الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
الكاتبة : مارغريت مايلز
-----------------------
الملخص
------------
منذ انفصالها عن زوجها، نجحت جوانا في الحصول على عمل جيد كواحدة من أكثر بائعي البيوت اقناعا في شركة كيلبورن العقارية، كلن حين طلب منها رئيسها الاهتمام بعملية بيع فيلا فيفورتيا في جنوب فرنسا، خانتها شجاعتها، لأن الفيلا كانت مكانا خاصا حيث علمها هال الحياة والحب، كيف تواجه الذكريات التي تحملها الفيلا؟ وكيف تواجه هال نفسه ثانية؟
--------------
الفصل الأول
--------------
" هل انا مجبرة على الذهاب يا ريتشارد؟ فأنااعتبرها فكرة سخيفة لانها تعيد لي الذكريات القديمة ، لذا افضل ان ترسل احداً غيري مثل غيلز ، فهو يحب منطقة الريفيرا وبما انه حالياً في نيس يستطيع العبور عبر مانتون ويضيف فيلا فيفوريتا الى قائمة اعماله "
كان صوت جوانا واضحاً وثابتاً لكن ريتشارد كيلبورن ، صاحب مؤسسة كيلبورن العقارية الممتدة ورئيسها منذ سنتين نظر اليها نظرة طويلة كي يقرأ الانفعال الظاهر على وجهها ، فرأى الذعر مرتسماً في عينيها وعرف ان هذه المهمة تخيف جوانا دالي اكثر من اى مهمة قامت بها ، ولكن العمل هو العمل بالنسبة لريتشارد ، فانزل نظارته الى انفه وشبك يداه وقال :
- " لا اظن ان غيلز بمقدوره القيام بهذا العمل لانه مشغول بعمله في الفندق ، فقد اخبرني البارحة باتصاله الهاتفي ان المالكين الجدد قد زودوا الفندق بأحدث ألاجهزة وورط نفسه بخدمتهم ، كما اخبرني بانه ينتظر وصول الاجهزة ، وكما ترين فان حياتي بين يديه لهذا لا استطيع ان احمله اكثر من طاقته ، لهذا وبسبب الظروف اطلب منك ان تبيعي هذه الممتلكات لانك تعريفين كل العملاء كما تعرفين البلاد جيداً ، وهكذا فانت افضل شخص مؤهل لهذا العمل "
توقف عن الكلام حين رأى الابتسامة الصفراء على وجه جوانا فتابع ريتشارد .
" علينا البدء بالبناء الامريكي واذا لم نبعه بسرعة علينا تحويله الى متجع سياحي ، هذا ما اقترحه اصحاب الأرض لانهم لايتحملون فكرة بقاء القرية السياحية خالية كما لا يملكون الوقت الذي يسمح لهم بترتيب الأشياء هناك لانهم مضطرون للسفر الى كندا ، هذا هو المنصب واريدك ان تقومي بالعمل كخدمة لي ، هل ستذهبين ؟ على فكرة المكان رائع في شهر ايار "
" اه منك يا ريتشارد ايها الثعلب العجوز ، طبعاً سأذهب بعد كلامك هذا ولكني اعترف بأنه عمل لا احبه "
ومدت يدها لترتيب شعرها المتساقط على كتفيها ووقفت لتواجهه فنظر اليها ريتشارد وتذكر جمالها وانوثتها ولكنها لا تهتم بمظهرها مطلقاً وعرف بان الملل يسيطر عليها تماماً .
نظرت اليه وقالت مازحة: " حسنا يا ريتشارد لانك تريد ان تعلقني بصراحتك ، فما علي الا الخضوع والاتصال بمكتب السفر ليحجزوا لي بطاقة الى هناك "
هز رأسه وقال: " فتاه رائعة اخبريني بالموعد حتى اتصل بغيلز في نيس ليلاقيك في المطار ويؤمن نقلك الى مانتون "
وفكر قليلاً ثم تابع: " اظن بان عليك قضاء بضعة ايام برفقة غيلز في نيس قبل الذهاب الى لا فيفوريتا سيرحب ترحيباً حاراً بهذا الاجراء "
هذا جميل جداً وهكذا استطيع مساعدته في اعداد الأوراق فعملية بيع الفندق تجري بشكل جيد اليس كذلك ؟
" طبعاً لحسن الحظ ولكنها صفقة كبيرة وهكذا سيسعده وجودك لمساعدته في هذا الموضوع ولكن لم اعني هذا مطلقاً "
"حقا ؟" سألت جوانا ببراءة وابتسمر لريتشارد الذي ظن بأنها فهمت معني العطلة مع غيلز التى تساعد على اقفال الجروح القديمة للابد ، فقالت له :" لا تقلق ريتشارد فلن اكون عاطفية لاني انسى كل شيئ حين اعمل ، وعلى فكرة "
قالت هذا وهى تتجه نحو الباب فاستدارت وتابعت: " انا وغيلز مجرد صديقين "
وفي المساء جلس ريتشارد مع زوجته وقا ل لها : " شعرت باني غول حين طلبت من جوانا العودة الى مانتون حيث تسترجع الذكريات الاليمة التى تريد نسيانها ، اذ امضت اسابيع عديدة فيها مع زوجها قبل بيعها "
قالت ماري وهي تقطع تفاحة لزوجها: " نعم اذ يشعر المرء بانه يركب السيارة لاول مرة بعد اصابته بحادث على كل حال لقد مضي ثلاث سنوات على انفصال جوانا من زوجها وانا متاكدة بأنها ليست غلطتها "
"هى التى تركته يا ماري فانا اذكر ذلك جيداً "
" نظر اليها ريتشارد ساخراً وقال: " آه من النساء "
" ولكن اخبرني هل رضيت بالذهاب ؟ " سألت ماري زوجها مبدية الاهتمام الشديد في عمله الذي يشمل بيع الابنية والاراضي الكبيرة ولم ينحصر اهتمامها فقط بالشركة بل اولت اهتماماً كبيراً للموظفين لديه خصوصاً جوانا دالي ، وكانت ماري تشعر بالسعادة حين تهتم بمشاعر غيرها وتساعد في ايجاد حل مناسب لها خصوصاً وانها اكتسبت خبرة في هذا المجال بعد ان انجبت بناتها الثلاثة لكن جوانا كانت لا تزال تحيرها وفكرت ماري ان جوانا من أجمل الفتيات التى رأتهم في حياتها فطولها الفارع بالاضافة الى شعرها الأسود اللامع وعينيها الرماديتين والبشرة النظرة جعلت منها فتاة ذات جمال اخاذ . واكثر من مرة ، رات ماري عينا جوانا يغلفهما الحزن وفمها تعلوه القساوة وظنت في البدء ان جوانا هي احدي عارضات الازياء التى احضرها زوجها معه من باريس ولكنها سريعة العطب .
وعادت على الواقع على صوت زوجها يجيب :" لقد وافقت على الذهاب الى فرنسا وغدا ستلتقي عميلنا انها فتاه عاقلة وتهتم بعملها قبل اى شيء اخر واظن ان الفيلا ستكون تجربة صعبة بالنسبة اليها اما موقع الفيلا فهو صعب ولا يمكنك الصعود اليها بالسيارة وهذها الامر يستدعي التسلق للوصول الى المكان، وعلى جوانا ان تبيع المكان بأي ثمن."
ابعد كرسيه عن الطاولة ووقف .
" شكرا يا حبيتي على هذه الوجبة الشهية ، وانا متأكد بأني لا أستطيع تناول الكريما " ضحكت ماري من صميم قلبها وهى تلف ذراعيها حول كتفيه وتقوده الى غرفة الجلوس حيث كانت القهوة بانتظارهم وسالته بعد ان سكبت القهوة .
" ماذا حصل بعد افتراق جوانا عن زوجها ؟ وهل تعرف ما حصل بالضبط ؟"
" لا فقط الأشياء الثانوية ، لقد تزوجت وانا من شخص جعل من المليون خمسة وعشرون اسمه هال راندال ، اشتري فيلا فيفوريتا كمنزل لقضاء العطلات ، وبعد سنة تدهورت أعماله في السوق واضطر الى بيع كل ما يملك ومن بينهم فيلا فيفوريتا "
بدا الحزن على ملامح ماري وقالت : "ياله من حظ سيئ انا سعيدة لان بناتنا لم يتزوجوا من مليونير فكلما تسلق الانسان الى اعلى كلما كان سقوطه اسهل " .
" بالضبط " اجاب ريتشارد وهو يشعل السيجار .
ثم سالت ماري : " وهل اتت اليك جوانا طلباً للعمل؟ فأنا لاأذكر الظروف "
" ليس تماما فقد اتت الى المكتب بشان بيع فيلا فيفوريتا كان ذلك في الوقت نفسه الذي تركت فيه كلايس سميث من اجل الطفل وكنت افتش عن موظفة لتأخذ مكانها وعندما تحدثت الى جوانا التى اخبرتني انها تفتش عن عمل ، واذكر بان اعجبت بها وعرفت بانها تمر بظروف صعبة وهكذا قدمت لها العمل فقبلته بحماس وتعرفين بقية القصة" .
-"واعرف بانها طردت افضل رجل مبيعات في الشركة "
" نعم اذ لديها قدرة فائقة على التصرف بشكل رائع " .
ربت على يد زوجته وتابع: " ولكن ما يحيرني هو تركها لزوجها في اصعب الظروف ، ولكن لا يحق لنا معرفة السبب هل لي بكوب قهوة ثاني يا عزيزتي ؟ .
"بالطبع" ابتسمت ماري لزوجها لبتسامة محبة وتقدير .