انتقام مجهول

الفصل الاول
الفصل الاول : - تقول ان لم تصلني رسائل حتى الآن ؟. نظرت جيما بارتون باستغراب الى طاولة المكتب . - هل انت متأكد ؟ - متأكد تماما يا آنسه. حرك الرجل يديه بطريقه اسفه . وابتسم لها حيث بدت اسنانه بيضاء كثيرا نسبة الى شاربه الكريتي الكثيف . - هل هذه الرسالة مهمة, حتى تقلقي لهذه الدرجه لعدم وصولها ؟ هزت جيما كتفيها بلا مبالاة. - في الحقيقة لقد خاب املي اكثر من قلقي . لكن سأتغلب على احساسي . المشكله الوحيده هي انني لا اعلم ماهي خططي حتى اسمع أي خبر من اخي والليلة هي اخر ليلة لي في الفنندق . - لا عليك . اتى الرد سريعا مطمئنا . - مازال الموسم في اوله ويمكنك البقاء اذا اردت. كل ما عليك فعله هو اخبارنا برغبتك . لقد كان هذا مطمئنا لجيما في اية حال. هكذا فكرت وهي تتوجه نحو الغرفة لتناول طعام الفطور. ليس لأنها متأكده من بقائها في هيراكليون بالرغم من انه فندق رخيص . وودود ونظيف ,لكن لديها 10 ايام اخرى لتمضيها في كريت. وعليها الاستفاده منها بأقصى الحدود. خاصة اذا استمر مايك في غيابه المريب . لقد كان دائما محدودا ذكرت نفسها بقساوة وهي تسكب العصير في كأسها وتأخذ قطعه من الخبز الطازج مايك كان دائما مولعا بعلم النباتات ويبقى غافلا عن أي شيء اخر ووغالبا ما ينسى نفسه في الحقول . وهذه الزيارة الى كريت كانت جزء من دراسه يقوم بها وكانت فكرته هو انظمامها اليه في اجازتها بدلا من الذهاب مع رفيقتها الى ابيزا . - هذا هو المكان, بعيدا عن اماكن السياح المعيشة هنا رخيصه جدا يمكنك القيام بالامور السياحية ليومين ثم الانظمام الي لرؤية كريت الحقيقية . اخبرتها احدى رسائله. رفضت امها في البدء لكن الامر الذي شجع وحث جيما على الموافقه هو قراءتها لكتاب عن جزيرة كريت منذ ايام الدراسة يتحدث عن جمال الجزيرة وروائعها الاسطورية. فحددت موعد سفرها وكتبت اليه لتخبره بوقت وصولها, ولم تدهش لعدم استلامها أي رد منه الا بطاقه بريدية للميناء وعليها امضاءه. لكنها كانت صدمه لها تقريبا عند وصولها الى مطار هيرا كليون لتجد انه لم يأت ليستقبلها ولكنها سعدت يتكبدها المشقه في حجزها غرفة لنفسها في فندق قريب من الميناء . في اليوم الاول لها حتى قبل ان تفك حقائبها كتبت ثانءة الى مايك تذكره بوصولها واعطته اسم وعنوان الفندق ورقم هاتفه. لكنها حتلا الآن لم تصلها أي كلمه منه . لم تكن جيما بحاجه الى اخ كبير يرعاها خاصة في كريت حيث كانت متأكده من ان الناس منا مضيافين وودودين . لديها الكثير الآن لتفعله لقد اقامت صداقات مع شخصين كانوا يتحدثون عن استئجار سيارة والقيام برحلة حول الجزيرة وقد دعوا جيما لمشاركتهم الرحله فسعدت كثيرا وكادت ان توافق لولا انها تريد رؤية مايك او على الاقل محادثته حتى تستطيع اخذ اخبار مطمئنه الى امها التي ماتزال مريضة من جراء فايروس اصابها اول الربيع
عندما عادت الى غرفة الطعام لتجد مكانا تجلس فيه رأت جايمس وهيلاري يلوحون لها من طاولة في زاوية الصالة فتقدمت لتنضم اليهم. - تجاهلي جايمس . كانت تحي هيلاري بينما تجلس . - لقد تعرف الى واحده الليلة الماضية وقد تطورت صداقتهم بسرعه لذلك فهو يشعر ببعض الكآبه اليوم ولن يستطيع الذهاب برحلتنا, لكني سأذهب انا . اضافت بسرعه وهي تنظر ببعض الخيبه الى وجه جيما . -آمل ان تأتي معي . - لن افوت ذلك . قالت وهي تبتسم باشفاق نحو جايمس . - اكان شرابا ناريا . زمجر جايمس : لم الاحظ سوى النار . هيلي بالطبع تبقى ملتصقه بأوزو وكل شيء بخير هذا ليس عادلا . جعدت زوجته انفها نحوه ثم استدارت الى جيما . - يقول تاكيس ان الباص الى كنوسوس يغادر بانتظام من الميناء . - اذا تاكيس كاذب . قال جايمس ورشف من قهوته . - هو يعرف مثلنا تماما ان الباصات الكريتيه تسير كما يحلو لها . انا لا اعرف لماذا يزعجون انفسهم بوضع لائحة لأوقات الانطلاق . - آثار الشراب لا تناسب جايمس فأنها تجعله عدائيا . قالت هيلاري بأسف : في الايام الاولى لوصولنا قال بأنها اول عطله حقيقية يحظى بها. - مازلت اقول ذلك . - وتاكيس لايصدق ان الباصات في كل الاحوال هو قال لي ذلك , وقال ايضا انه يجب ان نمشي الـ5 كم او اكثر الى كونسوس مثلما كانوا يفعلون في الايام الغابرة فتاتان قويتان مثلكما . - ونحمل حزم من الحطب على رؤوسنا بلا شك . قالت جيما بجفاف . - هناك اوقات يطلب فيها تاكيس لكمة على حنجرته . - حسنا لكن لا تتوقعي من بانيلوب ان تعطيه واحده . نصحتها هيلاري بمرح : فهي تظن ان الشمس والقمر والنجوم تشع منه, ومن المحتمل ان تسير الى كونسوس وتعود حاملة اياه على رأسها اذا طلب منها ذلك . - الرجال الكريتيون محددون في مواقفهم. قال جايمس بمزاجيه .: فهم لا يسمحون لأي تحرر انثوي ان يتدخل في حقوقهم الاساسية . ضحكت هيلاري : وانت ايضا يا عزيزي في الحقيقة انت وكايس لديكم عدة قواسم مشتركه فبأمكانكم قضاء اليوم سويا تشربان القهوة وانتما جالسان تحت المظلة بيمنا انا وجيما نكتسب بعض الثقافة . نظرت الى ساعة يدها : نلتقي في البهو بعد 20 دقيقه ثم مع قليل من الحظ سنصل الى القصر قبل ان يصبح الطقس حارا جدا . قال جايمس : انه حار جدا الآن . انه محق فكرت جيما وهي تسير مع هيلاري في الشوارع المزدحمه المؤدية الى الميناء بعد فتره لقد اصبحت بشرتها سمرا بالرغم من الكريم الواقي وقبعة القش التي اشترتها منذ وصولها. كانت طاولات المقاهي ممتلئة محتشده بالناس والاطعمه الاحاديث والضحكات العالية لم تبد ابدا هذه الهمهمات احاديث فكرت جيما بنوع من السلوى , اذا اراد أي يوناني اخبارك شيئا ما فسيفجره في وجهك وكذلك كانوا في امور اخرى ايضا . ذكرت نفسها وهي تعي نظرات الاعجاب من العيون السوداء التي تحدق بها وبهيلاري, لكانت وجدت هذا الاعجاب الصريح محرجا في وطنها لكن هنا كان شيئا مدفئا للقلب ان تلاحظ وكأنها افروديت تنهض من بين الامواج . لمفاجئتهم كانت باصات كنوسوس موجوده عند وصولهم فوجدوا مقاعد بسهوله بعدما دفعوا القليل من الدرخمات اجرة الرحله . كانوا هادئين عندما جلسوا تحققت هيلاري من عدسة كاميرتها, بينما تساءلت جيما كيف يمكن ان تكون جزءا من القربان اللاتيني للملك ماينوس وان تبدأ بالمسيرة المجهدة في الشمس الى كنوسوس مدركه ان الخطر وربما الموت في انتظارها . كانت سعيده جدا فكرت لأنها عاشت في الـ80 بدلا من الفي سنه قبل الميلاد وان لاخطر بانتظارها . سرت في جسدها رعشة خفيفة عندما مرت الفكرة في رأسها وكأنها وضعت رأسها على كتفها وهمس صوت محذر في اذنها : احذري ليس هناك من شخص يوناني يستحث قدره ولا يجب ان تفعلي انت . كانت لحظة غريبة مضطربه وكأن ظلا مفاجئا حجب الشمس لثوان, ثم ابدت هيلاري ملاحظة تافهة حول الضاحي التي مروا بها . ذكرت هيلاري الرحلة المخطط لها الى الجبال البيضاء وسألت جيما اذا كانت قد فكرت في الامر . - بالطبع اود المجئ ولا استطيع انتظار مايك للابد حتى يتصل بي في جميع الاحوال فأنا لا اعرف اذا كانت رسالتي الاخيرة قد وصلته, ربما في مكان وجوده لا يوجد تلفون او يصل البريد كل مره في الشهر . تنهدت ثم اضافت : او ربما اكثر قد يكون مايك استغرق في دراسة عشب نادر ونسي امري تماما . اعطتها هيلاري نظرة لاهية : هل يفعل امورا كهذه ؟ اومأت جيما : دائما . ضحكت هيلاري : اذا اقترح عليك ان تعطيه حد اقصى من الافضل ان يكون منتصف الليل هذا اليوم فاذا لم يتصل بك حتى ذلك الوقت تأتين معنا , مارأيك ؟ - يبدو هذا جيدا . وافقت جيما ثم نظرت حولها منتبهة للنشاط المفاجئ . - الى ماذا ينظر الجميع ؟ لم نصل بعد اليس كذلك ؟ - السيارة الاكثر جمالا تتبعنا .. قالت هيلاري : جميعهم غارقون في الاعجاب اظن ذلك .. كشرت بازدراء . - حمدا لله ان جيمس ليس معنا لانه كان قد اصبح خارج الباص الآن يستجوب السائق عن مكوناتها وكل الامور التي يجدها مذهلة هل تذهلك انت السيارات ايضا ام تعتبريهم مثلي قطعه من التنك معده لنقلها من مكان الى آخر ؟ - اظن اني احتل المكان الوسط بينكما لكن يجب ان اعترف ان سيارة رائعه ايطالية على ما اظن لا بد ان ثمنها ثروة . ابتسمت جيما - حسنا اعتقد ان السيد خلف المقود يستطيع توفير ثمنها.. انت تعجبين بالسيارات وانا اعجب به . هززت هيلاري كتفيها . السيارة فكرت جيما تستحق نظرة ثانية وثالثة . كان سقفها مفتوحا مما اتاح لها رؤية السائق كليا, لكنها لم تبهر كثيرا هكذا اخبرت نفسها . كان بلا شك يوناني شعر اسود وبشرة سمراء عيناه مغطتان بظارات شمسية . لكنها لم تستطع اخفاء حقيقة انه وسيم جدا لدرجة الانذهال لكنه جميلا اكثر من ذلك لولا خطوط فمه وذقنه القاسيين . فكرت انه لابد قد لاحظ ما يدور في الباص لكنه فضل التظاهر بعدم المعرفة. "زائف" فكرت محاولة طرده من فكرها لكنها راقبته رغما عن ارادتها لم يكن من نوعها المفضل لكنه عرف سيارته وكيفية التعامل معها . - اتوقع ان يكون احد الزعماء الاغريق الذين نقرأعنهم . قالت هيلاري على نحو حالم ثم اضافت . - ربما سنلتقي به يتمشى في كنوسوس اذا كان متيما ودعاك الى رحلة على يخته ارجو ان لا تشعري بالارتباط بدعوتنا السابقه . - يبدو اكثر وكأنه سائق احدهم مسرور بيوم عطلته . قالت جيما بتذمر : اذا كان يملك يختا فلا بد انه محشو بالنجمات السينمائيات .

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا