البديلة

الفصل الاول
اليس شيلدون تواجه اختها البيرتا التي قررت عدم الذهاب الى اليونان للالتحاق بخطيبها. وحين تذهب بدلا عنها تدهمها احلام لم تكن تعرف لها شبيها في حياتها الرتيبة... السفر يفتح العقل... لكن ماذا ستجني اليس شيلدون من هذه الرحلة الى اليونان، سوى الاحساس الثيب بالدوران في الفراغ؟ يضيع نظرها وراء نافذه الطائرة، ولاترى الاوجه اختها الجميل المرتعب وصوتها الحزين: -آه،سيقتلني! كان صوت البيرتا العذب يرتجف قلقا وهي تقول: -لقد وعدته بالزواج والان اتهرب في اخر لحظة ، بعد ان بعت خاتم الخطبة لاشتري به بطاقة السفر الى سيلان.... لا، يا اليس ، لاتحاولي تغيير رأيي، سأذهب الى سيلان للقاء هاري، توقيت زوجته واصبحنا قادرين على الزواج، فانا لا احب ايوتيدس، بل كنت مولعة بماله، ولاشك انه يعرف ذلك، لان احدا لايمكنه التعلق بهذا النوع من الرجال. -ماذا تعنين؟ لم تكن اليس تعرف خطيب البيرتا، الرجل اليوناني الذي تعرفت اليه شقيقتها خلال رحلة قامت بها الى جزيرة كريت، كل ما تعرفه انه يكبرها بسنوات عديدة واضافت تقول: -انت لم تحدثيني ابدا عن خطيبك الثري اذن ... ماذا تعنين؟... -حسنا تيونيدس رجل معاق ، هذا كل مافي الامر. جزءه الاسفل مشلول كليا ، هل تريدني ان ارسمه لك ؟ فوجئت اليس بهذا الكلام غير المتوقع، ثم قالت: -وكيف بامكانه اذن ان يقتلك؟ -انت لاتعرفين الطباع اليونانية! هزت البيرتا شعرها الاشقر الناعم. وبعينيها الزرقاوين المختبئتين وراء النظارات حدقت في وجه شقيقتها واضافت تقول: -وخاصة ايونيدس بالذات-حراسه ومرافقوه يكرسون له روحهم وجسدهم . كلمة منه تكفي كي يضربوني حتى الموت! صرخت اليس قائلة: -لاتبالغي ، يااختي! الاشخاص المتمدنون لايتصرفون على هذا النحو. -طبعا، الاشخاص المتمدنون، لكن اليونانيين ليسو متمدنين على النحو الذي تعتقدين. انهم يتمتعون بشيء وحشي وبدائي يرعبني. ايونيدس رجل ثري يربح امولا طائلة بمراكبه البترولية وشاحناته ويكفي ان يرفع اصبعه الصغير ، ليطعه كل من يتعامل معه... انا احب هاري، ياليس، واخاف ان ينتقم منه. -انت تهزئين،يا البيرتا كيف باستطاعة رجل معاق الانتقام من شخص يعيش على مسافة الاف الكيلومترات من اليونان؟ هيا، اصمتي اذا كنت حقا لاتريدين الزواج من ايونيدس ، فما عليك الا مواجهته بالامر بصراحة قولي له ان هاري فقد زوجته وانك تعرفينه منذ زمن بعيد ومازلت تحبينه وتريدان الزواج، فسيفهمك جيدا ما دام ذكيا الى حد انه تمكن من الحصول على ثروة ضخمة . اجبت البيرتا بيأس ومرارة: -طبعا لا. تعرف اليس تماما الانانية المخبأة وراء مظهر شقيقتها الملائكي. وهذا الذي جعل هاري يتزوج من امرأة اخرى لكن زواجه لم يكن سعيدا. والان..... كلا، لاشك ان البيرتا تبالغ في الامر فاليونانيون ليسوا مهتمين للثار الى هذهالدرجة، لكن لم يسبق لاليس ان تعرفت على اي يوناني... كل ماتعرفه ان معظم الرجال بشكل عام يتجاهلونها وفي الرابعة والعشرين من العمر مازالت تعيش حياة رتيبة وبائسة: -تابعت البيرتا الحديث قائلة: -بالنسبة الى اليونانين، الخطبة تقيد مثل الزواج، لم يسمح لي ايونيدس بالعودة الى انكلترا الا من اجل شراء جهازي. ولما وصلت الى هنا تلقيت رسالى هاري من سيلان... وانا الان حرة للزواج منه و... - اذن كل هذه الملابس التي اشتريتها هي من مال ايونيدس دسكينوس، اليس كذلك؟ -طبعا! ومن اين لي المال؟ معاشي لايسمع لي بارتداء الملابس الفاخرة! والمال الذي تركه لي والدي تبخر منذ زمن طويل، آه، يا اليس عليك مساعدتي للتخلص من هذه الورطة! سألتها اليس بجفاف: -وماذا تريدنني ان افعل؟ ان اذهب الى كريت واقترح على ايونيدس ان احل مكان شقرائه الجميلة؟ صرحت البيرتا قبل ان تفهم مزاح شقيقتها. -ان تحلي مكاني؟ هل تمزحين؟ لاينظر الاثرياء الا الى النساء الجميلات... وهذا لاينطبق عليك ،ياعزيزتي المسكينة! ابتسمت اليس من دون استياء،لقد اعتادت من زمان على سخرية اختها ثم ،اليس واضحا داخل العائلة ان اليس هي الذكاء والبيرتا هي الجمال؟ -اسمعي، يالبيرتا، انت التي وضعت نفسك في هذا المأزق وعليك انت وحدك الخروج منه . لايمكنك الا ان تتحلي بالصراحة الكاملة معه، ولن يجد صعوبة في لقاء امرأة اخرى بجمالك. اجابت البيرتا بحزن: منتدى ليلاس -انت تغارين مني لان الرجال يهتمون بي بينما لاحد يهتم بالنظر اليك ،نعم، انني اشعر بالنشوة اتجاه اعجاب الرجال بي ... ولكن هاري هو الرجل الذي اريد وليس شخصا اخر ولن اشعر ابدا بالشجاعة لاقول ذلك لايونيدس ، اعتقد انني سأطير الى ميلان مباشرة. -وستحملين ثمن خاتم الخطبة! لم تكن اليس تغار من اختها الجملية المدللة، لكنها مضطربة لرؤيتها ترقص رجلا معافا بهذه الطريقة الوقحة، طبعا لم يكن الحب واردا في هذه القضية. لكن من هو الرجل الذي لايغضب عندما تتركه خطيبته بهذا الطريقة؟ صحيح ان الاثريا لايبالون بالمصاريف عندما يغدقونها على النساء الجميلات، لكنهم لايحبون ايضا ان يذهب المال بهذا الشكل. قالت لها البيرتا: -ارسلت له برقية وامل ان يتفهم الوضع. توقفت عن الكلام وعبر وجهها ظل قاتم فأضافت تقول: -انا خائفة ،ياليس ،طبعه قاس وعنيف، وتروي عنه امور كثيرة، لقد انتقم من الرجل الذي عذب شقيقته الكترا بطريقة رهيبة، كما انه مهتم بقتل خادمة الاولاد لانه اعتبرها سببا في اغرق ابن اخته المذكورة.... قالت اليس مرتعبة: -انها مأساة حقيقة! -نعم ، ما اقوله صحيح، والكترا اكدت لي صحة هذه الاقاويل ، كان ايوبيدي يحب الصبي حبا كثيرا ويعامله كابنه، وانتهى التحقيق يان الخادمة انتحرت، ولكن الرأي العام متأكد بأن ايونيبدس قتلها... هل تفهمين الان لماذا يرعبني؟ مهما تكن حيقيقة هذه القصة ، لاشك ان ايونيدس دسكينوس شخصية شديدة الخطورة: اخيرا قالت اليس: -نعم ، ومن الافضل لك الزواج من هاري، سأذهب بنفسي الى اليونان وسأشرح لهذا الرجل الثري الوضع بكامله. هتفت البيرتا فرحا: -آه، ستفعلين ذلك من اجلي؟ التخافين من غضبه؟ هزت اليس رأسها وقالت: -في كل حال، من الصعب عليه ان يسبب ضرار لجمالي. من زمان وهي مقتنعه بأن الفتاة التي ترتجي النظارات لاتجلب الرجال. ومن اجل ان تنسى حياتها العاطفية الفارغة،انصبت على العمل المتواصل، تخصصت في فن الرسم ونجحت فيه كليا، وكم من مرة جلست في المساء تحبك الصوف وتطرز الملابس ، وقرب الشاشة الصغيرة ، بينما تلبي البيرتا دعوات العشاء، والسهرات المنهمرة عليها من قبل المعجبين العديدين ، وكم من مرة سمعت كلمات الاطراء الكثيرة على اختها ورأت نظرات الاشمئزاز والشفقة حيالها، سمعت الضحكات الساخرة والمتآمرة ، لكن اليس المسكينة ، ذات القلب الدافئ والكريم ، كانت ترغب حتى الجنون في جذب انتباه الرجال اليها الا ان وجهها الصغير الهادئ والمتحفظ، المختبئ وراء النظارات لم يكن يجذب احد، لذلك من يستطيع معرفة حدة ذهنها ودفء عينيها؟.... هدنة تأسفات عاقرة.... الطائرة تحلق فوق مطار اثينا ، اقفلت حزام المقعد وبدأت الطائرة بالهبوط. ماذا ستكون ردة فعل ايونيدس دمسكينوس عندما يرى اليس بدلا من البيرتا؟ وافقت على القيام بهذه المهمة الغامضة ؟ اليس هذا جنونا؟ بعد نصف ساعة، حل الليل واوصل التاكسي اليس الى فندق ميثروبوليس، في قلب اثينا ، حبث حجزت غرفة لمدة اسبوع في مثل هذا الفندق الفاخر يتكلم المواطنون الانكليزية بطلاقة. الغرف كانت مشمسة ومريحة خلعت حذاءها وراحت تمشي على البساط الطري، ثم فتحت حقيبتها ووضعت امتعتها داخل الخزانة وقررت ان تتصل بمطعم الفندق وتكلب ان يحضر لها الطعام الى غرفتها. فرفعت سماعة الهاتق وقالت للصوت الذي اجابها: -اريد منك احضار الطعام الى غرفتي هل تتكلم الانكليزية؟ -نعم، ياسيدتي، انا اتكلم الانكليزية،ماذا تريدين؟ قالت اليس بتردد، مستغربة لهجة الرجل القاسية والغريبة: -اريد طبقا من "الموساكا" انه مصنوه من اللحم المفروم والباذنجان المقلي، اليس كذلك؟ -نعم، ياسيدتي ، انه طبق محلي لديذ الطعم هل بمكاني ان انصحك بتناول طبق من الكوسي المقلية معه؟ -تماما -هل تريدين قطعة شمام اولا وصحنا من الحلوى والقهوة في اخر العشاء؟ احمرت وجنتاها ووافقت قائلة: -حسنا لماذا هذا الصوت المتعجرف يحدث فيها توترا غريبا؟ -هل بامكاني ان اسألك عن اسمك وعن رقم غرفتك؟ -غرفة رقم 120 اسمي الانسة شيلدون بعد ثوان عديدة قال الرجل: -الانسة اليس شيلدون ،اليس كذلك؟ -نعم. -وصلت من انكلترا؟ اجابت باندهاش: -طبعا. -سيصل العشاء بعد قليل. اخذت اليس دوشا سريعا، ونظرت الى عينيها في المرآة ، هاتين العينين الرماديتين الزرقاوين الحالمتين اللتين لاتفارقهما النظارات دات العدسات السميكة. لماذا يعتبرها الاخرون مثل راهبة خالية من الانوثة, او فتاة صغيرة محتشمة وقبيحة؟ انها ترغب بالوقوع في الحب كأي انسان اخر . هل هي حقا غير جذابة؟ وعندما وقعت الدبابيس عن شعرها المرفوع انسدل شعرها الكستنائي على كتفيها كالحرير فوق بشرتها العاجية الملساء. وكانت البيرتا تردد على مسامعها مرات عديدة قائلة: -لاتعرفين الاعتناء بجمالك. لماذا ترفعين شعرك كعكة الى الوراء وتخبئين عينيك وراء هذه النظارات القبيحة ! من الافضل ان تضعي عليها الكحل والظل، فتصبحان كبيرتين وجذابتين! وكانت اليس تجيبها: -وما فائدة كل هذا ؟ الرجال لاينظرون الى امرأة ترتدي النظارات. -اخلعيها اذن! -وكيف ترى؟.... راحت اليس تستمع بماء الدوش الساخنة. بشرتها لم تلوحها الشمس مثل بشرة البيرتا التي تقضي عطلات الاسبوع على شاطئ البحر برفقة شلة من الاصدقاء. ولامرة دعيت اليس الى الانضمام الى هؤلاء... فوجود البيرتا يعني دائما المرح واللعب ، اما وجود اليس فيعني الكتب ودفاتر الرسم وبيمنا كانت تتمتع بهذا الحمام راحت تفكر وتقول لنفسها : آه لو ابذل جهدي كي اتشبه قليلا باختي لو اعطر نفسي وارتدي ثوب الموسلين الزهري الذي اشتريته خصيصا لهذه الرحلة هل اجرؤ على الظهور بهذا الفستان الشفاف عندما يدخل خادم الفندق الى غرفتي جالبا لي العشاء؟ البيرتا لا تترد لحظة واحدة. تحب ان تكون قبلة الانظار ... آه يالهي كم اتمنى ان ارى عيني رجل ترتجفان لدى رؤيتي .. عمري 24 سنه ولم اتمتع بعد بهذه السنوات لا ينظر الرجال الي الا بلا مبلاة وتهذيب هل صحيح انني غير قادرة ان اثير اعجاب الرجال ولهفتهم؟ بعد ان جففت جمسها وضعت البودرة ذات العطر الرفيع ثم ارتدت فستانها الزهري فوق بشرتها المعطرة واحتلها الخجل . لماذا هذا العطر وهذه الملابس الثمينه الوقحه ؟ اي حيوان احتلها لصرف هذا المبلغ من المال لشراء امتعة السفر؟ هل كانت تأمل بالسر لقاء الرجل المناسب في بلاد اليونان؟ نركت شعرها ينسدل على كتفيها وقررت عدم ارتداء نظارتيها لئلا تفسد مظهرها الجميل ثم ابتسمت لنفسها امام المرآة وقالت: الا تخجلين ايتها المجنونه ؟ اي لعبة تلعبين ؟ هل تلعبين دور اليس في بلاد العجائب ؟ ماذا سيفكر الناس عندما يرونك هكذا ؟؟ فجأة سمعت طرقا على الباب . فتحته ودخل الخادم دافعا امامه طاولة الطعام وشعرت اليس فجأة بالخجل . لمذا خطر ببالها ان تقلد اختها ؟ واحست نظرات الرجل تحدق بها ثم قال وهو يدل الى طاولة مستديرة صغيرة موضوعه بين نافذتين مفتوحتين على الليل والسماء المليئه بالنجوم: -هل ترغبين في ان اضع الطعام على هذه الطاولة؟ يالهي! انه الصوت نفسه الذي سمعته على الهاتف! نظرت الى الخادم بطرف عينيها. كان ممشوق القامة. بشرته البيضاء تظهر بوضوح عينيه وشهره الاسود. اشتبكت نظراتهما وارتجفت اليس في داخلها . هل يعرف انها لاترتدي الا هذا الثوب ولاشيء سواه؟ -لقد... هل انت من اجابني على الهاتف ، منذ قليل؟ -نعم. ثم توجه لتحضير الطاولة. وما ان انتهى حتى تجمعت رائحة الموساكا، ارجاء المكان، فتذكرت اليس انها تتضور جوعا. -كل شيء حاضر... وضع كرسيا امام الطاولة وترددت في اجتياز الغرفة امام نظراته الفاضحة، وفي فستانها الشفاف الضيق. لكنها اقتربت اخيرا من الطاولة في وقاحة لم يسبق ان شعرت بها من قبل ، قدماها تعترثا ببساط صغير لم تره وكادت ان تقع لو لم يقفز الخادم الى الامام ويوقفها. فاتعلقت ذراعاه حولها بقوة، كالفخ الحديدي.. وخلال لحظة قصيرة بدت لها ابدية ، شعرت بقبضته، فنظرت اليه وتفحصت ملامحه. بشرته السمراء وفمه الكبير وحاجباه العريضان وانفه المستقيم... حاولت التخلص منه بجهد وهي تقول: -انا .... حسنا ... شكرا... بعد ثوان عديدة بعدها عنه وتوجه الى الباب وقال: -سأعود بعد قليل لاخذ الطاولة يا آنسة. اختفى بسرعه ووجدت اليس نفسها وحيدة وسط الغرفة، ترتجف كورقة في مهب الريح ، لاول مرة في حياتها يضمها رجل بين ذراعيه بهذه القوة! شيئا فشيئا استعادت برود اعصابها وراحت تؤنب نفسها. ثم جلست على الكرسي ووضعت الفوطة على حضنها وراحت تسكب لنفسها الموساكا. هذا الخليط الشهي الؤلف من الباذنجان واللحم المفروم والجبنة وخالصة الطمام، توجهت نحو النافذه وراحت تحتسي قهوتها وهي تتأمل اضواء المدينة. غدا ستذهب لاكتشاف اثينا... امامها الوقت كله قبل الاتصال يابونيدس ديسكينوس. القهوة التركية كانت حلوة ومرة في ان واحد، فجأة شعرت بالبرد، فاعلقت الستائر السميكة وتنهدت وملأت فنجان قهوة آخر, عملها كان ينسيها الوحدة المزبرة التي تعيشها، لكن في هذا المساء بدأت تشعر بالوحدة القاسية، في هذا البلد الغريب وفي لباس انيق كانها على موعد... مع حبيب ما؟. تثاءبت وجلست في المقعد وشعرت بالتعب بعد قليل ستتوجه الى فراشها تستغرق في النوم كل اشواق قلبها العطشان الى الحب، يا لسخرية القدر! وضعت فنجانها على الطاولة واتكأت على الوسائد، عيناها ثقيلتان لكنها لاتريد الذهاب الى فراشها قبل ان يأتي الخادم ليأخذ الطاولة، اذا رآها هذه المرة في قميص النوم، الله وحده يعرف ما سيدور في رأسه تبا لك ولا حلامك السخيفة! لاشك ان لهذا الرجل زوجة واولادا يحبهم. هل لاحظ ما انتابها حين اقترب منها في اللحظة المناسبة؟ تعيش كبتا وحرمانا؟ حبست زفراتها. اي جنون ان تأتي الى اليونان... بلاد افروديت" رمز الحب الذي الشق من المياه وبلاد فيولون ، ابن الثورة رمز الجمال الكامل... غداستعود الى قناعها الطبيعي ، بكعكتها المرفوعة ونظارتيها السميكتين ولباسها المحتشم ، تشعر الان بالوحدة اكثر من قبل نعم، غدا ستنسى هذا اللقاء القصير مع ابولون الجميل، ذي الشعر السميك والعينين اللوزيتين اما هي فليست سوى ابنة رزينة وجدية، تدعى شيلدون، فتاة لاتجذب الرجال. اطلقت زفرة لا ارادية وتحددث في مقعدها بارتياح وتناثر شعرها حول وجهها وكتفيها وغطت في نوم عميق. وراحت تحلم. وفي الحلم رأت ايولون الجميل من جديد هو يلفها بعباءة سوداء واسعة ، راحت تتخبط في البداية، لكنه في النهاية حملها الى جزيرته المشمسة

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا