ذأت يوم خرج جحا كعادته كل صباح الى حديقة المجاورة ليزرعها،فاصابت فاسه شيئا صلبا فمال عليه ليراه ،فاذا هو دينار . فرح جحا فرحا شدشدا بهذا الدينار الذي جاء في وقته، واخذ يجلو عنه الصدأ ولكنه سرعان ماتبين انه دينار مزيف . اغتم جحا بعد فرح،ثم هم ان يرمى الدينار بعد ان تبين زيفه . ولكنه قال لنفسه :لماذا ارميه ؟اليس من الممكن ان أخدع به بعض الباعة ،واشترى به طعاما شهيا ؟ وبعد قليل ذهب جحا الى السوق فوجد رجلا يبيع بطة كبيرة فاشتراها منه ،ودفع له الدينار المزيف فاخذه دون ان يتبين زيفه ،ووضعه في جيببه ،ومضى. وكان بائع البط يريد ان سشترى دقيقا لاهل بيته ،فذهب الى بائع الدقيق ، وقال له :بكم تبيع لى هذا الجوال . وأراد بائع الدقيق ان يصنع لنفسه كوبا من الشاي فوضع الماء محروق ،والماء يقطر منه على النار. قال لتفسه :ساذهب واشترى وعاء جديدا وادفع ثمنه من الدينار الذي رزقني به الله اليوم ،واحتفظ بالباقي. ثم قصد بائع الاوعية فاشترى وعاء جديدا لعمل الشاى ودفع له الدينار. وفي صباح اليوم التالي ارادا بائع الاوعية شراء بعض الحطب لاهل منزله ،فبعث الى جحا الذى اتى اه ببعض الاحطاب قال بايع الاوعية :هذا خطب كثير كما ترى ،وقد اخذ منى شقاء يوم في جمعة، ولذا اطلب دينارا ثمنا له :ضحك بائع الاوعية، ومد يده بالدينار الى جحا ! وبينما جحا في الطريق الى داره صادفه بائع العمامات ، فاراد بائع شراء عمامة جديدة . ولما دفع الدينار الى البائع تبين البائع زيفه،فرده اليه قائلا :هذا دينار مزيف ياجحا ! نظر جحا الى الدينار جيدا فعرف زيفه ،فاعتاظ وذهب الى الحاكم يشكو بائع الاوعية الذي غشع بالذينار المزيف. وجاء بائع الاوعية الى الحاكم الذي ارسل في طلبه،وقرر انه اخذه من بائع الدقيق. ودعا بائع الدقيق ،فقرر انه لم يكن يملك الا دينارا واحدا اخده من بائع البط. وجاء بائع البط ،فقرر انه اخذ ذالك الذينار من جحا نفسه .. وذهل الحاكم من النتيجة التى وصل اليها. نظر الحاكم الى جحا مظرة قاسية وقال : من اين لك ذالك الدينار!؟ قال جحا متلعثما :اننى عثرت عليه في ارض الحديقة. قال الحاكم :اذن هو دينارك يا جحا ؟ قال الحاكم :كيف تبيح لنفسك ان نغش الناس يا جحا وتتهم الابرياء بالغش؟! قال جحا :حقا يا سيدي الحاكم هو ديناري الذى وجدته وما أصدَق الحكمة التي تقول : من حفر حفرة لاخيه وقع فيها