الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الحب العاصف
Bachelor in Paradise

الكاتبة : ليندا دوغلاس
------------
الملخص
------------
بحكم القانون كارنوك ملك لها. حين ورثت روكسي بيج ضيعة في بلدة كورنويل كانت اسرة إيثان تريمين منذ عدة أجيال، ادركت أن أبواب الجحيم ستفتح على مصاريعها. ولم يخف إيثان أنه سيفعل أي شيء ليستعيد ما كان يراه حقا مشروعا له، بل وصل الأمر إلى التهديد بأنه سوف يلطخ سمعة أمها في سبيل ذلك. ورغم العداء الصارخ بينهما لم تكن روكسي لتنكر ما بينهما من تجاذب عنيف، ولكن التساؤل لدى روكسي كان عن المدى الذي يمكن أن تتأثر به رغبته فيها بتأثير ما يسيطر على أفكاره
------
مقدمة
------
أريدك أن تعلمي هذا
****
و تلاحقت أنفاس "إيثان" "إنك تشعرين بنفس الشيء, رغم أننا لم نكد نتعارف على بعضنا فلماذا؟" وحاولت روكسي وهي ترتجف أن تشد نفسها بعيدا عن مجاله المغناطيسي الذي يجذبها إليه في عناد . ولم تكن تسمح على الإطلاق بأن تفقد تحكمها في نفسها . وردت عليه قائلة: "مجرد ثورة من الهورمونات على ما اعتقد وحملق "إيثان" إليها: لا تحاولي الهرب مني ,فلن أسمح لهذا أن يؤثر في على الدوام , فأنا كاره لذلك ,و سوف أضعك تحت سيطرتي سريعا ومهما حاولت أن تبعديني عن ذلك بهذا المرح منك, فسينتهي بك الأمر حتما حيث أريد أنا "وكانت عيناه , تشعان بالرغبة , ثم ركز عينيه عليها , و أطبق عليها يقبلها حتى صعب عليها التنفس
------------
الفصل الأول
------------
دخلت "روكسي بيج" بشارع أكسفورد ممتلئلة بالحيوية و تصحبها دقات كعبها العالي الحادة, ويحيطها عطرها الذكي, و أخذت توزع تحية الصباح على العاملين لديها يمنة و يسرة , ولم تتوقف وهي في طريقها إلى الطابق الأعلى حيث توجد المكاتب, إلا لتضع لمسة سريعة على أحد المعروضات" صباح الخير يا جو" وواجهت سكرتيرها بابتسامة مشرقة. ثم ألقت بقبعتها القرمزية على أريكة جلدية سوداء, وهزت شعرها الداكن المشعث, الذي أنفقت وقتا طويلا, لتصفيفه في تلك التسريحة الشعثاء...... "أليس يوما رائعا ـ همهم, أنت إذن في إحدى تلك الحالات المزاجية. أليس كذلك؟ إنه أخر مارس, حيث السماء داكنة, و الجو البارد, ..." ولوحت له بيديها المعبرتين, رفضا لكلامه: "لا, ليس ذاك إنني أشعر اليوم وأكأني على قمة العالم " وواصلت التعبير بيديها اللتين لا تهدأ لهما حركة : "ويجب أن تكون أنت كذلك. بعد الغداء, سأكون منهمكة في التخطيط لمحلين أخرين من محلات" زست" ". وأتسعت عينا "جو" في شك: " ولكنك لم تحصلي على التمويل بعد". وصرخت فيه دهشة, وقد لمعت عيناها في زرقة السماء بالإثارة: " بالتأكيد حصلت عليه بعد قضمتين أثنتين من شريحة لحم الضأن, وشرح للنجاح المضمون, من ذا الذي يتأخر عن إقراضي المال؟" وأنحسرت الشكوك عن "جو". إنها تفيض بالثقة والتأثير. ولن يستطيع أحد مقاومة "روكسي" حين تفور حماسا. فهو نفسه قد بدأ يتجاوب مع فورة طاقتها لمجرد وجودها بالغرفة. و تنهد قائلا : "يا للفتى المسكين. إن بي رغبة أن أتصل بذلك الممول وأحذره من تلك الدعوة على الغداء, خاصة وأنت متهللة هكذا." فرردت عليه في حسم:
"إن الاستثمار معي هو اليقين بعينه. وأي أحمق يمكنه أن يرى ذلك" " ولكن الموردين يضعون العراقيل, ويجب مراقبتهم إذا أردت استمرار هذا النجاح. إن بعض المشاكل قد ثارت مرة أخرى." "رباه" وصبت لنفسها قدحا من القهوة السادة, ورفعت قدح الصيني الفاخر إلى شفتيها المزينتين بلون زاه: " دعني أخذ جرعة من الكافيين أولا, وأخلع معطفي." وفرغ القدح سريعا, وألقت بالمعطف الأحمر القاني على أريكة, ثم أتجهت إلى مكتب "جون" وقالت متوسلة: " رحماك مما ليس منه بد."
فأبتسم لها. لقد كانت مزيجا من العشوائية والتعقيد, أوجودة التنظيم والتشويش. أحيانا يشعر معها بأنه الأرزن والأكبرعمرا, وأحيانا يتحرك عقلها بسرعة فائقة إلى أبعاد شاذة, ولكن نيرة تتركه متخلفا عنها. فبينما يفكر الناس في أمورهم بروية فإن مقدرة "روكسي" فائقة على أتخاذ قرارات فورية و الإصرار عليها وإنجاحها غالبا بالعزم وقوة الشخصية أكثر من أي شيء أخر إن له عامين يعمل معها, منذ أن أفتتحت محلا صغيرا للمواد الغذائية الصحية ثم طورتة إلى سلسلة محلات ذائعة الصيت, تصدر إلى شتى بقاع العالم وهي التي تثير بنفسها الحمية في نفوس العاملين لديها, وفي الجو الخاص لكل محل من محلاتها, بحماسها وتفاؤلها المنقطعي النظير. لقد ألهبت في وقت قياسي حماس كل شيء وكل إنسان حولها. وكان كل يوم متعة متجددة وكم لهثوا وهم يحاولون مواكبة التغييرات الفجائية في خططها . وقال لها باقتضاب : "الأعشاب الطازجة لا يمكننا الحصول عليها ." لم تكن تحب الشروح المطولة. إنها تندفع إلى لب الموضوع اندفاعا يجعلها تتجاوز التفاصيل. وعبست والتقطت سماعة التليفون مديرة الرقم بطرف قلم رصاص ويدها الأخرى على ردفها الرشيق في وقفة مشاغبة . وعيناها تلمعان تحسبا للتحدي. وفي لهجة تقريرية قالت:
" شارلي , إنني في ورطة كن ملاكي وانطلق إلى دورست, وتكلم مع مس "ويليامز" وقم بترتيبات استمرار التوريد...بالتأكيد ولكنك ممتاز في الاتصال المباشر. وأنت الوحيد الذي يمككنني أن أطلب منه وأنا مطمئنة للنجاح...شكرا أتصل بي حين تصل إلى نتائح" قطبت جبينها "لجو" :"أخطر المحلات بالموقف" وقال "جو" محاولا أن يضع الأمور في موضعها في ذهنه: "ولكن هذا لا يمثل إلا جزاءاً ضئيلا من مبيعاتنا" ورمته بنظرة وامضة: " ليست هذه هي النقطة. لقد تعود عملاؤنا الحصول على الأعشاب الطازجة منا ولن أتنازل عن الكمال يا "جو" ." وأطبقت فمها في تصميم, ودخلت غرفة مكتبها. هذه ثالث مرة تتوقف التوريدات لسبب أو لآخر . لماذا هذا أمر لا يهمها. المهم هو النتائج, وهو أن يستمر تنظيمها الرائع في الازدهار. لقد وضعت كل طاقاتها في تأسيس أفضل محلات المواد الغذائية في لندن, وقد حققت النجاح لأنها لا تقبل التنازل عن الأفضل و لا تقر بالهزيمة و لا تتوانى في استخدام كل إمكانياتها العزيمة, أو الشجار أو الإغراء أو السحر الأنثوي. وتوقفت لتلقي نظرة فخر على مكتبها ذي الفخامة والتقدم التكنولوجي بألوانه المفضلة لها الأبيض و الأسود ولون اللهب وكان رداؤها الصوفي الأنيق مقبولا في تفصيله ذا لون برتقالي ويحيط خصرها حزام جلدي أسود عريض, ويتدلى من عنقها عقد كبير الخرزات سوداء اللون. وقد لفت على ردفيها شالا ذا ظلال من لوني الفوشيا والقرمزي وكان تأثيرها مع هذه الألوان خاطفا للنظر تثير الحسد ورغبة الرجال بهذا الجمال الفتان. ولقد كانت تحوز كل ما تتمنى : النجاح والقوة و الحياة المتدفقة. فالمدينة تئزر وتطن, وتهتز متوافقة معها تماما, دائمة التغير كشأنها, مولدة للتنويعات, و الإثارة اللتين لا تنتهيان. ولكن شيئا واحد كان ينقصها, الرضا أو القناعة. ولم تكن متأكدة أنها محتاجة إلى ذلك وكان نفس الشيء بالنسبة للحياة العاطفية. فقد كانت دائما مالكة نفسها ولا تتحمل من يملي عليها في كل شيئا. ولم يكن في نيتها أن تكون طبقا لحلم أحد في زوجة كاملة, أو أن تتصرف وفقا لهوى أحد. وتنهدت, أمر مؤسف أن يعجب الرجال بشخصيتها في بادئ الامر, ثم لا يلبثون أن يحاولوا إخضاعها بعد ذلك! كانت ضد خضوع المرأة للرجل. وقد مرت بها علاقتان طويلتا الأمد ما إن يخمد الهيام الأول حتى يفشل في بعث أية مشاعر أعمق. وبدأت تميل إلى تصديق ما يشاع حول شخصية مواليد برج العذراء. وبدأ القلق يبدو في عينيها. فوراء الشخصية الجسورة التي تتملكها, ربما تكمن فراشة. أتكون تحمل شخصية فراشة جسورة, أضعف من إن تتحمل عبء ارتياط عاطفي.
ولكن افتقادها إلى الارتباطات العاطفية كان في هذة اللحظة ميزة لها , إذ كان يعني تكريس طاقاتها في العمل, وهو مجال أكثر متعة لها من قضاء ليالي مملة. وكان أختلاف شخصيتها عن أمها أمرا محيرا لها, وكسا وجهها شعور من الاهتمام العميق, كما ترقرقت عيناها وهي تتطلع إلى الصورة الموضوعة فوق مكتبها, ووقفت في خلوتها مع نفسها صامتة, ولكن الحزن يملأ قلبها. إنها لم تبك و الدتها بعد, منذ أن جاءتها أنباء وفاتها. ورفعت الإطار الفضي الذي يحتوي على الصورة وأخذت تتأمل وجه و الدتها الحبيب, وغمرتها شعور بالوحشة. كم أفتقدك يا أماه. لقد كنت الوحيدة التي تعرفني من الداخل. و الأن لم يعد يوجد أحد على الإطلاق. ولمعت عيناها بالدمع, ووضعت الإطار وهي تقاوم اختناق حلقها. من ثلاثة أشهر فقط, جاءها نبأ مصرع والدتها في حريق. ولم يكن لها من عزاء سوى عدم تألم والدتها, حيث أختنقت بالدخان في أثناء نومها, في المنزل الذي كانت تعمل فيه كمديرة له. ومع ذلك فقد كانت الحادثة تفزعها كلما جالت بخاطرها. كانت والدتها تعمل دى السيدة "تريمين" العجوز, سيدة طاعنة في السن غريبة الأطوار.تتحاشى الناس. ومن ثم لم ترهى المنزل الذي كان في "كورنوول" أبداً. ولكن أمها وصفته لها كثيرا في خطاباتها وفي حديثها في أثناء زياراتها النادرة لها,
التي كانت تسمح بها السيدة طريحة الفراش . كان منزلا غاية في الضخامة بالنسبة لفردين يعيشان فيه, وبالنسبة لوالدتها كمديرة له حيث إنها كانت تعمل في نفس الوقت كممرضة لمخدومتها. ولما كانت الحديقة مهملة نمت النباتات بها عشوائيا فصارت أقرب لحديقة أسطورة أميرة الجمال النائم. سيدتان تعيشان وحيدتين وتموتان وحيدتين. يا للفظاعة. وأبن مسز "تريمين" وأبنتها يعيشان في أرض مجاورة وحيدين بينهما وبين والدتهما سور عال من الكراهية؟ أمر غريب! وتحول الحزن في عيني "روكسي" إلى الجمود حين تذكرت الجنازة التي أقيمت في ديسمبر. ف"إيثان تريمين" لم يفعل أي شيء للترحيب بها, أو بأي مشاعر عزاء تجاهها ومع ذلك فقد كان وقعه على نفسها أكبر مما تخيلت. لقد تجاهلها وهي التي تخطف أبصار الناس بل إنه لم ينتبه إلى أي أحد أخر, وكأنه خلق وحيدا, ولم يخلق أحد سواه. وتقارب حاجباها. إنها المرة التي لا تعرف عددها منذ الجنازة, التي تضبط نفسها تفكر في "إيثان" بلا من أمور حياتها. ولكنه إنسان غريب الأطوار. و انهالت المكالمات وسرت الحمى في جهاز الفاكس. وابتسمت متنهدة بمرارة قبل أن تدخل المعمعة. وقطع جهاز الاتصال الداخلي الأفكار المتلألئة التي كانت مندمجة فيها حول افتتاح محل جديد في مدينة "بريستول". فردت وهي تتأمل رسما للموقع: "نعم يا "جو" .
"من يدعى "إيثان...تريمين" على الخط" وارتفع ذقنها في تحد. وأبتسمت بمرارة لرد الفعل ذلك: "لم أسمع بهذا الأسم من قبل" وشعرت بالراحة لذلك الرد. زمت شفتيها زاهيتي التزيين, وانحنت على الرسم من جديد. أبعد نظرة عداء باردة رماها بها في لمحة خاطفة من عينيه الخضراوين الباردتين , ثم تجاهل كامل في أثناء الجنازة, يفكر أن بإمكانه أن يتصل يها حين يعن له ذلك؟ إنها مشغولة . وأز جهاز "جو" من جديد : "إنه يقول لي ـ " بحق السماء إنها قد سمعت ولتصب على اللعنة لو سمحت لنفسي أن تعاملني عاشقتك هكذا!" وبدا الرجل دهشا:" كيف حصل على رقمك الشخصي ؟ ومن يكون هو أولا؟" فردت ضاحكة :
"أحد أحفاد أتيلا زعيم الهون . أخبره أني أكوي مريلتي " "ماذا؟" وقهقهت :" لقد سمعتني ." حين أقتربت "روكسي" من الكنيسة المقامة بها طقوس الدفن .أعلنت أخت "إيثان" بازدراء أن أبنة مديرة المنزل قد وصلت ولم يكلف "إيثان" خاطره أن يلتفت. ولكن "أنابيل" ظلت تشد كمه هامسة له. وكان هذا حين رماها بنظرته تلك, وهو يتطلع إلى ملابسها في لمحة من دهشة . ولا عجب في ذلك فليست الكثيرات من النساء من يرتدين معطف مطر للرأس في أثناء الجنازات! و بالتأكيد لو كان الرجل أكثر أدبا لفسرت له ذلك, ولعملت على أن يرى الرداء الأسود الأنيق الذي كانت ترتديه. ولكن تصرفهما الوقح جعلها لا تلقي بالا لما ظناه بها . وكان صعبا للغاية أن كانت تكتم دموعها وهي ترى هذه الغطرسة منه. وكلمة أحتقار أخرى منه كانت كفيلة أن تبعث دموعها أنهار ولتصب عليها اللعنة لو سمحت بشيء كهذا أمامه. كانت أمها حساسة لعملها كمديرة منزل. وكانت "روكسي" تدرك حرجها منذ نعومة أظافرها. وأصبحت أية كلمة أزدراء تثير ثائرتها. وكم أذاها أن يصيبها ذلك الداء في أثناء جنازة أمها. وكان "إيثان" وجد أمرا مستهجنا أن يشارك الطقوس مع أبنة مديرة المنزل. وأخذت تطرق في عداء بقلمها الرصاص على دباسة ورق, وهي تتمثل في ذهنها مدى غطرسته . "روكسي؟" وغمغمت في ضيق: "ماذا الأن ؟ "
وأدركت بغيظ أن "إيثان" لن يستسلم. ففي اعتقادها أنه لم يتعود من أحد أن يرفض له طلبا وأبتسمت لما تولد في نفسه من مشاعر بإنكارها لوجوده. ورد "جو" متذمرا: أن أذني تؤلمانني . وتنهدت "استمر....." "لقد صاح زاعقا بشيء عن غبائك, وبأنه يجب أن تدركي بعقلك الفارغ أن لديه أمرا مهما يريد أن يحدثك فيه" قالت وقد أشفقت على سكرتيرها المسكين: "حسنا صله بي " ودار بذهنها فكرة خبيثة وردت بكلمة سوقية: "اللوا" هكذا تكون لهجة أبنة الخادم! "روكس أنا ؟هذه "روكسانا بيج" لقد أعطاني محامي هذا الرقم..؟" كان صوتا عميقا خافتا جعل أصابعها تتقلص قليلا وقالت وهي تتشدق بلبانة وهمية في فمها, لتتباين لهجة صوتها تماما مع صوتة :" ييه؟ ماذا تريد أنت ؟" ورد بصوت أجش :
"أريد أن أتحدث إليك " قالت كاذبة "لا يهمني " وشعرت بالسرور يملأ صدرها . "أرجوكي كوني على خلق واستمعي إلي فلدي اقتراح أريد أن أقوله لك" وكان صوته يبدو كصوت رجل في التسعين من عمره. ووجدت "روكسي" لذة في أن تخرجه عن وقاره بغيظها إياه فقالت متمايعة : "اقتراح ؟ ياللوقاحة ! هل تستخف دمك باصطياد البنات بمكالماتك التليفونية؟" وسمعته يلعن بصوت خفيض ثم بدأ يتكلم ببطء وكان واضحا أنه ينتقي كلماته بعناية متصورا فيها الغباء. "كلا يا "روكسانا" الأمر ليس كذلك وأنتي تعرفينني فأمك كانت خادمة لوالدتي " وضغط على كلمة"خادم" والتهبت مشاعرها وشعرت بميل أكبر لإثارته. أيتوقع منها أن تهب منحنية احتراما له ؟ إن ذكرى أخته المتأنقة وهي تتمتم ألفاظ الازدراء لا تزال حية في ذاكرتها تزيد من فكرتها السيئة حول آل تريمين المتعجرفين. "وهذا لا يعطيك الحق في أن تقول أشياء جارحة لي " وتنفس محاولا كتم غيظه :
"أنا لا أفعل هذا لقد أخذت الأمر خطأ هل يمكن أن نتقابل لأخذ الشاي في مكان ما, فلدي عرض...." "أووه مستر "تريمين" ! إنك شرير." "أسمعي ليس الأمر هكذا كل ما أريد هو ...." "أعلم ما تريد فأنتم أيها الرجال كلكم سواء لا تسلم منكم خادم" وسأل في شك : "هل تحاولين غيظي " فردت في حنق : "بالضبط" وكتمت ضحكاتها بصعوبة وقال في غيظ : "روكسانا من الأهمية بمكان أن تستمعي إلي أعطيني ساعة من وقتك قد تكونين بعدها في حياة أفضل "
"أعلم بالأفلام الخارجة ة الأوضاع المخلة أيها الشيطان المنحل" وانفجر قائلا :" يا ألطاف الله !" وخبط السماعة مغلقا الخط وهرع إليها "جو" وحمد الله أنها لم تكن مصابة بالهستيريا وهي تقهقه قالت وقد انخفض صوتها من شدة الضحك : "آه يا "جو" لم أضحك هكذا منذ عدة أشهر أخيرا"إيثان" الهرم يهتم بأمري" "إذن فأنتي موجودة لو طلب مرة أخرى "قالت تتنهد وهي تمسح عينيها وتعيد النظر في زينتها." كلا إنك ستسحقه لاقتراحاته الفاجرة." و ابتسم فقد سبق له أن تولى عنها ردودا غريبة لرجال أخرين وكان هذا بلا شك أشد الردود غرابة . "وهل ستكون لي مكافأة بتمثيلي دور عشيقك ؟"
وابتسمت له: "لا تفسد الصداقة الطيبة وهيا فأمامنا سفينة تريد القيادة " وعاد ضاحكا إلى مكتبه , تاركا إياها متعجبة لسيي طلب "إيثان" لها ولكنها لم تكن تبالي فليس فيما يفعله يثير اهتمامها . ولكن ذلك لم يكن كليا للأسف. فقد اعترفت أنها تخادع نفسها. فهي لا تفتأ تفكر فيه منذ الجنازة متعجبة كيف فتنها بهذه الصورة. لقد ضايقها بلا شك بسلوكه الشاذ. إنها تعلم تباعده عن والدته, وأنه إنسان مجرد من الأحاسيس ولكن لم تكن مستعدة لما أثار به فضولها و أحاسيسها. وكان الطقص في ذلك اليوم من ديسمبر شنيعا إذ هطلت الأمطار مدرارا وأحتمى كل إنسان بمظلته, عدا "إيثان" لم يبد عليه أنه لاحظ تشبع شعره الفاحم المجعد بالماء حتى أخذ الماء يتساقط على ياقة معطفه الصوفي الأسود السميك. كان كصخرة صماء ناتئة في الشاطىء رافعا وجهه الصارم في ازدراء والمطر يغسل خطوطه الجرانيتية .
لم يكن وسيما بالمعنى المتعارف عليه. فتقاطيعه خشنة تثير الرعدة في البدن بما تحمله من عداء. كان خافضا حاجبيه طوال الطقوس وعيناه الخضراوان تبدوان كحقل على البعيد. كان شامخا برأسه وكتفيه فوق الجميع وكانت يداه العريضتان مدسوستين في جيبي معطفه, وأخته المتعلقة في ذراعه كبعوضة على قرن ثور. يلكزها بحركة لا تكاد تلحظ حتى لا تزعجه بثرثرتها وشعرت "روكسي " بالأسى لهذه المرأة الهشة التي ليس لها إلا "إيثان" تعتمد عليه وهو يثيرالكدر في نفسها بتباعده. لم ينظر إلى أحد عدا اللمحة الخاطفة التي رماها بها. وأعطاها انطباعا عن رجل اختار عن عمد أن يعيش بمعزل عن الناس. لقد كان "إيثان تريمين" أشبه بجزيرة صخرية محصنا عاطفيا ضد الحياة والموت منغلقا على نفسه ومكتفيا بها

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع