الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

أخذ و عطاء

الكاتبة : كاتي والكير
-------------------
الملخص
------------
إذا كنت قد اكتويت بالنر مرة فستلقي بنفسك بعيداً عنها في المستقبل. ترى؟ هل هذا التعبير لائق للوقوع في الحب. شدت ليز على ملعقتها إذ تراءت لها هذه الأفكار! من ادخل الحب في هذا الموضوع؟ أتت فقلت: ” أليس هذا الشيء الذي تتكلمين عنه؟ الحب؟ الزواج؟ “. كتصور مثالي . . الزواج لا يغدو عن مشاركة بين شخصين في كل شيء . . الحب . . الأحاسيس والعواطف. لكن: لم يكون بهذا المفهوم دقيقة؟
------------
الفصل الأول
------------
كانت تحاول إقناع نفسها أنها إنما مضت في هذا الأمر بدافع من الفضول ليس إلا ، إذ أنها ويبساطة ستدعو نفسها لوجبة طعام غير آبهة لحقيقة حضوره ، أو علامه . لكن ذلك القرار العقلاني أخذ يتبدد شيئاً فشيئاً ويتلا شي تحت وطأة شعور من عدم عدم التأكد شعور بالغضب حتى . شيء مااقترب لحافة الفشل المر .. سأمنحه خمس دقائق أضافية تمتمت في نفسها ، خمس دقائق لا أكثر حتى أنها وقت طويل وتنازل منها كبير ، لقد ضيعت ما فيه الكفاية من حياتها وهي تنتظره ... تنتظر ذلك الرجل الذي كان محور عالمها أما هي فلقد اخذت مكانها في حياته بالدرجة الثانية بعد عمله وارتباطاته المادية
حرکت ليز قدميها بتثاقل ، كانت الرطوبة التي تغطي رصيف الشارع تتغلغل منها عبر حذائها السويدي الأسود الأنيق بالرغم من أنها قد أقنعت نفسها من أن" ريتشارد ديكون " سوف يخلف موعدها لكنها كانت فاقدة القدرة على مقاومة رغبتها
في التأنق لهذه الامسية علماً بأنها كانت تحت ضغط فكري داخلي فيها يدفعها لارتداء شيء من تشكيلة ثياب قد اقتنتها مؤخراً وانتهى الأمر لارتداء بلوزة حريرية ذات لون نبيتي وتنورة مناسبة لها ولسترتها الصوفية البنية الانيقة ودفعت تعلق يدها لتغلغل في شعرها واسقطتها بسرعة لينسدل شعرها الأسود الناعم على مؤخرة رأسها باضطراب . لان ذلك تصرف لتغيير تسريحة شعرها لإبراز نوع من اللامبالاة المصطنعة محاولة إظهار توازن بين كيانها كامرأة الآن وبين كيان تلك المرأة ليز قبل سنة ونصف السنة دقت الساعة خلفها معلنة الثامنة والربع يبدو
عودتها للبيت بعد أن منحت ريتشارد أكثر من ضعف الخمس دقائق التي قررت منحه إياهها وهي ماتزال تراوح مكانها ، مثبطة الهمة مع توالي مرور الثواني ، في نهاية الأمر أخذت موقفاً تجاه نفسها على ألا تكرر موقفها هذا مرة ثانية . وفجأة سمعت صوتاً قديماً كان يهمس لها " ربع ساعة في الانتظار ليست بنهاية العالم " لكن لسان حالها انفجر بالإجابة ، انه لشيء كبير ، فلدي الف شيء لأفعله ، إذا وقفت وقفتي هذه منتظرة إياه ، اطبق على مشاعري أمام رواد ذلك البار المتوافدين
كل دقيقة ... لا إنها لا تود الاستمرار ، لقد كان شعورها الاول هو أن هذه الفكرة برمتها خطأ ، ولم تجد عندها الآن أي رغبة في المضي أبعد من ذلك ، لقد تدبرت أمورها بشكل جيد بلا رجل خلال الشهور الأخيرة الماضية حتى الآن ولم يبق في حياتها متسع للتعقيدات أكثر من ذلك وهمت لتسرع مولية أدبارها عن المكان ، لم تقاوم ليز الرغبة في إلقاء نظرة للخلف أخيرة نحو الباب المقابل من الساحة لكنها فجأة تباطيء من خطواتها إذ تلمح شخصاً داكنا يتسلل من بين الاضواء يظهر عند حافة الطريق متجهاً نحو البار بخطوات كما لو أنه فقد شيئاً معيناً
سأضع زهرة قرنفل بيضاء على السترة وسأكون حاملاً نسخة من جريدة التايمز في اليد اليسرى هذا ما ذكره في رسالته الأخيرة لكنها حينئذ اعتقدت أنها لن تحتاج شيئاً من هذا لتتعرف على ريتشارد إنها ستتعرف عليه حالما تراه لو كان بين مجموعة من الرجال يقفون في مقابلها ، إنه يلقي نظرة سريعة على ساعته المعقودة على يده من الواضح انه جاء وفقاً لموعد معين .. ربما كان الموعد معها حسنا لقد تأخر كثيراً ههذا ما اهتدت إليه نفسها مشيحة وجهها عنه لكن ... بنظرة خلفية مترددة سمعت شعوراً قويا هزها
كموجة مفاجئة كان احساساً بالندم لفكرة تركه بهذا الشكل لان ذلك حصيلة الذنب الذي احست به كما لو انه جاء ليعيدها إلى صوابها كل ما تعلمته عن الأدب وحسن التصرف تمثل امامها حاجزاً ضد المتابعة بهذه الطريقة ، أن تحدد موعداً مع شخص ومن ثم تخلفه في أخرلحظة لسبب هو ببساطة فقدانها شجاعتها لمواجهته لان جبناً منها هذا التعامل بالاضافة إلى ان عدم ظهورها اليوم في الموعد لن يمنع ريتشارد من أن يعرج على بيتها ليعرف حقيقة الامر
اعترفت ليز لنفسها بمقدرتها على فعل شيء واحد فقط ... إنها لا تريد المتابعة والظهور في الموعد المحدد ، لكن عندئذ يتوجب عليها أن تقابل ريتشارد لاحقاً لتعتذر له عن الاستمرار في هذه العلاقة وليس هذا بتصرف لأئق عند ما تولي دبرها بكل سهولة على الاقل ليس عليها إلا أن تأخذ رسائله بعين الاعتبار وفجأة – اليزابيث .
شخص ينادي باسمها جعلها تلفت ...وقلبها يخفق بسرعة حيث وقفت مقابل تلك العينين المتقلصتين المتقدتين في الظلام محاولة في ابداء حركة تنم عن عدم اهتمام إنه هو ينظر إليها مباشرة الآن من الرصيف المقابل
مرة ثانية . اليزابيث ، لكنه تساءل هذه المرة ، عرفت ليز عندئذ أنت لا تملك أي خيار آخر سوى التقدم نحو صاحب الصوت . وبالرغم من قرارها الأخير هذا إلا أن قدميها لم تعودا تقويان على الثبات مماجعل خطواتها مرتبكة مضطربة ، ...لابد أنه رأى التفاتتها الأولى وعلم بفكرتها السباقة في تركه والمضي دون التحدث إليه لتعبر تلك المسافة القصيرة بينهما متيقظة الأحاسيس حيال عينيه المتركزتين عليها ، كانت معالم وجهه المحفورة في الظلام باعثة للاعتقاد وبضيق هو فيه ، ، اضحت تتساءل عما يدور في خلده الآن وهو يراها بوضوح . فهما لم يتبادلا صوراً أو أشياء من هذا القبيل . حسناً .. كيف سيتصرف الآن وقد أصبحا وجهاً لوجه ؟ كان خيالها يلاحقها على الواجهة الزجاجية للمخزن المقابل وهي تعبر الشارع وقد لفت انتباهها تسريحتها الجديدة التي أضفت على معالم وجهها نوعا من الراحة النفسية العينان اللوزيتان الواسعتان تستقران أعلى وجهها النحيل
شفتاها ارتسمتا بقلق من فرط التوتر الذي يظهرها حقيقة بمظهر الأكبر سناً من عمرها الذي غدا من عمرها الذي غدا في السادسة والعشرين وقد كانت تبدو أكبر وأكثر حكمة لكنها لم تستطع دفع شعور بالندم

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع