خدعة القرن


لم يستطع (قدرى) كبح تلك الدمعة الساخنة، التى تحررَّت من عينه وسالت على وجنته ، وهو يعد حقيبته؛ استعدادا للسفر فى الصباح التالى، والعودة إلى الوطن ... كان يشعر بالإحباط؛ لأنه لم يستطع حسم مصير (أدهم) و (منى) … منذ اختفى (أدهم) مع (منى)، عقب إصابتهما فى حفل زفافهما، من جراء تلك القنبلة التى زرعتها فتاة المخابرات الصينية السابقة تيا اختفى كل أثر لهما … حتى المخابرات المصرية، لم تنجح فى العثور عليهما ولكنه هو وحده، لم ييأس أبداً … ظل مؤمناً بأنهما على قيد الحياة، وأنه سيلتقى بهما يوماً … وربما لهذا سافر من (القاهرة) إلى أسوان ومنها إلى (فرنسا)؛ بحثاً عن أى طرف خيط، يمكن أن يقوده إليهما … وكانت أعنف مغامرة خاضها فى حياته ... تلك الذكرى المشوَّشة فى أعماقه، قبل فقدانه الوعى، عقب انقلاب سيارة رجل المخابرات المصرى نادر فى الطريق من (مارسيليا) إلى باريس كانت تؤكَّد له أنه قد سمع صوت صديق عمره ... صوت (أدهم) ... ولكنه لا يستطيع الجزم بهذا ... على الإطلاق ... وها هو ذا مضطر للعودة إلى الوطن، دون أن يحسم الأمر ... ودون أن يطمئن
***
ولثوان وقف (قدرى) أمام باب حجرته المفتوح، وهو يحمل تلك اللفافة الكبيرة قبل أن يدفع الباب بقدمه ، ثم يضع اللفافة على المائدة ويفتحها ، فانبعثت منها رائحة شهية، وسقطت منها بطاقة ملوَّنة، أسرع يلتقطها، ويلقى نظرة عليها .... وانتفض جسده بكل قوته ... فالبطاقة كانت تحمل كلمات قليلة بخط يعرفه جيدا ... كلمات تقول اشتقنا إليك كثيرا يا صديقنا العزيز سنلتقى قريبا بإذن الله ... مع تحيات الزوجين (كازانسخى) ... ملحوظة: آدم الصغير يرسل إليك تحياته أيضا؛ فهو مبهور بما نرويه له عنك ... شهية طيبة

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا