الهروب من الحب

الفصل الأول
يجب أن تراقبي هذه الابتسامة على شفتيك. فهي قادرة على سلب أي رجل). قبل أن تستطيع (جيني ) أن التعليق,أقترب (روبرت) منها وتابع كلامه (أذن ليس هناك شيء خاص بينك وبين توني ..؟) (نحن أصدقاء فقط )..أجابت بصدق. كلمات(روبرت) وشخصيته جعلت جيني تشعر أنها منجذبة نحوه .. لا بل أنها تحبه. لكن هو لا يبالي بل يعتبرها من النوع الذي لا يعجبه ولذلك قررت الهروب.
الهروب من الحب.
أهدئي .. تبدين مذعورة كأرنب بري . أنني ولت هنا وأعرف كل شبر)) (( أذا أستمرت قيادتك هكذا فلن نصل سالمين الى عيد الميلاد..))..قالت جيني ببرود فأجابها توني ضاحكا: ((لاتقلقي. نحن في طريقنا الى المنزل الأن )). نظرت جيني الى توني وأبتسمت له. أنه لايقلق لأي شيء لقد أستطاع أن يدخل حياتها بسرعة عندما نشرت أعلان في أحد الصحف عن حاجتها لشخص يشاركها الشقه, فجاء توني ووافقت على بقائه. فجأة تجهم وجهها..أن توني كالعادة هو الذي يتخذ القرارات بأساليبه المقنعة.وقد دعاها لقضاء عيد الميلاد برفقة عائلته. أرادت أن ترفض لكنها وجدت نفسها غير قادره.. ربما كان ذلك أفضل من بقائها وحيدة تبكي موت والدها. ((سنقضي عيد رائعا جيني ))قال توني وكأنه قرأ أفكارها والتفت أليها بابتسامة جذابة وتابع:((هذا ما نفعله دائما في منزلنا. لكن وجودك سيجعله أفضل..ستكونين فرا من أفراد العائلة. أنني متلهف لأعرفهم أليك)). ((أدرك هذا))..أجابته مبتسمة واستمرت صامتة طوال الطريق تفكر بعائلة توني غير العادية.. والده ناشر ووالدتة فنانة متخصصة في شرح كتب الأطفال بالصور..لقدشاهدت جيني بعضها في مكتبة ناغوني.أما شقيقه الأكبر روبرت فهو مخرج أفلام أضافة الى أهتمامه الشديد بالموسيقا. شقيقته ميراندا ممثلة .بيتر شقيقه الأصغر عبقري في الرياضيات في التقارير التي ترسلها مدرسته..أنها على كل حال لن تقلق كثيرا برفقة توني. ((لقد وصلنا))..قال توني منعطفا الى أحد الطرقات الخاصة. نظرت جيني الى المنزل الكبير وأطلقت صيحة تعجب..لقد كان رائعا,والمناظر حوله ساحرة. ((هيا جيني روس لندخل))..قال توني بحماس. تنهدت بعمق ونزلت من السيارة,لكنها بقت مكانها واقفة وكأنها لا تستطيع الحراك وهي تحدق بالسيدة التي خرجت لاستقبالهما. أسرع توني بأتجاه السيدة وحملها بين ذراعيه متجاهلا أحتجاجاتها. ((أنني ناضج ما يكفي ياأمي ألم تلاحظي؟))..قال مداعبا بعد أن وضعها على الأرض ودار حولها كي تراه بشكل واضح.منتدى ليلاس أبتسمت دون أن تقول شيئا,ثم أقتربت من جيني قائلة: ((أعتقد أنه من غير المجدي أن نأخذ توني جديا.. جيني أهلا بك في منزلنا.)) ((شكرا سيدة نايت..ردت جيني وقد أرتاحت لترحيب واللدة توني الحار. ((أوه ..عزيزتي.أشعر دائما بالسرور حين أتعرف على أصدقاء أبنائي.تونينادرا ما يحضر أصدقاهء,لابد أنك فتاة مختلفة,خاصة بالنسبة له)). ((طبعا ياأمي))..قال توني وهو يضع يديه حول كتفي جيني ثم تابع:((أنها سيدتي المميزة)). ((توني..))قالت جيني وهي تحمر خجلا:((توقف عن ذلك)) ((أو..ه))تمتم ضاحكا:((هل ترين كم هي ماهرة..؟)) ((سيدة نايت..أن توني يشاركني الشقة,لكنه لايشاركني..))توقفت جيني وتمنت لو أنها لم تقل ذلك. ((تعالي الى الداخل ))قالت أنابيل نايت ووضعت يدها حول ذراع جيني :((لا بد أنك بحاجة الى شراب بعد هذه المسافة الطويلة.أن الطقس حار اليوم ..ستفرغين حقائبك فيما بعد)).ثم تنهدت وتابعت كلامها وهي تنظر الى جيني ((ربما سيتعلم يوما كيف يكون متمدنا)). ((لكنه كذلك حين يتعلق الأمر بالرسم,أو بمشاهدة بعض اللوحات))..قالت جيني . ((يبدو أنك تعرفينه جيدا..عرفت أنك معلمة موسيقا)). ((نعم هذا صحيح..بيانو أورغ غيتار)) أنها تغني .أود أن يسمعها روب)). ((حسنا لن يفعل ))..قالنت جيني بعصبية وهي ترمق توني بنظرة موبخة فقد تجادلا من قبل في هذا الموضوع حين وضع الغيتار في السيارة. ((سيدة نايت,أنا لا أملك الموهية الكبيرة ولذلك لا أرغب في أظهار ذلك ,سيكون الأمر مربكا لي وله أن غنيت أمامه. وبالمقارنة مع الناس الذين يتعامل معهم روبرت,لامكان لي بينهم..صدقيني أنني أعرف أمكانياتي جيدا)). تمتم توني ((أمكانياتك؟أنك أفضل من أي شخص سمعتة في عروض روبرت)). دخلوا الى غرفة الجلوس المجهزة بكل وسائل الراحة بطريقة تدل على ذوق رفيع, أندهشت جيني وهي تتأملها بأعجاب. قالت جيني: ((أنها رائعة حقا.لقد رأيت أعمالك في الكتب لكن..)) ونظرت ألى أنابيل نايت بتقدير دون أن تستطيع التعبير عن أعجابها. قالت أنابيل وهي تبتسم ناظرة الى جيني: ((ياله من تعبير غامض..وجهك ياعزيزتي..أن الرسام يحتاج أن يسيطر على أداة خاصة حتى يستطيع أظهارك كما أنت)). دمدمد جيني وكأنها لا تصدق: ((وجهي..,لكنه عادي جدا)). ((هذا ما نقوله عن أنفسنا..أسفة لهذا الحديث الطويل..أنت بحاجة للراحة..اجلسي الأن.توني ,أرجو أن تحضر لنا أبريق العصير من الثلاجة,ثم أتركنا وأذهب الى الاستوديو كما قلت)).
الفصل الثاني
في الغرفة بار صغير يحتوي كل ما يحتاجه الفنان خلال عمله..لابد أن والدة توني قد لمحت نظرات جينب المتفحصة فعلقت: ((أنني أقوم بأعمالي هنا عكس توني, فأنا لا أتجول في المنطقة بحثا عن منظر جميل أرسمه,بل أرسم من مخيلتي.بالمناسبة كيف تستطيعين أتتأقلمي من رسوماته في منزلك..؟)) ((أنه يضعها في العلية )) قال توني وهو يناولهما كأسي العصير: ((لقد حولت العلية الى استوديو,هكذا تعرفنا على بعض. لقد أحبت العلية فقلت لجيني سأقبل بمشاركتك الشقة أذا حصلت على العلية . ولكن هل تصدقي لقد أرادت مالا للأيجار مقابل ذلك.؟)) قالت جيني وهي تبتسم: ((لقد نشرت أعلانا لحصولي على شريك للشقة, وأذا أستمر الحديث بهذه الطريقة فستعتقد والدتك اننا نعيش بطريقة سيئة.)) ((أوه جيني روس ..والدتي تحتاج فقط لنظرة واحدة الى هاتين العينين الجميلتين وستعرف الحقيقة واضحة)) أحمر وجهها وتركهما توني ذاهبا الى الاستوديو ..أنها لا تعتبر عينيها جميلتين. أقتربت منها أنا بيل ولمست يدها بتعاطف قائلة: ((أنه يوك كثيرا)) رددت جيني بسرعة: ((وأنا أيضا, لقد كان في غاية اللطف معي خلال الأشهر الستة الماضية, أن رفقته مسلية.)) ((قال توني أنك دون عائلة, أليس كذلك جيني؟)) كانت لهجتها تدل على تعاطفها. ((توفي والدي هذه السنة, قبل مجيء توني بعدة أشهر. لقد كان مريضا لفترة طويلة . أصر على أن أتابع دروسي في معهد المسيقا . ومنذ ذلك الوقت أستطعت تعلم الكثير وهذا ما جعله يرتاح جدا.. أنني أفتقده الى حد كبير أحيانا)) ((أنا متأكدة من ذلك))..قالت الوالدة ثم سألت مترددة: ((ووالدتك؟)) ((في الحقيقة أنا لا أعرفها جيدا فقد توفيت حين كنت في الثالثة من عمري والدي هو الذي أنشأني..لقد كان رائعا حقا)) ((أذن أنت الأن لوحدك؟)) ((نعم ..سيدة نايت, أعرف أن مناسية عيد الميلاد هي وقت خاص بالعائلة,لكن أصر توني على أن أحضر.أرجو أن لا أكون مصدر أزعاج)) ((عزيزتي ,أنت لا تعرفين كم سيكون عيد الميلاد رائعا حين يأتي أبني بصديقة الى المنزل فهذه ليست عادته))منتدى ليلاس قبل أن تستطيع جيني التعليق سمعا صوتا من القاعة يقول: ((مرحبا توني)) قالت الوالدو : ((أهلا روب)) أحتضن روبرت والدتة للحظات فستطاعت جيني أن ترى الفارق بين الشقيقين. كان روبرت طويل القامة عريض المنكبين داكن الشعر . فجأة التفت نحو جيني وقال بحدة موجها كلامة الى توني الذي دخل الغرفة للتو. ((حسنا ياشقيقي الأصغر, من لدينا هنا.؟)) أقترب توني من جيني ووضع يده حول ذراعها قائلا: ((شقيقك الأصغر يعرفك على سيدته الجميلة)) ((هل بأمكاني أن أعرف أسمها.؟)) ((جيني روس ))..ألتفت الى جيني وأضاف ((روبرت أخي ويلقبونه بالرئيس, لسانه لطيف للغاية في التعامل مع الأخرين, لكنه من الداخل قاس جدا لذلك يجب أن تحذريه)) ((توقف عن المزاح أيها الرجل ))..أبتسم روبرت فظهرت أسنانه الناصعة البياض..لقد أضفت الأبتسامة على وجهه سحرا لا يقاوم, ووجهوكلامه الى جيني:..((يسرني التعرف عليك..أذن أنت صديقة لتوني)) سألتوني: ((ما رأيك بجيني يا أخي)) ضحك روبرت وسال: ((ماذا تعملين جيني؟)) ((أنا معلمة موسيقا)) قال توني : ((روب أنتظر حتى تسمع صوتها. أن جيني هي عصفورتي)) ((أذن أنت مغنية.؟)) أجابته: ((لا ..أنني أغني لمتعتي الخاصة فقط..وليس بالطريقة التي تعتقدها ..أقصد مثل المغنين الذين تسمعهم ..)) علق توني: ((أكثر من ذلك)) طلبت جيني: ((توني, أرجوك توقف عن ذلك)) ((حسنا, جيني .. لكن على أي حال ستثبيتن صحة كلامي قبل أن تنتهي العطلة)) كان روبرت يتأملها وكأنه يتوقع ردة فعلها. فأرتبكت ثانية وشعرت بأرتجاف لم يصبها من قبل وكأن مشاعرها أصبحت غريبة عنها فجأة.. لاحظت أنابيل نايت ما أصاب جيني فقالت محاولة تلطف الجو المتوتر: ((أعتقد أنك ستجد جيني مثيرة للأهتمام روبرت)) ((أه..)) التفت الى جيني وأبتسم بتهذب وتابع موجها كلامة الى والدته: ((قالت ميرندا أن أخبرك أنها ستعود للعشاء,أتمنى أنا أيضا أن عود في الساعة الحادية عشرة أذا ما سارت جميع الأمور على ما يرام)) سأل توني بخيبة أمل: ((هل لديك برنامج روب.؟)) (( العرض العادي للميلاد .. لقد جئت كي أسلم عليك يا أخي الأصغر, فقد مضت فترة على غيابك.)) ((نعم , لقد مضت فترة ..أنا مسرور برؤيتك أيضا روب)) (( سأكونحرا هذا الليلة. وسكون لدينا متسع من الوقت لقضاء العطلة معا.)) سأل توني بتعجب: ((ماذا ألا توجد فتاة في الطريق.؟)) قال روبرت وهو ينظر الى جيني التي علا وحههاالأحمرار: (( من ..أنت الذي يسأل.؟)) (( أريدك أن تعرف,أن علاقتنا ودية وصافية الى أقصى درجة)) ضحك روبرت ووضع يده على كتف تونيبمودة وقال لجيني: ((أذا كنت قادرة على كسب هذه الشخصية فأنت أمرأة من مليون, ولست مسرورا فقط بتعرف عليك,بل هذا أمتياز أفتخر به.. يجب أن أذهب الأن سأراك في لاحقا..)) تركهم روبرت فتنفست جيني الصعداء وكأن عبئا ثقيلا قد أنزاح عن كاهلها. أبتسمت أنابيل قائلة (( روبرت وتوني يحبان بعضهما كثيرا.)) (( أوه أظن ذلك فغالبا ما حدثني توني عن روب)) لابد أن توني لم يعطيها فكرة كاملة وواضحه عن روبرت . الى أن رأته شخصيا .. أن روبرت شخص ديناميكي, وأثق من نفسه ويملك سلطة قوية.. أنه يفرض نفسه على الأخرين بطريقة محببة شعرت بخيبة أمل, فهي لن تكون بين يديه على أية حال.شبكه ليلاس الثقافيه
الفصل الثالث
أحبت جيني غرفتها. كانت مفروشة على الطراز القديم أضافة الى الوسائد العديدة المريح. وكانت مدبرة المنزل لطيفة معها جدا (( حسنا, أنسة روس. هذه هي غرفة الوحيدة التي أستطيع أفعل بها ما أري. فأنا لا أستطيع تنظيف الأستوديو عندما تكون السيدة نايت ترسم, والا أنظف الغبار في المكتب لأن السيد نايت لا يريد ان تتحرك أوراقه من مكانها, خاصة الكتب, أنه يسمح لي فقط أن أنفض الغبار عن الأرض, وأبدل البطانيات من غرفة السيد روبرت. أما ميرندا فهي تصر على أنتفعل كل شيء بنفسها حين تكون هنا.)) السيدة شيري, مدبرة المنزل, أرملة في منتصف الستين من عمرها وقد مضى على وجودها برفقة عائلة نايت فترة طويلة. وقد نالت ثقة جميع أفراد العائلة وعرفت كيف تحافظ على محبة الجميع وكيف تتصرف معهم بطريقة لبقة. قالت جيني بلطف: (( لابد من أنها عائلة ممتعة, سيدة شيري)) (( وغربية الأطوار.. أن كل فرد منهم .)) ..وتنهدت وكأنها تريح نفسها وتابعت: (( أن بيتر أصغرهم هو الأسوأ بينهم فهو منذ أن بدأت العطلة المدرسية وهو يقضي وقته في غرفة البلياردو.. أما رأيي بهم , فأنهم عائلة السيد نايتطيبة القلب)) وافقتها جيني, فقد أصبحت سعيد لأنها جاءت لتمضية عيد الميلاد برفقة عائلة توني لقد رحب بها الجميع بلطف ومودة مما جعلها تشعر وكأنها في منزلها. حتى بيتر الأصغر بينهم والذي يشبه شقيقه الأكبر لدرجة كبيرة. أن مجرد اتفكير بروبرت نايت يجعلها ترتعش..من الغريب أنه أستطاع التأثير عليها منذ اللحظة الأولى, تمنت لو أن توني لم يتحدث أمامه عن موهبتها في الغناء فلا بد أنه معتاد على الهوات الشباب, فقد رأت النظرة الساخرة في عينيه. (( أرجو أن يكون قد صدق جوابي...)).. تمتمت لنفسها لأنه من المرعب أن يعتقد بأنها أستغلت دعوة توني لهل كي تبرز نفسها. جلست أمام المراة ورفعت شعرها وعقصته فوق رأسها فبدت صغيرة على الرغم من أنها أرادت أن تبدو ناضجة. خاصة هذه الليلة . لقد قال روبرت أنه سيعود حوالي الساعة الحادية عشرة. وبعد تردد أختارت ثوبا أخضر يشعرها بالراحة عندما ترتديه يبرز جمال عينيها بشكل ساحر. (( لاشك بأنك غبية ))..قالت لنفسها فهي ليست قادرة على جذب رجل يمضي معظم وقته برفقة الفتيات الجميلات. لكن لماذا تفكر بهذه الطريقة..؟ أستغربت من نفسها. (( هل أنت جاهزة جيني)) .. جاءها صوت ميرندا وهيتطرق الباب. التقت جيني ميرندا ذلك النهار وأعجبت بجمالها وطبيعتها المرحة التي تجعل الجميع يرغيون بالتقرب منها. أقتربي من جيني وجلست معها على السرير قائلة. ((كنت في غاية الشوق لأن أجلس معك وحدنا وأسألك عن توني.. أنني لن أتحرك من هنا حتى تخبريني بكل شيء عنه)) تساءلتجيني ببراءة: (( ماذا عنه.؟)) (( ألا تعرفين أنك أول فتاة يحضرها الى المنزل خلال سنوات حياته الستة والعشرين..؟)) (( حقا.؟)) (( نعم .. وهذا يعني, أذا كنت لا تعرفين, أنك مهمة جدا بالنسبة له)) (( أعتقد أنك قد كونت فكرةخاطئة, ميرندا )).. قالت جيني مبتسمة (( نحن أصدقاء فقط. لقد شعر توني بالأسف من أجلي لانني كنت سأمضي عيد الميلاد لوحدي لذلك أصر أن أحضر معه وأتعرف على أسرتة )) أجابت ميرندا بتردد: (( أوه ..نعم)) ((صدقي أو لا تصدقي , أنا لست جزءأ من حياتة العاطفية أننا فقط نتشارك المنزل نفسه)) (( حسنا,لكن هذا يظهر كم أنت ذات أهمية له)) (( أن توني شاب كالذئب .. لقد كان يحوم حول الفتيات وهو لايزال في الثامنة عشر من عمرة.. وأذا كان يترك وشأنك , فلاشك بأنه يحترمك كثيرا)) ..نظرت جيني في المراة الى تعابير وحه ميرندا, ثم تأملت نفسها لعدة لحظات وقالت (( لكنني لست جذاية لتلك الدرجة)) (( لاتقولي لي أنك لم تلاحظي مراقبته لك طوال الوقت))..أحتجت ميرندا (( أوه ..أنه معجب بوجهي المرح ))..ردت جيني ((وذلك لمجرد بعض الأسباب أنه حلم فنان .. ربما بسبب وجود النمش فهو صعب الرسم )) (( توقفي عن الأقلال من قدر نفسك, فأنت تملكين وحها رائعا للرسم,هل رسمك.؟)) (( أنني لم أجلس أمامه ليفعل ذلك أذا كان هذا ما تفكرين به.. أنت لا تعرفين الحقيقة, لكن توني لديه العديد من الفتيات)) (( لكنك تودينه, أليس كذالك.؟)) (( نعم طبعا .. من اليحب توني.)) (( يحنه.؟)) ..أستغربت ميرندا. (( كشقيق فقط)) قالت جيني موضحة بلطف. وضعت أحمر الشفاة ثم وقفت قائلة: (( حسنا, أنا جاهزة)) تنهدت ميرندا, نهضت عن السرير وأمسكت ذراع جيني بتودد وقالت: (( على أي حال.. أنني مسرورة لأنك هنا.. بوجود ثلاية شباب لهم ألسنة سليطة, فتاة لوحدها تحتاج الى دعم أنثوي )) كان الطعام شها خصوصا مع التعليمات والمداعبات المرحة التي يطلقها توني وميرندا لاسيما أن الوالد أدوارد نايت كان يحرضهما على الحديث والمناقشة. وقد أستمتعت جيني كثيرا بوجودها بين الجميع. بعد العشاء, أنتقل الجميع الى عرفة الجلوس.. كانت هناك شجرة عيد الميلاد الرائعة التي تزين الغرفة بأضوائها الساحرة. (( هل هي حقيقية .؟))...تسأءلت جيني بدهشة.
الفصل الرابع
((أن أنابيل لاتقبل بأقل من هذه ))..قال أدوارد نايت ملاطفا جيني ثم أضاف:((فهي حتى الأن التزال تملك قلب طفلة. وهي كل عام تبحث في السوق عن شجرة مناسبة, وتضطر الى أحضار أحد المهندسين كي يرتبها على أرتفاع الغرفة..ماذا يمكننا أن نفعل. جيني عزيزتي,تعالي وجلسي بجانبي حتى تنتهي القهوة فنحن بحاجة لأن نتعرف على بعض..أخبريني, ما رأيك بهذين الأثنين .؟)) طرح السؤال وهو يغمز بعنيبه الى حيث جلس توني وبجانبة ميرندا. أجابت جيني: (( يبدو عليهما أنهما يملكان العالم.)) أن الناس السعداء يشعرون بهذا أليس كذلك ؟)) (( أن الثقة بالنفس تجعل الحياة أسهل ولنفس السبب تصبح أجمل..)) (( روبرت مثلا..)) (( نعم.. صحيح .. لقد تأثرت بروبرت)) شعرت بالأحمرار يكسو وجهها وقالت: (( كنت أتوقع أن أجده يشبه توني.. لكن على العكس)) (( أنهما مختلفان.. أن العالم قد صنع لمتعت توني. أما روبرت فهو يملك حسا أبداعيا قادرا على تحقيق نتائج عظيمة وقد نجح في التلفزيون فما يخرجه يعتبر رائعا ومطلوبا. لكن لسوء الحظ هذا فقط في حياته العملية.)) تنهد أدوارد نايت لدرجة أثارت فضول جيني.. فأنتبه أليها قائلا: ((ربما كان ياعزيزتي ال يوافق روبرت , فالذين يعملون مثله يجعلون حياتهم مرتبطة. وحقيقة كونه لايزال يعيش في المنزل تعبر عن ذلك.. اعتقد أنه يجب أن أشكر السماء لانه على الأقل مازال يقدر الحياة العائلية))نظر الى زوجته ورقت تعابير وجهه ثم تابع: (( ما يحتاجه روبرت هو امرأة جيدة ربما سيتراجع عما يفكر فيه.. أنني لم أعد متأكد من أنه سيميز امرأة بعد الأن)) شعرت جيني بخيبة أمل .. وتساءلت, لماذا روبرت ساخر الى هذا الحد من النساء.؟ أنه بالطبع لن يبدي أي أهتمام بها. لاحظت أن أدوارد نايت ينظر أليها فارتبكت. (( لكن نحن لم نر توني منذ ستة أشهر, كما أن والدته..)) أبتسمت جيني قائلة: (( سيد نايت, لم أكن أعرف أنه من غير عادة توني يحضر أحدا الى المنزل أننا أصدقاء فقط.. توني رفض أن يتركني أقضي عيد الميلاد لوحدي بسبب..)) ((لقد حدثتني أنابيل عن خسارتك الكبيرة ))..قاطعها أدوارد نايت بتعاطف, ثم أضاف (( لابد أنك تشعرين بالوحدة, أنا أسف )) (( لم أعد حزينة كثيرا الأن . توني صديق مخلص, وهو دائما يساعدني عندما أشعر بالضيق.)) (( هذا فقط لأنه لا يحب الوحوه المتهجمة)) ..قال أدوارت نايت مبتسما. (( تقصد أن الشمس يجب أن تبقى مشرقة بالنسبة له))..أجابت مبتسمة بدورها. (( دائما يجب أن يكون الضوء صحيحا حتى يستطيع أن يرسم)) ضحكا معا ونظرا الى توني والذي اقترب منهما وسأل معلقا: (( ماذا يخبرك والدي عني.؟)) أجاب والده قبل أن ترد جيني: (( كم أنا مسرور برؤيتك حتى لو عيد الميلاد هو السبب في حضورك الى المنزل )) (( لا يمكنني ألا تقديم هديم هدية في مناسبة كهذه, ماذا أفضل من الموسيقا ؟ سأحضر الغيتار, جيني )) (( توني, لا ))..أحتجت بسرعة. (( لن يكون عيد ميلاد دون بعض الترانيم))..قالت الوالدة تحث توني. (( في هذه الحالة يجب أن يغني الجميع )).. أصرت جيني وهي تشعر بالخوف من تظهر موهبتها تجاه هذه العائلة. قال بيتر: (( أنا لا, فصوتي متدهور )) قالت جيني: ((لا يوجد أي عذر مقبول, ما يهم هو الروح )) قال الوالد: (( أنها على صواب بيتر. ليس هنالك رفض هذه الليلة)) كان الوقت قد أصبح متأخرا, وقد وافقت جيني في النهاية على أن تغني لوحدها فقد كانت سعيدة للغاية ولا تريد أن تفسد هذه الليلة برفضها.. على أي حال روبرت لم يعد بعد. أستلم كل واحد في العائلة أله موسيقية ورافقها بالعزف وهي تغني.لقد بذلت كل جهدها وشعرت أنها لوحدها دون أن ترتبك أو تتوتر لوجود أحد. أنتهت وساد الصمت للحظات. ورفعت رأسها لتجد روبرت نايت يقف على عتبة الباب. حدقا ببعضهما لفترة , بدأ قلبها يدق بسرعة. قال بيتر: (( أوه , مرحبا روب..)) حياه الجميع فدخل ليجلس بينهم. (( هل نجح البرنامج دون أي عقبات أو مشاكل .؟))..سأله والده. (( تقريبا)) تمتم روبرت. (( أما نحن فكنا نقدم برنامجنا الخاص))..صاحت ميربدا. (( هذا ما سمعته عند دخولي )) (( حسنا ؟))..أستفسر توني. (( حسنا ماذا.؟)) (( لابد أنك سمعت جيني تغني )) التفت روبرت وأبتسم لجيني قائلا: (( تملكين صوتا جميلا جيني..لقد تمتعت بما سمعت أخيرا, لكن هل هذا كل شيء.؟)) اللعنة على هذا الرجل المتعجرف.. تعرف أن صوتها ليس تجاريا وقد توقعت أن يتحمس لها أكثر. (( أذن أنت لم تسمعها تماما))..أصر توني ونظر الى جيني قائلا:(( هيا أسمعيه أغنية أخرى يجب أن تثيريه)) (( توني . أنا متأكدةمن أن أخاك قد سمع الكثير من الأغاني والترانيم اليوم .))..أجابت جيني . (( هل تمانعين , جيني ؟)).. سألتها السيدة نايت بلطف:(( اود أن يسمعك وربرت. روبرت تعال وأجلس هنا.)) جلس روبرت بجانب والدته..وترددت جيني للحظات ألا أنها فكرت بأنه من المخجل أن ترفض طلب العائلة, لذلك قالت: (( بما أنك لم تعطني الخيار سيدة نايت , أتمنى أن لا تمانعي لو أخترت مقطوعة من تأليفي..لقد كان والدي معجبا بالشعر القصصي بعد أن قأ لهنري لوسون ..أختار الأن النار في مزرعة روس.. لقد غنيتها لوالدي عيد الميلاد الماضي وأحب أن تسمعوها مرة أخرى.)) ودون أن تنتظر أي تعليق بدأت جيتي بالغناء. كان صوتها جميلا رائعا وأنتهت الأغنية بكلمات تعبر عن عيد الميلاد. عندما أنتهت لم تتجرأ على رفع رأسها.. وتذكرت متعة والدها بهذه الأغنية.. لكن فاتها الأن أن ترى النظرة التي تبادلها أدوارد نايت من أبنه روبرت. كسر بيتر الصمت قائلا: (( أنا أقول جيني, أنك كنت رائعة)).. علق بحماس. (( شكرا بيتر))..أبتسمت وهي تحاول مسح الدموع التي بللت وجهها. (( رائع ..حقا )) تمتم توني وأضاف (( لماذا لم تسمعيها لي من قبل, جيني.؟)) (( أعتقد أنها شخصية))...أجابت جيني بسرعة .
الفصل الخامس.
لم يقل روبرت كلمة واحدة. نظرت الية وتمنت لو تعرف ردة فعلة..لقد ألمها بصمته وخصوصا وأنها أنشدت الأغنية من قلبها. (( شكرا لك جيني))..قال أدوارد نايت:(( لابد أن والدك قد قدر أغنيتك كثيرا..أعرف ذلك , فأ،ا أعجبت بها أيضا)) شعرت بالأحمرار يكسو وحهها فقالت بلطف: (( شكرا لك سيد نايت )). وضعت الغيتار جانبا فحثتها ميرندا: ((لا, لا تتوقفي.. غني لنا أكثر)) (( لا ميرندا )).. قالت الوالدة ثم أضافت:((لقد تكرمت جيني علينا كثيرا هذه الليلة. شكرا لك ياعزيزتي..روبرت أنها تجربة..)) (( نعن, نعم..أنها كذلك)) ..تمتم روبرتبتردد. أزداد أحمرار وجهها..لاشك أن الجميع لاحظ سابقا ترقرق الدموع في عينيها..يجب أن تهرب من هذا الموضع.. نهضت واقفة: (( أرجو المعذرة, أنني مرهقة جدا..أذا لم يكن لديكم أي مانع, فسأذهب الى غرفتي)) (( بالطبع لا مانع جيني ))..قالت سيدة نايت بلطف..(( أتمنى أن تنامي جيدا..حسنا نراك في الصباح)) (( ليلة سعيدة))..تمتمت بسرعة وخرجت وكأن حملا ثقيلا قد ذهب عنها..لقد تمنت لو سمعت المديح من رجل واحد فقط لكن هذا لم يحققه لها. أخذتتتجول بغرفتها قلقة, لكن لم يكن أمامها سوى أن تنام. خلعت ثيابها ومسحت مساحيق التجميل عن وجهها..كانت عارية حين طرق الباب. (( جيني هذا أنا هل أستطيع أن أدخل ))..أتى صوت توني أرتدت الروب وأقتربت من الباب قائلة بتردد: (( ماذا تريد توني))..أنها بمزاج سيء وال تريد مقابلة أي شخص ألأن..تنهدت وهي تفكر أنها ضيفة توني,أنه يريد أن يحدثها . سمعت روبرت يتمتم في الممر:.(( حسنا بأمكانك أن تدخل, فهي ليست متعبة لهذه الدرجة.)) (( حسنا, تصبح على خير روبرت ))..قال توني وهو يغلق الباب بوجه روبرت الضاحك. شعرت جيني أنها ستنفجر وهي تسمع كلماتهما. طبعا أن روبرت لا يعتقد بأن زيارة توني لها بريئة.ورغم كونها معتادة على رؤية توني أحيانا وهو يضع غلى جسمه منشقة فقط, الا ان وحهها تجهم الأن وهي ترتدي الروب فقط . لو أن روبرت سيبدي بعض الأهتمام بها, فأنه لاشك قد غير رأيه بعد أن رأى توني يدخل غرفتها,ولن يعتقد سوى أنها قتاة دون أي أعتبار. لكن لماذا تهتم برأيه لهذه الدرجة.؟..لو كانت تعرف ما الذي أصابها منذ وصولها الى هذا المنزل لاستطاعت الأجابة عن هذا السؤال. (( ما الأمر.؟ لقد أصبحت شاحبة جدا))..سأل توني ببرود (( أنت تعرف بماذا أفكر ))..أجابت بحدة. ((أذن ماذا.؟روب ليس ناسكا, يا ألهي لديه الكثير من النساء, وأنا أراهن أنه لا يستطيع أن يتذكر واحدة منهن. (( هذا ليس موضوعنا وأنت تعرف ذلك ))..قالت غاضبة وأضافت..(( أنني لا أحب أن يعتقد شقيقك بأن بيننا علاقة كتلك التي برأسه الأن.)) (( حسنا, سأحاول أقناعه في الصباح, أذا كنت قلقة لها السبب.)) (( هل ستفعل.؟)) (( أفعل ماذا .؟)) (( تقنعه.)).. قالت بنفاذ صبر. (( نعم, بتأكيد سأخبره أنك مازلت عذراء..هل يكفي هذا.؟)) (( أخبره فقط أننا أصدقاء وال شيء غير ذلك.)).. قالت مصرة وكأنها ستفقد أعصابها. (( جيني,ماذا هناك .؟)) (( يبدو أن عائلتك كلها تعتقد أننا نخطط لمستقبلنا معا, وهذا محرج توني..)) (( أين الأحراج في ذلك .؟دعيهم يفكرون كما يريدون.. أنها ليست فكرة سيئة, فنحن متاهمان للغاية..لماذا لا تتزوجينني.؟)) نظرت أليه بعينبن ساخرتين وقالت: ((أود أن أقول نعم لأعلمك درسا لن تنساه..توني ,أنت متسرع كثيرا, لدرجة أنك لاتتمكن من رؤية الغبار.)) ((ن تتخلصي مني بهذه السهولة جيني,أنني أرى أن ترتيباتنا مناسبة جدا,الى جانب ذلك, فأنا معجب بك فانت عصفورة صغيرة مغردة, وأحب أن أكون بجانبك دائما.)) تنهدت جيني وجلست بجانبه على السرير. (( لقد كنت أغلب الوقات بجانبي توني..وأنك بغاية اللطف)) ((أوه..يمكن أن أكون أفضل ))..أقترب منها وأحاط عنقها بذراعيه. (( توقف عن الجنون.! أنت تعرف رأيي بك ))..صاحت به. تجاهل توني أحتجاجاتها وقربها منه أكثر: ((أستكيع أن أجعلك سعيدة للغاية, لو تلقيت بعض التشجيع..أنالا أحب أن أدفع, فذلك ضد مبادئي الشخصية, لكن ..أذا غيرت رايك..)) (( لا تفكر بذلك أبدا توني..ولا فأنك ستفسد كل شيء)) (( حقا)) (( أنت تعرف تماما أن هذا ما سيحصل. توني,لماذا تتصرف بهذا الشكل؟ هل اثر عليك تغيير الجو.؟)) رفع يده عنها. ثم أعادها الى ظهرها, وحين راى وجهها المتهجم سألها: (( ألا تشعرين بالملل جيني لعدم وجود شخص يشاركك حياتك..أعني..)) نظرت أليه بجديه,ثم نهت وسارت مبتعدة: (( لا, لا أشعر بلملل..لقد فهمت قصدك توني..عندما أشارك شخصا في كل شيء اريد أن أكون المراة الوحيدة في حياته,ربما يعتبر هذا جنونا بالنسبة لك,)) (( أنك جادة حقا..أنا أسف جيني,لم أكن أريد أزعاجك..)) (( لقد فعلت ))..قالت جينيبهدوء وضافت (( لو أنني كنت جميلة أو مرغوبة..))..ترقرقت الدموع في عينيها. لكنها تماسكت كي لا تنهمر على خديها. (( أوه, أنت حقا جميلة جيني))..قال تةني بصدق وتابع.((لم أكن أعرف أنك جميلة هكذا حتى رايتك تغنين الليلة.)) (( أن الفنان هو الذي يتحدث الأن توني ..))..قالت بحزن وكأنها لا تصدق. (( أنني كفنان أرى أن وجهك مثيرا للغاية ويشكل تحذيرا.. لكن كرجل أراك جميلة)) أبتعدت عنه وكأنها ضاقت من شيء ما. (( ماذا أفعل كي أفتح عينيك. وأجعلك تدركين الحقيقة.لست أنا الشخص الوحيد الذي يقول ذلك ..روب أيضا يقول أن جميلة.)) (( الأن أعرف بأنك تكذب..,))...قالت وهي ترتعش فحين تسمع أسم روبرت يذكر أمامها تتوتر

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا