الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

لا أثق بك
Desperate Measures

الكاتبة : سارة كريفن
---------------------
الملخص
------------
الضائقة المالية التي تمر بفيليبا جعلتها تذهب إلى زوجة أبيها الأولى لتطلب منها المال لمعالجة والدتها. ساعدتها مونيكا وذلك بايجاد زوج غني ليحل كل مشاكلها وفي نفس الوقت يحل مشكلته مع عمه. وهذا ما حصل في وقت قصير جدا، تعرفا إلى بعضهما وتزوجا. كان زواجهما صفقة. لكن التودد والرفض والألم والعذاب…كلها أمور تختفي في النهاية وتنهار.
--------------
الفصل الأول
--------------
«لكن هذا العلاج جديد جد! يقول الاختصاصي إنه سيكون ذا مفعول قوي على والدي... وربما يشفيه نهائيا . لكنه باهظ الثمن وموجود في أميركا فقط، وليس لدينا المال الكافي في الوقت الحاضر.» أحنت فيليبا روسكو رأسها إلى الأمام، وثبتت نظراتها على وجه الزوجة السابقة لوالدها المتحفظ. «مونيكا، انت ملاذي الوحيد. ساعدينا ... أرجوك!» هزت مونيكا رأسها على نحو حاسم:«هذا مستحيل. ما تطلبينه هو فوق قدرتي، لا استطيع ان أطلب من لينوكس بعض المال لأقرضه لزوجي السابق.» توردت وجنتاها. «ولطالما كان... يغار من كيفين.» «لقد كانا شريكين في العمل.» «لكن هذا كان في الماضي وعلى كل حال، لينوكس يرى ان المجلس كان كريما جدا معه... هجرهم بتلك الطريقة الغريبة من أجل الرسم... وهجرني ايضا .» أرادت فيليبا ان تصرخ:انت التي تركته! انت التي رفضت المجازفة بحياتك الاجتماعية من أجل ان يحقق والدي حلمه. ها أنت تعيشين في النعيم مرة ثانية. لكنها لم تقل شيئا. استطاعت ان تتذكر وجه والدها عبر السنوات الماضية، منهكاً وحزيناً، وصوته الاجش يخاطبها: يجب ألا تلومي مونيكا ولا ان تكوني قاسية. إني أحاول ذلك. احبتنا على طريقتها الخاصة، لكنها لا تستطيع العيش من دون مال. إنها بحاجة إليه كما الناس بحاجة الى تنشق الهواء. ومن المحتمل انها ستذهب حيث المال الوفير، وسيحسن لینوکس معاملتها .» تأكدت فيليبا من ذلك وهي تجول بنظرها في غرفة الاستقبال الانيقة. ان بيع أي من تلك الصور او الاثريات القديمة سيمكنها من دفع علاج كيفين روسكو. نظرت مونيكا بتململ الى ساعتها :«على كل حال، عرفت ان والدك قد نجح الى حد بعيد في رسم هذه اللوحة الثمينة. ألا يستطيع رسم المزيد ليمول علاجه؟ » هزت فيليبا رأسها شاكرة لأن ك لا يستطيع سماعها. «المرض، او الفيروس الذي اصيب به، تملك عضلات جانبه الأيمن في البداية ثم يجد... صعوبة في استعمال يده اليمنى، لن يقدر على الرسم ثانية.» عضت مونيكا على شفتها:«لقد... فهمت. حسنا حسنا، الوضع مأساوي جدا ولكن بالطبع لو أنه بقي في الشركة لكانت شركة التأمين تكفلت بكل مصاريف العلاج.» هزت رأسها ثم تابعت:«إني أسفة يا عزيزتي لا استطيع مساعدتك.» شدت فیلیبا على يديها، قالت: «مونيكا، يجب ان أحصل على المال بطريقة أو بأخرى قبل فوات الأوان. يقول الاختصاصي إنه في حال فقد المزيد من بنيته العضلية...» توقفت عن الكلام، ثم تابعت بصوت ضعيف:«سأفعل أي شيء... سأوافق على كل شروطك. سأرد لك القرض حتى لو استغرق ذلك بقية حياتي، ولكن علي ان احصل عليه. إذا كنت قد اهتممت بوالدي يوما، ساعديني على ایجاد حل.» توردت وجنتا مونيكا مرة ثانية، قالت:«بالطبع اهتممت. لكن ما تطلبينه غير معقول الآن. هل حاولت ان تتقدمي بطلب الى احدى مؤسسات التسليف؟ » «نعم، ولكن ليس في حوزتي أي ضمانة. لا استطيع حتى أن أكفل فعالية العلاج أو أن والدي قادر على الرسم من جديد .» قالت مونيكا باقتضاب:«إني اشفق عليه. لم يتخذ أي تدابير تؤمن له مستقبله، قبل ان يتخلى عن مركزه بتلك الطريقة المجنونة.» احتجت فيليبا:«لم يفكر بأنه سيمرض يوماً. كان يتمتع بصحة جيدة حتى الشتاء الماضي. كان سعيدا جدا...» لأن كلامها موثر جدا. رأت في وجه مونيكا من خلال تقلص عضلاته آنها تشاركها الرأي. قالت وهي تنهض عن الكرسي:«اخشی آن اطلب منك الرحيل. سيحضر لينوكس في أي لحظة، وأفضل ألا يراك هنا. سنقيم حفلة على شرف رئيس شركة دى كورسي العالمية اليوم وعلي القيام ببعض الأعمال. إنني آسفة يا فيليبا، ليس لدي ما اقترحه.» ترددت ثانية:«قد يكون هناك علاج مماثل في هذا البلد وربما على حساب المنظمة العالمية للصحة.» قالت فيليبا بتوتر وهي تنهض:«كلا، هذا علاج كما أخبرتك. في الواقع، مازال في المرحلة التجربية. إني أسفة لإزعاجك، لقد كنت أملي جديد الأخير.» كانت تهم بالخروج عندما فتح الباب ودخل منه لينوكس أندرهای. تجمد في مكانه عندما رأها. ابتسم لها بتهذيب:«فيليبا، أليس كذلك؟ كيف حالك؟» لكن من دون حماس، ثم رمق زوجته بنظرة ارتياب. قاطعته مونيكا:«عليها ان تذهب بسرعة.» وضعت ذراعها حول فيليبا. «سأرافقك الى الخارج، يا عزيزتي.» قالت مونيكا بغضب:«من المؤكد أنه سيتساءل عن سبب زيارتك. لا أريد ان أبدو فظة، إني اشعر بمحنتك ولكنك تعقدين الأمور أحياناً.» قالت فيليبا بهدوء«ما كنت قد جئت الى هنا لو لم أكن يائسة تماما.» ثم ناولتها ورقة صغيرة. «هذا رقم الفندق الذي انزل فيه. إذا فكرت بشيء... بطريقة استطيع بها جمع بعض المال، يمكنك الاتصال بي خلال اليومين القادمين.» اخذتها مونيك بنفور:«حسنا، ولكنني لا أعدك بشیء.» الحياة صعبة، فكرت فيليبا بمرارة وهي في طريقها الى الفندق. استبدلت مونيكا ببساطة بيتها السابق المترف ببيت آخر. إذا كان هجرها كيفين، بعد خمس سنوات من الزواج، ما سبب لها حزنا فستجهد في إخفائه. ولكن من المحتمل انها استطاعت ان تتغلب عليه لإحساسها بالإهانة. عندما كانت مونيكا تنال مرادها كانت تظهر لطفها. وعندما تشعر بالخداع... عبست فيليبا بسرية. بقي كيفين أرمل لعدة سنوات فقد دلل زوجته الثانية كثيرا وهي في المقابل وجدت متعة بالغة في ذلك. عندما أعلن في البداية أنه ينوي التخلي عن مركزه في الشركة، وعن ممتلكاته في لندن وفي غربي ساسكس، اعتقدت مونيكا الأمر مزحة مزعجة او إجازة موقت, وعندما ادركت جديته وعزمه الشديد غضبت كثيرا. ما تزال فيلييا ترتعد عندما تتذكر نوبات الغضب التي تحملها كيفين بصبر شدید. على كل حال، استسلمت مونيكا تماما لتسوية الطلاق السخية التي بدت تناسبها بشكل ملائم، ومن ثم للينوكس الذي أعجب بجمالها الارستقراطي. حقق كيفين كل ما تمناه في البداية. لقد حصل على سعر كبير لممتلكاته ولم يكن بحاجة لأحد بعكس ما تكهنت به مونيكا. إستمتع هو وفيليبا بعدة سنوات من السفر منطقتي الدوردوني والبروفانس الفرنسيتين بينما كان يعمل. يتميز كيفين روسكو، كما قال احد النقاد، بالقدرة على التعبير بلوحاته عن قوة الحرارة والظل التي تحدثها المناطق الجنوبية الفرنسية. اعتقد بأنهما سيعيشان في سعادة دائمة، فيليبا. ولم يدركا كم كان الوقت قصيرا . لن أفكر بهذه الطريقة، أنبت نفسها بقسوة. سأحصل على المال بطريقة أو بأخرى وسأعمل على ان يتلقى والدي العلاج في أميركا. لكن كيف؟ تساءلت وهي تسند رأسها على نافذة القطار، وأخذت تفكر، بقي طرق قليلة لم تسلكها ، لقد جربت كل الطرق التقليدية. ربما على ان أتخذ بعض الخطوات المتهورة. يقال ان فتيات الملاهي، يكسبن كثيرا من دون ان يدفعن ضرائب. أدارت رأسها قليلا لتدرس انعكاس وجهها في زجاج النافذة. المتفائلون بهوس فقط سيظنون أن هؤلاء الناس يطلبون فتيات نحيفات، وشعر ناعم وخبرة قليلة جدا . فكرت فيليبا. سأواجه الواقع، ليس عندي خبرة على الاطلاق. كانت شاكرة لأن والدها لا يعرف بما تعتزم القيام به، حتى ولو كان ذلك بشكل غير جدي. اعتقد أنها تحاول بيع لوحته الأخيرة التي رسمها قبل ان يستفحل مرضه العضلي. حتى تلك اللوحة كان ميؤوسا منها . تصرف صاحب المعرض معها بلطف وتفهم، لكن اللوحة كانت دون مستوى أعمال كيفين روسكو. قد لا يشتريها أحد لأنها غير واقعية. تمددت على السرير في غرفتها الصغيرة والوحيدة. وفيما تحاول ان تقرأ قصة بوليسية اشترتها في المحطة، رن جرس الهاتف فجأة. فكرت أنه قسم الاستقبال، يريد ان يسأل عن موعد رحيلها. رفعت السماعة وإذا بصوت زوجة والدها السابقة الجاف يقول:«هل باستطاعتك الحضور الآن؟ هناك شيء مهم أود ان أناقشه معك.» وثب قلبها من مكانه:«هل وجدت حلا؟» «ربما .» «هذا رائع! ما هو؟» «لا استطيع مناقشته على الهاتف.» استعادت مونيكا طبيعتها الباردة. «سوف نرى

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع