مات الوضع ، لا يمكننى ان اتركها هكذا ، وانت تعلم جيدا . لم يجبها جاك فاضافت . انا اسفة لاننى اعارضك ، ولكنى لن اغير رايى ، لا تحاول اقناعى بعدم السفر -لو كنت املك فرصة ! صرخ وهو يهز راسه ، مدت سام يدها ورتبت على ذراعه -جاك ، اذا واجهتنى اقل مشكلة ، ساتصل بك -سانضم اليك على اول طائرة اعدك بذلك . وعاد الصمت من جديد ، ولم يقطعاه الا فى المطار -انت حرة فى التصرف على هواك سام ، لكننى لست متفقا معك اليوم ، يوجد كثير من المخرجين غير ستيف . واخذ صوته يرتجف . عندما عدت من لوس انجلوس ، استعلمت عنه انه يملك سمعة مخيفة احذرى منه احمر وجه سام ، وتساءلت لماذا لم يستعلم عنه جاك قبل ان يرسلها اليه فى ذلك اليوم ؟ ولكن فات الاوان الان -جاك لا يخيفنى اى رجل . اكدت له الفتاة بلهجة لا تدل على ذلك -لو كان والدك لا يزال حيا لكلمك كما اكلمك انا الان فبعد اشتراكى بعدد من الافلام انا اعرف اجواء التصوير وتاثيره على تصرفات الناس ، يجب ان تبقى واضحة الفكر لكى تستنتجى اى .... -انا اعلم جلك . قاطعته الفتاة ، وتذكرت سنة زواجها من بول -سابقى متيقظة . اضافت وهى تشد على يد جاك بمحبة . لا تخشى شيئا ، فان ستيف لا يعجبنى ابدا وبهذه اللحظة احست بانفعال غريب فتجاهلته واضافت : ساهتم بعملى على افضل وجه ، وساعود باسرع وقت ممكن -عندما ارسلتك الى لوس انجلوس ، كنت اتمنى من كل قلبى ان تحصلى على هذا العمل ، والان انا مستعد لعمل المستحيل لكى امنعك من الرحيل . اعترف جاك بالم فاستعدت الفتاة للتقدم فاسرع جاك وطبع قبلة على جبينها ، فدخلت الى صالة الانتظار ، وتركت خلفها الوجود الهادئ الذى اختارته خلال سنوات -سامنتا ! التفتت الفتاة نحو صديق والدها الوفى ، وابتسمت له -اثبتى جدارتك ! صرخ بصوت مرتفع . علميهم قسوة الحياة -استيقظى انسة ! قال المضيف وهو يهز كتف سام بهدوء . استيقظى وشدى حزامك سنصل الى سان جون اعتدلت سام وحركت ساقيها ، عندما صعدت مساء امس الى الطائرة تخيلت انها لن تتمكن من النوم لحظة واحدة ، وبعد ان تصفحت عدة مجلات ، فكرت فى العناية الضرورية التى يحتاج اليها الحيوانات فى مكان التصوير ، ورغما عنها غلبها التعب والنعاس وتغلب على توترها ، وفور اقلاع الطائرة فى ميامى غطت الفتاة فى نوم عميق القت الفتاة نظرة على النافذة وتاملت بحر الكاريب الازرق المتموج ، وكانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا ، فشدت حزامها ، واسندت ظهرها جيدا ، حطت الطائرة ، وبينما كان الركاب يتجهون دفعة واحدة نحو الباب لم تتحرك سام ، كانت تكره الازدحام وكانت متاكدة ان ستيف لن يصور من فيلمه فى يوم الاحد الحار هذا مجرد التفكير بهذا المخرج يوتر اعصابها ، ولكن ماذا يهمها منه ؟ لقد جاءت فقط من اجل الحيوانات ، ولا يجب عليها سوى التفكير بعملها ، ولكن فكرة لقائها بهذا الرجل تملئ كيانها بالخوف فبعد طلاقها من بول ، كانت تتحفظ دائما فى علاقتها مع الرجال ، وتسيطر دائما على الموقف ، وذلك لاعتمادها السياسة والبرودة تجاههم ، فتجنب نفسها تعقيدات المشاعر ، اما مات فكانت تجده رفيقا لطيفا متفهما ويحترم الحدود التى تفرضها هى دون خلق اية مشاكل مع ستيف يختلف الامر ، امامه شعرت بانها تفقد كل ارادتها والاسواء من ذلك انه ادرك القوة التى تؤثر فيها عليها ... لكنها جاءت من اجل الحيوانات ، ولا يجب ان تفكر بغير ذلك ، فكرت من جديد وانتفضت فجاة عندما لامست يد كتفها -هل انت بخير يا انسة . سالها المضيف بقلق . اصبحت الطائرة خالية تقريبا -انا بخير ، لكننى متعبة قليلا . ونهضت وحملت حقيبة يدها الكبيرة -السفر الطويل يتعب حقا ، اتمنى لك اقامة طيبة فى بورتوريكو شكرته سام وغادرت الطائرة بهدوء وهى ترتب تنورتها الزرقاء ، لحسن الحظ التنورة الحريرية لم تنجعك ، وكانت تامل فى ان تقابل ستيف بكل ثقة وبدون ان تخونها انفعالاتها فور دخولها الى صالة مطار سان جون ، راته كان يرتدى بنطلون جينز ، وبلوزة بيضاء قطنية تظهر سمار بشرته ، كان يبدو لها بجمال رائع لكنه خطير ، ورغما عنها اعجبت بعضلاته البارزة تحت بلوزته ، ورسمت على ثغرها ابتسامة واتجهت نحوه ، على عكس ما كانت تتوقع ، استقبلها بالصراخ : يا للشيطان ، اين كنت ؟ اختفت ابتسامة سام كيف حكمت على هذا الرجل بالسحر والجاذبية ؟ انه فظيع -لقد نزل الركاب منذ ربع ساعة تقريبا قاومت الفتاة غضبها ، وعدت الى عشرة بصمت لكى تحتفظ بهدوئها ، ثم اجابته محاولة ان تضبط مشاعرها -اذا كنت مستعجلا ماذا تنتظر للبحث عن حقائبى ، لكى نرحل بسرعة ؟ -انها فكرة ممتازة . اجابها وابتعد بخطى سريعة ، دون ان ينتظر الفتاة ، فتبعته بسرعة ، وتساءلت عن تصرفاته الغريبة ، فالمشاكل الكبيرة لا تسمح لرجل ان يكون عدائيا امام الاخرين ، فقررت ان تتصرف كمروضة لا كامرأة ، لكى تضع هذا الرجل فى مكانه الذى يستحقه ، فانضمت اليه قرب العجلة المتحركة حيث تتجمع الحقائب -اترين حقائبك انسة كولنز ؟ سالها بجفاف -لا -هل انت متاكدة انك سجلتيها ؟ سالها بسخرية -بالتاكيد -يبدو ان حقائبك ليست على هذه الطائرة . اجابها بحدة وتركها واتجه نحو غرفة زجاجية ، فتبعته بنظرها وعادت تبحث بين الحقائب ، كانت هذه الصالة كغيرها من صالات المطار ، لكنه بدون جدران ، بدات الفتاة تتضايق من الحرارة ، وفجاة اقترب منها رجل -هذه كل الحقائب انسة ، اذا لم تجد حقائبك اسالى هناك . واشار نحو المكتب الذى دخله ستيف منذ قليل انضمت سام للمخرج داخل المكتب ، وكانت الغرفة مكيفة ، وما ان اغلقت الباب حتى امرها ستيف بحدة -صفى لنا حقائبك ، انسة كولنز تمنت الفتاة لو تراه يختفى تحت الارض لكى لا تضطر للعمل معه ، لكنها تمالكت نفسها ، واجابته بسرعة : انها حقيبة خضراء ، وصندوق كرتون مربوط بالحبال ادار ستيف لها ظهره وتابع الحديث بالاسبانية مع الموظف ، كانا يتكلمان بسرعة فلم تستطع سام ان تفهم شيئا ، فرمت نفسها على الكرسى ، ودون ان تنتبه اغمضت عينيها للحقيقة كانت تتوقع ان تواجه مشاكل ، لكن موقف ستيف هذا يفوق كل تشاؤمها فتحت عينيها وكان ستيف قد انهى حديثه مع الموظف فاقترب منها ووقف امامها ، وقد ازداد غضبه -ستصل الطائرة الثانية من لوس انجلوس فى الساعة العاشرة مساء من المحتمل ان تكون حقائبك على متنها قال للفتاة ثم اضاف بفارغ الصبر . الان اوصلك الى مكان التصوير وساهتم باحضار اغراضك فى المساء هيا تناولت سام حقيبة يدها ، واضطرت للركض حتى تصل الى مستوى المخرج ، وبعد لحظات ثارت على هذا الوضع ، كانت متعبة وترفض تحمل جبروت هذا الطاغية -ستيف ! صرخت بصوت حاد فالتفت الكثيرون نحوها ، وتوقفت وجمعت كل شجاعتها واجبرت ستيف على العودة الى الوراء رمقها ستيف بنظرة غضب واراد ان يجيبها ، لكنها منعته بمتابعة كلامها بحزم -لقد احضرت معى ادوية وفيتامينات للحيوانات ، ومن غير المفيد ذهابى بدونها ، لا ارغب بحضور محنتهم ومن عدم تمكنى من مساعدتهم تاملها المخرج بشكل احست ان حزمها واصرارها سيبددان بسرعة -ملكة المروضين تكلمت ! قال ستيف باستخفاف ارتبكت سام كثيرا وحاولت الاحتفاظ بهدوءها بجهد كبير -بعد لقائنا الاول . قال لها ستيف . تحققت حولك ، وقراءت مقالات عنك ، انت بدون شك اكثر كفاءة مما يقول جاك وابتسم فجاة ابتسامة ادهشت الفتاة -انا موافق ، ايتها الامرأة الخارقة . اضاف بسخرية . ولكن كيف سنمضى وقتنا حتى الساعة العاشرة مساء ؟ وكان ينظر اليها باعجاب واستفزاز ، تجاهلت الفتاة نظراته ، وقالت له بهدوء -انا جائعة ، لم انتاول شيئا فى الطائرة ، ارغب بتناول وجبة حقيقية -رغباتك اوامر . اجابها ستيف وهو يغمرها بنظرة جريئة ، قطعت انفاسها وبخطوات متمهلة اتجه معها نحو الموقف حيث اوقف سيارته الجاكوار كان المطار يبعد عشرة كيلو مترات عن سان جون ، وعندما وصلا الى المدينة اكتشفت سام بدهشة ناطحات السحاب ، وارمات كبيرة ذكرتها بمدينة لوس انجلوس ، وابدت دهشتها امام ستيف -اتعتقدين انك ستنجحين فى التاقلم مع ظروف حياتنا فى الغابة ؟ سالها المخرج -انا متاكدة . طمانته سام وهى تنظر اليه بتحد اننى خيمت مع والدى فى اماكن مشابهه خلال سنوات طويلة لا تكون هنا اية مشكلة احنت راسها نحو النافذة ، وغيرت موضوع الحديث . اشم رائحة البحر . قالت وهى تاخذ نفسا عميقا -الجزيرة صغيرة ونحن لم نبعد كثيرا . شرح لها ستيف رغم الاستقبال الذى لا يحتمل الذى تلقته فى المطار ، اخذت الفتاة تتامل المنظر الممتد امامها بفضول ، انها اول رحلة لها الى الكاريبى كانت الابنية اغلبها حديث ، وتكثر المطاعم التى تجاور المحلات التجارية والاطفال السمر يلعبون فى الشارع ، وبعض الكلاب تركض معهم -اوه يا للروعة ! قالت الفتاة باعجاب -انت لم تر شيئا بعد ... طالما انه لدينا متسع من الوقت ساريك سان خون القديمة ، ستشعرين هناك انك راجعة الى الماضى ، لم يتغير فيها شئ منذ قرون وبعد قليل اوقف سيارته امام الرصيف -ابتداء من هنا نحن مضطرين لمتابعة طريقنا سيرا على الاقدام ، لا يمكن لاية سيارة ان تدخل هذا القسم من المدينة وفتح لها الباب وقدم لها يده ، فنظرت اليه ، كم وجه لشخصية هذا الرجل ؟ وكادت ترفض يده الممدودة نحوها ، لكنها غيرت رايها ، اذا كان ستيف يحاول الاعتذار عن تصرفة الفظ معها فى المطار ، فيجب مساعدته على ذلك فقبلت تلك اليد التى اطبقت بسرعة على يدها ، ولم تجرؤ على التفكير بهذه اللمسة القوية الناعمة والدافئة بنفس الوقت ، لقد جاءت الى هنا للعمل ، لا يجب على ستيف ان يفكر بغير ذلك كانت النزهة جميلة فى المدينة القديمة ، بين الازقة الضيقة التى تنقل الزائر من مفاجئة الى اخرى ، اعجبت سام بالحدائق المعلقة على الشرفات والنوافذ ، وكانت سعيدة بتاملاتها ولم تنتبه الى ان ستيف يقودها الى مطعم هادئ بانواره الخفيفة استقبلهما الخادم وقادهما الى طاولة مغطاة بشرشف ابيض ناضع كانت سام تنتظر ان تتناول الغداء فى مطعم صغير قديم لكنها تفاجات بهذا المطعم الانيق ، وتاملت الاوانى والاطباق الفضية بدهشة ، ورفعت نظرها نحو ستيف الذى ادرك حيرتها ، فهز كتفيه وهو يقرا لائحة الطعام -ملاحظات الاسعار لها فوائد ! على كل حال .... اتمنى الا اكون اسات فى استثمار اموالى اما ابتسامته المثيرة ، اخفضت الفتاة نظرها عما يتكلم ؟ عن عمله الذى يريد نجاحه ام عن اشياء اخرى ؟ ففضلت السكوت ، وتناولت لائحة الطعام لكنها لم تفهم شيئا لان الكلمات كانت بالاسبانية ، وعندما رفعت نظرها من جديد نحو ستيف اقترح عليها بنفسه -دعينى اختار عنك .وابتسم لها فلاحظت شيئا من الحنان فى نظراته ، وتحملت هذه النظرات للحظة واحدة ثم اخذت تتامل الطاولة محاولة ضبط دقات قلبها المتسارعة ، وتمنت ان تنتهى هذه الوجبة بسرعة ، وبدا لها الرجل الفظ افضل بكثير من الرجل الفاتن الساحر ، واحست انها بخطر ، يلزمها الكثير من الثقة والحزم لكى تدفع هذا الرجل الساحر القوى الواثق مما يريده ، والذى ينظر اليها كانها فريسته الجديدة ، ولم تكن تعلم ان ستيف يخبا لها مفاجات اخرى -اريد ان اعتذر عن الطريقة التى استقبلتك بها فى المطار هذا الصباح . قال فجاة اعتقدت سام انها لم تسمع جيدا ، لكن الرجل كان صادقا ويبدو من ذلك حركات اصابعه المتوترة فى شعره ، رجل مثله لا يعتذر الا بجهد كبير -كنت اعتمد على تصوير مشاهد جيدة اليوم قبل ان اتوجه الى المطار ، ولكن للاسف لم يحصل شئ كما كنت اتمنى كانت الفتاة تصغى اليه وتحاول ان لا تظهر ردة فعلها ، فاية كلمة او تعبير قد يوقظ تعجرف ستيف الذى تعتبر موقفه الجديد تقدما كبيرا فى علاقتهما -كنت اريد ان اسيطر على الوضع قبل وصولك ، لكن ومنذ ايام لا شئ ينجح -انا ايضا اعرف احيانا اياما كهذه . اكدت له الفتاة وقد تاثرت بصراحة ستيف ، وكانت تشعر انه ينطق بكلماته بكل طبيعية وبدون تكلف ، وكان مثلها يلاحظ ما ينشا بينهما لم تستطع الفتاة تحمل نظراته طويلا ، وفهمت سبب ارتباكها لقد اكتشفت فى نظراته الرغبة الكبيرة لكنها تشجعت وقبلت نداء عيونه الزرقاء ، واحست بشعور غريب ، فابتسمت بشحوب وادركت يقظة الانفعالات التى كانت تعتقد انها دفنتها فى اعماق ذاتها الى الابد ، ان قلبها يدق بسرعة ، ودمها يبدو كانه النار تسرى فى عروقها ارتعشت ولاحظت ان هذا الرجل يدرك مشاعرها ، وكانه يقرا فى كتاب مفتوح امامه ، فادارت وجهها ولكن ستيف ظل يتاملها واحست بنظراته منصبة على فمها كانه يقبلها ، فرفعت الفتاة اصابعها الى شفتيها ، لكى تتاكد من ان افكار ستيف لا تزال تتابع افكارها ، فابتسم ستيف بمكر عادت الى راس الفتاة ذكريات تعود لسنوات طويلة ، ينبعث من هذا الرجل الذى يجلس امامها سحر وجاذبية ورقة قوية لا يمكن لحزمها سوى ان ينهار امامه ، واطلقت تنهيدة خفيفة لكنها عميقة ، عندما امتدت اليد السمراء لتمسك يدها التى ترتاح على الطاولة اقترب منها الخادم يحمل المقبلات ، فرفع ستيف يده ، وادارت الفتاة وجهها واستعادت وعيها بسرعة ، هل اصبحت مجنونة ؟ تساءلت وهى تركز انتباهها على كاسها -ما هذا الشراب ؟ سالته فجاة وكانها لم تكن موجودة عندما تناولت الكاس ، وكانت تخاف من قدرة ستيف على اغرائها ؟ ضحك ستيف وجعلها تشعر بانه يدرك قلقها -هذا مزيج من الروم والكوكا كولا مع عصير الحامض ، سنشرب نخب نجاحنا ! وكانت نظراته تدل على ازدواجية معنى كلامه ، فازداد ارتباك الفتاة ، وازدادت دقات قلبها ، ستيف فيتزجيرالد لا يشبة احدا من الرجال الذين عرفتهم ، ودهشت لعدم ارتجاف يدها وهى ترفع كاسها نحو كاسه وتذوقت شرابها اللذيذ المنعش ليلاس-اتحبين السمك ؟ لقد طلبت السمك المتخصص بتقديمه هذا المطعم طمانته بابتسامة ، واعجبت بالطبق الموجود الان على الطاولة ، السمك المطبوخ مع شوربة الزيتون والبصل والبندورة ، وكان الطعام لذيذا بالفعل ، وشعرت الفتاة بالراحة فى هذا المطعم وبرفقة ستيف الذى كان يزرع منذ قليل الاضطراب فى نفسها بعد ان تناول اخر لقمة من طبق الحلوى ، اسندت ظهرها على الكرسى ، فسالها ستيف مبتسما بعد ان طلب القهوة -لم تعودى جائعة ، اليس كذلك ؟ -لا . اجابته بمرح وسعادة دفع ستيف الحساب ، وتامل ساعة يده -انها الساعة الثانية ، ماذا سنفعل طوال فترة بعد الظهر ؟ -بامكاننا ان نتنزه فى سان جون ، انا لم ارى منها سوى القليل . اجابته وهى تتجنب النظر اليه لكى لا يلاحظ احمرار وجهها ، كانت تشعر بالشفافية امامه ، وفكرة قضاء بقية النهار معه فى زيارة المدينة كانت تملا قلبها بالحماس فى الخارج كانت الشمس قوية ، فسارا معا بصمت فى الشوارع التى خف ازدحامها وفجاة توقف ستيف وقال لها : كل سكان الجزيرة ياخذون قيلولة فى مثل هذا الوقت ، الا ترغبين بالعمل مثلهم ؟ امام سؤاله تدافعت الافكار المخيفة فى راس الفتاة ، وحاولت ان تاخذ قرارا سريعا ، مع ان فكرة القيلولة جميلة فى الحقيقة -انا لست متعبة فلنتابع سيرنا وكانت دهشتها كبيرة عندما لم يصر ستيف ، بل اكتفى بان امسك يدها وتابع سيره ، كانا يسيران فى الظل ويتفرجان على واجهات المحلات التى تعرض الاشغال اليدوية والتحف الفنية ، وبعد قليل اكتشفت سام سحر سان جون المميز ، لكنها لم تنس ولا للحظة واحدة الاصابع التى تشبك اصابعها ، وكانت لمسة اصابعه تؤثر على كل انفعالاتها ، وتؤثر على طريقتها فى النظر الى الاشياء حولها وكان ستيف يتوقف كل قليل ليسمجح لها بتامل الواجهات ، اعجبت الفتاة بلائحة تتمرج فوق احد المحلات فصرخت : فلندخل الى هذا المحل ! اشرقت عيون ستيف الزرقاء -اعتقد انه سيعجبك . اجابها وهو يشد على يدها ، ودخل الى المحل معها بدون اى تردد كتلك الخبائن التى كانت معلقة على الشرفات ، كانت الاسرة المعلقة على الجدران جميلة جدا بالوانها المتعددة ، وكانت مراجيح النوم هذه تتمايل مع نسمات الهواء -انظر الى هذه ، كم هى صغيرة ! قالت سام باعجاب شديد -انها ارجوحة للاطفال الصغار . اجابها ستيف ضاحكا -للحقيقة القطط تحبها كثيرا تناولت سام حقيبة يدها بحماس : ساشترى واحدة لروستى فتاملها ستيف وقد عقد حاجبيه فجاة -الديك اطفال ؟ -لا . اجابته مبتسمة . روستى هى هرتى ، ستكون سعيدة جدا بالنوم فيها ، هذا اذا لم تفضل تمزيقها بمخالبها ! بدا ستيف يتحدث بالاسبانية مع البائعة الشابة ، وسام تستمع اليهما وتتمتع بوقع كلمات هذه اللغة علها تعتاد عليها ، وفجاة التفت ستيف نحوها -سام ، اقدم لك كارمن ، طلبت منى ان اسالك اذا كنت ترغبين بتجربة احدى هذه المراجيح الكبيرة كادت الفتاة ترفض ، لكنها غيرت رايها امام نظرات البائعة المتوسلة ، وكانت البائعة فى العشرين من عمرها تقريبا ، وادركت سام انها جديدة فى وظيفتها هذه ، ولكى لا تخيب املها ، قبلت مبتسمة -ستيف قل لها اننى لن اشترى سوى واحدة صغيرة لقطتى ترجم المخرج كلامها للبائعة ، ودعاها لكى تتبعه ، واتجهوا نحو الجهة الاخرى من المحل حيث تمتد عدة مراجيح كبيرة ، وفى احداها كان ينام كلب اسود ، فانحنت سام وداعبت راسه فتنهد الكلب وتابع قيلولته حاولت سام ان تكون لطيفة ، فجمعت كل ما تعرفه من الاسبانية واطرت على البائعة ومدحت كلبها -سير بور ازوموى غراسيدز . قالت لها بعد تردد ابتسمت كارمن واجابتها -غراسياز سنيورة سو اسبوزواز موى غيوبو فنظرت سام الى ستيف وابتسمت من جديد وسالته : ماذا تعنى كلمة اسبوزو ؟ ضحك ستيف بمرح واجابها : قالت لك بان زوجك جميل جدا -اوه ! واقتربت من كارمن وحاولت بكلماتها المكسرة ان تفهمها الحقيقة ، ولما ادركت عدم قدرتها على الشرح ، التفتت نحو ستيف -اشرح لها اننا لسنا متزوجين . قالت له بانفعال ولم تكن ترغب بان تظن هذه الفتاة بوجود علاقة بينهما -انت لا تريدين ان تسلبيها اوهامها الرومنطيقية ! قال لها بمزاج مرح . هيا اختارى ارجوحة ، يا زوجتى العزيزة ! -تعتقد انك مضحك ! اجابته غاضبة . على كل حال ساختار الحمراء . فاحاط ستيف خصرها بيديه ليساعدها على الصعود -ساصعد وحدى -ماذا ؟ لماذا تبدين فظه هكذا ؟ سالها المخرج وتظاهر بتمثيل دور الرجل الحزين ، فعضت سام على شفتيها لكى لا تنفجر ضاحكة -وحدى . كررت باصرار -انت قاسية اقتربت كارمن منهما ، وتمتمت ببعض الكلمات -انها ترجوك ان تخلعى حزامك وحذاءك لكى لا تتمزق الارجوحة . ترجم لها ستيف فنظرت اليه بحذر ، وعندما كانت كارمن ترتب سطح الارجوحة ودون ان تنتبه سام ، حملها ستيف بخفة عن الارض ، فاحست الفتاة انها فقدت كل ارادتها ، لكنها قررت ان تضع حدا لهذه التمثيلية -انزلنى على الارض فورا . امرته بصوت منخفض -بالتاكيد ماى امورسيتا لكنه وضعها على الارجوحة ، فاحست بالراحة وتبدد غضبها ، واعجبت بنعومة الحبال واحست بالخفة وابدت اعجابها امام كارمن التى كانت تراقبها ، وتجنبت النظر الى ستيف لقد ناداها ماى امورسيتا اى يا حبيبتى ، وكانت تعرف جيدا انه مجرد مزاج غير مقصود ، فارتعشت رغما عنها ، وحاولت ان تتمالك نفسها ، لقد وظفها ستيف للقيام بعمل ، ويجب ان تحافظ على هذه الحقيقة وهذا الواقع ، فاغمضت عينيها وفكرت بكل النساء اللواتى شاركن هذا المخرج لحظات من متعة الوجود ، وفهمتهن ، ستيف ليس فقط رجلا ساحرا كغيره ، انه يملك حيوية وطاقة لا تقاوم ، وجوده يغير صورة الحياة ، ويغنى كل لحظة من لحظاتها ، احست سام معه بانها تعيش مع انه لم يمض على وصولها الى سان جون سوى بضعة ساعات ، الا انها شعرت وكانها تعرفه منذ مدة طويلة وتمددت على جنبها وشعرت براحة كبيرة ، وفكرت بان تشترى ارجوحة لروستى و ... الا يمكنها ان تمنح نفسها بعض الدقائق بينما ستيف يثرثر مع كارمن ؟ كانت تسمع حديثهما وشيئا فشيئا اصبح صوتهما يشبه الهمس .... جذبتها قوة كبيرة فاستدارت واسندت وجهها على صدر قوى وهى نائمة ، وشمت رائحة عطر عندما احاطت يد بجسدها ، فاقتربت اكثر ، واحست بشعور كبير من السعادة ، ففتحت عينيها رغما عنها ، فاكتشفت انها تنام قرب رجل ، قرب ستيف ! فى بورتوريكو ! فعادت اليها الذاكرة بسرعة ، وبحرج كبير وتحت ثقل ذراعه ، حاولت ان تبتعد عنه -هل نمت جيدا ؟ سالها ستيف ممازحا فحاولت الجلوس ، لكن جهودها لم تؤدى سوى لرميها اكثر واكثر نحو ستيف ، فاضطرت لوضع يديها على كتفيه لكى تجد توازنها ، ولاحظت دفء جسده تحت اصابعها -يبدو انك تواجهين صعوبة ! سالها ستيف ضاحكا فاجابته براسها وحاولت من جديد ، هذه المرة نجحت فى انزال ساقيها من الارجوحة وفى الوقوف ، وكان جسدها كله يرتجف ليس من الخجل بل من الاثارة ، كم مضى على وجودها بين ذراعى هذا الرجل ؟ وكل انواع الانفعالات والرغبات الارادية تتزاحم فى راسها بعنف ، واخذت تبحث فى نظرها عن كارمن ، فراتها على بعد امتار منها تتكلم مع سيدة وتدعوها لتجربة احدى المراجيح -لا تكونى متوترة . اقترح عليها ستيف . كنت تبدين مرتاحة ، وبفضلك تمكنت كارمن من بيع ارجوحتين قبل ان انضم اليك لم تستطع سام ايجاد الكلمات المناسبة ، ففضلت ان لا توجه له اية ملاحظة ، واكتفت بسؤاله بهدوء ، وهى ترتب ملابسها -كم الساعة الان ؟ -انها السادسة والنصف ، كنت متعبة جدا رفعت سام خصلات شعرها عن وجهها وتنهدت ، لم يبق شئ من تسريحة شعرها ، وارادت ان تعقد شعرها الطويل كذنب الحصان ، ولكن يدا ستيف امسكت يديها ومنعتها عن ذلك -انت جميلة جدا هكذا ! والتقت نظراتهما ، لكن الفتاة ادارت وجهها بسرعة ، وكانت تشعر بانها مقسمة ، قسم من كيانها يتمنى ان لا يطيع ستيف ، وان تستقل اول سيارة تنقلها للمطار ، وقسم اخر لا يملك اية ارادة فلم تتحرك من مكانها ، نهض ستيف بدوره ، وتكلم قليلا مع كارمن ، وجذب سام نحو الباب -ماذا قلت لها ؟ -باننا ذاهبان لشرب كاس ، واننا سنعود فيما بعد لشراء الارجوحة الصغيرة وسار مسرعا دون ان ينتظرها كما فعل فى الصباح ، فوسعت خطواتها وتبعته الى مقهى فى زاوية الشارع -هل انت جائعة ؟ سالها ستيف -لا ، اشعر فقط بالعطش . اجابته بعصبية وكانت غير قادرة على ابتلاع اى طعام قادها ستيف الى طاولة ثم تركها واتجه نحو البار ، كان يدير لها ظهره ، فلم تستطع منع نفسها من الاعجاب بقامته الطويلة ، وكتفيه العريضين ، ونزلت انظارها الى فخذيه القويين الذين كانت تحس بهما فى الارجوحة ، عاد ستيف نحوها فاسرعت بطرد افكارها هذه واستقبلته بابتسامة مرحة شربت كوب العصير وهى تحاول ان تبدو طبيعية بينما كان المخرج لا يحاول اخفاء نظراته -سام انت تحيريننى . قال لها فجاة -حقا ؟ -لا يمكننى ان امزج بين الصورة التى رتيك فيها فى لقائنا الاول فى لوس انجلوس ، شعرت انك قاسية ولا يمكن تحملك ، اما اليوم وانت نائمة فى الارجوحة ، كنت لطيفة كهرة صغيرة من انت حقيقة ؟ وضعت سام الكوب على الطاولة دون ان تتركه ، وكانت يديها ترتجف لاحظ ستيف ارتباكها ، فاضاف : للحقيقة انا افضل الامرأة التى كنت احضنها بين ذراعى بعد ظهر اليوم نهضت الفتاة بسرعة ، وتجاهلت شرارة الرغبة التى تلمع فى عيون ستيف ، ولكى لا تجد نفسها فى موقف حرج قالت له بجفاف : هيا بنا لنحضر الارجوحة ونذهب الى المطار ، لا اريد ان نتاخر نهض ستيف وفى الطريق الى محل المراجيح ، اعجبت الفتاة بمنظر الشوارع فى الظلام ، وكانت الارمات تنير الشوارع والناس يثرثرون بمرح ، والسكان يجلسون على الشرفات ، وبعد قليل مروا بشارع مزدحم بالمارة ، فاحاط ستيف كتفى سام بذراعه كى لا تبتعد عنه -لم اكن اعتقد اننا سنجد ازدحاما بهذا الشكل فى مساء يوم الاحد ! -انه موسم السياحة . شرح لها ستيف ، وهو يدفع بابا امامه ، تبعته الفتاة وكانت دهشتها كبيرة عندما وصلا الى ساحة مغلقة خالية -فلنرتاح هنا قليلا خشيت الفتاة ان تتعثر بالحجارة فى الظلام ، فتقدمت بحذر توقف ستيف ونظر اليها ، فارتعشت رغما عنها -اتشعرين بالبرد ؟ -اتشعرين بالبرد ؟ وقبل ان تجيب امسك يديها بين يديه الدافئتين ، فارتبكت كثيرا وتراجعت للوراء ، فترك يديها لكنه امسك وجهها هذه المرة ، واجبرها على النظر اليه ، لم تكن الفتاة قادرة على تميز ملامح وجهه ، وبالكاد رات فمه الذى يجذبها بقوة ، لقد ايقظ رغباتها طوال بعد الظهر وفى هذه اللحظة فتح شباك فوق راسيهما ، وانار الساحة قليلا ، فلبت الفتاة نداء من اعماق كيانها ، وبحثت عن نظرات ستيف ، وازدادت دقات قلبها عندما رات نظراته المشتعلة ، اغلقت النافذة من جديد ، وغرقا فى الظلام مرة اخرى ، لم تقاومه سام عندما جذبها نحو الحائط وضمها اليه ، فتنهدت واستسلمت لذراعيه ، واحست بكل انوثتها امام هذا الجسد الرجولى القوى ، واحست تحت خدها بدقات قلبه المجنونة اخذت يدا ستيف تداعبان ظهرها ، وتشعلان الرغبة فى جسدها ، احنى ستيف راسه وقبل جبين وشفتى الفتاة ، فرفعت وجهها وقدمت له شفتيها ، وعندما اتحدت شفاهما ، احست سام بالمشاعر التى كانت تتخللها طوال فترة بعد الظهر ، وسرت النار فى كل كيانها ، وبدات ترتعش تحت قوة انفعالاتها ، فضمها ستيف اليه اكثر ، وكثر من لمساته على عنقها ووجنتيها حاولت الفتاة ان تفكر بكل الرجال الذين عرفتهم وان تتذكر انفعالاتها مع قبلاتهم القليلة التى تبادلتهم اياها ، مع ستيف يبدو الامر مختلفا جدا ، لكن ستيف لم يترك لها وقتا للتفكير ، عبر لها عن عواطفه وحملها رغما عنها الى عالم اللذة ، واستسلمت الفتاة لقبلاته واحست انهما جسد واحد يتسلق قمم الاثارة ... كانت تفتح له فمها ، وقد نسيت كل تحفظاتها ونسيت الموجودين فيه ، لم تكن تفكر سوى بالسعادة التى يمنحها لها هذا الرجل ، يداه فمه يمارسان سحرا عليها ، ويقودانها شيئا فشيئا نحو الاستسلام ، وفجاة رفع ستيف راسه وهو لا يزال يضم بين ذراعيه جسد سام المرتعش -يا الهى ! همس وهو يخبئ فمه فى شعرها كانت لاتزال ثملة من اللذة فالتصقت اكثر بصدره ، وتلمست شفتيها ذقنه ، كانتا قريبتين من شفتيه فاستجاب ستيف لهذه اللعبة المثيرة ، وعاد لملامسة جسدها بلمسات مدروسة جعلت الفتاة تتنهد بين ذراعيه ثم امسك وجهها بين يديه واسند جبينه على جبينها للحظات ، قبل ان يتراجع خطوة للوراء ، حاولت الفتاة ان تلتقط انفاسها بينما كان جسدها يشتعل امسك ستيف يديها واتجه بها نحو الخارج ، وهو يداعب راحة يدها ويثير كل احاسيسها -سنذهب الى المطار فورا ، وساصطحبك لشراء الارجوحة قبل الرحيل فهمت الفتاة انه يريدها ان تحضر حقائبها من المطار ليصطحبها الى مكان التصوير لكى يعودا الى علاقتهما المهنية ، وفور وصولهما الى الشارع العام استعادت الفتاة كامل وعيها ، وشعرت بارتباك كبير فى الصباح ايضا ، اعتقدت ان مهمتها تنحصر فى الاهتمام بالحيوانات ، وبمساعدة ستيف على انهاء فيلمه ، بالطبع هى لم تستخف بهذا العمل ، لكنها لم تكن تعتقد انها ستواجه تجربة من هذا النوع ، يجب عليها مواجهة تحديين واصعبهما مواجهة ستيف هذا اغمضت الفتاة عينيها عندما جلست فى السيارة ، وهى تتمنى ان تصل باسرع وقت ممكن لكى ترتاح بعد هذا السفر ، وهذا اليوم الطويل وكان المشهد الذى حصل بينهمخا فى تلك الساحة يقلقها كثيرا ، لو لم يتوقف ستيف بنفسه ، هل كانت ستدفعه ؟ ليست متاكدة ، وهذه الفكرة تقلقها اكثر ، بماذا يفكر ستيف الان ؟ لقد تخلت المروضة عن مظهرها وبدت امرأة سهلة ، ايمكنه ان يحترم مواهبها المهنية بعد ذلك ؟ هذا الرجل يجذبها بقوة كبيرة ، لدرجة انه انساها الدرس الذى تلتقته منذ عشرة اعوام مضت .... لحسن الحظ وصلت حقائبها فى طائرة المساء ، وبعد ان شربا القهوة فى مقهى قرب المطار ، تابعا سيرهما نحو بورتوريكو وطوال الطريق كانت سام تشم رائحة الياسمين والورود والنخيل ، والقمر يتلالا فى السماء ويرسل اشعته الفضية ، رفعت سام زجاج النافذة ، وسرت لانها بدلت ملابسها فى المطار وارتدت بنطلونا يحميها من الغابة ، ولكن ليس من شريكها ، للاسف كانت قوة غريبة تدفعها نحوه ، وتدفعه نحوها ، اهذا مجرد رغبة جسدية فقط ؟ بماذا يشعر ستيف ؟ تنهدت سام لماذا تسال عن مشاعره بينما هى لا تعرف كيف تحدد مشاعرها ؟ فقررت عدم التفكير بذلك ، ولكن رغما عنها كانت تفكر به ، يجب ان تحدد قاعدة لتصرفاتها ، وفجاة وجدت نفسها تتامل يديه الممسكتين بالمقود ، وكان الهواء يتلاعب بخصلات شعره ، وشفتيه لاتزالان تذكرانها بقبلاته الحارة ، وتعمل على القضاء على قرارها اذلى اتخذته الان لم يكن ستيف يتكلم ، وبدا الصمت يتعب الفتاة ، فاغتنمت اول فرصة وسالته -ما هذا الصوت ؟ ابتسم ستيف ابتسامة ساحرة ازالت انقباض ملامح وجهه -انه الكوكى ، نوع من الضفادع التى تعيش بين الاعشاب ، وتعيش فى الظلام ، الذكر يغنى وخاصة بعد المطر ، واحيانا كثيرة يمنعك من النوم الى ان تعتادى عليه نسيت الفتاة قلقها وتوترها وقالت له بدهشة : اعتقدت انها صرصار الليل ! رفع ستيف احدى يديه عن المقود وامسك يد سام ، ورفعها الى شفتيه ، وبعد ان طبع قبلة على اصابعها وضع يدها على ركبته وغطاها بيده تولد انفعال فى راحة يد سام وانتشر فى كل جسدها ، وعندما حاولت ان تسحب يديها ادركت سخف حركتها ، الم يفت الاوان ؟ -اسمه العلمى اليتر وداكتيلوس ، وبصفتك مختصة بالحيوانات يجب ان تكونى تعرفين ذلك ! قال لها ممازحا -لا ، كنت اجهل ذلك ، ويدهشنى انك تعرف كل ذلك . فهز حاجبيه ضاحكا -انا امتلك مواهب كثيرة بدات لتوك باكتشافها . تجاهلت الفتاة لهجة صوته ، ونظرته اليها بطرف عينه -ارغب بان اخذ منها الى بالم سبرينغ -لا تفكرى بذلك ، انها لا تعيش سوى هنا ، والا ستمتنع عن الغناء -لماذا ؟ -اهذا فضول مهنى ؟ سالها ممازحا . يقال بانه بابعاد هذه الضفادع عن جزيرتهم ، يحطمون قلوبهم ، فلا يعودون يرغبون فى الغناء تاملت سام ستيف بدهشة لم تكن تتوقع من الرجل الذى كان فظا فى الصباح ان يكلمها فى المساء عن الحيوانات برقة -من المؤكد انها تمتنع عن الغناء بسبب اختلاف الظروف الطبيعية ... وقد تكون فعلا تشتاق لموطنها الام -اانت رومنطيقية فى طبيعتك ؟ -ايدهشك ذلك ؟ ايجب ان اكون قاسية لاننى امارس مهنة كانت دائما محصورة على الرجال ؟ ضحك ستيف : لم اكن اقصد ذلك ! انت لست قاسية انا اعلم ذلك ! كان يلمح الى قبلاتهما فى سان جون فاحمر وجهها حتى جذور شعرها -لا تسخر منى ! انا لا احب ان اعامل كدمية متحركة ! وشعرت فجاة بان هوة كبيرة حفرت بينهما ، فترك ستيف يدها ، وامسك المقود بكلتى يديه -حتى الان ، اشعر اننى اعاملك كامرأة ارغب بها كثيرا -الرغبة ! انها الكلمة الصحيحة . صرخت سام . انا اعرف سمعتك سيد فيتزجيرالد ، ولكن اعلم اننى لن ادخل على قائمتك ! -اذا انت تصدقين كل ما تقراينه فى الصحف ، سالها بسخرية مما زاد من غضبها -حتى ولو كانت الصحف تبالغ كثيرا ، الا انها تنشر بالتاكيد جزءا من الحقيقة ! -اسمعى سامنتا . اجابها ضاحكا . انا اعترف بالذنب ، حاكمينى ارهقينى ، عنفينى ، وانا ارمى نفسى تحت اقدامك ! لشدة دهشتها ، انفجرت سام ضاحكة بدورها ، وبكل لطف امسك ستيف يدها ، وهذه المرة لم تحاول ابعاد يدها ، ودون ان يبعد نظره عن الطريق اخذ يقبل اصابعها واحدا واحدا ، ويحتفظ بكل اصبع قليلا بين شفتيه ، كان فمه دافئا ، فاجتاحت الفتاة احاسيس رائعة ، وشعرت انها وحيدة فى هذا العالم مع ستيف تحت السماء المتلالاة بالنجوم -ارغب فى ان اوقف السيارة هنا . قال ستيف وهو يقبل راحة يدها . ولكنى افضل مكانا مريحا اكثر ولمعت عيونه ، وارتعشت الفتاة وعاد صوت ستيف يصل الى اذنيها وكانه ات من البعيد من خلف الضباب -مكان هادئ ، بدون هاتف وبدون شئ او احد غيرنا نحن الاثنين وهو يتكلم اوقف سيارته على جانب الطريق ، وسكت فجاة ، والتفت نحو رفيقته بصمت ، وامسك وجهها بين يديه ، وبحث فى عيونها ، غرقت الفتاة فى عيونه الزرقاء ، واحست بانجذاب قوى نحوه ، فعقدت يديها حول عنقه ، وادركت بعد لحظات ان يدى ستيف تنزلان الى عنقها لتجذبانها اكثر فى اللحظة التى التقت فيها شفاههما ، احست الفتاة بان كل شئ يدور حولها ، واستسلمت لقبلاته الحارة ، وفجاة احست بيده على فخذها ، فاوحى اليها شئ بان توقف حركته ، لكن ستيف ادرك ذلك وحبس يدها بين اصابعه ، وعاد من جديد الى شفتيها بشوق اكبر ، وقعت فريسة لانفعالها ، ولم تنتبه الا عندما ارتفعت يده لتندس تحت قميصها ، فابعدت فمها عن فمه وهى ترتعش وخبات وجهها فى صدره -لا ، ستيف لا ... همست بصوت ضعيف وحاولت الابتعاد عنه ، فطبع قبلة خفيفة على شفتيها المرتجفتين -سامنتا لماذا ؟ هل سبق لك ان شعرت .... ادركت الفتاة معنى سؤاله ، فاشارت له براسها ان لا ، بالفعل لم يسبق لها ان شعرت بمثل هذه الانفعالات مع رجل اخر ، فاستسلمت وخبات وجهها من جديد فى صدره وكل جسدها يرتعش ودهشت كثيرا عندما ساعدها ستيف على الجلوس وجلس خلف المقود ورتب شعره -سنصل الى المخيم بعد نصف ساعة تقريبا ، اعذرينى سامنتا ، لم افكر بسفرك الطويل ، لابد انك تعبة جدا اثرت هذه الكلمات كثيرا فى نفس سام لدرجة انها ادركت اى مجهود فظيع واية قدرة تفوق قوة البشر بذلها ستيف ، كانا يشعران بنفس الرغبة ، رغبة استجابت لها بكل مشاعرها ، واحبت ان تستعيدها ، فاغمضت عينيها وسمعته يدير محرك السيارة وينطلق مسرعا فى الطريق الخالى ، حاولت سام ان تتمالك نفسها لكنها لم تستطع ، كانت تتمنى ان تستسلم له كليا ، فاسندت راسها على ظهر المقعد واغمضت عينيها من جديد الا ان الحقيقة كانت تبدو واضحة خلف جفونها المغمضة ، الرغبة الجسدية وحدها لا تفسر انجذابها نحو ستيف ، ولا الاضطراب الذى يزرعه فى كيانها ، هناك قوة اخرى لا تزال تؤثر عليها بقوة ، لو اراد ستيف لكان امتلكها منذ لحظات ، قليلا رغما عنها وبالتاكيد بموافقة جزء من كيانها الذى يهتم بالتعقل ولا يستمع الا لصوت الرغبة والغريزة انها ليست مستعدة بعد لمنح نفسها له ، وستيف احس بذلك ، لقد احترمها حتى وهى فى حالة الانهيار لا تستطيع فيها الدفاع عن نفسها ، ابدا لا تلمح الصحف الى هذا الوجه من شخصية ستيف .... بعد قليل خرجت السيارة من الطريق العام ، ودخلت فى طريق ضيق حيث الاشجار تلتف فوقه ، ودخلا الى ظلام عميق ، فانحنت الفتاة الى الامام لكى تتمكن من الرؤية ، وبعد دقائق قليلة ، اوقف ستيف السيارة واطفا مصابيحها وغرق فى الظلام مع رفيقته -لقد وصلنا . قال لها وهو يتلمس كتفيها ، وطبع قبلة على خدها تحمل وعودا كثيرة ثم انار مصباح الجيب وخرج وساعدها على النزول من السيارة ، واحاط خصرها بذراعيه وجذبها نحوه ، وسار بهدوء والى جانبه فى الغابة الكثيفة كانت سام تتخيل انها تعيش فى عصر بداية الكون وكانهما الثنائى الوحيد فى العالم ، لا بد ان ستيف كان سيضحك لو ادرك افكارها ، ولكن لماذا يخفى ستيف القناع الذى اخفته خلف الصحف ؟ وفهمت سام انها لم تعرفه جيدا حتى الان وبعد لحظات ظهرت امامها ساحة واسعة تظهر تحت ضوء القمر وكانها منظرا غير واقعى -لقد وصلنا الان . قال لها ستيف شيئا فشيئا ، استطاعت سام ان تميز اشكال الخيم وسيارات الجيب والشاحنة -اين هى الحيوانات ؟ سالته بصوت منخفض كى لا توقظ احد ، اجابها صوت فيل قطع صمت الليل العميق -لابد انه طفل الفيل . قالت بهمس -هذا الحيوان المسخ سبب لنا كثيرا من المتاعب . اجابها ستيف مبتسما . اتمنى ان تعرفى كيف تجعلينه يطيع -يجب ان يعامل الفيل بدبلوماسية لان ... وقطعت سام كلامها عندما لاحظت خيالا يتجه نحوهما ، وادركت انها اميرة ترتدى ملابس شفافة فجف ريقها عندما رات ستيف يتركها ويستعد للقاء المخلوقة الساحرة التى ظهر جمالها تحت نور مصباحه يده -ستيف هذا انت ! صرخت الامرأة وعقدت يديها خلف عنقه ، وجذبت وجهه نحو وجهها وتبادلا قبلة حارة ، وهى تضغط نفسها على جسد ستيف لكن سام كانها لاحظت ان المخرج كان مرتبكا ويرغب فى الابتعاد عن تلك الامرأة ، اهذه هى الحقيقة ؟ ام انها تخيلت ؟ وكانا لا يزالان ملتصقين ، وسمعن سام الامرأة تتنهد بسعادة ، فادارت وجهها عن هذا الثنائى ، وندمت واحست بالعار لانها استسلمت لقبلات ستيف فى هذا النهار الذى لا يمكن نسيانه ، واكتشفت اخيرا حقيقة هذا الرجل انه دون جوان بدون ذمة ولا اخلاق ، ماذا يهمه من سامنتا بينما هو محاط بالممثلات وبالعارضات ؟ تساءلت وهى تتامل بنطلونها الجينز الذى من المؤكد لا يؤثر برجل مثل ستيف وتاملت من جديد المشهد العاطفى ، كانا بديا بالثرثرة بصوت منخفض ، او بالاحرى كانت الامرأة تتكلم وستيف يستمع اليها ، ما هذا الاحتقار ! اسيستمران فى عناقهما وينسيان سام فى الظلام فى قلب الغابة ؟ وبعد ان فرغ صبرها ، سعلت الفتاة لتذكرهما بوجودها ، فانتفضت الامرأة وبدات تتلفت خلفها وامامها لترى مصدر الصوت -عزيزى اهناك احد معك ؟ عزيزى ! ارتعشت سام عند سماعها هذه الكلمة ، كم من امرأة سمح لها ستيف بمنادته عزيزى ؟ وقررت ان تمسك الوضع بيدها فقالت بصوت حازم -ستيف ايمكنك ان ترشدنى الى المكان الذى يمكننى النوم فيه ؟ انا اشعر بالتعب والنعاس ، وبشان الحيوانات سنتكلم فى صباح الغد -اوه ! اقتربى سام ! اعذرينى ! اقتربت سام بتردد من الثنائى كان ستيف لا يزال يضع ذراعا خلف كتفى رفيقته واحاط بذراعه الثانية كتفى سام -اسمحا لى بان اعرفكما على بعض ، هيلين نير ، سامنتا كولنز . وتامل الامرأتين وكانه سعيد بهما سلمت الممثلة على سام ببرودة ، فمدت سام يدها محاولة اظهار لطفها ، وكانت كل كلمة تكلفها جهدا كبيرا -انا سعيدة بمعرفتك ، وانا من المعجبات بافلامك -لن نبق هنا . قال ستيف عندما لاحظ برودة لقاء رفيقتيه -يجب على سام ان تستيقظ باكرا للاهتما بالحيوانات وانا يجب ان اناقش معك المشهد القادم هيلين . وقادهما نحو الخيم اكتشفت سام غرفة معدنية فاخرة ولم تندهش عندما رات هيلين تفتح بابها وتقول : انا بانتظارك لنشرب كاسا اخيرا ستيف ! ادارت سام وجهها لكى لا تبدو على وجهها علامات احتقار هذه السيدة -لا ، ليس هذا المساء هيلين . اجابها ستيف . كان نهارا شاقا ، سنلتقى فى الصباح . وتابع سيره دون ان يترك سام ، وعندما اقفلت هيلين باب غرفتها بقوة ضحك ستيف -ما رايك بها سام ؟ نظرت سام اليه بدهشة ، انه يجرؤ على طلب رايها فى امرأة يبدو انه على علاقة حميمة بها ! فكتمت غيظها واجابته بسياسة -انها تملك جمالا نادرا ، لم يسبق لى ان رايت عيونا خضراء مثل عيونها -فى اكثر افلامها تضع عدسات اصطناعية على عيونها رغبت سام فى ان تعلن له رايها فيه ، لكنها سالته من جديد وبهدوء -ما هو لون شعرها الاصلى ؟ يبدو على الشاشة بنى وجميل جدا . ضحك ستيف مجددا -الصباغ ينجح معها دائما ! . ولاحظ صدمة سام فاضاف . النساء اللواتى اعرفهن لا يخفين اى سر عنى ! كان يمزح ، لكن سام لم تفهمه ، فقالت له بجفاف : اريد ان انام اين يمكننى ذلك ؟ توقف ستيف امام خيمة جميلة دون ان يجيبها ، فنظرت اليه ولاحظت انه يبتسم -لا ! صرخت وتراجعت خطوة للوراء بلى ، سامنتا ، كنت اخشى انك ستضطرين لمشاركتى خيمتى ، فى هذه المدة القصيرة ، لم يتسع لنا الوقت للاستعداد اكثر لاستقبالك تاملته الفتاة بخوف ثم كتفت يديها على صدرها باصرار -لا مجال لذلك اذا كنت تمزح ، فاعلم اننى اجد مزاحك سخيفا -بل انا اتكلم جديا سام ، لقد نسيت تماما ان اهتم بهذا التفصيل -بامكانى ان انام مع هيلين هذه الليلة ، لن ترفض السماح لى بالنوم على الارض -انت لاتعرفين هيلين نير ، انها لا تشارك اية امرأة فى غرفتها . بلعت الفتاة ريقها بمرارة -اذا اعطنى حقيبة نومى ، سانام تحت النجوم . فاختفت ابتسامة ستيف فجاة -انت لا تتكلمين جديا ! فالعقارب تشكل خطرا ، ولن تدعك تنامين . شحب لون سام ، وكانت قد نسيت انها فى غابة وعلى ارض غريبة ، وكانت تعلم ان لسعة العقرب مميتة -حسنا ، لن ابقى فى الخارج ، ولكن اعطنى حلا اخر -لا اعتقد ان هذه الخيمة تخيفك ، منذ قليل وفى السيارة .... -نحن لم نعد فى السيارة ! لقد كنت واهما ! هل هذا واضح ؟ اعترضت الفتاة بحدة ، مع انها كانت تعلم ان ستيف يقول الحقيقة ، وفقط ظهور هيلين المفاجئ هو الذى اعاد لسام عقلها ، كان ستيف يبتسم ومن جديد يتابع تاثيره على قرارتها الجديدة ، فتاملته قليلا وهى تتساءل بقلق ، هل سيمكنها ان تقاومه حتى الصباح ؟ -انت واضحة فهمت ، هيا لنحضر اغراضك بعد دقائق دخلت سام الى خيمة ستيف ، فاشعل المصباح وجلس على الكرسى -انت هنا فى منزلك . قال وهو ينظر حواليه لكن هذه المساحة الصغيرة كانت مثالية بالنسبة لثنائى حميم ، وليس لشخصين غريبين ، فاخفت سام اضطرابها وبدات بخلع حذاءها ، ثم اعتدلت فى جلستها ونظرت الى ستيف بدهشة ، ايفكر بالبقاء جالسا داخل الخيمة اثناء تبديل ملابسها ؟ -الا يمكنك الخروج قليلا ؟ فابدى ستيف تعجبه : الطقس بارد فى الخارج ! على كل حال اعلمى اننى لن ار شيئا لم اراه من قبل ! ضحكت سام بمرح ، هذا الرجل جرئ وماكر كالشياطين -حسنا ، ادر وجهك على الاقل ابتسم ستيف وادار وجهه ، لكن ضيق مساحة الخيمة كانت تضطره للوقوف قريبا من سام ، فلم تستطع الفتاة تجاهل وجوده ، وارتعشت وهى تخلع ملابسها ، وفتحت حقيبتها ، وندمت لانها لم تحضر معها سوى قميصى نوم قصيرين وخفيفين وانتفضت بذعر عندما سمعت صوت ستيف -لا ترتدى شيئا ، الجو رطب جدا ، تناولى شرشفا من جانب حقيبة نومى ، ولفيه حول جسدك فتناولت سام الشرشف القطنى الازرق وكان كبيرا فعقدته جيدا حول جسدها ، وقالت وهى تتناول فرشاة شعرها من الحقيبة -بامكانك ان تستدير الان فالتفت ستيف ولاحظت بريق عيونه وهو يتامل كتفيها وصدرها ، فارتعشت وادركت ان الامتحان قد بدا -اين سانام ؟ سالته وهى تنظر الى حقيبة نوم ستيف التى تشغل اكثر من نصف مساحة الخيمة ، ولا تترك لها خيارا اخر -اقترح ان نضع نوعا من الحاجز بيننا . قال لها مبتسما ، ورات سام اشارات الرغبة التى سبق ان عرفتها فى نظراته تحت نور المصباح -انت جميلة جدا لدرجة اننى ... ثم صمت قليلا ، وكتمت انفاسها -... لدرجة لا استطيع تمالك نفسى فضمت سام الشرشف جيدا الى صدرها بخوف ، وفجاة استدار ستيف وكانه غير مهتم بها واقفل مدخل الخيمة جيدا ، فتاملت الفتاة عضلات ظهره واحست بتلك المشاعر التى سبق ان شعرت بها فى ساحة سان جون ، وعادت من احلامها عندما وضع ستيف يده على كتفها -هيا ، كل شئ جاهز ، لا يبقى امامك سوى ان تتمددى وكان وجهاهما قريبين جدا ، بحيث انها شعرت بانفاسه على خدها ، فامسك ستيف خصلة من شعرها ولفها حول اصبعه وقال بابتسامة شيطانية : لو كنت اعرفك جيدا ، لوظفتك منذ عدة شهور -ستيف انت مخطئ بنظرتك لى انا ... ثم سكتت قليلا واضافت . فى سان جون لم اكن انا نفسى ... تعب السفر وال .... تركها تتكلم وتتعلثم دون ان يتدخل ، حتى مع نور المصباح الخفيف ، كانت نظراته المشتعلة واضحة -هذا .... ما كنت اقصد قوله ... لا يجب ان تتخيل اننى ... اننى هنا فقط من اجل العمل تقدم ستيف منها ، فتراجعت للوراء ، وقالت له بحزم : اريد ان انام الان -كاذبة صغيرة . همس ستيف وتراجع بدوره -كاذبة صغيرة ! رددت الفتاة وقد بدا قلبها يدق برعب واخذت تتامله وهو يخلع ملابسه بسرعة ويطفئ النور ، ثم انضم ستيف اليها فى الظلام وضمها اليه -ستيف ، دعنى والا ساصرخ ! -لا ، انت لا تصرخى
----------------
الفصل الثالث
----------------
فتذكرت سام تحذيرات جاك وقلقه عليها ، وحاولت ان تقاوم ستيف لكنها كانت تجده رجلا حنونا ، ومثيرا بشكل لم تكن تحلم به ابدا ، بالتاكيد كان يحبسها بين ذراعيه ، لكن قبلاته على عيونها وخديها وعنقها كانت عذبة رقيقة ، وفى محاولة اخيرة حاولت تجنب شفتيه ، لكنه عرف كيف يقنعها بسرعة بعدم مقاومته احست الفتاة بالشرشف سينزلق عن جسدها ، فحاولت عقده من جديد ، لكن جهودها باءت بالفشل عندما حبس ستيف يديها بين يديه ، واجبرها على عقد يديها خلف عنقه ، ورغما عنها شعرت بان اجنحة الرغبة تحملها وتدخل بها الى عالم لاسلطة فيه سوى اللذة واخيرا سقط الشرشف وترك اصابع ستيف تستكشف جسدها بدون اى دفاع ، وكانت لمساته قادرة على ايقاظ كل انفعالاتها ، فشعرت بسعادة كبيرة لدرجة انها قبلت ان تستسلم له كليا ، ودون ان تشعر كانت ترشد ستيف وتدله على كيف يشعل اكثر نار عواطفها ، وكانت ترتجف بين ذراعيه ، فضمته اليها اكثر وهى تحاول التقاط انفاسها -سام ! -ستيف ! فاجبرها على ترك كتفه ، وارشد يدها الى صدره ، الى ان امتنعت الفتاة عن متابعة اكتشافها لجسده بسبب كثرة انفعالها ، وكانت طريقة ستيف فى التجاوب مع لمساتها تشعرها بالثمل ، اكتشفت قوة قوية ، ابدا لم يكن بول يمنحها مثل هذه المشاعر بالانوثة ، والاثارة ولم يكن يشعرها بانها امرأة مرغوبه ، احست سام بالدوار ونسيت كل العالم ، وكانها لا تعيش سوى الاشواق التى تنفجر فى هذه الخيمة الصغيرة ، هذا الذى يحصل لها فى هذه الجزيرة ، ومع هذا الرجل الذى اكتشفت انه يشاركها كل انفعالاتها بشكل غريب ، هذا لايبدو لها طبيعيا فقط ، لكن اهم بكثير من كل احداث حياتها الماضية ، انحنى ستيف وجذبها معه فى عالم اللذة لم يكن يبدو على ستيف انه يريد ان التوقف ، كانت لمساته تحمل سام الى قمة اللذة ولم تشاهد فى الظلام سوى شكل راسه وكتفيه -قولى لى ... همس ستيف باذنها -ماذا ؟ سالته وهى تتنهد -بانك ترغبين بى فجاة شعرت بالخجل وادارت وجهها ، فقبل خدها المشتعل -لاشئ يدعو للخجل من الاعتراف بالرغبة للرجل قولى لى اريد ذلك . احست الفتاة ان كل الحواجز التى رفعتها حولها منذ سنين طويلة بدات تنهار الان فعاد ستيف لمداعبة جسدها بحرارة وسالها بالحاح -هل انت خائفة ؟ وعندما لم تجبه ضمها اليه اكثر -اترفضين قول ذلك لى ؟ ومسح باصابعه الدموع المتلالاة فى عيونها -انا ارغب بك ستيف . اعترفت اخيرا بصوت مرتجف . الان ! فقبلها من جديد وبشوق اكبر وكاد ستيف يمتلكها الا انه توقف فجاة كالصنم ، ولشدة انفعالها حاولت سام ان تعيده اليها ، ولم تستطع منع نفسها من التعلق به اكثر وهى تحبس دموعها ، وفجاة سمعت ضجة فى الخارج ، ووقع خطوات ثم صوت امرأة -ستيف ؟ ستيف اين انت ؟ وكان هذا صوت هيلين ، ويبدو انها شربت كثيرا غطى فم سام بيده ، ولم يكن يريد ان يرد على الممثلة ، كان يريد البقاء مع سام -ستيف ، تعالى واشرب كاسا معى ! لقد وعدتنى ... لو امسكتك ... واقتربت خطواتها من الخيمة اكثر -اى شيطان جاء بها الان ؟ قال ستيف غاضبا ، ثم نهض رغما عنه وارتدى بنطلونه وحذائه بسرعة ، ولشدة خيبتها ، اخذت سام تبكى بصمت ، فانحنى ستيف وطبع قبلة خفيفة على شفتيها -انا اسف فحاولت ان تمنعه من الخروج ، وامسكت يده بقوة لكنه خرج وتركها وحدها -ستيف ! ها انت اخيرا ! بينما ابتعد ستيف وهيلين تناولت سام الشرشف الذى وقع على الارض وانهمرت دموعها بغزارة ، لقد فقدت ستيف ، واكتشفت الناحية الاخرى من الحقيقة ، الاشواق الرائعة واللمسات السحرية لم تترك وراءها سوى الرماد من المؤكد ان ستيف رجل اغراء فقط ، لا يمكنه ان ينتمى الى امرأة واحدة ورغم تجربة زواجها الاول ، لم تتخلى سام عن البحث عن الاخلاص المتبادل ، فعندما تهب نفسها لرجل تريده ان يكون لها وحدها ولكن للاسف لا يمكنها ان تامل بتغيير ستيف -لا اريد علاقة عابرة . فكرت الفتاة بياس . اذا كان هناك امرأة قادرة على مقاومته ، فساكون انا هذه الامرأة ولكن قد يكون ستيف ينوى مرافقة هيلين الى غرفتها فقط ؟ هل سيعود اليها بسرعة ؟ كانت تعلم بانه خرج رغما عنه ... لكن الدقائق مرت ، ولم يعد فضربت بقبضة يدها على الفراش ، كان بامكانه ان يعود بسرعة لماذا تاخر ؟ ثم ضحكت وسخرت من نفسها ، الا تتصرف كانها زوجة غيورة ؟ ذكرتها هذه الفكرة بانها كادت ان تصبح عشيقة رجل لا يشاركها مشاعرها ، لقد اصيبت بالجنون منذ معرفتها بستيف على امل عودته ، وبشعور من الياس والخجل والاهانة وعدم التصديق ، غلب عليها النعاس ونامت نوما عميقا فى الصباح دست راسها بحذر عبر فتحة الخيمة لكى تتامل الخارج ، لم يكن هناك شئ يخيفها اكثر من لقائها المحرج ، لم يكن قد عاد تلك الليلة ، ولم تكن تريد ان تعرف اين قضى ليلته ، وارتاحت كثيرا عندما لاحظت ان لا احد استيقظ بعد فى هذه الساعة فخرجت ونقلت نظرها حولها ، كانت خيمة ستيف بعيدة عن بقية خيم الفريق ، هذا الاكتشاف جعلها تبتسم بمرارة والم ثم هزت كتفيها وحاولت تذكر الاتجاه الذى اشار اليه ستيف ليلة امس ، وفجاة وجدت نفسها غير قادرة على ايجاد مكان الحيوانات -ستجدينهم وحدك . قالت لنفسها . المروضة لا يمكن لها ان لا تعرف كيف تجد حيواناتها بنفس اللحظة سمعت صوتا يخترق الصمت ، فابتسمت انه طفل الفيل قد استيقظ قبل رفاقه ، فاتجهت نحو الصوت بسرعة وسارت فى الغابة الكثيفة وهى تتامل المناظر باعجاب ، كانت الشمس تعكس اشعتها بين اوراق الاشجار ، فقفزت سام بين الاغصان المنخفضة لكى تجد طريقها كانت سعيدة بدخول هذا العالم البكر ، وبرؤية جمال هذه الجنة وحدها فوق راسها ، كانت اغصان اشجار الكوتشوك تشيك اغصان شجر الموز المثمر الذى ينؤ تحت اثماره ، وتحت اقدامها الاعشاب الطويلة النادرة الانواع واخير وصلت الى ممر ، وفهمت فورا انها فى الاتجاه الصحيح ، فاخذت بالركض فوصلت الى ساحة اخرى ورات فورا اقفاص الحيوانات ، فسارت على رؤوس قدميها كى لا تزعج الحيوانات فى القفص الاول رات الاسد ، وكان لا يزال نائما ، فاعجبت بلون شعر لبدته الجميل ، وسرت لانها لم تره نحيفا ، عندما اقتربت فتح احدى عينيه ، وتثئب بكسل -لقد انتهت اجازتك يا اسدى الجميل ! قالت سام له واتجهت نحو القفص الثانى هناك كان منظر غريب ينتظرها ، رات نمرا ضخما يحوم فى قفصه ، فلاحظت بسرعة توتره الشديد ، بهذه اللحظات طار عصفور قربه على علو منخفض ، فابدى غضبه وهز اذنيه وزمجر ، تاملته سام بقلق ، لا يبدو بحالة تسمح له بالعمل فقطبت حاجبيها وتقدمت ببطء نحوه ما ان راها النمر ، حتى جحظت عيونه بشكل مرعب ، وزمجر بعنف تردد صداه فى كل الغابة ، ومرى نفسه على حديد القفص ، واخرج احدى قوائمه من بين القضبان اسرعت سام واختبات خلف شجرة تراقب الحيوان عن بعد ، فراته يروح ويجئ فى قفصه ، ولم تفهم لماذا لا يزال يملك مخالبه التى كان يجب ان تقطع اثناء مراحل تروضه فحاولت ان تدخل ضمن مجال رؤيته ، واتجهت نحو قفص اخر ، واقتربت من قفص الشمبانزى بحذر ، ولم تكن تجهل قدرة هذه الحيوانات ، وكانت لهجوم من احدى هذه الغوريلات ، ولم تستطع المسكينة التحرر منها دون تدخل مات استقبلتها الغوريلا بصيحات تشبه النعيق ، لو لم تكن قد اعجبتها ، لكانت صاحت وضربت قضبان القفص بعنف ، لحسن الحظ يبدو انها لن تواجه مشاكل معها -صباح الخير ، يا صديقى . وضحكت سام عندما رات نظراتها الشبيهه بنظرات الاداميين ومط الغوريلا اطرافه ، وادركت سام انه يفتقد للرفقة ، وتابعت سيرها وزارت الافيال اخيرا ، كانا اثنين ، انثى هندية ضخمة وبجانبها طفلها ، ابتسمت سام عندما رات الفيل الصغير الذى اتعب ستيف وفريقه ، فعبرت القضبان واقتربت منهما بحذر ولاحظت من حجم الفيل الصغير انه فى عامه الاول ، وبعد ستة اشهر تقريبا ، يصبح مستقلا عن والدته وكانت سام قد جمعت بعض ثمار الموز المتساقطة فى الاشجار ، وبدات بتقشيرها ، نظرت اليها الام بصمت ، لكن ابنها ابدى نفاذ صبره وبدا بالصراخ ، فابتسمت سام وتخيلت كل الفريق قد استيقظ مرعوبا بسببه -خذ تناول هذه ، يا صديقى فمد الحيوان خرطومه وتناول الفاكهة التى قدمتها له ليخفيها فى فمه ، ولمعت عيونه من الفرح احست سام بالراحة قرب الحيوانات ، مهما كان قلقها وياسها ، كانت تجد قرب الحيوانات الضخمة راحة حقيقية ، بينما اقتربت من الام لتطعمها ربت الفيل الصغير على ظهرها بخرطومه -توقف . صرخت وهى تبتعد عنه . انا لا انسى شيئا ، كل شئ متوقع منك ، لقد حذرنى ستيف منك . ثم داعبت اذنيه ، ولاحظت فرحه -سادللك كثيرا ، لكنى اخشى ان اسئ تربيتك . فالتهم الفيل الصغير الموز من جديد -الم يطعموك ابدا ؟ ثم نظرت فى ساعة يدها ، انها السابعة والنصف ، لقد استيقظت هى باكرا -الى اللقاء يا عزيزى ! ودعته واتجهت نحو المخيم ، وتجنبت المرور امام قفص النمر ثم ابتعدت بخطى سريعة ما ان وصلت الى ساحة المخيم ، حتى سمعت ضحكات واصوات من جهة غرفة هيلين الحديدية ، وشمت رائحة القهوة والشوكولا الساخن ، فلاحظت عندئذ انها جائعة ، ولم تكن قد تناولت شيئا منذ ان غادرت سان جون ترددت قليلا وهى تنظر الى الطاولة التى يجلس حولها بعض اعضاء الفريق ، ورات ستيف يدير لها ظهره ، وباللحظة التى حاولت فيها الاتجاه نحو خيمة ستيف ، قطع احد الرجال الحديث وقال : هل انا احلم ، هذا حواء تخرج من جنة عدن ! قال وهو يشير بيده نحوها . يا الهى ، ما هذا الجمال ! انت خلقت من اجل السينما فتقدمت سام من الطاولة ، وابتسمت للرجل الاشقر -صباح الخير ، انا لا ادعى حواء ، انا سامنتا ، سامنتا كولنز -دونالد هاورد . اجابها الرجل وهو يمد يده نحوها واضاف بحماس . يسعدنى جدا ان اهتم بك ! انا مزين الماكياج -المزين ! قالت هيلين ضاحكة من الطرف الاخر للطاولة -انا فنان حقيقى ، يا عزيزتى ! اعترض دونالد . لكن الله نفسه لا يستطيع ان يفعل لك شيئا عندما تكونين قد امضيت ليلتك بجانب زجاجة الخكر رغم كلماته هذه انفجرت هيلين ضاحكة ، واختفت ابتسامة سام عندما لاحظت ان ستيف لا يشارك الجميع مرحهم -كفى . امرهم بحدة ونهض وقدم كرسيه لسام شكرته سام متلعثمة وجلست وسط نظرات الجميع ، فرمقها دونالد بنظرة ماكرة وابتسم ، وبدل ان تزعجها جراته ، احست باستلطاف نحوه -اروا لنا كل شئ . توسل لها دونالد ممازحا . كيف نجحت فى اغراء ستيف المرعب ؟ ومد يديه على الطاولة وتاملها وهو يرخى شفتيه ، فلم تستطع سام تمالك نفسها وانفجرت ضاحكة للمرة الثانية -انا لست ممثلة ، ولكنى مروضة ، لقد وظفنى ستيف من اجل الحيوانات .واسندت ظهرها على الكرسى ، كانت تتوقع ردة فعله -اوه ! قال دونالد بدهشة ، وعندما استفاق من صدمته قال لها . اتريدين القهوة عزيزتى ؟ انها لذيذة جدا هنا . وسكب لها فنجانا وقدمه لها مع الكرواسان -اذا ، وجد المخرج اخيرا الشخص الذى يبحث عنه . واشار براسه نحو ستيف ، وكانت دهشة سام كبيرة ، عندما رات ستيف يبتسم -يبدو ان المخرج يتمنى ان نبدا بالعمل . اضاف دونالد بنفس المزاح المرح . يبدو العمل اكثر تشويقا مع وجود ملاك بيننا ! قال وهو ينظر مبتسما الى سام سرت سام كثيرا فهى على الاقل ، وجدت صديقا هنا -كيف وجدت الحيوانات ؟ سالها ستيف فجاة فنظرت اليه بدهشة : كيف علمت من اين جئت ؟ -لقد رايتك تتجهين نحو مكانهم فى نفس الوقت الذى بدا ذلك الفيل اللعين بالصراخ -انه رائع ! قالت باعجاب قالت لها هيلين وهى تنظر الى ستيف بنظراتها الخضراء الساحرة : اتمنى ان تنجحى باسكاته ! انا لا احب ان استيقظ مرعوبة كل صباح -ساحاول ذلك . اجابتها سام وهى تنظر الى فنجانها ، ثم قررت ان تهتم فقط بعملها فسالت ستيف : هل ترك المروضون السابقون ملاحظات ؟ -نعم ، فور انتهائك من فطورك ، سترافقينى الى خيمتى ، وساعطيك دفتر الملاحظات -انتبهى سامنتا . قال لها دونالد ممازحا . ستيف ضعيف امام الشقراوات ابتسمت سام رغم شدة انفعالها : انا شقراء مميزة جدا ! وكان شعرها اشقر فاتح -هذه المخلوقة الفاتنة تعلن التحدى ستيف . قال دونالد ضاحكا . وانا متاكد انك تقبل التحدى احست الفتاة بنظرات ستيف وكانها تخترقها ، فشربت قهوتها على مهل ، لكى تطيل قدر الامكان قترة الاستراحة هذه ، هذه اللعبة لا تعجبها ، ولا تياس رغم ذلك عاد ستيف للحديث عن الحيوانات بلهجة حادة : اليس لديك اية ملاحظة حول الحيوانات ؟ -بلى ، لا يمكننى ان اعمل مع النمر . ولاحظت انزعاج ستيف فاسرعت واضافت . تصرفاته ليست طبيعية ، ارى انه خطير ، واتمنى ان نتصل بجاك لكى يرسل لنا نمرا من المحمية ، وانا متاكدة انه سيرسله بسرعة . ثم نظرت نحو الجميع واضافت بحزم . ارجو من كل واحد منكم ان لا يقترب ابدا من هذا الحيوان -اعدك بذلك ! قال دونالد بصوت مرتفع . اتعتقدين اننى ساقوم بمثل هذه المغامرة ! فابتسمت هيلين بسخرية ونقلت نظرها بين الموجودين -كيف تجرؤين على الادعاء انك مروضة جيدة بينما تخافين من اياغو ؟ هذا النمر يجب ان يظهر فى اكثر مشاهدى المهمة ، اليس كذلك ستيف ؟ لقد قلت انك وظفت مروضة من الدرجة الممتازة ؟ تنهد ستيف بانزعاج وحرر اصابعه فى شعره بتوتر ، ثم قال لسام : انت متاكدة انك لا تستطيعين العمل مع النمر اياغو ؟ -بالتاكيد . اجابته محاولة الاحتفاظ بهدوئها بعد اهانة هيلين ، ولم تكن هذه الممثلة تعجبها من اللحظة الاولى التى راتها فيها ، تدخل دونالد من جديد بمرحه الدائم -لدى فكرة ! فلنسجن هيلين مع اياغو ، انا متاكد ان المشهد سيكون رائعا ، ولا يبقى امامنا سوى التصوير ! غضبت الممثلة وصرخت : انت لست سوى .... لكن دونالد لم يترك لها مجالا لاهانته ، فقاطعها ضاحكا : آه ! آه ! انت تتهربين ، هيلين ! انت .... قاطعه ستيف بدوره وبدا وكانه فقد صيره -سام متى يمكننا ان نبدا التصوير مع النمر الذى سيرسله جاك ؟ -متى شئت ، اتمنى ان يرسل جاك النمر سلطان ، انا من روضه منذ صغره ، وسيتاقلم بسرعة اذا كان ستيف لا يحترمها كثيرا كامرأة ، الا انه كان على الاقل يحترم اراءها كمروضة ، لكنه لم يتركها تتمتع بفكرتها هذه ، فنهض ووضع يده على كرسيها وقال: ارغب بالكلام قليلا مع الانسة كولنز ، ساعود والتقى بكم هنا بعد ساعة ثم دعاها للنهو ض ، فنهضت وهى ترمى شعرها للوراء ، وكانت غريزتها تنبؤها بان ستيف لم يخصص هذه الساعة للنقاش المهنى -الى اللقاء سامنتا ! قال لها دونالد وهى تبتعد . سياتى يوم ازين فيه وجهك -مفهوم . اجابته مبتسمة ، وتبعت ستيف وهى تحاول ان تتمالك نفسها ، بعد كل شئ يجب ان يحلا بعض المشاكل معا ، ماذا تتخيل ؟ لكن ذكرى النظرات الزرقاء التى كانت منصبة عليها كل الوقت كانت تعدها باشياء اخرى ما ان وصل الى خيمته حتى التفت نحوها -انت تدينين لى ببعض التفسيرات -آه ! وحاولت ان تكسب بعض الوقت للتفكير ، لماذا هو دائما يتمالك نفسه ، بينما يجب عليه ان يقاوم كل لحظة لاخفاء انفعالاته ؟ -انت لست مضحكة ، سام ! ونظر اليها بحدة وقد عقد حاجبيه -ماذا تقصد ؟ اعترضت الفتاة . انت اخذت قرارك بوضوح فى الليلة الماضية ابتسم ستيف : انت تتكلمين كزوجة غيورة -انا ، غيورة ؟ بسببك انت ؟ انت تحلم ! وتاملت ملامحه وندمت على تسرعها -اتحبين هيلين ؟ سالها ستيف -لا . اجابته بدون تردد . انها مخلوقة شريرة -وانا ايضا لا احبها -ومع ذلك ، انضممت اليها فى الليلة الماضية ! اجابته وشعرت بانقباض فى قلبها ، وتساءلت ايسخر ستيف منها ؟ وقررت وضع حد لهذه المهزلة . انا لا اصدقك -سام ، انا .... انا .... وشتم هيلين ، وانحنى وطبع قبله على خدها . تعالى معى ، دقيقة واحدة -ماذا ؟ ولكن ستيف انا لا ... وسكتت عندما رات الجفاف المخيف يحل مكان ملامحه المتوسلة -كنت اشك فى انك لم تفهمينى جيدا ، فلنعد الى الاخرين لم تتحرك سام من مكانها ، كلامه هذا لم تتوقعه ، ايعتقد ستيف انها غير قادرة على المقاومة وتخطى الصعوبات ؟ فبعد زواجها الفاشل ، اتهرب الان امام التعقيدات ؟ كان عقلها يامرها بالعودة الى الاخرين كما اقترح ستيف ، لكن قلبها كان يرفض هذا الحل ، فنظرت اليه ومدت يدها بخجل على كتفه -ستيف ؟ والتقت نظراتهما ، واحست الفتاة بالراحة عندما لاحظت تبدل ملامح وجهه ، فامسك يدها المرتجفة -تعالى سام ، اتبعينى . ودار حول الخيمة وسار باتجاه الغابة الكثيفة ، فتجاهلت الفتاة خوفها ، لا شئ يهمها طالما ان ستيف معها سمعت اولا خرير ماء ثم اكتشفت شلالا صغيرا ينمو حوله فو الجو الحار الرطب الازهار الموسيمية والاعشاب الندية -ايعجبك هذا المكان ؟ سالها ستيف بهدوء -لم ترغب الفتاة فى قطع سحر اللحظة ، فاجابته باشارة من راسها ، لم تكن تريد الكلام ، ولا ارباك صمت الطبيعة ، كان الماء يسقط على الصخور ويتابع سيله بينهما ، واوراق الاشجار تتمايل مع نسمات الهواء الخفيفة ، وفى البعيد يغرد عصفور ويجيبه رفيقه شد ستيف على يدها ، فقاومت كثيرا كى لا تسحب يدها من يده ، وسالته بهدوء : كيف وجدت فرجة الغابة هذه ؟ -بمجرد الصدفة . اجابها مبتسما . كل يوم بعد انتهاء التصوير اتمشى قليلا . ثم رفع راسه وتامل الاشجار الخضراء واشعة الشمس التى تخترق الاوراق ، واضاف .انها جنة صغيرة اليس كذلك ؟ وباصبع يده داعب راحة ومعصم يدها ، وايقظ فى نفسها حاجة ملحة لعدم المقاومة ولترك نفسها فى تيار الانفعالات التى تجتاحها بقوة لكن تحفظها حماها من مثل هذا الجنون فسحبت يدها بهدوء واتجهت نحو الحوض حيث تتجمع المياة المتساقطة من بين الصخور وادارت ظهرها لستيف ، وتنفست بعمق عدة مرات ، واحست ببعض الثقة ، ثم التفتت نحوه وسالته : لماذا جئت بى الى هنا ؟ كان يقف على بعد امتار منها ، وقد دس اصابعه تحت حزام بنطلونه الجينز وهو يتاملها باهتمام -لا اتحمل ان يزعجونا من جديد ، هذا الصباح لا احد يعلم اين نحن . اخذ قلب الفتاة يدق بسرعة -انا اريدك سامنتا . اضاف بعد صمت قصير -اتحصل دائما على كل ما تريده ؟ سالته وهى تحس بان انفاسها تتقطع -لا ، ليس دائما ولكن هذه المرة ساحاول ان افعل كل ما بوسعى من اجل ذلك . اجابها وتقدم نحوها فاختبات الفتاة خلف الحوض وصرخت : لا ، دعنى ! -انت تجذبيننى بقوة كبيرة ، سامنتا . قال وهو ينظر فى عيونها .وانا متاكد باننى اجذبك ايضا ، لكنك ترفضين الاعتراف بغريزتك ، وبرغباتك . كان يتكلم بلهجة خالية من اى تهكم او تعجرف ، فاسرعت سام ومسحت دمعتين ترقرقتان فى عينيها -انا قد لا اكون ارغب بان تضيف اسمى الى لائحة انتصاراتك العاطفية بدا على ستيف انه بدا يفقد صبره ودون ان يحاول الاقتراب منها اكثر قال : انت تفكيرين ايضا بسمعتى ! الصحافة تبالغ ، يجب ان تدركى ذلك ، يكفى ان اتصور مع فتاة جميلة حتى اقرا فى اليوم التالى مقال طويلا عن علاقة جديدة ! -لكن هيلين ليست صورة ! اجابته بحدة ، وندمت على تسرعها فى الكلام ، ونظرت اليه باشمئزاز ، لكنها لمحت فى نظراته دهشة كبيرة -هيلين ! انت تعتقدين ان .... ثم انفجر ضاحكا -لا تسخر منى ، ستيف ! فصمت عن الضحك ، وانضم اليها بسرعة ، وامسك ذراعها -انا لا اسخر منك ، سام ولكن هذه الفكرة سخيفة جدا ، انا لا افهم كيف يمكنك ان تغارى من هيلين -لماذا تركتنى ليلة امس ؟ الحت سام فضمها الى صدره ، وطرح عليها سؤالا بصوته العذب الدافئ : بربك هل كنت ارغب بتركك ؟ فقامت بجهد كبير كى لا تتاثر بين ذراعيه ، لكن جسدها كان يسترخى رغما عنها -هيلين امرأة مستحيلة ، وللاسف هى بطلة الفيلم . كان يتكلم وهو يداعب شعر الفتاة ، كانه يحاول تهدئه طفل خائف -للحقيقة هى لا تملك سوى العيوب ، كما انها تملك حس الفكاهة فى بعض الاحيان ، لكن فكرة الشيخوخة تخيفها وهذا ما يفسر دائما تصرفاتها الغريبة ، انها فى الاربعين من العمر ، هذا يعنى انها تكبرنى بثلاث سنوات فقط ، شخصيا انا لا افكر فى عمرى ، لكننى افهم هيلين ، خاصة وان السينما لا تكون رحومة مع امرأة فى الاربعين من عمرها . ثم سكت قليلا وداعب شفتى الفتاة ثم سالها : ايمكنك ان تضعى نفسك مكانى ؟ يجب ان انهى هذا الفيلم مهما كلف الامر مع ممثلة تعانى من اضطرابات نفسية . فهزت سام راسها -الا تدركين ان وصولك يسبب لها ازمة فظيعة ؟ كلما تنظر اليك ستقارن نفسها بك حاولت سام التفكير ، لكن طريقة ستيف فى ضمها اليه كانت تشلها تظاهر بانه سيمنحها القبلة التى كانت تنتظرها رغما عنها ، لكنه تركها فجاة -اتمنى ان اقضى كل حياتى هنا معك ، ولكن للاسف ، الواجب ينادينى ، لقد تاخرنا فى العمل ، فلنلتقى هذا المساء على العشاء ، موافقة ؟ وافقت سام والقت نظرة اخيرة على الشلال وسارت خلفه فى ممرات الغابة الضيقة لاحظ ستيف شخصين يجلسان امام الطاولة ، وسمع ضحكات سامنتا ترن فى سكون المساء ، كانت تبدو سعيدة جدا بحديث دونالد المزين ، تخيل ستيف حركات يدى دونالد المرح دائما ، فاخذ يتامل الفتاة التى تنظر الى جارها ، واحس بانفعال اصبح مالوفا لديه ، كل عضلاته انقبضت وازدادت دقات قلبه ، هذا الانفعال يحيره ، على كل حال ليست سوى امرأة كغيرها من النساء ، فلماذا تجعله رقيقا هكذا ، لماذا يفكر بها كثيرا ؟ تابع تامله لهذا الوجه الكامل ، انفها الصغير المستقيم ، شفتيها الممتلئتين ، عيونها النصف مغلقة الاشبة بالمصابيح التى تنير الظلام ، لم يستطع ستيف منع نفسه من الابتسام عندما سمع ضحكاتها من جديد ، انها لذيذة جدا ! وبعد لحظة ، اخفت وجهها بين يديها ثم ادارت وجهها ، وفجاة رات ستيف ينظر اليها ، فتبددت كل ملامح الفرح عن هذا الوجه البرئ ، فارتبك ستيف كثيرا اى خطا ارتكبه حتى اكفهر وجهها بمجرد احساسها بوجوده ؟ ودون ان ينطق باية كلمة ، تقدم ووضع صحنه الى جانب وجلس الى يسارها -ما المضحك بهذا الشكل ؟ سال بصوت اراده طبيعيا -كنت امزح ، لا شئ اكثر من ذلك . شرح له دونالد . لم اكن اعلم انك هنا لاحظ دونالد تبدل ملامح سام ، ورمق ستيف بطرف عينيه -ساترككما . قال وهو يحمل كلامه اكثر من معنى تفاجا ستيف بنظرات القلق على وجه سام عندما ابتعد دونالد ، وبدا يتناول طعامه ، لقد مضى زمن طويل لم تربكه امرأة لهذه الدرجة ، ونظر خلسة ، فراها تضع الشوكة والسكين وقد انهت طبقها ، وساد بينهما صمت طويل و ادرك ان الفتاة اسرعت فى تناول طعامها لكى تتهرب منه فرغب فى منعها من ذلك ، وقال فجاة اول كلمات خطرت على باله -هل فكرت ؟ وندم بسرعة على تسرعه -نعم . اجابته وابتعدت قليلا عنه فوضع شوكته وسكينه على الطاولة وانتظر للحظات لا تحتمل -اذا ؟ سالها بفارغ الصبر -لن تكون لى علاقة معك -لماذا ؟ جسدك لا يكلمنى بنفس اللهجة ، سامنتا ! لما لم تجبه بسرعة ، تامل وجهها جيدا ، وفهم سبب انجذابه لهذه المخلوقة الرائعة ، انها تختلف كثيرا عن بقية النساء اللواتى عرفهن من قبل اللواتى استسلمن له بكل سهولة ! -انها مسالة مبدا ... لن انتمى اليك ابدا -لاننا نعمل معا ؟ -تقريبا ولان .... -وبسبب علاقاتى العديدة التى يتهمونى بها ؟ فهزت راسها بالايجاب -اتتمنين ان تكونى مختلفة عن الاخريات ؟ اجابته من جديد بايماءة من راسها ، فتنهد ستيف ، وبحث فى نظراتها التى تحاول اخفائها عنه -اذا قلت لك اننى اجدك مختلفة عنهن ، هل تصدقيننى ؟ فهزت راسها هذه المرة بالنفى ، فصرخ ستيف -ولكن ماذا يجب على ان افعل لاقناعك ؟ -ستيف انت رجل رائع ، وتجذبنى بشكل كبير ، ولكن لن يحصل شئ بيننا -ايمكننى ان امل بان تغيرى رايك بعد انتهاء التصوير ؟ سالها بقلق وكره نفسه على هذه الكلمات الذليلة ، ماذا يحصل له ؟ انه يتصرف كالشحاذ ! لكنه كان يحس بان سام لن تستغل مظاهر ضعفه -سام ... وامسك وجهها بين يديه وقربه من وجهه ارتعشت الفتاة وردة فعلها هذه منحته بعض الثقة -سام ، اجهل لماذا اخيفك كثيرا ، ولكنى ساحاول ان اذكر نفسى طيلة بقائنا هنا ، ساحاول مهما .... امام دهشة العيون الخضر ، سكت وانزل يديه ، فرفعت سام يدها ووضعتها على كتفه ، فارتعش ستيف بدوره ، دون ان يصدق ان امرأة تؤثر عليه بهذا الشكل -انا اسفة ، ستيف ... وترددت قليلا واضافت بجهد كبير . امنحنى القليل من الوقت انا .... -لست متاكدا من قدرتى على الانتظار . قاطعها وامسك يدها يمطرها بالقبل -توقف ستيف ! وسحبت يدها وهبت واقفة -اما ان تقبل شروطى واما سارحل . قالت بصوت مرتجف -حسنا ، حسنا لا تخشى شيئا سام . وللحظة حاول بجنون ان يقول لها بانه يحبها ، وبانه يرغب برؤية راسها على وسادته كل صباح عندما يستيقظ رغب فى الاعتراف لها انه يرغب باعادتها معه الى ماليبو ، وبممارسة الحب معها كل ليلة ، ولكن مشاعره هذه كانت جديدة عليه ، ومفاجئة فاحتفظ بها فى اعماق قلبه ، وظل مسمرا مكانه كالصنم ينظر اليها وهى تبتعد وتختفى فى الظلام ما ان ادرك اخيرا انه وحده ، حتى تنهد بالم واخفى وجهه بين يديه بعد اسبوع كان كل الفريق مشغولا بتصوير مشهد صعب -الصمت ! الصمت لو سمحتم وكانت هيلين وشريكها يقفان وسط اطلال قصر خيالى ، وسلطان النمر يتمدد تحت قدمى الممثلة ، والعصافير تغرد على شجرة قريبة ، اعجبت سام كثيرا بالديكور فى وسط الغابة ، تمتد الاعمدة الحجرية والحائط الذى تقف امامه هيلين وارتور ، وتحتهما اوراق الاشجار اليابسة ، واشعة شمس بعد الظهر تنعكس فوقهما ، وكان النمر سلطان يبدو بمزاج جيد ، كل الظروف مجتمعة ، ومع ذلك اعيد تصوير المشهد للمرة العاشرة -متى ستصبحين جاهزة ؟ سال ستيف الممثلة -صدقنى لم يكن والدى ابدا يرغب بقتلك . قالت هيلين لارتور بطريقة مقنعة اعجبت سام بصراحة بمواهب هيلين فى التمثيل -يا عزيزتى . قال ارتور . اعلم ذلك ، انا احبك ولا شئ اخر يهمنى ثم ضمها الى صدره بحنان كبير وقبلها بحرارة بالغة ، ودون ان ينتبه الممثل داست قدمه على ذنب النمر سلطان اعتبر الحيوان هذا كانه اشارة للعب ، فدار حول نفسه ومد قائمتيه الاماميتين ، فجن جنون ارتور ، ودون ان يترك هيلين ، ودون ان ينظر الى اين يذهب اسرع راكضا مع هيلين فى الاتجاهات ، مر كل شئ بسرعة ، ونجح سلطان فى تمزيق بذلة ارتور وهو يزمجر رغم ضحكات الجميع ، اسرعت سام ونادت على سلطان وهى تركض خلفه ، فاطاعها النمر واقترب منها وتمدد على بطنه واخذ يداعب ساقيها براسه بينما كانت تحاول تهدئة النمر ، سمعت نقاشا حادا خلفها -حبا بالسماء ، هيلين اهداى قليلا هذا الحيوان لم يكن يريد ان يؤذيك ، لقد داس ارتور على ذيله ، هيا اسرعى لكى نستغل نور الشمس وننهى هذا المشهد ! قال لها ستيف غاضبا -مقابل كل كنوز الدنيا لن امثل امام هذا النمر اللعين ! صرخت هيلين . انا متاكدة ان مروضتك الحسناء هى التى دفعته ليهاجمنى كانت تعلم انه يجب عليه الاشتراك بافضل مشاهدى ، ولكنى لن امثل معه ابدا ! لا تحاول التاثير على ، لن تنجح ابدا ! توقف الجميع عن الضحك وانصبت نظراتهم على ستيف -هيلين اعدك ان .... -لا تعدنى بشئ ، كاد هذا الوحش ان يقتلنى ، كما كنت ساجرح نفسى وانا اركض ، انت لا يهمك شئ وانت مختبئ خلف الكاميرا ! كل المخاطر انا اتحملها ، قرر ما تشاء لا يهمنى شئ ! مرر ستيف اصابعه فى شعره بحركة متوترة يائسة اصبحت مالوفة لدى سام ، فنظرت اليه باشفاق وكان مشاكله هى مشاكلها اوه ، سلطان ! تنهدت اسفة ، وكانت هيلين قد اسرعت الى غرفتها راكضة ، وسمعت سام ارتور يعتذر من ستيف -انا لم انتبه ، كل هذا بسببى ، كان هذا النمر هادئا ، هل صورت كل المشهد ؟ امام هذه الكلمات انفجر ستيف ضاحكا ، فضحك ارتور ايضا -انا بغاية الشوق لرؤية هذا المشهد ، ولكننى لن ادع هيلين تراه ، انها غاضبة جدا ، لا تقلق كثيرا ستيف ، من الان وحتى الغد سينتظم كل شئ -اعلم ذلك ، لكننا نضيع وقتا كثيرا . ثم التفت نحو الفريق واضاف . نصف ساعة من الاستراحة . ثم انضم الى سام وهى تداعب راس النمر -انا اسفة ستيف -لاتعتذرى انها غلطة ارتور ، لم يكن يجب عليه ان يلمسه . فى هذه اللحظة اخذ النمر يلمس يد المروضة -هذا حيوان جيد ، الاحظ ذلك -اوه نعم . اجابته سام بحماس . كل نمر مروض جيدا يفعل مثله ، بامكاننا متابعة التصوير اذا ... -لن تمثل هيلين اليوم ابدا . قاطعها ستيف بحدة . للحقيقة بالامكان فهم ردة فعلها انها تخاف الحيوانات كثيرا -اذا لماذا اصرت على لعب دور اميرة الغابة ! سالته سام السؤال الذى تفكر فيه منذ ايام -لست ادرى هذا الفيلم بدا اخراجه صديق قديم لى ، لكنه لم يتمكن من انهائه فحللت مكانه اقترب منهما دونالد مسرعا -ستيف ! صرخ دونالد ووقف بعيدا عن النمر . لقد حاولت تهدئة هيلين لكنها افسدت مكياجها وترفض العودة -لاباس . اجابه ستيف متنهدا -لقد افسدت كل شئ ... قال دونالد ثم اشرق وجهه وهو ينظر الى سام . اى مقاس ترتدين ؟ -38 لماذا ؟ -كم طولك ؟ -دونالد ! اعترضت وقد احمر وجهها . لماذا تسال ؟ للحقيقة ادركت سام نواياه -اريد ان اصبغ شعرك ، الديك اعتراض ؟ -دونالد انت لا .... -الن تكون رائعة ، ستيف ؟ قاطعها دونالد بسرعة . يكفى ان تدير ظهرها للكاميرا ، ويبقى ارتور وجهه امام الكاميرا ، وهكذا ينتهى هذا المشهد وامام دهشة رفيقيه اسرع واضاف مشجعا -اذا لعبت سام دور هيلين فى كل المشاهد التى فيها حيوانات لن تواجهنا مشاكل اخرى -ما رايك سام ؟ ستنالين بدل اتعابك ، هذا طبيعى -لكننى لا اشبه هيلين ! -اتركى هذا على انا . اكد لها دونالد المزين -الى كم من الوقت تحتاج ؟ -احتاج لساعة واحدة -اسمح لى اولا ان اعيد النمر الى قفصه . قالت سام بدون حماس ، بعد ساعة كانت سام تقف امام ارتور وتنظر اليه كما طلب منها ستيف ، ولفظت الكلمات التى التى قالتها هيلين ، لم تكن طريقة لفظ الكلمات مهمة ، لانه بامكان الممثلة ان تعيدها فى الاستديو ، فنظر اليها ارتور بدوره -يا عزيزتى اعلم ذلك ، انا احبك ولا شئ اخر يهمنى ودس يده فى شعرها الذى اصبح بنيا بفضل دونالد ، وضمها اليه بيده الاخرى ، عندما لامس شفتيها تذكرت سام قبلات ستيف الحارة ، ومع ان ارتور الذى نسى دورة وقبلها بحرارة حقيقية ، لم تحس الفتاة باية عاطفة ، وفعلت كما طلب منها المخرج ، فعقدت يديها وضمت ارتور الى جسدها دليلا على حبها له ، لكن بدا لها ان ارتور يطيل المشهد اكثر مما هو ضرورى ، فارتبكت بين ذراعيه ، الى ان تركها -انا احبك ! قالت له وهى تنظر اليه بشوق وهيام -بجانبك اجد الجنة على الارض . اجابها ارتور وهو يلتهمها بنظراته -اقطع ! صرخ ستيف وقفز نحوهما . كان ذلك رائعا . لكن كمخرج راض عن الاداء ، كان يبدو مقطب الوجه -ستيف ! قال بن من وراء الكاميرا . اريد لقطة اخرى من باب الاحتياط . فالتفتت سام الى الرجل صاحب اللحية الذى يقف خلف الكاميرا والذى ينظر اليها دائما نظرات حادة دون ان تعرف السبب -لا ضرورة لذلك . اكد له ستيف وهو يخفى نفاذ صبره -تثاءب النمر فى المشهد الاخير . قال بن اما الباقى فكله ممتاز ، ولكن تثاؤب النمر سيجعل المتفرجين ينفجرون بالضحك -فى هذه الحالة ، فلنبدا من جديد . قال ستيف وهو يرمق سام بنظره سوداء ، تم كل شئ بشكل جيد ، الى ان وصلوا للقطة ، اخذت حذرها بعد تجربتها الاولى مع ارتور ، وكانت ترتدى مايوه بيكينى تحت ثوب مفتوح شفاف ، لكن الممثل استطاع ان يطيل القبلة خلال عناقهما الطويل ، وشعرت الفتاة بالراحة عندما تركها اخيرا ... -رائع ! صرخ بن بينما صفق الجميع ابتسمت سام ابتسامة شاحبة ، واسرع دونالد نحوها -ارتور لم يضيع وقته -الاحظت كل شئ ؟ سالته وهى تحاول اخفاء احمرار وجهها ، وتمسح الحمرة عن شفتيها علها تزيل كل اثر لقبلة الممثل -الجميع لاحظ ذلك ! اجابها دونالد . اعتقد ان ستيف سيصاب بازمة قلبية . وتوسل اليها كى تغمض عيونها ، ليرتب ماكياجها ، وعندما سمعت صوت ستيف انتفضت بذعر -تهانى ! انت تملكين الموهبة ! قال لها بلهجة لاذعة فوقف دونالد بينهما -دعها ، ستيف انت تعرف ارتور ، لم يكن يجب ان يدهشك تصرفه . امتنت الفتاة لتدخل دونالد ، لكنها كانت تشك بنجاحه ، لم يكن بمزاج جيد ، ولم يكن يكفى دفاع دونالد لاسكات غضبه ، وعندما تكلم من جديد كانت برودته قاسية لدرجة ان الفتاة احست بانها ستذوب من الدموع -لا يزال امامنا مشهد واحد ضمن هذه المجموعة ، ستغادرين الاطلال ، انت وارتور وسلطان الى جانبك ، اسرعى قبل ان لا يعود هناك نور للشمس . ثم ابتعد بخطى سريعة ، وعاد دونالد لاصلاح ماكياجها -انه غيور ! ماذا يحصل بينكما ؟ -اوه ، بكل بساطة يريد علاقة بيننا . اجابته سام بمرارة . يريد مغامرة بسيطة انت تفهم ، لكى يسلى نفسه بطريقة جيدة ! -انا لست متفقا معك سام ... لقد لاحظت كيف ينظر اليك ، لا تحكمى عليه بقسوة ، لقد عرف الكثير من النساء فى حياته ، انا لا ادعى العكس ، لكن ياتى وقت يريد فيه الرجل ان ينتهى من تلك العلاقات التى لا غد لها ، برايى انت تمثلين بالنسبة له اكثر بكثيرمن دور العشيقة . ثم وضع الحمرة على شفتيها وتاملها قليلا واضاف . انت رائعة سام فى الساعة التالية ، ندمت سام اكثر على طيبة قلبها وتعاونها ، وقررت ان لا تفكر ابدا فى امتهان التمثيل ، التصوير كان كابوسا ، وتدخلات ستيف كانت لاذعة -تمالك نفسك ارتور ! نحن نعيد المشهد للمرة السابعة مع انه بسيط جدا ركز جيدا واخيرا استطاع الممثل الذى يضم اليه الفتاة جيدا ان يخرج من بين الاطلال دون ان يتعثر هذه المرة ، ووصلا الى اخر الممر ، فعادت الشجاعة لقلب سام ، وفكرت بتناول طعامها وبالنوم فورا فعادت بالمشهد الاخير عندما ضمها ارتور وقبلها بحرارة بالغة -انا انصحك بان تبدى مقنعة . قال لها قبل ان يقبلها تلك القبلة فتظاهرت بالشوق والرغبة وارتعشت من الاشمئزاز ، فاعتقد ارتور انها تاثرت بقلبته ، لانها ضمته اكثر واكثر -اقطع ! ضرخ ستيف من بعيد -لا تسمح لنفسك بتكرار ما فعلته . صرخت سام بوجه ارتور -لماذا ؟ سالها ارتور بدهشة كبيرة . انت على علاقة مع ستيف ، الجميع يعلم ذلك ، بامكانه المشاركة ، الا تعتقدين ذلك ؟ اذا كنت ترغبين بان تصبحى ممثلة جيدة ، بامكانى مساعدتك اكثر منه -اعلم جيدا اننى لست على علاقة بستيف . ضرخت سام وقد شحب وجهها من الغضب . واذا حاولت ان تنس تحذيرى ، فانا سارحل مع الحيوانات ، ولن تتمكن ابدا من انهاء فيلمك ! تركته بعد هذا التهديد ، ثم امسكت سلسلة سلطان واعادته الى قفصه ، وعادت فورا لكى تبدل ملابسها لكن وصول ستيف المفاجئ منعها من ذلك ، لم تكن تريد طبعا ان تبدل ملابسها امامه ، فاتجهت الى الخيمة وقررت ان تعيد الملابس الى دونالد فيما بعد -سام ! صرخ ستيف من خلفها -ماذا هنالك ؟ سالته بجفاف -سام ، سامحينى ... وتردد قليلا يبحث عن الكلمات -فى البداية اعتقدتك موافقة .... اصبت بالغيرة .... بالغيرة الشديدة ، فى اخر مشهد فقط ادركت ان ارتور يبالغ ، وانا الوم نفسى على تدخلى ارجوك ان تقبلى اعتذارى كانت سام تنتظر كل شئ ما عدا هذا التبدل بعد ساعات من السخرية والغضب -لن نتكلم فى هذا . اجابته متنهدة . انا متعبة ، واريد النوم -نعم ، ارتاحى انت وساحضر لك عشاءك لا يجب ان تنامى بدون عشاء . ثم تركها دون ان يسمح لها بالاجابة ، ففهمت انه يجب عليها استقباله فى هذه الخيمة الصغيرة كما حصل فى اليوم الاول لوصولها ، وكانت جائعة بالفعل ، ولكنها لا ترغب برؤية الجميع حول طاولة الطعام ولا ترغب بسماع تعليقاتهم ، بعد قليل كانت قد بدلت ملابسها وازالت الماكياج عن وجهها ، والقت راسها على الوسادة وغطت نفسها جيدا ، سياتى ستيف بين لحظة واخرى ، فحاولت مقاومة النعاس لكن النوم تغلب عليها -سام ، هذا عشاؤك . قال ستيف وهو يهز كتفها ليوقظها ، فجلست دون ان تهتم لقميصها المجعوك وبينما بدات تلتهم طعامها المؤلف من الارز باللحم ، قال لها ستيف : بيبيتو اهتم بالحيوانات ، لا تقلقى من اجلهم هذا المساء -شكرا . اجابته وهى تمضغ طعامها -سام ... بدا ستيف بالكلام بلهجة مختلفة . اذا واجهتك اية مشاكل مع ارتور اخبرينى فورا -ليس هناك اية مشكلة ، ستيف .... -بلى ، اريده ان .... -لا اعتقد انه سيضايقنى لقد قلت له بضعة كلمات بعد المشهد الاخير ، واعتقد انه فهمها جيدا -كنت اتمنى لو كنت امامك . اجاب بحدة . ولكن كيف تستطيعين ان تضع رجلا فى مكانه ؟ ضحكت سام والتقت نظراتهما ، ولم تعد بامكانها رفع نظرها عنه ، وتغيرت ملامح وجهيهما فجاة ، فقام ستيف بجهد كبير لكى يلطف الجو ، وقال بصوت طبيعى -احضرت لك كوبا من العصير ايضا ، يقول لويس انه مفيد جدا ، واكد لى انك ستكونين غدا باحسن حال -انا لست مريضة ستيف ، انا .... -لا انت متعبة فقط ، ومرتبكة وفقدت جزءا من حماسك .... تاثرت الفتاة عندما لاحظت لاية درجة يمكن لستيف ان يفهمها ، وهزت راسها هذا صحيح انها تتالم احيانا من الوحدة ، وهى تفقد لجاك وزوجته ماريا كثيرا ، ولم تكن ترغب باثارة شفقته عليها فقالت بهدوء : عندما يشاهد الناس فيلما سيتمائيا ، لا يشكون ابدا بالصعوبات التى تواجه مرحلة التصوير -اولا ! هذا الفيلم الذى نصوره حاليا لا يهمنى كثيرا ، اعترف لك بذلك -اذا لماذا تصوره ؟ سالته بقلق وقد تاثرت بصراحته -كى اسدى خدمة لصديق كان قد عمل اسبوعين فى هذا الفيلم عندما اصيب احد ابنائه بمرض خطير ، فطلب منى ان انهيه بدلا عنه ، فقبلت اكتشفت سام وجها اخر من شخصية ستيف لا تتكلم عنه الصحافة ، خلف ستار الدون جوان الساحر ، يختبئ رجل اخر ، قادر على التاثر بمشاكل عائلة صديقه ، انه رجل يستحق الصداقة ، وقد يكون ايضا يستحق الحب -والاسوا من ذلك ... اضاف ستيف . ان هذا الفيلم سيعرض فى حزيران بنفس الوقت اذلى سيعرض فيه انتاجان منافسان من الدرجة الاولى برايى ، فهذا لن يكون له اى حظ ، الا فى حالة حوث قنبلة تغير مجرى الفيلم
----------------
الفصل الرابع
----------------
دهشت الفتاة عندما لاحظت كم هى مرتاحة مع ستيف انهما يتحدثان الان وكانهما صديقان قديمان ، وبثقة كبيرة ، هل ستجرؤ على الاعتراف بما تفكر به الان ؟ فعضت شفتها السفلى ، ثم قالت بسرعة كى لا تفكر اكثر -انت تعجبنى كثيرا هكذا ، ستيف وفور تلفظها بهذه الكلمات احست بانها سخيفة ، لكن ستيف قاطع حبل افكارها وقال : انا اعلم ما تقصدين قوله ، وانت ايضا تعجبيننى كثيرا هكذا . ثم انحنى وطبع قبلة خفيفة على شفتيها -انت بحاجة لليلة من النوم الهادئ الان ، اتمنى لك احلاما سعيدة ، تصبحين على خير -شكرا . اجابته سام بسرعة ولم تستطع تحمل نظراته اكثر خوفا من ان يظن بانها تريده ان يبق معها وظلت وحدها محاولة ان تهدا انفعالاتها وقالت لنفسها تلك الكلمات التى تستعملها مع الحيوانات . اهداى اهداى سام ، اذا كان متمسكا بك فانه سيعود ذات يوم .... كانت رفقة ستيف قد انستها تعبها ، ولكن بعد رحيله بقليل عاد اليها التعب ، ولم تتاخر فى الاستسلام للنوم استيقظت سام فى اليوم التالى فى الساعة العاشرة ، وبعد ان استحمت ذهبت الى شاحنة لويس الذى استقبلها بابتسامة مشرقة -كيف تشعرين هذا الصباح ؟ -افضل بكثير ، شكرا لك على عشاء الامس -لقد طلب منى السيد ستيف ان اعد لك طبقا شهيا . قال لها الطباخ دون ان يشك باهمية ذلك فى نظرها -الان انا ارغب بفنجان قهوة مع التوست طلب منى السيد ستيف ايضا ان اهتم بك جيدا . اجابها لويس الطباخ وتجاهل اعتراضاتها ، وبعد لحظات قدم لها كوب عصير ، فشربته وكان لذيذا كالعصير الذى شربته ليلة امس ، ثم قدم لها الشوكولا الساخن مع الخبز وبيضتين مسلوقتين ، واخذ يراقبها بطرف عينه ليتاكد انها شربت واكلت كل ما قدمه لها -ماذا تريدين ان اعد لك للغداء ؟ هذه المرة كادت سام تختنق بطعامها -انت تكلمنى عن الغداء بينما لم انهى فطورى بعد ! انا لا اريد ان اقضى نهارى امام المائدة ! -يصر السيد ستيف على ان ترتاحى هذا اليوم ، انه ليس بحاجة لك -هذا شئ سخيف تماما ! كنت متعبة قليلا مساء امس هذا كل ما فى الامر تظاهر لويس بانه لا يسمعها ، وتابع عمله وبينما هى تراقبه لمعت فكرة فى راسها -بما انه يريد ذلك ، فانا ساساعدك اليوم لا انوى البقاء عاطلة عن العمل عندما اجتمع اعضاء الفريق على الغداء ، كان هناك مفاجئتان تنتظرهم ، كانت سام تعمل بنشاط مع لويس ، وعلى الطاولة توجد قطع البيتزا الساخنة -لمن ندين بهذه الوجبة ؟ سال ستيف ، فالتفتت سام نحوه مبتسمة -لقد علمنى لويس صنع البيتزا البورتوريكيه ، اعتقد انها لذيذة -انت ايضا لذيذة سام ، اقتربى يوجد طحين على انفك ! ودون ان يترك لها مجالا ، رفع يده وجذبها معه جانبا -ايزال هناك طحين ؟ -لا . وتوقف ستيف خلف الشاحنة بعيدا عن انظار الجميع ، ثم طبع قبلة على انفها وشفتيها ، فرغما عنها التصقت به كى لا تتعثر -اتشعرين بتحسن اليوم ؟ -ستيف ، كنت متعبة مساء امس ، لا تعاملنى كاننى عاجزة . فاحاط وجهها بيديه ، وسالها بحنان : الم تدركى سام ؟ -ماذا ؟ سالته ولم تفهم معنى سؤاله -انت تتعبين ، الا يخطر فى بالك ان ترفهى عن نفسك -مساعدة لويس فى المطبخ كانت تسلية بالنسبة لى -ان تعدى الطعام لاربعين شخص ، اهذا تسميه تسلية ؟ اسمحى لى ان .... تظاهرت سام بعدم الفهم وقاطعته بسرعة . انت لن تعطينى دروسا فى التسلية ! -ولكن بلى تماما وداعبت يده خديها وانفها وعنقها ، فانفجرت ضاحكة لكى تخفى حقيقة انفعالاتها ، فابتسم ستيف وامسك يدها لكى ينضما الى الاخرين ، ودعاها للجلوس قربه -انها شهية ! قال ستيف بعد ان تناول اللقمة الاولى . بالتاكيد انا اكتشف فيك كل يوم مواهب جديدة ! -لن اتوقف عن القول لك ستيف . قال دونالد الذى يجلس غير بعيد عنهما . انها لؤلؤة نادرة ! ثم تاملها قليلا واضاف . عندما لا تكون تدرب النمر او لاتمثل فى المايوه ، تكون فى المطبخ تعد الذ بيتزا ! ضحكت سام من كل قلبها الى ان انتبهت لمىمح وجه هيلين ؟، وتبعت انظار ستيف نظراتها ، وقال بصوت منخفض : ماذا حصل لها ؟ كنت اعتقد انها مسرورة لقد تناقشت معها هذا الصباح ، كانت مرتاحة جدا لانها لن تضطر للمثول امام الحيوانات الرجال يفتقدون احيانا كثيرة لبعد النظر فكرت سام ، الا يلاحظ ستيف انه باهتمامه بها كثيرا يغذى غيرة الممثلة ؟ لم يعى حقيقة هذه المشكلة ، وتابع حديثه معها دون ان يهتم بهيلين -لانقاذ هذا الفيلم ، نحن بحاجة لمشهد يخرجه عن المالوف ، وانا مستعد لسماع اقتراحاتك بكل سرور -سافكر بذلك . وعدته سام -ارتاحى بقية هذا اليوم ، لن نحتاج اليك اثناء التصوير . ثم انهى طعامه ونهض وربت على كتفها قبل ان يبتعد تنهدت سام وكانت بالفعل متعبة ، وادهشها كثيرا انه لا يمكنها ان تقول بان ستيف مخطئ فى تشخيص حالتها ، كان لطيف جدا معها ، هذا الموقف الجديد الملئ بالطيبة لا يكفيه فى علاقته مع سام المشاكل تبقى حالها رغم امتنانه لها ، وبالرغم من ادعاء دونالد بانه اكتشف تغيرا من عواطف ستيف نهضت سام فجاة ، ولم تعجبها طريقة افكارها ، بالتاكيد دونالد واهم ، لماذا تضيع وقتها بالتفكير بهذه السخافات ، من المؤكد ان ستيف يعرف كيف يتصرف بطريقة رائعة ، لكن طبيعته الحقيقية تبقى هى ذاتها ، واتجهت نحو خيمتها بهدوء ، ولم ترى ستيف فى المساء لانها نامت باكرا رات فى المنام ان النمر سلطان يسير على جدار ثم يركض ويطير بقامته القوية تحت اشعة الشمس الساطعة ، استيقظت سام مرعوبة واشعلت المصباح ، وحاولت تذكر حلمها كاملا ، وشيئا فشيئا شعرت بالحماس ، انها فكرة رائعة ، اذا نجحت فى تنفيذها بمساعدة اعضاء الفريق ، لاشك عندئذ من نجاح فيلم ستيف هذا المشهد سيضعه بالتاكيد بين المخرجين الناجحين جدا هذا الصيف تحمست كثيرا لهذه الفكرة ، نهضت وارتدت بنطلونها فوق قميص النوم ، وحملت المصباح بيدها وخرجت وهى بشوق لسماع راى ستيف ، ولم تفكر بانه قد ينزعج فى مثل هذه الساعة من الليل ، وبدون تردد دخلت الى خيمته وجهت المصباح الى صدرها كى لا يبهره النور ، وجلست على ركبتيها امامه -ستيف ؟ نادته بصوت منخفض فتمتم بكلمات غير واضحة ، ثم تحرك وجلس فجاة فسقط الشرشف وكشف صدره العارى ، ودون ان تنتبه مدت سام يدها وتحسست عضلاته القوية تحت اصابعها -هل انا احلم ؟ سالها ستيف بدهشة ورفع يدها المرتجفة الى شفتيه وامطرها بالقبل -لا ، انت لا تحلم . اجابته بجفاف وحاولت سحب يدها من يده -كنت اشك بذلك ففى احلامى انت لا تحاولين ابدا الهروب فانتفضت ولاحظت على نور المصباح بريق مكر فى عيونه ، انه يسخر منها ، ثم قررت ان تتابعه فى لعبته -وكيف اكون فى احلامك ؟ فابتسم واحاطها بذراعه ورجع للوراء وجذبها معه -لا تتحركى . امرها وهو يمسكها جيدا وقد اصبحت فوقه وضغط بشفتيه على شفتيها بصمت ، وهو يحملها قليلا ليصحح وضع جسديهما كان يبدو ان ستيف يفهم اشارة الانفعال هذه ، لان فمه تاخر هناك ، وسام نشوانة بدقات قلبها المتسارعة ففكرت ان تغتنم هذه الفرصة وتبتعد عنه لكن ستيف عاد يقبلها بالحاح ، وفجاة لاحظت انه ابعد احدى يديه وانطفا المصباح ، وغرقا فى الظلام وتبددت كل مقاومتها مع اختفاء النور ، واصبحت نيران احاسيسها تنير الظلام بطريقة اخرى فتح ستيف حقيبة نومه وساعدها على الانضمام اليه ، فلم تحاول مقاومة رغبتها القوية ، ودست نفسها بقربه واكتشفت اكثر رقتها انوثتها بجانبه كان ستيف يشاركها انفعالاتها ، ولم تكن سام تشك بذلك -سامنتا ؟ ناداها بصوت هامس عذب ففرحت واحست ان ستيف ينتظر رده فعله بخوف مثلها تماما -انا سعيدة . تمتمت بخجل . ولكن . . . . -ولكن ماذا ؟ سالها وهو يقبل جبينها -انا لا ... نحن لم ... واحست بان النار تغلى فى وجهها -نحن لم نمارس الحب ، اهذا ما تقصدينه ؟ فهزت راسها على كتفه -اسمعينى سامنتا ، انا متاكد انك لا تاخذين احتياطات ... وطبع قبلة خفيفة على شفتيها -كيف كان يمكننى ان اظن بانك ستاتين لزيارتى هذه الليلة ؟ لم يكن بامكانك ان تقدمى لى اجمل من هذه المفاجاة ولكن يجب على ان احميك حتى من نفسك فهمت سام وانهالت دموعها على خديها -ولكن ستيف ... قالت بتردد من جديد ففهم ستيف افكارها ، وطمانها ضاحكا بحنان -كان ذلك رائعا ، سام عشت كل لحظة معك فاغمضت عينيها واستسلمت لدفء جسده ، واحست بسعادة كبيرة جدا ، وداعبت وجه ستيف ثم قبلته ، وتلمست صدره ، وعاد من جديد احساسها بالنشوة من ملامسة عضلاته ، واجتاحها رعشة عندما سمعت تنهداته اراد ان يرد اليها لمساتها لكنها دفعت اصابعه وكانت عيونها قد اعتادت على الظلام مما سمح لها برؤية نظراته فابتسمت له ودفعت شعرها الى الوراء وهى تتابع مداعبة صدره ، فاعجب كثيرا بالمنظر الساحر الذى تقدمه له واحست بجراة كبيرة ، فامسكت يديه وطبعت قبلة على راحة كل منهما ، ثم وضعتهما خلف جسدها -سامنتا .... فاستقبلت اثارته وتشجعت اكثر ، وبدات تقبله بحرارة ، وبطرف عينها راته يغير وضعه كيف يضمها ، لكنه قاوم وعادت يداه الى خصرها والان جاء دور سام فغطت جبينه وعينيه وعنقه بقبلات خفيفة ، وتحت يديها كانت تشعر بتسارع دقات قلبه ، وببطء وبدون اى تسرع تابعت اكتشافاتها ، اكتشاف هذا الجسد الرجولى يذهلها ، وكان ستيف يرتعش فابتسمت من جديد ، وكانت تراقب كل ردات فعله ، ولاحظت تسارع انفاسه وهو يسترخى ، لكنها رفضت الاسراع ، فهى لا تزال تذكر الاثارة المتمهلة التى قادها بواسطتها الى البعيد البعيد ، درجة فدرجة ، الى ان ضاعف لذتها ، ووثقت من قدرتها عليه فقررت ان تكافئه باجمل مكافئة ، واستطاعت ان توصله الى قمة نشوته ... وبعد ذلك استلقت بين ذراعيه كطفل صغير واحست بسلام وسعادة عميقة ، بعد قليل نهض ستيف وفتح الخيمة قليلا ، وكان الفجر قد بدء بالبزوغ ، والعصافير استيقظت واسكتت الضفادع بتغريدها اقفل ستيف الخيمة ، وانضم اليها من جديد ، وداعب اذنها بشفتيه وهمس . نامى الان والا لن استجيب للتعقل ابدا ! ضحكت سام وضمته اليها ونامت وتعابير السعادة على وجهها ، نامت وهى تبتسم حاولت سام تغيير وضعها ، فاحست بيدا تحبسها ففركت عيونها وبسرعة تذكرت كل شئ ، كانت اشعة الشمس قد اضاءت خيمة ستيف فالتفتت ورات ستيف الى جانبها مستندا على مرفق يده يوقظها -سامنتا ... وكان يبتسم لها ، والفتاة تحس بضعف وتبحث عن دفء جسده ، وعندما تذكرت ما تم بينهما فى الليل ، ابتعدت عنه بسرعة -لا ، ستيف لا ! ماذا تفعل فى هذه الخيمة ؟ هل هى خجولة من نفسها عندما انضمت اليه فى خيمته الم تكن تتمنى ما حصل بينهما ؟ الا تتحمل هى حزءا من المسؤولية ؟ -ايمكنك ان تناولنى قميص نومى ؟ طلبت منه بجفاف -سام ، اريد ان اقول لك .... -لا ... قاطعته بصوت مرتجف لم تكن تتحمل فكرة سماعه يقول . انا اشكرك على هذه الليلة الرائعة . واحست بانها غير قادرة على سماع اى تلميح عن اللحظات التى كانت رائعة بالنسبة لها تاملها ستيف مفكرا ، ومرر يده فى شعره ، ونهض مقطبا وجهه ، وارتدى بنطلونه بسرعة ، لم يبق شئ من معجزتهما الحميمة -لدى فكرة عن مشهد يضاف الى فيلمك . قالت له وهى تكتم انفعالها وهى تراه يرتدى ملابسه -بالنسبة للفيلم ؟ سالها بدهشة -نعم . -هل انت مجنونة ؟ اتعتقدين اننى ارغب الان بمناقشة موضوع الفيلم ؟ عندما لم تجبه ، اضاف بهمس . الا تعنى هذه الليلة شيئا بالنسبة لك ؟ وكان ينظر مباشرة الى عيونها فلم تشا ان تفوت الفرصة لافهامه انها تمتلك قلبا وعواطف -بلى ، انها تعنى الكثير -ولكن حسب ما افهم ، انت تفكر اننى قضيت فقط لحظات ممتعة ؟ فارتعشت امام سخريته ، واخفضت نظرها -اليس كذلك ؟ الح ستيف بالسؤال -نعم . اعترفت وهى تتناول بنطلونها الجينز -انت مخطئة . اكد لها ستيف بطريقة لم تكن تتوقعها وبصوت منخفض هامس فقررت ان ترفع راسها لتواجه نظراته ، وبينما اقترب منها ، كانت تجعك قماش قميصها بين اصابعها بتوتر شديد ، ونظر اليها نظرات لم يسبق لها ان راتها ، وضمها بين ذراعيه -تبا لك سام ، باى وسيلة يجب ان اقول لك باننى مجنون بك ؟ ومنذ اللحظة التى رايتك فيها فى لوس انجلوس ! فحاولت الابتعاد عنه ، لكنه كان يمسكها بقوة -الا ترين اننى احبك ، ايتها الغبية ؟ -انت ... ؟ -انا احبك تبا لك ، الا تشعرين بذلك ؟ فشعرت براحة كبيرة بعد عذاب الندم ، واسندت جسدها من جديد الى جسده ، فدس يده تحت قميص نومها ورفعه فوق راسها ، وارتمى معها على الفراش من جديد -ستيف اين انت ؟ كنت اعتقد انه يجب علينا تصوير المشهد الكبير مع هيلين هذا الصباح ! عرف ستيف صوت بن ، وراى خياله خلف الخيمة ، فاسرع وارتدى بلوزته القطنية -انا اسف ، بن كنت لا ازال نائما وبعد لحظات عاد اليها وجلس بقربها -هذا هو العالم ! يكفى ان نكون وحدنا حتى ياتى احد يزعجنا ! فنظرت اليه نظرة قرا فيها مخاوفها ، فامسك وجهها بين يديه واضاف . سام اسمعينى جيدا ، يجب ان تنسى كل ما تعرفينه عنى . ثم قبل جبينها . بالنسبة لك انا ستيف فقط . ثم وقف وقال لها قبل ان يخرج . سنلتقى من جديد وقت الغداء ! ظلت سام وحدها ، تفكر بالتغيير الجذرى الذى طرا على حياتها ، بلحظات قليلة بعد ان اعلن ستيف عن حبه لها ، كانت الحيوانات تنتظرها ، لكنها تمددت من جديد لتتلذذ بسعادتها بهدوء ، ثم استلقت على بطنها وخبات وجهها فى الوسادة التى كان يشاركها بها ستيف ، فشمت رائحته ، وكانت سعيدة جدا ، رغبت بالركض بالقفز والغناء ، وبتسلق الاشجار ! انها بحاجة لتهدئة فرحها الكبير قضت سام فترة بعد الظهر مع الحيوانات وبدات تعد سلطان للمشهد الذى تخيلته ، وفى الساعة الثانية اتجهت الى طاولة الطعام ، حيث كان لا يزال ستيف هناك مع بعض اعضاء الفريق ، ما ان راها تقترب حتى اشرق وجهه -اين كنت ؟ -احزر ! وجلست والتهمت طبقها ، فاحضر لها لويس طبقا ثانيا " اذا استمر بتقديم لى وجبات اضافية فانا ساسمن كثيرا " قالت لستيف مبتسمة -انت بحاجة لقوة من اجل هذه الليلة . همس باذنها ، فاحمر وجهها من شدة الخجل -انت رائعة عندما يحمر وجهك ، افكر بالذهاب غدا الى سان جون ، اتحبين مرافقتى؟ -نعم . وصرخت بذهول عندما وضع يده على ركبتها ، لم تعد تشعر بلذة الطعام واصابع ستيف ترتفع الى فخدها ، فسقطت الشوكة من يدها ، وتدحرجت حبات الارز حتى الجهة الاخرى من الطاولة ، فضحك ستيف ، بينما ارتبكت الفتاة امام نظرات الموجودين -الن تكلمينى عن فكرتك لتحسين هذا الفيلم ؟ سالها فجاة -بلى ، انا متاكدة انها ستعجبك -انا استمع لك -لا يمكننى ان اتكلم هكذا ، احتاج الى السيناريو -السيناريو ! ردد ستيف بمكر . انه فى خيمتى ، هل انهيت طعامك ؟ -نعم . اجابته وقلبها يدق بسرعة -اذا هيا بنا . قال لها وهو ينهض ومد لها يده ، وبعد تردد قصير امسكت يده وسط نظرات اعضاء الفريق الفضولية هذه المرة لم يعد الوضع يحرجها ، ولم يعد يهمها اراء الناس ، ما ان دخلت الخيمة حتى حاولت اخفاء ارتباكها ، واسرعت تشرح له -كنت افكر بالمشهد الذى تكون فيه اميرة الغابة تحاول الهرب من الجنود الذين يحرقون القرية ... ستيف ماذا تفعل ؟ -اتساليننى ؟ قال ضاحكا ثم سرق منها قبلة صغيرة وجلس واجلسها على ركبتيه -ماذا كنت تقولين ؟ سالها بمكر -عندما يشعلون النار فى القرية ... اوه ستيف انت تقطع حبل افكارى ... وبدات تدير وجهها بكل الاتجاهات ، لكنه نجح فى الامساك بشفتيها ، وقبلها بحرارة انستها كل شئ ، فعقدت يديها حول عنقه ، وارتعشت وهو يفتح ازرار قميصها -لدى انا ايضا بعض الافكار . همس باذنها . وانا بغاية الشوق لتنفيذها معك . وانهى اخر زر ، وعندما دعاها للتمدد حاولت ان لا تطيعه ولم تستطع التلفظ بالكلمات سوى بصعوبة ، فهمست من بين تنهداتها : ستيف ... فيلمك . . . -لدينا كثير من الوقت . همس بصوت مرتجف شعرت سام انها تغرق فى مياه عميقة ، انها على وشك الغرق تماما ، وستيف يحاول ان يفك حزامها ، وبكل جهد امسكت يده ومنعته فجلس ستيف يتاملها -انت اكثر تعقلا منى ، اهنئك . قال اخيرا وهو يساعدها على ترتيب ملابسها ، ثم جلس بعيدا عنها كى لا يقاطعها - هذه المرة انا استمع اليك كانت لا تزال ترتجف من الرغبة التى لم تكتفى -الست مستعجلا لانهاء هذا الفيلم اللعين ، ولمغادرة الجزيرة ؟ -انا سعيد جدا هنا ، وانت ؟ سالها بابتسامة فاتنة فازدادت دقات قلبها ، لكنها قررت ان تتجاهل استفزازه ، وقلبت السيناريو وقالت -بما ان الاميرة نشات بين حيوانات الغابة ، فانها تتالف معهم بالطبع ! سيكون المتفرجون متحمسين جدا اذا راوها مرة تثبت ذلك وسيهتمون بالفيلم كثيرا هز ستيف راسه ، فتشجعت سام اكثر واضافت بحماس بالغ -بامكان الاميرة ان تنقذ نفسها ، تركب ظهر النمر سلطان ، يصعدان على الحائط ثم يقفز النمر معها من فوقه ومن فوق الخندق كى يحط على ظهر الفيل امام دهشة ستيف اضافت بسرعة . كل الاحتياطات ستكون مؤمنة لتجنب اى حادث ، بالطبع انا بحاجة لعشرة ايام فقط لاعد الحيوانات ، لقد بدات التمارين مع سلطان هذا الصباح ، لن يكون هناك اية مشكلة -ومن سيركب على ظهر النمر ؟ سالها بقلق لم تفهم سام سبب قلقه ، فاكدت به بهدوء -انا طبعا ، واذا كنت تعتقد اننى لا اشبة هيلين فانا مستعدة لكل انواع الماكياج والصباغ اللازم -لست موافقا -لماذا ؟ -لست موافقا ، ولن يفيد النقاش . اجابها بحزم -ولكن لماذا ؟ -لن تخاطرى بحياتك فقط من اجل مشهد يعطى النجاح لهذا الفيلم السخيف -ولكنى اقوم بعملى ! انت نفسك من طلب منى ان افكر معك -لا تفكرى بهذه الفكرة بعد الان سام -انت تمزح ! انا لن اتعرض لاى خطر ، لقد فكرت بكل شئ ، الشباك الماء ، ال ... -لا سام -انا امتطى سلطان منذ كان صغيرا ! الا تثق بى ؟ اتصل بجاك واساله اذا كنت ... -سامنتا . . . احست الفتاة بالخيبة والغضب -اكنت سترفض بنفس الطريقة لو كنت رجلا ؟ ستكون كل وسائل الامان موجودة ، لا تخشى شيئا ، بالتاكيد حصل معى احيانا مغامرات مع الحيوانات ككل المروضين ، لا يمكنك ان ترفض فقط لانك تخاف على . . . . -اتجرؤين على لومى ! قاطعها وقد بدا يغضب بدوره الوضع اثبت لسام ما كانت تشك به ، علاقة حبهما ستؤثر على علاقة عملهما ، كانت تعلم انها لا تخاطر بنفسها ، لكنه يخاف عليها ، ولن يتوقف عن الاعتراض على مهنتها التى تحبها ، فنهضت مع ان ساقيها كانتا ترتجفان ، ورمت السناريو على الكرسى ، وقالت : سادعك تفكر ستيف . وخرجت من الخيمة بحزم ، وركضت باتجاه مكان الحيوانات وهى تسمع ضحكات بقية اعضاء الفريق من الجهة الاخرى ، فاحست بشئ يهدد سعادتها الجديدة ، وعندما وصلت الى اقفاص الحيوانات شعرت ببعض الراحة بدا النمر سلطان يطلق صيحات تدل على سعادته برؤيتها ، فمسحت دموعها وفتحت له القفص ، وتقطع صوتها رغم جهودها وهى تقول له : تعالى ، سلطان هيا الى العمل مر اسبوع ، وكانت سام تجلس فى خيمة قرب الحيوانات لتقوم بدور الحراسة الليلية بناء على اصرارها ، وكان زملاؤها الرجال قد منعوها من قبل فى القيام بهذه المهمة كان الاسد يشخر بصوت مرتفع وهو نائم ، والضفادع تغنى بين الاعشاب ويتردد صاداها فى كل الغابة ، وفجاة زمجر النمر دياغو المريض ، فتساءلت سام من جديد لماذا يبقى هنا بينما طلبت هى اعادته الى الولايات المتحدة ، وقررت ان تكلم ستيف بشانه من جديد ، ولكن للاسف كانت علاقتها تتدهور اكثر واكثر معه ، وقد اصبح ستيف يتصرف معها بادب بارد وكل اعضاء الفريق لاحظوا ذلك واعتقدوا انهما غير متفاهمان اصبح ستيف الرجل الحنون غريبا ولم يعد ذلك الرجل المحب الذى كانت تعبده ، لم تستطع سامنتا ان ترتاح فهمت بالخروج من الخيمة وكانت السماء مظلمة جدا وفجاة سمعت وقع خطوات ، فانتفضت مذعورة ، واصغت جيدا ، الصوت قادم من جهة المخيم ، فازداد خوفها عندما لمحت رجل يتحرك بين الاشجار من هو ؟ بسرعة تعرفت على ستيف فاحست بانفعال جعلها ترتعش ، فرمت شعرها الى الوراء بحركة عصبية ، ماذا جاء يفعل هنا ؟ مذن اسبوع وهى تتظاهر بتجاهله قدر الامكان ، وتكرس كل وقتها فى تدريب النمر سلطان والفيل ، ولولا مساعدة بيبتو الحارس لما استطاعت التقدم بعملها -كيف حالك ، سامنتا ؟ -بخير . اجابته بجفاف واستعدت للحظة العنيفة التى ستلى فضوله ، لم يكن بينها وبين ستيف قياس وسط ، اما الحب واما الكره كان ستيف يحمل مصباحا وحقيبة جلدية ، والتعب باد على وجهه بعد ايام العمل الشاق ، الذى يرهق نفسه فيه -احضرت لك القهوة . قال وهو يخرج من الحقيبة ترموس وفنجانين -شكرا وتاملته وهو يملا فنجانى القهوة وبحثت فى ملامحه عن اشارة تدل على انه يرغب بعقد سلام معها ، ناولها ستيف فنجانا وجلس ، فجلست قربه بعد تردد قصير وبدات بشرب قهوتها -الا تجدين الوقت طويلا اثناء الحراسة ؟ سالها ستيف كانت تشعر بان الهوة تزداد بينهما ، كيف يمكن لشخصين ان يكونا قريبين جسديا ويجدان نفسيهما بعيدين جدا ؟ -لا ، انا لا اشعر بالملل ، الليلة جميلة ، والظلام كالمخمل والهواء . . . . ثم قطعت كلامها وشربت جرعة من فنجانها لكى تتمالك نفسها كانت القهوة لذيذة وكان ستيف لطيفا جدا باعداد القهوة كما تحبها هى اعتقد اننى اعرف ما تشعرين به . قال بصوته الدافء . انا ايضا احب هذه الجزيرة والليل . ثم وضع فنجانه جانبا والتفت يبحث عن نظراتها ، فاحست بالضعف ، واسرعت بانهاء فنجانها وقالت بصوت متقطع -ايمكنك ان تسكب لى فنجانا اخر ؟ انها قهوة لذيذة جدا بهدوء ظاهرى ، سكب ستيف لها فنجانا اخر ثم اقفل الترموس ، فركزت سام انتباهها من جديد على القهوة ، واغمضت عينيها واخذت نفسا عميقا -لماذانحن الاثنان عنيدان بهذا الشكل ؟ صرخ ستيف فجاة بنفاذ صبر رجل يتمال نفسه طويلا ارتبكت سام اولا ، ثم ابتسمت بالفعل اى عناد هو هذا ! ورغم اعتراضات ستيف ، كانت سام تكرس وقتها فى تدريب الحيوانات للمشهد الذى تخيلته ، من جهته كان ستيف مصرا على عدم العودة عن قراره ، وكان يصب جام غضبه على فريقه ، والفتاة ترمى نفسها جسدا وروحا فى عملها مع الحيوانات دون تعب ولا ملل ، لم يحاول كليهما الوصول الى صلح ولكن الان ستيف يقوم بالخطوة الاولى ، ولكى لا تكون فى المؤخرة قالت بخجل : انا سعيدة بقضاء هذا الوقت . . . معك وعلى ضوء المصباح ، رات وجهه يشرق ويبتسم -وانا ايضا ! وصلت الى اخر حد هذا الاعتراف جعلها تشعر بالراحة ، وبنفس الوقت بالالم ، وندمت على تصرفها مع ان الوضع لم يكن يسمح لها بتبنى موقف اخر لم تتحرك عندما اقترب منها ستيف ، وتركته يحيط كتفها بيده ويجذبها نحوه -عندما ذهبت اليوم الى سان جون اتصلت بجاك حاولت سام كبت فضولها وسالته بهدوء : باية مناسبة ؟ -الم تعرفى ؟ لقد توسلت اليه كى يشرح لى اذا كنت قادرة على تحقيق هذا المشهد . ثم ضحك واضاف . لقد ارهقته بالاسئلة لمدة ساعة تقريبا -وماذا قال لك ؟ تردد ستيف قليلا ثم ردد كلمات جاك حرفا بحرف -اذا كان هناك احد قادر على السيطرة على الحيوانات بهذا الشكل فهى سام ! هذا ما قاله لى تخيلت سام جاك ، ولاحظت انها تفتقد له كثيرا ، وامتلات عيونها بالدموع ، كانت تعرف بانه يثق بها ثقة تامة -اذا ؟ سالته بهدوء . هل سنصور هذا المشهد نعم ام لا ؟ -ايناسبك يوم بعد الغد ؟ -اوه ستيف ، شكرا . صرخت وهى تداعب خده -لا تشكرينى حاولى فقط ان لا يصيبك مكروه ، هذا كل ما اريده . لاحظت سام انفعالاته التى يحاول اخفاءها ، فسالت دموعها ، انه يخاف عليها -ساكون حذرة جدا ، اعدك بذلك . فى هذه اللحظة زمجر النمر اياغو -ستيف لا يجب على هذا النمر ان يبق هنا ، انه مريض وخطير -لقد سبق وبذلت جهدا لن انسى ذلك . فاسندت راسها على كتفه تبحث عن دفء جسده -ستيف ساحتاج الى مروضين ، ليساعدانى بعد الغد ، فابتسم واخرج مفاتيح من جيبه وناولها لها -جاك فكر بكل شئ ، سيرسل لك ربيكا وتيموثى ، ستاخذين السيارة الجكوار غدا لاصطحابهما من المطار -ربيكا وتيم سياتيان غدا ! اكنت تعلم ذلك اثناء العشاء ؟ -نعم -لماذا لم تقل لى شيئا ؟ -لم اكن واثقا من انك ستقبلين الكلام معى كجواب على اعترافه ، اسندت نفسها الى صدره ، وامسكت يده بين يديها بحنان . كانت سعادتها كاملة كان هم سام الوحيد عندما استيقظت هو حالة الطقس كانت تخشى من تغيرات الطقس فى بورتوريكو ، ومن حسن الحظ لم يكن التصوير قد توقف سوى مرتين بسبب تغير الطقس لمدة وجيزة فاطمئت عندما لاحظت ان رطوبة الغابة تبخرت تحت اشعة الشمس ، والتفتت نحو شريكتها وهزتها بكتفيها -استيقظى ربيكا ! -اوه لا ، امنحينى خمسة دقائق بعد ! قالت لها ربيكا وخبات راسها من جديد ابتسمت سام وذهبت للاستحمام وعندما عادت وجدت ربيكا ترتدى ملابسها -سيبدا التصوير فى الساعة الثامنة ، برأى بن ستكون اشعة الشمس مناسبة ، سنتناول الفطور ، ثم تذهبى انت لاحضار بوبى وانا ساحضر سلطان -ساكون مستعدة بعد دقيقة واحدة ! اتعلمين انا اجده اجمل بكثير مما يظهر عليه فى المجلات -من ؟ ولشدة حماسها للمشهد لم تفهم سام قصدها -اه ستيف ! اوه ... نعم . واحمر وجهها واسرعت بالقول . هيا بنا ! لم يتاخر تيم فى الانضمام اليهما ، وتناولوا الفطور وهم يتبادلون النكات والضحكات الى ان انضم اليهم ستيف ، فسلم على زميلى سام ثم نظر اليها -كيف حالك هذا الصباح ؟ -انا بحالة جيدة . واحست بقوة كبيرة بوجود ستيف . وانت ؟ -ساكون سعيدا عندما ينتهى كل شئ . ثم التفت نحو ربيكا . اتعتقدين ان بوبى الفيل سيكون مستعدا ؟ -لا شئ يدعو للخوف ، اؤكد لك ذلك . وامام ارتياح ستيف اسرعت واضافت . اما سلطان فهو مغرم بسام ، يفعل اى شئ من اجلها ، لقد امسكته بين ذراعيها عندما ولد ليس لديك اى سبب للقلق -اتمنى ذلك . اجابها ستيف . سنلتقى بعد ساعة فى مكان التصوير . ثم ابتعد مسرعا ليعطى بن تعليماته يا له من رجل ! قالت ربيكا باعجاب . انت محظوظة بالعمل معه سام ! الا تدركين ذلك ؟ -انت لا تعلمين انه لايمكن تحمله عندما يكون بمزاج سئ ، وهو عنيد جدا .... -وانت لن تتركى مكانك مقابل مال الدنيا كله ! قاطعتها ربيكا مبتسمة -ابدا . اعترفت سام ونظرت الى ساعة يدها وقالت فجاة . هيا بنا عندما وصل المروضون الثلاثة الى مكان التصوير ، كان المكان مليئا بالحركة ، فتركت سام سلطان مع تيم لكى تبدل ملابسها وترتدى البيكينى للقيام بدورها ، وكان ودنالد المزين قد صبغ لها شعرها ولم يبق امامها سوى ربط شعرها وتلوين بشرة ظهرها ، ولحسن حظها كان صباغ الشعر والبودرة يزولان بعد الاستحمام ، بدا دونالد صامتا على غير عادته وهو يزين وجهها ، ولاحظت سام قلقه ، انه يكن لها محبة واحترام كبيرين ويخاف من تعرضها لحادث ما ، فخفف لها الماكياج اتجهت سام واثقة من نفسها نحو تيم لكى تكرر له تعليماتها -ابق مختبا خلف الجدار انت وربيكا ، واستمرا بالكلام دون توقف مع الفيل ، وعندما يحط سلطان على ظهره لن يلاحظ شيئا تاملت سام جدار الديكور وكان يعلو ستة امتار عن الارض ، وداعبت راس سلطان وتجاهلت كل الفريق المشغول خلفها ، كل فكرها كان منهمكا فى تخيل سلطان يركض على الجدار ، ويستعد للانطلاق فى الهواء ، رات الجسم الضخم يقفز قفزة كاملة ورات الفيل بوبى ينتظر فى الاسفل وعلى ظهره سجادة حمراء تمثل المدرج المثالى لهبوط النمر ، قفز سلطان على ظهره بدون اية صعوبة -تعالى سلطان . تمتمت وهى تمسك سلسلة سلطان -سنكون جاهزين بعد خمسة دقائق . قال بن بصوت مرتفع . سام تفضلى وخذى مكانك على الجدار ! باشارة من يدها اخبرت الكاميرمان بانها فهمت ، كان ستيف منقبضا ومتوترا وهو يقف بجانب بن ما ان راى الفتاة ابتسم لها ورفع اصبعه بشكل علامة النصر مشجعا ليثبت لها انه لا يشك بنجاحها كانت نظراته حنونة ، فارسلت له سام قبلة فى الهواء ، وتلالات عيونها بالدموع فادارت وجهها بسرعة ، وصعدت مع سلطان على المنحنى المؤدى الى اعلى الجدار ، وعندما وصلت الى هدفها لم تلق اية نظرة الى الاسفل ، ليس لانها تخاف من الدوار ، ولكن لانها كانت مركزة تماما على عملها ، الفشل احتمال ممكن ، ولذلك لا يجب ان تفقد انتباهها كان الجدار عريضا يسمح بتحقيق المشهد ، فانحنت سام للتاكد من ان سطحه جاف كما طلبت ، ثم توقفت مع سلطان تنتظر الاشارة وكان بن وستيف قد جهزا ستة الات تصوير ، اثنتان منها بمستوى سام واربعة على الارض لاظهار مشهد الهرب بطريقة اكثر واقعية -نحن جاهزون سام ، بامكانك امتطاء النمر ! قال لها بن من بعيد فسحبت سلسلة سلطان ورمتها خلفها بعيدا عن مجال الكاميرا ، ودست يديها تحت طوق عنقه الجلدى المختبئ تحت فروته ، وامرته : لا تتحرك سلطان احست باثارة كبيرة عندما شعرت بعضلاته تحتها ، كان سلطان يزن تقريبا مئتى كيلو غراما ، وعقدت ساقيها تحت بطنه وحاولت الظهور بمظهر اميرة الغابة داعبت راس سلطان وكانت تعتبره كقطة كبيرة ، كانت تحبه بشكل مميز لانه قدم لها قبل وفاة والدها ، فقط لو كان جون كولنز والدها موجودا فى هذه اللحظات ! ثم نظرت مباشرة الى الامام ، نحو الهدف وكان سلطان يشاركها انتظار اشارة الانطلاق ساد الصمت فى كل الغابة حيث لا يسمع سوى تغريد العصافير ، فسمعت سام اشارة الانطلاق وبدا التصوير وصرخ بن : هيا انطلقى سام شدت الفتاة ساقيها حول النمر وتمددت فوقه مسندة خدها على عنقه ، وبيد امسكت طوقه الجلدى ، وبالاخرى ضربت عنقه -الى الامام سلطان انطلق النمر بكل قوته ، وكانت سام تشكل معه جسدا واحدا وتراقب كل تحركاته بدا المشهد بشكل رائع قطع سلطان مسافة صغيرة من الجدار ، ولاحظت سام انه لا يزال امامها مسافة ثلاثون مترا ، فصفرت بقوة تصفيرا استجاب له النمر بسرعة ، فجف حلق سام من شدة الانفعال ، وتوقعت ان تكون كل الانفاس معلقة والنظرات منصبة على النمر الذى اخذ يركض بسرعة فائقة وبالكاد تمسكت به اكثر حتى وصل النمر الى طرف الجدار ، فاحست به يجمع نفسه تحتها ، ويشب قافزا كل ذلك دام لحظة كلمح البرق ، وكانت قد اغمضت عينيها وفتحتهما عندما سمعت الهواء يصفر فى اذنيها ، بدت السجادة التى تغطى ظهر الفيل تندفع تحت ثقلهما ، وكانها تخترق الضباب ، ادركت سام بفخر كبير ان سلطان نجح فى هبوط رائع على ظهر الفيل ، وتمالكت توازنها وهدوئها ثم امرت الفيل بصوت مرتفع : بوبى على ركبتيك ! اطاعها الفيل ببطء يفرضه وزنه الثقيل فوقف سلطان على قوائمه الاربعة على ظهر الفيل ، دون ان يظهر اى ارتباك ، كان يقبل الوضع بسهولة تثير الاعجاب ما ان وطات قدمها الارض احست سام رائحة الدخان ، فنظرت خلفها للمرة الاولى ، واكتشفت اعضاء الفريق يطفئون الحريق الذى اشعلوه فى الجدار ، وكانت سام لشدة تركيزها على عملها لم تلاحظهم وهم يشعلونه -ساصطحب سلطان الى قفصه . قال لها تيم -نعم شكرا لك . اجابته سام وكانت تشعر بسعادة كبيرة ، وبينما عادت تتامل الجدار الذى خاطرت بالقفز عنه قفزة جنونية احست بيد تربت على كتفها -بالنسبة للمشهد كان رائعا ، وانت كنت اكثر روعة ! انا نفسى لم اكن لانجح مثلك ! قال لها ستيف وانفجر ضاحكا وشاركته سام الضحك كانت ربيكا لا تزال تمسك بالفيل بعد انتهاء التصوير ، فالتفتت سام اليها وشكرتها على مساعدتها -انا بغاية الشوق لرؤية ملامح جاك عندما سارؤى له نجاحك ! امسك ستيف بذراع سام واخذها جانبا : انت مستعدة الان لوجبة غداء شهية ؟ -الان ؟ سالته بدهشة -ارغب باصطحابك الى سان جون خففت سام خطواتها محاولة التفكير بملامح وجهه الغريبة ، وتذكرت اول وجبة لهما معا فى سان جون وبدا قلبها يدق بسرعة -فلنذهب حالا سام ، هيا اعدى بعض حوائجك ، فانت تستحقين اجازة بن المصور سعيد جدا هذا الصباح ، وبامكانه العمل وحده مع هيلين لبضعة ايام ، اما تيم وربيكا فهما موافقان على الاهتمام بالحيوانات اثناء غيابك -انت دبرت كل شئ مسبقا ! اجابته بذهول -نحن لا نفكر سوى بمصلحتك ! اجابها ممازحا وعيونه تشرق بالمرح . انت بحاجة للراحة ، وبما اننى صاحب القرار . . . . -اتعتقد حقا اننى سارتاح اذا كنت ترافقنى ؟ وضحكت بمرح وسعادة لكن ستيف قاطعها بقبلة حارة اظهرت ما كان يختلج فى كيانه فى اليومين الاخيرين ، رغم الصلح الذى تم بينه وبين سام ، خوفا من منعها من الاستعداد جيدا للمشهد ، ولكن شوقه تاكد الان وكان قويا جدا استسلمت شفاه سام تحت ضغط شفتيه المشتعلتين ، بسعادة كبيرة بين ذراعيه ، اللتين تطبقان على خصرها كحلقة معدنية ، واخيرا رفع ستيف راسه وقال لها بحزم فجاة : اتوافقين على الرحيل معى ؟
----------------
الفصل الخامس
----------------
استسلمت شفاه سام تحت ضغط شفتيه المشتعلتين ، بسعادة كبيرة بين ذراعيه ، اللتين تطبقان على خصرها كحلقة معدنية ، واخيرا رفع ستيف راسه وقال لها بحزم فجاة : اتوافقين على الرحيل معى ؟ فتاملت وجهه ولاحظت علامات الارهاق عليه ، فوافقت على امل ان وجودها مع ستيف وحدهما يمكنهما من فهم مشاعرهما بوضوح اكثر -اذا سنلتقى امام السيارة بعد نصف ساعة . ثم ابتسم واضاف . اسرعى لننقذ نفسينا بسرعة قبل ان يطرح التصوير علينا مشكلة جديدة ! اعدت سام حقيبة ملابسها بسرعة ، وكونها كانت قد جاءت الى هنا من اجل العمل لم تكن قد احضرت معها ملابسا انيقة وصلت قبله الى السيارة ، واتكات على الباب واغمضت عينيها -الن تندمى ؟ سالها ستيف الذى اقترب منها ببطء انتفضت عندما تناول حقيبتها ووضعها مع حقيبته فى صندوق السيارة ، كان على عجلة من امره ليهرب قبل ان يطرا اى شئ يستدعى بقاءه كان الفندق الذى اختاره ستيف يقع على شاطئ البحر وسط مساحات موسيمية خضراء ، اوقف ستيف سيارته الجكوار امام باب الفندق فاسرع البواب لاستقبالهما ، وناوله ستيف المفاتيح عندما امسك ستيف يدها ليساعدها فى النزول من السيارة لاحظت سام اناقة الزبائن الذين يدخلون ويخرجون من الفندق ، فترددت قليلا ولاحظ ستيف انزعاجها -ما بك ، يا سام ؟ -لا يمكننى ان اظهر هنا بملا بسى هذه .وكانت ترتدى بنطلون جينز -ولكن بلى ، انظرى جيدا واشار الى ثنائى يسيران خلفهما ، وكان الرجل يرتدى شورت وقميصا مفتوحا على صدره ، بينما زوجته ترتدى ثوبا عاديا جدا -انهم لا يكونون انيقين الا فى المساء اذا كنت ترغبين ، بامكاننا ان نتناول العشاء فى مكان انيق ايضا اقترب موظف اخر واخرج حقيبتيهما من السيارة ، وسارت سام خلف ستيف باتجاه مكتب الاستقبال ، واحست بالندم لانها رافقته ، ايتخيل انها مستعدة لمشاركته غرفة واحدة لان ضعفها جعلها تشاركه ليلة فى خيمته ؟ فتركته يتابع سيره وجلست امام طاولة منخفضة تتكدس عليها المجلات ، وبينما تصفحت احداها ، لفت غلاف مجلة اخرى انتباهها ، وتعرفت فورا على الصورة التى التقتها لها روب درايسدايل فى المحمية ، ففتحتها وبحثت عن مقال الريبورتاج ، وبعد ان قراته بسرعة ، فتحت صفحة الاجتماعيات ، وتلقت ضربة قوية على قلبها عندما رات صورة لستيف تتابط ذراعه مخلوقة رائعة الجمال بهذه اللحظة اقترب ستيف منها يتبعه موظف يحمل حقيبتيهما ، فاسرعت سام ودست المجلة بين اخواتها -نحن فى طريقنا للطابق الثامن ، انا بحاجة للراحة وانت ؟ كانت منقبضة جدا فلم تستطع الكلام ، فاكتفت بانحناءة من راسها ، ماذا تفعل فى هذا الفندق مع ستيف ؟ اى جنون يدفعها لطاعته ؟ فرغبت من ان تعلن له انها ستستقبل اول سيارة تاكسى وترحل ، لكن يده الدافئة دعتها للتقدم نحو المصعد فى المصعد ، فكرت فى ان تخبره بقرارها ، لكنها كانت ترغب ايضا بالنوم على سرير حقيقى والنوم لمدة اثنتى عشرة ساعة ، وفى الممر ، اعجبت رغما عنها بالموكيت السميك بعد ان قضت مدة فى الغابة ، توقف ستيف امام احد الابواب وقال لها : لقد وصلنا فاستعدت الفتاة لمواجهته ، ولكن دهشتها كانت كبيرة عندما دس بيدها مفتاحا وقال : هذه غرفتك ، وغرفتى الى جانبها ، ما رايك بقيلولة ؟ من يستيقظ اولا يوقظ الاخر بواسطة الهاتف ، وسنلتقى بالتاكيد اثناء العشاء . ثم انحنى وطبع قبلة على جبينها كانه يتصرف مع اخته الصغيرة ، وعندما وصل الى باب غرفته قال مبتسما -نامى جيدا سامنتا ! لشدة دهشتها لم تتحرك وبعد لحظات ادارت المفتاح فى قفل الباب ودخلت ، بعد قضاء مدة شهر فى الغابة ، شعرت براحة كبيرة ، كان الموكيت الازرق الغامق متناسبا مع الجدران الافتح لونا ، وغطاء السرير متناسبا مع البرادى المقلمة ، فوقفت امام باب الشرفة الزجاجى التى تطل على البحر ، وبدون تردد خلعت حذاءها ، وسارت حافية القدمين ، والقت نظرة سريعة على الكرسى الهزاز والارجوحة والطاولة المستديرة ، من هذا الارتفاع اشجار النخيل تبدو كنقط صغيرةعلى جانب الشاطئ ، والمياه الزرقاء تزيد الجمال سحرا ، كانت الامواج تتمدد كشرشف واسع تتغير الوانه مع امتداده الافقى استندت على درابزين الشرفة تستمع لصوت الامواج المنتظم الذى حمل الى نفسها الراحة والى فكرها الهدوء ، وفكرت بستيف الذى يشغل الغرفة المجاورة ، بامكانه الظهور فى اية لحظة على الشرفة الملاصقة لشرفتها ، امام هذه الفكرة اسرعت بالدخول الى غرفتها ، لم تكن ترغب برؤيته قد لها السرير دعوة لا تقاوم ، لكنها قررت الاستحمام قبل النوم ، كان الحمام واسعا يضم بانيو بيضاوى الشكل ، فسرت كثيرا وملاته بالماء وبرغوة الصابون فانتشرت رائحة الياسمين بسرعة فى الحمام خلعت سام ملابسها ، وتاملت نفسها قليلا فى المرآة التى تشغل كل الحائط ، هل يجدها ستيف جميلة ؟ لقد اضافت شمس الكارايب لمحة ذهبية على بشرتها ، وشعرت ببعض القلق وهى تفكر بجمالها اقل مما تفكر بعيوبها ، وفجاة انتفضت مذعورة بسبب من تقلق نفسها ؟ من اجل من تفكر بتغير قصة شعرها ؟ فادارت ظهرها للمرآة ونزلت فى المياه المعطرة ، وشيئا فشيئا بدات عضلاتها بالاسترخاء ، وتمددت بلذة وفركت جسدها بتمهل ، وغسلت شعرها جيدا لكى تعيد له لونه الحقيقى ، وبعد دوش سريع ، لفت جسدها بمنشفة كبيرة وعادت الى غرفتها اسدلت الستائر فغرقت الغرفة فى ظلام خفيف ، ورفعت غطاء السرير وتلذذت بالنوم بين الشراشف المنعشة وغطت فى نوم عميق ايقظها رنين الهاتف من السلام اذلى كانت تغط فيه ، فتقلبت فى فراشها بانزعاج ، وكانت ترغب بالاستسلام مجددا الى النوم ، ولكن رنين الهاتف لم يتوقف ففهمت فجاة انه الهاتف فمدت يدها نحو السماعة وقالت بصوت مختنق : الو ؟ -هل ايقظتك ؟ سالها ستيف بلطف . انها الساعة الخامسة الست جائعة ؟ ففركت عينيها وترددت قليلا ، ثم اغرتها فكرة الطعام . -نعم انا جائعة -حسنا لنلتق فى الاسفل ، فى البار سنتناول الطعام هنا فى الفندق -اوه لا ! وتذكرت الفستان الوحيد الذى لا يزال فى الحقيبة ، واضاف بسرعة كى لا يعتبر ستيف ردة فعلها رفضا -ليس لدى شئ مناسب ارتديه -اذا ساطلب ان يحضروا لنا الطعام الى غرفتى ... فى الساعة السابعة ، وهكذا يكون لديك متسع من الوقت لترتاحى اكثر موافقة ؟ القبول بتناول العشاء فى غرفته فكرة اقرب للجنون ... بقبولها ذلك تكون تستعد لقضاء الليل معه ؟ من جانبه ستيف لايشك ابدا بذلك ، ومع ذلك لم يبد الحاحا -نعم ، سنلتقى فى الساعة السابعة . واقفلت السماعة واستلقت من جديد فى سريرها ، واخذت تتامل سقف الغرفة ، واكتشفت بسرعة الحقيقة المرعبة ليس ضد ستيف يجب عليها المقاومة هذا المساء ، ولكن ضد نفسها ، فذكرى ليلتهما فى الخيمة لا تزال حية فى ذهنها ، وترعبها كثيرا ، هل ستنجح فى السيطرة على عواطفها وكبت رغباتها عاشت مع ستيف اجمل لحظات حياتها كلها ؟ حاولت ان تتهرب فى افكارها ، وتقلبت كثيرا فى فراشها ، وفكرت بالهرب قبل موعد العشاء ، ثم نهضت فجاة بعد ان لمعت فكرة فى راسها ، ارتدت ملابسها بسرعة ونزلت الى البهو ، وهى تتلفت حولها كى لا تلتقى بستيف ، ودخلت احدى محلات الفندق ، واشترت مجلة تعرض صورة لستيف مع امرأة جميلة جدا ، بعد رؤيتها لهذه الصورة الا يجب ان تستعيد عقلها ؟ فخبات المجلة فى حقيبة يدها ، انها بحاجة لفنجان قهوة يوقظها جيدا ، وسالت البائعة عن مكان البار ، فدلتها عليه ، وهى فى طريقها الى البار لفت نظرها محل لبيع الملبوسات الجاهزة وتوقفت امامه قليلا فدعتها البائعة للدخول ، وبعد تردد قصير ، دخلت سام كى لا تحرج مشاعر البائعة ، وبمجرد الفضول فقط تناولت البائعة ثوبا رائعا وقالت بحماس : هذا الثوب وصلنا اليوم ، ما ان رايتك حتى فكرت بانه صنع خصيصا لك . ونشرت الثوب امامها ، وكان متموجا بالالوان الزرقاء المختلفة لمست سام الثوب فوجدته ناعما ، ورائعا فى الوانه المتماوجة ، واحست بان بحر الكارايب كله يتموج امام عينيها -انه من الحرير الطبيعى ، جربيه . قالت لها البائعة عندما لاحظت اعجابها به جربته سام بسرعة ، فهذا الثوب الانيق قد يحل لها مشكلتها الطارئة ، ويجنبها العشاء وحدها مع ستيف فى غرفته وعندما خرجت من غرفة القياس كان القماش الحريرى يداعب جسدها كما داعبته مياه البانيو قبل ساعات ، واحست سام بشئ كبير من التغيير ، فالثوب يظهر رشاقة جسدها الكامل ، ويترك ذراعيها وظهرها عراة ، ويكشف جزءا كبيرا من صدرها ، وله سحاب صغير يختبئ على الخصر الايسر ، انه ثوب رائع لقضاء ليلة من الاحلام فى الرقص حتى الفجر -ساشتريه . قالت سام وقد وقعت تحت سحر هذا الثوب -الديك حذاء مناسب ؟ سالتها البائعة بسعادة كبيرة بعد نصف ساعة خرجت سام من المحل وقد نسيت قهوتها تماما ، ان نصائح صوفيا البائعة فتحت لها افاقا جديدة ، صوفيا محقة هناك ملابس انيقة ومناسبة دائما ، ولم يسبق لبناطيل الجينز والقمصان ان جعلت سام تشعر بمثل هذا الاحساس مع الملابس التى ساعدتها صوفيا فى اختيارها ، وكانت قد اشترت حذاء عالى الكعبين ومايوه بيكينى وملابس داخلية من الدانتيل لم تستطع مقاومتها ، وشالا عريضا ناعما بينما كانت تحاول جاهدة ان تحمل اكياسها فى يد واحدة لتفتح باب غرفتها سمعت احدا يغلق بابا مجاورا ، فحبست انفاسها ، لكن صوت امرأة طمانها بسرعة -هارى ، ساعد هذه الشابة ! اسرع الرجل المسمى هارى ، وكان مسنا يرتدى بدلة من السموكن ، وساعدها فى ادخال اغراضها الى غرفتها ، فشكرته بامتنان ، وعندما خرج تاملت ساعة يدها انها السادسة والنصف ، لا يزال امامها نصف ساعة على موعدها مع ستيف بعد عشرة دقائق كانت قد بدلت ملابسها وزينت وجهها ووقفت امام المرآة تسرح شعرها الطويل ولاحظت ان وجهها ممتلئ بالصحة والحياة ، وكانت ملاحظات دونالد المزين قد افادتها كثيرا كان الثوب يناسبها ويبرز جمالها ، لكنها احست بانها عارية تحت القماش الحريرى الذى يتمايل مع تحركاتها ، وكانت صوفيا قد نجحت فى اقناعها بشراء زجاجة عطر كانت اللمسة الاخيرة على زينتها ، وتلفتت امام المرآة وشعرت انها مستعدة لمرافقة ستيف الى ارقى مكان فى بورتوريكو ن تناولت حقيبة يدها وشالها ، واتجهت نحو الباب ، لكنها غيرت رايها فجاة ، لن تصل الى غرفته بالموعد تماما ، لا يجب ان تتركه يعتقد انها كانت تنتظر هذه السهرة بفارغ الصبر ، ثم جلست على الكنبة تتصفح المجلة التى اشترتها منذ قليل وبسرعة وجدت الصفحة حيث توجد صورة ستيف مع امرأة على شاطئ كاليفورنيا ، وكانت رفيقته ترتدى مايوها بيكينى احمر ، وتمسك بيده وكانها تملكه ، فعقدت سام حاجبيها وقرات المقال المرافق للصورة -ستيف فيتزجيرالد ، المخرج المشهور يعود دائما ليرتاح فى فيلته فى ماليبو ، وهو يقوم بنزهات طويلة على شاطئ المحيط ، وبجانبه الممثلة بيفرلى ايستون ، رفيقته الدائمة ، ستكون بيفرلى بطلة فيلمه القادم كانت مفاجئة سام كبيرة عندما قلبت الصفحة وتعرفت على نفسها مع ستيف فى صورة ثانية ! من التقط لها هذه الصورة فى الغابة ، ومتى ؟ يبدو من الصورة انها التقطت من مكان بعيد ثم كبرت فيما بعد ، فجف حلقها وهى تقرا السطور بسرعة -ستيف فيتزجيرالد يشير الى مغامرة جديدة اثناء تصوير فيلم اميرة الغابة سامنتا كولنز ، ابنة جون كولنز المروض الشهير لم تنجح فى مقاومة المخرج الدون جوان الساحر! وقعت المجلة من بين يديها ، ونهضت سام وتنفست بعمق ، وعبرت الغرفة ثم فتحت الستائر وتاملت البحر كيف امكنها ان تستلم لاوهامها ؟ ليس لها مكان فى حياة ستيف ، فى كل فيلم له يتعرف على فتاة اخرى ، والنساء تجعل مهمته سهلة ، فاكثرهن جمالا لا تستطيع مقاومه سحره وكلهان يرغبن باقامة علاقة معه وستيف يجرؤ على الطلب من سام ان تثق به ، وان تغمض عينيها عن كل ما تنشره الصحافة ! ولكن هذه الصورة ، ايمكنها ان تتجاهلها ايضا ؟ ظهورها فى هذه المجلة العالمية ، ستجعل الجميع يعرفونها وستسرى الشائعات عن علاقتها بهذا المخرج الفاتن المستهتر من جديد ، هنات سام نفسها لانها اشترت هذا الثوب الذى يمكنها من العشاء فى الخارج ، وفكرت باشفاق بكل عشيقات ستيف ، ماذا اصابهن ؟ بيفرلى وحدها ستشاركه فيلمه القادم ، وهى تشاركه وجوده دائما ، ماذا حل بالاخريات ؟ هل نجحن فى نسيان ستيف ؟ لا تظن ذلك لا بد انهن يقارن كل رجل يلتقينه بستيف ، لمساته وقبلاته ، ولن يتمكن من استقبال من اى رجل اخر تلك السعادة التى عرفتها مع ستيف نهضت سام بكبرياء وقررت ان لا تنضم الى لائحة البائسات اللواتى وقعن فى شباك ستيف ، ورمت شالها على كتفيها وتناولت حقيبة يدها ، وغادرت غرفتها وهى ترفع راسها عاليا دقت سام على باب غرفته وهى تتسلح بالاصرار على مقاومه سحره ، ووضعت خطة واضحة ستظهر ادبا ، لكنه ادب حازم لكى تقترح على ستيف تناول العشاء فى مطعم الفندق ، وفيما بعد سترحل دون اخباره وليفكر بما شاء عن موضوع اختفائها المفاجئ -لحظة . صرخ ستيف من الداخل فابتسمت بمرارة بينما انقبض قلبها بالملل لا يشك السيد فيتزجيرالد بشئ ، لكنها تخبئ له مفاجاة كبيرة عندما فتح لها الباب كان يرتدى بدلة سوداء انيقة ، وشعره لا يزال رطبا وتفوح رائحة عطر طيب منه -يا الهى كم انت جميلة ! قال لها بدهشة كبيرة مثل هذا الاطراء لو جاء فى الصباح لكانت سام سرت به كثيرا ، لكنه هذا المساء لايؤثر عليها ، ولا يترك عليها اى اثر للانفعال ، وخلف ابتسامتها الخفيفة كانت تشعر بان دمها يسرى باردا -فكرت اننا سنكون افضل لو تناولنا عشاءنا فى الاسفل . قالت وهى لا تزال مسمرة امام الباب امسك ستيف يدها واجابها بسرعة : لقد سبق وطلبت عشاءنا ، اذا ادخلى فرفعت راسها وكانت ان قررت ان تظهر له مع اى امرأة يتعامل ، ولم تتردد فى الدخول الى غرفته وابتسمت له ابتسامة باردة اخرى -سام ، الا تزالين متعبة ؟ اذا كنت تريدين ان تستلقى ريثما يحضرون . . . . -اوه لا ، انا لست متعبة ابدا -لكنك تبدين . . . وقطع كلامه فجاة وامسك كتفيها ونظر مباشرة الى عيونها -انت رائعة من اين جاء هذا الثوب ؟ ارتبكت رغما عنها تحت ملامسة يديه ، لكنها ابتعدت واجابته . لقد اشتريته من محل الالبسة التابع للفندق -كنت قد اعتدت على رؤيتك بالجينز . . . او بدون شئ . همس ستيف وهو يجذبها الى صدره من جديد ، وطبع قبلة على شفتيها ، وبجهد يفوق طاقة البشر تجاهلت الاحاسيس التى اجتاحتها ، واخيرا تركها ستيف ونظر اليها مفكرا -اجلسى على الشرفة ، لن يتاخروا باحضار العشاء ، سانضم اليك حالا كانت الشرفة تطل على نفس المنظر الذى عليه شرفتها ، فاتجهت الفتاة بخطى مسرعة وفتحت الباب الزجاجى ، انها ترفض ان تكون نصرا عاطفيا جديدا فى حياة ستيف ، ولم تعد تهمها الاجازات ، ما ان تنتهى هذه السهرة اللعينة حتى تعود الى مكان التصوير بسرعة لتنهى هذا الفيلم وتنتهى من هذا المخرج وتحذفه من حياتها للابد كانت الطاولة المستديرة التى على الشرفة مغطاة بشرشف ابيض ويتوسطها باقة من الزهر ، فتذكرت الغابة ، وكانت الانوار خفيفة ، ورغما عنها شعرت بالاسترخاء ظهر الخادم فجاة يدفع امامه عربة متحركة ، وبسرعة اصبحت الطاولة مليئة بالاطباق الفضية التى تنبعث منها رائحة لذيذة ثم انحنى الخادم وتناول من اسفل العربة زجاجة خمر ، وبهذه اللحظة انضم اليها ستيف وقدم لها كرسيا ، فجلست بسرعة لانها كانت تحس بان قدميها تهتزان تحتها فتح الخادم الزجاجة ، وقدم كاسا لستيف ، وبعد ان تذوق الشراب ، هز ستيف راسه ، فملا الخادم كاس سام ثم ترك الزجاجة على الطاولة ، وانسحب يجر عربته وترك سام وحدها مع ستيف احست الفتاة فورا بارتباك خفيف مخيف ولذيذ بنفس الوقت ، هل فقدت حزمها وقواها ؟ تساءلت وهى تخفض نظرها ، رفع ستيف كاسه وقال : نخبنا فعلت سام مثله وحاولت ان تنتبه كى لا تكثر من الشراب قبل الطعام ، لكن هل ستستطيع تناول الطعام وهى بهذا التوتر ؟ كانت جاذبية كبيرة تشع من رفيقها ، من هو ستيف فيتزجيرالد فى الحقيقة ؟ انها تعرف عنه صور مختلفة ، بامكانه الظهور عنيفا ، جافا ساخرا ، كما يظهر اثناء التصوير الفاشل مثلا ، لاحظت ذلك بنفسها لكنها تعرف ايضا انه رجل لطيف ورقيق وحنون وذكى ومثير ... حاولت ان تتخلص من افكارها كانت تذهب بعيدا ، بامكان ستيف ان يحب بقوة وجنون وبصدق ، لكن ذلك الحب لا يدوم اكثر من ايام او اسابيع ... بضعة ليالى فقط وتذكرت سام خيانة زوجها السابق بول ، لكن بول لم يساعدها فى اكتشاف وتذوق اللذة التى شعرت بها مع ستيف ، هذه المرة بسبب ضعفها ، رمت سام نفسها فى المجهول -ناولينى صحنك سام انتفضت وادركت ان ستيف كان يكلمها ، ورفعت الصحن البورسلان وناولته له ووجدت ان الحساء لذيذ جدا ، وكان ستيف ايضا يتذوقه بنفس اللذة ، ولا يحاول ان يزعجها بالكلام ، فعادت لتاملاتها بصمت تحت نور المصباح الخفيف ، كانت الاوانى الفضية البورسلان تلمع ببريق جميل ، فاحست سام بموجة من الراحة والسلام ، وابعدت كاس الخمر عنها ، وتساءلت من جديد ، اتشعر بتاثير الخمر ام بتاثير وجود الرجل الفاتن الذى تحاول ان تنساه ؟ ثم تناولت السلطة والقريدس مع بعض المقبلات ، كانت تتخبط فى شوكتها وسكينها الى اللحظة التى انتبهت فيها الى ان ستيف يتناول القريدس باصابعه ، فجف حلقها من شدة الانفعال وهى تراقبه ، ارتبكت كثيرا لدرجة انها لم تعد تستطيع متابعة طعامها ، مجرد رؤيته ياكل تؤثر عليها ، فكرت بينما يغمس فاكهة البحر فى الزبدة الذائبة ، ثم يرفعها الى فمه ويلمس اصابعه ، احست فجاة باحمرار وجنتيها ، واعادت نظرها الى صحنها بعد ان غسلا ايديهما ، ابعد ستيف الصحون الفارغة وقال لها : فلنلتهم الحلوى الان . وتاملها قليلا ، وكانه يحاول ادراك سرها ، هزت سام راسها ولم تكن قادرة على وضع لقمة اخرى فى فمها ، لكنها تفضل تاخر لحظة الكلام قدر الامكان -الم يعجبك الخمر ؟ سالها وهو يدير كاسه بين اصابعه -بلى . وشربت جرعة من كاسها -لماذا انت متوترة ؟ -انا لست متوترة ! وتظاهرت بالدهشة ثم جمعت كل شجاعتها وسالته مفاجئة وجافة -على شرف ماذا نظمت هذا الاحتفال المميز ؟ ولم تتراجع امام فكرة الظهور بشكل فظ ، بل على العكس ، اصرت على ذلك كى لا تطول السهرة كثيرا كان ستيف يتاملها جيدا فاضطرت ان تدير وجهها -انا لم افكر باى شئ مميز كيف سيمكنها ان تقول له " ستيف كان عشاء رائعا ، اعجبنى كثيرا ولكن . . . " كيف سيمكنها ان تقول له " لقد قرات اخر مقال عن مغامراتك ولا اريد ان اكون بين انتصاراتك " كيف سيمكنها ان تقول له كل هذا ؟ بينما كانت تبحث عن الكلمات المعبرة طرح ستيف عليها سؤال لم تكن تتوقعه فانتفضت -كان عمرك سبعة عشرة عاما عندما توفى والدك ، اليس كذلك ؟ -نعم ، ولكن لماذا .... -فى الثامنة عشرة تزوجت من المؤلف السينمائى بول هارتنسل .... -ستيف ، لا ارغب ابدا بـ .... -لا ، انت لا ترغبين ابدا بمناقشة ما يزعجك احست سام باحمرار وجهها ، وشدت على قبضتى يديها لتمنعها من الارتجاف واعترضت : هذا ليس صحيحا -بهذ الحالة يمكننى ان اتابع . اجابها بحزم . ثم حصلت على الطلاق فى التاسعة عشرة من عمرك ، بعد ان فاجات زوجك مع امرأة اخرى ، اليس كذلك ؟ -وما دخلك انت ؟ نظر اليها ستيف دون ان يرمش -انا لا اتدخل عادة بشؤون الاخرين ، سامنتا ، لكن ان تستمر امرأة مثلك بالهرب مما تقدمه لها الحياة فهذا لايمكننى ان اقبله احست سام بالصدمة وبالالم واحتفظت بالصمت ، لقد حاول ستيف ان يتلمس جرحها ، اراد ان يهاجم النقط الاكثر حساسية فى حياتها -ليس الامر متعلق بما تقدمه الحياة لى ، ولكن بما تقدمه لى انت علاقة صغيرة عايرة اليس كذلك ؟ علاقة تنتهى مع فيلمك الجديد ؟ فيلم ، امرأة جديدة هذا ما تكتبه عنك الصحف ! حسنا اذا كان الاخريات يكتفين بذلك ، فانا لا ! وفر عليك الجهد الان ! ثم سكتت واستعدت لان يجيبها بسخرية جديدة لكن جوابه ادهشها كثيرا -سامنتا ، لن اتتركك ابدا ابدا فماتت الاتهامات واللوم فى حنجرتها -ارجوك ستيف ، انا لا اعلم اية لعبة تلعب معى ولا .... -سامنتا انا احبك كانت سامنتا تتخيل ستيف امام كاميراته كان دائما مقنعا ، لكنه الان تخلى عن كل قوته ورجوليته ، وانحنى نحوها ينظر اليها بقلق ويذل نفسه لكنها ظلت كلوح من الرخام -انا احبك ، سام احبك . . . احبك وعندما لم تجبه مد يده وداعب خدها : رايت بعد الظهر مجلة كتبت الكثير عنك . ولكى تخفى اضطرابها رفعت خصلة شعر عن جبينها المشتعل ، فامسك ستيف يدها ورفعها الى شفتيه -هذا المقال ساعدنى كى افهمك . قال لها بهدوء ، وهو لا يزال يمسك يدها التى تحاول سحبها واضاف . توفى والدك وانت فى السابعة عشرة من عمرك ، ومهما قلت يتالم المرء كثيرا عندما يخسر شخصا عزيزا فى مثل هذا السن ، وكنت قد فقدت والدتك منذ مدة طويلة ، فاصبحت وحيدة فى العالم لم يعد بامكان سام حبس دموعها اكثر ، فادارت وجهها كى تخفيها ، لماذا يعذبها ؟ ماذا يريد ان يثبت لها ؟ -فرميت نفسك فى الزواج على امل ان تجدى سندا ومحبة وامان ، انا متاكد من ذلك حاولت سام للمرة الاخيرة ان تسحب يدها ، فتركها ستيف -سام ، انا ارتكبت شخصيا اخطاء كثيرة فى حياتى ، ولكنى لم اتركها تدمرنى ، بول هارتنل رجل غير شريف ، لقد صادف ان علمت معه منذ عدة سنوات ، انه مستعد للقيام باى عمل وضيع فى سبيل مهتنه ، صدقينى بدل ان تلومى نفسك احتقريه على خيانته ، هو لا يستحق امرأة مثلك كانت سام تركز نظرها على الطاولة ، عندما سمعت كرسيه يتحرك ، واحست فجاة بيديه على كتفيها -فى البداية كنت اعتقد انك تضعين قناعا ، وترفضين التصرف بطبيعية معى ، لقد اسات الحكم عليك رفعت سام نظرها نحوه بحثا عن معنى لكلامه ، فامسك يديها وساعدها على النهوض ، ودون ان تلفظ باية كلمة ، اسندت راسها على كتفه بينما اخذ ستيف يداعب شعرها -انت لا تعلمين كم سيكون عذابى اذا تخليت عنى ! قال لها بحنان صادق -انا لم افكر ابدا فى هجرك . اعترفت له بهمس . ولا اخاف سوى من اليوم الذى ستهجرنى فيه انت كرد على كلامها ، رفع ذقنها بيده وقرب وجهها من وجهه ، وتناول شفتيها بدون قوة واكتفى بقبلات خفيفة ، وترك يده تداعب ظهرها العارى الى ان اخذت ترتعش بين ذراعيه -اتريدين تناول الحلوى ؟ همس فى باذنها هذه المرة اجابته بدون كذب ، وبصوت متنهد : لا فضمها اليه اكثر ، فشعرت بضعف كبير ، ورمت كل ثقلها بين ذراعيه ، واغمضت عينيها وتركت العنان لفكرها ، كانت اصوات الامواج تصل اليها من بعيد ، فاستمعت اليها وهى تشتم رائحة عطر ستيف الممتزجة برائحة الشاطئ مرت دقائق طويلة وهما يشعران بالسلام التام ، ثم امسك ستيف يدها وجذبها الى الداخل واقفل باب الشرفة ، خلع جاكيتته ، وعندما بدا يحل عقدة الكرافات ، جلست سام على جانب السرير الكبير ، علاقتهما الحميمة بدت لها شيئا طبيعا جدا ، مع انها منذ قليل كانت تشعر بان قوة سلبية تحول بينهما ، الشعور الذى يسيطر عليها الان يبدو ذا طبيعة اخرى ، كل واحد منهما يجذب الاخر بقوة كبيرة اتجه ستيف نحو سام بهدوء ، وجلس على ركبتيه امامها ، فصرخت وامسكت كتفيه عندما تفاجات به يخلعها حذاءها ، وبكل هدوء رماه جانبا على الموكيت ثم نهض ، فحبست سام انفاسها عندما رات قامته الطويلة تطغى على قامتها ، كما كان ستيف رقيقا وشفافا فى اعلان حبه ، كان يظهر ثقة كبيرة عندما يصل الى لحظة التعبير عن هذا الحب انحنى وقبل سام وهو يجذبها لتتمدد على السرير ثم تمدد معها بنفس الوقت ، واصبحت قبلته اكثر حرارة ، لشدة ارتباكها وعنفه ، احست سام بان انفاسها تتقطع ولم تعد تسمع سوى دقات قلبها كان قماش ثوبها الحريرى يشكل سورا رمزيا حيث تنزلق اصابع ستيف لتوقظ فى هذا الجسد رغبة تدفع سام لتشد نفسها اليه اكثر ترك ستيف شفتيها ورسم خطا من النار المشتعل على طول عنقها ولم يترك لها مجالا لتهدئة انفاسها الغير منتظمة برقة وبجراة ايضا بحثت يداه تحت ثوبها لتصل الى ساقيها بمداعبات متمهلة الى ان رفع ثوبها ، تنهدت سام عندما سلكت اصابعه الاتجاه المعاكس على جلدها العارى ، فدفعتها غريزتها لكى تشجعه اكثر لتلبية نداءات جسدها الخفية ، لكن ستيف اختار ان يثبت يديه على خصرها ، وتابع تقبيل جسدها المرتعش الذى يكشف عنه اعلى ثوبها ، ثم رفع راسه وقبل كتفها قبل ان يعود الى فمها بحرارة زادت من نيرانها رغباتها لم يسبق لاى رجل ان اشعل احاسيسها مثل ما يفعل ستيف ، وهى لا ترغب سوى بالارتماء فى هذه النار الملتهبة ، ان ما حصل بينهما قبل هذه الليلة لم يكن سوى تمهيدا ، لا شئ لا احد يمنعهما هذه المرة من تحقيق الاتحاد التام الذى يرغب به كل رجل وامرأة بطبيعتهما منذ بداية الكون كانت تطلبات جسدها تفرض عليها حركاتها ، فبدات بفك ازرار قميصه ، وانفاسه المتسارعة جعلتها لا تعرف كيف تخلعه ملابسه ، انها بغاية الشوق لكى ترد لستيف لمساته . وهكذا الى ان بدات تشعر بالثمل نهض ستيف وانهى خلغ ملابسه ، وجلست سام على السرير تتامل قامته وهى تحبس انفاسها ، اتجه ستيف بجسده القوى الرياضى نحو النوافذ واسدل الستائر ، وبينما اتجه نحو الباب ليقفله بالمفتاح ، استلقت سام الى الخلف ورمت راسها على الوسادة وقلبها يدق بقوة عاد ستيف نحو السرير ، واحست به يقترب من خلال جفونها المغمضة ، خفف نور السرير ، وتخيلت الفتاة المشهد الذى تقدمه له بدورها ، راسها على الوسادة وشعرها منتشر حول راسها وكتفيها وثوبها يظهر كل تقاطيع جسدها حملها ستيف بخفة ورفع غطاء السرير ، ورمى الوسادات الصغيرة على الارض ، كانت سام ترتعش مع كل حركاته ، وبخبرة رجل فنان يداعب لوحته الفنية ، ساعدها فى التمدد فى وسط السرير وبلمحة البصر ، اصبح الى جانبها ، وبنفاذ صبر اكتشفت فتحة ثوبها الجانبية ، فانفتح الثوب الحريرى بصوت يشبة الهمس وبلحظة واحدة وجدت سام نفسها عارية تحت نظرات ستيف -كم انت رائعة . همس ستيف وهو يطبع قبلة خفيفة على شفتيها المرتجفتين ، ثم مد ذراعه واطفا النور تماما بعد حمى الانفعالات التى رمتهما نحو بعض كان الحنان كبيرا وطبيعيا . وبكل هدوء وبكل حنان جعلها ستيف اخيرا تنتمى اليه تنهد واسند راسه بين كتفيها ، فامتلات عيونها بالدموع ، كيف استطاعت ان تكون رقته وشفافيته ؟ كم قاوما ! كم صمدا فى لحظة تعارفهما الاولى امام هذا الشعور المتبادل ! بضعة لحظات مرت ، بدا الوقت خلالها معلقا ثم وبمشاعر لم تكن سام تعتقد انها قادرة عليها من جديد ، بمشاعر اكثر عنف نسيت من جديد كل شئ ، ونسيت ظلام الغرفة ، واستجابت من جديد لستيف الذى قادها الى قمة اخرى من النشوة ، وسقط راسها الى الخلف عندما هزتها موجة اخرى ولم يعد بامكانها تحمل المزيد ، وكذلك ستيف وصل الى اللحظة التى بدا يرتجف فيها ، ورمى نفسه عليها فاستقبلته بروحها وقلبها مرغت سام راسها فى صدره ، وكان قلبه كقلبها عاد لانتظام دقاته ، لم يكن احدهما قد تكلم حتى الان ، فاعتقدت انه نام -ستيف ؟ همست بصوت منخفض لم يجبها ستيف لكنه ضمها اليه اكثر فاستندت الى مرفق يدها ، وقربت شفتيها من اذنه ، لم تعد خائفة ، وشعرت بالجراة للعيش من جديد ، وسالت دموعها لشدة انفعالها وفيض عواطفها -ستيف انا احبك . فقبلها وقال بحنان -انا ايضا احبك ، سام احبك لدرجة الجنون ثم نهض وامسك الغطاء وغطى سام بحنان ، ودس وسادة تحت راسها ، وتمدد من جديد ومن طريقته فى ضمها اليه ، احست انها اغلى واثمن مخلوق على سطح الارض -نامى الان حبيبتى . همس باذنها وعاد اليها سريعا حتى فى احلامها **** -اذا لم تسرعى بالخروج من هذا البانيو ، ساضطر لاستعمال القوة ! هددها ستيف وكان يقف امام المغسلة -انت لم تنتهى من حلق ذقنك . اعترضت سام . فلماذا تستعجلنى ؟ ومدت له لسانها وهى تضحك -انت تستحقين درسا ! صرخ ستيف متظاهرا بالغضب -وانت من سيلقنى هذا الدرس ! اجابته ممازحة وهى تفرك وجهها بالصابون -اوه ، لا ستيف لا . . . . دون ان يستمع لها انضم اليها فى البانيو -يجب ان نكون فى المطار بعد ساعة ، اذا لم نكن نرغب بالتاخر عن الطائرة التى ستقلنا الى كاليبرا . اكد لها بحزم وهو يتاملها باعجاب -حسنا ، ساسرع -انت تسترخين فى هذا البانيو منذ ساهة ! فانفجرت ضاحكة -كنت سعيدة جدا بهذا الحمام ، لن اعود معك ابدا الى الغابة ، لم يعد يعجبنى الاكتفاء بدوش بارد يوميا ! امسك ستيف الصابون المعطر بيديه ، وامرها بحزم -كونى هادئة ، ساساعدك والا لن تنتهى ابدا كانت سام تعى مقدار الرغبة التى تتوالد بينهما كالاشعاع ، فجلست فى البانيو على ركبتيها وظهر القسم الاعلى من جسدها من بين الرغوة البيضاء ، واضطرت لان تعض على شفتها ، كى لا تخونها احاسيسها عندما احست بالصابون على جسدها ، وايضا باصابع ستيف ثم لمعت عيونها بالمكر عندما طلب منها ان تناوله كف الاستحمام ورجاها ان تنحنى وتستدير . . . . كانت ترتعش وهى تطيع اوامره التى يصدرها بصوت هامس ، وشيا فشيا احست بنداء عميق من الانفعالات التى اخذت تالفها -اريد ان اساعدك انا ايضا ، والا لن ننتهى بسرعة . قالت وهى تتناول الكف من يده وبدات تفرك كتفيه وعندما وصلت الى ذراعه ، التقت نظراتهما للحظات -سام انت تلعبين بالنار -لكننى لست خائفة ! اجابته بابتسامة مثيرة -حقا ؟ اجابها بنفس الابتسامة ، وسحب منها كف الاستحمام وضمها اليه ، والهب جسدها بقبلة حارة ، ولم يخرجا من الماء الا بعد ان اصبح البانيو باردا **** -نحن على وشك الهبوط ، شدوا الاحزمة . قال كابتن الطائرة ذات المحركين يخفف ارتفاعه فوق التلال الخضراء ولم يكن فى الطائرة سوى عشرين مقعدا ، وحلقت فوق مياه الكاراييب ثم بدات تحط على مدرج غير مستوى ، لم تستطع سام ان تشارك الكابتن ابتسامته واطمئنانه ، فامسكت يد ستيف وشدت عليها الى ان سكت صوت المحركين -انها رحلة جميلة ، اليس كذلك ؟ قال الكابتن وهو ينظر اليهما مبتسما بمرح عبر ستيف وسام ارض المدرج برفقة الكابتن وقادهما نحو سيارة جيب -لا يوجد فى ذهه الجزيرة الصغيرة سوى بضعة سيارات ، وشوارع لا تتعدى الخمسة كيلو مترات ، ولكنى ساوصلكما الى اقرب مكان الى فلامنغو وبعد ساعة من السير على طرقات بالكاد معبدة ، توقفت السيارة الجيب امام ساحة صغيرة -هنا ساترككما . قال الكابتن . الشاطئ امامكما . ثم اشعل سيجارة وعاد الى الوراء واضاف . الواجب ينادينى ، ساعود لاصطحابكما مع غياب الشمس سارت سام مع ستيف بين الاشجار الكثيفة ، وكانت متاكدة انها لن تعرف الملل ابدا مع رجل مثله ، فجاة انفرجت الاشجار لتفتح على الشاطئ الهادئ الممتد الى الافق والشبيه بفجر الزمن لاحظ ستيف ردة فعل واعجاب سام ، فابتسم لها ابتسامة مشرقة -ايعجبك هذا المكان ؟ -انه رائع ، ستيف ! اجابته بحماس -سنضع اغراضنا تحت هذه النخلة ، هيا ابداى بخلع ملابسك . خلعت سام بنطلونها الجينز وبلوزتها القطنية ، وتاملت المايوه الازرق الذى كانت قد اشترته بالامس ، الم يكن من الافضل لو ارتدت مايوهها القديم ؟ لكن ملامح ستيف عندما التفتت وراها ، اكدت لها تبدو مغرية بهذا المايوه -اقتربى . امرها بلهجة تدل على نواياه . فتراجعت سام الى الوراء -الا تريد ان تعلمنى الغوص كما وعدتنى . سالته بحزم ، فخلع ملابسه بسرعة وكانه لم يعد يستطيع تحملها وقال : حسنا هيا بنا ! وما ان اقتربت منه حتى ضمها بالخداع وغطى عنقها بقبلات خفيفة -انت تجعلين منى رجلا مجنونا ! فى البداية قاومته سام لكى تتخلص منه ، ولكنه بسرعة تخلت عن المقاومة بوجه عواطفها ، واستجابت للمسات التى تقودها الى عالم اللذة ، وعقدت ذراعيها خلف عنقه ، وجذبت وجهه نحو وجهها كان هو من تركها اولا وقال ممازحا بمرح -اذا لم نبدا حالا ، فانت لن تتعلمى الغوص ابدا ! قال لها رغم انفعالاته ، ثم انحنى واخرج من حقيبة الظهر التى كانت معه قناعين وانبوبين وزوجين من البالمان نزلت سام الماء معه حتى بدا يغطى نصف قامتها ، واستمعت بانتباه لكل تعليماته ، ثم تقدما اكثر ، وعلمها ستيف كيف تستخدم الانبوب ، غطست سام راسها فى المياة الزرقاء ، وشعرت اولا باحساس غريب ورفعت راسها فورا لتاخذ نفسا ، لكنها بسرعة اعتادت على الحصول على الهواء الضرورى بفضل ما يقدمه لها الانبوب ، ظل ستيف الى جانبها يمسك يدها ، ويطفو معها على الامواج المنعشة ، وبعد قليل لمس كتفها وسالها وهو يجبرها على الوقوف -كيف تتحملين هذه الادوات ؟ -جيدا -حسنا ، سنسبح حتى تلك الصخور ، ولن لا تتركى يدى ، وعند اقل مشكلة حذرينى فاعادت القناع على وجهها بفرح وهى تفكر بروعة ما ستكتشفه ، لم يخيب البحر املها ، كان هادئا وشفافا ، فكشف لها عن كنوز اعماقه ، والمياه المالحة حملت سام ووفرت عليها القيام بجهد كبير ، وسمحت لها بتركيز كل انتباهها على المشاهد الرائعة التى تحيط بها ، دهشت كثيرا عندما اكتشفت مدخل مغارة سرية وندمت لانها لم تتمرن من قبل على الغوص تحت البحر . . . وبينما هى فى غمرة تاملاتها ، شد ستيف على يدها وجذبها باتجاه حديقة تتموج بالوان قوس قوس قزح ، من الابيض حتى الاحمر الغامق ، قرب ستيف كانت سام تشعر بالامان المطلق ، لم تكن تسمع سوى تنفساتها ، وكان ظهرها معرضا لاشعة الشمس ، وجسدها يتنعم بحرارة المياة المعتدلة ربت ستيف على كتفها ، ودعاها لاخراج راسها من الماء ، فاحست وكانه تغادر عالما رائعا لتعود الى عالم الواقع ، ولم تكن قد انتبهت لمرور الوقت -هذا يكفى للمرة الاولى . اكد لها ستيف رفعت راسها رغما عنها ، وكان ظهرها على وشك الاحتراق ، والبالمات بدات تثقل كاحليها -انا بغاية الشوق لتعلم الغوص ! قالت له بحماس . فى المرة القادمة . . . . ضحك ستيف وطبع قبلة على انفها -اشعر بسعادة كبيرة عندما اراك مسرورة ! وعاد الى الشاطئ ، فادركت سام فجاة مدى تعبها ، بسط ستيف شرشفا على الرمال وقال لها -تمددى قليلا وارتاحى ريثما اخرج طعامنا من الحقيبة تمددت سام ، وكانت دهشتها كبيرة عندما وجدت ستيف يتمدد قربها ، ويتاملها عندما فتحت عينيها فجلست وتلعثمت : هل نمت ؟ اتسعت ابتسامة ستيف وهز راسه ، ففركت سام عينيها وسالته : هل تناولت طعامك ؟ -لا فضلت انتظارك -اذا ماذا كنت تفعل ؟ -كنت افكر . اجابها بدون تردد . سام اتكونين سعيدة بالعيش فى مكان كهذا ؟ ولاحظ ارتباكها فاضاف محددا اكثر . نحن الاثنان لدينا مهنة نزاولها ، انا لا انسى ذلك ولكنى احب ان انفرد احيانا كثيرة بعيدا عن العالم فجاة فهمت سام الثقل الذى يضغط على هذا الرجل ، منذ اعوام والصحفيون يلاحقونه ، ويتدخلون فى حياته الخاصة لينشروها ويحرفون فيها فى نشراتهم ومقالاتهم ، وفهمت الان رغبته فى الوحدة ، فوافقت باشارة من راسها ثم لاحظت ان موافقتها هذه ارضت ستيف ، وقد انفرجت ملامح وجهه وبدا عليه الاثارة ، فحبست انفاسها بينما قال ستيف بهدوء كلى -اريد ان اكون وحيدا ، ولكن معك ، هل ستكونين الى جانبى دائما واينما كنت ؟ ما ان اعلنت موافقتها بصوت هامس مرتجف حتى فتح احدى جيوب حقيبة الظهر واخرج منها علبة سوداء فتحها بطرف اصبعه فظهر خاتم الالماس يلمع تحت اشعة الشمس ودون ان تلفظ باية كلمة ، دس الخاتم فى يدها اليسرى ، ثم قرب وجهها من وجهه -اتقبلين ان تصبحى زوجتى سام ؟ حملتها موجة من الفرح العارم ، فرمت نفسها بين ذراعيه ، وتعلقت بعنقه بكل قوتها -هل افهم ان جوابك هو نعم ؟ سالها وهو يقبلها -اوه نعم ، الف مرة نعم ! ستيف انا لا اصدق . . . . -عندما قلت لك اننى لن اتركك ابدا ، ماذا تخيلت ؟ سالها مبتسما -لم اتخيل انك . . . ثم سكتت ، واخفضت نظرها اجبرها ستيف على النظر اليه من جديد ، وكان يبدو متاثرا جدا . . -سام يا حبيبتى ، يجب ان تثقى بى فى المستقبل ***** خلال الايام التالية تنزه ستيف وسام يدا بيد فى شوارع سان جون القديمة ، ولم يتركا شيئا يفوتهما من روعة هذه المدينة ، ثم ذهبا الى الطرف الشرقى من الجزيرة ، حيث صمدت مرافئ بورتوريكو فى وجه كل الهجمات الغريبة وزارا البلاذا دى كولون حيث يوجد تمثال لكريستوف كولومبس ، وزارا سان كريستوبال وفنادقها وابراجها ، وقضيا وقتا ممتعا على الشاطئ الصخرى اعجبت سام كثيرا بالكازا بلانكا وبالمنزل المميز المحاط بالحدائق الغناء ، وكان مفروشا باثاث قديم يعود للعصر الكولونى وتفحصته بكل فضول وحماس بسعادة ومرح ، دخلت مع ستيف الى كل المحلات التى جذبتهما ، وكانا يتناولان وجباتهما فى المطاعم التى تعجبهما اكثر من غيرها ، لم يكونا يشعران بمرور الوقت ، فمرت الايام القليلة كانها احلام تبلغ اوجها فى الليالى المليئة بالحب والحنان ، احست سام انها تعيش لاول مرة فى حياتها ، هل سبق لها ان شعرت بالاثارة قبل ان تتعرف على هذا الرجل الذى بجانبه تشعر كل لحظة بانها تعيش بكل احاسيسها ؟ منذ ان حملت سام خاتم ستيف ، وهو يظهر غيرة قوية من مجرد نظرات المعجبين البسيطة التى تلفتها حولها اثناء تجوالهما ، كما وانه لشدة سعادتها كانت سام تشرق بجمال يزداد مع كل لحظة ، كان يكفى ان تضحك او تقوم باية حركة حتى تلفت نظرات الرجال اينما كانت لكنها لم تكن تدرك كل ذلك ، خلال هذه الايام السعيدة ، كان ستيف هو كل عالمها ، لم تكن تر احدا غيره كانت تضحك له ، وبسببه ومن خلال كل ما تفعله ، كانت تجده هو دائما هو فى اخر يوم من اجازة الحب هذه ، عاشته سام وهى تشعر ببعض الانقباض ، لم تكن تريد ان تطوى هذه الصفحة ابدا ، وقاما بجولة اخيرة على احياء سان جون يزوران اماكنهما المفضلة ، وتاملت سام ببعض الكابة وجوه الناس المبتسمة ، وتمتعت برائحة الطعام على الطرقات ، كانت تحب ان تستيقظ كل يوم بين ذراعى ستيف وهى تستمع لامواج البحر . . . انها تحب . . . تحب حقا هذه المرة . . . ومع ذلك كتمت حزنها خلال الساعات التالية ، ثم جاءت اللحظة للعودة الى السيارة الجكوار ، فاخذت تتامل المناظر الممتدة امامها من خلال الزجاج وهى تتلاعب بخاتمها الجديد اذلى فى اصبعها ، وتتخيل العودة الى الغابة والواقع فجاة وضع ستيف يده على ركبتها وسالها : هل ستغيرين رايك ؟ فامسكت يد بحنان واكدت له : لا ، لن اغير رايى ابدا وكانت تكن لستيف مشاعر عميقة قوية ، مشاعر كانت تبدو لها تكبر كل يوم ولن تموت الا معها ، اغمضت عينيها ولم تفتحهما الا عندما توقفت السيارة -اوه ستيف ، لماذا تركتنى انام ؟ كان بامكانى ان اساعدك بالقيادة -لقد تصرفت وحدى جيدا . اكد لها مبتسما لاحظت سام مرحه ، لكن عندما استعدت للنزول من السيارة صرخت فجاة : ولكن اين نحن الان ؟ وكانت الجكوار قد توقفت امام منزل ابيض كبير محاط بالدرابزين والازهار المتعددة الالوان -اين نحن ؟ كررت سؤالها وهى تشعر بتقطع انفاسها -هذا مكان اقامتنا خلال الاسبوعين التاليين . اجابها ستيف مبتسما امام دهشتها . لقد اتصل بى بن منذ ثلاثة ايام من رحلينا لكى يعلمنى بانه انهى تصوير كل المشاهد الخارجية فى الغابة ، ولم تواجهه اية مشاكل مع هيلين ، ففكرت بان الفريق ايضا بحاجة لبعض التغيير مثلنا -والحيوانات ، ماذا . . . . -تيم وربيكا ، يهتمان بكل شئ . طمانها بسرعة -اين هم ؟ ضمها ستيف بين ذراعيه وشرح لها -الرجل الذى صمم هذا المنزل لديه حس الحياة الخاصة ، سنكون باحسن حال هنا ، انظرى الى ناحية البحر ، الشاطئ كله مغلق ، لقد ركز بيبيتو الاقفاص تحت الاشجار ، هناك لن تنزعج الحيوانات من الحرارة ، ويوجد سور يحيط بالمنزل وبارضه الممتدة حتى الشاطئ حيث المياه عميقة جدا ، وتمثل حاجزا طبيعيا ثم ساعدها فى النزول من السيارة ، فاحست بان صوتها اختفى من هذه المفاجاة تعالى ، لقد اعطيت الفريق اجازة اليوم ، بامكاننا التنعم بالهدوء . شاهدت سام الاراجيح تتمايل على شرفة المنزل الامامية ، ورات طاولات وكراسى موزعة فى الحديقة ، وساعدت ستيف على انزال حقائبهما من صندوق السيارة ، وادركت انهما سيتشاركان غرفة نوم واحدة ، وشعرت بسعادة كبيرة ، ولم تندم على مغادرة سان جون ، فهذا المكان يشبه الجنة -لقد استاجرت هذا المنزل بفضل لويس ، بدونه لم اكن لاعثر عليه وعندما وصلا الى مدخل المنزل ، تناول ستيف المفتاح المعلق جانبا ودخلا فى الممر حيث لم يكن يوجد احد ، والصمت مخيم على المنزل كله ، لم تندهش سام ففى هذا اليوم الجميل لابد ان كل الزملاء بنزهة على الشاطئ توقف ستيف فجاة امام احد الابواب ، فبدا قلب الفتاة يدق بسرعة -هذه غرفتنا . قال ستيف وعندما مدت سام يدها الى قبضة الباب لتنفتحه ، امسك ستيف يدها ومنعها -انتظرى ! انا افضل ان اتبع العادات هذه المرة ودون ان يترك لها مجالا لفهم نواياه ، حملها بين ذراعيه ، وعبر العتبة معها كعادة العريس فى ليلة الزفاف ، ثم طبع قبلة على شفتيها وانزلها الى الارض واشعل النور تفحصت سام الغرفة بفضول كبير عندما وقع نظرها على شكل لا يتحرك وسط السريرالكبير، فاقتربت ورات امرأة نائمة ، وشعرها الاشقر يحيط براسها على الوسادة ، وتنبات بانها عارية تحت الشرشف الذى يغطيها حتى عنقها ، فاحست بانقباض كبير وهى تقترب للتعرف على وجهها هذا الوجه ليس غريبا ، انها بيفرلى ! بيفرلى التى اكتشفت صورتها فى المجلة ، والتى ستلعب دورا مهما فى فيلم ستيف القادم ! بيفرلى رفيقته الدائمة ! احست سام بتجمد الدم فى عروقها ، وكادت تختنق وكان يدا تشد حنجرتها ، فهزت راسها وتراجعت ، هذا المكان هو الجحيم وليس الجنة ، كم كانت واهمة ! هل قد تبددت اوهامها بسرعة ! العيش قرب ستيف ليس حلما انما هو كابوس حقيقى دون ان تنظر الى ستيف ودون ان تنطق باية كلمة ، غادرت الغرفة راكضة ، بعد لحظات تبعها ستيف ، واجبرها على التوقف لسماعه -الى اين انت ذاهبة ؟ -اتسالنى ! يكفيك امرأة واحدة هنا ! ما الذى جاء بهذه المرأة اللعينة ! صدقينى ، سام انها لا تمثل شيئا بالنسبة لى ! حتى اننى لا اعرف ماذا جاءت تفعل فى بورتوريكو تجاهلت سام لهجة صدقه ، واضافت بياس وسخرية -الا تقرا الصحف المجلات ؟ اى خطا 1 اذا اسمح لى ان اخبرك بانك انت من وظف هذه الامرأة فى فيلمك القادم ! رفقتها ستساعدك على الترفيه اثناء انهاء فيلمك الحالى ! احس ستيف بالغضب ، ولمعت عيونه ببريق التهديد -انتبهى سام ! تمالكى نفسك قبل ان تتلفظى بكلمات تندمين عليها ! كادت سام تعترض ، عندما لاحظت بيفرلى امام الباب ، فنظرت اليها مليا مما اضطر ستيف للالتفات خلفه ولملاحظة وجودها بدوره -ستيف ها انت اخيرا ! قالت له بيفرلى بابتسمة دلال ، وتجاهلت وجود سامنتا ، كانت نظرتها تعنى اكثر من مما يعنيه اى كلام ، كانت نظراتها تدعوه لملاقاتها فى الغرفة ، ولم يكن ثوب نومها القصير يخفى رشاقة جسدها وجمالها -دعينا بيفرلى ! امرها ستيف بلهجة حادة وعندما التفت من جديد الى سام ، كانت سام تخلع الخاتم من اصبعها -خذه ستيف ، لم اعد اريده . قالت له بصوت متهدج حاول ستيف ان يعيده الى اصبعها لكنها تمكنت من التخلص منه واسرعت نحو الباب الخارجى امسكها ستيف على الشرفة ، وامسك كتفيها بعنف وصرخ : انت لست جدية ! هذا غير ممكن ! توقفت سام فجاة عن المقاومة ، وقبلت بتحمل مسؤولياتها ، يجب ان تشرح له رايها بوضوح قبل ان تهرب منه للابد بعد هذا الوضع ، فنظرت اليه والغضب يتطاير من عيونها ، ثم تمالكت نفسها وجمعت شجاعتها -بل انت لم تكن جديا ستيف . قالت له بحزم . رغبتك فى الزواج منى كانت صادقة بدون شك ، انا اعترف بذلك ، ولكن اى وجود ستقدمه لى ؟ هل فكرت بذلك ؟ انا لا اتحمل فكرة انتظارك ايام او اسابيع او شهور ، حتى اذا كنت ستعود الى دائما ، انا اسفة ، فللزواج قيمة اخرى اكبر بكثير بالنسبة الى . بدا ستيف كانه ينوء تحت حمل ثقيل ، وتنهد وقال منهارا -ماذا تقولين سام ؟ انا . . . هزت سام كتفيها -ساعيش معك العذاب ، فى كل لحظة فنظر اليها ستيف وقد ظهر الكبرياء على وجهه من جديد -هل افهم بذلك بانك ترفضين الوثوق بى ؟ تظاهرت سام بعدم المبالاة مع ان امالها كلها كانت تتحطم امامها -ماذا يهم الان ؟ فاحس ستيف بغضب شديد ، اجبرها على فتح يدها بالقوة ودس الخاتم الالماس فى راحتها بشكل المها كثيرا ، واغلق اصابعها عليه بعنف -هذا الخاتم هو ثمن الدور الذى لعبته جيدا ، وللاسف لم يكن سوى مجرد دور ، الان فهمت ذلك ، لقد اخطات فى شانك انت جبانة جدا وغير قادرة على الحب الحقيقى ثم دار على عقبيه ، وعاد الى الغرفة بخطى سريعة ، واقفل الباب خلفه بعنف تردد صداه طويلا فى المنزل الغارق فى الصمت ظلت سام مسمرة مكانها للحظات تحت تاثير الصدمة ، تتامل الخاتم الذى يلمع فى يدها ، وخرجت من المنزل كالتائهة -لقد اسات التصرف سام ، اسمحى لى ان اقول لك ذلك . قال لها المزين دونالد وهو يسير الى جانبها على الشاطئ ثم امسك صدفة ورماها دون ان ينظر اليها بين الامواج -هذا الزواج كان سيفشل . اجابته سام . قد اكون غيورة اكثر مما اشعر ، ولكنى اصبحت مجنونة عندما اكتشفت تلك الامرأة فى فراشه -انها ليست عشيقته . اكد لها دونالد فتوقفت سام عن السير وتاملته وقلبها يدق بسرعة ، ثم سالته . كيف تعلم ذلك ؟ -لقد طرحت السؤال على ستيف ، بكل بساطة . ولم يرد ان يطيل عذاب سام التى تنظر اليه بدهشة ، فاضاف بسرعة . انا حزين من اجلك سام ، ولم اتحمل البقاء فى الشك ، اردت ان اعلم اذا كان شريف كما تصفينه ، لكنى اكتشفت انه لم يكن يعلم بان بيفرلى قررت الانضمام اليه هنا ، كما وان هذه الامرأة لا تهتم سوى بهدف واحد ، ان تلعب دور البطولة فى فيلمه القادم -لكن المقال فى المجلة يقول ان . . . . -انسى كل ما تقوله الصحافة سام ، كم من مرة تقرا اشياء ونكتشف انها غير الواقع ! هؤلاء الصحفيون كلهم تجار شائعات ، وانا لن اعلمك هذا هزت سام راسها ، وغرزت قدمها فى الرمال ثم تابعت السير ببطء . لو كنت مكانى ، دونالد ماذا كنت ستفعل ؟ لم يتردد المزين دونالد فى الاجابة بسرعة -كل واحد منكما قطع جزءا من الطريق ، ومن المؤسف ان لا تصلا الى نهايتها ، لم يكن من السهل عليك الاعتراف بحبك لستيف ، ولم يكن من السهل عليه عليك الاعتراف بحبك لستيف ، ولم يكن من السهل عليه ان يظهر شفافيته امامك ، الايام التى قضيتماها معا ، راسا لراس ، ساعدتكما على اكتشاف نفسيكما ، ولكن الواقع صدمك ، الواقع حيث توجد نساء كثيرات تلاحقن ستيف ، واذا لم تنجحى فى التاقلم مع . . . . -اذا لم اتاقلم ؟ قاطعته سام وحبست انفاسها -ستفقدين ستيف للابد . اكد لها دونالد بحزم -لقد فقدته . اجابته الفتاة بعذاب والم وكانت منذ خمسة عشرة يوما على وصولها ، تجهد سام نفسها بالعمل ، ولاول مرة بعد ظهر هذا اليوم احست بان العذاب سيميتها ، لا يمكنها ان تحبس نفسها كحيواناتها الهادئة فى اقفاصها -انت مخطئة . اكد لها دونالد .برايى ستيف ايضا لا يجرؤ على الاقتراب منك -لابد ان تمزح دونالد -هيا سام ، انت لا تؤمنين باسطورة الرجل القوى المنتصر فى كل الظروف ! ولكن صدقينى ستيف يخاف منك . . . وهو تعيس جدا شعرت سام بالضعف وعدم التوازن ، فسالته بقلق -ماذا يجب على ان افعل برايك ؟ امسك دونالد يدها بين يديه بمحبة -انت تحبينه ، اليس كذلك ؟ سالت من عيون سام دمعتان على خديها -اوه دونالد ، لقد تصرفت بطيش معه ! ولكنى . . . ولكنى كنت . . . والوضع كان . . . . -الوضع ذكرك بما عشته مع زوجك السابق ، افهم ذلك سام انا اضع نفسى مكانك ثم احاط كتفيها بذراعه ، واضاف بلهجة حازمة . لا تقارنى ستيف بزوجك السابق ، منذ ان تعرف عليك وهو يتمنى ان يعيش معك ، ولاجلك ، لاشئ فى دنياه سواك ، انا مقتنع بذلك ، لقد غيرته كثيرا عضت سام على شفتها واحست بتوتر شديد -اذا . . . اذا حاولت ان اكلمه . . . . وكانت تشعر بان هذا لن يكون كافيا بعد الطريقة التى انفصلا بها فى يوم وصولهما الاول فنظر دونالد اليها بابتسامة مكر ، وسرق فكرتها ، فقال لها بحماس -اتعلمين ما ستفعلينه ؟ فى نهاية هذا الاسبوع سنحتفل بنهاية التصوير ، اريدك ان تكونى اجمل امرأة فى الاحتفال ، ستكونين رائعة وتحاولين اغراء ستيف ، ولن يتمكن من مقاومتك ، وساكون انا مندهشا جدا اذا رفض ستيف ان يكلمك ! -ولكن اذا رفض ؟ سالته سام بخوف -هيا سام ، لقد طلب منك الزواج الا يعنى هذا شيئا بالنسبة لك ؟ لمع الامل ، امل خفيف فى قلب سام المعذب -سافكر بذلك سا . . . . -لا تفكرى كثيرا ، تصرفى بسرعة ساكون الى جانبك وساحميك حتى وصول السيد فيتزجيرالد ! -شكرا لك دونالد -لا تشكرينى ، عندما رايت ستيف يقع فى الحب بهذا الجنون ، ادركت انه لايزال توجد عدالة فى هذا الكون ، انك انت سام ، من احدث هذه المعجزة ، ولا يستحقه احد غيرك ، ستيف بحاجة لك كما انت بحاجة اليه ، لا تنسى ذلك ابدا **** كلما دخل احد كانت سام تنتفض ، وتحاول اخفاء صبرها امام دونالد ، ولكنها لم تكن تفته اية حركة منها -هذا ليس هو ايضا سام . قال لها دونالد وهو يقدم كاسا . تشجعى لن يتاخر اكثر اغمضت سام عينيها للحظة ، وكانت تشعر بالصداع ويداها ترتجفان ، وكانت تبذل جهدا كبيرا كى لا ينقلب محتوى الكاس على ملابسها ، على اى حال ، دونالد على حق ، لن يتاخر ستيف ولن يدفعها عندما تقترح عليه نسيان كلماتها القاسية لكى يبدا كل شئ بينهما من الصفر فابتسمت وحاولت ان تظهر مرحة منسجمة بالاحتفال مع نظراتها مثبتة على المدخل -نعم ، سام ابتسمى ! قال لها دونالد الذى كان يراقبها جيدا . لو تعلمين كم انت جميلة ! لم يؤثر الاطراء هذا على توترها ، فشربت جرعة من كاسها كى تتمالك نفسها جيدا ، كانت متاكدة من انها جميلة ، ولم تكن قد اهملت شيئا فى زينتها وهى تستعد لهذا الاحتفال رغم توترها وخوفها ، كل شئ كان متناسقا ثوبها ، مكياجها اذلى اشرف عليه دونالد شخصيا ، تسريحتها ايضا فمدت يدها وربتت على ذراعه -شكرا لمساعدتك دونالد -السنا اصدقاء ؟ انا لن انساك ابدا سام ، اذا مررت يوما بمنهاتن ، لا تترددى فى زيارتى ، ساكون سعيدا فى تقديمك لزوجتى انا . . . . وفجاة بدا يتكلم بسرعة اكثر وبلهجة اقل طبيعية ، محاولا جذب سام الى اخر الغرفة التفتت سام نحو الباب بدافع من حاستها السادسة ، وكان ستيف يدخل رائعا فى بدلته السموكن السوداء وقميصه الابيض ، كان السحر ينبعث منه بشكل صارخ ، فشعرت بانجذاب كبير نحوه ، ورغم تعبه الظاهر ، كطانت نظراته تلمع بثقه وجراته المعتادة ، توقف مبتسما امام احد اعضاء الفريق يتناقش معه تركت سام كاسها على الطاولة القريبة منها ، وارادت ان تتجه نحوه وشعرت بقوة كبيرة تدفعها الى الرجل الذى تحبه بجنون ولم تشعر باى خوف او تردد ولكن عندما امسكها دونالد لم تفهم حركته ، والتفتت اليه دون ان تتمكن من السيطرة على نفاذ صبرها -دونالد ، اتركنى انه ستيف ! بدا الاسف على وجه دونالد -انه ليس وحيدا التفتت سام مجددا نحو ستيف وشحب لونها بسرعة كانت بيفرلى ترافقه بالفعل ، وقد دخلت خلفه وهى الان تتابط ذراعه ، وكانت ترتدى ثوبا اسودا ضيقا يظهر صدرها وكتفيها العاريين ، والمجوهرات تتلالا تلفت النظر ، وشعرها الاشقر الطويل مرفوعا على راسها ، انها تشبه الامرأة التى يحلم بها كل الرجال ، ولكنها تتابط ذراع ستيف ، وتضحك بدون توقف وتظهر كل دلالها لم يعد بامكان سام ان تتحمل هذا المشهد اكثر من ذلك فادارت ظهرها لستيف وبيفرلى ، واغمضت عينيها تحبس دموعها المتجمعة خلف جفونها ، لم تكن تريد البكاء امام ستيف -انا ذاهبة دونالد . قالت بصوت متقطع دون ان تنظر الى وجهه -سارافقك سام -لا ، لا تتحرك ساغادر بورتوريكو هذا المساء . ثم قبلت خده بامتنان واضافت . ساشتاق اليك ، دونالد ولكن . . . يجب ان اذهب انه افضل حل ، الى اللقاء . . . . وانهمرت دموعها بغزارة وابتعدت عن دونالد وخرجت من الغرفة بسرعة ، ونجحت فى الانسحاب دون ان تلفت نظر ستيف وبيفرلى لانهما كانا قد انخرطا بين الجميع فى وسط الغرفة الكبيرة قادتها خطواتها فورا الى الحديقة ، فتنشقت الهواء النقى على امل ان تستعيد هدوءها ، وكان الهواء يتلاعب بشعرها ويهدد تسريحتها ، والدموع كانت تحرق خديها ، فمسحتها بحزم دون ان تهتم للمكياج الذى اهتم به دونالد لاشئ مهم الان بعد ان فقدت ستيف الى الابد لماذا افسدت كل شئ بينما هى تحب ستيف كما لم تحب اى احد اخر فى العالم ؟ ان غضبه منها طبيعى ، لماذا لم تثق به ؟ الان فات اوان الشرح ، وطلب مسامحته لاصلاح الموقف ، ان بيفرلى تحول بينهما كان صوت من اعماق كيانها يناديها للمقاومة ولكنها تظاهرت بعدم سماعه ، احنت راسها وتابعت سيرها ، الا ان الصوت لم يخرس ، كان يهمس لها بالحاح " ستيف محق ، انت جبانة ، انت جبانة ، انت جبانة . . . . فتوقفت فجاة وعادت من حيث اتت ، ووقفت لحظة على شرفة مدخل المنزل تتلفت حوله ، من الواضح ان ستيف اختار امرأة حياته ، ولن تكون قادرة على تحمل الوقوف امامه من جديد هذه الفكرة كانت كافية ، ودفعتها للركض بسرعة حتى غرفتها ، وبسرعة كدست اغراضها فى حقيبتها دون ان ترتبها ، لم تكن تريد ان تضيع وقتها اكثر ، وطلبت سيارة اجرة بواسطة الهاتف ، لم يصدق السائق انها ستدفع له اجرة ايصالها الى المطار ، عندما كلمته بالاسبانية المكسرة ، ومع ذلك وعدها بالوصول بعد نصف ساعة عندما شرحت له انها من ضمن الفريق السينمائى ، وكان هؤلاء القادمون من كاليفورنيا لتصوير فيلم يدهشونه كما يدهشون كل سكان المنطقة ثم اقفلت السماعة وحملت حقيبتها وخرجت من غرفتها بحذر ، وتركت الحقيبة فى المدخل بالقرب من الباب وخرجت الى الحديقة ، كان الهواء منعشا وصوت الامواج المرتطمة بالصخور يصل الى اذنيها ، واشجار النخيل تتمايل فى كل الاتجاهات كانها تشارك سام عذابها ، فجمعت الفتاة شالها على كتفيها العاريين ، واغمضت عينيها تبحث عن بعض الهدوء لكى تتغلب على رغبتها فى تدمير نفسها وفجاة سمعت صوتا اجبرها على فتح عينيها ، انه صوت الفيل الصغير ، لكنه ليس طبيعيا ، وكان الفيل يتالم دفعها واجبها كمروضة على تلبية النداء ، فاتجهت بخطى سريعة وبدون تردد نحو اقفاص الحيوانات ، كان كعبا حذاءها يغرزان فى الرمال ، ويجبرانها على تخفيف سرعتها ، فلعنت نفسها لانها لم تبدل ملابسها عندما وصلت الى الحظيرة تناست كعبى حذاءها وكلساتها النايلون الذى تمزق ، واخذت تبحث فى حقيبة يدها عن مفتاح الباب الكبير ، ثم فتحته واغلقته بهدوء خلفها واسرعت نحو قفص الافيال ، والفيل الصغير كان يستمر فى صراخه ، وما ان دخلت حتى راته جالسا فى زاوية القفص ، وفور رؤيته لها سكت ، فاقتربت منه وداعبت اذنيه وهمست بصوت رقيق -اهدا ، اهدا يا صغيرى . وظلت تكلمه بهدوء الى ان مد خرطومه واحاط به ذراعها -حسنا ، هكذا افضل . قالت له مبتسمة ، وكانت تعلم انها ستفتقد له كثيرا ، لقد منحها فرصة لوداعه ، لكن الوقت يمر بسرعة ويجب عليها ان ترحل ، وكانت ربيكا وتيم قد غادرا بورتوريكو مع النمر سلطان قبلها ، وسيتم غدا نقل الحيوانات الاخرى ، فلا بد شئ يستدعى بقاءها هنا اكثر عندما احست سام بان الفيل هدا ، سحبت يدها بهدوء يجب ان تعود الى المنزل قبل وصول سيارة التاكسى ، ولكن ما ان وصلت الى باب الحظيرة حتى نهض الفيل -اوه لا ، تامى اسكت قليلا ! وما ان انهت جملتها حتى فهمت سبب خوف الفيل كان يكره النار ، كيف لم تنتبه سام لهذا قبل الان ؟ ان رائحة الدخان قوية فاسرعت تفتش المكان بخوف كبير ورات الدخان يرتفع قرب قفص النمر اياغو لم تهتم لثوبها الذى تمزق عندما علق طرفه بالحديد ، وركضت باتجاه قفص النمر ، هناك توقفت فجاة وقد اذهلها المشهد الذى راته كان هناك عدة اشخاص مجتمعين قرب القفص وقد اضاؤا اربعة مصابيح وسمعت بنفس اللحظة صراخ الفيل الصغير يمزق الصمت -ايمكنكم الابتعاد عن هنا فورا ! صرخت سام . من سمح لكم بالمجئ الى هنا ؟ هذا . . . . واختفى صوتها فى حنجرتها عندما نهض رجل ووجه مسدسه نحوها ، وازدادت دهشتها عندما تعرفت عليه ، انه بوب احد اعضاء الفريق ورفاقه ليسوا سوى سكوت وهيلين . . . وميغيل ، الموظف المسؤول عن حراسة الحيوانات لهذه الليلة ، جحظت عيون سام وهى تنظر اليهم واحدا واحدا -ماذا تفعلين انت ايضا هنا ؟ سالتها هيلين كانت سام مقتنعة ان بوب لن يطلق النار عليها ، فقررت ان لا تثيره اكثر -كنت على وشك التوجه الى المطار عندما سمعت صراخ الفيل . اجابته وهى تلفظ كلماتها بصعوبة ، وتاملت المشاعل بخوف ، ثم وقع نظرها على اكياس بلاستيكية مليئة بالبودرة البيضاء -يا له من سؤء حظ ! لم يكن يجب على طرقاتنا ان تلتق ! قالت هيلين بحدة وسخرية . بوب راقبها جيدا ! ثم التفتت نحو بوب ودست ذراعها تحت ذراعه واضافت . اجمع كل شئ هيا لنسرع ! وبمساعدة ميغيل كدسوا الاكياس فى الشاحنة الصغيرة المتوقفة قرب قفص اياغو لاحظت سام ان النمر ليس فى حالته الطبيعية ، وكانت انوار المشاعل تخيفه ، وهذا ما كان يقصده المجرمون الاربعة ليجيروه على الانزواء فى مؤخرة قفصه ، كان ميغيل يعلم ذلك ، لانه مضطر للدخول الى النصف الاول من القفص حيث جعلوا من ارض القفص مخبا للمخدرات -اذا ستغادريننا هذا المساء ؟ قالت لها هيلين بعد ان اتمت عملها واتجهت نحوها لم تجبها سام -اليس ستيف معك ؟ سالتها هيلين من جديد بسخرية عضت سام على شفتها والتزمت الصمت -الا تريدين ان تقولى له وداعا ؟ وقست ملامح وجه الممثلة وهى تضيف . انه يقضى السهرة مع بيفرلى ، مسكينة انت سام لم تتمكنى من الاحتفاظ به مدة طويلة ! قوة كبيرة لم تفهمها سام اجبرتها على سؤالها بخوف ومرارة -هيلين هل ستيف على علم بما . . . . دهشت هيلين اولا ثم انفجرت بالضحك -كم انت لا تعرفينه جيدا ! بالطبع هو لا يعلم ، ستيف فيتزجيرالد ليس بحاجة للمخدرات ! وصل سكوت الى خلف هيلين ، وامسك ذراعها -هيا بنا نرحل ! ثم التفت نحو ميغيل ، وامره بحدة اقفل القفص الان واتجه نحو الشاحنة الصغيرة ، لكن هيلين استوقفت سكوت وامرته -انتظر سكوت ! ماذا سنفعل بها ؟ لم يجرؤ سكوت على النظر الى سام -انها ستغادر الجزيرة هذا المساء اليس كذلك ؟ اجابها بقلق -اخشى ان لا تفعل . اجابته هيلين -هيا ، لماذا تخوننا ! لن يصدقها احد على اى حال -ولكن اذا تكلمت . . . . ظهر التردد على وجه سكوت ولكن هيلين قررت ان تجعله يتبنى رايها . نحن نخاطر بثلاثين عاما فى السجن ، لا تنسى ذلك ، وسيعاملنا القضاة بقسوة لاننا ننتمى لعالم السينما -هل لديك حل ؟ سالها سكوت -انا اقترح حادثا صغيرا ثم وقفت الممثلة على اطراف قدميها وهمست ببعض الكلمات فى اذنه ، فحبست سام انفاسها وهى ترى الرجل يبدل ملامحه من الخوف ، وعدم التصديق الى الدهشة واخيرا الاقرار والمواقفة ، حاولت سام الهرب ، لكن بوب امسك كتفها بسرعة -سام كونى لطيفة واعطنى مفاتيحك . قالت لها هيلين بصوت يعبر عن انتصارها لم تتحرك سام فسلبتها هيلين حقيبة يدها وافرغت محتوياتها على الارض ، ثم انحنت وابعدت بنفاذ صبر قلم الحمرة وزجاجة العطر ، ومنديلا وتناولت المفتاح تهزه بفخر امام شركائها -لن تهرب من هذه الحظيرة ابدا ! اعطت تعليماتها لميغيل باللغة الاسبانية وبسرعة لم تمكن سام من فهم كلما واحدة -بوب هيا الى الشاحنة اتجة بوب الى الشاحنة دون ان يبعد مسدسه عن سامك -جاء دورك سكوت الان ، كن حذرا . قالت له هيلين بحدة لم تتمكن سام من التفكير لان سكوت كتف يديها خلف ظهرها ودفعها باتجاه قفص النمر عندما احست سام ببرودة قضبان القفص ، احست بخوف كبير ، وتخيلت اياغو يرمى بكل قوته على فريسته ظل سكوت خلفها ، ولحسن الحظ ، لم يكن بامكان النمر ان يمد قوائمه من بين القضبان القريبة جدا من بعضها ، فاغمضت عينيها رغما عنها ، وعادت اليها ذكريات الحادث الذى تعرض له والدها منذ ثمانية اعوام وقضى عليه ، والعامل المهم قضى ستة اشهر فى المستنشفى نتيجة لاهماله لكن اليوم ليست المسالة مسالة اهمال . . . ففتحت عينيها بسرعة ، ان حياتها مهددة ، واذا كانت تريد المحافظة على حياتها يجب عليها ان تدافع ، على الاقل علمتها مهنتها مواجهة الخطر بهدوء ، ولكن للاسف لم يكن النمر يفكر سوى بالقتل ، هذا طبيعى ، فكيف ستقاومه ؟ -كفى ! قالت هيلين وهى تركب الشاحنة . اصعد ! وقعت سام بين ذراعى سكوت الذى وجد نفسه مضطرا لجرها حتى باب القفص ، ولشده ارتباكه صرخ : لقد اغمى عليها ! لم تكن سام قد فقدت وعيها ، لكن حدسها املى عليها هذه الخدعة ، وبينما كان سكوت يحاول منعها من الوقوع ، حاولت ان تضع خطة محكمة ، كانت تحاول ان تمنح سكوت فرصة للتفكير لعله يتخلى عن خطته ، لكن هيلين كانت تمارس سلطة قوية على هؤلاء الرجال الثلاثة -لايهم ! دعها تعالى ! امرته بسرعة تردد سكوت للحظة ثم ترك سام تقع على الارض -هيلين ، انا لست متفقا معك ، نحن . . . فقاطعته هيلين بحزم -هيا بنا انها فقدت وعيها ، ولن تلاحظ شيئا ، فلنسرع ! اذا لم تصعد الى الشاحنة قبل ان يفتح ميغيل باب القفص فان النمر سيهاجمك انت ! كانت هذه الكلمات كافية لجعل سكوت يركض بسرعة نجحو الشاحنة ، فضحكت هيلين عاليا ثم اقفلت باب الشاحنة ***** اية رايكم يا بنات فى اللى عملته سام مع ستيف ؟ هل تنازلها صح ام مقاتلتها من اجل من تحب ؟ انا اعتقد ان القتال فى صالحها بعد طلب الزواج اللى طلبه منها ولا انتم ليكم راى اخر فى انتظار ارائكم وياترى هتنقذ سام ام تموت ويحمل ستيف نفسه ذنب حادثتها وموتها ؟ تابعوا نهاية الاحداث المثيرة ....... كانت هذه الكلمات كافية لجعل سكوت يركض بسرعة نحو الشاحنة ، فضحكت هيلين عاليا ثم اقفلت باب الشاحنة احست سام للحظة انها تمثل مشهدا امام كاميرات ستيف ، ثم سمعت ضجة وصريرا حديديا اعادها بسرعة الى الواقع ، فلم تعد تهتم بالتظاهر بالاغماء ، وفتحت عينيها فوجدت باب القفل يرتفع ببطء ، والنمر يحاول الخروج من تحت الحديد حتى هذه اللحظة كانت سام تشك بنوايا هيلين ، اما الان فلم يعد لديها اى امل ، لم تتراجع الممثلة امام فكرة ارتكاب جريمة ، لا لم تكن لتكتفى باخافتها تلقينها درسا يقنعها بالتزام الصمت التام امام ما راته ، ان هيلين حكمت عليها بالموت جن غضب النمر ، واخذ يدور حول نفسه بانتظار اللحظة التى سيخرج فيها من قفصه ، كان الباب لا يزال يرتفع ببطء ، لحظة اخرى وينقض عليها موقفها الخطير جعلها ترى مخرجا وحيدا يخرجها من هذه الظروف الماساوية يجب عليها ان تهرب الى البحر . هناك تكمن فرصتها الوحيدة فى التخلص من النمر فنهضت بسرعة وبدات تركض باتجاه الماء ، وفجاة سمعت طلقة نارية تئز خلفها ، وبنفس اللحظة احست بالم حاد يخترق ذراع يدها اليمنى ، فضمت ذراعها الى صدرها وهى تصرخ من الالم ، ورغم ذلك لم تتوقف عن الركض بسرعة ، وكان قلبها يدق بسرعة ، فتعثرت بجذع شجرة ووقعت ، لكنها نهضت بسرعة ، وتابعت الركض ، حتى خرجت من ساحة الحظيرة ، وعندما وصلت الى الشاطئ طغى صوت انفاسها اللاهثة على كل الاصوات الاخرى ، وكانت تحس بان كل نفس جديد تاخذه يمزق رئتيها لم يكن النمر قد وصل اليها بعد ، قد تتمكن من الوصول الى سور الحظيرة ، وبقوة الياس تمسكت بالاسلاك التى تلمع تحت ضوء القمر ، وباللحظة التى حاولت فيها الصعود ، احست بالم كبير فى ذراعها الايمن اضطرها للصراخ ، ورات الدماء تشكل بقعة على جلدها ، عندئذ فقط فهمت ان بوب اطلق النار عليها ، استطاع بوب ان . . . زمجرة النمر اياغو التى هزت المنطقة كلها جعلتها تركض مسرعة الى البحر ، لم تفكر بشئ سوى بالهرب ، وهى ترمى حذاءها الذى امتلا بالرمال والمياه ، وبيدها اليسرى مزقت تنورة ثوبها وحولتها الى ضمادة ربطت بها ذراعها الذى ينزف ما ان قطعت مسافة فى البحر حتى اخذت ترتجف ، ليس من البرد ، بل من الخوف كانت تخشى ان تجذب رائحة الدم اسماك القرش ، وكل حركة كانت تقوم بها تكلفها جهدا يفوق طاقة البشر ، دون ان تحاول مسح دموعها التى تنهمر على خديها ، ثبتت نظرها نحو الشاطئ لقد وصل اياغو الى الشاطئ ، فراته وانقبضت حنجرتها من الخوف ، كان يتقدم باتجاه الامواج ثم تراجع رغما عنه ، اذا كانت المياه لا تصد النمور ، فان بعضهم كان يخاف من حركة الامواج وخاصة نمر هائج متوتر دائما كاياغو هذا تفحصت سام جرحها بقلق ، كان يبدو ان الضمادة نجحت فى حصر سيلان الدم ، فحافظت على يدها اليسرى خارج الماء ، وفكرت بكل حكايات ستيف فى الليل ، برايه تقترب كلاب البحر من الشاطئ هذه الفكرة ارعبتها جدا بينما النمر يكرر محاولاته على بعد ثلاثين مترا منها فقط فرفعت راسها جيدا ورات السياج المعدنى المرتفع ، ثم رات المنزل المضاءة نوافذه ، حيث ينعمون بالدفء والامان بعيدا عنها وعن الامها وخوفها ، اين هو ستيف فى هذه اللحظة ، ايرقص مع بيفرلى ، ام انه عاد الى غرفته . . . برفقتها ؟ انهمرت موجة جديدة من دموعها ، فمسحتها بغضب بيدها اليسرى ، قد لا يكون ستيف قد لاحظ غيابها حاولت نسيانه وركزت كل انتباهها على النمر ، كان قد بدا يسجل تقدما فى الماء ، وانسابت الرمال تحت قدميها عندما حاولت التراجع وكادت تقع ودون ان ترفع عينيها عن النمر المصمم على التهامها ، بدات ترتجف بقوة ، لم تستطع التفكير ، واجهشت بالبكاء ، كما فعلت عندما اخبرها جاك بوفاة والدها ، وبعد ستة اشهر ارادت ان تقرا التقرير الرسمى عن الوفاة ، لكن جاك رفض ، ولم يسمح لها بذلك الا بعد عامين على وفاته ، عندها ، حبست سام نفسها فى المكتب وفتحت الوثيقة التى كانت بالكاد تمسكها باصابعها المرتجفة ، وتقرير الطبيب ، لا يزال يقلقها حتى اليوم ، جروح عميقة اعظام مكسرة ، والتجويف الصدرى ممزق . . . الحيوانات كانت تقتل بالغريزة ، والنمر يهاجم الرجل كما تهاجم الهرة الفارة واما خوفها من الموت بدورها حاولت ان تتكهن بما كان يفكر به والدها قبل وفاته ، هل ظل واعيا حتى اللحظة الاخيرة ؟ كركات اياغو اخرجت الفتاة من تيار افكارها لقد تقدم اكثر ، حاولت سام ان تتراجع من جديد ، لكنها كادت ان تفقد توازنها ، لكن ذكرى والدها لم تفارقها وامدتها بمزيد من الشجاعة ، هيلين وسكوت كانا يجهلان مقدرتها ، لا لن ينجحا فى ازالتها من الوجود بهذه الطريقة فاخذ فكرها يعمل بسرعة الان ، ويضع امامها امكانية الابتعاد اكثر فى البحر لكى تلف حول السياج ، فهى لا يمكنها البقاء اكثر هنا ، يجب ان تفكر بخدعة لابعاد انتباه النمر كى تعود الى الحظيرة ، على امل ان تختبئ فى قفص الفيل ، او على امل ان تجد وسيلة اخرى للهرب ، يجب اولا ان تثير اياغو اكثر لكى يصبح فى قمة الغضب ، وبالنسبة للخطر الذى يواجهها قررت ان تلعب كل شئ من اجل كل شئ فعقدت الضمادة المليئة بالدماء ، وجعلتهما على شكل كرة ، بيديها الاثنين وبجهد كبير مؤلم رمتها نحو الشاطئ بكل قوتها التفت اياغو وقد جذبته رائحة الدماء التى تبلل القماش ورمى بجسمه بقوة على رمال الشاطئ يحاول تمزيقها خلال هذا الوقت خرجت سام من الماء بسرعة وحذر فى الظلام ، وما ان وصلت الى الاشجار حتى انطلقت راكضة نحو قفص الفيل وهى تحطم كل الاعشاب تحت قدميها الحافيتين ، تعثرت كثيرا لكنها لم تقع سنوات عديدة من التدريب علمتها تمالك نفسها ، ولكن خوفا كبيرا اجتاحها عندما وصلت الى قفص الفيل وادركت انها كانت قد اقفلته بالمفتاح تمالكت نفسها من جديد وبحثت عن انفاسها ، واسرعت نحو قفص النمر ، والقت نظرة خلفها ، فسمعت ضجيجا بين الاشجار يحذرها من اقتراب اياغو ، يبدو ان الضمادة لم تنجح فى تاخيره اكثر وفجاة توقفت نظراتها على المشاعل ، وكان الهواء قد اطفا ثلاثة منها ، فاضطرت من جديد لاستعمال يديها الاثنين كى تقتلعها من الارض ، ومع ذلك لم تصرخ كان خوفها اكبر بكثير من المها اقترب الضجيج اكثر ، واخذ قلب الفتاة يدق بسرعة كبيرة ، وبدون تردد جمعت بعض الاعشاب اليابسة واشعلت النار فيها ، وهى متاكدة ان النار ستنحصر بين الحجارة ولن تعدد سلامة الحيوانات الاخرى ، وكانت تامل ان تلفت النار نظر احد الموجودين فى المنزل وتنذرهم بالخطر وبلحظات قليلة التهب الحريق وارتفع الدخان فى السماء المظلمة وعاد الفيل من جديد للصراخ فى قفصه ، فجمعت سام احجار صغيرة ورمتها نحو الغوريلات التى بدات بالصراخ بدورها ، وامتزج صراخها بصراخ الفيل اختبات سام قرب النار فدار اياغو حول الاقفاص ، الى ان راها ، من المؤكد ان رائحة الدم تجذبه واخيرا سمعت سام نداءات من ناحية المنزل ، يبدو ان احدهم لاحظ الحريق ، وتبددت كل قوى الفتاة فجاة ، واحست بشئ من الراحة ، وبدا الدوار يثقل راسها ، ولم يعد بامكان قدميها حملها اكثر ، ورفعت نظرها عن اتجاه المنزل ، لتركز انتباهها على النمر ، كانت تراقبه بحذر شديد عندما رات الامطار تنهمر خفيفة بعد الهواء البارد الذى هب فى بداية السهرة ، بدا الطقس يتغير ، فسكتت الحيوانات ولجات الى ارض اقفاصها عندما دوى صوت الرعد انطفا مشعل سام ، فاقتربت وهى ترتجف من النار التى تموت ايضا ، وازداد خطر النمر الهائج الذى اغضبه المطر اكثر ، فاتجه نحو سام ، وقد التصقت لبدته المبللة بجسده ، وعيونه تلمع بغضب قاتل ، وجمع نفسه وانه يخرج من الجحيم لينقض واثبا على فريسته ، عندئذ لم تعد سام تعرف ماذا تفعل ، ولم تعد تشعر بشئ فجاة سمعت دويا قويا ، وبدا ان النمر فقد توازنه ، وتمايل ثم زمجر بقوة لشدة دهشتها وخوفها صرخت سام عندما رات الدماء تسيل من عنقه بغزارة ، وانتفض النمر قبل ان يقع بقوة على الارض لم تنتبه سام للحركة والصراخ المرتفع خلفها ، واسرعت نحو النمر ، وكل جسدها يرتجف ، ولكن ماذا يهم ! اذا لم تتاكد من موته وتقضى على خوفها ، فان اياغو سياتى كل ليلة من موته وتقضى على خوفها ، فان اياغو سياتى كل ليلة ويرهق احلامها جلست قرب النمر وتاملت راسه وجسده الممتلئ بالوحول والدماء ، وظلت هكذا للحظة بدت لها ابدية ، الى ان امتدت يدان على كتفيها ، فقررت عندئذ النهوض كان ستيف يقف امامها بقلق ، فحاولت ان تاخذ نفسا عميقا لتزيل الثقل الذى يثقل صدرها ، ولكن عبثا ، وانهمرت دموعها فجاة بشكل اغزر من الامطار الموسمية المحيطة بها ، وادركت ان ستيف يحملها بين ذراعيه ويتجه بها نحو المنزل كان ستيف فيتزجيرالد يجلس على احد مقاعد غرفة الانتظار يثبت نظره على بلاط الغرفة تحت اقدامه بشرود ، لم يكن يهتم لملابسه المبللة ، ولايشعر بشئ لنفسه كل افكاره متجهة نحو الامرأة التى تاخرت فى الاستيقاظ بعد العملية الجراحية التى خضعت لها وفجاة لفت سمعه اصوات فى الممر اضطرته لرفع راسه -اشرح لى اذا كيف يمكن لهذا الحادث ان يحصل ! -سيد ويستون ، انا افهم غضبك وخوفك ، ونحن كلنا . . . . تعرف ستيف على صوت دونالد الذى لا يخفى صدق انفعاله اما السيد ويستون فمن المؤكد انه جاك ويستون عندما ظهر الرجلان امام الباب ، وقف ستيف وكان يتوقع بعض الاتهامات واللوم والاهانات ، لكن العنف الذى قابله به جاك ويستون كان يفوق كل تصوراته -اه ، انت هنا ! صرخ جاك وعيونه تقدح شررا فى هذه اللحظة اعتقد ستيف انه امام الرجل الذى نال اعجاب كل هواة السينما فى الاربعينات والخمسينات -فلتذهب الى الجحيم انت وفلمك اللعين ! صرخ جاك . بسببك انت ترقد صغيرتى سامنتا هنا ! بسببك انت . . . من شدة انفعاله اختنق صوت جاك ، وقست ملامحه من الغضب والقلق فغطى وجهه بيديه -انها لم تؤذ احد فى حياتها . اضاف بصوت متقطع لم يكن ستيف يعرف ماذا يقول ولا كيف يتصرف ، فظل واقفا مكانه ويداه مفتوحتان ، فهب دونالد لنجدته وساله بقلق -كيف هى الان ؟ -لقد فقدت الكثير من دمها . اجابه ستيف ولاحظ بطرف عينه ان جاك لايفته شئ من الحديث ، فاضاف . لقد تاكدوا من قدرتها على الخضوع لعملية لنزع الرصاصة كانت كل كلمة تكلف ستيف مجهودا مؤلما ، لكن وصول بيفرلى قاطعه ، ولم تكن تدرك حقيقة هذا الوضع ، لانها كانت تبتسم بدون مبالاة -اوه ستيف ، ماذا علمت ؟ ما هذه القصة ! ماذا حصل بالتحديد ؟ لم ينظر ستيف اليها كان يراقب جاك ، هذا الرجل الخبير يبدو يفهم ويتكهن باشياء كثيرة -اريد ان اتكلم معك على انفراد . قال له جاك وهو يشير الى الصالون المجاور تبعه المخرج وهو يشعر فجاة انه عاد صبيا صغيرا ، اقفل جاك الباب خلفهما وبدا موضوعه مباشرة -بالنسبة لعمرى ، اسمح لى ان اكون مباشرا ، انت بدون شك فخور بوجودك ، السفر حول العالم ، تصوير الافلام ، واستغلال النساء ، اى انتصار ! واشار باشمئزاز الى بيفرلى من خلال الباب الزجاجى ، وكانت بيفرلى تدخن سيجارة وتحدث دونالد الذى لا يجيب على كلامها سوى بحركات خفيفة من راسه -سيد فيتزجيرالد ، وجودك وحياتك لا تستحق شيئا ، اى شئ ! لم يتحرك ستيف ، ظل واقفا اما النافذة ، يتامل المحيط وامواجه المتلاحقة ، كان يحاول الهرب من الصور التى ترهق فكره سام تبتسم ، سام تضحك ، وعيونها تلمع وهو يقبلها ، كانت تتنهد بين ذراعيه ، مئات التفاصيل تتتابع كالرؤية ، كلها تصرخ وتهدده بفقدان سام وفقدان كل معنى للحياة معها -سيد ويستون ، اتمنى ان . . . . -لا لا فائدة من النقاش . قاطعه جاك بحدة . ليس لدى سوى كلمة واحدة اقولها لك ، اترك سام بسلام ، لا تدعنى افاجئك معها ، والا . . . . اراد ستيف ان يعترض ، لكن محدثه دعاه للسكوت بحركة قوية حازمة -انت لا تستحق امرأة مثلها ، كان زوجها السابق رجلا غير شريف ، احتاجت لسنوات طويلة لكى تتخلص من خيبة املها ، وها انا الذى فكربارسالها اليك ! سالوم نفسى حتى اخر يوم فى حياتى -سيد ويستون ، اسمعنىى ارجوك انا . . . . -لا ، انت من سيسمعنى ! شئ اخر قبل ان اذهب لرؤية سام ، انا صديق لوالدها منذ الطفولة ، لم نكن نفترق ابدا ، كان دائما يقول لى اذا حصل لى اى مكروه ، جاك اهتم انت بابنتى ، وذات مساء ، تلقيت برقية من الهند منذ ذلك المساء ، لم يعد لسام احد غيرى فى هذا العالم ، كانت والدتها قد توفيت وهى صغيرة ، ليس لدى سام احد غيرى ، ساسهر عليها كما وعدت والدها ، هل هذا واضح ؟ بتوتر شديد اخرج علبه سجائره ، وقدم واحدة لستيف رفضها بنفاذ صبر ، فاشعل جاك واحدة واضاف . لن امنح سام سوى لرجل يستحقها ، ورجل قادر على اسعادها ، وبصراحة سيد فيتزجيرالد ، انت لا تعرف سوى كيف تعذبها فجاة وصل ستيف الى اقصى حد فصرخ : انت تجهل ما . . . . قاطعه جاك من جديد : انا لا اجهل شيئا ، عندما اتصلت بى سام ، بالكاد كلمتنى عنك ، لكننى اعرفها جيدا ، ففهمت كل شئ ، انها تبك ، ويجب على ان احميها منك والتقت نظرات الرجلين كعدوين يستعدان للهجوم ، اراد ستيف ان يجيبه ويشرح له كل شئ ، لكن الطبيب دخل الغرفة وقاطعهما . لقد استيقظت مريضتنا ، وهى تطلب رؤية السيد ويستون . قال الطبيب . تفضل لرؤيتها لا داعى لاى قلق تبع ستيف الرجلين بنظراته الى ان اختفيا ، فغادر الغرفة بدوره ، وغادر المستشفى مسرعا -ستيف ، انتظرنى ! صرخت بيفرلى وهى تحاول الاسراع للحاق به تظاهر ستيف بانه لم يسمعها ، كيف يمكنها ان تفكر بان تاخذ منه دورا فى فيلمه القادم بينما حصلت ماساة هذه الليلة على بعد امتار منها ؟ دس يديه فى جيوبه ودفع الباب الزجاجى الذى فتح اتوماتيكيا وخرج ، وبعد رائحة البنج والمطهرات التى كانت تفوح فى الداخل ، اخذ نفسا عميقا -ستيف . . . ستيف ! كان صوت بيفرلى يرن ضعيفا خلفه ، ودون ان يلتفت او يخفف سيره تابع سيره ، ولم يهتم الى اين هو ذاهب كانت مياه الحوض تتلالا كالمرآة تحت اشعة الشمس ، فاغمضت سام عينيها وهى تتنهد ، انها تشعر بالتعب والضعف ، وحالتها لا تتحسن مع مرور الايام سمعت صوت الباب الزجاجى يفتح ، ففتحت عينيها لتستقبل ماريا زوجة جاك بابتسامة ضعيفة ، انحنت ماريا ووضعت صينية الطعام التى كانت تحملها على الطاولة قرب كرسى سام الطويل -شكرا ماريا ، انا لست جائعة ! جلست ماريا قربها ، وكانت ترفع شعرها الاسود وتبتسم لها ، لكن ابتسامتها اختفت وبدا عليها القلق وهى تتامل سام -يجب ان تاكلى ، سام يجب ان تستعيدى قواك -ساكل فيما بعد . اجابتها سام وهى تتنهد -كيف حال كتفك الان ؟ -افضل بكثير -هل افادتك السباحة ؟ مدت سام ذراعها ثم ثنتها من جديد -نعم ، بدون شك ، ساتمكن قريبا من استخدام ذراعى بطريقة طبيعية ، لكن جاك لا يريدنى ان ازاول عملى فورا كانت ماريا تتامل سام وهى تتكلم ، ولم تكن قد جاءت لسؤالها عن كتفها ، فانحنت قليلا وامسكت يدها بين يديها وقالت مباشرة بدون لف ولا دوران -الا تزالين تفكرين بستيف ؟ كانت سام تعرف ماريا جيدا ، وتعرف طريقتها المباشرة فى الكلام ، فاكتفت بان هزت راسها الى الامام ثم تمتمت بصوت هامس -ولكنى اتساءل دائما . . . لماذا لم ياتى لرؤيتى ليلة الحادث فى المستشفى ، انا لا . . . لا افهم . . . . -لقد ارسل لك الازهار . ذكرتها ماريا -اعلم ذلك ، ولكنه لم يات بنفسه هذه الفكرة ، لم تكن تفارق سام ابدا ، وفكرها يدور حولها بدون توقف ، كان حاجزا يرتفع امامها ويمنعها من الرؤية قد يكون يعتبر نفسه مسؤولا عما حصل لها ، وجاك اتهمه بذلك -هذا غير صحيح . اكدت لها سام . والمذنبة هى هيلين التى فقدت صوابها ثم اغمضت عينيها ، لم تكن ترغب بالكلام عن هذا الموضوع ، وتمنت ان تفهم ماريا ذلك ، ساد صمت قصير ، واخيرا قررت سام ان تقطع الصمت -ساكل قليلا -حسنا ، ولكنى اريد ان اقول لك شيئا سام هذه المرة ، وقفت سام ، كانت متاكدة انها ستكلمها عن ستيف ، فاسرعت تسال ماريا بنفاذ صبر -ماذا هنالك ، ماريا ؟ ماذا هنالك ؟ -لم يخبرنى جاك سوى بالامس ، والا لكنت اخبرتك قبل الان . ثم اخذت نفسا عميقا واضافت : كان ستيف فى المستشفى تلك الليلة ، لكن جاك منعه من الظهور ابدا امامك -ماذا ؟ صرخت سام وكانها لا تصدق ما سمعته -برايه ، هذا الرجل قادر على تدميرك ، انا لست من رايه ، سام ، من خلال مراقبتك ، لاحظت انك تتعذبين كثيرا بعيدا عن ستيف لم تستطع سام تمالك نفسها ، واخذت شفتاها ترتجفان ، وغطت وجهها بيديها -سام ، لا تلومى جاك ، انه يعتقد انه يتصرف جيدا من اجل مصلحتك . لكنه هذه المرة مخطئ كانت ماريا تعرف كم يكلفها هذا الاعتراف ، وهى التى كانت دائما مطيعة لزوجها ، تدافع عن ارائه فى كل المناسبات -اهذا يعنى ان جاك هو السبب فى عدم ظهور ستيف ؟ هل هذا حقا سبب غيابه وصمته ؟ -نعم ، لقد اقنعه جاك بعدم محاولته رؤيتك اوالاتصال بك ، من اجل مصلحتك ، هذا خطا كبير ، لقد قضى على سعادتكما دون ان يدرك ذلك شحب لون سام ، ولاحظتها ماريا بقلق -انا ذاهبة الى ماليبو . قالت سام بحزم -الى ستيف ؟ سالتها ماريا بدهشة -نعم . ثم اقتربت من ماريا وضمتها بحنان -حالا ؟ -بعد ان استحم واتناول طعامى . اجابتها بطاقة لم تعرفها منذ ايام طويلة كانت الشمس تشرف على المغيب عندما اصبحت سام فى الشارع المزدحم ، تفكر بالمسافة التى لاتزال امامها ، ولحسن الحظ ، كانت قد وجدت عنوان ستيف فى احد ملفات جاك ، وحاولت ان تتذكر الشاطئ الذى وصفه لها ستيف ، واذا لم يكن منزله ؟ تساءلت بقلق بدات النجوم تلمع فى السماء ، وظهر القمر عندما سلكت الشارع الكاليفورنى ، وكانت تردد الكلمات التى ستقولها له وهى تدخل فى الشارع المؤدى الى منزل ستيف كما كانت تتوقعه ، كان المنزل على يمينها تحت عينيها ، فتاملت النوافذ والشرفة وعلبة البريد بانفعال غريب ، وازداد انفعالها عندما رات سيارة متوقفة امام المنزل نزلت من سيارتها وتقدمت بخطى حازمة قبل ان يتغلب عليها الخوف ، وبدون تردد دقت الباب ثلاث دقات قوية واحست بخوف وقلق رغم جهودها ، واذا كان ستيف مع امرأة اخرى ؟ واذا . . . لكن ضجة خفيفة قطعت حبل افكارها ، وبدا قلبها يدق بسرعة جنونية ها هو ستيف ، بعد ايام وليالى طويلة من الانتظار ، يقف امامها لم يسبق لها ان راته بهذا الشكل ، لم يكن قد حلق ذقنه ، والسهر باديا حول عيونه ، كان صدره عاريا ولا يرتدى سوى بنطلون جينز ، وقد نحف كثيرا -سام ؟ قال بصوت ضعيف لم تتعرف عليه الفتاة ، فنسيت كل الكلمات التى اعدتها وتقدمت نحوه وهى ترتجف -جاك منعك من الظهور امامى ، لقد اخبرتنى ماريا كل شئ بعد ظهر اليوم ، هل هذا صحيح ؟ هز ستيف راسه ، وهو ينظر اليها وكانه لا يصدق عيونه ، او كانه يرى شبحا سيتبدد بين لحظة واخرى فهمت سام بسرعة انه لا يجب عليها التردد والتراجع يبدو انه تعذب مثلها ، واكثر -جئت لرؤيتك ، ستيف . . . انا افتقدك كثيرا . . . . دون ان يترك لها مجالا لاكمال كلامها ، ضمها ستيف بين ذراعيه وغطى وجهها بالقبلات ، ثم دفع الباب بقدمه ، وحملها فورا الى الصالون ، كان يضمها اليه وكانه لا يفكر بتركها ابدا ، فادركت سام انها تبكى بصمت جلس ستيف على الكنبة الكبيرة ، واجلسها على ركبتيه بحنان بالغ -انا احبك ، سامنتا ، لا تتركينى ابدا . همس باذنها -ابدا . وعدته وهى تتذوق طعم السعادة التى لم تشعر بها من قبل ، كان خد ستيف بجانب خدها ، لكن ورغم ذقنه الطويلة ، لم تكن تشعر بشئ اخر بمثل هذه النعومة -اعتقدت اننى اجن ، سامنتا ، كان جاك يتهمنى باننى المسؤول عن كل ما حصل لك ، فتركت الفيلم قبل انتهائه ، لم اعد اريد العمل ، لم اعد ارغب بشئ ، وتوالت الايام ، وانت لم تحاولى الاتصال بى ، فبدات اقتنع بانك سعيدة ، بدونى ، انا . . . . -اسكت ، ستيف ، اسكت . امرته وهى تضع اصبعها على شفتيه ، لكن ستيف كان يعذبه عدم قدرته على شرح وقفه ، فاضاف رغما عنها -لم يكن هناك شئ بينى وبين بيفرلى ، عندما هربت فى ذلك اليوم الذى رايتها فى غرفتى ، اوضحت لها جيدا انها لن تحصل على اى دور فى افلامى ، ولكن للاسف ، هذا النوع من النساء لا يستسلم ابدا ، فحاولت استغلال الاحتفال النهائى لتجرب حظها من جديد -لكنها دخلت معك ؟ -لم تكن معى ، سام . اجابها متنهدا . التقيت بها امام الباب وحاولت ان تتوسل الى ايضا ، ذلك المساء كنت قد قررت ان اتكلم معك ، كنت واثقا عندما رايتك الى جانب دونالد ، ولكن للاسف عندما عبرت الغرفة حتى كنت قد اختفيت . . . . اسندت راسها الى كتف الرجل الذى تحبه وهى ترتعش -كنت قد رايت بيفرلى تتابط ذراعك ، لم استطع تحمل هذا المشهد ، ورغبت بالرحيل على متن اول طائرة ، كنت انتظر سيارة التاكسى عندما سمعت صراخ الفيل و . . . . فقدت سام شجاعتها فجاة ، لم تكن بامكانها تذكر تلك الاحداث ، فضمها ستيف اليه اكثر وسالها : هل احضرت معك خاتمى ، سام ؟ -نعم ، كنت ساعيده اليك اذا لم تستقبلنى -ناولينى اياه . امرها ستيف بفارغ الصبر فاخرجت سام العلبة من حقيبة يدها ، فاخذها ستيف بسرعة ، وفتحها ، ودس الخاتم فى اصبعها باصرار وحزم -ضعيه للابد ، سام . قال لها بصوته العذب لشدة انفعالها لم تستطع سام ان تجيبه ، فقبلها بحنان وشوق كبيرين -يجب ان نتزوج باقرب وقت ممكن ، سام ، لا يمكننى الانتظار اكثر فضحكت سام ، واتحدت شفاهما من جديد بحرارة اكبر ، فى هذا المنزل على شاطئ البحر ، ولد حبها من جديد
النهاية

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع