الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

للدموع طعم آخر

للدموع طعم آخر
للكاتبة : أزو كاوود
الملخص
هل الخيانة من طبع فرح؟ وهي التي سببت طردها من عملها, ولكن لا.. كان هناك سبب اكبر حاولت فرح ان تستعيد العمل في شركة السيدة سمارتو ولكن .. تدخل مارك منعها وكاد ان يشردها في الطرقات لولا طلبه المفاجئ للزواج منها. ولكن ماهو الدافع لهذا الزواج , وهل تستطيع فرح ان تستخرج حب كاتي الميت من قلبه والعودة به الى الواقع .

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة


الفصل الأول
عندما دخلت فرح الى مكتب المديرة في نهار عاصف بارد لم تكن تعلم انه اليوم الاخير في تلك الوظيفة غمر العبوس وجهها , وضاقت عيناها الزرقاوان وهي لا تصدق ماتقول لها تلك السيدة الجالسة خلف مقعدها الجلدي الكبير.. " انت تطرديينني وبدون ان تعطيني فرصة للدفاع عن نفسي؟" ." استطيع ذلك" هزت السيدة سمارتو رأسها, ذات الشعر الرمادي المالس البراق , وعلامة الجدية تبدو واضحة على وجهها الثعلبي الضيق. ." على اية حال , لم يكن عملك طبقاً للمستوى في الفترة الاخيرة , هذا عذر كاف" ".. لقد عملت بجد ان تظلمينني يجب ان تسمعيني جيداً انا" "انني مدركة لذلك تماما" .. قاطعتها السيدة سمارتو بطريقة غير لطيفة , لكن الحياة يجب ان تستمر. فكرت السيدة سمارتو وقالت لها هذه الكلمات الاخيرة وكأنها تشجعها على البدء من جديد. لقد كان باستطاعة فرح ان تخبرها انه بعد مرضها اكتشفت ان صحتها في الايام الاخيرة تأخرت كثيراً مما اثر على سير عملها. "يجب علي ان اقول بانني لم اتوقع ذلك منك, ياآنسة فرح , هل كان راتبك غير كاف بحيث قمت بعرض ازياء على حسابك الخاص الى احد منافسينا ؟ ام انك كنت تعيشين اعلى من مستواك ؟ انني اعرف كيف تتصرف الفتيات" وقفت السيدة سمارتو الآن .. فالمناقشة بالنسبة اليها قد انتهت وقفت فرح وراحت تحدق بمديرة الادارة شعرها الاشقر الطويل وضع هلالاً من الذهب حول وجهها الجميل واحمر خداها , لم تشعر بمثل هذا الغضب في حياتها "... انا لم اقصد ذلك ياسيدة سمارتو , لو تخبريني من اخبرك فانني" . ."لا حاجة لذلك " ثم ناولتها مغلفاً . "لقد استقيت المعلومات من مصدر موثوق .. ولا ارى سبباً للتحقيق , من الطبيعي انك ستنكرين كل شيء, فهذه هي طبيعة البشر, راتبك هنا. لغاية تاريخه .." طاب يومك, يا آنسة تستطيعين الانصراف " لايحق لك ان تحكمي علي دون معرفة السبب ارجوك اسمعيني" " ليس لدي الوقت لقد انتهت المقابلة هيا اخرجي من هنا " من الطبيعي ان يدافع المرء عن شرفه , لكن فرح كانت تعلم بأنها ستكون معركة خاسرة .. فهي لم تدعها تقول كلمة واحدة للدفاع عن نفسها , يتوجب عليها ان تغادر الآن ورأسها مرفوع ولكنها ستنتقم .. نعم اقسمت بينها وبين نفسها ان تنتقم من هذه السيدة بسبب حكمها التعسفي عليها.. كانت كل العيون مركزة على فرح وهي تضع بعض حوائجها في محفظتها , سارت الى خارج المبنى بدون ان تتكلم, انها لا تريد ان يراها احد وهي تنهار , كادت دموعها ان تتساقط لولا مقدرتها على تداركها , نعم يجب ان تخرج من هذا المبنى وإلإ ستصاب بالجنون .. في الوقت الذي وصلت فيه الى شقتها , كان الغضب قد تمكن منها, مماجعلها تشعر بالخوف, ان الاعمال التي قامت بها من حقها , فان الراتب الذي تعطيها اياه السيدة بالكاد يكفي ثمن الادوية التي كانت بحاجة لها لقد كانت سعيدة مع شركة دراين وليس لديها سبب يدعوها للعمل الغير سوى الفقر الذي كانت تعيش فيه. فالملابس التي كان يعرضونها كانت غالية الثمن وكانت هي فخورة بالفعل معهم لقد كان الوضع مزريا وقد قررت فرح القيام بعمل ما حول هذا الموضوع , لكن عدة مخابرات هاتفية لاحقاً في هذا الصدد لم ينصحوها للقيام بأي خطوة, كل زميلاتها وزملائها داخل الشركة صدموا مثلما صدمت هي بطردها الفوري , والكل وعدوا باكتشاف ما يستطيعون منتديات روايتي الثقافية "لايمكنهم ان يفعلوا بك هذا " قال مايك الرجل الذي عمل المستحيل كي تعرض تلك الليلة بعض انتاجه وكان هو السبب في طردها. مايك رجل في الثلاثين من العمر طويل القامة اسمر الوجه برونزي الجسد عيناه سوداوان جذابتان وشعره اسود ناعم وصاحب ضفيرة صغيرة اسفل رأسه وكانت تلك الموضة السائدة في تلك البلاد الجميلة. "لقد فعلوا " اجابت فرح بحزن "يمكنك ان تشتكيها الى محامي الشركة وتقيمي دعوة رد حق وشرف لهذا الطرد التعسفي لا يحق لهم ان يفعلوا هذا بك" قال مايك وهو يحاول ان يهون عليها ما اصابها . "ان السيدة سمارتو واثقة من نفسها" اكدت فرح ثم اضافت " فهي ستجد دليلاً عند الحاجة , فأنا لا استيطع ان احارب شركة مثل هذه الشركة" ان مهمتها الاولى هي ايجاد وظيفة اخرى الآن .. المهمة لن تكون سهلة الوظائف الشاغرة لعارضات الازياء قليلة, وقد كانت محظوظة مع شركة دراين لقد اخبرتها صديقتها بأن احدى المصممات ستغادر لأنها ستلد في شركة مماثلة وقد تقدمت فرح قبل ان يصار الى اعلان عن الوظيفة. . . لقد درست فرح عرض الازياء والتصميم وكان باستطاعتها ان تعمل في اهم دور العرض ولكن شاء حظها ان تكون شركة دراين هي المركز الاول لعملها. فرح فتاة في الثالثة والعشرين من العمر جميلة القوام رشيقة تتمتع بمقلتين خضراوين جذابتين وفم بسام ناعم رقيق وبشرة خاصة رائعة وكانت موديل ممتاز لعرض الازياء وكانت اهم عارضة في شركة دراين والفتاة الاولى ولكن لاحظت فرح ان هناك سر كبير في طردها وكانت متأكدة انها ستنتقم . امضت ليلة من الأرق والانزعاج , ونهضت في صباح اليوم التالي بتصميم على عدم الاستسلام. منتديات روايتي الثقافية اتصلت بعدة دور للأزياء وحجزت عدة مقابلات , وشعرت بالأمل لكنها كانت خيبة لها عندما علمت بعد عدة ايام بأن مقابلاتها لم تلق اي نجاح. راحت تحاول مجدداً في هذا المجال , لكن النتائج كانت دائما هي نفسها ,كانت الشركات تبدو مهتمة وقت المقابلة , لكنها بالفعل كانت تكتب لها انها بعد الاخذ بعين الاعتبار شعرت بأنها غير مناسبة . لقد بدأ واضحاً ان معلومات قد تسربت حول طردها وهي الآن عاطلة عن العمل وعلى سمعتها كمصممة وعارضة ويجب ان تعرف من هو. تحولت الايام الى اسابيع وفرح تزداد يأساً , انها لا تستطيع الوفاء بالمدفوعات على سيارتها وقد اضطرت الى بيعها. كان عليها ان تطلب العمل من مايك جايسون فهو الوحيد القادر على مساعدتها ولكن ... لا فهو السبب في طردها ولو كان يريدها ان تعمل لديه لتقدم في طلبه وهو اول من عرف بحالتها.
الفصل الثاني
كان الخيار الوحيد المفتوح امامها هو ان تطلب المساعدة من زوجة والدها السيدة جيري اذا كان بامكانها ان تقيم معها من جديد هذا الشيء كان مكروهاً لأنهما لم يتفقا , ولم تفهم السبب الا بعد ان اخبرتها انها ليست والدتها الحقيقية فإن هذا الخبر حطمها , كما انه جعل اموراً كثيرة واضحة.. لقد اثبت ان عيشها لوحدها اكثر صعوبة مما كانت تتوقع , لم تكن شركة دراين معروفة بدفع رواتب عالية . لكنها عبر موازنة دقيقة تمكنت نوعا ما من الدخول والعمل لديها , والآن هي مفلسة ولا بيت لها , لقد امهلها مالك البيت سبعة ايام لتجد مكاناً آخر. في اليوم الاخير , عندما تبين ان زوجة والدها هي املها الوحيد اتصلت بها شركة بريزيدانس , وهذه كانت خاصة بمايك وهو صاحبها . " لقد تأخرت كثيراً كي تطلبني مايك." قالت فرح بحقد وكانت تعلم ان مايك بمقدوره مساعدتها ولكنه لم يفعل , فرحت فرح شديداً وتم الموعد للمقابلة في ذلك الصباح عند الساعة الحادية عشرة. ارتدت ثوباً بلون الوردي يناسب ملامحها العاجية وشعرها الاشقر , ووضعت قليلاً من الظلال الزرقاء على عينيها , ولمسة من الماسكارا واحمر شفايف وردي , ثم مشطت شعرها بالفرشاة ووضعت عطرها الرائع . قبل الموعد المحدد بربع ساعة , وصلت الى مكاتب الشركة بريزيدانس, كانت مكاتبها تقع في منطقة جبلية رائعة تتمتع بمناظر خاصة بالتصوير الفوتوغرافي شعرت فرح بعصبية بالغة , لقد كانت هناك خيبات امل كثيرة , لكنها هذه المرة كانت مصممة , انه ليس هناك من خطأ . ثم تذكرت وهي تصعد الادراج مايك وكيف تم التعارف بينهما, في حفل صاخب يضم عدة شركات كانت فرح تقوم بعرض احد الفساتين الجميلة المميزة وتمت المقابلة عندما كان مايك يسأل عن الفستان الذي خلب القلوب ووقع نظره عليها ومن تلك اللحظة صمم ان ينتشلها من هذه الشركة وكان يعلم انها ستكون عارضة مشهورة جداً في المستقبل وان شركة دراين لاتعرف كيف تستغل مواهبها الجسدية. منتديات روايتي الثقافية وهكذا تمت المعرفة بينهما ولكن عندما عرض عليها العمل تلك الليلة وافقت على الفور لأنها كانت بحاجة للنقود كي تعالج ظهرها من آلام مبرحة كانت تصيبها بسبب حادث سيارة وقع لها منذ مدة ليست ببعيدة فكانت جلسات الماساج تكلف كثيراً بالاضافة الى الادوية التي كانت بحاجة لها كي تستعيد رشاقتها وليونة جسدها وكان الجميع يعتقد انها لن تشفى ابداً ولن تعود الى عملها ولكن شركة دراين لم تقدر مجهودها هذا فعملت على طردها بكل بساطة. كانت معرفتها بمايك ليست قوية فقط خلال ثلاثة ايام .. لقاء ثم عمل ثم غداء بسيط بعد التصوير ثم في اليوم الثالث عندما ذهبت كي تأخذ اجرة اتعابها من جراء تلك الصور التي اخذت لها والتي تسببت في طردها قالت له ما اصابها من طرد في شركة دراين ولكنه لم يعرض عليها العمل ولهذا تضايقت كثيراً فرح ولكنها لم تتكلم معه ولن تجرح كرامتها في التوسل اليه كي تعمل عنده. والآن تعجبت كثيراً عندما اتصل مايك شخصياً بها وطلب مقابلتها كي تعمل لديه شعرت فرح بعصبية بالغة , لقد كانت هناك خيبات امل كثيرة , لكنها هذه المرة كانت مصممة بأنه ليس هناك من خطأ . . ان هذه فرصتها الاخيرة , اذا فشلت فانها ستقف مستجدية امام زوجة والدها ويمكنها تماماً ان تتخيل استقبالها , ان عليها ان تتحمل , ولن تكون حياتها سعيدة . اخيراً جاءتها الدعوة لدخول مكتب السيد مايك جايسون .. لم تكن لديها فكرة كيف سيستقلبها.. هل سيبتسم لها كما فعل في المرات السابقة ام سيعتبرها كأي فتاة تبحث عن عمل وهي تستجدي. " تفضلي آنسة فرح" وراء مكتبه يختلف كثيراً عندما صادفته تلك الليلة وعندما عملت معه بدا اصغر بكثير وتلك المقابلة عندما اخذت اتعابها لقاء بعض الصور لم يكن بمثل هذه الاناقة عيناه داكنتان كالسكين , شعره اسود فحمي , انفه مستقيم الحنك مربع , شفته السفلى ممتلئة ومثيرة. خيم الصمت حوالي دقيقة وهو يتفحصها وكأنه يراها للمرة الاولى , شعرت فرح بأنه يدرس كل قطعة من جسدها , شعرت بالانزعاج, لماذا يفعل هذا وكأنه يراها للمرة الاولى ؟ هل يقصد ان يغيظها ؟ هل يحاول ان يختبر مماهي مصنوعة؟ لكنها تريد الوظيفة , ويجب ان تحافظ على احترامه. "تفضلي ياآنسة " اشار لها كي تجلس على الكرسي المقابل له . اخيراً تكلم صوته العميق ارسل موجات من الارتعاش في عروقها, نظرت اليه وقد رفعت حاجبيها مستعلمة , انه فعلاً مختلف تماماً عما رأته فيما مضى " لقد تغيرت كثيراً ياآنسة ان النحافة لا تتناسب كثيراً مع طولك" " انني آسفة , لقد تعرضت لامور كثيرة" ." هل هذه هي عادتك ؟" كان هناك شيء ما في هذا الرجل جعلها تتفاعل بطريقة غريبة تماماً " حسناً انا اتعامل بلطف مع الموظفين الذي يطلقون افواههم" "انني لست موظفتك بعد" قالت فرح مدافعة " لكنك مهتمة بالوظيفة" هزت كتفيها , لكن هل ستكون سعيدة لسبب مامجهول شعرت باحساس غريب تجاه هذا الرجل " هل تعلمين انك تغيرت كثيراً في الشهور القليلة الفائتة" " نعم أعلم" " لماذا يا آنسة ؟" " لقد تعرضت لامور صعبة " "هل تعتقدين انني اقبل فتاة كانت تعمل في شركة وتتعامل مع اخرى .. هي خيانة يا آنسة" " ولكن.. انت تعلم انني كنت اعمل لك وهذا شيء طارئ بالنسبة لي" "لا يهمني مايحدث لك من امور طارئة ولكن يهمني ان تتمتعي بالصدق والاخلاص للشركة التي تعملين فيها" "انت تعلم انني اعمل باخلاص وقد تعرضت لظروف ضغطت علي كي اعمل في شركة اخرى لأنني كنت .. بحاجة للمال" منتديات روايتي الثقافية
الفصل الثالث
كادت ان تخبره سبب عملها معه وان مرضها شيء مزمن وهي بحاجة للأدوية باستمرار وان العمل الاضافي لا ضرر منه وهو لن يؤذي الى شركة الا اذا كانت تعتبر ان هذه خيانة" " مادمت تعتبر خيانة الشركة التي كنت اعمل فيها لماذا ارسلت في طلبي" " لقد انتظرت عدة شهور كي ارى اذا كان هناك من سيقبل بك وعندما فقدت الامل كي تجدي وظيفة وعرفت انك ستطردين قررت ان ادعك تعملين لدي ليس من اجل شيء فأنا اعرف انك غير مخلصة وخائنة للشركة التي كنت تعملين فيها ولكن بما انني كنت انا السبب في طردك منها فقررت بعد تفكير طويل ان تعملي لدي ولكن في اشياء خاصة فقط" منتديات روايتي الثقافية سألته بنفور وكره شديد وهي لا تعلم لماذا يعاملها بهذه القسوة المميتة "عملك سيكون ليس في عرض الازياء سوف تكونين بعيدة عن الانظار , سيكون عملك في التصميم فقط ياآنسة فرح" "لابأس" قالت في سرها افضل من لا شيء ثم انتفضت وغضبت كثيراً عندما اضاف قائلاً لها بكل وضوح. "ولن يكون راتبك بمستوى ماكنت تأخذينه في شركة دارين سوف يكون اقل باضعاف" "لا هذا كثير .." هذا مافكرت فيه فرح بينها وبين نفسها .. لا لن تستطيع ان المعاش السابق بالكاد كان يكفيها ولكن .. ستحاول ان تجد عملاً آخر احسن ولكن الآن يجب عليها ان تقبل .. ولكن لا فكرت فرح طويلاً اذا تركته وعملت في مكان آخر سيثبت كلامها بأنها خائنة فالافضل لها ان تبقى حتى ولو كان المعاش لايكفي.. فهي ستتخلى عن بعض الجلسات الضرورية لظهرها وبعض الادوية حتى تثبت له انها مصممة بارعة ويحق لها ان تنال هذا اللقب و المعاش المناسب نعم ستثبت له هذا ولن تتراجع فهذا افضل من لا شيء. . "اعتقد انك موافقة فلن تجدي عملاً آخر في شركة اخرى فالجميع يعلم ماذا فعلت فالخيانة دخانها سريع الانتشار وانت عارضة مشهورة والآن سيرتك على كل لسان فلن يقبل احد ان تعملي معه فالافضل لك ان توافقي يا آنسة فرح" " حسنا انا موافقة ولكن بشرط " ." ماهو ؟" "ان تدعني اصمم الاشياء التي ارتاح اليها انا والتي تتناسب مع آرائي وان يكون لي حرية الاختيار في القماش وكل شيء وان لا يتدخل احد في عملي وان لا يطرح احد علي الاوامر" "بالطبع هذا حقك ولكن طرح الاوامر هذا من اختصاصي انا فالاشياء التي لا تعجبني من الطبيعي سأرمي بها من النافذة" صعقت فرح عندما تحدث اليها بهذه الطريقة واحست ان هذا الرجل لايقاوم ثم جلس فجأة على مكتبه , لقد كان بكل وضوح رجلاً عادئياً من الناحية الجسدية مرتدياً بحيث لا يترك للنساء ادنى شك بجاذبيته ..ان القماش الناعم لبنطلونه يظهر كل عضلة من جسده .. ويؤكد طول ساقيه .. قميصه الازرق مفتوح عند عنقه والكمان مرفوعان يكشفان عن ذراعيه , نظرا الى بعضهما لعدة ثوان طويلة ومن ثم ابتسم وقال لها ." انت على حق, انك شجاعة اكثر مما توقعت , مع ان ذلك غير متوقع بالنسبة للظروف"" سألته بنفور وكره شديد وهي لا تعلم لماذا يعاملها بهذه القسوة المميتة "عملك سيكون ليس في عرض الازياء سوف تكونين بعيدة عن الانظار , سيكون عملك في التصميم فقط ياآنسة فرح" لابأس قالت في سرها افضل من لا شيء ثم انتفضت وغضبت كثيراً عندما اضاف قائلاً لها بكل وضوح "ولن يكون راتبك بمستوى ماكنت تأخذينه في شركة دارين سوف يكون اقل باضعاف" "لا هذا كثير .." هذا مافكرت فيه فرح بينها وبين نفسها .. لا لن تستطيع ان المعاش السابق بالكاد كان يكفيها ولكن .. ستحاول ان تجد عملاً آخر احسن ولكن الآن يجب عليها ان تقبل .. ولكن لا فكرت فرح طويلاً اذا تركته وعملت في مكان آخر سيثبت كلامها بأنها خائنة فالافضل لها ان تبقى حتى ولو كان المعاش لايكفي.. فهي ستتخلى عن بعض الجلسات الضرورية لظهرها وبعض الادوية حتى تثبت له انها مصممة بارعة ويحق لها ان تنال هذا اللقب و المعاش المناسب. نعم ستثبت له هذا ولن تتراجع فهذا افضل من لا شيء .. "اعتقد انك موافقة فلن تجدي عملاً آخر في شركة اخرى فالجميع يعلم ماذا فعلت فالخيانة دخانها سريع الانتشار وانت عارضة مشهورة والآن سيرتك على كل لسان فلن يقبل احد ان تعملي معه فالافضل لك ان توافقي يا آنسة فرح" " حسنا انا موافقة ولكن بشرط " " ماهو ؟" "ان تدعني اصمم الاشياء التي ارتاح اليها انا والتي تتناسب مع آرائي وان يكون لي حرية الاختيار في القماش وكل شيء وان لا يتدخل احد في عملي وان لا يطرح احد علي الاوامر" "بالطبع هذا حقك ولكن طرح الاوامر هذا من اختصاصي انا فالاشياء التي لا تعجبني من الطبيعي سأرمي بها من النافذة" منتديات روايتي الثقافية صعقت فرح عندما تحدث اليها بهذه الطريقة واحست ان هذا الرجل لايقاوم ثم جلس فجأة على مكتبه , لقد كان بكل وضوح رجلاً عادئياً من الناحية الجسدية مرتدياً بحيث لا يترك للنساء ادنى شك بجاذبيته ..ان القماش الناعم لبنطلونه يظهر كل عضلة من جسده .. ويؤكد طول ساقيه .. قميصه الازرق مفتوح عند عنقه والكمان مرفوعان يكشفان عن ذراعيه , نظرا الى بعضهما لعدة ثوان طويلة ومن ثم ابتسم وقال لها ." انت على حق, انك شجاعة اكثر مما توقعت , مع ان ذلك غير متوقع بالنسبة للظروف" ماذا يعني بهذه الملاحظة ؟ عبست فرح ونظرت اليه لكنه لم يعطها ايضاحاً واردف يقول " ماالذي يجعلك تعتقدين انني سأعطيك معاشاً مغرياً " هزت فرح كتفيها " ليس لدي سبب لاعتقد بأنك ستفعل , سوى انني اشتبه بأنك عرفت ظروفي عندما ارسلت بطلبي" "انت مصممة جيدة, لقد قيل لي, وقد شعرت بأنه يجب اعطائك فرصة عادلة , شرط ان تخبرينني الحقيقة عن نفسك" "اذن ياسيد مايك انت لا تعلم كم يسعدني هذا" انه يعني بأنها لن تترك شقتها وانها لن تتوسل الى زوجة ابيها لتأخذها عندها , لقد كان ذلك اكثر مماتجرأت ان تأمل به ولكن .. لابأس بالاقتصاد قليلاً حتى تتمكن من استعادة الثقة في عملها لم تكن هناك ابتسامة جوابية على وجه الرجل الداكن, ولا اي دليل على البهجة "لا تبتسمي بهذه السرعة ان العمل عندنا مرهق جداً " لم يختف شعور الاستخفاف عند فرح فمهما كان فإنه سيكون افضل من البقاء عاطلة عن العمل . ."لايهمني " قالت بفخر . انها لا تستطيع ان تصدق بأنه لا يضمر لها شيئاً , فهو يريد اخضاعها وهي لا تسطيع ان تتنبأ بما يخبئه لها القدر. " بالنسبة لي انني اعمل معك معروفاً لا احد سيوظفك اليس ذلك صحيحاً؟" اطرقت فرح بعبوس لكن كيف يمكن لها ان تتدبر امورها اذا لم تقبل هذه الوظيفة , لم تستطع ان تصدق بأن ماتسمعه كان صحيحاً, من كان هو سائق عبيد ؟ لا احد يعمل هكذا ساعات طويلة ومعاش قليل , ولكن كان عملاً وهي بحاجة اليه .. حتى هذا كان افضل من العيش مع زوجة ابيها دار حول مكتبه ومد لها يده, لكن فرح تجاهلتها , انها لا تستطيع ان تصافحه على صفقة كانت بمثابة تكفير عن الذنب.. كان مايك شريراً , انه يستفيد من وضعها , انه يحصل على مصممة جيدة دون ان يدفع الراتب المعقول لكن ربما ان هي اجادت في عملها , فأنه سيعطف ويزيد راتبها حسب الساعات التي تعملها ؟ انها تستطيع ان تفهم تردده بعد ان اخبرته عن السيدة سمارتو من المحتمل انه يعرف المرأة ويفضل ان يثق بها بدلاً منها " اذا سنراك في الصباح " امالت فرح برأسها موافقة , فرحتها في العثور على عمل تلاشت غلبها النوم في النهاية , مع ان الاحلام ازعجتها , وقد استيقظت وهي تشعر بالدوار , لكن كوب الشاي الساخن اعادها الى طبيعتها, وعندما سارت في النهاية الى المطبخ كانت نشيطة بعض الشيء منتديات روايتي الثقافية فكرت بوجع ظهرها وراحت تتساءل في سرها كيف ستشفى وهل سيطول الوقت وعندما احنت جسدها كي تمسك بصندلها احست بالالم ولم تشعر بنفسها الا وهي تسقط ارضاً " اوه "
الفصل الرابع
ثم لم تستطع النهوض واستمرت في جلوسها عدة ساعات حتى انقضى موعد عملها . وعند الساعة الحادية عشرة تقريباً سمعت جرس الباب لم تستطع النهوض فحاولت بكل جهدها ان تزحف حتى وصلت الى اسفل الباب ثم نهضت بصعوبة وفتحته فرح مابك!! .. ياالهي ؟؟ " قالت صديقتها بني” ثم ارتمت بين ذراعيها وساعدتها كي تستلقي في السرير. " يا الهي فرح , ماذا أصابك؟" " لا شيء انه الارهاق " " لا انت لم تتناولي الدواء , أليس كذلك ؟!" ثم ادمعت عيناها وقالت لها بتذمر شديد.منتديات . " هل سأقضي عمري وأنا اتناول هذا الدواء لقد مللت كما انه مكلف كثيراً" " ولكن ياصديقتي يجب ان تستمتري والا ..." " لا لن اتخلص من هذا الالم اللعين في اسفل ظهري" " لابأس استرخي قليلاً" حاولت بين مساعدتها في استعادة نشاطها وخلال اربعة ايام استطاعت بواسطة الرياضة المستمرة ان تقف على قدميها من جديد. لم تتلق أي مكالمة هاتفية من شركة بريزيدانس وكان على احدهم ان يتصل كي يطمئن عليها ولكن عندما استعادت نشاطها بعد اسبوع توجهت الى عملها الجديد... خرجت الى الرواق المفروش بالسجاد , وكان الشخص الاول الذي رأته هو مايك جايسون, لم تتوقع ان تجده هنا... ولا ان تقابله بدا كأنه ينتظرها ... لمعت عيناه وهو يقول . " من هنا يا آنسة انني مسرور لرؤيتك " . ثم عرفت فرح انه كان ينتظرها . وفيما كان يقودها على طول الرواق الى دائرة التصميم, شعرت فرح مرة اخرى بإحساسه الجسدي, سواء احبت الرجل ام لا.. فأنه لا خلاف حول مغناطسيته الذكرية . انها لم تختبر مثل هذه الاسجاية الفورية , على الاقل ليس في هكذا علاقة باكرة , ليس هناك من صديق اثار فيها ردة فعل ايجابية , انه لمن الحيّر لها . ضغطت على شفتيها , وهي تسرع لتحافظ على خطوة رئيسها الطويلة , انها ستكون هنا تحت رحمته , هذا واضح , وهي لا تسطيع ان تلومه , كم تمنت لو تعرف من الذي فعل هذا بها؟ دفع باب مكتبه بيده بقوة وامسكه حتى تدخل فرح , وهو ينظر اليها وهي تتجاوزه, بمحض ارادتها , تسارعت دقات قلب فرح وهي تشعر بالانزعاج لتجاوبها بهذه الطريقة مع الاحاسيس التي تنتابها كلما اقترب جسده من جسدها. كان هناك شعور متبادل من عدم الثقة بينهما, فلماذا لا تستطيع السيطرة على تلك المشاعر الغريبة ؟ برأس مرفوع جلست على الكرسي المقابل لكرسيه خلف المكتب. " هل استطيع ان اعرف لماذا تأخرت عن موعد استلامك الوظيفة ياآنسة؟ هل تعتقدين انني استطيع ان انتظرك بعد حتى تأتي وتستلمي عملك , الم اقل لك انه صباح اليوم الاربعاء الماضي اي منذ اربعة ايام كان عليك ان تبدأي عملك ولكن الآن اراك قد تأخرت .. هل تعتقدين انه مايزال ينتظرك" " انا... كنت..." لم تستطع فرح ان تشرح له ما اصابها بسسب غضبه وسرعة كلامه فهو لم يترك لها مجالاً للتحدث. " لابأس اذا كنت تعتقدين ان الوظيفة ماتزال تنتظرك فأنا اخبرك انها لم تعد كذلك" " ماذا !!؟ لا ارجوك دعني اتكلم " " انت واثقة من نفسك كثيراً ياآنسة !! هل تعتقدين انني سانتظر اسبوع آخر حتى تأتي ؟." " ولكن ارجوك ..." " لا نحن نلتزم بدوام العمل والمواعيد وانت لا تصلحين لاي شيء" قال لها بعنف وهو يشير لها كي تخرج لأنه لم يعد لها مكان لوظيفتها .. " ارجوك ياسيد مايك يجب ان تعلم سبب عدم قدومي في صباح ذلك اليوم" " مهما كان السبب يجب عليك ان تلتزمي بالموعد" استغربت فرح لم يكن كذلك عندما تعاملت معه اول مرة كان رجل ذو اخلاق حميدة ورقيقة ولم تكن تعلم انه يخفي شخصية لئيمة عنيفة لا يستطيع الانسان التفاهم معها. " هيا قولي , ماذا حدث لك لعلي استطيع ان اصدقك " " كنت مريضة جداً" " هذا مالم يكن تصديقه ..." " ارجوك صدقني" " ولكنك كنت مثل الغوال هنا امامي" " نعم ولكن في الصباح لم استطع النهوض بسبب مرض اصابني " " حسناً لنفترض انني صدقتك .. لماذا لم تتصلي وتعتذري؟" " لأنني..." " رأيت الآن انك كاذبة " . " لا اسمعني لم يكن بمقدوري الاتصال لأن.. لأنه لا يوجد لدي هاتف في المنزل لقد قطعوه لي " " لماذا ؟؟؟" " لأنني لا املك المال لدفع الفواتير المتراكمة " " اوه ياللمسكينة " قال لها بسخرية . " وانا لم استطع الخروج من السرير كي اتصل من الخارج" " حسناً.. حسناً يا آنسة تستطيعين ان تستلمي وظيفة اخرى ربما ستكون مريحة " " ولكن هل استلم احد غيري وظيفتي الاولى؟" " وماذا تعتقدين هل انتظرك مدى العمر؟" " انا لم اقصد ولكن .. ماذا سأعمل الآن " " بما انك كنت مريضة ولديك سبب وجيه لتغيب عن موعد استسلام الوظيفة فقررت ان ادعك تعملين هنا ولكن بشكل مؤقت " " ماذا تعني ؟" " نحن بحاجة لمساعدة الفتيات كي ترتدي ملابسهن في حفلات العروض وانت تستطيعين ذلك أليس كذلك وسيكون عملك في فترات العروض فقط ولا شأن لك هنا وسنتصل بك فور احتياجنا اليك " " هذا هو العمل فقط ؟" .. فكرت فرح كيف تستطيع ان تعيش من ساعات عمل قليلة . " يا الهي ماهذا الظلم , ماذا افعل الآن " فكرت فرح في سرها وهي لا تعلم الى اين تتجه . " لا تيأسي يا آنسة امامك امل كبير " " امل ومن اين يأتي الامل اذا كنت اعمل مع هذا الر جل الظالم" قالت في نفسها وهي تضج بالغضب . " حسناً تستطيع الاتصال بي فور تعيين العرض" " وهذا ماسيكون "
الفصل الخامس
ثم نظرت الى وجهه للمرة الاخيرة وهي لا تعلم لماذا يكرهها الى هذه الدرجة ولماذا يشعرها بالذل بشكل قوي فهي لم تره سوى مرة واحدة وقد عملا معاً وكانت نتيجة عملها كمصممة وعارضة جيدة. تساءلت هل ياترى لا يرى ما تتمتع به من جمال كعارضة ام ان هناك سر مايدفعه ليتصرف معها على هذا النحو.. " الا يعلم انني جميلة واصلح كي اكون عارضة ازياء ماهرة الا يعلم ما احمله من امتيازات من عدة مؤسسات الا يعني له هذا شيئا ام تراه لا يريد ان يعلم !!؟؟" تساءلت فرح وهي تخرج من مكتبه تمنت لو تشعر بالثقة , لقد عرض عليها العمل, لكنه لم يظهر بأنه سعيد بذلك , لكنها ابعدت تلك الافكار الى ماوراء ذهنها. بقية اليوم مرت بسرعة وبحزن وقلق انها تعمل الآن ولكن بشكل مؤقت ولكنها ستبحث عن عمل مستقر ولن تعود بحاجة لهذا السيد اللئيم . خلال اسبوع اتصلت بها شركة بريزيدانس تعلمها ان هناك موعد لعرض حفلة ازياء في فندق الهوليداي بيتش ويجب ان تكون حاضرة قبل الموعد بأر بعة ساعات. كان هناك ثمانية فتيات من اروع مارأت فرح .. ولكنهن ليس بجمالها وكانوا جميعهم محبوبين ويحبون عملهم واحبوا فرح كثيراً واعتبروها صديقة لهم .. وكان عملها شاقاً مرهقاً فهي تساعد هذه وتنتهي من هذه ثم تدور بين الواحدة والاخرى وتساعدهن كي يظهرن بأجمل حلة لان الملابس التي يعروضونها كانت بحاجة للمساعدة في الارتداء.. سار مايك الى الولايات المتحدة دون ان يراها ثانية, وكان كل شيء يسير على مايرام ماعدا مايتعلق في مستوى معاشها القليل وكان مالك البيت كالرجل المسعور يلاحقها بمتأخرات الايجار في كل مرة يراها فيها , لقد اعتقد انه بحصولها على عمل يمكنها ان تدفع , رافضاً قبول فكرة انها تحصل على القليل. . لم يكن امامها من حل سوى العثور على مكان ارخص , لقد نشأت في بيت جميل بمستوى معيشة رفيعة وتذكرت كيف كانت تعيش مع والدها والسعادة التي كانت تغمرهما قبل مجيء زوجته اللئيمة التي طردتها ولم تعد تستطيع ان تشعر بالامان قرب والدها وحرمتها من عطفه وحبه وجنانه فهي لن تغفر لها ابداً. عندما عاد مايك جايسون ارسل بطلبها, نظر اليها بدهاء وقال : " انك لا تستمتعين بالعمل " سألها. " العمل جميل" قالت بهدوء .. وهي تنظر الى عضلات صدره , وعندما اعادت نظرها الى وجهه وجدت بأنه كان يراقبها.. احمرت خداها وتمنت ان لا يعتقد بأنها مهتمة به , ان فيه شيئاً مايجذبها اليه سواء شاءت ام ابت. " انك لاتبدين بحالة جيدة , لقد فقدت من وزنك " انه دوره ليستكشفها , وقد اخذ وقته في ذلك, دون ان يفقد بوصة واحدة من تشريحه لجسدها .. ساقاها طويلان ووركاها نحيلان , خصرها دقيق وصدرها متكور جميل. لقد اغضبها ان تكون موضع فحص دقيق كهذا فعبست , وهي ترمي برأسها , وشعرها الجميل يتأرجح , وعيناها الزرقاوان تومضان . " انني متأكدة بان صحتي ليست من اختصاصك ياسيد مايك " " ان ذلك قد يؤثر على عملك " كانت هناك لمحمة فولاذية في عينيه الداكنتين , وشعرت برغبة في الخروج لكي تتنفس هواء نقي. " انني سعيدة بعملي والسيدة هنت يبدو انها راضية عني.. ان حياتي الخاصة هي شأني الخاص وليست عندي الرغبة في مناقشتها معك" اشتدت شفتاه لطريقتها السريعة " نعم اعلم هذا لقد سألتها عن جودة عملك " وافقها ببرودة. " هل المعاش يسد حاجاتك؟" " قلت لك لا شأن لك بخصوصياتي " قطب العبوس حاجبيها , وانعكست الدهشة على عينيها الجميلتين . " هل استطيع ان اعلم لماذا طلبت رؤيتي؟" " لا لامر مهم فقط اردت معرفة ما اذا كنت سعيدة في عملك؟" هزت فرح كتفيها , وكأن الامر لا يهمها سواء كانت سعيدة ام غير ذلك لكنها كانت تشعر ببرود وراء عيني مايك, شيء ما لم تستطع سبر اغواره , شيء ما اخافها.. " حسنا يمكنك ان تذهبي الآن وسوف نتصل بك" خرجت فرح وهي تحمل رزمة من النقود وهي عبارة عن اجر اتعابها في تلك الحفلات القليلة التي انقضت بسلام دون ان تتعرض لاي عارض مرضي جديد ولكنها كانت تشعر ببعض الارهاق في الايام الاخيرة مماسبب لها بعض النحول , وكان مايك قد لاحظ هذا ولكنه لم يكن يفكر بالسبب. بعد عدة اسابيع من الانتظار المرير لم تتلق فرح اي اتصال من شركة بريزيدانس واعتقدت انهم استغنوا عن خدماتها , وفكرت انه عليها البحث عن عمل جديد. . بعد عودتها من البحث الطويل احست فرح بالتعب الشديد جلست على طرف الكنبة في الصالون وراحت تنزع صندلها بصعوبة والم . " ياالهي لقد تعبت" ثم انحنت من جديد بهدوء وبطء كي تحمل حذاءها الى خزانة خاصة وبينما كانت تفعل هذا شعرت بتقوص مؤلم في اسفل ظهرها ولكنه لم يجبرها على الوقوع ارضا ثم اجلست وقفتها وهي تحاول ان تدخل الى غرفتها. وماكادت تفعل حتى سمعت جرس الباب توجهت لتفتح بخطاها الثقيلة , وقفت فرح مذهولة " انت كيف يمكن ان يكون ذلك؟" " ولم لا؟ " كانت ابتسامته مليئة بالحقد , كان يرتدي طقماً داكناً وقد بدا متوعداً. " لكن لماذا جئت الى هنا ؟!!" بدأ قلبها يرفرف كطائر وقع في الشرك . " هل يمكنني الدخول؟" بدت بانه لا خيار امامها , تماماً عندما لم يكن لديها الخيار في عملها عندما عرض عليها تلك الوظيفة التي لا تليق بها , لقد دهشت فما الذي يدور في ذهنه في هذه الليلة ولماذا جاء مايك بنفسه الى منزلها. دخل الغرفة , وسارت فرح الى الجانب الآخر منها , وقد شعرت بأنه يضيق عليها الخناق عندما اغلق الباب , لم يكن هناك شيء سوى الحيرة التي جعلتها تشعر بالقلق , وقد كانت كذلك . نظرت اليه بشجاعة , وقالت : " انا مازلت اتساءل عن سبب قدومك الى هنا سيد مايك؟" شعرت بالدفء عندما جلس على الاريكة الكبيرة التي كانت تحب دائماً ان تتمدد عليها وكانت تتمنى في ساعات يقظتها الحالمة ان تكون برفقة رجل تحبه وهي قرب المدفأة وهما غارقان في بحر من الحنان وها ان مايك يجلس على تلك الاريكة التي كانت سفينة فرح الى احلام مراهقة جميلة وكأنه كان يعلم انها كانت تتمنى ان يجلس الى جانبها وكأن السفينة كان ينقصها البحار وهاهو الآن يجلس بكل ثقة وهو ينظر اليها بامعان وكأنه يريدها ان تشاركه السفينة للابحار في عالم الحلم والحب.
الفصل السادس
تحولت دقات قلبها الى طرقات تردد صداها في اذنيها وكل جسمها يرتعش لجماله وجاذبيته التي لا تقاوم , لقد كان من الجنون ان تعتقد بأنه يكرهها ويبذل جهده لكي تكرهه. " يبدو انك تسيطر على حياتي" قالت فرح " في البداية عملي , والآن قدومك الى هنا اني اتساءل " " هل يزعجك ذلك ؟" لم تخدعها نظرته . " انه يتوقف على دوافعك للقيام بذلك " " وهل يجب ان يكون هناك من سبب كي ازور موظفة عندي , لقد جئت الي طلباً للعمل , لا تنسي " لم تنسي فرح لحظة , لقد كان هناك بريق في عينيه , كان يبذل جهده لاخفائه , لكنها كانت واعية تماماً بمشاعره نحوها ولايمكنه ان يخدعها .. " لماذا جئت اليوم الى هنا؟!!" عادت لتسأله من جديد. " لقد مضى شهر على عدم الاتصال بك وشعرت انك اعتقدت بننا استغينا عن اعمالك وقدومي الى هنا كي اؤكد لك بأننا لم نفعل ولكن ليس لدينا الآن حفلات لأننا في نهاية الموسم وهذا يتوقف على مناخ البلاد التي نعمل فيها " " وماذا افعل انا الآن هل ابحث عن عمل جديد؟" " بالعكس ليس عليك سوى الانتظار معنا" " هكذا اذاً وكيف سأعيش ؟" " لقد جئت الى هنا كي اؤكد لك بأنني لا استطيع الاستغناء عنك واننا بحاجة لك الآن" " ولكن منذ قليل كنت تقول بأنه لا يوجد عمل الآن " " ولكن في الامس جاءنا عقد عمل في الولايات المتحدة وكنت قد سافرت منذ مدة لكي اعقد معهم صفقة للعمل في فندق الشانزليزيه للعرض وجاءتني الموافقة هذا الصباح واول من فكرت به هو أنت ؟" " شكراً لك ولكنني لا اشحذ الاعمال من الغير" " ولكنك لست كذلك" " ماذا تعني ؟" . " انت عاملة لدي ويجب ان تشاركي في الاعمال التي تطلب من الشركة , وعملك الآن يخالف عن سابقه " " ماذا تعني ؟!!" ثم نظر اليها بنظرات الرغبة والحب وكأنه يقول لها اريدك الآن ايتها الفتاة الجميلة .. " لا تنظر الي هكذا , انا لست عاهرة ياسيد مايك " " انا لا اعني هذا ايتها الطفلة , اريد جواب سريع وفي الحال واذا رفضت لن اطلبه منك بعد الآن " " ماهو السؤال الذي يتوجب علي الاجابة عليه" " هل تقبلين الزواج بي ؟" فركت اذنيها ومسحت عينيها وكأنها لاتسمع جيداً او انها لا ترى وكادت ايضاً ان تقرص جسدها بألم كي تعلم ان كانت تحلم ام لا. " انا .. ماذا تقول هل انت مجنون ؟" " نعم .. وفي اقصى حالات الجنون.. لم تجيبي على سؤالي " " ماذا تقول هل تعلم ماذا يعني هذا ؟" " نعم اعلم رجل يطلب الزواج من امرأة " " ولكن .. نحن لا نعلم شيئا عن بعض وانت .. وانا ... كانت تعني انت غني وانا فتاة عادية .. " انت رجل اعمال كبير وانا مجرد موظفة لديك" " لا تخافي يافرح فقط وافقي وستكونين اسعد زوجة على الوجود " " بدون الحب.. كيف تسلم جسدك لفتاة لاتشعر تجاهها اي احساس .. هل فكرت بهذا ؟" " الا اعجبك ؟ الا تشعرين بشيء تجاهي ؟ الست جميلاً كفاية كي اكسب اعجابك ؟" " انا .. انا لا اعني هذا.. ولكن " كيف لا وهي تكاد تنهار عندما يقترب جسدها منه وعندما ينظر اليها فهي لن تحلم برجل بمستوى جماله ولن تصدق انها ستكون زوجة هذا السيد الرائع . " انا.. انا غير مصدقة ياسيد مايك" " مايك فقط اريدك ان تلفظي اسمي بكل ثقة " " انت.. مجنون فعلاً مجنون" " ارجوك لا تقولي هذا انا لا اطلب منك سوى الزواج وهل هذا جرم؟" " لا ليس كذلك ولكن هل تعلم ان الزواج مصير وحياة اثنان , هل يعقل انك لا تفكر بالحب" " بلى افكر به ولكن .. انت تعجبينني كثيراً وفكرت انك تصلحين لأن تكوني زوجتي " " ولكن انت قلت فيما مضى انت خائنة ولا احفظ وعود الشركة التي اعمل بها فكيف تريد ان احتفظ بزواجك ربما خنتك " " لا يافرح ان هناك اشياء يجب ان تعلميها " " ماهي هيا اخبرني ارجوك اكاد اجن !؟" " تولاً انت تعجبينني كثيراً وقد فكرت بك منذ زمن بعيد منذ ان عملت معك في المرة الاولى هل تذكرين؟" " نعم اذكر وقد كان هذا العمل سبب طردي من وظيفتي " " انا من خطط لهذا وكنت اعلم انك بحاجة للمال وذلك عن طريق احدى الفتيات التي ذكرت ذلك امامي" " انت .. انت من سبب بطردي كيف؟" . " ان لهذا قصة طويلة ولكن الآن اتمنى ان تساعديني كي اتخلص منها " " ماهي هذه القصة سيد مايك اريد معرفتها واريد معرفة كل شيء عن سبب طردي ارجوك" " نعم سأفعل ولكن هل ستظلين واقفة هكذا الن تحضري لنا شيء ما لنشربه ويكون نخب زواجنا " " انا لم اوافق بعد " " ستوافقين انا اعلم هذا " " ولكن .. .. " اغتاظت من ثقته بنفسه الى هذه الدرجة وارادت ان تصفعه ولكنها تراجعت ودخلت الى المطبخ واعدت كوباً من القهوة مع الحليب وعادت بعد خمسة دقائق وكان يمدد جسده على تلك الاريكة وكأن المنزل منزله وقد خلع حذائه ونام في راحة تامة .. اقتربت منه وقالت له . " سيد مايك.. سيد مايك , هل انت نائم ؟" ثم لاحظت انه يغط في نوم عميق, ابتسمت بلطف واحست وكأنه يفرض نفسه عليها بالقوة , وعرفت انه لا مجال للهرب من براثن هذا الرجل الجميل. وراحت تتأمله في ثبات عميق . تأملت شفتيه وعينيه النائمة وبشرة وجهه السمراء البرونزية وجاذبية تلك الشفاه, ثم نظرت الى طول جسده العضلي وهو يمد ساقيه براحة تامة وذلك البنطلون يرسم جسده بكل زواياه المثيرة . لم تجرؤ على النظر اليه اكثر لأنها كانت تخاف ان يستيقظ فجأة ويجدها هكذا وهي تمعن النظر به مماجعل معدتها تنخفض وتتقلص بمجرد ان فكرت بأن هذا الجسد الجميل سيكون ملكاً لها , انه وضع جنوني , تريده ان يبتعد عنها, فيما جسمها قد استجاب تأملت بأن لا يحاول لمسها فيما لو استيقظ .
الفصل السابع
" كم انت جميل واستطيع ان ارى لماذا لا تسطيع النساء مقاومتك " كانت تفكر في سرها. انه يبدو نحيل ولكنه يسير بقامة طويلة وليس هناك من امرأة واحدة في الشركة يمكنها ان ترفض قضاء ليلة معه . امالت فرح رأسها عنه بتحدي ونظرت اليه من بعيد وانتظرت ان يستيقظ. بعد مرور نصف ساعة على نومه المريح ملت فرح الانتظار وكادت ان تفقد صبرها . " الى متى سأنتظر ان يستيقظ هذا المعتوه يجب ان ادخل وارتاح قليلاً". ثم دخلت الى غرفتها بعد ان فقدت الامل من استيقاظه عرفت انه بحاجة للنوم . ثم عادت بعد لحظات وهي تحمل حرام من الصوف بيدها وغطته جيداً كي يشعر بالدفء, ثم عندما كانت تفعل هذا لم تشعر الا بيده تمسك بها وتشدها الى الاسفل حتى كادت ان تلامس جسده . " هيا اقتربي قليلاً اريدك ان تشعريني بالدفء" ولم تستطع المقاومة لأن ذراعه كانت قوية فارتمت بقوة على جسده وراحت يداه تضغطان عليها بشدة وهو يقول لها.. " انت رائعة جميلة جداً, اريدك هكذا دائماً زوجة مطيعة" " ولكننا لم نتزوج بعد!" " الآن سنتزوج وسترين كم انا اصلح لاكون زوجاً لك" " ولكني لا اريد ارجوك دعني" " لا لن ادعك قبل ان تصبحي زوجتي" " انت غريب في يوم وليلة تريد ان نتزوج من فتاة لا تعرف عنها شيئاً كما انك لم تخبرني سبب مافعلته بي" " سأخبرك ولكن ليس الآن اريدك الآن ايتها الجميلة" " دعني ليس قبل ان تخبرني " " هذا يعني انك موافقة ان تتزوجي مني" " ربما بعد ان تخبرني سأفكر" " اذاً لن أخبرك " . ثم عاد ليضغط عليها بقوة وشفاهه تمزق اذنيها وهي تحاول ان تبتعد عنه , ولكنه وبواسطة ذراعاه القويتان استطاع ان يجعلها تشعر بمعنى الجلوس قرب رجل بكامل قوته. ضاعت بين يديه وارتاحت وشعرت بسعادة لم تعرفها ابداً في حياتها , كانت يضغط عليها تارة ويقبلها احياناً وشفتاها تلتهب من تأثير ملامسة شفتيه. ثم امسك بيده شعرها وفك الربطة التي كانت تحجز ذلك الشلال الجميل وانساب بشكل عشوائي على كتفيها ولامست خصلاته وجه مايك الجميل مما زاد الموقف اثارة .. " ان رائحتك ذكية ومنعشة احبك ان تكوني هكذا دائما يازوجتي" تمتمت فرح بكلمات الرفض وهي تحاول النهوض عنه ولكنه منعها بقوة ومايزال يمنعها حتى خارت قواها تحت تأثير قوته الرجولية . نظرت فرح اليه مذهولة من اندفاعه في العاطفة وممارسة الحب ودقات قلبها يتردد صداها عالياً في رأسها , ومايك يشد خناقها , تصبب العرق البارد من جبينها وبدأت ترتجف من تأثير قبلاته المثيرة وعرفت انها لا تستطيع المقاومة اكثر فليس لها سوى الرضوخ للأمر الواقع. انها تعلم انه لا يحبها بالقدر الكافي كي يتزوجها انه قدر اسوأ من الموت, دب الذعر في اوصالها كيف يمكنها ان تتأثر به؟ لقد كان عدوها , انها لن تسمح له بالاقتراب منها , ان ذلك خطير جداً , ازدادت اثارتها عندما امالها واصبح هو سيد ممارسة الحب وعرفت انها لن تستطيع الانسحاب من بيد ذراعيه . " هل تريدين ان تصبحي زوجتي , هيا اعترفي فرح ؟" كان يسألها تحت القوة والضغط وكأنها لا تملك اية اجابة سوى القبول . " نعم .. اريد ذلك بكل قوة " ثم عانقته بحب واستسلمت لقوته ورجولته حتى غابت في حلم بعيد عن الارض, عندما استيقظت كانت كالملاك الطاهر العائد على غيمة بيضاء . " هيا انهضي " قال لها بقوة وهو يساعدها كي ترتدي ملابسها . " ماذا نفعل ؟" " سنذهب الى منزلي الآن" " ولكن انا.. لم احضر نفسي بعد" " لاتخافي سوف نعود ونأتي بهذه الكراكيب اذا كنت بحاجة لها والا فلا بأس من شراء غيرها" " انت تهينني دائما" " لن افعل عندما نعقد قراننا في الحال" " الآن ؟!!!" " نعم وهل هناك من مانع هل تريدين اعلام احد؟" " لا انا ليس لدي احد" " اذاً نستطيع ان نذهب في الحال" . ثم اضاف وهو يمسك بيدها " هيا سأشتري لك فستاناً ابيض , ان المحلات لم تقفل بعد هيا اسرعي " بين الحلم والخيال اصبحت فرح عروس وهي لا تعلم مايحدث لها . " كيف حدث هذا ياالهي , منذ لحظات كنت ابحث عن عمل وعدت متعبة وانا الآن ذاهبة لاتزوج من رجل لا اعلم شيئاً عنه .. انه كالسحر لقد خلب عقلي يالهي , هل يمكن ان امارس الحب مع رجل لا احبه " تساءلت فرح عدة مرات وكان مايك ينتظرها في السيارة وهي تحاول ان تحضر الاشياء التي هي بأمس الحاجة اليها. صعدت الى جانبه وانتقلت السيارة بسرعة جنونية , بعد عدة دقائق توقف مايك في السوق وتوجه الى افخم محل لبيع الملابس الخاصة بالعرائس واشترى اجمل واروع فستان تتمناه اي فتاة . " انه غال جداً" " الغالي يرخص لك ياحبيبتي " لاول مرة قال لها حبيبتي , هل يعني هذا حقاً ؟ تساءلت فرح عدة مرات . ارتدته وراحت تنظر الى نفسها في المرآة وكانت العاملة في المحل تساعدها كي ترتدي البرنطية البيضاء الخاصة به ثم بعد لحظات اصبحت عروس جميلة خلابة وكأنها خارجة من كتاب الاحلام للصغار. " هيا ليس لدينا وقت" قال لها وهو يمسك ذراعها وهي ماتزال مرتدية فستانها الابيض. " ولكن, الا يجب ان ..." " لا ليس امامنا الوقت الكافي يجب ان نجد كنيسة قريبة من هنا ..." صعدت الى السيارة وكانت قد تركت فستانها القديم لدى البائعة وكانت الفتاة تضحك كثيراً وهي تنظر من خلال واجهة المحل وقالت لصديقة الى جانبها " لابد انهما مجنونان ببعض حتى يتزوجا بهذه السرعة .. آه, ياللحب ما اروعه"
الفصل الثامن
حسدتها الفتيات العاملات ولكن هل حقا الحب هو الذي جمعهما ولكن حدث هذا وهما لا يعرفان بعض سوى ايام قليلة . عندما اعلنهما الكاهن زوجاً وزوجة خرجت فرح وهي غير مصدقة مايحدث وكأن اللحظات التي مرت بعيدة عن تاريخ حياتها وهي لا تدري ماذا يحدث لها وهل حقاً يحبها مايك ام تراها تحلم مثلما كانت تفعل عندما كانت صغيرة . عندما دخلت الى منزله وكان عبارة عن فيلا كبيرة لم تستطيع ان تصدق ماتراه عيناها. " تفضلي ياحبيبتي ان المنزل منزلك " ثم حلمها بين ذراعيه كأي عروس في ليلة عرسها .. اليست عروس ؟!!! بالطبع ولكن بشكل سريع !! نعم .... عندما وصل مايك الى باب الغرفة فتحه بأسفل قدمه ودخل بها الى غرفة عاجية تتمتع بسرير من الذهب والعاج الالوان البنية الخاصة بالقصور . وضعها الى السرير وقال لها : " انت خفيفة جداً " ضحكت بابتسامة مشرقة وهي ماتزال غير مصدقة ما تراه عينيها .. " هل انت سعيدة فرح ؟" " نعم ولكني اتساءل لماذا تزوجتني بهذه السرعة" " وهل كنت سترفضين ؟" نظرت اليه بعمق وهي تحاول ان تهرب من نظراته الجميلة وعرفت انها لن ترفض ولن ترفض ابداً حتى ولو اجبرت على ذلك فهي ستبقى الى جانبه مدى العمر. " هل هناك امرأة في العالم رفضت ان تتزوج منك او ان تمارس الحب معك ايها الرجل " سألته فرح بثقة. " لا لم اواجه امرأة رفضت ممارسة الحب معي ولهذا كنت متأكداً انك ستوافقين على ذلك حتى ولو كان رغما عنك ولكن.. تأكدي انه لا توجد امرأة اعجبت بها واردتها زوجة لي سواك انت الوحيدة فقط صدقيني من تمنيت ان تكون زوجتي" " ولكن لماذا كنت تعاملني بقسوة عندما قدمت للعمل عندك" . بدأ بنزع ملابسها حتى تأخذ راحتها وقدم لها قميص نوم حريري ابيض ناعم الملمس وقال لها . " هيا ارتدي هذا احب ان اراك انيقة في الفراش" اخذت منه قميص النوم وارتدته بخجل وهي لا تستطيع ان تنظر اليه لأنها كانت تعلم انه يتأمل جسدها قطعة قطعة بل فاصلة فاصلة . " هل انت خجولة ؟" " نعم كثيراً" " احبك ان تكوني هكذا " " الخجل من طبعي عندما كنت طفلة , كنت اهرب من الزائرين لامي كي لا اضطر لقول كلمة مرحباً لهم" " يالك من فتاة رائعة جميلة " " هل حقاً انا الفتاة الوحيدة التي اردت الزواج منها " " نعم ايتها الجميلة " ثم جلس الى جانبها وكانت قد ارتدت قميص نومها وكشف عن ثديين رائعين خلابين , ثم وضع يده على كتفها وبدأ بمغازلتها من جدد وكأنه يدعوها لممارسة الحب. " ليس قبل ان تحدثني عن سبب طردي من الشركة " " لا يوجد شيء مهم , كنت اعاني من عدم الثقة بالفتيات الجميلات " " لماذا فعلت هذا بي ؟" " عندما رأيتك مرة تعرضين في حفل خاص اعجبت بك كثيراً واردتك ان تكوني لي ولكن ... " مايك هيا تابع ارجوك " اكتفى بأن وضع يده على فمها وقال " ليس الآن ياصغيرتي هيا امامنا الايام بكاملها نستطيع ان نتحدث ولكن الآن اريدك" لم تستطيع فرح مقاومة رغبته في ممارسة الحب معها , فقد نامت بين ذراعيه وهي غير مقتنعة بمايجرى بينهما ولكن السعادة التي عرفتها كانت كافية كي يصبح حبيب قلبها .. اشرقت الشمس في الصباح الباكر وكانت فرح ماتزال بين ذراعي زوجها . احست بأنه يجب عليها ان تقوم كي تحضر له الافطار , وعندما حاولت النهوض , تململ مايك قليلاً وسمعته يتمتم بعض الكلمات الغير مفهومة وكأنه يردد اسم ما . " مايك.. . مايك " حاولت ان تجعله يستيقظ كي تفهم منه ماذا يقول لها ولكنها لاحظت انه نائم نوماً عميقاً ثم اردفت السمع جيداً لتسمع اسم فتاة لاتعرف من هي يتكرر دائماً على شفاهه. " كاتي ! وه كاتي لا تفعلي هذا بي" امتلأ وجهها بالغضب واحست ان هذا الاسم ليس مجرد اسم عابر , عرفت انه يعني الكثير بالنسبة لزوجها مايك وارادت ان توقظه بقوة ووحشية وغيرة الزوجة كي تعرف من هي كاتي ولكن .. لا.. لايحق لها فهي لاتعرف شيئاً عن حياته الخاصة فكيف ستسأله ؟ يجب ان تنتظر حتى يحين الوقت لتفعل ذلك. نهضت بسرعة وهي تكاد تبكي من شدة حقدها وغضبها واحست بواسطة حدس المرأة الذي تتمتع به جميع النساء ان هذا الاسم هو اسم فتاة كانت في السابق حبيبته, ارتجفت وغصت الدموع في عينيها وعرفت انه تزوجها كي يهرب من ماض يعيش فيه . بعد تحضير الافطار دخلت الى الغرفة كي توقظه ولكنها لم تجده, تفاجأت وبحثت بنظرها في جميع الاتجاهات ثم دخلت الى الحمام لعله يأخذ دوشاً دافئاً ولكنه لم يكن موجوداً. مايك اين انت ؟ نادت عليه بأعلى صوتها ولكن لا يوجد احد. تعجبت من تصرفه , منذ دقائق كان في فراشه اين هو الآن ؟ وفجأة لاحت لها ورقة صغيرة بيضاء الى جانب السرير اندفعت نحوها وقرأتها ببطء وخوف . "عروستي الجميلة لقد ذهبت في نزهة صغيرة لأمر ضروري ارجوك لا تنتظريني على الافطار سوف اعود عندما انتهي من عملي" ارتخت اعصابها وارتاحت قليلاً ولكن القلق مايزال يعتصر جسدها .. الى اين ذهب ؟ وماهو الشيء الضروري الذي اجبره للخروج دون التحدث اليها وفي مثل هذا الوقت الباكر . تساءلت فرح وتراكضت الاجوبة في رأسها لعله ...كذا ولعله كذا ولكن للحقيقة لم يكن هناك شيء مقنع استطاع ان يسد جوع اسئلتها .. تناولت افطارها وحيدة ولكنها لم تشعر بشيء من الحزن لأنها كانت متعودة في منزلها ان تتناول افطارها وحيدة.
الفصل التاسع
خلال النهار كان انتظارها لمايك مؤلم جداً ولكن لا بأس في انتظار الحبيب نظرت الى ساعتها وكاد الظهر ان ينقضي وطعام الغداء مايزال ينتظر , تساءلت فرح وهو لم يعد الى الآن اين عساه يكون؟ تساءلت فرح في سرها كانت عيناها تنظر الى الصحون على المائدة وكأنها تتأمل الفراغ فكرت هل هو متعود ان لا يتناول الافطار مع احد وحتى الغداء ايضاً ربما ؟؟ يحب ان يتناوله خارج المنزل او ربما لا يحب ان يرتبط مع احد. انتظرت وانتظرت ... حتى طال انتظارها , حملت الصحون الى المطبخ واعادت ترتيبها في مكانها وفكرت في سرها ماذا ستفعل هل تنتظر قدومه ام تتصل بالشركة لتعلم سبب غيابه هذا " آلو هل السيد مايك جايسون نيومن هنا...؟ هل استطيع التحدث اليه ؟" "من انت ؟" اجابها الصوت عبر الاثير "انا ... زو .... " كادت ان تقول له انا زوجته ولكنها فضلت ان تصمت لعله لايريد اخبار احد عن زواجه المفاجئ ولكنها كانت بأمس الحاجة كي تعلم ان كان بخير ام لا ... تساءلت في سرها هل يحق لها ان تسأل عنه ام ماذا؟ "هيا يآنسة مااسمك ؟" اعاد السؤال الرجل الذي على الهاتف " لاشيء فقط اردت عن اعرف ان كان بخير ام لا " " من انت ؟" " قل له ان السيدة فرح قد اتصلت به " " حسناً ؟!! ولكن من انت ؟" " هل استطيع ان اتحدث اليه ارجوك ؟" " لا فهو يرفض التحدث مع اي كان دون موعد" " حسنا شكراً لك" . احست بخيبة امل كبيرة, حتى في عمله لا تستطيع التحدث اليه ماهو سر هذا الرجل ولما هو غامض الى هذه الدرجة في المساء كانت فرح قد ارتدت فستانا فضياً براقاً بأجمل الالوان وكان شعرها منسدلاً بشكل عشوائي جميل على كتفها وكانت تتلألأ بأجمل حلتها عندما دخل مايك في الساعة التاسعة مساء . "مساء الخير" قال لها ثم اقترب منها وقبلها قبلة دافئة وكأن شيئاً لم يحدث "هل تأخرت عليك؟" سألها مايك باستهزاء دون الالتفات اليها " ان كنت متعودا على هذا فأنا سوف اتعود ايضاً اذا كان هذا يريحك" " انا آسف حقاً وشكراً على اتصالك " " اردت الاطمئنان عليك فقط وان كان هذا يزعجك فلن افعل مرة ثانية " " لابأس الآن ولكنني افضل ان لا تفعلي " "حسناً كما تريد .. " اجابته والحزن يكاد ينضح عن من عينيها "هل انت مستاءة ؟" سألها بجفاف "بالعكس انا احب ان تكون مرتاحاً ولا احب ان تشعر بأنك متزوج ولك واجبات , احبك ان تبقى على حريتك ولا تفكر بي , ارجوك ابق كما انت مارس حياتك العادية كما تحب ولا ترتبط بي انا استطيع ان اتأقلم مع حياتك العامة والخاصة" " هل يزعجك اذا لم لم اخبر احد عن زواجنا؟" " انا لا يهمني سواك انت" " شكراً ولكن ارجوك لا تتصلي مرة ثانية الى عملي" " ولكني لم اقل لهم انني زوجتك صدقني ولم يعرف احد" " اعلم .. انا اعلم وانا آسف لأجلك ارجوك افهميني انا ..." "انا لا اطلب منك ان تبرر لي انا فقط احب في بعض الفترات ان تتصل انت وتطمئني عنك" " الا يزعجك ان اعيش حياتي الخاصة بعيداً عنك وعدم تدخلك في حياتي؟" " ان كنت انت تريد هذا فأنا سأكون سعيدة لأجلك " " انت عظيمة وانا احب المرأة التي لا تتدخل في حياة زوجها" " هل تحب تناول الطعام الآن ؟" " لا لقد تناولته مع بعض الاصدقاء " " حسناً اذا هل تريد ان تنام ان تريدني ان ابقى الى جانبك " " الا تريدين ان نتحدث قليلاً؟" " اذا كنت تحب هذا فأنا اريد" نظر اليها وكأنه يتفحصها بشدة .. ثم اضاف . " لماذا انت مطيعة جداً معي " " لأنك زوجي وانا لا احب ازعاجك ولا اريدك ان تشعر بأنك مقيد معي" " هيا اقتربي قليلاً" . ثم دنت منه ووضعت رأسها على صدره وكأنها بحاجة لحنانه والطمأنينة التي بثتها يديه على جسدها بعثت الحياة في اوصالها .. " مابك لماذا ترتعشين ؟" " ربما القلق" " هل انتظرت كثيراً ؟" " ربما لأنني غير متعودة على الانتظار ولكني اعدك بأنني سأتعود " " هل حقاً تستطيعين ان تتحملي الجلوس وحيدة هنا " " لا.. لا اعتقد انني استطيع سأبحث عن عمل لي" " لا.. انا لا اريدك ان تشتغلي ثانية اريدك سيدة منزل " " ولكن هذا مؤلم انا سأشعر بالضيق دون ان اصمم او حتى اشارك في العروض " " انت مجنونة , انا لا اريدك ان تمارسي اي من هذه المهن هيا ان عملك هو خدمتي هنا " ثم دفعها نحو الارض وصعد الى غرفته. ماذا هل هو مجنون , هل يعتقدني جارية لديه انا لدي حريتي وانا ارفض ان يعاملني على هذا النحو صعدت خلفه بسرعة وهي تشعر بالغضب واليأس معاً . " هل حقا ماتقول مايك؟" " وهل سمعتي غير هذا ؟" " ولكن لا يحق لك" " انت زوجتي وانا اريدك ان تبقي هكذا ولا اريد احداً ان يرى جسدك وانت تعرضين الملابس انا اغار كثيراً " " لا ليس الغيرة هي التي تجعلك تتصرف هذا ان وراء هذه المعاملة شيء رهيب يجب ان اعرف ماهو "
الفصل العاشر
" لا يوجد اي شيء فقط انا احب المرأة التي تهتم بزوجها واطفالها .. هل سمعتني اريد اطفالاً ليضيفوا على البيت جواً من المرح والحب والطفولة هيا انت تعلمين الآن ماذا اريد" " ولكن..." حاولت فرح ان تلفظ كلمات اخرى ولكن نظرات مايك اجفلتها وعرفت انه يريد ان يحطم حريتها ويحجزها ويقيدها لتكون جارية لديه.. " الا استطيع ان اتحدث اليك قليلاً كي نتفق على هذا الأمر" " لا قلت انني لا اتلقى الاوامر من النساء عندما قدمت للعمل لي هل تذكرين ؟" " نعم اذكر ولكن لا يحق لك تحرمني من حريتي ارجوك" " انت حريتك هي ملك لي وإن لم يعجبك هذا الباب امامك تستطيعين العودة الى منزلك القذر ذلك هيا اذا اردت " كيف تستطيع ان تخرج وهي تحبه الى هذه الدرجة ان كرامتها قد خرجت وحريتها قيدت ولكنها لا تستطيع ان تتصرف كما يحلو لها فحبه في قلبها محفور حتى الصميم وهي ستموت بعيدة عنه. "حسناً انت صاحب الأمر ولكن تأكد ان هذا لن يطول ابداً" " تستطيعين ان تنسحبي من الآن ياعروستي الجميلة " ثم اجهشت بالبكاء المرير وقالت له بصوت حزين. " اعتقد انك ستطلب مني ان انام في غرفة الضيوف اليس كذلك؟" " نعم وستكون غرفتك من الآن تستطيعين ان تنقلي اغراضك اليها" " ولكن ...." تساءلت فرح وارادت ان تسأله عن سبب زواجه لها ولكنها فضلت ان تصمت حتى تستعيد قوتها لتنتقم لكرامتها. " لا تخافي عندما اريدك سوف آتي اليك انا ولن ازعجك في حال عدم تجاوبك " " لا تخف يحق لك ان تفعل ماتشاء انت زوجي ام تراك نسيت " " لا ولكن .. انتظري قدومي في اية لحظة ايتها السيدة نيومن" . جرجرت حزنها خلفها ولمت حاجتها ودخلت الى غرفة الضيوف كي تعدها . تمدد مايك على السرير ونام نوماً عميقاً وكانت فرح ما تزال تلملم حاجاتها من الغرفة وعندما احست انه نائم اقتربت منه وقالت في سرها وهي تتأمله.. " انا اعلم لماذا تفعل هذا بي ولكنني لن اتركك سوف اعمل المستحيل كي تستخرج تلك الانسانة من قلبك وعقلك مايك " ثم رمت على جسده غطاء من الصوف دافئ وعادت الى غرفتها وهي حزينة قلقة. استمرت فرح تعيش حياتها في قلق مستمر وحزن بطيء وكأنها تحمل آلام الأرض فوق اكتافها ولم يكن مايك يسأل بها او يحاول ان يصلح ما اقترفت يداه وكانت فرح تعلم انه لا يحبها وان هناك انسانة تعشعش في قلبه ويجب عليها ان تقتلعها من الصميم ولكن كيف اذا كان مايك لا يأتي الا عند منتصف الليل ولا يخرج الا في الصباح الباكر .. " ماذا افعل يا الهي انا احبه بجنون , يجب ان استعيد كرامتي انا لا شيء بالنسبة له يجب ان اجد مخرجاً لي " ثم كانت تسلي نفسها بتصميم الملابس الخلابة وهي في وحدتها طيلة النهار حتى بات لديها ملف كبير عريق وهو ذو قيمة كبيرة ولم يكن مايك يعلم انها تعمل بغيابه ولكن .. فرح كانت تحتفظ بتصاميمها في مكان آمين وكانت تعلم ان يوماً ما سوف ترى النور هذه التصياميم ولكنها لم تكن تريد ان تخالف ماطلبه مايك منها . فكانت تحتفظ بالتصاميم في اسفل خزانتها لأنها كانت تخاف ان تقع بين يده وكان عملها سراً وعندما يأتي كانت تخفي تصاميمها تحت الوسادة بشكل سريع سري وكان اغلب ساعات عملها في فترات الصباح عندما يخرج مايك الى عمله وكانت متأكدة انه لن يعود قبل منتصف الليل. كانت انجلينا المديرة الجديدة للمنزل وكان مايك قد ارسلها لمساعدة فرح في امور المنزل وكان يعلم انها سوف تصبح اماً بين الحين والآخر. " هل يهمك ان اصبح حامل مايك ؟" سألته ذات ليلة. " بالطبع انا اريد اطفال الا تعلمين مهمتك هنا؟" " حسناً ولكن ربما لم يكن باستطاعتي انجاب الاطفال , هل ستحتفظ بي؟" " لا اعلم عندما اتأكد من ذلك سوف نرى لاحقاً" " لم اكن اعلم انك سائق عبيد مايك ولكن هل تعتقد انني استطيع ان اتحمل هذا الأمر ؟" " قلت لك مئات المرات الباب امامك تستطيعين التراجع في حال اردت" " بعد كل هذا , هل تعتقد انني عاهرة تنال مني ساعة تشاء وترمي بي كالقذراة؟" " انا لا اقول هذا ولن افعل انت تعلمين انني تزوجتك وانت في كامل وعيك" " نعم ولكن كان ينقصني التفكير العميق وانت لم تترك لي المجال للتفكير , هل نسيت ؟" " لا لم لم انس ولكن كان امامك الخيار اما الموافقة او الرفض" " ولكن انت ..." . " نعم انا اعلم انه لا يوجد امرأة تستطيع مقاومة جاذبيتي كرجل وجمالي انا اعلم انك ضعيفة الآن امامي ولا تستطيعين ان تتركيني لأنك بحاجة لجسدي كي يضمك باستمرار ويمدك بالسعادة والقوة " انتفضت فرح بسرعة وحقد وقالت له : " لا هذا غير صحيح ان كنت مازلت صامدة الى الآن في منزلك هذا فقط من اجل ..." "من اجل ماذا..؟ هل تنكرين انك سعيدة بين ذراعي , هل تنكرين انك تستطيعين ان تتركيني وتتركي هذا الرجل الواقف امامك التي تتمنى كل امرأة ان تجلس على ركبتي , انت ضعيفة فرح لا تستطيعين هذا" " بلى انا استطيع وانا ... اكرهك هل تعلم انني اكرهك وانت مغرور وواثق من نفسك جداً؟" " اذاً لماذا لا ترحلين ؟" ثم رمت بنفسها على السرير واجهشت بالبكاء وقال لها . " ارأيت انك جبانة لا تستطيعيت ان تقومي بانقاذ كرامتك " " لا.. لا ان هذا غير صحيح انا .. فقط كنت بحاجة لـ..." " انت ما الذي انت بحاجة له جسدي هيا قرري.." ثم دفعها بقوة حتى انتقصف ظهرها واحست بالألم من جراء دفعه لها بهذه القسوة وعاد الألم الى اسفل ظهرها بقوة ولم تستطع ان تتحرك حتى انه لم يتح لها كي تستلق براحة على السرير.
الفصل الحادي عشر
" هيا قومي الى غرفتك " ثم حملها وراح يدفع بها كي تخرج من غرفته وهي غير قادرة على المسير بسبب الألم الفظيع. " دعني ارجوك استطيع ان اذهب بمفردي ارجوك انك تؤلمني " ولكنه لم يتركها استمر يدفعها وهو يصيح غاضباً. " انتم النساء جميعكم متشابهون " " لا انت مخطئ , ارجوك دعني.. دعني" ثم وقعت على الأرض امام باب غرفتها وعاد مايك الى غرفته واغلق الباب بعنف وتركها تتخبط بالآمها المبرحة . مسحت دموعها وزحفت وحاولت ان تصعد الى سريرها ولكنها فشلت. استمرت في جلوسها على الارض ساعات الليل الطويلة ولم تسترح حتى اقترب الفجر وبعد جهد جهيد استطاعت ان تصل الى حقيبتها وتناولت دواءها بدون ماء وبعد عدة لحظات استطاعت ان تستريح قليلاً وتستعيد بعض نشاطها وتهضت بقلق وصعوبة ونامت في سريرها. فكرت فرح وعرفت انه يعاني من الم عميق في قلبه وان تلك الفتاة التي كان يلفظ اسمها كاتي هي سبب حزنه الدائم ولولا الم ظهرها لغادرت المنزل على الفور ولكن الآن فقد فات الآوان كان عليها المغادرة في الحال. في الصباح الباكر دخل مايك الى غرفتها وحاول ان يمدها بقليل من العطف. " صباح الخير " " ماذا تريد ؟" " اعتقدت انك رحلت " صمتت ولم تستطع ان تجيبه لأنه لا يعلم ان الألم هو الذي منعها من المغادرة . " ارأيت انك لا تستطيعي الاستغناء عني وعن السعادة التي يبثها جسدي فيك " لم تستطع ان تجيبه اكتفت بأن ادرات له ظهرها الى الناحية الاخرى من السرير. " لماذا ملت بجسدك الى الناحية الاخرى الاتستطيعين النظر في عيني انت تعلمين بالطبع انك ضعيفة فرح" نعم انا ضعيفة جداً , وعندما استعيد قوتي سأرحل تأكد انني لن ابقى لحظة واحدة هنا" " وماالذي يمنعك الآن هيا قولي احب ان اسمع هذا من فمك احب ان اراك وانت ساجدة على قدمي " " مغرور.. رجل معتوه ومصاب بالغرور" "انت ترين هذا ولكنني اعلم انني بالإضافة الى الغرور انني جذاب وجميل اليس كذلك فرح ؟" " يالهي اكاد اموت هيا دعني ارجوك اريد ان ارتاح قليلاً" "هل ستبقين هنا عندما اعود ام تراك سترحلين " سألها باستهزاء وكأنه كان يعلم ان هذا الكلام يجرح كرامتها وهو سعيد لذلك.. . "هل تحاول اغاظتي مايك ان كنت تعتقد انني سأترك هذا المنزل فأنت مخطئ سوف ترى انني استطيع ان اتركك ساعة اشاء ولكن ليس الآن" "لماذا هل انت بحاجة للمنزل ام لمحتوياته ام للمال الذي اصرفه عليك هيا قولي انك لا تستطيعين العيش بدون المال ام تراك ستعملين بالسر عني" نظرت اليه وغاص قلبها في عماقها وخافت ان يكون قد اكتشف التصماميم التي تقوم برسمها سراً. فكرت فرح في سرها انه يتكلم كلام صحيح فهي بلا منزل وبلا عمل وهي مريضة وبحاجة للمعالجة وهي بحاجة له الآن اكثر من الأول ولكن ليس من اجل سعادتها الجسدية فقط كي تكون في منزل آمن كي لا تنام في الطرقات او في منزل زوجة أبيها فضلت ان يعاملها مايك هذه المعاملة القاسية على ان تنام عند زوجة والدها. اما بخصوص دوائها ووجع ظهرها فكانا هما الدافع الاول لبقائها في منزله , ولكنها ستنتصر في النهاية وتستطيع ان تقدم هذه التصاميم الى أي مركز للعرض باسم مستعار وتستطيع ان تنال المال الوفير ولكن ...لا.. اذا اكتشف مايك ماذا تفعل في السر فسوف يقتلها وهو الذي كان يحذرها من الخيانة ولكن.. انها بحاجة للمال ليس من اجل الملابس والنزهات بل من اجل الدواء وجلسات المساج من اجل ظهرها الذي توقفت عنها منذ مدة طويلة جداً لأنها مكلفة كثيراً.
الفصل الثاني عشر
كان ملف التصاميم يزداد يوما بعد يوم , والملابس الجميلة الخلابة المرسومة على الورق , ليست بحاجة الا ليدين بارعتين لكي تصبح الفساتين جاهزة للعرض , ولكن فرح كانت تخاف ان تقدم على هذه الخطوة , لأن مايك حذرها من الخيانة العملية , ولكن الى متى ستبقى تحت سيطرته وقوته المزلمة التي تيسطر على حياتها الى متى سيبقى على معاملته القاسية لها ؟؟ فكرت في سرها وهي جالسة امام النافذو تنتظر قدومه , هل تستطيع ان تخبره ان آلام ظهرها تجبرها على العمل سراً كي تكسب بعض الاموال لمعالجة ظهرها وهي الفتاة الخجولة التي لا تطلب المال منه . " لا لن اطلب منه ولا فلساً واحداً ولو بقى الم ظهري مئات السنين فأن حياتي مستحيلة بعد زواجي المجنون من مايك لا اريد ان احيا اريد ان اموت على ان اخالف اوامره فهو بالطبع سيعتقد انني خائنة اذا قمت برسم تصاميم لشركة اخرى.. ياالهي ولكن كم انا بحاجة للمال يا الهي ساعدني " ثم نظرت الى زجاجة الدواء الفارغة واجهشت بالبكاء المرير وهي لا تعلم ماذا اقترفت يداها بزواجها من هذا الرجل المجنون المغرور .. وعندما قامت لكي تستعد لمقابلة زوجها عندها لاحت لها سيارته من خلف الحشائش الخضراء المرتفعة التي تملأ السهول الخضراء على مد النظر , احست بدوخة صغيرة ثم اتمت وقفتها وعندما حاولت ان تخطو خطوتين الى الامام اصبح الدوار اكثر قوة مما دفعها لكي تستند الى الكرسي التي كانت تجلس عليه . تنهدت بقوة وطلبت المساعدة من المربية الجديدة ولكنها لم تسمعها , تقدمت ببطء وعندما وصلت الى الباب لم تستطع مقاومة دوارها فسقطت مترنحة على الارض. . ولدقائق خلت عندما دخل مايك الى الغرفة يبحث عنها كانت ممدة على الارض وجسدها يضج بالسخونة القوية ويداها باردتان وخداها متوردان بشكل مقلق. " ياالهي فرح.. فرح مابك؟" ثم حملها بين يديه واسرع بها الى السيارة ووضعها على المقعد الامامي وهي ماتزال بعيدة عن الواقع بعقلها وقريبة من جسد مايك كقرب الروح الى القلب . عندما اسرع بها المستشفى وادخلها الى غرفة الطوارئ اجتمع الاطباء حولها دخلت الغرفة من الممرضات كي يتيح مجال للطبيب والمساعدة للكشف عليها. " اين أنا ؟!!" تساءلت فرح بقلق وهي لا تشعر بما حدث. " انت في المستشفى بأمان لا تخافي سيدة نيومن " " من انت ؟!! ومن الذي جاء بي الى هنا" " انا طبيبك" ثم ابتسم وهو يشير لها كي ترتدي ملابسها واشار من جديد كي تتقدم وتجلس على مكتبه. " ماذا هناك ايها الطبيب؟" سألته فرح بقلق وهي تنظر بأرجاء الغرفة غير مصدقة ماتراه عينيها وكأنه تتوقع دخول احد ما فجأة مايك مثلاً. " لا تخافي سيدة جنيسون نيومن انت بخير واعتقد ان الجنين بخير ايضاً ولكن هناك بعض الاسئلة لأجلك واجل الطفل" " ماذا تعني ايها الطبيب؟" " انت حامل ياسيدتي ويجب ان تجاوبي على الاسئلة التالية المهمة حفاظاً على صحتكما" " ماذا انا حامل هذا غير معقول " " لماذا يا سيدة جايسون نيومن ؟".؟ " لا شيء .. لا شيء" ثم فكرت فرح بينها وبين نفسها .. نعم لقد مارست الحب مع زوجها عدة مرات ولكن هل من المعقول ان تحمل منه وهو لا يحبها هل من المعقول ان يرتبط بفتاة لا صلة بينهما ولا رابط حب يربطهما كيف سيولد هذا الطفل من رجل يحب امرأة اخرى تختلف عن امه.. " ياالهي انه يقتلني يوماً بعد يوم " فكرت فرح ثم اضافت في سرها. " لا.. سأرفض حتى الموت انا لا اريد ان ارتبط به من اجل هذا الطفل, اريد ان يبقى معي لأجلي انا لا اريد ان يبقى معي من أجل هذا الطفل يا الهي ماذا افعل هل من الممكن ان احمل من رجل لا يحبني ولن يحبني " كادت الدموع ان تنفر من عينيها واحي الطبيب ذلك ثم قال لها : " هل هذه دموع الفرح يا سيدتي ؟, اعتقد ان السيد جايسون نيومن سيكون سعيداً عندما يعلم الخبر" " لا.. اعني نعم " ارتبكت لم تعد تعلم ماذا تريد هل تريده ان يعلم هل تستطيع ان ترى الفرحة في مقلتيه ... لا فهو لا يحبها كيف سيكون لها طفل منه وهو لا يحبها . " ولكن ياسيدتي هناك سؤال اريدك ان تجاوبي عليه بصراحة" " ماهو ايها الطبيب؟" . " هذه الجراح البليغة في اسفل ظهرك ماهو سببها اريد ان اعرف ياسيدتي كي لا يؤثر هذا على سلامتكما انت والجنين" " انها.. انها ياالهي " ثم اجهشت بالبكاء الجدي هذه المرة. " ياالهي ياسيدتي ارجوك توقفي انا لا اريد ان احزنك وانا آسف جداً" " انها بسبب حادث مؤلم تعرضت له منذ مدة وانا اعاني من ألم مؤلم في ظهري وهو مزمن ولن استطيع التخلص منه" " ولا حتى بواسطة الادوية او حتى المساج او حتى عملية صغيرة " " لا لقد اكد لي الاطباء انني بحاجة فقط للمساج وبعض المسكنات" " حسنا اذاً هل تريدين ان نعيد الفحص ونأخذ بعض الصور لنتأكد من تطور الألم" " لا.. ان هذا مكلف جداً وانا لا املك المال الكافي" " ولكن ياسيدتي ان السيد نيومن سيتكلف بكل شيء" " لا... اعني نعم ولكن ليس من اجل آلامي سيعمل المستحيل كي ينقذ طفله وانا لا اريد هذا " " ماذا يا سيدتي انا لا افهم " " ان زوجي لا يحبني ياسيدي وهو يطلب اطفال فقط من اجله وليس من اجل سعادتنا كي يتسلى بهم " " هذا لا يمنعه من ان يمدك بالمال" " لا انه لا يمدني بشيء انا اعيش فقط من المدخول الذي يقدمه لي من اجل مصاريف المنزل ومعاش المربية وانا بالكاد استطيع شراء المسكن من اجل الألم المبرح ولقد تخليت عن جلسات المساج كي لا اضطر لطلب المال منه " " ولكن انا لا اعتقد ان السيد مايك بخيل ياسيدتي" " لا انه كريم جدا ولكن انا كرامتي لا تسمح لي بطلب المال منه " " ولكنك زوجته"
الفصل الثالث عشر
" نعم ولكن هذا على الورق فقط انما حياتنا ليست مشتركة كل منا يعيش حياة خاصة ونحن لا نلتقي الا بالفراش " " يا الهي .. انا آسف ياسيدتي" ثم مسحت دمعة ساخنة انسابت من مقلتيها وطلبت باصرار من الطبيب قائلة: " ارجوك لا تخبر مايك عن آلام ظهري فقط اكتفي بخبر حملي وانا اكتفي بهذه العناية فقط " " ولكن ياسيدتي يجب ان تنالي العناية الفائقة ان جنينك من المحتمل انه في خطر من تأثير الحادث الذي تعرضتي له ويجب ان تبقي تحت المراقبة وانا لا اعتقد ان السيد مايك سيمانع ذلك حفاظاً على الجنين" " نعم سيهتم بي فقط من اجل الجنين وانا ارفض ان اشحذ صحتي من بين يديه ان كان له عمر سيعيش ارجوك لا تخبره ارجوك اتوسل اليك" " ولكن ياسيدتي نحن الاطباء يهمني جداً حياة المريض والجنين معاً وفي هذه الحالة اكون قد حنثت قسمي وانا لا استطيع" " ارجوك ان رسالتك ستكون على اتم وجه ووعدك سيكون في اوجه لو ساعدتني كي استرجع قلب زوجي بطريقة خاصة" " حسناً ولكن عديني بأن تتصلي بي في اي طارئ وانا اعدك بأنك لن تتكلفي كثيراً ان سيد مايك عزيز جداً على قلبي ولن اخبره في حال احتجت لأي مساعدة انا اعدك ولكن عديني انت ان تتصلي بي فور شعورك بأي طارئ" " اعدك صدقني اني اعدك ولكن ارجوك .." ثم صمتت قليلاً فهم الطبيب ماتريد ان تقول, في هذه الاثناء انفتح الباب على مصراعيه ودخل مايك كاالثور الهائج.. " لماذا تأخرتما , لقد شغلتما بالي" " لا شيء , ان السيدة حامل" " حامل , اوه ..." . ثم نظر الى الطبيب ولم ينظر الى زوجته كأي زوج يهنئ زوجته على حملها السعيد فقد اكتفى بشكر الطبيب ويسلم عليه ومن مجرد ان فعل هذا تأكد للطبيب ماكانت تعني فرح وعرف ان مايك لا يهمه سوى الجنين. " ان السيدة بحاجة للعناية ياسيد مايك ارجوك ان تهتم بها" " لا تخف انها في قلبي" ثم امسك ذراعها وهو لم ينظر اليها حتى , ودفعها بحنان نحو الباب مما اجفل الطبيب وعرف ان مايك لا يمس فرح بحب فقط , هناك كره كبير ظاهر من مقلتيه . " الله يكون في عونك ياسيدة جايسون نيومن" قال الطبيب وكأنه يذكرها الوعد الذي جرى بينهما. عندما دخلت فرح الى غرفتها نامت في السرير بمساعدة مايك ولكنه لم يوجه لها ولا حتى كلمة حنان صغيرة يهنئها على حملها فقد اكتفى بالقول : " اريدك ان ترتاحي لا اريد ان اراك خارج السرير هل هذا مفهوم من الآن سأكون خادمك" " ولكن العمل" " لا يهمني الآن , هذا الجنين ارجوك اريده حياً" " ولكن...." " لا تخافي ان العمل يسير بشكل جيد المهم ان يولد هذا الجنين .. تسعة اشهر لا يهم المهم هذا الطفل اريده بشكل جنوني " مضت الايام والليالي وفرح لا تغادر سريرها الا نادراً , ولكن هذا مؤلم بالنسبة لها فالحامل يجب عليها ان تقوم ببعض الرياضة والمشيء البطيء والحركة باستمرار. شعرت بالملل حتى كادت ان تنفجر بمجرد مرور الشهر الاول على جلوسها في السرير. " لا يحق لك ان تحبسني في السرير" " انت تعلمين انني اريد هذا الطفل" " نعم وانا اريده ولكن ليس بهذا الطريقة " " ان العمل والحركة تسبب في اجهاض الجنين وانا خائف عليكما " نظرت اليه فرح باستغراب عندما جمعهما معاً هي والجنين!!! انها المرة الاولى التي يلفظ شيء يجمعهما معاً., ثم احست بنوع من الحنان البطيء من خلال هذه الكلمتين التي اطلقتها شفاهه. نظرت اليه بحب ولكن مايك اشاح بنظره بعيداً عنها وكأنه يقول لها " لا انا لم اعد اريد ممارسة الحب معك" كانت بأمس الحاجة له لذراعيه هذه اللحظات فقد مضى على وجوده معها في المنزل يومياً شهر وهو لا يغادر الا في الصباح الباكر يمضي ساعتين خارجاً ثم يعود وكأنه ينتظر شيئاً ما. " الى اين تذهب في كل صباح مايك" " لا شأن لك " " هل تلقي نظرة على عملك" " لا انها نزهة خاصة " " الا تريد ان تذهب الى عملك ربما هم بحاجة لك هناك " " لا فالعمل يسير جيداً" . " ولكن لا احد يتصل بك مثل الماضي ربما هناك شيء ما ارجوك اذهب والق نظرة على الشركة " " قلت لك ان لا شيء يهمني بقدر مايهمني هذا الطفل" " ولكن مايك عملك" " اذا لم تصمتي سوف تندمي" ثم فضلت فرح ان تصمت على تتعرض لكلماته المؤلمة , نامت في سريرها وهي تشعر بألم طفيف من جراء الاستلقاء الدائم على السرير , عندما خرج مايك في صباح الباكر كعادته احبت فرح ان تتصل بطبيبها كي تخبره بالألم الذي تشعر به. " هل هو خطير " سألته بقلق. " لا ولكن لا يجب عليك ان تبقى في السرير عليك بالرياضة الخفيفة والطعام الجيد والحركة البسيطة والمشي البطيء , ان هذا جيد بالنسبة للجنين ولكن الكسل الدائم هذا يؤخر في موعد الولادة " " ولكن مايك لا يدعني اخرج بتاتاً خوفاً على الجنين " " ماذا وهل هو حبس يسجنك فيه؟" " انه اكره من ذلك بالنسبة لي اكاد اموت ساعدني ارجوك " " حسناً سوف ارى " ثم اغلقت السماعة بمجرد ان سمعت اقدام مايك في الممشى .. " كيف حالك اليوم ؟" " ازداد سوءاً ان استمريت في النوم هكذا سوف اصاب بالجنون والخمول " " لا يهمني ياسيدة نيومن مايهمني هو راحة الجنين" " يا الهي ماذا افعل بهذا الرجل المجنون كيف لي لم اعرف انه على هذه الصورة من الغرور " قالت فرح في سرها وهي تحاول ان تخفي دموعها تحت الوسادة.
الفصل الرابع عشر
احس مايك بضعفها ثم اقترب منها وحاول ان يحضنها بلطف . " ابتعد عني " " انا احاول ان احافظ على صحتك ولهذا لا امارس الحب معك وانا اعلم ان هذا يزعجك ولكن هذا افضل للجنين" " ومن قال لك ان ممارسة الحب تؤذي الجنين" " لا احد ولكن انا لا اريد ان اسبب لك اي ازعاج " " يا الهي الهذه الدرجة تكرهني" " صدقي فرح انا لا اكرهك انت والدة طفلي فقط اني اهتم بهذا الطفل جداً انت لا تعلمين ماهي قيمته بالنسبة لي" " لا انا لا اعلم شيئاً لقد دخلت على حياتك بشكل عشوائي وانا لا اعلم شيئاً عنك ولا حتى اريد ان اعلم افضل ان الد الطفل الآن وارحل عنك الى الابد" " لا .. لا فرح , ارجوك , لا تقولي هذا ارجوك" ثم امسك رأسها بين يديه وضمها الى صدره وكأنه لا يريد ان يفقدها وكأنه عانى هذه التجربة من قبل . حضنها بقوة وحب وضمها حتى كادت ضربات قلبه تنفذ الى اعمق اذنيها.. " مايك .. اوه مايك اني اسمع ضربات قلبك بقوة , كم اتمنى ان اعلم ماذا يوجد فيه" قالت في سرها وهي تحضنه بشوق قوي وبقوة وكأنه لا يوجد احد على هذه الأرض سواء. نظر اليها مايك بنظرات غريبة وكأنه تراه لأول مرة ثم قال لها بصوت مرتجف وهو يقرب شفتيه الى اذنها. " عندما احب سأجعل من الشمس مشرقة اكثر , عندما احب سأجعل من الحب قوة ادخل فيها الى الاعماق, عندما احب سأملك قوة لم يملكها احد من قبل سأجعل الليالي حمراء, سأجعل الحنان ملكاً لي والحب صولجان في يدي لن اعرف من انا ولن اتعرف على نفسي عنئذ, عندما احب سأعلن ذلك امام الجميع" . " لماذا تقول لي هذه الكلمات مايك ماهو الهدف منها هي تعني انك لا تحب ابداً" " ارجوك فرح ساعديني كي ارحل من ذاتي ساعديني كي اعود الى ذاتي بشخص جديد" " كيف مايك وانت غريب عني بعيد عن اعماقي , نحن نلتقي ليلاً وكأننا غريبان جسدان ملتصقان فقط من اجل ذلك وليس من اجل الحب " ثم احست فرح بدموع ساخنة تنساب من مقلتي مايك " اوه مايك , هل تبكي؟" " فرح ليتك تفهمين حياتي ليتك تدخلين الى اعماقي" " كيف مايك كيف وانا عندما اقترب منك تبتعد انت اكثر , انت لا تفتح لي المجال بتاتاً" " حاولي فرح ان قلبي موصد بأبواب من الحديد ارجوك افعلي المستحيل كي تنقذيني , انا تعيس جداً وبحاجة ليديك الطيبتين " " اوه مايك , انت تعني ذلك حقاً.. يا الهي كم تمنيت ان تطلب مني هذا " " هل انت سعيدة معي فرح سامحيني , ارجوك على كل شيء وانا اعدك من الآن انني سأكون خادمك المخلص وحارسك الأمين " " لا مايك انت لديك عملك ارجوك" " هيا قومي قليلاً , هل تريدين ان نتنزه في الحديقة ؟" " نعم, ارجوك لقد مللت من السرير وظهري يكاد ينمل من كثرة النوم , ارجوك مايك انا بحاجة لنزهة في الحديقة" " حسناً يازوجتي الحبيبة في الحال سأحضر لك روباً سميكاً كي يدفئك " " لا.. سأكتفي بهذا المعطف من الصوف " " لا , هل تريدين ان تصابي بالرشح " " حسناً " ضحكت فرح واحست انها المرة الاولى التي يعاملها مايك بهذا الحنان الفائق واحست بالفعل انها سعيدة. خرجا الى الحديقة وكان المطر على وشك ان يهطل , جلسا على مقعد خشبي تحت شجرة كبيرة مليئة بالنضارة, اقتربت فرح منه واتكأت برأسها على كتفه عندما شعرت بالبرد يصل الى جسدها. " الم اقل لك ان ترتدي المعطف السميك انظري لقد بدأت يداك ترتجف " قال لها مايك وهو يمسك يديها الصغيرتين وكأنه للمرة الاولى ينظر الى يديها . " ان يداك ترتجف فرح هيا اقتربي مني اكثر" قربت جسدها منه وحضنها بلطف وقبل جبينها بقبلات لطيفة ثم فجأة نهض بقوة وقال لها . " هيا لنتمشى قليلاً" سارا جنباً الى جنب دون ان تشعر فرح بأن هناك هناك شيء ما يختلج في صدر مايك وكأنه تذكر احد ما , سارا معاً حتى وصلا الى آخر السهل الكبير ووسط بحيرة صغيرة كانت الامطار قد اصطنعتها , وقفت فرح تتأمل الغيوم الرمادية الحزينة التي تبشر بعاصفة قوية .. " هيا يا فرح ان العاصفة على وشك ان تهب " " لا انظر مايك الى هذا الجو الحزين انه شيء رائع" " هل تحبين الشتاء فرح" . " نعم كثيراً انه يغسل القلوب بالوقت الذي يشعرك بالحزن تشعر معه بالحياة والتجدد والاستمرار والبدء من جديد ... انظر الى مافعله الصيف بهذه الاشجار.. وبعد عدة شهور سترى ماذا سيفعل بها الشتاء وعندها ستعلم ان بعد الحزن سعادة وبعد الليل نهار وبعد العذاب راحة " " والموت فرح .. الموت لا يوجد شيء بعد اليس كذلك؟" سألها مايك بحزن وهو ينظر الى الافق البعيد. " الموت يا الهي ماذا تقول مايك عن ماذا تريد ان تتحدث؟" " لا شيء ... لا شيء فرح هيا لنعود " " لا ليس قبل ان تتكلم " " ليس الآن فرح سوف يأتي اليوم تعلمين فيه كل شيء عن حياتي" " مايك ... ارجوك " في هذه الاثناء لمعت السماء منذرة بالبرق ودوي الرعد في ارجاء السهول الخضراء مما ادخل الرعب الى قلب فرح الصغيرة ودفعها لتختبئ في صدر مايك " اوه مايك انا خائفة " " لا تخافي انها العاصفة هيا لنعود" ثم امسكها من عنقها وهو يحاول ان يرى وجهها الجميل وكي يطمئنها وبينما هما على هذا الحال انهمر المطر بشكل غزير وبلل فرح ومايك معاً ثم اسرعا الى اقرب شجرة للأحتماء تحتها . " الم اقل لك انه علينا العودة" " لا ان المكان جميل جداً, هنا مايك انظر الى روعة الطبيعة , انظر الى المطر انظر الى تساقط قطراته انظر .... انظر مايك" وكانت عيناها تنظر في كل مكان الا عيني مايك التي كانت تراقبها بشكل جنوني.
الفصل الخامس عشر
" فرح.. فرح" لفظ اسمها فاندفعت اليه بجنون وعانقته ثم قبلها على وجنتيها و عنقها ثم حضنها بقوة اقوى من اي شيء على الأرض وقال لها بهمس شفاهه. " انت جميلة جداً وانا اريدك الآن" " الآن تحت المطر" " لا ايتها المجنونة سنعود بعد لحظات الى منزلنا وسنكون آمنين ننعم بالدفء " " ولكن مايك ارجوك ضمني اليك اكثر " ثم ضمها الى صدره بقوة وحضنها حتى كادت اضلاعها تتمزق من جراء ذراعيه القويتين. " قبلني ارجوك " توسلت اليه كالجائعة الى الحب والحنان . " هل تحبينني فرح " " نعم مايك نعم احبك بجنون " " هل حبك لي هو الذي جعلك تستمرين معي " " نعم ... و " " و ... ماذا ...ماذا .. ماذا تريدين ان تقولي فرح هيا قولي " " لا شيء فقط كنت افكر بك .. كان حبك قد احتل كياني ولم اعد اتراجع, ولكن هناك لحظات مرت كنت اعتقد انني ضعيفة لأنني لا املك منزلاً ففضلت ان ابقى معك على ان اتشرد بلا عمل" " وهل كنت تعتقدين انني سأدعك تفعلين هذا " " لا اعلم لقد طردتني عدة مرات " " ولكنني كنت اعلم انك ستبقين" احس مايك انها ترتجف من البرد ضمها اليه اكثر حتى يدفئها اكثر ثم لامست شفاهه شفاهها وقبلها قبلة لم تشعر بطعمها فرح من قبل وكأنها المرة الأولى التي يقبلها زوجها. " اوه مايك ,, مايك ليتني استطيع ..." " تستطيعين ماذا فرح.." " لا شيء .. لا شيء" . كانت تريد ان تقول له ليتني استيطع ان اخرج تلك الانسانة التي تدعى كاتي من اعماقك .. " هيا لنعود ان المطر خف " ثم امسك يدها واسرعا السير حتى وصلا الى مدخل منزلهما وكانت فرح قد بللت ملابسها وشعرها منسدل على كتفيها كالتاج الذهبي. " اوه , لقد تبللت جيداً , يجب ان يجف رأسك قبل ان تصابي بالرشح هيا.. هيا ياعزيزتي " ساعدها مايك لتخلع ملابسها وامسك بمنشفة صغيرة وراح ينشف رأسها بدقة حتى لا تصاب بالرشح وقربها من المدفأة واحضر لها كوباً من الشاي الساخن كي تستعيد دفء يديها. " ان يديك باردتان " "لا بأس سوف تسخن بعد قليل" " هيا تناولي , هذا سينعشك وسيدخل الدفء الى قلبك فرح ياعزيزتي" عندما انتهيا من شرب الشاي ساعدها مايك كي تدخل الى غرفتها ونامت في سريرها . " هل تريدين ان ابقى الى جانبك" " كما تريد مايك " قالت له وهي تعلم انه نسي عندما كانا في الحديقة انا ارادها بكل قوة واراد ممارسة الحب معها للحظات ولكن الآن كل شيء انتهى. خرج بعد ان قبلها قبلة دافئة صغيرة , كأن شيئاً لم يكن , عاد الحزن الى قلبها واحست ان هناك شيء فظيع انتشل مايك من بين يديها. نامت بقلق ومع ساعات الفجر الاولى احست فرح بخطى في الممر نظرت ولاح لها مايك وهو يرتدي معطفه ويضع قبعة صوفية على رأسه وهو متوجه الى السهول الخضراء وعرفت انه يقوم بجولته الصباحية , ارادت ان تعرف الى اين يتوجه كل صباح فقررت ان تتبعه سراً. ارتدت معطفها ووضعت قبعتها الصوفية ايضاً وانتعلت البويتن وتوجهت مسرعة خلفه. سارت بخطى خفيفة دون ان يشعر بها وكانت تتبعه من بعيد حتى وصل الى مكان يعشعش فيه السكون. فتح بوابة صغيرة ودخل الى مكان فسيح كان عبارة عن مقبرة خاصة بأهل المنطقة , تبعته سراً عندما ابتعد عن البواية دخلت فرح خلفه ولاحظت انه يمسك بيده باقة من الزهور النضرة ثم اقترب من مثوى ابيض ووضع الورود في حوض خاص وجلس على حافة مقعد خاص بالزائرين وراح يتلو صلاة كانت عبارة عن الحزن الكبير الكامن في صدره. كانت تريد ان تقترب منه وتحتضنه بقوة وعرفت الآن سبب زيارته الصباحية وكأنه اقسم على ان يضع الزهور يومياً حتى تبقى نضرة وتبعث الأمل والنور الى داخل القبر لتجعل النائم فيه يشعر بالطمأنينة وان هناك شخص يتذكره .. عندما لاحظت انه عائد الى المنزل توجهت خلف البوابة واختبأت خلف الحشائش الكثيفة حتى مر مايك من امامها دون ان يلاحظ وجودها. . بعد ان ابتعد عن نظرها دخلت فرح الى المقبرة واقتربت من المثوى الذي كان يجلس بقربه مايك وقرأت اسم الراقد فيه وكان عبارة عن : كاتي ونتلبورت مولودة في لندن وتوفيت في يوم مشرق كالزهور. ثم لاحظت ان الزهور توضع يومياً وآثار الزهور الذابلة في حوض آخر ورأت ان المقعد الخشبي مخصص للجلوس لساعات طويلة والمثوى مطلي بشكل جيد ومعتنى به احسن عناية . عرفت فرح ان الفتاة التي احبها مايك فتاة ميتة ومن الطبيعي انها تسبب له هذا الحزن الكبير , عندما عادت الى المنزل كان مايك يضج بالغضب وهو يبحث عنها . " اين كنت ايتها المجنونة؟" " انا لست مجنونة وكف عن هذا الغضب وكأنني عبدة لديك" حاول ان يمد يده عليها ليصفعها ولكنه تذكر حملها فتوقف في آخر لحظة. " هيا تريد صفعي هيا.. انا انتظر هيا مايك ام تراك تخاف على الجنين , اين حنانك وعاطفتك في الأمس كنت تمدني بطاقة قوية كي احتفظ بجنينك اليس كذلك كنت تمثل على الحب والعاطفة كي الد لك الطفل وهو يعيش بسعادة في احشاء والدته" " لا انا لم اكن امثل ولكن الم اقل لك انني لا اريدك ان تخرجي وحيدة " ثم اعتذر منها وهو آسف جداً واقترب منها وقبلها وحضنها بلطف واحس برعشة تسري في جسده وكأنه بحاجة لدفء ما . " اين كنت؟ لقد خفت عليك كثيراً" " لقد بدأ التمثيل أليس كذلك؟" " لا صدقيني انا اهتم بك من كل قلبي ولا امثل " اكتفت فرح بهذه الكلمات حتى تصدقه فهي تعلم انه لا يتصرف بشكل طبيعي وكأنه يتعامل مع امرأة اخرى. " هيا في الامس كنت اريدك احببت ان امارس الحب معك , هل تذكرين ؟"
الفصل السادس عشر
" نعم وانا اتعجب من تراجعك في اللحظات الاخيرة" " انا لم اتراجع ولكني احسست انك بحاجة للراحة فابتعدت عنك حتى تنامي بهدوء ولكن الآن هل انت مستعدة؟" " اوه , مايك , هل حقاً تريد ذلك ؟" " نعم , هيا لندخل الى الدفء المجنون الى القرار الأمين الذي ابحث عنه" ثم حملها بين ذراعيه ومددها على السرير بلطف وحنان زائد, اقترب منها وقبلها بوجنتيها وراح يثيرها بوابل القبلات الهمجية المتوحشة وكأنها عبارة عن بركان من الحب ولكن لمن ..؟؟؟ بعد ان اشتعلت العاطفة بينهما وصلت الى اوجها وارتاحا معا وهما نائمان براحة تامة احست فرح ان مايك يقبلها في اذنيها وهو باسم سمعته من قبل . " او , كاتي ... كاتي حبيبتي" انتفضت بجنون وقامت وارتدت ملابسها وهي تكاد تنفجر من الغضب . " هل انت مجنون؟" " مابك؟" " من هي كاتي ؟" " ماذا .. ماذا تقولين؟" " انت ماالذي تقوله في اذني ؟" " لا شيء , انا لم اقل شيئاً" " بلى انها المرة الثانية التي تلفظ بها اسم كاتي امامي وانت لا تعلم, هل تعتقد انني فتاة احلامك .. ام تراك تعتقد انني حبك الميت هناك" . ثم اشارت بيدها نحو مثوى تلك الفتاة الراقدة بسلام . " ماذا تقولين من قال لك , هل كنت تتبعينني سراً؟" " نعم, لقد تبعتك اليوم وعرفت انك تعيش حب ميت" نهض بقوة ودفعها نحو الكرسي حتى سقطت عليه واحست بألم في اسفل ظهرها وقال لها . " لماذا فعلت ؟!!! لماذا فعلت هذا , انت تتجسسين علي" " لا لم اتجسس كنت اريد ان اعلم زوجي الى اين يذهب كل صباح " " وهل عرفت الآن؟" " نعم" " وماذا ستفعلين , هل ستمنعينني ؟" قال لها بسخرية وهو يشعل سيجارة.. " لا لن افعل شيئاً على الاقل لقد عرفت الآن من هي كاتي وعرفت انني لا امثل سوى حب ميت واعيش شخصية كونتها انت بيديك ولكن لا انا لا اعيش روح احد مايك , انا فرح ولست كاتي , هل تعلم هذا انا فرح .. فرح فقط" ثم اجهشت بالبكاء واسرعت الى غرفتها وهي تقول له " سوف ارحل في الحال , لقد اكتفيت لم اعد احتمل اكثر" " لا.. لا فرح , ارجوك لا ترحلي , انا بحاجة اليك" امسكها على الباب وتوسل اليها وهو يضمها الى صدره " لا استطيع مايك انت تحب كاتي وانا لا استطيع ان اتصرف بشخصية كاتي , ارجوك دعني انا لي شخصيتي الخاصة وارفض ان اعيش روح فتاة اخرى من اجلك " " لا فرح , لا ترحلي سأرحل أنا .. نعم كان من المفروض ان ارحل عن هذه المنطقة منذ زمن بعيد وحان الوقت الآن" ثم تركها لتذهب بسلام وعاد الى غرفته وهو يضع ملابسه داخل الحقيبة. بعد عدة لحظات رن الهاتف اسرعت فرح كي تجيب وهي تمسح دموعها الحزينة. " آلو .. من؟" " هل السيد مايك هنا؟" " انا براين ارجول قولي له ان الأمر طارئ ويجب ان يحضر في الحال الى الشركة ارجوك ياآنسة" " نعم في الحال ولكن ماهو الأمر الطارئ؟" " اعتقد ان الشركة مشرفة على الافلاس ارجوك ان الامر خطير جداً" " ماذا يا الهي افلاس؟" تركت السماعة على الطاولة واسرعت الى غرفة مايك الذي كان على الخروج منها . " هيا مايك ان الشركة بحاجة لك " " لا , لا يوجد احد في هذه الدنيا بحاجة لي ولا حتى طفلي الذي لم اره " " من قال لك ارجوك ... هيا اسمع ان الشركة مشرفة على الافلاس ويجب ان تكون هناك " " لا .. لا اريد شيئا , انا اريد الرحيل فقط" " مايك هيا استيقظ من ماضيك ان الشركة في مأزق ويجب ان تتحرك" " كل شيء ضاع منذ ان رحلت كاتي " " وهل تعتقد ان كاتي ستكون سعيدة عندما تعلم ان الشركة التي انشأتموها معاً تنهار.. هيا ان كاتيا هي التي بحاجة لك الآن كي تستعيد ما تدمر , ارجوك ليس من اجلي بل من اجل ما تركته كاتي كي تحتفظ بعهدك لها هيا مايك هيا" " ولكني لا استطيع ان كل شيء انتهى برحيل كاتي " " لا ايها المجنون هيا هيا ..." . انطلق بدافع قوي لم يعرف ماهو مايك ولكنه احس انه بالفعل يكاد يفقد العهد الذي اقسمه مع كاتي لاستمرار تلك الشركة.. في الطريق كانت الذكرى تدخل الى قلبه , نعم لقد تعاهدا على ان تبقى الشركة في الطليعة والآن تكاد تنهار يجب ان ينقذها ولكن كيف ؟. عندما دخل الى مكتبه كان براين الوحيد الموجود فيها , نظر مايك الى المكاتب الخالية من الموظفين ولا احد موجود خلفها ثم تساءل . " ماذا حدث براين؟" " لقد تعرضنا لعملية اغتصاب حقوق مايك وقد ضاربت شركة اخرى على شركتنا ويجب ان تنقذ ماتبقى اننا نكاد نفلس " " الموظفون اين هم؟" " لقد تخلوا عن عملهم عندما علموا ان الشركة تنهار فضلوا ان يخففوا من اعباء مصاريفها كي تستمر ربما لوقت اطول " " يا الهي , يجب ان نفعل شيئاً" " نعم , ماذا تقرر؟" " لا شيء , فقط اخبرني بالتفصيل ماذا يحدث ؟" " لقد طالت غيبتك مايك لابد ان هناك امرطارئ سبب تركك العمل , اليس كذلك؟" " انت تعلم براين انه منذ مغادرة كاتي وانا لم يعد لي مكان في هذه الشركة" " لا انت مجنون بتفكيرك , هذا مايك يجب ان تتفاءل ان كاتي لن تقبل ان تعيش الماضي لو كانت حية لن ترضى ان تموت الشركة التي عملتم المستحيل لبناءها انت تعذبها في مثواها الاخير .
الفصل السابع عشر
قال براين وهو يطرح بعض الاوراق والتصاميم الفاشلة بين يدي مايك. " انظر سبب فشلنا" " ماهذا ؟" " لقد سرقت التصاميم وبدلت ووضعت هذه الاوراق مكانها ولم يعد للمعمل اي شيء لنفصله لأن هذه التصاميم بالية ولا تصلح لأن تكون ممسحة ارض" " من الذي فعل هذا؟" " لا احد , يعلم هناك جواسيس يعلمون لدى شركة السيدة سمارتو واعتقد انهم هم من سرقوا التصاميم من الخزانة دون ان يراهم احد لأنها هي التي انزلت التصاميم الى السوق وبدأت بتصميم تلك الملابس التي تم اعدادها لتكون صرعة هذا الموسم ولكن السيدة سمارتو عرفت ماذا فعلت ومن الطبيعي انها الآن تعد الدولارات في الخزانة من جراء فعلتها هذه انظر لا يوجد شيء لدينا الآن لنعرضه لهذه السنة سوف نصبح على كل لسان وتلك الديون من اين سنسدها يا الهي ماذا سنفعل مايك هيا اخبرني " قال براين وهو يشعر بخيبة امل كبيرة. " اوه ياالهي ماذا سأفعل لقد خسرنا كل شيء؟" " ربما نستطيع ان نحصل على تصاميم جديدة؟" " لا نستطيع ان المعرض بعد يومين ولن يساعدنا الوقت كي نصمم ونفصل في نفس الوقت ان هذا العمل يحتاج لسنوات وانت تعلم اننا نحضر لهذا العمل منذ تسعة اشهر تقريباً" " نعم وللأسف سرقت التصاميم وتكاد تنزل الى الأسواق العالمية ان السيدة سمارتو لم تكتف ببيعها هنا في هذه البلاد تريد ان تبيعها ايضاً في الخارج الى العالم الكبير" " يجب ان نتصرف يجب ان نحصل على تصاميم ولكن كيف ومن اين المصصمين " في هذه الاثناء كانت آنسة جميلة واقفة على باب منزل مايك تنتظر من فرح ان تفتح لها الباب. " اوه , بني كيف حالك , لقد اشتقت اليك كثيراً تفضلي " كانت بني صديقتها القديمة المخلصة جاءت لزيارتها.. " لقد علمت ما اصاب شركة مايك واردت ان اعلمك بالذي اعرف" " ماذا جرى هيا اخبريني ان مايك خرج من الصباح ولم يعد حتى الآن ليطمئن قلبي" " كيف احولك وكيف صحة الجنين؟" " بخير هيا اخبريني ارجوك" " لقد علمت صدفة ان السيدة سمارتو هي التي ارسلت جواسيس لسرقة السيد مايك كي تضر بهذا الموسم وكي تنال هي الجائزة الاولى لأفضل مصمم ازياء , انظري لقد حصلت على تلك التصاميم ولكن للأسف بعد فوات الأوان , لقد انزلت هذه الملابس الى السوق باسم شركتها ولن نستطيع ان نفعل شيئاً" " لماذا انت بني التي جئت الى هنا , هل تخليت عن شركة السيدة سمارتو؟" " لا ولكنها امرأة مخادعة كاذبة توعد ولا تفي بوعدها وهي تعمل على سرقة فن الفتيات المصممات وتشتريهن بفلوسها كي تنال هي الاموال الوفيرة والاسم الساطع وهي تعمل على ضغط هذه الفتاة وحرمانها من متعة الشهرة في حال نجح تصميمها وكانت تعلم انك مصممة ممتازة وعرفت انك تستطيعين ان تسيطري على مركزها فحاولت بمساعدة زوجك مايك ان تنال منك وتطردك ولكنها تعلم انك زوجة الآن وصممت على ان لا تستمر شركته فلهذا عمدت على سرقة التصاميم ولكن انا لم اعرف الا الآن" " ماذا سنفعل الآن؟" " ليس امام مايك الا يومان على عروض السنة الجديدة" " ياالهي ومن اين سيأتي بالتصاميم؟" " ان تحضيرها يحتاج الى عدة شهور لن يكون بامكانه انقاذ شركته فرح ان هذا مستحيل" " ماذا لا شيء مستحيل في العمل" " ماذا تنوين؟" " لا اعلم ولكن لابد ان هناك طريقة ما لانقاذ الشركة" " هل تستطيعين ان تصممي الآن فرح ولكن هذا مرهن ولن تسطيعي ان تعوضي الشركة كل التصاميم المسروقة ان هذا بحاجة لوقت طويل وجهد كبير" فكرت فرح انه حان الوقت لتصاميمها كي ترى النور... نعم ان مايك حرمها من الشهرة ومن عملها ولكن الآن ستثبت له انها جديرة بالعمل وانها تسطيع ان تنقذ الشركة التي كونها بتعب وكد مضني مع تلك الفتاة التي تدعى كاتي.. " اسمعي فرح انا لا شأن لي بالذي يجري ارجوك انا لا اريد ان اطرد من العمل هذا فقد اتيت لأنك صديقتي الحبيبة وانا اعرف ان تلك السيدة اللئيمة يجب ان تتوقف عن التلذذ بعذاب الآخرين وسرقة موهبتهم" " نعم بني ويجب ان تساعديني" " لا قلت لك انني لا استطيع انا بحاجة لعملي" " اذا نجحنا في انقاذ شركة مايك سيكون لك مركز الإدارة العامة وانا اعدك الآن ولكن اريدك ان تكوني مخلصة في كل الذي سأطلبه منك" . " ولكن فرح .. اسمعي انا..." " هيا قومي بسرعة معي الى غرفتي" نهضتا بسرعة وهي تمسك بأسفل بطنها وكأنها تشعر بألم كبير. " مابك فرح هل الطفل بخير؟" " نعم ولكن اشعر ببعض الارهاق اعتقد انني لا استطيع ان اذهب معك" " ولكن ماذا علينا ان نفعل ؟" " انا بحاجة للراحة اعتقد انني سأشار ف على الوضع خلال ايام " " يا الهي اتمنى لك الخلاص السريع" " شكراً.. اسمعيني بني جيدا, انظري الى هذا الملف" نظرت بين وكان عبارة عن ملف كبير من الأوراق الملونة الموضوعة الواحدة تلو الاخرى بشكل مرتب ومتقن كي لا تتعرض للتمزق. " امسكيها جيداً انها تساوي الملايين الآن بالنسبة لشركة مايك" " ماذا تعنين من اين حصلت على هذا الملف " ثم فتحت بني الملف وشهقت من دهشتها. "اوه يا الهي ماهذا فرح انا لا اصدق" " اسمعي جيداً بني يجب ان تأخذي هذا الملف في الحال الى مكتب مايك" " ماذا انا لا استيطع هيا قدميه انت له انه لك " " لا.. لا انا لا استطيع لقد وعدت مايك عدم العمل ولكنني لم استطع ان اكبت حبي لعملي وموهبتي التي تتوهج داخل عقلي وقلبي لا استطيع انكارها" " لماذا منعك مايك من العمل؟" سألتها بيني بحشرية وهي مندهشة من الأوراق التي امامها وهي تنظر اليهم بسرعة حتى يتسنى لها رؤيتهم جميعاً. " لا اعلم ان هناك سر كبير في قلبه وسوف اعرفه عاجلاً ام اجلاً" .
الفصل الثامن عشر
ثم امسكت فرح الملف من بين يدي بني ووضعته في حقيبة يدها الخاصة بالتصميم ودفعتها دفعاً خفيفاً نحو الباب وهي تقول لها. " هيا قولي له انك انت التي صممت هذه التصاميم وانك تقدميها عوضاً عن الملفات المسروقة وانك انت التي صممتها ورفضت اعطائها للسيدة سمارتو لأنك تعلمين انها مخادعة وكاذبة وسارقة وهكذا سيعرف مايك انك صادقة ولن يشك بك ابدا وفي نفس الوقت ستكسبين شهرة كبيرة" " ولكن هذا جنون لا يحق لي ارجوك فرح انا لا استطيع سوف اشعر وكأنني اتصرف مثل السيدة سمارتو ولكن برضى" " انا التي طلبت منك ارجوك بني لأجل شركة مايك ولأجلنا ارجوك" " حسناً كما تريدين ولكن لو سألني اخاف ان يظهر الكذب على وجهي" " حاولي قدر المستطاع ان لا تتصرفي بأي تصرف مقلق ارجوك ان هذا يتوقف بماقلتيه" " لماذا لا تريدين ان تقدمي التصاميم بنفسك انت زوجته ويحق لك ان تتصرفي بالشركة مثله تماماً" " لا... لا لقد وعدت مايك ان لا اعمل وانا لا استطيع انها بالنسبة له خيانة وعدم الوفاء بالوعد" " حسناً كما تريدين ولكني غير مسؤولة عن الذي سيحدث بعد ذلك" " حسناً هيا .. هيا اذهبي الآن هيا" خرجت بني متوجهة الى مكتب شركة مايك الذي كان يضج بالتفكير والقلق.. بعد عدة لحظات استطاعت ان تدخل الى مكتبه بعد انتظارها مدة طويلة خارجاً وهي تنتظر احد ما ليقدمها له ولكن جميع الموظفين كانوا قد تركوا عملهم. " سيد مايك" سألته وهي تراه يزرع الأرض سيراً من ناحية الى اخرى وكان براين واقف امام النافذة وكأنه يفكر . " من انت ؟" . " انا بني اعمل في شركة السيدة سمارتو" " اوه سمارتو , هل انت جاسوسة جديدة جئت لتعرفي ماذا حدث؟" " لا ياسيدي انا جئت لانقذ شركتكم" " ماذا... ماذا تقولين انا لا افهم شيئا يبدو انك صادقة" " نعم... انظر هنا" ثم وضعت الملف الذي بين يديها على الطاولة امامها وجلس خلف مكتبه وراح يتفحصه بامعان . " ماهذا انا لا اصدق ما ارى" " ان هذه التصاميم كلها تحت تصرفك" " هذا غير معقول انظر يا براين" اقترب براين منه بسرعة وكأن ملاك نزل من السماء وانقذهم من تلك المصيبة الفظيعة التي كاد ان تقضي عليهم .. " هل هذه التصاميم لك ياآنسة؟" " نعم.. نعم اعتقد انها تفي بالغرض اليس كذلك؟" " ولكن .." قال مايك وهو مندهش من روعة هذه التصاميم. "ان هذه التصاميم لابد انها اخذت وقتاً كبيراً وجهداً مرهقاً حتى تمت على هذا النحو من الاتقان" " نعم" " هل حقاً قمت بهذا لوحدك" " لا.. اعني نعم ولكن ساعدتني شقيقتي في بعض الألوان " " رائع رائع .. وماذا تريدين مقابل هذا" . " انا .. لاشيء .. لاشيء فقط اردت اراحة ضميري" " ماذا تعنين؟" سألها براين وهو يقدم لها سيجارة. " لقد علمت ان السيدة سمارتو قامت بسرقة التصاميم التي ستعرضونها لهذه السنة ولكن مؤخراً ولم استطع ان اخبر السيدة فرح " " ماذا فرح هل تعرفينها؟" سألها مايك بأندهاش وقلق. " هل تعرفين فرح؟" " نعم لقد كانت صديقتي عندما كنا نعمل عند السيدة سمارتو" " وهل هي التي ساعدتك في التصاميم " سألها بدقة وكأنها يستنطقها ولكن بغضب شديد وكأنه لاحظ شيء ما... " لا ياسيدي, لا لم يساعدني احد سوى شقيقتي اقسـ ... اقسم لك " استطاعت بني ان تقسم ولكن في قلبها كانت تطلب من ربها كي يغفر لها على هذه الكذبة البيضاء التي كانت من اجل مصلحتهم ومصلحة الحق. " اعتقد ان هناك سر ماوراء هذا اللف يابني ولن يهدأ لي بال حتى اعرف ولكن اشكرك الآن انها فعلاً تصاميم رائعة" ثم نظر الى براين وسأله بسرعة وهو ينهض من خلف المكتب ويتوجه نحو الباب خارجاً. . " هيا براين ان لدينا عمل كبير يجب ان تنزل هذه التصاميم الى المعمل في الحال وفي الصباح الباكر اريد ان تكون مجموعة هذه الفساتين هنا في غرفة التحضير يجب ان تكون جاهزة للعرض بعد يومين وانا احذرك من التأخير" " رائع مايك رائع ان لك مركز كبير في عملك أيها المجنون ويجب ان تملأه من جديد, وانت ياآنسة شكراً لك لقد انقذتنا بالفعل شكرا لك وسوف نتقابل بعد حين عندما انتهى من هذه التصاميم " قال براين واخذ الملف من مايك وتوجه نحو المعمل للمباشرة في العمل.. " تفضلي يا آنسة " قال مايك وهو ينظر الى عيون بني بنظرات غريبة مليئة بعدم الثقة . " ماذا تريدين مقابل هذه الملف !؟" " قلت لك انني لا اريد شيئا سوى راحة الضمير" " لا هذا ليس كافياً, هل تريدين العمل عندنا , ان فرح سوف تفرح كثيراً عندما تعلم هذا" " لا انا لا اريد شيئاً فقط عمل بسيط لديك لأن السيدة سمارتو عندما تعلم سوف تطردني او بالأخرى اعتبر نفسي مطرودة من الآن, هل تقبل بي موظفة متواضعة لديك !؟" " بالطبع يا آنسة بني انت يجب ان تحتلي مركزاً مرموقاً بفضلك سوف تتحسن الشركة من جديد, ولكن هل استطيع ان اقدم لك شيئا من الطعام" " الآن لا.. لا اعتقد انني مستعدة" " اذاً في منزلنا وهكذا ستفرح فرح كثيراً عندما تراك عندنا" " لا... لا اعتقد هذا" " حسناً كما تريدين" وافقها مايك ولكنه لاحظ بعض الخوف في مقلتيها وكأنها مواجهة فرح او حتى الاختلاط المباشر مع مايك . " الى اللقاء آنسة بني وتستطيعين في الصباح الباكر ان تنزلي الى المعمل لمساعدة براين في اعداد التصاميم" " شكراً لك وانا سعيدة بالعمل معك" .
الفصل التاسع عشر
عندما عاد مايك الى منزله كانت فرح نائمة ولكنها ليست كذلك كانت تنتظر قدومه وهي راقدة في السرير. " مابك ياعزيزتي هل تشعرين بالألم؟" " لا, ولكن اعتقد انني شارفت على الوضع انظر ان الطفل لا يكف عن الحركة" " رائع , هل تريدين ان انقلك الى المستشفى الآن؟" " لا افضل ان انتظر قليلاً" " ولكن ياعزيزتي ربما ستكونين افضل حال ارى العرق يتصبب من جبينك" " ماذا حدث هيا اخبرني ماذا فعلتم؟" " هل نجحت في ايجاد طريقة ؟" قالت متساءلة وهي تتألم. " لا فرح يجب ان لا نتظر حتى ساعات اخرى يبدو انك تتألمين هيا ياعزيزتي الى المستشفى" بعد عدة دقائق كانت فرح في سيارة مايك وهما متوجهان الى المستشفى . " هيا مايك عد الى الشركة ارجوك انهم بحاجة لك وانا سأكون بخير يقول الطبيب ان الوضع شارف على نهايته لا ينقصني سوى بعض الوقت" " اوه فرح هل تعتقدين انني مجنون كي اتركك في هكذا وضع وحيدة" " لا ارجوك اذهب وانتبه الى عملك ربما هم بحاجة لك" " ليس قبل ان اطمئن عليك ارجوك فرح لا تمانعي " بعد يومين كانت التصاميم قد توجت قاعة المعرض وعلا التصفيق حتى كاد الجمهور يصعق بما قدمته هذه المصممة من فساتين جميلة والجميع تساءلوا عنها ومن تكون. . لفظ اسم بني على الميكرفون وطلب منها للصعود كي تحيي الجمهور ولكن بني لم تكن تجرؤ على ذلك لأنها كانت تعرف انها لا تستحق هذا التصفيق لأنها غير مسؤولة عن هذه التصاميم ولكنها وعدت فرح بذلك وهي لن تتراجع الآن.. عندما صعدت وهي تتأبط مايك الذي كان يبتسم بقوة وكبرياء لم تستطع مقاومة عدم البوح بالسر الكبير وعرفت ان كل هذه التصفيق ليس لها انه لفرح تلك الفتاة الراقدة في المستشفى تنتظر مولودها بفارغ الصبر ولم يسمح لها ضميرها ان تكتسب الشهرة على حساب غيرها وقررت ان تعترف امام الجميع بقدرة فرح على العطاء وفضلها على شركة بربزيدانس وانها المصممة الأولى وان الجائزة الذهبية التي نالتها بني هي من حق فرح. ووسط هذا التصفيق الحار والتصفير والهرج والمرج استطاع براين ان يقترب من مايك ليهمس بأذنه ان فرح وضعت صبيا جميلاً وهي تنتظر قدومك اليها. " رائع .. رائع ..." صرخ مايك وقبل بني في خدها وهو يهنئها. لم تستطع بني تحمل هذا واحست انه عليها ان تعترف بالحقيقة وعندما نزل مايك من على المنصة ليتوجه الى زوجته الراقدة بسلام في المستشفى سمع صوت قادم من عبر الميكرفون يقول: " توقف مايك ارجوك" انه صوت بني يبدو ان هناك في مايجب ان تخبره اياه قبل مغادرته, من نظراته اليها عرف ان هناك شيء خطير يجب ان تتحدث به وسألها بالتفاتة من رأسه . " اريد اعترف بشيء خطير امام الجميع ارجوكم اسمعوني جيداً, ان هذا التصفيق ليس من حقي , انه من حق المصممة القديرة العظيمة فرح لايك زوجة السيد مايك جايسون نيومن ,ثم مسحت دمعة انسابت بحرقة وصدق من مقلتيها وكان مايك يقترب من المنصة شيئاً فشيئاً وهو غير مصدق مايسمع ويسأل بني بالتفاتة من رأسه ايضاً ان كانت صادقة ام لا. " نعم انها فرح مايك هي صاحبة هذه التصاميم والشهرة والجائزة لها واتمنى ان تصلها هذه الاصوات التي تهتف باسمها الآن بكل حب وتقدير انا لست سوى مرسال بينكما حتى تنقذ شركتك من الضياع ويبدو ان زوجتك تحبك كثيراً مايك ويجب ان تسامحها لأنها كانت تعمل سراً ان في قلبها حب للعمل وموهبة لا تستطيع مقاومتها كانت لهذه التصاميم اهمية كبيرة الآن يجب ان تشكرها كما شكرها الجميع" ثم علا التصفيق اعلى واعلى حتى قارب يزعج الأذان, نظر مايك الى بني من اسفل المنصة وهو يلوح برأسه ان هذا مستحيل .. مستحيل ثم عاد ادراجه وخرج بجنون وكان الجميع يعتقد انه ذهب ليهنئ زوجته بمولودها الجديد. مسحت بني دمعتها وتمنت للجميع قرار سعيد ونهاية مفرحة لكل الأحزان ونزلت عبر المنصة ولكن ذراعان قويتان ساعدتها كي تصل الأرض , هما ذراعان براين. " لم اكن اعلم انك عظيمة الى هذه الدرجة بني بالإضافة الى كونك مصممة واعتقد ان لك مستقبل رائع لقد رأيت بعض التصاميم في غرفتك الخاصة وعرفت ان لك مستقبل جيد وسوف اساعدك لا تخافي لم يتحطم املك بني هل تقبلين عزومتي للعشاء الآن". . . " اوه براين ان هذا شيء عظيم " " وانت فتاة رائعة" ثم قربها من جسده وحضنها وقبلها قبلة كانت عبارة عن بداية حب جديد اشتعل بمجرد ان لامست شفاهما. " هل تقبلين بي زوجاً لك بني" " ياالهي انا اشعر بسعادة كبيرة والآن براين... انت...؟؟!! انا غير مصدقة ما اسمع ... نعم انا موافقة .. انا احبك .. احبك براين" " وانا ايضاً عندما رأيتك علمت انك انسانة عظيمة وعرفت ان هناك سر ما تخفيه ولن تستطيعي كتمانه لأنه يعذب ضميرك" " اوه , براين" ثم قبلته من جديد وقال لها. " هل تعتقدين ان مايك قد وصل المستشفى الآن؟" " بالطبع يجب ان يكون قد وصل واعتقد انه يحضن فرح بقوة" ولكن بالعكس لم يكن مايك قد توجه الى المستشفى لقد توجه الى مكان بعيد جداً عنها , فهو غاضب ولا يريد ان يرى احدا سوى مثوى كاتي تلك الفتاة الراقدة دون شعور بالحياة.. وراح يتحدث اليها وكأنها تسمعه وسط الظلام دامس وحزن قاتل ." او كاتي سامحيني لأنني لم افكر بك ليومين مضوا ارجوك اعذريني لأنني لم آتي اليك في كل صباح , لقد كنت احاول انقاذ ما بدأناه سوياً وكاد ان يدمر .. ياالهي اكاد لا اصدق ان فرح هي التي ساعدتني في اعادة بناء ماقد تهدم يجب ان تشكريها ولكن لا... انا لا استطيع لقد وعدتني بعدم العمل وقد اخلفت بوعدها كاتي .. ارجوك سامحيني لأنني لم لم افكر بك تلك اللحظات , ارجوك سامحيني لم يكن بمقدوري, ان فرح تركت شيء ما في قلبي وجسدي وهي اعطتني الحب العظيم الذي كنت ستعطيني اياه , لقد ولدت لي طفل صغير كاتي , هل تسمعينني اعتقد انني استطيع ان ابداً من جديد سوف اكرس حياتي لهذا الطفل وانا اعدك بأنني سأهتم به وكأنه طفلنا لا تخافي ياحبيبتي " .
الفصل العشرون
ثم عاد ادراجه حزيناً بائساً وهو غير مصدق ان فرح هي سبب نجاح عمله كما كانت كاتي دائماً. عندما عاد للمنزل لم يفكر بفرح حتى ولو للإطمئنان على الصغير وكأنه أمن انهما بخير وهو الآن بحاجة للراحة التامة. اخذ دوش دافئ واندس في سريره وغط في نوم عميق وكأنه لا يوجد شيء ينتظره وكأن فرح انسانة لايحق لها ان تحزن او ان تنتظر حبيب قلبها. عندما حاول النوم كانت صورة كاتي تتلاشى ببطء لتحتل مكانها صورة فرح المشرقة بالحيوية الجميلة وراح يفكر باللحظات التي مرت وهما معاً خاصة هذا السرير الذي حضنهما معاً في اشد اللحظات صدقاً . في الصباح الباكر عندما استعادت فرح نشاطها كانت تنتظر قدوم مايك كي يقدم لها حبه وحنانه على طبق من الذهب وهي كانت تعتقد انه سامحها لأنها انقذت الشركة ولكن.. لا ان املها خاب بمجرد انقضاء النهار وهي تنتظر قدومه. بعد عدة ايام قطعت الأمل وعرفت انه لن يأتي ويجب عليها ان تغادر وحيدة ولكن .. الطفل الصغير ماذا ستفعل به هل تتخلى عنه هل تقدمه لمايك على طبق من الذهب .. جاء براين وبني لسماعدتها في العودة الى منزلها ولم تحاول فرح ان تسأل عن مايك فقد اكتفت من نظراتهما وعرفت انه لا يريد ان يراها وانه يريد الطفل فقط ويجب عليها ان ترحل. " لابأس استطيع ان ارحل وانا اعلم ان مايك سيحب طفلي كثيراً وهو في ايدي امينة كما انني لا استطيع اعالته وحدي لأنني لا املك عملاً " " ولكن انت شمهورة جداً الآن فرح وتستطيعين ان تعملي في افخم شركة تريدين ان السيدة سمارتو قد فضح امرها وهي في عزلتها الآن تلملم اشلائها كي ترحل الى جزيرة منفية لا تخافي من المحتمل ان تصبحي سيدة مصممة لأحد دور الأزياء الكبيرة انا اعدك ان الجميع سيتهافتون لأجلك" . " شكراً براين ولكنني لا اعتقد انني استطيع العمل بعد الآن يجب ان اجد عملاً بسيطاً استطيع ان اعيش منه, ولكن ارجوك قل لمايك ان يهتم بالصغير وكأنني انا موجودة او كأن كاتي موجودة". " ماذا تقولين فرح ما شأن كاتي بالموضوع؟". مسحت فرح دموعها وهو تودع طفلها الصغير واضافت : " ان مايك لا يستطيع نسيانها وانا لا استطيع ان اعيش مع رجل يعيش مع الماضي اريد ان اترك له طفله ربما يستطيع ان يحيا بوجوده من جديد فهو لطالما تمنى ان يكون لديه اطفال وها انا اقدم طفلي على طبق من الحب والأمان" قالت هذا فرح وكانت تعلم ان مايك لن يقبل برحيلها وهو سيعمل المستحيل لاستعادتها ولكنها كانت تريد ان تنتقم لكرامتها وتريده ان يبحث عنها لأنه يحبها وليس من اجل طفلهما فقط.. " وداعاً ياصغيري سوف اراك عما قريب" همست هذه الكلمات في اذن المولود الصغير بابتسامة حزنية وهي تعلم ان فراقهما لن يطول كثراً . " الى اين ستذهبين فرح؟" سألتها بني وهي تحمل الصغير بين ذراعيها . " لا اعلم ربما لاستعادة منزلي القديم سأبدأ من جديد, وداعاً براين ولا يبحث احد عني" اخبرتها بمكان وجودها وهي لا تعلم انها تفعل هذا ولكن بني اصرت على معرفة المكان الذي ستسكن فيه " ولكنك بحاجة لبعض المال الا تعتقدين هذا" سألتها بني. " لا ... لا لا اريد شيئاً" " ولكنك مريضة ويجب ان تدوامي على تناول ادويتك ريثما تستعيدين صحتك, اسمعي ان في هذه الحقيبة المال الذي نلتيه بواسطة تصاميمك فقد قدمها لي براين اليوم بعد الظهر كي اقدمها لك لأنها من حقك " قالت لها: " اعتقد ان نصف هذا المبلغ سيفي بالمطلوب حتى استقر في منزلي" " لا انه لك" " ولكني لا اريده كله اريد فقط النصف ولك انت النصف" رفضت بني ان تأخذ النصف الآخر ولكن فرح ضغطت عليها واصرت فوافقت على الفور شرط ان تتصل بها فور استقرارها. ابتعدت فرح عنهما وهي تتأمل طفلها بحزن لأنها ستفارقه وكانت تعلم انها لا تستطيع ذلك ولكن جراحها فوق كل شيء.. بعد عدة اسابيع على فراق فرح لطفلها , طفح الكيل معها ولم تعد تستطيع مقاومة فرقها له وقررت ان تراه ولكن كيف؟ سوف تطلب المساعدة من بني وهي التي ستكون الواسطة بينها و بين مايك كي يسمح لها برؤية طفلها الصغير. " اين انت لماذا لم تتصلي بي؟" . . سألتها بني بقلق. " لقد استقريت في منزلي وسوف اعطيك العنوان الآن لأنني اريدم ان تأتي فوراً الي انا بحاجة اليك بني .. اوه بني انا حزينة جداً" سمعت بني صوت بكائها على الهاتف مما اقلقلها بقوة اكثر. " لا تخافي انا قادمة اليك لقد كنا ننتظر هذه المكالمة بفارغ الصبر فرح لماذا تأخرت حتى اتصلت؟" " هل كنت ترين صغيري دائماً" " نعم انه يعيش على احسن حال وقد قامت المربية بتأمين حاجته بشكل جيد ولكن اعتقد انه لا يكف البكاء يطلبك فرح" " يالطفلي المسكين يا الهي انا اكاد انهار" " لا تخافي دقائق وسأكون عندك فرح وسوف نرى" " ارجوك اسرعي بني اكاد اموت" " حسناً.. حسناً" وبعد ساعة توقفت سيارة فخمة وجميلة جداً امام المبنى الذي تقطن فيه فرح, وبعد لحظات سمعت دقات على الباب وهي عبارة عن طرقات خفيفة لم تألفها فرح من قبل. " من... من ؟" لم يجيب الطارق فقد اكتفى بأن سعل قليلاً نظرت فرح من خلف الباب وتفاجأت عندما لاح لها جسد كبير وشمت رائحة العطر الذي لا يمكنها نسيانه . " انت ماذا تفعل هنا؟" " هيا افتحي الباب فرح اريد التحدث اليك" " انا لا اريد , لقد اكتفيت منك , ارجوك دعني" " ولكن طفلنا الصغير يريدك فرح ارجوك افتحي الباب قليلاً" " هل هو بخير ؟" مسحت دمعة صغيرة واحس مايك بحزنها وقال"هيا افتحي الباب انه معي ونحب ان نراك" " ياالهي .. هل هو حقاً معك؟" .
الفصل الواحد والعشرين والاخير
ثم افتحت الباب لتجد بني تحمله بين ذراعيها , ثم دخل مايك وقبل وجهها قائلاً: " لقد مضى وقت طويل , اليس كذلك؟" " نعم طويل جداً, اوه يا طفلي الحبيب" حضنته بين ذراعيها وراحت تقبله بنهم وجوع الأم لطفلها وقالت في سرها , لقد تأخرت في احضار والدك لماذا صغيري لقد افتقدتكما معاً والشوق كاد يقتلني حتى اعتقدت انني لن اراكما بعد اليوم , ثم عادت قبلتها النهمة تأخذ مجراها ورائحة طفلها تعبق في انفها حتى تتأكد انه بين ذراعيها . حملت بني الطفل بين يدها وادخلته الى غرفة فرح ومددته على السرير وراحت تداعبه وكانت فرح في هذه الاثناء قد دخلت الى المطبخ كي تحضر القهوة. تبعها مايك بخطاه الواثقة القوية وجسده الممشوق ورائحة عطره التي لا تقاوم. " لماذا رحلت؟" م منتديات روايتي الثقافية سؤال واحد لجواب واحد كافياً لتنهمر الدموع من مقلتيها وكانت قد اجابته دون ان تعلم . " الهذه الدرجة انا قاس معك فرح؟" اكتفت بمسح دموعها بكفيها. "لماذا لا تجاوبيني فرح هيا قولي شيئا لقد عانيت بما فيه الكفاية كي استطيع ان آتي الى هنا لم اكن اعلم انني استطيع البدء من جدد لقد اعطيتني الأمل في الحياة الذي اخذته معها كاتي . ولكن انا اعدك من الآن انها رحلت الى الابد ولن يبقى لها اثر في قلبي ارجوك فرح صدقيني عندما رأيتك تلك الليلة اوه..." ثم صمت عندما لاحظ انها لا تكف عن البكاء وامسكها وامال رأسها الى صدره ثم رفع وجهها بين ذراعيه وقال لها مضيفاً. " لما هذه الدموع ياحبيبتي ارجوك انت تعذبينني " ولكنها استمرت وكأن شيء ما يدفعها للبكاء حتى العمق. " هل تريدين ان اخبرك بالحقيقة ؟" . اشارت له بنعم برأسها وهي ماتزال تمسح دموعها المنهمرة لسبب ما. " عندما رأيتك تعرضين تلك الليل دخلت قلبي واحسست انك خلقت من اجلي كي تساعديني في نسيان كاتي ولكن عندما علمت انك تعلمين لدى السيدة سمارتو اردت الانتقام منك لأنك تذكرينني بكاتي تلك الفتاة التي احببتها بكل صدق ولكنها رفضتني وفضلت عملها على حبي وكانت تحمل طفلي وكنا قد قررنا الزواج فور انتهائها من عملها في امريكا في احدى دور الازياء ولكنها اصرت ان تعمل لفترة اطول مما اثر على الجنين حتى مات وسبب خطر كبير على صحتها ولم يستطع الاطباء انقاذها وهكذا ماتت هي ايضاً وتركتني وحيداً وكنت قد توسلت اليها كي تعود الى هنا ولتبقى في شركتنا معاً ولكنها رفضت وكان طموحها كبيراً حتى قضى عليها وعلى احلامنا وعندما رأيتك اردت الانتقام منك لأنك تمثلين كاتيا بالنسبة لي واردت ان اكفر عن ذنبي بأن تلدي لي طفل استطيع من خلاله ان اعوض نفسي من حرمان حب كاتي لي ولكن عندما رأيت معاملتك لي ورضوخك الكلي لي وعرفت انك تحبينني بصدق وتحملت كل معاملتي القاسية عرفت انك حبيبة مخلصة وزوجة صالحة وانك تستطيعين ان تحبيني اكثر من العمل والتصميم ولكنك ذكية ايضاً برغم من انك استطعت ان ترضخي لأوامري استطعت ان تعملي سراً ولكن بشكل معتدل نعم , لقد استطعت ان توفقي بين عملك وحياتك الزوجية وعندما احتجت لك كنت لي كالشهب بالمرصاد استطعت ان تقدمي لي الذي لم تستطع ان تقدمه كاتي نعم.. فرح انت انسانة عظيمة استطعت ان تعطي قبل ان تأخذي اعطيتي حبك لي واكتفيت بالعمل القليل فقط من اجل التسلية اعتبرت ان موهبتك هي من حقك السري وليس مثل كاتي كانت تركض وراء المال والشهرة وكنت اعتقد انك مثلها ولكنك عندما رفضت المال الذي قدمته لك عندما تزوجنا وفضلت ان تعيشي من مصروف المنزل عرفت كم انت عظيمة وكم الفرق واضح وكبير بينكما وقد تأخرت لكي آتي كنت اعتقد انك ستأتين الي ولكنك ايضاً تتمتعين بكرامة عظيمة رفضت الخضوع لي برغم حاجتك لطفلك استطعت ان تكبتي عاطفتك انت انسانة . ".. ... وانا سعيد بك ثم اضاف قائلاً: " لقد عملت بالحكمة التي تقول خير الأمور اوسطها .. نعم ويجب ان تسامحينني ارجوك" استطاعت فرح ان تلفظ انفاسها وتتنشق الصعداء وقالت له :" عندما قمت بذلك العرض كنت بحاجة للمال من اجل معالجة ظهري وعندما عرفت انك تحب انسانة اخرى لم استطع تحمل ذلك ولم استطع الرحيل لأنني تعلقت بك ولا يوجد لي منزل ولا اهل كي اعيش معهم وانا لا استطيع ان اعمل وهكذا فضلت قسوتك على ان اشرد في الطرقات" ثم اخبرته بتلك الحقيقة التي خبأتها ايام طويلة وعرف مايك ان زوجته انسانة عظيمة وهو لن يجد واحدة بمثل حبها وحنانها وتضحيتها .. " ارجوك سامحيني فرح لم اكن اعلم انك تعانين من ألم في اسفل ظهرك حتى انني لم الاحظ الجراح البليغة يا الهي كم كنت قاسياً معك" ثم قبل وجنتيها المبللتان بالدموع وقال لها . " الا تكفين عن البكاء" " انا ابكي من فرحتي برجوعك الي مايك" " اذاً هذه دموع الفرحة" " نعم انها كذلك " " اذا لدموع الفرحة طعم آخر يختلف عن طعم دموع الحزن اليس كذلك يا حبيبتي " " نعم اعتقد انها مليئة بالحب والحلاوة والحنان" ثم قبلها قبلة طويلة عبارة عن انتهاء الحب الدفين في قلبيهما معاً وولادة حب جديد.
تمت

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع