التقط ( فارس ) نفسا عميقا ، من هواء غرناطة النقي ، و ارتسمت على شفتيه ابتسامة منتشية ، و هو يغادر خيمته ، مع أضواء الفجر الأولى ، و نسماته الرقيقة ، و فرد صدره عن آخره ، قبل ان يتجه إلى جواده ، و يربت على عنقه في مودة ، قائلا
ــ طاب صباحك يا ( رفيق ) .. كيف حالك اليوم ؟
أطلق الجواد العربي الأصيل صهيلا خافتا ، و ضرب الأرض بحافره في قوة ، و كأنما يرد تحية صاحبه ، و يجيب سؤاله ، و هز معرفته في نعومة ، ثم ترك أصابع ( فارس ) تتحسس عنقه في رفق و حنان ، و هو يصدر همهمة خافتة منتظمة ، فقال ( فارس ) في حماس
ــ يلوح لي أنك مثلي ، تتوق لجولة طويلة ، بعد يومين من الخمول .. ما رأيك ؟ .. سأغسل وجهي ، و أنطلق معك في جولة طويلة ، حتى يستيقظ ( مهاب ) و الشيخ ، فمن الواضح أننا أول من استيقظ