الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

حبيبي

روايات عبير دار ميوزيك
------------
الملخص
------------
جيليان فورسيت” امرأة ذكية وجميلة مفعمة بالحب والحنان في الصباح، أما في المساء فهي مخلوق خيالي أسطوري جنية تسكن أعماق البحر فتغوص وتطفو في عالم بعيد عن الحقيقة مليء بالسحر والألوان المتلألئة. لقد قابل “مارك” “جيليان” الجنية الجميلة، كما تعرف على “جيليان” المرأة الذكية الحنون، فمن يختار؟ هل يختار الخيال الجميل أم الواقع الذي ينبئ بالسعادة؟
------------
المقدمة
------------
مارك فورسیت ، شاب وسيم ورجل أعمال ناجح لكنه يعيش وحيدا مع ابنه في منزل معزول على شاطئ البحر ورغم ثروته لم يكن سعيدا لقد فشل زواجه الأول وماتت زوجته الأولى في حادث كان هو قائد السيارة فيه مما أصاب ابنه بعقدة نفسية جعلته يعتقد أنه السبب في وفاة أمه. ومن هنا افتقد مارك حب الزوجة وحب الابن حتى تظهر چيليان في حياته فتقلبها رأسا على عقب
------------
الغلاف الأمامي
------------
إن الحب الذي جمع بين جيليان و مارك حب من نوع خاص حيث اختلط فيه الواقع بالخيال . وعلى الرغم من تأكدهما من حبهما المتبادل وعاطفتهما المتقدة إلا أنه كان هناك عائق يحول بينهما وبين التنام شملهما . لقد كانت جيليان تحتفظ بسر ما ماذلك السر ؟ وهل تنتهي علاقتهما إذا ماعرفه مارك
------------
الفصل الأول
------------
لم تكن بالتأكيد نزهة للتسلية ؛ كانت جيليان تختنق وهي في قمة الفزع عندما مدت يدها نحو أنبوب الأكسجين الذي أمسك به روبين بين أسنانه مده إليها تطوعا حتى تتمكن من استنشاق بعض الأكسجين حملها فوق كتفيه وتنفس بدوره ثم أمسك بالخطاف اللامع الذي تدلى ببطء إلى قاع المحيط
كما تعلمت في درس الغطس ، تعلقت بكتفي الغواص الذي منحها بعض الأكسجين بعد أن أعادت له الأنبوب ، شبك بحرص الخطاف في جلدها المليء بالقشور البراقة رجعت جيليان فجأة إلى الوراء ، لقد خدشها ، انسابت قطرات صغيرة من الدم على صدرها نظر إليها روبين " نظرة يعرب فيها عن أسفه وحاول ألا يتسع جرحها ، مرة أخرى ، جعلها تتنفس ثم جذب الحبل بحركة حادة استطاعت جيليان أن تلمح الحبل وهو يرتفع إلى أعلى وشعرت بنفسها أخيرا تطفو على السطح . لكن جذبها إلى أسفل رجل شاب مما صعب من مهمة الصياد
أمسك بيد "چیلیان " وأخذ يسبح في الاتجاه المعاكس للحبل وأخيرا ، تركها تطفو . كان السطح اللامع مازال بعيدا ، عندما شعرت فجاة بـ روبين يجذبها في اتجاه ثم في آخر مساعدا بذلك المصورين والرجل الذي ينظر على الطرف الآخر
نظرت إليه المرأة الشابة شذرا الايكفي هذا ؟ لقد كانت المياه قاسية البرودة ، لم نراودها إلارغبة واحدة هي : أن تنهي هذا العمل بضربة من ذيلها الضخم الذي سيحررها من كل هذا لكن كان لديهم عمل لابد من إتمامه حتى النهاية كان هذا رأي روبين المخرج كان صيادا محنكا فاتخذ مكانا مناسبا ليراقب تصرفات الأسماك لكن جنيات البحر » هل كان لديه فكرة عن سلوكهن » لم تستطع چیلیان قمع ابتسامة وهي تضع أنبوب الأكسجين مرة أخرى على فمها ياإلهي " حتى هي ، عروس البحر الوحيدة في المدينة لم تكن تعرف ماذا ستفعل إحدى تلك المخلوقات إذا علقت بخطاف صیاد في الحقيقة ، إذا كانت تلك المخلوقات موجودة فعلا لخلصت نفسها من الخطاف ولهربت
فكرت لحظة أن تفعل ذلك . أن تهرب ، لكنها تراجعت أمام إغراءالمبلغ الذي ستحصل عليه مقابل هذا العمل في أعماق المحيط المتجمدة كانت تعرف أن كل ذلك سينتهي انتظر حتى أخذت نفحات كبيرة من الأكسجين ثم ربت على كتفها مشيرا إليها بأن تصعد أما عن روبين فكانت جيليان تعرف أنه سيطفو بعيدا عن مجال الكاميرات وسيصعد إلى المركب ، بذلك ينتهي دوره وأما فيما يتعلق بها ، فكان مازال أمامها الكثير وصلت وسط أمواج صاخبة ، تبينت أن الحركة في البحر أصعب بكثير من الحركة في حوض السباحة الذي اعتادت أن تمثل فيه دور جنية البحر إنه شيء مثير للضجر كان ذيلها مرتفعا عندما أخذت الأمواج تتقاذفها من جديد ضاق نفسها ، فأخذت تسبح لتحافظ على بعض التوازن لكن دون جدوى
لقد صمم ذيلها لتغوص به في الأعماق وليس لتسبح به في ذروة الأمواج الصاخبة . لم يكن هناك سوى حل واحد ، هو أن تغوص - تنفست بعمق ، ووضعت علامة على الكتلة البيضاء لهيكل السفينة ثم غاصت إلى الأعماق حيث تستطيع التحكم في ذيلها بسهولة . لم يتبق لها سوى أن تترك نفسها ليجذبها الحبل إلى أعلى وأن تطفو من أن لآخر لتتنفس إذا كانوا يحتاجون تصويرها وهي تناطح الأمواج على السطح استطاعوا تصويرها في حوض السباحة
كانت كبيرة ، كبيرة جدا كانت بلاشك أكبر مارأه مارك حجما على الإطلاق كان ذلك الشيء الضخم يعلق في خطافه مما أفقده توازنه إذا لم تقاوم السمكة اعتقد أن الخطاف قد شبك في هلب البخت الأبيض على بعد ثلاثين مترا تقريبا من مكانه . أو أن خيط صنارته قد تشابك مع خيط صنارة الصياد الأخـر الواقف على الكوبري خلف المركب ينتظر في صبر ظل الرجل ذو الملابس البيضاء ساكنا يحدق في الماء كما لو كان سيلتقط منه شيئا غير عادي يستحق أن يصوره المصوران الموجودان أحدهما على الكوبري والآخر على زورق صغير كان مارك يتساءل من هؤلاء " ولماذا يصوران هذا الرجل » لكن ظلت سمكته تتخبط وتقاوم بقوة لدرجة أنها أنسته المصورين والصياد ، و اليخت الكبير
كانت ذراعاه وكتفاه تؤلمه وشعر أن عروقه تنتفخ فوق رقبته تفكر مارك يجب ألا تستمر هذه المعركة طويلا لم يخب أمله عندما شعر بخيط الصنارة يرتخي لقد فقدها . إنها سمكة سردين ، بدون شك أكبر سمكة سردين في العالم وهاهي قد فرت ' جذب خيط الصنارة إلى أعلى ليتحقق من الخطاف ثم ألقي بنظرة نحو المركب كانت الكاميرات مازالت مصوبة نحو الخليج والصياد نو الملابس البيضاء يحدق إلى البحر بدون كلل اقتنع "مارك" بأنه قد فقد سمكته فلم يلاحظ خيط الصنارة وهو ينزلق محدثا صغيرا ، ترك الخيط يرتخي بضع دقائق حتى تتعب السمكة ، فجأة ، بعيدا ، وسط
الأمواج ، أمام صدر السفينة شق سطح البحر ذيل ضخم ، ذیل عریض، سميك ، أزرق مائل إلى اللون الأخضرمضلع باللون الفضي صفع الماء صفعة هائلة قبل أن يختفي ارتخي الخيط من جديد كما أن السمكة تستعرض نفسها قبل أن تستسلم إلى "مارك بدون مقاومة لف بكرة الصنارة دون أن تترك عيناه النقطة التي تغوص فيها الصنارة فجأة ظهر هذا المخلوق الغريب بالعرض بين المركب الأبيض و مارك أطلق مارك ضحكة هستيرية من فرط دهشته كلا ' مستحيل " كل مايحدث من وحي خياله " لكن تبا " هاهو ذلك الذيل الضخم يصعق الماء ، ثم ثم تظهر كتفان ناصعتا البياض وشعر أشقر ذهبي طويل بسقط على صدر رائع مغطى بقشور فضية شبيهة بالقشور التي تغطي الذيل ترك صنارته تسقط دون أي اكتراث اكتفى بمشاهدة هذا الحدث وهو يتساءل أهو عاقل أم مجنون » عندما ألقى بنظرة على الرجال الذين كانوا على المركب رأى أنهم لم يلاحظوا شيئا
كانوا يركزون انتباههم على الصياد ذي الملابس البيضاء كان هذا الأخير يمسك بصنارته بمهارة رجل متخصص شعر مارك بالارتياح لأن أحدا لم يكن شاهدا على جنونه الآن يسبح في اتجاهه مخلوق لايجرؤ على تسميته كان يميز وجه الجنية الرائع كان وجهها يشبه شكل القلب و كان شاحبا مثل ذراعيها وكتفيها المغطاة بالشعر الذهبي الطويل بدفعة قوية اقتربت منه وهي نوجه ذيلها الطويل بصعوبة مما كان يجبرها على الغوص من آن لآخر أخذ قلب مارك يخفق بشدة شعر فجأة بدوار كما لو كان سيفقد وعيه . لكنه لم يكن بالرجل الذي يغمى عليه ولم يكن أيضا ليرى ... جنية بحر " إن مايراه لم يكن إلا هلوسة ناعمة من الهموم ، والتوتر ، وهذه الشمس القاسية
على أية حال . كان تفكيره واقعيا للغاية لدرجة أنه لايؤمن بوجود جنيات البحر ، لايمكن أن يكون هذا المخلوق جنية البحر كان هذا حتما مستحيلا ! لكن ، لماذا إذن يستطيع أن يرى دماء تسيل من صدرها حيث علق خطافه بها ؟ فزع "مارك عند سماعه طنين مركب ألي يسبح على مقربة من الشاطئ فجأة اصطدمت مؤخرة القارب بالذيل ، فدفع بهذا المخلوق الجميل إلى الصخور التي كان "مارك يقف عليها
قفز مارك في الماء قليل العمق في هذا المكان ، ورفع المخلوق الغريب بين ذراعيه وعندما أخرجها من الدوامات المزبدة ، لاحظ خيطا من الدماء يسيل بطول وجئتها شعر عند ملامسة وجهها البارد لكتفه بصدمة كهربية اهتز لها عقله المتداعي أخذ يتفحص هذا الوجه الفاقد للوعي مدة لحظات غمره إحساس لذيذ بعدم التصديق . هل يحتضن جنية بحر حقا بين ذراعيه : أربكته هذه اللحظة السحرية ، وفتحت له أبوابا لعالم
ثم ، أمام حقيقة هذا الجسد البارد ، سارع بإخراجها من الماء كانت شفتا الجنية زرقاوين ، سال نفسه إذا كان الأمر يحتاج إلى قبلة الحياة ، ثم لاحظ أنها مازالت تتنفس . كانت جروحها تنزف ، ومياه البحر الباردة تنساب من شعرها الأشقر الطويل
أمسكها مارك بشدة ، وأسرع نحو الشاطئ كانت ركبتاه مازالتا ترتجفان من المفاجأة وكان الانحدار شدیدا استجمع قواه وتوصل أخيرا إلى أن يضعها على صخرة مسطحة واستندت بظهرها على إحدى فخذيه بحذر شديد أمسك مارك بالسكين وقطع الحبل لكنه لم يلمس الخطاف المغروس في لحـمـهـا الرقيق
لو أنها تستطيع فقط أن تظل فاقدة للوعي حتى يأتي طبيب وينتزع هذا الحد سأل نفسه وقد أدهشته غرابة الموقف طبيب ، هل عليه أن يصحبها إلى طبيب أم إلى بيطري

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع