ثيابي أولى مني

كان جحا يسير مسرعا وكأنه على موعد هام عندما سأله صديق له عن السبب .. قال جحا : إني ذاهب إلى وليمةٍ حافلةٍ لأصيب شيئاً من الطعام وعندما ذهب جحا لم يحسن أصحاب الدعوة استقباله لأنه يرتدي ثياباً قديمةً باليةً قال له الخادم : إنك لست من الوجهاء حتى تجلس معهم ... تفضل معي فهناك مكان عامة الناس أمثالك ... نظر حجا إلى مائدة العامة فوجد عليها جمعاً غفيرا وأكلاً قليلاً... قال جحا في نفسه : ياإلهي .. إن الطعام قليل وردئ ولابد أن أجد طريقةً لأجلس مع الوجهاء ... خرج جحا مسرعاً من الوليمة متوجهاً إلى داره بعد أن عزم على شيءٍ قال جحا في نفسه : بعد أن أرتدي أبهى حللي .. لن يكون هناك مانع من الجلوس مع الوجهاء ... سأذهب ايضا على ظهر هذا الحمار المزين .. حتى يظن أصحاب الدعوة أني وجيهٌ فلما رأوه على هذه الحالة قالو ا : أهلاً بك ومرحباً يل سيد الوجهاء .. لقد شرفت حفلنا .. ودعاه أحدهم إلى أن يتفضل بالجلوس في صدر المائدة وقال له : نأسف ياسيدي إن كان حفلنا المتواضع لا يليق بعظمتك وراح أصحاب الحفل يتسابقون في تقديم أفضل الأطعمة وأشهاها له ... خلع جحا عمامتة وقال : بسم الله الرحمن الرحيم أشربي ياعمامتي هذا الحساء .. بالهناء والشفاء ثم أخذ طبقاً آخر وقال : كلي ياجبتي ياصاحبة الفخر والعظمة هذا بينما راح الحاضرون ينظرون إليه في ذهول تساءل الجالسون في استغراب : ما الذي تفعله ياجحا ؟؟؟ قال : إن ثيابي هي أولى مني بالطعام والشراب ولولاها ماجلست هنا بينكم !!!

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا