أنت لي

رواية ( أنت لي )
للكاتبة: هيلين بيانشين
الملخص
"ماذا كان يمكنها ان تهدى رجلا يبدو انه يملك كل شئ؟وبعد بحث مرهق قررت ان تهديه ولاعه مذهبه من صنع احدى اشهر الشركات العالميه وعلبه سكائره وحفرت على كل منهما الحرفين الاولين لأسمه". ...هكذا كانت سالى...فتاه عاديه ذات ماض متواضع علاقات طبيعيه جدا,لكنها التقت لوشيانو اندريتى فى ظروف شديده الصعوبه وكان عليها ان تتزوجه انقاذاّ لأبيها من الافلاس والهوان وبدا واضحاّ منذ اللحظه الاولى ان اندريتى يعرف بالضبط ما يريد,يمتلك بلا هوادة كل ما يعود اليه,وان سخريته وتهكمه يصفعانها بعنف.أقسمت بأنه سيندم على اليوم الذى أرغمها فيه ان تتزوجه بدون حب وكانت تنوى محاربته الى ما لانهايه.........
الفصل الأول
فيليب وفالييب
يهطل الرذاذ الرمادي المزعج جاعلا المنظر وراء النافذة أكثر رطوبة وكابةمن العادة, وهو منظر لم يكن يوما مثيرا لاعجاب احد, باي حال, اشاحت نيستا بوجهها عن هذا المشهد الكئيب واجتاحها الشوق الى سماء خواماسا الزرقاء الخالية من الغيوم, وقبابها وأسوارها البيضاء المنتمية الى الفن المعماري البرتغالي, تلمع في الاشعة الذهبية, ذات يوم, لم تكن تميل الى تلك الابنية القديمة على الرغم من جمالها الصافي وهي الان موطنها, بينما باتت برييطانيا حيث ولدت, غريبة بالنسبة اليها, وفي لهجة طيبة تذمرت قائلة: "يا له من مناخ متقلب". التفتت اليها الممرضة الشابة التي كانت توضب شراشف السرير مجيبة: "يبدو انك ما عدت تعتبرين نفسك انجليزية بتاتا يا انسة بروتون". منتديات ليلاس وانتصبت الممرضة جيني مارسدين, واقفة تسوي مريولها الأبيض الناصع وتضيف: "احيانا انا نفسي احسدك على جزيرتك المشمسة". وقبل ان يتسنى لنيستا الاجابة ظهر في الباب ممرضة اخرى, قبعتها البيضاء المنشاة وبزتها الزرقاء الغامقة ومريولها الابيض, من شانها ان توحي لمن يعرف مستشف سانت كريستوفر انهاممرضة ذات مرتبة مرموق, لكن بالنسبة الى نيستا ليس هذا وحده ما لفت انتباهها, هناك شيء اخر اثارها, علما بانه لا سبب لذلك من الوهلة الاولى. فلم تكن الفتاة بجمال السمراء الصغيرة جيني مارسدين- او لعلها كانت - ربما هناك شيء يتعدى الجمال بحد ذاته. فملامح الفتاة الشاحبة شحوب ما بعد المرض, اضفت عليها سحرا فاتنا, وهجباها الكثيفان الناشئان الطويلان, يلقيان نظرة ارتياب الى العام, كانهما يخفيان سرا لا يباح, وراء جبينها الابيض الناعم, وفي نزوة غير متوقعة, تخيلتها نيستا في ملابس فضفاضة من القرون الوسطى, كساحرة جميلة, بدلا من ملابس الممرضة ذات الطابع الرسمي. وبصوت رقيق لا يخلو من رنة باطنية زادت في قلق نيستا بلا سبب واضح, قالت لجيني: "عندما تنتهين تريدك رئيسة الممرضات في المكتب". "حسنا" اجابت جيني "تقريبا انتهيت". وانسحبت الممرضة ذات العينين البنيتين بانحناءة من راسها وابتسامة شملت المريضة وغابت في صمت كما جاءت, قالت نيستا مندهشة وهي ما زالت تراقب المدخل لعلها تحظى بلمحة من الفتاة: "من تكون؟" قالت جيني بصوت خفيض "انها الممرضة مورغانا كارول". وخيل الى نيستا ان جيني متحفظة في ردها, فانطلقت قائلة بشعور يصعب تفسيره" " هناك شيء ما حولها...." وأضافت: "كانها تبتسم في وجه الموت". قالت جيني: "الا تعرفين...؟" وتوقفت فجاة كانها تبينت ان ما ستقوله لن يروق لتلك الممرضة النحيلة المديدة القامة, وبحركة الية غادرت قائلة: " يا الهي يجب ان اسرع, رئيسة الممرضات تسخط اذا جعلتها تنتظر ". باتت نيستا متجهمة الوجه بعدما وجدت نفسها وحيدة في الغرفة. حاولت في حذر شديد تحريك ساقها تحت الغطاء. يا لها من وقعة بعد غياب 15 عاما عن بريطانيا وفي زيارتها الاولى,أصابها التهاب الرئة واسقطها الدوار عن السلم فكسرت ساقها قبل ان تدرك اهمية مرضها. التهاب الرئة والكسر في الساق وضعاها في حالة سيئة, لكن شعورا غريزيا اخبرها ان مايجول في راس تلك الممرضة الصغيرةاخطر كثيرا من حالتها. وكانما افكارها استحضرت الممرضة كارول الى الغرفة من دون ان يخطر لها ان نيستا كانت تفكر فيها على هذا الشكل. وقع نظر كارول على امراة في حوالي الخامسة والاربعين من عمرها, شيب شعرها سابق لاوانه, ويبدو انها طويلة القامة رغم استلقائها في السرير, قالت كارول بصوتها الناعم الجذاب: " صباح الخير انسة بروتون, انا مكلفة بتمسيد ساقك فارجو ان تحتملي ذلك". فابتسمت نيستا وقالت: "اتوقع ان اتحمل ذلك." ومالت براسها هاجسة واردفت: "لا اظنني رايتك قبل ان المحك قبل قليل؟" اشارت ارول براسها مجيبة: "لا اعتقد, لانني كنت مريضة". كان صوتها متساويا صحيحا فوق العادة, وكانت نيستا متاكدة من وجود شيء تحت هذا الغطاء الظاهر. إضافة رد ليتني اعود طفلة 02:08 AM 06-03-11 أضافت كارول: "عدت للتو الى عملي." وهي تنزع الغطاء الذي وضعته رفيقتها منذ فترة وجيزة, لم ترفع نيستا نظرها عن راس الممرضة المنحني, بينما راحت الاصابع الحازمة والرقيقة تدلك ساقها المعطوبة, ترى ماذا يخفي هذا القناع الباهت من رباطة الجأش؟ قالت نيستا: "اخبريني ايتها الممرضة, كيف يمكنك ان تحافظي على هذا المنديل برصانة في مكانه؟" ابتسمت كارول من دون أن توقف عملها اجابت: "انها الممارسة والخبرة القديمة, عندما كنت في طور التدريب كانت رئيسة الممرضات توبخني دائما بسبب قبعتي, والمنديل اسهل بكثير لكنه يمكن أن يؤدي الى مضايقات احيانا." فكرت نيستا "انها كفؤة ومحايدة بشكل لطيف, لكن الا توجد طريقة للوصول الى ما تحت الغطاء؟ ومن حيث لا تدري خطر لها ان تقول: "احيانا افكر في ما قد يقوله فاليب عن الممرضات هنا." "فاليب؟" قالت كارول من دون ان ترفع راسها. وبالكاد سمعت الاسم, اذ كان عليها ان تركز بقوة على ما كانت تقوم به لئلا تنزلق افكارها الى ما اطلعت عليه في مكتب مارتون, رئيسة الممرضات, وهي لا تريد التفكير به, حتى تحين لحظة مواجهة الواقع. " انه الماركيز فاليب مانويل رويث دي الفيرو ريالتا ". لفظت نيستا الاسم باعتداد ذاتي واضح لانها تعلم انه اذا كان من شيء يمكن ان يكسر الجليد بينهما فهو هذا. وبالفعل حصلت على ما ارادت عندما رات الممرضة الشابة تنظر اليها مضطربة من خلال سيطرتها على هدوئها لتقول ببرود "يا الهي من يملك اسما كهذا؟" اجابت نيستا: "انه سيد خواماسا." وعيناها الزرقاوان تلتمعان. واضافت "فاليب لا يؤمن بعمب النساء واستقلالهن." عادت كارول الى التدليك وعلى شفتيها شبح ابتسامة ساخرة وقالت: "انه احد اولئك العتاق الذين يفكرون بان المطبخ والزواج مهنة المراة الوحيدة". واتسعت الابتسامة في عيني نيستا وهي تفكر بان كارول من نصيرات تحرير المراة, ربما يكون الموقف مثيرا لو التقت كارول بسيد خواماسا الرائع. عاد قناع الحزن ينتاب وحه الفتاة, وعرفت نيستا ان كارول تهجس من جديد بالشيء الذي يعذبها فاكملت مصممةعلى تبديد الكابة ولو لوقت قصير: "قليلون هم الرجال الذين ما زالوا يفكرون هكذا كما اظن." واضافت: " لكنهم يخفون رغبة في الحماية والعطف." اجابت كارول: "ربما كذلك." ولم يكن ذهنها كله مركزا على هذا الموضوع. ثم اضافت: "ما هي جنسية سيد خواماسا هذا, باسمه الطويل العريض". "برتغالي". أومات كارول براسها كانما هذا يفسر كل شيء, وانحنت من جديد على عملها, انه واحد من هؤلاء اللوردات الاقطاعيين القدماء الذين ما زالوا يعيشون في مناطق غير عصرية من العالم. وتساءلت جزافا حول موقع خواماسا, غير ان تشتت افكارها اعادها الى الشيء الذي لا تريد التفكير فيه. قالت نيستا وفي صوتها شيء من المداعبة: "انك لا تبدين اهتماما بالموضوع" واضافت "غريب معظم الفتيات يعجبهن فاليب". اصطنعت كارول ابتسامة خافتة, فربما كان يهمها ان تعرف شيئا حول نبيل برتغالي يملك جزيرة في مكان او اخر, غالبا في خط الاستواء تدعى خواماسا, لكنها الان لا تستطيع ان تشغر باي فضول. "فيليب" كان الرجل الوحيد الذي شغل عقلها وعلى الرغم من التشابه بين الاسمين فلا شيء يجمع فاليب بفيليب. قالت كارول بابتسامة ونظرة خاطفة: "يمكنك الاستمرار في الحديث عنه" ثم اضافت قائلة: "ذلك يساعدك في صرف انتباهك عن الالم". وعن شيء ما يدور في خلدها فكرت نيستا بشراسة بينها وبين نفسها. ثم قالت بصوت مرتفع: "جاءت عائلته الى الجزيرة في اوائل القرن السابع عشر وبالطبع جلبوا معهم كل اتباعهم. واكتشفوا مدينة لورنزيتو وشيدوا فيها قصر "البالاسيو". رفعت كارول حاجبيها قليلا. ففي النهاية, ورغم ما يجول في خاطرها انه شيء مثير هذا النبيل البرتغالي الذي يعيش في مكان يدعى "البالاسيو". "اكملي". قالت بضحكة خافتة واضافت: "انت على حق, بدات اهتم بالموضوع". اخفت نيستا ارتياحها واستطردت كتفادية ان تكون لهجتها كدليل سياحي: "البالاسيو بناء جميل ومخيف حسب اعتقادي, لكن فاليب ينسجم والقصر تماما". اردفت كارول: "ربما لانه هو ايضا مخيف". وافقتها نيستا قائلة: "اعتقد ذلك, انه لا يملك معظم اراضي الجزيرة وحسب, بل لديه ممتلكات في البرتغال كلها وفي اماكن اخرى من العالم على ما اعتقد". ابتسمت كارول لنفسها, اذا يبدو الامر كحكايات الجن, لكن في الخرافة يكون الامير شابا جذابا, والواقع انه لا بد في خريف العمر, سمين ولديه معدة كبيرة وربما على وشك الصلع". في اخر هذه الادانة ابتسمت كارول لنفسها باستغراب وتساءلت: "لماذا تشكلت تلك الصورة التي بقيت بذهنها لبرهة. وعندما انتهت من غرفة نيستا خاجة الى الجناح, تناسته بسرعة. وصل الخبر بصورة ما الى المرضى, لا احد يعرف كيف, مثل طبول الادغال التي لا يمكن تجاهلها, وكانت كارول منتبهة اليهم يراقبونها تسير في طول جناح المستشفى قبل ان تغادره في نهاية يوم العمل, كانت تحس عيونهم تطاردها ولم تكن شفقتهم في موضعها مع انها نابعة من تاييد داخلي لها, مصدره الامهم بالذات. " ايتها المرضة ". ترددت كارول عندما سمعت صوت امراة تناديها ثم التفتت نحوها, واصدرت تنورتها المنشاة حفيفها المعهود, وارتدى وجهها ابتسامة وظيفية براقة لا تشبه ابتسامتها الفاتنة المعروفة. وتساءلت: "كيف حالك يا سيدة روبنسون؟ ثم اضافت: هل كل شيء على ما يرام". اجابت السيدة روبنسون" :انا على ما يرام". غير ان نبراتها الطفيفة اوحت ان لديها شيئا اخر يهمها, وعرفت كارول ما هو. لكن من الصعب عليها ان تقطع الحديث وتكمل طريقها, ولو كان ذلك ممكنا لفعلته. كان فضول السيدة روبنسون قاتما لحد لم تعد معه قادرة على الاحتمال, ذلك الصباح. مع ذلك لا يمكن تجاهلها, وهيتحدق فيها كانها تريد اختراق ذاك الجبين الابيض لترى السر المميت وراءه "هل صحيح...؟" غير ان السيدة روبنسون خانتها شجاعتها ولم تكمل. فاردفت كارول بالنبرة نفسها: "هل تعنين اني ساموت خلال ثلاثة اشهر؟" واضافت: "نعم صحيح وهناك منطقة ضغط في دماغيلا يمكن ازالتها." ثم ابتسمت بتهيب وهي تكمل دربها خلال الممر الطويل. المطر ما زال ينهمر رذاذا رماديا خارج زجاج المهجع الصغير حيث تنام كارول مع رفيقتها جيني. وبالرغم من جلوسها قرب الستارة المكشكشةالتي تجعل الغرفة أكثر الفة, لم تكن كارول تعي شيئا عن هطول المطر في الخارج. الى متى ستظل قادرة على اكمال العمل وسط اجواء الفضول والعطف؟ ليس الجميع مثل السيدة روبنسون, بل كان عطف معظم المرضى انها لا تريد الشفقة, لا تريد العيون تنصب عليها كلما جاءت الى الجناح, فتعرف انهم يفكرون: " ها هي الفتاة التي ستموت بعد ثلاثة اشهر." وتبين لها انها بدات بالفعل تكره اولئك المرضى الذين يشبهون السيدة روبنسون لانهم جعلوها تشعر بالغربة وضرورة الابتعاد عن العلم, وهم يهمسون خفية او يثرثرون فيما بينهم, لم يكن بملئ اختيارها هذا الضغط القاتلعلى الدماغ, بل بسبب غبائها, وما تزال لحظة معرفتها بالامر ماثلة امامها في رهبة مرعبة. كن هناك صمت في الغرفة, ليس صمتا ممضا او متوترا, انها وطاة الماضي. كل الكلمات قيلت واسوا ما فيها بات معروفا, بياض وجهها لم يتغير في اي حال. كان خاليا من الانفعال, وعندما رددت كلمات الطبيب فاجاها هدوء صوتها. " لا امل ابدا". منتديات ليلاس قال الطبيب: "ليتني استطيع تقديم بعض الامل ولكن..." كان صوته عميقا يحاول ان يكون جازما, لكنه انساني لابعد الحدود, واضاف: "من القسوة ان اخبرك بهذا الشكل, لكن يكون الامر اسوا لو اخفيته عنك. فهكذا يمكنك ان تقرري ما يمكنك فعله, بالوقت الباقي". واستدار نحو النافذة يحدق فيها, بينما وجدت كارول اهتماما عابرا في التحديق بتجاعيد ستره البيضاء الناصعة, حتى التفت نحوها قائلا: "حسب معرفتي, ان الجراحة اللازمة لم تحصل سوى مرة واحدة كتجربة وما صدق احد انها ستنجح". "وهل نجحت؟" "نعم ...ولا, فالعملية بحد ذاتها يبدو انها نجحت... غير ان الفتاة ماتت بعد ساعات قليلة, ربما بسبب عدم قدرتها على الاحتمال. غير ان الجراح وضع اللوم على نفسه, اذ كانت المريضة شقيقته, وتوارى... البعض يقول انه انتحر". ثم اضاف: "كان الوحيد الذي يمكنه مساعدتك... لكن احدا لا يعرف مكانه, ربما مات كما يقول كثيرون". "فهمت وهذا ينهي كل شيء, اليس كذلك؟" ومرة ثانية فوجئت بهدوء القبول في صوتها, ثم تبددت المفاجاة, فالمرضى من هذا النوع يظهرون بمظهر الخبال عندما تواجههم الحقيقة التي لا بد منها, لم تكن هناك اسئلة حارة في خلدها, كما حدث عندما تلقت رسالة فيليب, حتى انها ضحكت, وتذكرت كلمة بكلمة ما قالته. "طريف." لاحظت نفسها بتعجب. "فكرت انني عندما فقدت فيليب ساموت, لكنني لملمت نفسي ووجدت ان الحياة تسير رغم كل شيء." اما الان فتبين لها انها لا تسير, فقدت فيليب وبعد ثلاثة شهور ستموت. "وفيليب." سالها الطبيب "هل تريدين تبليغه؟" "كلا لا اعتقد." واضافت: "الامر لم يعد يعنيه. كنا مخطوبين وافترقنا." وعادت بها الذاكرة الى اليوم الذي تلقت به الرسالة الحاسمة, لم يكن قابلا للتصديق انه بدا مثل كل يوم اربعاء. وجدت نفسها منبوذة, الرسالة تقول ذلك بكل وضوح وبدون اي ظرف, لم تكن اول فتاة يحصل لها هذا ولن تكون ابدا اخر واحدة. لكنه شيء خيل لها انه يحصل دائما في الكتب, او لفتاة يعرفها الواحد او يسمع عنها. قبل وفاته قال لها والدها: "لا تفقدي الايمان بالحياة." وكان من الصعب ان تحافظ على ذلك الايمان لدى وصولالرسالة التي اخبرها بانها لم تعد تنتمي الى فيليب, وانه يريد فتاة اخرى. وهي ترعرعت معه, احبته منذ الطفولة وعشقته كامراة. وجاءت الرسالة تاخذ الحب. ثم جاء الحادث ياخذ الحياة. عضت على شفتيها حين فكرت بكل ذلك, اما جيني التي كانت تكتب رسالة فالتفتت نحوها, وعلى جبينها علامات القلق, لتقول: " هل انت بخير كارول, اعني..." ثم سكتت, مستغربة, برغم انهما صديقتان منذ مجيئها الى مستشفى سانت كريستوفر. والتفتت كارول مبتسمة وقالت مطمئنة رفيقتها: " انا بخير. " ثم اضافت: "لن اشعر بالالم لبعض الوقت كما تعرفين." لن يكون هناك الم حتى النهاية تقريبا, من دون انتباه عندما التفتت, حانت منها نظرة الى نفسها في المراة. ولم يكن هناك ما يشي بالشيء الرهيب الذي سيحصل لها. لم تكن تريد الموت, اولا فيليب ثم هذا... الحب والحياة. جرفتها افكارها الى يوم الحادث, يوم اعادت بالبريد الى فيليب خاتم الخطبة. وغادرت مكتب البريد زائغة لا ترى حولها, غير متيقظة على غير عادتها. من بعيد سمعت ازيزكابح سيارة, ثم لطمها شيء ما بعنف ووحشية. تبددت الامها على التو, كل افكارها اختفت, كان ظلاما مريحا حيث لا شيء يزعجها لا شيء يحصل وبالتالي لا شيء يؤلم. لكنه لم يستمر. بل كانت هناك ايام من الالم وثمة شيءينغز ذراعها حتى شفيت تماما, وعندئذ اخبروها الحقيقة كاملة. اشتغلت كارول بجد ونشاط في الايام المررة المتعاقبة, فمضى اسبوع واسبوعان واذا بها مولجة بامر نيستا وحدها, حتى بدات تعرفها وتحبها, كذلك كبر اعجاب نيستا وحبها بسبب هذا القرب, لكنها لم تدع الفتاة تعرف شيئا عن خطتها المتنامية ببطء خلال ذلك الوقت. ولم يدر شيء بخلد كارول حتى ارسلت ما ترون رئيسة الممرضات تطلبها ذات يوم.للوهل, عندما شاهدت الطبيب الذي اخبرها بمرضها في المكتب رات بصيص امل يتعلق بشفائها لكنه سرعان ما تبدد عندما تحدثت ماترون. قالت بوضوح: "هل تحبين الانسة نيستا بروتون؟" فوجئت كارول وقالت: "نعم, احبها كثيرا." فاضافت ماترون: "هل تودين العودة معها اذن الى خواماسا؟" وكادت كارول ان تتكلم معربة عن دهشتهاغير ان الرئيسة اوقفتها واستطردت: "لحظة قبل ان تجيبي, اريد ان اوضح الاسباب كاملة, الانسة بروتون كما تعرفين اخرجت ساقها من الجص وتخضع لعلاج من شانه تشغيلها اكثر. ستكون بحاجة الى انتباه لكنها تفضل العودة الى خواماسا في اقرب وقت ممكن. فهي معتادة المناخ الاستوائي وغير قادرة ان تتحسن هنا كما توقعنا. نعتقد انه في صالحها ان تعود. ويجب ان يكون معها شخص يوليها الاهتمام المطلوب, وهي سالت اذا كان بامكان هذا الشخص ان يكون انت. في الاحوال العادية ما كنت لانظر في الامر الا اذا تقدمت انت يطلب التسريح من الخدمة. منتديات ليلاس ومع ذلك شعرت اخيرا انك لست سعيدة في عملك ولا اعني ان عملك اصيب باي علة. لكنك متورة كثيرا ويمكن ان تجدي الوضع اسهل في مكان لا يعرف فيه احد شيئا عن حادثك وعواقبه." لم تجد كل ما تقوله وهي تتمتم: "انا...انا..." فما كان يخطر لها ان ما ترون التي تبدو دائما قاسية المشاعر, طاغية بالنسبة الى رفيقاتها, يمكن ان تفهم كل هذا وفي هذه السهولة. وتدخل الطبيب واقفا بسترته البيضاء ناظرا اليها من فوق: "انا بالنسبة الى الشيء الاخر.... فهمت ان هناك مستشفى في الجزيرة وسنرسل تفاصيل وضعك اليهم..." قاطعت كارول متناسية للحظة تقاليد المستشفى: "لكنني اعتقد ان احدا لا يجب ان يعرف شيئا عني هناك." وعبرت هذه المقاطعة بلا تعليق ثم اضاف الطبيب: "هناك طبيب سويسري مسؤول عن المستشفى ساعطيك ظرفا يحوي على تقارير ونسخ عن صور الاشعة, وسنطلب اليه الا يفضي بشيء, ستحتاجين الى بعض المساعدة في النهاية يا عزيزتي, كما يمكن ان يقع لك شيء قبل ذلك وسيهتمون بذلك ايضا." "ناقشي الامر مع الانسة بروتون قبل ان تقرري." سمعت كارول صوت الانسة ماترون تقول ذلك ولا تعرف كيف وجدت نفسها خارج الباب وفي طريقها الى غرفة نيستا التي كانت مستلقية على سريرها بادية الضعف, من اثار النزلة الصدرية وساقها المكسورة. لدى دخولها الغرفة حيتها نيستا بصوتها الاجش قائلة: "يبدو ان ماترون اخبرتك بالعرض." اومات كارول براسها قائلة نعم. ولم تكن هذه الكلمة كافية واضافت: "لماذا تريدين اصطحابي معك الى خواماسا." "لاسباب عديدة يا صغيرتي." وتخلت نيستا عن لهجتها الرسمية لتقولبصوت باهت بعيد: "اولا لانني اريد تغيير المناخ فقد عودت الجو الاستوائي, واريد العودة الى خواماسا باقرب وقت, في المستشفى يقولون ان ساقي تحتاج مقدارا كبيرا من العلاج, لذلك, وهنا السبب الثاني, علي ان اصطحب معي ممرضة لشهرين على الاقل. ثالثا انا اكن لك كل مودة وانت بالتالي بحاجة الى الابتعاد عن هذا المكان واتمنى ان تاتي معي." واضافت كارول مستغرقة في افكارها كانها تحدث نفسها بصوت مرتفع: "لا احجة باحد ان يعرف. انت لا تحبين الشفقة, اليس كذلك؟ ولن يكون بامكانك احتمال الامر هنا لمدة اطول مهما احببت عملك." وكانها ترضخ للامر وجدت مفاجاة في صوتها وهي تجيب: "كلا لن احتمل الامر لمدة اطول" واضافت: "لكن سيكون لدي القليل لافعله في خواماسا معك." "هناك ما يكفي علي ان اصطحب معي ممرضة في كل حال, واحب ان تاتي انت فما رايك؟" سكتت كارول لحظة. كانت تفكر في الشهور الثلاثة التي ستقضيها مع اشخاص يعرفون بامرها, الا اذا قبلت العرض, انها اقل من ثلاثة شهور في الواقع, مع ذلك تبدو المدة طويلة مع اشخاص يراقبونها مدى النهار, لم تكن تريد ان يمضي الزمن الباقي هنا, في هذا الجو المريض الكئيب, لقد اخذ القدرمنها كل شيء تقريبا, لكنه رق قليلا في النهاية واعطاها امكانية زيارة جزيرة ذات جمال رومنطيقي. "خواماسا." وقررت مبتسمة للانسة بروتون: "اذا كنت حقا تريدين, ساكون سعيدة بالذهاب."
الفصل الثاني
الغريب يظهر فجاة
كانت الطائرة الصغيرة في طريقها الى الهبوط في مدينة متوسطة, وان كانت صغيرة بالمقارنة مع بقية الجزيرة. وعلى مسافة اميال عدة من لمدينة, كان بناء ابيض ضخم يلمع تحت اشعة الشمس, احاطت به الحدائق المرتفعة, ومالت الانسة بروتون مشيرة نحو البناء, وقالت مؤكدة ظنون كارول: " هذا هو قصر البالاسيو انه جميل حتى من الجو, اليس كذلك؟" "لهو كذلك, وهيب ايضا." ولاح من ابتسامتها الاصيلة وهي تقول: "هنا؟ في ولاية فاخرة, يعيش سيد الجزيرة." ورغم كلماتها المازحة, احست نيستا في صوتها رنة تحد, جعلتها تفكر بفضول بين الماركيز وكارول, والتي لم تعد مستحيلة, وعندما نزل جميع الركاب, تحركت الانسة بروتون متكئة بقوة على عصاها, ومستندة على كارول, الى ححيث كانت تقف سيارة كبيرة سوداء بجانب الطائرة تقريبا, متحدية بذلك كل انظمة المطارات, ورفعت كارول عينيها ونظرت الى نيستا وسالت في ريبة: "هل هي للماركيز صاحب كل السلطة؟" وعندما ايدت نيستا ظنها بايماءة سريعة اضافت: "يبدو انه يخرق كل الانظمة دون عقاب." اجابت نيستا: "انه يملك الارض والمطار." وسالت كارول: "الى اين سنذهب؟" واستدارت نيستا اليها قائلة: "عندي فيلا في الاراضي المحيطة بالبالاسيو كنت اعيش في فندق, ولكن فاليب قدم لي فيلا فرانشيسكا عندما خلت, اذ ادرك اني انوي الاقامة هنا على الدوام." وانطلق السائق بهما خلال شوارع المدينة بسرعة وكانت المدينة ذات طابع وجو كاجواء العيد, رغم انه لم يكن موعد عيد, ودخلت السيارة طريقا ترابيا تحاذيه الاشجار العالية حيث حطت العصافير, وتركت الطريق بعد فترة, واخترقت اخر يشبه الاول كثيرا, واشارت نيستا ناحية الطريق الاخر وقالت: "هذا يؤدي الى البالاسيو." وتضاءلت الاشجار التي كانت على جانب الطريق تدريجيا, وظهرت فيلا بيضاء صغيرة, محاطة بحدائق صغيرة منتظمة, ووقفت امراة على عتبة الباب تراقب تقدمهم, وحينما اقتربت السيارة من الوقوف بعدما مرت خلال البوابة الحديدية المفتوحة, انضم للمراة رجل متقدم في السن, وتكلم معها لحظة, ثم تقدم الاثنان نحو السيارة, وحين كانت نيستا تحاول الخروج منها بمساعدة كارول تساءلت المراة بانفعال بالبرتغالية, وطمانتها نيستا ولكن الزوجين ظلا يتهامسان بقلق, وقالت كارول بعدما القت نظرة على وجه نيستا: " اعتقد انه من الافضل لك الذهاب مباشرة الى السرير." وساعدت كارول نيستا على خلع ملابسها, ثم نظرت اليها وهي ممدة فوق السرير في انهاك وقالت بحزم: "ستبقين في سريرك بدون ازعاج لفترة من الوقت." ولكن طرقا سمع على الباب ونادت نيستا بالبرتغالية, ورد صوت نسائي من الخارج, وقالت نيستا حينما فتح الباب: "انها تيريز وهي تهتم بي وزوجها يساعد في الحديقة, اضافة الى انه يقود السيارة لتوصيلي الى المدينة, تيريز تعرف القليل من الانكليزية ولذلك يمكنك التفاهم معها." وابتسمت لتيريز, وخاطبت كارول بانكليزية ركيكة قائلة: "لقد شفيت ساق السنيوريتا... هذا جميل." واستدارت ناحية الباب يتبعها زوجها الذي ظهر لتوه حاملا حقائب نيستا الى الحجرة وقالت وهي تنصرف: "ساذهب لاعد شيئا ناكله." منتديات ليلاس وابتسمت كارول وهي تراقب الباب الذي اغلق خلفهما وقالت وهي تلتفت ناحية نيستا: "انهما زوجان لطيفان." واومات الانسة بروتون وقالت: "اعتقد انك ستحبين البرتغاليين, يجب ان ارتب لك قاءات مع بعضهم," ولم تضف بقية ما كان في ذهنها, ان هذه الشهور الاخيرة يجب ان تكون زاخرة ومشرقة قدر المستطاع. وقالت لها كارول بحزم: "الان سترتاحين وستنسين كل شيء اخر." وترددت كارول بين ان تذهب لتستكشف الحديقة والبيت, او ان تفرغ حقاءب نيستا وما كادت تقرر ان الواجب ياتي يالمقدمة, حتى سمعت وقع اقدام ثابتة على السلم الخارجي, وحينما استدارت لمحت وجها انعكس عليه الضوء وظهر خلال الباب المفتوح. وسمعت صوت رجل يقول شيئا بالبرتغالية, وردت: "اسفة لا افهم البرتغالية..." ولم تكن تستطيع ان ترى القادم الجديد بوضوح, ولكن ساورها الاحساس بطوله واعتداده بنفسه, وقال بانكيزية متمكنة وبصوت لطيف وهذب وان اثارها نوعا ما: "هل انت جديدة في الجزيرة يا سنيورا." "وصلت هذا الصباح فقط." ثم بدات تراه بوضوح اكثر واحست بصدمة عندما اكتشفت انها لم تر ابدا من قبل رجلا على مثل وسامته النادرة, رغم ما كانت عليه ملامحه من الجدية. وسالته وهي تحس بشيء من التوتر: "هل جئت لترى الانسة بروتون؟" ربما احس بعداوتها... فضاقت عيناه الداكنتان اللامعتان وهو يقول: "معذرة يا انسة يبدو ان الوقت غير مناسب." واحست كارول بشيء من الخجل في اعماقها, وتبينت ان تساؤلها كان جافا دون داع, وقالت: "اخشى يا سنيور بان الوقت غير مناسب بعض الشيء, اذا كنت تريد رؤية الانسة بروتون, ارهقتها الرحلة, واعطيتها مهدئا, انها الان نائمة:" وتفحصتها العينان الداكنتان بشيءء من الاستخفاف واحست انهما تدققان بتفاصيل ردائها الابيض, والغطاء الذي يحيط بوجهها, ويخفي الشعر البني المجعد, وقال: "هل يفهم ان السيدة بروتون في رعايتك؟" "هذا صحيح." ورفعت بصرها نحوه, وارتسمت على ملامحها الابتسامة المقنعة التي كانت تتكلفها احيانا في مستشفى سانت كريستوفر عندما تتعامل مع اباء واقارب متعبين, لكنها هذه المرة كانت تخفي كراهية, رغم ما كان بصرها يراه من الجاذبية النابعة من فكيه البارزين وانفه الارستقراطي المستقيم, وشفتيه المرسومتين باتقان, وذقنه الحازم الذي كان يحمل العناد الانكليزي, في حين كان الحاجبان الاسودانن فوق العينين الداكنتين اللامعتين, والشعر الكثيف المائل الى التموج رغم تمشيطه الى الخلف مستقيما فوق جبهة باللون البرونزي, كل ذلك ينطق ببرتغالية مميزة. وقال باصرار على الا يدع لها وقتا للاجابة: "انت انكليزية يا سنيورا, ولكن اجل, طبعا, فالحدث وقع في انجلترا." اجابت كارول: "نعم حدث في لندن." واوما هو, ودس يده في جيب سترته البيضاء التي ابرزت جاذبيته الداكنة, واخرج علبة سجائر ذهبية لم يفتحها في الحال, لكنه ظل واقفا يربت عليها باصابعه, وقال بلهجة حيادية زادتها تباعدا لكنتها الانكليزية الغريبة: " اننا لم نسمع اية تفاصيل عن الحادث هنا في خواماسا." واعطت كارول تفاصيل مختصرة وهي ما تزال لا شعوريا تراقب الاصابع الرفيعة القوية التي تمسك علبة السجائر الثمينة. وفتح العلبة وقدم لها سيجارة, هزت راسها قائلة: "شكرا لا ادخن, ما دمت ارتدي الزي الرسمي." وارتفع الحاجبان القاتمان المستقيمان تعبيرا عن السخرية قائلا: " هل مهنتك شديدة الجدية بالنسبة اليك؟" ورمقته كارول بنظرة دهشة: "بالطبع فالتمريض ليس مهنة يمكن ان تؤخذ باستهتار." وفوجئت به يسال: "وعندما يتم شفاء الانسة بروتون, ماذا ستفعلين؟" واحست كارول بالغيظ من جديد, باي حق كان الغريب عنها تماما ان يوجه اليه بحرية مثل هذا السؤال؟ وقالت وهي تقاوم ضيقها: "عندما تشفى الانسة بروتون, ساعود الى مستشفى سان كريستوفر." "ربما تغيرين رايك وتبقين في خواماسا." "هذا مستحيل." "لا شيء مستحيل في خواماسا يا سنيورا, ربما وجدت السبب للبقاء." "باية طريقة؟" "ساترك السؤال بدون جواب, ربما فيما بعد يمكنك الاجابة بنفسك." واستبد الغيظ بكارول, لقد بدا كما لو كان لا يشك في انها ستبقى, وجعلتها الطريقة المتعالية التي تجاهل بها احتمال عدم بقائها في خزاماسا تزداد كراهية له, فلم يكن هو الذي يامرها, وتخيلت لمحة شخرية في عينيه وهما ترمقان ملابسها, وقال: " انت ولا شك محجمة عن الاستمرار في المناقشة مع شخص لم يقدم لك, ولكن هذا ما يمكن تاجيله الى وقت اخر, ساعود غدا." وعادت السخرية الى صوته عندما استطرد قائلا: "بعد اذنك طبعا." واحست كارول انه ليس بالرجل الذي اعتاد ان يستاذن احدا في تصرفاته, وانه حتى في ذه المناسبة لم يعتبر الاستئذان ضروريا حقا, وقد الغت سخرية اللهجة ادب الكلمات. واخفت ابتسامة المهنة التي افتعلتها الكراهية التي اشتعلت في اعماقها وقالت: " انا متاكدة ان الانسة بروتون ستسر برؤيتك, فمن تكون لاخبرها؟" " فاليب دي الفيرو ريالتا." لاحظ نظرة الدهشة لكنه لم يعلق واستطرد قائلا: "اعتذر عن زيارتي غير المناسبة, وداعا يا سنيورا."/SIZE] إضافة رد ليتني اعود طفلة 07:34 PM 07-03-11 وبانحناءة صغيرة لم تتعد هزة من راسه الداكن, انسحب منصرفا... الماركيز دي الفيرو ريالتا. وظلت كارول في مكانها لا تتحرك لمدة دقيقتين, بينما كانت الافكار تتصارع في راسها, اين الماركيز المتقدم في السن, البدين الذي تخيلته, لا غرابة في ان نيستا كانت تبتسم احيانا لملاحظاتها عن سيد خواماسا. وعندما انطلقت السيارة بعيدا واختفت عن النظر, استدارت مبتعدة عن النافذة, اذن كان ذلك هو فاليب دي الفيرو ريالتا, كان باهر الجاذبية وسحر عجرفته يلائم حتما بعض النساء. واتجهت ناحية السلم وقد قررت ان تبا في افراغ الحقائب كما كانت تزمع قبل وصول الماركيز, حاولت ان تبعده عن ذهنها وان احست في بعض اللحظات ان الكراهيية تخز ذاكرتها. وحينما انتهت من مهمتها ذهبت الى حجرة نيستا وسالتها: " كيف حالك الان؟ " "احسن كثيرا... الم يحدث شيء اثناءنومي؟" واابتسمت كارول من جديد ابتسامة مختلفة تماما عن تلك التي منحتها لفاليب دي الفيرو ريالتا, ابتسامة اضاءت عينيها, واظهرت جمال فمها, واشرقت ملامحها بشقاوة لاذعة, لم يكن هباء انها سميت مورغانا فاي كارول, وسالت : "اي نوع من الاشياء؟" "مثل هل حدث بينك وبين تيريز اي تصارع لغوي؟" "كلا ولكن رجل الجزيرة العظيم قد جاء..." "فاليب جاء." وابتسمت نيستا رغم ما شعرت به من ضيق لضياع هذا اللقاء الاول منها, وكانت في عيني كارول صورة عن الانطباع الذي تركه في نفسها والذي لم يكن طيبا على الاطلاق. وسالت نيستا وهي تراقب باهتمام الطريقة التي سيطرت بها ممرضتها الشابة على عواطفها: "ما رايك فيه؟" "الماركيز اعتقد انه لطيف." "اريد رايا صادقا وليس لبقا." "حسنا اني اكرهه بشدة واعتقد انه غير محتمل ومعجرف ولا يبالي بغير ارادته." وحاولت نيستا ان تعترض بهز كتفيها ولكن كارول اسرعت تقول: "طلبت مني ان اكون صادقة." "لا بد انكما تحدثتما لفترة طويلة حديثا ممتعا للغاية." "لم يكن طويلا ولكن.." "اسفة لاحساسك بالكراهية نحوه, وانا اعترف انه مستبد بعض الشيء احيانا, لكنك اذا عرفته فستجدينه شخصا لطيفا للغاية." منتديات ليلاس وامتنعت كارول عن التعليق مقتنعة بانه لا يمكن ان يتحسن في نظرها حتى بالمعرفة الوثيقة, ولم يكن في نيتها ان تحاول صحبته, لكنها في الوقت نفسه لم تكن من الغرور فتتصور ان ذلك يمكن ان يسبب له اي قلق اذ كان شديد الاعتداد بمكانته. وقالت نيستا وهي تقرا ما ارتسم على وجه الفتاة من تعابير: "الا تريدين التعرف به؟" "كلا, ولا ارى سببا يدفعه هو الاخر الى الرغبة بالعرف بي, وذلك يحل المشكلة كلها, استطيع ان اتخيل من رؤيته لي عن مدى ترفع الطبقة الارستقراطية البرتغالية." "ربما ولكن فاليب يهتم بكل فرد بالجزيرة." وفكرت كارول انه ربما الاقطاعي الذي يجب ان يعرف كل شيء يدورداخل املاكه. وعادت نيستا تهز راسها ضاحكة وقالت وفي صوتها رنة طرب: "حسنا على الاقل يجب ان تعترفي انه جذاب وليس بدينا على الاطلاق." "اوه... انه جذاب بما فيه الكفاية." وتلاحقت الافكار من جديد في راس كارول, ربما كان غنيا وايضا ساحرا, ولكنها لم تكن تحبه, ولم تكن تجد دافعا لتغيير رايها, وعلى اي حال كان هناك فيليب وهو يملا حياتها رغم انه لم يعد لها, ولاحظت نيستا الظلال التي عبرت وجه الفتاة, وبجدية وهدوء سالتها:"ماذا بك؟" ورمقتها كارول بنظرة طويلة, ثم تجمدت تعابير وجهها, وارتسمت عليه الابتسامة المؤدبة التي واجهت بها فاليب, وقالت بصوت مصطنع: "لا شيء مجرد صورة شخص يسير فوق قبري." "كان علي ان ادرك ان رجلا هو الذي تسبب في هذه الظلال المفاجئة." وسكتت, وعادت تقول بالصوت الهادئ نفسه الذي حرصت على الا يوحي بالعطف لادراكها ان كارول ستنفر من اقل شفقة: "لو كان الافضاء يخفف عنك, فيمكنك ان تحدثيني بما في نفسك, اصبحت اعرف الكثير عنك." وظلت كارول مترددة لحظة, ثم قررت الافضء: "كنت مخطوبة ثم نكث خطيبي عهده." "اما زالت الصدمة تؤلمك." "كثيرا في بعض الاحيان, عتدت ان احبه منذ طفولتي, وعندما كبرت كان الامر يزداد حدة لا سهولة." "اي نوع من الرجال كان؟" اي نوع من الرجال ذلك الذي فاز بقلب كارول, وكان من الحماقة والغفلة ففرط بمثل هذه الفتاة؟ وابتسمت كارول غير واعية للنظرة الشاردة في عينيها, وقالت: "طويل, اشقر الشعر, ذو عينين زرقاوين تبدوان دائما مبتسمتين, كان اسمه فيليب لايلند." وحملقت نيستا في محدثتها, لكن نظرة الريبة التي استقرت على وجهها لحظة لم تلبث ان حلت مكانها نظرة كراهية شديدة, ولم تلاحظ كارول ذلك في البداية, اذ كانت عيناها حالمتين بعيدا, وعادت تقول بنعومة: "كان يبدو دائما مبتسما." "ابتسامة جوفاء دون معنى, اذن كنت مخطوبة لفيليب لايلند." "هل تعرفينه؟" "اعرف, شاب معرور, من حسن حظك انك تخلصت منه." وهزت كارول راسها وابتسمت قائلة: "انه ليس مغرورا يا انسة بروتون, اعرفه منذ سنوات." اذن فلا بد انه تغير كثيرا مذ عرفته يا عزيزتي." وسكتت نيستا لحظة في شيء من التردد, كانت تعرف ان ما لديها من قول يجب ان يعرف "ربما كانت الصدمة افضل وسيلة." وبدات تقول ببطء: "فيليب لايلند, اعتبره اكثر الرجال الذين قابلتهم غرورا, وبكل تاكيد اكثر الرجال غرورا في خواماسا حاليا." "في خواماسا." واتسعت عينا كارول تبحثان عن وجه نيستا, وعادت تهتف: "فيليب لا يمكن ان يكون هنافي خواماسا." وبدات تفيق من ذهول الصدمة, لتسري الرجفة في اعصابها وهي تقول معترضة في ياس: "لا يمكن ان يكون هنا." "انه موجود بالفعل, وقد رايت ان من الافضل ان تعرفي بذلك, فمن المؤكد انك ستلتقين به في مكان صغير كهذا." وضغطت كارول على شفتيها, وقد بدت في عينيها التعاسة والارتباك في الوقت نفسه, جاءت الى خواماسا, حيث لا يمكن ان ياتي لتكتشف انه هنا, في انتظار ان يقوض امنها. "انه مزاح القدر القاسي." وسالت: "احضره فاليب لبعض الاعمال الهندسية." فاليب مرة اخرى, وبمرارة غير منطقية, حملته مسؤولية عذاب القلب الذي كان في انتظارها, وكانت هذه نقطة اخرى تضعها ضده. وقالت نيستا بحماسة: "في اية حال, فهو لم يكن من طرازك, قد تتحققين من ذلك عندما تلتقين به من جديد بعد المرحلة التي افترقتما خلالها, رغم انني اعتقد اننا حتى ذلك الحين, يجب ان نتفق على اننا لا نتفق في هذه النقطة, فعندما تفتن فتاة برجل ليس من الطراز الذي يلائمها, لا تراه ابدا على حقيقته." "وكيف تستطيعين الجزم بانه مجرد افتتان, لا اعتقد انك تعرفين فيليب كما اعرفه انا جيدا, لقد نشانا معا." "لا تحتاج معرفة شخص من طرازز فيليب لايلند لوقت طويل, وعندي فكرة طيبة عن حقيقتك المختفية وراء مظهر الممرضة الذي تحبين احيانا ان تتظاهري به." وسكتت ثم اضافت بابتسامة حانية: "لا يمكنك ان تحبي شخصا يريد ان يعتمد عليك, وذها الشاب من ذلك النوع بكل تاكيد." وودت كارول ان تقول انه مهما كان فيليب, فانها لا تزال تحبه, لكنها تنبهت الى ان ذلك لا يحقق هدفا, ومثل موضوع فاليب دي الفيرو ريالتا, كان عليها كما قالت الانسة بروتون- ان تتفقا على انهما لا تتفقان ابدا - على انها ذات جمال, في حين انها كانت دائما مبهورة بوسامة فيليب, وكان من الصعب عليها ان تقتنع بانه وجد فيها شيئا جذبه ودفعه الى طلب الزواج منها, وانه احبها هي "مورغانا فاي كارول". ولكنه في الواقع لم يحبها, كان مجرد افتتان من جانبه, او نزوة عابرة, وان كان حبا من جانبها, والان انتهى كل شيء. والناس قد تعتقد انها يمكن ان تقع في الحب من جديد لكنها تقشعر لمجرد الفكرة, كان حبها لفيليب حقيقيا مثل النجوم في السماء. ثم بدا لها شيء غريب, بدا لها انها ترى عيني فاليب دي الفيرو ريالتا الداكنتين الساخرتين, تستخفان بحبها, وتنددان بها بطريقته المتعالية, واحست بكل شيء فيها يتجمد, ونظرت الى صورة في ذهنها بازدراء وكراهية, حتى تلاشت, وعادت امامها مرة اخرى صورة الرجل الذي كانت تحبه, الرجل الذي كانت ستحبه دائما. ثم تذكرت "دائما" هذه, لن تكون طويلة المدى.
الفصل الثالث
مجرد امرأة تحب
نظرت كارول في كل أرجاء غرفتا باستحسان, فقد تنبهت لاول مرة الى ما يحيط بها, كان الامس مرهقا, ثم كانت الصدمة المريرة الحلوة لمعرفتهابوجود فيليب بالقرب منها, واتجهت ناحية السرير ذي الغطاء البنفسجي الزاهي الذي احتضن في الليلة الماضية تعبها بنعومته اللذيذة, كان كل ذلك مختلفا كثيرا عن غرفتها الصغيرة في مستشفى سان كريستوفر. ثم فكرت في فيليب وتلاشى في الحال سرورها بغرفتها الصغيرة, قالت لها نيستا انه لا يستحق حتى التفكير فيه, ولم توافقها على ذلك, لكن كان من المحتم ان يتقابلا ولكنها كانت مسرورة لانها انذرت, وبذلك كان من السهل الا تدعه يدرك منزلته لديها,بل لقد حاولت ايضا ان تتخيل هذا اللقاء الاول... هل سيفاجا برؤيتها؟ من المحتمل, لكنها لم تستطع ان تذهب ابعد من ذلك, هل كانت الفتاة الاخرى في الجزيرة؟ الفتاة التي كانت السبب في كتابة فيليب ذلك الخطاب؟ ربما كانت برتغالية جميلة ذات عينين داكنتين, لكنه كتب الخطاب من انجلترا, وقد يكون التقى بها في مكان ما خارج خواماسا قبلان يحضر الى الجزيرة, والان يمكن ان تكون معه هنا, وربما ايضا يظن انها اكتشفت مكان وجوده, وانها لذلك تبعته الى خواماسا. ثم, لسبب ما, وكما حدث الليلة السابقة, وجدت نفسها تفكر في فاليب دي الفيرو ريالتا, ان ما يدعو الى العجب ان تكون الكراهية دافعا لتكرار عودة صورة الشخص الى الذهن شانها في ذلك شان الحب. منتديات ليلاس ورات من خلال النافذة السيارة السوداء المالوفة تقف وكانت نيستا ممدة فوق اريكة في الحديقة, مستندة على الوسائد تستمتع باشعة شمس الصباح, ولمحت كارول راسها يستدير بابتسامة ترحيب, ورغم ارادتها, وجدت نفسها تعجب بكبرياء الجسد الطويل النحيل, وتوازن الراس الداكن, ومرة خرى كان يرتدي بذلة بيضاء ناصعة ابرزت سواد شعره وسمرة جلده. وبعد لحظة سمعت طرقا خفيفا على الباب ودخلت تيريز منفعلة, واحست كارول بالتافف يراودها من جديد, فكانما القادم شخصية ملكية, فكرت في ذلك وهي تنصت الى ما كانت تيريز تخبرها به عن رغبة نيستا في ان تلحق بهما, وكانت على وشك ان تتبع تيريز متبرمة الى الباب, عندما اندلعت الفكرة في راسها, فوقفت وفي عينيهابريق التصميم... وقالت: "اخبري الانسة بروتون انني سانزل اليها بعد قليل." وعندما انغلق الباب خلف تيريز, اتجهت كارول الى خزانة الملابس, واخرجت زي التمريض, اذ كان الثوب الاخضر الذي ترتديه جميلا وانيقا, لكنها خلعته وارتدت زي التمريض, وهمست لنفسها في صوت ماكر.. ان فاليب لا يحب المراة في زي رسمي. ووقف الماركيز حينما اقتربت منه وفطنت الى انها لم تلمح الرعشة التهكمية في عينيه الداكنتين عندما قامت نيستا بمهمة التعارف, كما فطنت ايضا الى ان نظرته الناقدة انتقلت الى ثوبها, واحست بفرحة مضاعفة لانها اقدمت على تنفيذ ما فكرت فيه. وقالت نيستا: "لقد عرض فاليب ان يعيرني كتبا, فاذا لم يكن لديك مانع يمكنك الذهاب معه واحضارها لي." وردت كارول بادب رغم ان ذلك كان اخر ما تريد: "بالطبع لا مانع لدي." وقال فاليب بصوته الاجنبي اللطيف: "ربما تجدين شيئا مسليا لك يا انسة كارول, اذا عدت معي الى البالاسيو لاخذ كتب السنيورا." ردت كارول بالصوت المؤدب نفسه ولكن بدون ان يكون في نيتها القبول: "شكرا سنيور." ولما لم يكن لها الخيار كان عليها ن تذهب لاحضار كتب الانسة بروتون لكنها ما كانت ابدا لتقبل شيئا لنفسها. ولا مان لها ان تنظر بفرح الى انفرادها برفقة فاليب حتى لفترة قصيرة, واعتزمت ان تهرب في اسرع وقت ممكن, وسالها فاليب بادب مترفع: "الا تفهمين البرتغالية على الاطلاق يا انسة كارول؟" ردت في شيء من الرضا: "كلا على الاطلاق, يا سنيور." "خسارة كان ذلك سيفيدك, يجب ان اعمل ترتيبا لاصلاح ذلك." وحينئذ بذلت كارول جهدا لتكبح جماح لسانها قبل الرد, ذلك انها استشعرت من جديد سهولة افتراضه بان كل شخص لا بد ان يخضع لما يامر به سيد خواماسا, وردت بادب: "شكرا سنيور, لكنني لا اعتقد ان الامر لا يستحق ذلك حقيقة, لانني لن ابقى في الجزيرة طويلا." "اما زلت مصرة على رايك؟.. اه... حسنا الوقت قصير, انك هنا منذ يوم واحد فقط." واحست من جديد ان امر بقائها في خواماسا استقر, ومن جديد ايضا شعرت بالاسى لانها لا تستطيع ان تصارحه بانه حتى لو كان سيد خواماسا فليست له سيطرة على حياتها او تحركاتها, وقالت: "اخشى الا يكون لي الخيار في موضوع العودة الى انجلترا يا سنيور." وكانت تنظر اليه وهي تتكلم, وتبينت من جديد مدى جاذبيته, وان اكدت لنفسها في الوقت نفسه انها ليست الجاذبية التي تروق لها اذ كان داكنا للغاية, وهذه جاذبية مقبضة مقارنة مع بياض فيليب وحسنه. وقال: "قد تجدين القصر جذابا ايضا." ونظر فاليب الى نيستا بابتسامة وقال: "الا تستطيعين الاستغناء عن ممرضتك ذات الضمير الحي لفترة قصيرة من الوقت؟" وقالت نيستا دون تردد: "بالطبع استطيع الاستغناء عنها." وتمنت كارول لمرة واحدة لو كانت نيستا مريضة مشاكسة كثيرة الطلبات, تصر على عودتها بسرعة, ولاحظتت مستاءة أنه لم يكن هناك سؤال عما اذا كانت هي ترغب او لا ترغب برؤية القصر. واضافت الانسة بروتون بنظرة طرب: "لا حاجة بك على الاطلاق الى السرعة بالعودة." ورة أخرى احست كارول بانفعالاتها تؤلمها, ولم تنتبه الى انها كانت شديدة العبوس, حتى سمعت صوت نيستا الضاحك ثم بسرعة أزالت العبوس عن وجهها وقالت معتذرة: "اخشى ان تكون افكاري قد شردت." وعندما حان اخيرا وقت توديع نيستا مؤقتا, لتسير بجانبه الى حيث كانت تقف السيارة السوداء الفخمة, اكتشفت كارول ان نفورها ازداد, ثم شغلت نفسها بتامل المناظر حتى ساورها احساس بالخجل ينبهها الى انها يجب على الاقل ان تشرع في التحدث معه, لكنها قاومت هذا الاحساس بزعم انه هو ايضا ربما لا يتمنى التحدث معها, وظلت صامتة حتى سمعته يقول دون أن يحول عينيه عن الطريق: "انك لا تحبيني يا انسة كارول, واني لاتساءل هل ذلك لاني لست انجليزيا؟" "اعتقد انك تتخيل اشياء يا سنيور." "ربما." واذا كان صوتها خرج حذرا, فصوته بدوره كان متعاليا, وعلى اية حال ما الفارق لدى الماركيز دي الفيرو ريالتا, اذا شعرت بالكراهية نحوه فتاة تافهة مثل كارول؟ وسادهما الصمت لفترة, ثم قطع هو هذا الصمت قائلا: "ما دامت اقامتك في خواماساقصيرة يجب عمل ترتيبات لتشاهدي المزيد من الجزيرة." منتديات ليلاس واحست كارول بالغيظ اذ كان يتكلم كما لو كانت سائحة لليلة واحدة تتشوق لرئية كل شيء في لحظة واحدة قصيرة, وعاد يقول: "عندما يكون الوقت مناسبت ساخذك في جولة في السيارة." "شكرا لك يا سنيور." "ولكنك لست مرحبة تماما... لماذا؟" وعضت كارول شفتيها وقالت: "انك تتخيل اشياء سنيور." "مرة اخرى اتخيل اشياء؟ اكتشفت ان لي خيالا خصبا يا انسة كارول, اتخيل انك تكرهينني, واتخيل ايضا انك لا ترغبين في ركوب السيارة معي." "ربما اكون لا احب ان تفرض علي الاشياء بمثل هذه الطريقة الاستبدادية." "ولكن لماذا؟ النساء تحب ان ترتب لهن الامور." "ربما فتياتكم البرتغاليات مختلفات... ولكننا نحن الانجليزيات نحب الاحتفاظ باستقلالنا." "اه.. نعم ... الاستقلال الانجليزي المشهور, انني اتساءل يا انسة كارول اذا كنت وقعت في الحب على الاطلاق." وكان التهكم في نظرة عينيه الداكنتيم وفي صوته المهذب, واحست في الحال بذكرى فيليب وكانها طعنة سكين في قلبها, لكنها حينما تكلمت كانت متماسكة, قالت: "ذات مرة ظننت اني وقعت في الحب." "اني اتعجب هل كان حبا حقا؟ انتم الانجليز تواجهون العواطف بفتور, ولا اعتقد ابدا انكم عرفتم حقيقة الحب." "كثرة من الناس في انجلترا يتزوجون يا سنيور... هل ترى أنهم يفعلون ذلك بدون حب؟" "ليس الحب الذي يعرفه البرتغاليون." "انه يكفي في انجلترا." فقال وهو يتامل بامعان القناع المغلق فوق وجهها كما لو كان يبحث عن الحقيقة خلفه: "قد لا يكفيك اذا اقمت طويلا في خواماسا." "ولكنني لن ابقى طويلا لذلك فانني سابقى امنة تماما." "اه طبعا... نسيت ان اوقت قصير للغاية." وكانت السيارة دخلت طريقا خاصا وعندما ظهرت البوابة المزخرفة, تكهنت كارول بقرب الوصول الى القصرنفسه, وفوق البوابة ارتفع قوس شرقي بشعار عائلة ريالتا, وظهر فجاة خادم بزي اخضر وفتح البوابةمنحنيا للسنيور ومبتسما بطريقة تبينت فيها كارول بشيء من الدهشة الفرح والمحبة, وكانت الحدائق المؤدية للقصر ذات جمال خارق, مليئة بالازهار الاستوائية التي لم تكن تعرف اسماءها, وكانت تلمع تحت اشعة الشمس بالوانها الزاهية, ومن خلال الطريق الذي تحفه الاشجار بدا القصر بالظهور تدريجيا. كان مظهره يوحي بقصر مغرربي... ووقفت السيارة امام سلم منخفض يؤدي الى فناء منخفض يؤدي الى فناء امامي مرصوف, وحينما كان فاليب يساعدها على النزول من السيارة, احست انها تنظر مثل طفلة مبهورة, فقد كان كل شيء ضخما باهر الجمال . وصعدا السلم ووصلا الى فسيفساء الفناء الامامي وتجاوزاه فوق درجات السلم الى المدخل الواسع ذي الاعمدة المنحوتة بشعار ريالتا, وفي الداخل كان نفس الاتساع المفرط. وكانت الردهة باردة والارض الرخامية والاعمدة الشامخة تضفي على المكان اجواء شرقية. كان من السهل رؤية عظمة هذا الناء وجماله كخلفية لذلك الرجل المترفع الذي ولد هنا, وورث اسما قديما وثرووة كبيرة وقرى باكملها تحت سيطرته, وبهذه الافكار عادت نقمة كارول. فلم يكن من اصواب ان تجتمع لرجل كل هذه القوى, وهو لم يكن سوى كائن حي عادي, مثل اي شخص اخر, ولم تعرف انه كان يلاحظها عن قرب الا عندما سمعته يتكلم, وكان في صوته رنة طرب وهو يسال: "انك لا تحبين القصر يا سنيورا؟" "انه جميل جدا, ولكن يوحي بالقوة الزائدة بعض الشيء." "ذلك شيء ستعتادين عليه." واحست كارول انها لن تستطيع ابدا ان تالف مثل هذا المكان, وتساءلت عن سبب قوله انها تستطيع ذلك, كان من المشكوك انها ستتردد مرات اخرى على القصر, على الاقل ان استطاعت ذلك, اذ كانت تنوي ان تتجنب فاليب دي الفيرة ريالتا ما استطاعت الى ذلك سبيلا. واجلسها على مقعد رائع ثم اتجه ناحية المقصف الصغير الملاصق للجدار وقال: "سنتناول اولا مشروبا باردا, ثم اخذك للمكتبة لانتقاء الكتب." وسكب سائلا عنبريا براقا في كوب من الكريستال وقدمه لها وقال: "انه خفيف ستجدينه اثقل قليلا من الليموناضة الانجليزية المشهورة." وكانت كاسه تحتوي مشروبا مختلف اللون, واستطرد يقول وقد عاد الرنين المتهكم الى صوته: "لا حاجة بك الى الشكوك وانت تشربينه مرتدية زيك الرسمي انه غير ضار." ولم ترد كارول وهي ترشف قليلا من المشروب بحذرفي استحسان لبرودته, ولكنها لم تكن متاكدة من تصريحه بان تاثيره لا يزيد كثيرا عن تاثير الليموناضة, وجلس قبالتها ومرة اخرى احست بمدى جاذبيته النادرة وتساءلت اذا كان هو مدركا لذلك. وفاجاها قائلا: "لك القدرة على الصمت يا انسة كارول." واستدارت كارول ناحيته بابتسامة خفيفة وقالت: "اعاني من عادة سيئة وهي الاستغراق في احلام اليقظة." وتمنت الا يسالها ما كانت تدور حوله احلام يقظتها, كان من المتوقع بالطبع ان يفعل ذلك اذ كان يبدو انه يغتبر الاسئلة الشخصية من حقه الطبيعي, ربما جزء من كونه سيد خواماسا, ولكنها لم تكن في تلك اللحظة قد تبينت ان كراهيتها قد خفت قليلا. وعاد يسال: "حول اي شيء تدوراحلام اليقظة لدى الفتيات الانجليزيات؟" "حول اشياء عديدة مختلفة." "حول قصص الحب؟ ام ان هذا شيء لا تسمح الفتاة الانجليزية لنفسها بان تحلم فيه؟" "اعتقد ان الانجليزيات خياليات شان الاخريات, كنت في وقت ما احلم بالامير الجذاب الذي سياتيني ممتطيا صهوة جواد ابيض, هذا طبعا كان منذ سنوات مضت.؟ "ثم نضجت؟" ورمقته بنظرة ازدراء وقالت: "بالفعل يا سنيور, ولكن ذلك لا يعني انه لا يوجد قصص حب في العالم حتى في انجلترا, وان لم يعد الفارس يصل فوق جواد ابيض." ومع ذلك ورغما عنها مرت سحابة على وجهها اذ انتهى الحب بالنسبة لها بلا رجعة, حتى ايام العمراصبحت معدودة والوقت اصبح قصيرا. ومن جديد انبرى متسائلا: "لكن الا توجد قصة حب في حياتك. الم تعودي مقتنعة بذلك" "اقتنعت الى حد الخطوبة." "وبعد ذلك؟" "قررت انا وفيليب اننا لسنا متلائمين, وتم ذلك بالاتفاق المتبادل." وسمحت لنفسها بتزوير الحقائق متعجبة في الوقت نفسه مع تزايد غيظها, انه استطاع ان يجعلها تتكلم مع شخص غريب, ومتعجبة اكثر كيف تمكنت ان تتظاهر بان الامر لم يعد يؤلمها. وقال: "اسمه فيليب... ربما لهذا السبب تكرهينني كثيرا." "اسماكما ليسا متماثلين تماما حقيقة. ثم انه لا يوجد شبه بينكما فيليب اشقر جدا." "وانجليزي للغاية." "فعلا هو انجليزي جدا." وراقبها وهيتعيد كاسها الى المائدة ثم قال: "برغم هذه الخطبة التيفسخت, لا اعتقد انك كنت في حالة حب, ان لك مظهر الفتاة الي لم تلمس." ولاحظتدفق الدماء الى وجنتيها وابتسم قائلا: "وجهك يحتقن؟ لماذا؟ اني اتعجب." "لم اتعود مناقشة مثل هذا الموضوع" واصطبغت ابتسسامة فاليب بالتهكم وقال: "انكن معشر الفتيات الانجليزيات تتباهين بحريتكن, ولكنكن في نواح كثيرة اكثر تحفظا من فتياتنا البرتغاليات الخاضعات للرقابة." واحست بعيينيه الداكنتين المركزتين عليها للكنها بذلت جهدا لتحتفظ بهدوء مظهرها بينما عاد هو يسالها: "اني اتعجب ماذا يعنس الحب لديك بالضبط؟" "ماذا يعني الحب لدى اي برتغالي؟" وقاومت الرغبة في ان تنظر اليه حينما استطرد قائلا بصوته المتهكم: "لحب, انه ياتي بخفة في اللقاء الاول,وربما لا يستطيع الشخص ان يتبينه حينذاك, لكنه يترك في الاعماق شيئا محيرا, وتحوم الافكار حول اللقاء الاول, ثم حول غيره, ويظل الانجذاب الاول ينمو ويقوى حتى يصبح في الاعماق نارا مشتعلة." واتجهت النظرة المتهكمة نحوها ولم تستطع ان تتجنبها واستمر يقول: "الا تؤمنين بالحب هكذا؟" وبسرعة ردت كارول: "اني دهشة من اعتقادك به على هذه الصورة." قال وهو يخرج علبة سجائره الذهبية: "انك لا تعرفين شيئا عن مشاعر الاخرين, لانك نفسك لم تتاثري بها بعد." وتاملها بعينيه وفوجئت باكتشافها انهما خضراوين داكنتين, وليستا سوداوين. وسمعته يقول: "اني اتساءل؟ هل ساقابلك في وقت لا تكونين فيه مرتدية زي التمريض؟" ورسمت كارول ابتسامة مهذبة على وجهها وقالت: "هناك اوقات اظهر فيها بالملابس العادية ولكن الانسان يعتاد نوعا خاصا من الملابس." واخرج سيجارة من العلبة المذهبة واشعلها من ولاعة حفر عليها اسمه وسال: "كيف اصبحت ممرضة يا انسة كارول؟" وترددت كارول ثم هزت كتفيها قائلة: "اعتقد اني وجدت نفسي مدفوعة نحو المهنة." وارتفع الحاجبان الداكنان وقال: "افهم انك تجحمين عن التحدث في الامور الشخصية الى ان يتم تعارفنا اكثر, حسنا, سنذهب الان الى المكتبة." ودخلت كارول ببظء الى حجرة المكتبة وهي تدور بعينيها في تقدير حول صفوف الكتب, كم كان والدهاسيحب مثل هذه الحجرة, اذ كان مزهوا بمجموعته الصغيرة وحريصا عليها؟ واتجه فاليب نحو احد الرفوف وسحب مجلدا سميكا ذا كعب مذهب وقال: |اعتقد انك ستجدين هذا الكتاب ممتعا يا سنيورا, خذيه واقرئيه." "لا احب استعارته انه نسخة نادرة." "لن يصيبها اي سوء معك, اعتقد يا انسة كارول انك تحبين الكتب." "كثيرا جدا, ساعنى بالكتاب يا سنيور." والتقط كومة صغيرة من الكتب من فوق المائدة كانت بدون شك المجموعة المختارة للانسة بروتون, ولاحظت من جديد سلوكه, اذ عاد الماركيز دي الفيرو ريالتا منذ القى بملاحظته الاخيرة في الحجرة الاخرى, ولم تكن متاكدة ما اذا كانت تفضل البرتغالي الحيادي ام فاليب المتهكم الذي يثير اعصابها, وقررت انها تفضل فاليب دي الفيرو ريالتا المتهكم رغم انها لم تكن تحب هذا او ذاك. وقالت: "اعتقد انه من الافضل ان اعود الى الانسة بروتون." "بلطبع." ولم يوصلها بنفسه الى السيارة بالرغم من انه عاملها بطريقة مهذبة لطيفة, وودعها كما لو كانت ضيف شرف, وليست الممرضة كارول, اية شخصية غريبة, هناك لحظات احست بانها تقريبا تحبه, ثم كانت تصدر عنه بعض التعليقات الشخصية وفي الحال يشتعل غيظها منه. بعد مضي بضعة ايام كان على كارول ان تواجه اللقاء الذي تخشاه. كانت في الحديقة تجمع ازهارا للبيت, عندما جذب انتباهها صوت عجلات سيارة تهم بالوقوف, لم تكن واحدة من السيارات الفاخرة اللامعة التي راتها تقف هناك من قبل لكنها كانت سيارة اصغر, واقل شانا بكثير, بل وبدت بحاجة الى التنظيف, وتاملت صاحب السيارة, وحينما لمعت الشمس فوق راس اشقر, ارتفعت يدها نحو فمها في حركة دفاعية غريزية وهتفت: "فيليب." كانت صرخة فزع, لكن بعد لحظات كان كيانها مشدودا ومتيقظا, "كارول."منتديات ليلاس ولمحت على وجهه ذهول وعدم تصديق, ثم شيئا اخر لم تستطع ان تتبينه حينما اصبحت تعابيره غير مقروءة, وتحرك بارتباك وقال: "كارول, كيف؟" قالت وهي تصطنع عدم الاهتمام. "كيف جئت الى هنا؟ جئت مع مريضة ولم اكن اتوقع ابدا ان اجدك في خواماسا, يا فيليب." واحست انها بذلك افهمته انها لم تتبعه الى الجزيرة وتفحصت عيناه الزرقاوان وجهها وقال: "ولا انا كنت امل ابدا ان اراك هنا, انك لن تعرفي ابدا ماذا يعيني ذلك لي." ربما كان الافضل لكارول الا تعرف, فمن الواضح انه سمع ان نيستا بروتون جاءت معها بممرضة شابة جذابة, ولما كان قد ضاق بتحفظ الفتيات البرتغاليات كان مستعدا لاي لقاء جديد لعلاقة اخرى مما كان يسميه حبا, وبدت ضربة حظ غير متوقعة ان تظهر في الافق في ذلك الوقت الصغيرة الوردية كارول التي احبته دائما, وعاد يقول: "دعوت ان تجمعنا فرصة اخرى من جديد لكني لم اجرؤ ابدا على ان امل في تحقيق ذلك." "وما جدوى هذا اللقاء؟ انتهى كل شيء بيننا يا فيليب." "هل انتهى حقا؟" "انت انهيت كل شيءيا فيليب." "كنت مجنونا." "لانك فضلت فتاة اخرى؟ انك حر تماما في ان تغير رايك." "دعني اشرح قبل ان تقولي شيئا اخر, حدث ذلك في قطار, بدانا نتكلم كما يحدث عدة في الرحلات الطويلة واكتشفنا اننا مرتبطان بالهدف نفسه وعندما وصلنا كنت ماخوذا تماما واعتقدت اني واقع في حبها وهي لم تكن تعرف شيئا عنك؟" قالت كارول وهي عاجزة عن ان توقف زحف المرارة الى صوتها: "كم يبدو ذلك مناسبا للغاية." فقال: "لا تكوني قاسية, امنحيني فقط فرصة, واعد بان افعل كل ما بوسعي لازيل اسابيع الشقاء." واستدارت كارول لتواجهه وسالته: "هل تقول انك نادم على فسخ خطوبتنا." وتجنب ردا مباشرا وقال: "اعرف اني بعت الذهب بالنفاية, لم يكن ذلك حبا, انفجرت العواطف ثم انتهت... ان لا اطلب منك الان ان ترتبطي بي, اسمحيلي فقط ان اراك ثانية حتى اجعلك تستردين ثقتك بي." واوشكت كارول ان تقتنع اذ اكتشفت انها لا تزال تحبه, ثم تبينت ان ذلك لن يكون عدلا, انه لم يكن يعرف شيئا عن الحادث ولا عن الفترة القصيرة التي تبقت لها في الحياة, وهزت كتفيها قائلة: "الانفصال حدث يا فيليب والجرح اندمل ولا جدوى من تحريك الرمد." واشاحت عنه من جديد لان الجرح لم يكن قد اندمل وكان من السهل ان تلقي بنفسها اليه وان تبكي عذابها بسبب ذلك الخطاب وما فعله بها, ولكن فيليب يجب الا يعرف حتى لا يلوم نفسه على نتيجة الحادث, ولذلك لن تسمح للحب الذي كان بينهما ان يشتعل من جديد. "عواطفنا لم تصبح رمادا يا كارول, لم تمت, تعرفين ذلك مثلما اعرفه, اني اعيش في كرب منذ كتبت ذلك الخطاب, بعد ذلك كنت مرتبكا لا ادري ما افعله, اردت ان اكتب اليك ثانية, وان اطلب منك ان تقبلي عودتي اليك, ولكني اكتشفت اني لا استطيع, لم اتصور انك يمكن ان تغفري لي, وكنت اعلم انني استحق ان افقدك." "كيف عرفت انني هنا؟" "لم اكن اعرف, سمعت ان الانسة بروتون اصيبت بكسر في ساقها في انجلترا, وجئت لاسال عنها, وعندما رايتك هنا تيقنت انها الفرصة الثانية التي تمنيتها كثيرا." ثم اضاف وهو اقرب اليها: "ستغفرين لي, اليس كذلك يا كارول؟" وحاول ان يديرها لتواحهه لكنها قاومت وقالت: "ساغفرلك اذا كان ذلك ما تريد, لن يكون بيننا شيء اكثر من ذلك, كما كان من قبل مات, ومن الافضل ان الامر تم على ذلك النحو, كان من الممكن ان نتزوج ثم نكتشف بعد ذلك باننا في الحقيقة غير منسجمين." وابتسم فجاة واثقا من شدة تاثيره القديم عليها انك تهذين يا حبيبتي, هل تعتقدين انني لم ار ما كان في عينيك عندما وقع بصرك علي اول وهلة؟ اني لم اصدق في البداية وخشيت انه امل اكثر من اللازم, ولكني الان متاكد." واخيرا صدقته ومرة اخرى قاومته لانه كان يجب الا يحبها وقالت بغضب مصطنع: "لا استطيع ان اقرر ما اذا كنت مخدوعا او مجرد اعمى يا فيليب, فمهما كان ما تصورته في عيني فهو ليس الحب." وحاول من جديد ان يضمها بين ذراعيه ولكنه كف عندما انتزعت مفسها منه بتصميم وقالت: "من فضلك يا فيليب, اذهب لا جدوى من الاستمرار في هذه المناقشة اطول مما فعلنا." وتركها عائدا الى سيارته, لم تعد المسالة قضاء على الملل, فالصغيرة كارول تتخيل انها تطرده؟ في الماضي كانت اشبه بالعجينة بين يديه ولم يستطع ان يفهم القوة العميقة التي تصدت له الان, كان يعرف انه لا يحبها ولم يحبها ابدا, ولكن ذلك لم يمنعه من ان يخطط لوقوعها في حبه من جديد, كانت قد نسيت ان نيستا ممدة على الاريكة امام النافذة التي تطل على الحديقة, وادركت كارول فور دخولها البيت ان المراة قد رات ما حدث بينها وبين فيليب, حتى ولو لم نكن قد سمعت ما قيل. وقالت نيستا وهي ترمق كارول بنظرة حادة: "اذن فقد جاء لايلند, ماذا كان يريد؟" "ان انسى ما حدث." "وماذا قلت له؟" "قلت له ان يترك الامور على ما هي." وتنفست نيستا في ارتياح وسكتت, ثم قالت بهدوء شديد: "هل يعرف؟" "تقصدين عن الحادث؟" وهزت كارول راسهابالنفي وعادت تقول: "كلا, تركنه يعتقد انني لا استطيع الوثوق به." واحست باللهفة لان تذهب اليه وتخبره الحقيقة: بانها لا تشك فيه, وانها ما زالت تحبه ولكن ذلك كان مستحيلا, واستطردت قائلة: "لا استطيع ان اخبره, قد يلوم نفسه على ما حدث." "الواقع ان اللوم يقع عليه." "كلا, اللوم لا يقع عليه, لو لم اكن جبانة مستغرقة في عذابي, ما كان يمكن ان اندفع دون ان ادري وجهتي." "في اي حال انه ملوم خلقيا." "ربما يكون ملوما خلقيا, ولكنني ما زلت لا اريده ان يعرف." "ولكنه سيعرف يا عزيزتي في وقت ما." "قد لا يحتاج, استطيع ان اجعل كل شيء يبدو لو كان حادثا, استطيع ايضا ان اعود ادراجي الى انجلترا اذا اختفيت ذات ليلة فان ذلك سينقذ الجميعمن متاعب الجنازة." "لا اعرف ان كان علي ان اطيب خاطرك, او ان اصرخ في غضب, انه هو الذي تسبب في كل ذلك, وانت تبذلين كل ما في وسعك لتمنعي اكتشافه الحقيقة, لماذا؟" "لانني ما زلت احبه, لذلك تركته يذهب بعيدا, اعرف من الطريقة التي تكلم بها انه قد يحبني من جديد, ولكنني لا اريد ان اعيد النبض الى حبه, وبهذه الطريقة لن يكون موتي صدمة عنيفة له." "احيانا اعتقد انك حمقاء طيبة القلب." "انا مجرد انسانة تحب." مجرد كلمات قليلة ناعمة, ولكنها تخفي عذاب قلب محطم, كانت نيستا تعرف كيف يكون حال الفتيات من نوع كارول. قد يخلصن لرجل ليس على ذرة من الطيبة معهن, ثم يخفين تعاستهن وضياعهن وراء ابتسامة, ولكن كم منهن يمكن ان يمضي شوطا بعيدا مثل كارول.
الفصل الرابع
4_الزواج......وشهر العسل!
كانت مراسم الزواج وجيزه وبارده ,اما الغداء فكان شهيا ورائعا اعده كلود بنفسه..وهو امر يندر حدوثه. قطع العروسان كعكعه الزفاف المؤلفه من اربعه طوابق واخذ كل منخما قطعته يتذوقها بدلذه ونهم وكانت سالى جميله وانيقه للغايه وكان لوك ايضا جذابا ووسيما الى ابعد الحدود.ولو كانت المظاهر الخارجيه وحدها هى التى تعكس المشاعر الحقيقيه لتصور المرء انهما سعيدان ويناسبن بعضهما كليا.وتساءلت سالى بصمت عما اذا كان والدها او كارلو او حتى كلود,سيصدقون هذه التمثيليه التى تقوم ببطولتها الى جانب لوك! "يجي ان نذهب قريبا الى المطار" تطلعت نحو الرجل الطويل القامه الذى يقف قربها وقالت له وهى تتظاهر بالابتسامه والسرور: "بمجرد ان تصبح انت على استعداد لذلك: نظر الى ساعه يده بسرعه ثم اضاف: "كارلو وضع حقائبنا فى صندوق السيارة" "سأذهب الى المطبخ لاودع كلود" منتديات ليلاس كانت جميع الا طباق والصحون قد وضعت على العربه المخصهه لها والمطبخ اعيد الى حالته الطبيعيه تماما,وعندما دخلت سالى استقبلها كلود بابتسامه عريضه قائلا: "جاهزه للذهاب؟ وانا ايضا؟خادم السيد اندريتى سيهتم بقاعه الاستقبال بعد عودته من المطار" ثم تأملها لحظه وقال لها بشئ من القلق: "تبدين شاحبه كثيرا يا سالى,فأين بهجه الزواج وفرح العروس؟" هذه اول الغيث! يجب ان تتحايل قليلا لتفادى المزيد من الاسئله المحرجه. ابتسمت وردت عليه بهدوء مصطنع وهى تتظاهر بان الامر طبيعى جدا: "الاعصاب يا كلود,الاعصاب! اعتقد ان كل فتاه تشعر ببعض الشكوك يوم زواجها" تنهد الرجل الفرنسى وقال لها باخلاص واضح: "انى حزين لفقدانك يا سالى,انك موهوبه,طيبه,مخلصه!" شعرت بغصه والم وترددت قليلا قبل ان تقول: "يجب ان اذهب,الاخرون مستعدون للرحيل" "حظا سعيدا يا سالى" ابتسمت وهى تهز برأسها شاكره ثم خرجت بسرعه من المطبخ قبل ان يزداد تأثرها وتصبح غير قادره على منع دموعها من الانهمار.ولم تكد تصل الى القاعه حتى شاهدت لوك يتأهب للتوجه نحو المطبخ لحثها,على ما يبدو,على الاسراع فى الرحيل. منتديات ليلاس استغرقت الرحله نحو المطار نصف ساعه.ولدى دخولهم القاعده الرئيسيه.كان احد الموظفين يعلن عن اقتراب موعد الرحله الى اولاند ويطلب من جميعالمسافرين ليها انهاء معاملاتهم والتوجه نحو القاعه الخروج.وفيما كان لوك يهتم بأمر الحقائب وتذاكر السفر والاوراق الاخرى.اقترب جو بالينغر من ابنته وعانقها بحراره قائلا: "الى القاء يا حبيبتى.باركك الله واخذ بيدك,اتمنى لك سعاده دائمه" بدا والدها مرتاحا تماما وقد اختفت من وجهه ملامح التوتر والارهاق التى كانت قد انهكت قواه نفسيا وجسديا واظهرته انه يفوق عمره الحقيقى بعده سنوات سمعت سالى النداء الاخير للمسافرين الى اوكلاند بأن يتوجهوا نحو الطائره,فقالت لوالدها: "سأتصل بك لدى عودتنا" إضافة رد black star 01:00 AM 21-06-11 لما ابتعدا عن المسافرين الاخرين والمودعين والمستقبلين شعرت سالى فجأه بأنها دهلت نفقا ذا اتجاه واحد الرجل الذى يسير بجانبها الان هو.....زوجها؟واضافت هذه الحقيقه التى لا مفر منها بعدا جديدا الى علاقتهما الوجيزه المليئه بالعواصف والتوتروالانفعال.نظرت بسرعه ودون قصد الى خاتم الرائع الذى يزين الاصبع الثالث فى يدها اليسرى.خاتم الزواج من البلاتين الخالص الذى اضيفت اليه عده ماسات صغيره جعلت منه خاتما يبهر العين و ويحبس الانفاس.وهذا ما حدث مع سالى بالضبط.وبخاصه عندما حولت نظرها الى ساعه اليد البلاتينيه التى تزين ميناءها مجموعه رائعه من الماسات الاخاذه هاتان التحفتان اللتان لم تسمح لنفسها بمجرد التهكن بثمنها,هما هديه لوك لها وقد البسها اياهما قبل ساعه من الان,وشعرت مؤقتا بخجل شديد لانها لم تعتقدان ان من الضرورى هداء اى شئ على الاطلاق. دخلت سالى الطائره الضخمه واختارت المقعد من النافذه وشكرون الظروف ان تلك لم تكن اول رحله رئيسيه لها اذ انها عبرت المحيط الاطلسى قبل غامين لتمضيه عطله شهرين مع امها فى نيويورك,وبالتالى لم تبد اى انزعاج او انقباض ملحوظين لدى الاقلاع وارتفاع الطائره الى العلو المطلوب. "مجله؟" تطلعت سالى بدهشه لتشاهد احدى المضيفات تحمل سله معدنيه عليها عدد كبير من المجلات الاسبوعيه والصحف اليوميه.ووهى تبتسم مشجعه..شكرتها بتهذيب وذكرت لها اسم مجلتها المفضله فأعتطها اياها المضيفه وحيتها قبل ان تنتقل الى الركاب القلائل الاخرين فى الدرجه الاولى. بذلت المضيفات جهدهن لاسعاد العروسين ومساعدتهما على تمضيه رحله الساعات الثلاث براحه ورضى تامين.وكان لوك يحاول بدوره ايضا ادخال البهجه والارتياح الى قلب سالى التى كانت ترد على احاديثه المطوله بردود مقتضبه فى معظم الاحيان على كلمه واحده...اما نعم اولا,او ربما.الا ان الحديث الوحيد الذى لفت انتباهها واصغت اليه باهتمام كلى هو ان نيوزلاندا تتبع نظام التوقيت الصيفى,وهى بالاساس تسبق استراليا بساعتين.هذا يعنى انهما سيصلان الى اوكلاند حوالى لحاديه عشره بالتوقيت المحلى.وبعد انهاء معاملاتهما فى المطار واستلام السياره المستأجره التى تنتظرهما قرب المدخل الئيسى,فانهما بلا شك سيضطران الى التوجه فورا الى الفندق. ولاحظت سالى ان كل شئ يسير بسرعه كبيره,بما فى ذلك خطواتهما نحو السياره الكبيره المتوقفه عند المدخل.واستغربت جدا كيف انها لا تشعر بأى اثاره او حماسه لوجودها فى بلد اخر.. لا تشعر بأى احساس معين لعبورها المحيط او لانها تقف الان على ارض غريبه.لم تكن تشعر بشئ من هذا او ذلك بل تتطلع بقلق وانقباض نحو التطورات المقبله. جلست فى السياره دون ان تتفوه بشئ او تحرك ساكنا.تزعجها كل دقيقه تمر وتقربها من تلك اللحظات التى سيعمل عليها لوك على جعلها حقيقه,قولا وفعلا,زوجه له.خنقت صرخه مريره كادت ان تطلقها عندما بدأت تحلل نفسيته وتتصور بالتالى الكيفيه التى ستكون فيها مشاعرها معه تلك الليله. ها هى الان مرتبطه برجل هدفه الوحيد الزواج ان يرزق بابن يرث اعماله وامواله ,فكيف سيتصرف معها وهما شخصان لا يجمعهما اى شئ على الاطلاق سوى المصلحه! إضافة رد black star 03:27 AM 21-06-11 فجأه.تحول لوك بالسياره الى باحه كبيره بمحازاه الطريق الرئيسى.وشعرت سالى بغصه فى حلقها والم فى صدرها وصداع فى رأسها,الا انها تمالكت اعصابها وخرجت من السياره لتصعد مع لوك الى جناحهما الفخم حيث سينفذان الخطوه التاليه من الصفقه المعقوده بينهما.كان المنظر رائعا والمساحه كبيره ومريحه للغايه.ولكن سالى لم تكن تركز الا على غرفه النو المجاوره,والواقع المر الذى لا مفر منه وهو انها اصبحا الان واحدهنا بصوره تامه وانتبعت بانقباض الى نظراته الفاحصه التى كان تلاحقها باستمرار.ولكنه بدا بعد قليل ان الصمت المخيم عليهما يتزايد وينمو حتى اصبح فراغا هائلا يهدد بدفعها الى ارتكاب حماقه او التصرف بجنون.قررت ان لحل الامثل لتفادى مثل هذه النتيجه السيئه يمكن فى التحدث عن شئ .اى شئ!فسألته بصوت مرتعش : "هل تريدنى ان افرغ الحقائب؟" رد عيها مازحا: "يبدو انك متشوقه كثيرا لللقيام بواجبات الزوجيه!" شعرت بمزيد من التململ والتبرم وقالت له ببروده اعصاب: "لا اتصور انك ستسمح لى بأن اكون مهمله فى اى من هذه الواجبات" رفع حاجبيه وقال لها بمرح ظاهر: "وعلى وجه الخصوص .فى غرفه النوم!" تراجعت خطوه الى الوراء عندما تقدم نحوها.ثم وقفت بتحد بعد ان استجمعت كافه قواها وشجعتها وقالت بعناد واصرار ظاهرين: "انا لست شريكه او وجه برضاها...وانت تعرف ذلك جيدا" ابتسم وقال لها ,وقد بدا ان هذا الحوار يسليه ويرفه عنه: " اما نك سطحيه لدرجه لا تصدق وانك تتعمديم تمثيل دور البريئه.ايهما انت يا ترى؟" "الثانيه,طبعا!" قالتها سالى بسرعه وهى تقصد التهكم والسخريه غير عابئه بالنتيجه .وهى انها لوحت له بعكس ذلك تماما.ومد يه وامسط بذ قنها.ثم قال لها بخبثواضح: "هكذا ,اذن!واكن.اليس صحيحا ان وجود عذارى فى سن الثامنه عشره وما فوق اصبح نادرا جدا فى مجتمعنا هذا الذى يوصف بالتحرر والرقى؟السنا فى عصر تتثرف فيه النساء كالرجال بدعوى الحقوق والمساواه؟" شعرت بصوعه فى التنفس وانقباض فى المعده.فأزاحت يده بهدوء عن ذقنها وقالت له بهدوء مصطنع: "سأهتم بأمر الحقائب" امضت فى غرفه النوم اطول مده ممكنه....وتجرخ الثياب وتعلقها فى خزانه الحائط وتضع بقيه الاشياء فى الادراج المخصصه لها.كأنسانه سيواجه الموت بعد قليل,حملت ثوب نومها والرداء الذى تضعه فوق ثياب النوم عندما تكون خارج السرير ودخلت الحمام.ولما خرجت بعد دقائق معدوده.كانت سالى فى وضع مزر وتتضارب فى رأسها افكار مختلفه ومشاعر متنقضه.اللعنه! اللعنه على الظروف الصعبه التى ارغمتعما على الدخول فى تحالف تافه كهذها وصفقة رخيصه كتلك التى وقعتها صباح ذلك اليوم! لم يكن ينير الغرفه سوى الضوء الجانى عندما دخل لوك وباشر غلى الفور خلع ثيابه دون ان يعير لوجودها اى اهتمام على الاطلاق,وما هى الا لحظات حتى رمى جانبا اخر قطعه من ثيابه وارتدى معطف الحمام.وتدفق الدم بقوه الى وجهها وشعرت بخجل شديد وحاد.استدارات بسرعه بحجه تعليق بعض الثياب فتقدم نحوها وهو يقول: "اعتقد انك فعلا شابه خجوله وان الحياء هو احد صفاتك المميزه" مد يده وحل شعرها الذى تربطه بشريط حريرى.فتاطير الشعر الاشقر كشلال ضوء على كتفيها وقسم كبير من ظهرها وحاولت الابتعاد عنه فأمسكها من كتفها وقال لها محذرا بهدوء: "لا تلعبى دور الفتاه الصغيره يا سالى!" استدارت نحوه وقد حل الخوف والذغر محل الغضب والاشمئزاز وقالت له بعصبيه ظاهره: "انى ى العب دور احد!لا العب!" بحركات تعمدها ان تكون رقيقه وبطيئه,سحب الرداء الذى كانت ترتديه فوق ثياب نومها الشفافه ثم امسك بكتفيها وشدها نحوه وهو يقول بلهجه ماكره: "من المؤكد انك ستهربين,لو كنت قادره على ذلك" عاد الغضب يحل محل الذعر والخوف وعندما حاول تقبيلها على عنقها .تململت,وتبرمت ,ركلت...حاولت جهدها التملص والتخلص من ذراعيه.ولكن جميع محاولتها باءت بالفشل.كانت ضحكته الخفيفه التى اطلقها فى احدى اذنيها القشه الاخيره صرخت به غاضبه,حانقه.وهى تشعر بكرهه بكل جوارحها: "انك همجى.متوحش." اخرسها بعناق طويل وعميق شعرت به بأنها تكاد تختنق,ابعدت رأسها عنه بجهد بالغ وصرخت بصوت متحشرج وهى تحاول يائسه تحرير يديها اللتين كان يمسكهما بقوه وراء ظهرها: "دعنى.اتركنى.اليك عنى!" ابتسم بعصبيه وقال لها دون ان تتحرك من مكانها او يفلتها: "لماذ تحاربينى يا ضغيرتى؟ ستتعبين قبل ان نبدأ" تنفست بقوه وقالت له بحده وهى تهز رأسها يمنهويسره بعنف بالغ: "وماذا كنت تتوقع؟حملا وديعا يسلم نفسه للذئب الجائع بسهوله ويسر؟" "لو كنت اريد شريكه كهذه,لما وجدت اى صعوبه على الاطلاق,انهت بالعشرات يا صغيرتى!" قال الجمله الاخيره بمرح ظاهر ثم رفعها برقه ونعومه بين ذراعيه وحملها نحو السرير وصرخت به غاضبه: "سوف اكرهك!سوف اكرهك!" استيقظت سالى فى اليوم التالى وكانت رائحه القهوه الطازجه تعبق فى الغرفه,ممتزجه برائحه الفطور الشهى. فى اللحظات الاولى لم تكن سالى متأكده مما يحيط بها.ثم تذكرت الحقيقه الساطعه واستعادت بعضا من تفاصيلها.رفعت نفسها ببطء واستدارت الى الناحيه الاخرى من السرير,الا ان لوك لم يكن هناك.تطلعت بساعه يدها فاكتشفت ان الوقت تعدى العاشره,وسرها انها تمكنت من النوم حتى هذه الساعه,على الرغم من اقتناعها الثابت بأن مثل هذه الراحه المحمومه ستكون امرا مستحيلا. خرجت من السرير بهدوء ثم توجهت فورا الى الحمام حيث امض وقتا طويلا تحت الماء البارد.انها بدايه طيبه ومنعشه لنهار لن يعكره سوى التفكير بما سيجلبه الليل من الم وعذاب نفسيين وعندما تضطر لمواجهه لوك مره اخرى فى غرفه النوم.سرحت شعرها ببساطه وقررت عدم استخدام اى من مجموعه مستحضرات التجميل الضخمه التى حملتها معها من سيدنى,ثم رفعت رأسها بشموخ واخذت نفسا عميقا وتوجهت بعزم وثبات نحو المطبخ الصغير الملحق بالجناح الضخم. منتديات ليلاس ابتسم لها لوك على الفور ابتسامه عريضه وحنونه وحياها بكلمات رقيقه ومهذبه ,وكانت النظره السريعه التى وجهتها سالى نحوه كافيه لتسارع نبضها ودقات قلبهابنسبه خطره,كان يرتدى سروالا رماديا وقميصا زرقاء,مما اضفى عليه جاذبيه ورجلوه لا يمكن تجاهلها.لا,انه مجرد انفعال ناجم عن توتر الاعصاب!يجب عليها ان تحاول التصرف بشكا طبيعى!ردت عليه بكلمات مماثله الى حد ما ثم سألته: "هل اصب لك فنجانا من القهوه؟" "نعم,ارجوك.انى بحاجه الى قليل من القهوه الان" لم تتمكن من استخلاص الكثير من تلك اللهجه العاديه والنبره الطبيعيه اللتين لم تعتد عليهما من قبل.ولكنها لما عادت ومعها القهوه,وجدته يطفئ الطباخ الكهربائى ويضع محتويات مقلاته الضخمه فى صحنين.انها كميه كبيره فى صحنها لا يمكنها ابدا ان تأكلها بكاملها. "انى لست جائعه الى هذا الحد" تطلع فيها وقال لها وهو يجلس على احد الكرسين: "اجلسى يا سالى,وتناولى فطورك" احمر وجهها قليلا.اللعنه! الا يمكنه ان يدعها وشانها!لماذا يصر على افساد نهارها! "من المؤكد انك ستعطينى حريه اختيار الكميه التى يمكننى اكلها؟" نظر اليها مرتبكا وكأنها فاجأته بهذا السؤال غير الضرورى,وقال: "ان كنت مصره على مجادلتى فعلى الاقب انتظرى حتى اكمل فطورى" سألته بدلال مصطنع: "لماذا؟الا تعرف التصرف بشكل طبيعى اذا كانت معدتك فارغه؟" تأملها بعينين ساخرتين كلها حيويه ورغبه ونشاط ,وقال لها ببرود: "ان كنت تعنين الليله الماضيه,فان جملتك ليست فى مكانها الصحيح,هل كنت تتوقعين قبله محتشمه وعفيفه لا اكثر؟" ردت على نظاته الحاده بصعوبه: "لم تكن بحاجه لان تتصرف بمثل ذلك الاسلوب الحيوانى المقرف! رفع احد حاجبيه بتهكم وقال لها بلهجه بارده: "انت اعترفت لى بأن لديك خبره فى هذا المجال,ثم حاربتنى كاحدى الساحرات المشاكسات.لو كنت اعلم بأنك حقا بريئه الى هذه الدرجه,لتصرفت بتعومه ورقه ولما استخدمت ذلك الاسلوب الهجومى القاسى" "اعذرنى ان لم اتمكن من تصديق كلامك!" "كان من الممكن ان يكون الوضع اسوأ بكثير" قالها بلهجه توحى بأنها تحمل تهديدا مباشرا,فشعرت سالى بارتعاش قوى يهز جسدها وضلوعها.ارادت ان تذهب بعيدا عن هذا الرجل الكريه الساخر,ولو لعشر دقائق فقط,فقالت له: "سأشرب القهوه على الشرفه" "انصحك بأن تأكلى شيئا,السفر بمعده فارغه سيزعجك كثيرا" تطلعت فيه بسرعه وسألته بتردد ولهفه: "هل تعنى......اننا لن نبقى هنا بضعه ايام؟" "وماذا كنت تتصورين اننى سأفعل يا زوجتى العزيزه؟ احملك الى غرفهه النوم واقفل الباب علينا اربعه ايام كامله نمضيها فى الحب؟" وابتسم بخبث وتابع كلامه قائلا: "انى ارى من احمرار خديك بأن هذا بالضبط ما كنت تفكرين به.لا تغر الشيطان الموجود بداخلى يا عصفورتى,لقد حاولت اكثر من مره ان تثيرينى وتفقدينى صبرى واكتشفت ان النتائج لم تكن محببه على الاطلاق" ثم تنهد قليلا وقال لها بتململ واضح: "اذهبى واشربى قهوتك ستجدين حرديه الصباح على الطاوله,الكلمه المطبوعه ستكون بلا شك افضل من صحبتى ورفقتى" black star 04:33 AM 22-06-11 حملت سالى فنجانها وهربت الى الشرفه دون ان تنظر وراءه.جلست تتمتع باشعه الشمس الذافئه بالهواء النقى المنعش,وتتطلع بين الحين والاخر الى المدينه والمرفأ.....والسيارت والمشاه,والمحال التجاريه,ثم اخذت الصحيفه وقرأت العناوين الرئيسيه والقت نظره سريعه على الصفحات الداخليه.والصور التى تملأ مساحات كبيره من تلك الجريده. بعد نصف ساعه كانت حقائبها موضوعه وموضبه بترتيب جنبا الى جنب قرب الباب ورفعت سالى رأسها عندما دخل لوك غرفه النوموسألها باقتضاب: "مستعده؟" هزت رأسها بصمت وراحت تتأمله وهو يضع الحقيبه الصغيره تحت ذراعه ثم يجمل الحقيبتين الاخريين بيديه ويقول لها: "سأضع الحقائب فى صندوق السياره واعيد المفتاح الى موظف الاستقبال انتظرينى فى السياره" حاولت منع نفسها من التعليق ولكن جملتها سبقتها: "وماذا لو اغرتنى نفسى من التعليق ولكن جملتها سبقتها: "وماذا لو اغرتنى نفسى بأن اذهب واتركك هنا؟" نظر اليها بعصبيه ظاهره وقال بلهجه قاسيه وهطره: "انك اليوم فتاه مشاكسه,مصممه على افساد نهارى" انها فعلا حمقاءّوالا.فلماذا تصر على اتباع هذا الاسلوب من التدمير الذاتى؟لماذا تدع نفسها تتصرف على هذا النحو من الغباء؟اين عقلها؟اين منطقها؟وقررت ان تحاول اتباع منهج عقلانى منذ هذه اللحظه فسألته بجديه هادئه: "والى اين افر يا لوك؟انا فى بلد غريب وتذاكر السفر معك" ثم ضحكت بمراره واضافت: "طبعا يمكننى طلب المساعده من رجل الامن.يا لها من قصه مثيره!انى ارى العناوين الرئيسيه.....العروس الهاربه تطلب الاستعانه من الشرطه.والزوج بلاحقها!" وتنهدت بسرعه ثم قالت: "ستلاحقنى بلا شك.اليس كذلك يا لوك؟ثم الست انا العقار المرهون لديك لقاء تسديد ديون والدى؟مسكين ابى...لو انه يعرف ما حدث!" "اصعدى الى السياره يا سالى,قبل ان افعل شيئا نندم عليه!" منتديات ليلاس قالها بلهجه تحذيريه واضحه ونبره حاده شعرت سالى ان من السخف والغباء تجاهلها ,سبقته الى السياره وهى تفكر بما جرى بينهما,ولاحظت لنه لم يتملكها ذلك الشعور بنشوه الانتصار لانها اثارت غضبه وحفيظته بشكل جدى وجارح بل على العكس من ذلك ,اخذت تحلل تصرفها ومدى الحكمه فيه,وتوصلت الى نتيجه مزعجه وهى انها ارتكبت خطأ فادحا وتصرفت برعونه وغباء. ظلت صامته اكثر من ساعتين.....خائفه من ان تؤدى اى محاوله منها لتمضيه الوقت بالحديث الى التفوه بكلمات استفزازيه تعيد التوتر الى اعصابها لم تعرف وجهتها ولم تكن متحمسه كثيرا لتسأل,وما هى اهميه السؤال فى اى حال؟هل من مجال للمناقشه او الاعتراض على قراره؟التفكيرالمتواصل بما حدث ويحدث يمنعها من التمتع بتلك المناظر الخلابه,فلتتوقف عن التفكير به وتركز اهتمامها على جمال الطبيعه الرائعه.....بتلالها وسهولها الخضراء,ومراعيها الشاسعه التى تملأها الابقار ولخراف السمينه.وشعرت فجأه بجوع حاد يفسد عليها تأملاتها.....ويذكرها برفضها السخيف لتناول طعام الصباح على رغم طلبه وتحذريته. ارادت عندئذ ان تسأله عم وجهه رحلتهما,ومتى يتوقع وصولهما,وكم سيمضيان هناك...,...متى يمكنهما ان يأكلا! "هل انت جائعه؟" "اذا اجبت بنعم فهلا ستمتنع عن تذكيرى بما قلته لى قبل بضعه ساعات؟" رد عليها بهدوء وجديه: "اصبحنا على وشك الوصول" لم تتكمن من ردع نفسها عن السؤال الذى يشغل حيزا من تفكيرها: "الوصول..الى اين؟" ابتسم قليلا وبدأ يشرح لها عن محطتهما التاليه: "روتوراوا!منتج سياحى مشهور جدا بانه موطن حضاره الماووريين اى شعب نيوزلندا الاصلى,وكذلك لانه احد الامكنه القليه فى العالم حيث تكون قشره الارض رقيقه للغايه ..ولذا فان روتوراوا غنيه جدا بالمياه المعدنيه وينابيع المياه الحاره وحمامات الطين السخنه التى تستخدم لاغراض صحيه الا تمشيم رائحه الكبريت؟" هزت سالى انفها متسأءله: "اهذه هى الرائحه التى نشمها منذ بعض الوقت؟" ها هى رائحه مزعجه ام ممتعه؟"لم تتمكن سالى من الاجابه على سؤالها وقررت فى النهايه ان الذين يعيشون فى هذا الجوار لا بد وانهم اعتادوا علي رائحه الكبريت ودخانه ولم تعد تؤثر عليهم سلبا او ايجابا.خلال لحظات زصلا الى الشارع الرئيسى للبلده,فأخذت تنظر حولها بأهتمام بالغ كان الشارع يعج بالمشاه الذين بدا معظمهم انهم من السياح لكثره الات التصوير التى يعلقونها على صدورهم . ثم سمعت لوك يقول لها : "الفندق الذى سننزل فيه موجود قباله الجنائن المشهوره.سنسجل اسمينا ونضع حقائبنا ثم نجد مكانا نتناول فيه طعامنا" كان جناحهما يطل على بركه سباحه كبيره تعج بالسابحين والسابحات,كما يتحلق حولها عشرات اخرونيستمتعون باشعه الشمس الدافئه او يشربون المرطبات المثلحه التى تروى عطشهم .ووعدت سالى نفسها بانها ستمضى اليوم بعض الوقت فى مياه البركه النظيفه والبارده. وضعت حمره الشفاه وسرحت شعرها بسرعه كبيره كى تذهب ال الغداء وقد بلغ منها الجوع والاعياء الى حد كبير كان ذلك افضل غداء اكلته فى حياتها وكانت تلك اشهى وكانت اشهى فاكهه تمتعت بها منذ زمن بعيد . وبعد ان شربا القهوه سالها لوك " ما رايك بجوله فى وايكروروا؟" تطلعت بزوجها وهزت بكتفيها قائله: "كما تقول" "سنقوم غدا ان شاء الله بجوله حول البحيرات ونزور احدى مناطق الينابيع الحاره .ثم نتوجه الى توبو ومنها نتجه يوم الاثنين نحو الشمال حيث نزور المنطقه السياحيه الرائعه التى تسمى خليج الجزر. وننطلق من هناك باتجاه اوكلاند حيث نصلها عند الظهر . انا متاكد من انك لن تتجاهلى ذلك الاهتمام النسائى الازلى ,وهو القيام بجوله على المحال التجاريه" كم انك على حق ايها الزوج العزيز! انها فعلا متشوقه لشراء الكثير من الاشياء الضروريه. ابتسمت وقالت له بارتياح: "ساغريك بالانفاق بسخاء على اى شئ احبه " "ربما كان من الاجدى اذن ان ابتاع حقيبه اضافيه" وافقت على كلامه وهى تراقب ابتسامته الساخره: "هذه فكره جيده" امضيا ما تبقى من فتره بعد الظهر يتمشيان فى الممرات الخاصه للمشاه داخل تلك الحديقه الضخمه الرائعه يمتعان نظرهما بينابيعها الحاره وينابيع المياه المعدنيه وبرك الطين الساخن,التى كان التفرج عليها وتصويرها تسليه وزياده معلومات فى ان معا. وكان برفقتهما دليل سياحى من الماوورين يحدثهما عن التراث الشعبى والفكرى لشعب نيوزيلاندا الاصلى ,ويشرح لهما عن بعض التقاليد والعادات.وبمجرد عودتهما الى الفندق بعد الخامسه بقليل قالت سالى لزوجها " ساسبح قليلا ان لم يكن لديك اى اعتراض" " ولماذا اعترض ؟ ان نفسى تحدثنى بالانضمام اليك" و ابتسم لوك بمكر عندما شاهدها تحمل القطعتين الصغيرتين اللتين تؤلفان ثوب السباحه .وعندما شاهدت تلك النظرات ,قالت له بخبث مماثل: "اتصور انك ستجلس طوال الوقت على حافه البركه ،بعيدا عن الهرج والمرج!" ضحك بهدوء واجابها بتهكم مشابه: "حقا؟وهل تعتقدين اننى اصبحت عاجزا فى السابعه والثلاثين؟ عبست وقالت له بكثير من المراراه: "انك لم تكن صغيرا ابدا يا لوسيانو اندريتى!انا متأكده من انك اتيت الى هذا العالم وقد عشت حياه مليئه بالاثاره والخبره السابقا.اليس كذلك؟" رد عليها بلهجه تجمع بين الجديه والالم,وهو يسند نفسه بتكاسل على حافه الباب: "انا رجل عصامى يا صغيرتى,صنعت نفسى بنفسى,كنت ولدا صغيرا عندما توفى والداى ولم يفصل بينهما سوى اشهر قليله.نشأت شقيقتى وترعرعت فى احد المياتم الذى يشرف عليه مؤسسه خيريه. اما انا فقد عملت ليلا ونهارا حيثما كنت اجد عملا.اشتغلت فى معظم الدول الاوروبيه.وكنت ادرس الرياضيات وعددا من اللغات" ثم تنهد وتابع حديثه بهدوء: "قبل خمسه عشر عامل هاجرت انا واختى انجيلينا الى استراليا.وبالعمل الشاق,والتصميم الجدى,وبعض الاستثمارات الذكيه,حققت لنفسى النجاح الذى كنت دائما اصبوا اليه وجنيت بالتالى ثروه لا بأس بها" كانت سالى واقفه دون حراك تراقب وجهه وانفعالاته وتسمع باهتمام لكل كلمه يقولها,وعندما انتهى من حديثه استوضحته قائله: "واختك؟ماذا حل بها؟" رد عليها مبتسما بارتياح ظاهر: "انها الان امرأه متزوجه وسعيدا جدا مع زوجها واولادها الثلاثه الذين يبلغ كبيرهم الرابعه فى حين لم يتجاوز صغيرهم بعد سته اشهر" ثم اضاف بلهجه حنونه ومرحه: "الاولاد يحبون خالهم جدا,وانا دائما عند حسن ظنهم.فبالاضافه الى تعلقى الشديد بهم,فانى ازورهم باستمرار واحمل دائما الهدايا التى يحبونها.سنمضى فتره عيد الميلاد معهم" ترددت لحظه ثم سألته: "ها تعرف اختك شيئا عنى؟" الى حد ما!تعرف انى وجدت لنفسى زوجه" "ولكنها تعرف سبب هذا الزواج" رد عليها بجفاف وهى يوجه اليها ابتسامه هازئه: "يكفى انها مسروره جدا لان فتاه ما اقنعتنى اخيرا بأن اتخلى عن حياه العبث واللهو واعيش حياه بيتيه محترمه" ثم ضحك وتتابع حديث قائلا: "انها بلا شك ستبدأ خلال اسابيع قليله بالاستفسار عن الموعد الذى ستصب فيه عمه فخوره" احمر وجهها حياء,فأستدارت فجأه وهى تقول ل بصوت خافت: "انى ذاهبه الى بركه السباحه" احس بخجلها فابتسم ابتسامه عريضه ثم قال لها برقه: "سألحق بك خلال دقائق قليله" إضافة رد black star 04:27 AM 23-06-11 كانت المياه بارده ومنعشه,ونظيفه الى درجه ملفته للنظر.غاصت سالى بسرعه وقوه وعادت الى سطح الماء لتملأ رئتيها بالهواء وترد شعرها الذى يحجب الرؤيه عن وجهها وعينيها.كان هناك شخصان اخران فى البركه وخمسه او سته خارجها يشربون الشاى.فجأه احست بشخص يقترب منها.التفتت وراءها لتشاهد لوك يغمزها بعينه وهو يبتسم بمرح وتحد.دفعها شعور باطنى الى الغوص مره اخرى والسباحه تحت الماء نحو الجهه الاخرى من البركه. وشعرت خلال الثوانى القليله التاليه انها تمكنت من الافلات منه بنجاح.الا ان فرحتها لم تدم طويلا!فقد امسك برجلها وشدها نحو القاع البركه.وحاولت التملص,فلم تفلح.وعندما صعدا الى وجه الماء,تنفست بعمق وقالت له بصوت متقطع: "اوه!انى اكاد..لماذا.." قاطعها لوك مازحا وهو لا يزال ممسك بذراعها: "الهرج والمرج!اليس هذا ما وصفت به الوضوع الذى سيكون عليه السباحه فى البركه؟" منتديات ليلاس حاولت سالى ان تنتقم ولكن جميع محاولتها باءت بالفشل, فتحت يدها اليمنى واخذت تضربها بقوه على سطح الماء مرسله اكبر قدر ممكن الى وجهه الضاحك والساخر,شدها نحوه ثم رفعها قليلا وقبلها.شعرت كأنها فراشه بين يديه.......وهى فتاه نحيله الى حد ما,وهو رجل قوى.....واطول مها باكثر من عشرين سنتيمترا, مما ساعده على الوقوف! اه,انه يغيظها!قبلته قصاص....واستفزاز متعمد!وعندما رفع رأسه عنها,كانت تشعر بغضب شديد ظهر جليا فى احمرار وجهها وحده نظراتها.سألته باشمئزاز وبصوت هامس تقريبا: "الناس يرافبوننا!ألا تهتم؟" ضحك ورد عليها بحنان وشئ من الشفقه: "اه منك يا عصفورتى الصغيره!اين هى الغرابه او الفظاعه اذا قبل رجل زوجته؟" ارتفت حد غضبها ولكنها ظلت محتفظه بذلك الصوت المنخفض عندما قالت له: "هذه الفضيحه!انك تقدم لهؤلاء الاغراب مشهدا تمثيليا مجانيا.اتركنى!دعنى اذهب!" رد عليها بهدوء بالغ: "هل خجلك يمنعك من مشاكرتى هذه النكته,ورد القبله بمثلها؟" تركها....فسبحت نحو الجهه الاخرى واخذت منشفها وتوجهت نحو جناحها لتكتشف ان لوك سبقها بلحظات.دخلا الغرفه دون ان يقول احدهما شيئا للاخر.ثم قررت ان تكون هى البادئه.فسألته بهدوء وهى تتجنب النظر الى عينيه الساخرتين. "هل اذهب قبلك الى الحمام؟" رد عليها بجمله تعمد فيهاالسخريه واثاره الاعصاب: "مما لا شك اننى سأثير واجرح شعورك فيما لو اقترحت ذهابنا معا!" انه لا يطاق!جهنمة!كم تتمنة ان تتمكن يوما من رد الصاع صاعين وتصدمه بشئ يقضى نهائيا على تلك النظرات الساخره الهازئه من وجهه اللعين! ولم تعرف ماذا دفعها فى وقت لاحق الى ارتداء اجمل فساتينها وتمضيه اطول وقت ممكن فى التزيين والتبريج.وعندما دخلت غرفه الجلوس.تأملها لوك بتقدير ظاهر ثم قال لها: "اوه,يا للاناقه!اشتم من طريقه اعداد نفسك بأنك ترغبين فى تناول العشاء خارج الفندق" ارغمت سالى نفسها على النظر الى عينيه وردت عليه بثبات وعزيمه: "ولما لا؟انى انوى الابتعاد قدر الامكان عن اعمالى المطبخيه خلال فتره هذه العطله القصيره" "انا لم اتزوجك لمجرد انك طاهريه ماهره" علقت على جملته بجفاف: "اننا نعرف حق المعرفه سبب زواجك منى.وضوء الامل الوحيد الذى يشع فى الافق هو ان هذا الزواج لن يدوم الى الابد" خيم صمت مطبق عليهما شعرت معه سالى بأنها تسمع دقات قلبها.كما احست بألم فى صدرها وصعوبه فى تنفسها.اما لوك فقد هز رأسه بهدوء وقال: "انى اذكر بوضوح ابلاغك بأن هذا الاتفاق نهائى.لو اردت علاقه مؤقته لما كنت بحاجه لرباط قانونى كالزواج" صرخت بحزن وعصبيه: "لن تون علاقه عاديه,لن تكون!" "متأكده الى هذه الدرجه؟وبهذه السرعه؟" هرت رأسها غاضبه وقالت: "انى لا اطيقك ابدا.ولا يعجبنى فيك شئ على الاطلاق فكيف يمكننا التعايش بسلام؟" امسك بذراعها وقال لها بهدوء وسخريه: "تعالى يا زوجتى العزيزه!سنذهب لتناول العشاء فى افخم المطاعم وارقاها,وندع المستقبل يحل هذه المشكله العويصه" كان العشاء شهيا للغايه....ومع ذلك فان انقباضها لم يختف تماما.وفجأه,ابتسم لوك وسألها: "ها ترقصين؟" منتديات ليلاس كان الوقت متأخرا,فالساعه تجاوزت الحاديه عشره ونصف.وكانت سالى تشعر بالارهاق وتتمنى لو انه يقترح العوده الى الفندق.ولكنها قررت التجاوب مع رغبته, لسبب الا لاثبات قدرتها عرى مجارته دون ضعف او وهن.وضعت فتجان القهوه على الطاوله وردت عليه بكلمه واحده وبلهجه توحى بعدم لاهتمام او الاكتراث. كانت الموسيقى خفيفه وطيئه مما يفسح له المجال بضمها اليه.ترك يدها ليض يده على رأسها ويحنيه الى الوراء قليلا ثم يقول مازحا: "هل قبولك محاوله لتأخير الامر المحتوم؟ان عينيك متعبتان للغايه وتبدين مستعده تماما للنوم" توترت اعصابها ورفعت بصرها اليه قائله بانزعاج ظاهر واحتقار واضح: "اشك فى انك ستسمح لى بالنوم!" ثم اغمضت عينيها وسألته بعصبيه وألم فائقين: "هل يجب على ان ادفع فائده مركبه عن ديون والدى....كل ليله؟" خيم الصمت ثقيل بينهما وطالت فترته حتى شعرت سالى بان اعصابها المتوتره ستدفعها بين اللحظه والاخرى الى رفع صوتها عاليا احتجاجا وتمردا.رباه,مابى!سألت نفسها بحزن بالغ,وهى تلعن مره اخرى تلك الظروف التى دفعتها الى اتخاذ مثل هذا القرار المؤسف.انه يستفزها دائما للتفوه بكلمات مهينه ومخجله.وانهمرت من عينيها فجأه دموع الشفقه على النفس,فابعدت وجهها بسرعه عن نظراته الفاحصه.وما هى الا لحظات,حتى شعرت به يقودها برفق وتمها الى طاولتها حيث دفع ما عليها وحمل حقيبه يدها ووشاحها....وخرجا. منتديات ليلاس فتح الباب جناحهما فى الفندق مفسحا لها كعادته مجال الدخول قبله.وعندما اغلق الباب وراءه,استدارت سالى نحوه وتطلعت بعينه مباشره لتعرف ماذا يدور خلفها من افكار ومخططات,وعندما لم تتمكن من تحليل ما تخفيه نظراته من نوايا,استجمعت قواها وقالت له بشجاعه مصطنعه: "انا لست خائفه مننك!" انها تكذب....فجسمها يرتعش وصوتها يرتجف وعنوياتها فى الحضيض وزاد من انقباضها وتعاستها انها غير قادره على اخفاء ضعفها امامه...و... "يجب ان تكونى خائفه منى!ففى احدى اللحظات,وصلت حده غضبى الى درجه خطره كده معها..." ولم ينه جملته,بل تقدم منها بسرعه وامسك بكتفيها ثم....قبلها.ها هو مره اخرى يؤذيها باسلوبه الخاص....يعذبها بافضل سلاح لديه.رفعها بقوه وحملها الى غرفه النوم فيما كانت تحاول جاهده التملص منه والافلات من يديه القويتين.صرخت به بعنف وهو يعريها من ثيابها: "انك بغيض....حقير!" رد عليها بهدوء مثير: "لا تنسى انك زوجتى الحبيبه انك تزوجت رجلا بكل ما فى الكلمه من معنى!انت لم تتزوجى فأرا ضعيفا عاجزا يتوسل من زوجته ما هو حق شرعى مكتسب له" رفسته بقوه وهى تصرخ به شاتمه: "اللعنه عليك!انك وحش فاقد الاحساس....لا يهمك سوى..." "ان يأخذ ما يريد,ويحصل على ما يبغى!وانا اريدك يا ضغيرتى...." وشعرت بان دفاعتها تنهار...والمهاجم يقتحم الاسوار,ولكن العدو ليس قبيحا كما صورته لنفسها من قبل....واكتشفت مشاعر اخرى تتأجج فى داخلها....ولم تعد تفكر بوعى او.... عاد شعور الازدراء والاشمئزاز بعد اكثر من ساعتين....عندما لاحظت انها مستلقيه على ذراعه فيما كان يغط فى نوم عميق.كرهته...واكثر من ذلك,كرهت جسدها الخائن لانه تجاوب مع الوحش باراده ذاتية!
الفصل الخامس
5_ هل تحبه؟
امضى لوك وسالى الايام الثلاثه الاخرى فى نيوزيلاندا وهما يتجاولان شمالا الى ان عادوا الى اوكلاند مساء الاثنين.وكانت سالى تتمتع جدا بساعات النهار .اما الليل.....حاولت كثيرا التظاهر بالجفاف والبروده والقسوه....ولكنه كان دائما يقتحم حصونها. وصباح الثلاثاء,وفى لوك بوعده واخذها الى افخم المحا التجاريه وارقاها,وتوقفت امام فستان فى الواحهه وقال: "هذا لفستان جميل وانيق,جربيه!" تطلعت فيه وابتسمت ثم قالت: "هل انت جاد؟قياسه لا يناسنى" اخذها من ذراعها واشار الى احدى البائعات بأن تعطيها الفستان لتجربه.وعندما تأكد له لها فعلا انه لا يناسبها.طلب احضار فستان مماثل ولكن بحجم مناسب.وعندما شاهد سالى تنظر الى فستان اخر بشئ من الاعجاب,طلب من البائعه احضاره ايضا.احتجت سالى بغنج وتهذيب قائله: "لوك ,لدى الكثير من الثياب!ثم...لم يعد هناك مجال لاضافه اى شئ اخر الى حقائبنا" "اذن,نشترى حقيبه جديده!اذهبى الا الى غرفه الملابس ودعينى اراك فى كل فستان على حده" كانت الفساتين الثلاثه جميعها مناسبه جدا,ولكنها لة خيرت بينهما لكانت انتقت العباءه القرمزيه,فلونها يبرز جمال بشرتها وجاذبيه شعرها وعينيها,اومألوك الى البائعه وقال لها بتهذيب,ميرا الى الفساتين الموضوعه اماه على الطاوله: "سنأخذها كلها" ابتسمت البائعه بارتياح ظاهر وبدأت تضعالفساتين فى االكياس المخصصه لها,فيما اقتربت سالى من لوك ورفعت نفسها....وقبلته على خده قائله: "شكرا يا حبيبى" لنتقلا على اثر ذلك الى مطعم احد الفنادق القريبه حيث تناولا الغداء,ثم توجهها بالسياره الى فندق فى بارنيل حيث وضعا اغراضهما وذهبا الى القريه القريبه للتمتع بمناظرها الريفيه الرائعه.وشاهدت سالى وشاحا محاكا ومطرزا باليد فلم تتمكن من اخفاء اعجابها به: "اوه,انه جميل جدا...ويناسب عباءتك الحمراء الى حد بعيد,اليس كذلك؟" استوضحته غير مصادقه: "وهل تنوى ابتياعه لى؟" "اتعترضين؟" "لا....ولكنى لم ابد اعجابى به بهدف..." قاطعها بهدوء وهو يمازحها قائلا: "لما لا ندخل الى المحل؟الممر ضيق جدا وثمه اشخاص اخرون يريدون العبور" امضيا الساعه التاليه فى زياره المحلات التجاريه القليله فى قريه بارنيل,مما ادى الى اضافه بعض المشتريات الخاصه.كما ابتاعت سالى هديه لوالدها.وعادا الى الفندق لتوضيب حقائبهما لانه كان عليهما التوجه الى المطار حوال الرابعه ونصف. منتديات ليلاس وصلا سيدنى قبل الثامنه بقليل,وكان كارلو فى استقبالهما خارج قاعه الوصول....يا للفاجأه,جو بالينغر ايضا!وكانا يضحكان ويلوحان بايديهما فى سرور وابتهاج .رمت سالى بنفسها بين ذراعى والدها بشوق وحنان,وهى تقول : "ابى!ابى!" ربت على كتفيها بمحبه وقال لها مازحا: "بالله عليك يا ابنتى,ماذا دهاك؟من يراك الان على هذه الحاله يعتقد انك امضيت فى الخارج اربعه اشهر او حتى اربعه سنوات بدلا من اربعه ايام" تراجعت عنه بسرعه وقد انتبهت لانفعالهاواندفاعها المتزايدين.فابتسمت وقالت: "انت عائلتى كلها وليس لدى غيرك" ضحك لوك وقال مازحا: "وماذا حل بى انا ؟هل طويت صفحتى واصبحت منسيا؟" "وضعك يختلف عن وضع ابى والدى" ابتسم وعلق ساخرا: "ارجو ذلك ايتها الزوجه العزيزه,ارجو ذلك!" ذكرتها تلك النبره فى صوته بأمور عده,فنظرت نحوه ووجهت اليه ابتسامه حلوه ولطفه ثم قالت بدلال: "لوك,حبيبى!انك شخص فريد من نوعه" احنى لوك رأسه قليلا وكأنه يرحب بذلك الاطراء,الاان عينيه فقدتا فجأه كل اثر للمرح او المزاح.اما سالى فقد حولت نظرها الى والدها وسألته بدون اى اهتمام او اكتراث لما سيكون عليه رد فعل لوك: "ستذهب معنا الان لشرب فنجان من قهوه,اليس كذلك؟" منتديات ليلاس انها تريد القيام بأى شئ يؤخر وجودها مع لوك على انفراج فى ذلك القصر الضخم.فهى تعرف تماما انه لن يتوانى عن استخدام جميع الوسائل لكى يفهمها بطريقه لا تقبل الجدل انها ليست اكثر من فتاه اشتراها لتحقيق هدف واحد.انها مضيفه وطاهيه ومدبره منزل بين الحين والاخر,وفو بعض المناسبات المعينه.ولكنها فى المقام الاول اله تحمل وتلد وتربى.انها تحب الاولاد والاطفال بصوره فائقه,وكانت تحلم دائما بان تتزوج انسانا تحبه وترزق عددا من الاولاد.ولكن اين هو الحب الان,وكيف ستكون نظرتها الى ثمره هذا الزواج البغيض؟ "لا يا ابنتى....انها ليلتكما الاولى فى بيتكما ولن افسدها عليكما.ربما خلال ايام قليله" وابتسم عندما لاحظ خيبه املها الواضحه وقال: "سأقيم حفله عشاء فى نهايه الاسبوع المقبل,وستحضران انت ولوك طبعا,اليس كذلك؟" اجابه لوك بهدوء وهو يمسك بذراع سالى ليتوجها نحو السياره: "شكرا يا جو سنتصل بك لاننى قد اكون خارج سيدنى" نظرت اليه سالى بدهشه,فابتسم بتهذيب وقال لها: "لدى اعمال كثيرا يجب الاهتمام بها يا حبيبتى.هل نسيت ذلك؟" ضحك جو بملء فمه ثم غمز ابنته قائلا: "انتهى شهر العسل!" تألمت سالى بصمت وهى تتمنى لو انه لم يبدأعلى الاطلاق.وسارت مع لوك نحو السياره بعد ان شكرا جو على استقبالهما وودعاه على امل الاتصال به فى اقرب وقت. "متعبه؟" تطلعت الى الرجل الجالس بقربها بدهشه وقالت: "امل ان تكون افكارا ساره" انتبهت ان كارلو بالطبع قادر على سماع كل كلمه يقولانها.فزينت جوابها بعاطفه ظاهره قائله: "انا متشوفه للوصول الى البيت وافراغ جميع هذه الحقائب" وتكمنت من ارغام نفسها على الضحك عندما مضت الى القول: "ارجو ان تكون هناك خزائن كافيه يا حبيبى" لم يعلق لوك بشئ على جملتها بل امسك بيديها ورفعها الى فمه فيما ظلت عيناه مسمرتين على عينيها كأنه يتحداها وشعرت سالى بالارتياح بعد بضع دقائق عندما اوقف كارلو السياره اما المنزل الضخم. تركا كارلو يهتم بالحقائب ودخلا البيت,وبمجرد وصولهما الى القاعه الرئيسيه,وقف لوك ومد ذراعيه نحو اليمين قائلا: "بالاضافه الى بضع غرف تستخدم لخدمات منزليه مختلفه ليس هناك اى شئ اخر سوى مرأب.والى اليسار توجد غرف التى تشكل شقه صغيره لكارلو" ثم امسك بذراعيها وسار الى اعلى الدرج وقف وتابع حديثه كدليل سياحى: "شاهدت قاعه الاستقبال وقاعه الطعام الرئيسيه.ولكن الجانب الاخر المحاذى للمطبخ يضم غرفتى جلوس وطعام صغيرتين حيث تجدين كافه اجهرزه الترفيه والتسليه وعددا كبيرا من الكتب.والى هذا الجانب من الدرج توجد الغرفه التى استخدمها كمكتب خاص" ولما صعدا الى الطابق العلوى اعربت سالى عن دهشتها الكبيره للمساحه الضخمه المخصصه لغرف النوم.اذ كانت هناك خمس غرف اكبرها طبعا غرفه النوم الرئيسيه.التى تشكل ملحقاتها بحد ذاتها عنونا للجمال والاناقه والذوق الرفيع,بما فى ذلك نوعيه السجاد والستائر وتناغم الالوان وحسن وتوزيع الاضواء. "انا متأكد انك ستجدين مساحات كافيه لوضع ثيابك واغراضك!" ثم ابتسم بسخريه واضاف: "اذا شعرت بحاجه لاعاده ترتيب يابى او توزيعها بطريقه مختلفه فلا مانع لدى....شرط ابلاغى بذلك.لانى اكره كثيرا لعبه طاقيه الاخفاء وبخاصه عندما اطون على عجله من امرى" ردت سالى بلهجه بارده,فيما كانت تتخيل بانوعاج والم النساء اللواتى شاركنه هذا السرير الضخم: "اذا اضطررت لاحداث اى تغييرات,فسوف ارسم لك صوره مفصله والقها فى مكان بارز" "الجواب على تساؤلاتك الصامته بسيط للغايه,لا احد!" تطلعت فيه بذهول وهى لا تصدق اذنيها.ابتسم بخبث وواوضح وتابع حديثه قائلا: "لا احد!على الاقل فى هذا السرير بذات!" حاولت ان تتظاهر ببرود الاعصاب,الا ان احمرار خديها فضحها عندما سألته بهدوء: "عا تقرأ الافكرا؟" "افكارك انت يا صغيرتى شفافه بشكل خاص يجب ان اطلع على تطورات العمل خلال الايام القليله الماضيه,ٍأدخل مكتبى لقراءه التقارير وسماع الاشرطه المرسله لى من مكاتب الاداره.كارلو سيحضر القهوه وانا سأشرب قهوتى فى غرفه المكتب,ان لم يكن لديك مانع" نظرت اليه بدون ان يرف لها جفن وسألته بهدوء: "وهل سيكون لاعتراضى,ان كان هناك من اعتراض,اى تأثير على الاطلاق؟" "يمكنك اقناعى بتأجيل هذا العمل حتى الصباح.فساعه واحده قبل الفطار كافيه جدا" "اخر شئ اريده هو تأخيرك عن عملك.ثم....يجب افراغ الحقائب من محتوياتها.وبعد ذلك قد اجلش لمشاهده بعض البرامج التلفزيونيه" اخذ رأسها بسرعه بين يديه,ثم غمزها بعينه باسما وخرج من الغرفه ,ظلت سالى واقفه بعض الوقت لا تعرف ماذا تفعل.ولكنها قررت اخيرا بعد لحظات ان عليها فعلا افراغ الحقائب وتوضيب الثياب فى الخزانتين الكبيرتين. وبعدما انتهت من مهمتها.اخذت حماما باردا انعشها كثيرا.ولما تبين لها فى وقت لاحق انه ما من محطه تلفزيونيه تبث برنامجا تجدر مشاهدته,اختارت احدى الاسطوانات وجلست تستمع الى بعض الانغام الحالمه,ولما شعرت بالنعاس قررت النوم على الكنبه حيث جلست,اذ ما من شئ يقنعها بالصعود الى غرفه النوم والدخول الى ذلك السرير الضخم.وبمجرد ان القت رأسها على الوساده,برزت فى مخيلتها والدها التى اعدات ال تفكيرها على الفور الوضع الصعب الذى تمر فيه.وتنت فى تلك الاونه لو انها كانت قبيحه!ولكنها سمعت صوتا باطنيا يذكرها بانها لو لم تكن جميلة لكان والدها الآن يواجه الإفلاس عندما استيقظن بعد ساعات,تبين لها نها فى ذلك السرير الكبير....بمفردها.تطلعت الى الجانب الاخر فبدا واضحا ان لوك كان نائما قربها طول الليل... وانه بالتأكيد حملها الى السرير,نظرت الى ساعه يدها فاكتشفت ان الوقت تجاوز التاسعه,دخلت الحمام فغسلت وجهها وسرحت شعرها ثم ارتدى ثيابها وتوجهت على الفور الى المطبخ حيث استقبلها كارلو بابتسامه مهذبه قائلا: "صباح الخير يا سيدتى" "صباح الخير يا كارلو,يبدو انى تأخرت كثيرا فى النوم" ثم اقتربت منه قليلا وقالت له وهى تشير الى مقلاه البيض التى كان يستخدمها: "هل يمكننى مساعدتك بشئ؟" "شكرا جزيلا ولكن لا داع لذلك.لوك توجه الى المدينه منذ قليل بعدما شدد على بعدم ازعاجك.وما ان سمعت تحركاتك فى الطابق الاول حتى بدأت باعداد فطورك" "لم تكن بحاجه لازعاج نفسك.كان بامكانى ان اعد فطروى بنفسى" نظر اليها باستغراب شديد فحبست ضحكه كادت ان تصدر عنها.وكان واضحا جدا ان لم يتوقع منها عباره كتلك التى قالتها.فهى ربه البيت وهو يعمل فى خدمتها,ومع ان لوك يعامله معاكله خاصه جدا,ولكنه لا يزال عاملا لديه...ولدى زوجته.جلست سالى الى المائده وتولى كارلو تقديم الطعام والقهوه ثو وضع جريده الصباح قربهاوقال: "بعد ان تتناول السيده طعامها وتنتهى من القرائه,هل لى ان اقترح عليها بان تضع جانيا كافه الثياب التى تحتاج او تنظيف على البخار كى اتولى امرها" انه يتحدث الى لوك باسمه الاول,فلماذا يصر على التحدث معها بهذه الطريقه الرسميه؟ربما لانه لا يعرفها منذ زمن طويل!او ربما لان لوك طلب منه ان يناديه باسمه بدون اضافه القاب قبل الاسم او بعده!ابتسمت وقالت له: "الا يمنك ان تنادينى سالى؟" "نعم,ان كنت تفضلين ذلك" استراحت فى كرسيها واضافت قليلا من السكر الى قهوتها ثو سألته بهدوء: "هل مضى عليك زمن طويل وانت تعمل لدى زوجى يا كارلو؟" "اعمل فى خدمته منذ خمس اعوام ولكنى اعرفه منذ فتره طويله جدا" وتوقف احظه وكأنه يستعيد ذكريات الماضى البعيد.ثم اضاف: "منذ حوال اربع عشره سنه كنا نعمل معا فى حقول قصب السكر فى نورث كوينزلاند.وبعد بضع سنوات التقيا مره اخرى فى وايبا حيث عملنا فى شركه بناء واحده.وقبل سته اعوام اضطررت للتوقف عن ممارسه الاعمال المرهقه لان الطبيب انذرنى بأن الحر والغبار والاشغال المتعبه الشاقه تشكل خطرا على صحتى.لذلك جئت الى سيدنى.وهنا ايضا شاءت المصادفات ان تجمع بيننا.عرض على هذا العمل فقبلته بكل سرور" كانت سالى صامته تستمع بانتباه واهتمام.ثم سألته: "هل يساعد احد فى تدبير امر المنزل؟" "نعم,هناك سيده تحضر مرتين فى الاسبوع للتنظيف وكى الثياب.وفضلا عن ذلك,فانى اتدبر الامر بمفردى" "يمكننى ان اريحك من بعض المهام...وبخاصه فيما يتعلق بوجبات الطعام" ابتسم كارلو وقال لها بلطف: "انه مطبخك يا سالى....طلب منى لوك اخبارك انكما سوف تتناولان الطعام العشاء خارج البيت وان تكونى جاهزه فى السابعه,لانه يتوقع العوده حوال السادسه" اوه,يبدو ان لوك مصمم على عدم اضاعه الوقت فى دفعها الى حقاته الاجتماعيه!لا مانع لديها ابدا!فهى محدثه لبقه وضيقه خفيفه الظل ومضيفه ناجحه جدا.الفضل فى ذلك يعود كله الى والدها.لكن الامر الوحيد الذى ازعجها قليلا هو احتما الاجتماع ببعض صديقاته.هل هى الغيره؟لا,لا,مستحيل! فهى لا تحبه على الاطلاق...با انها تكاد لا تطيقه! منتديات ليلاس امضت سالى لساعات المتبقيه من الصباح بالتجول فى ارجاء ذلك القصر الفسيح وتأمل هندسته واثاثه باعجاب بالغ.وبعد تناولها غداء خفيفا حاولت الاتصال بوالدها فى مكتبه فلم تجده.كانت تريد التحدث معه,لالسبب معين ولكن لمجرد سماع صوته والاطمئنان عليه ودعوته لتناول الغداء معها فى اليوم التالى. كانت حفله العشاء التى اخذها اليها لوك اكبر بكثير مما توقعت.فقد حضرها حوال عشرين شخصا احتلوا طاولتين كبيرتين فى زوايه احد ارقى مطاعم سيدنى وشعرت سالى بشئ من السرور عندما سمحت لنظرتها بتأمل زوجها باعجاب.كان يبدو جذابا الى ابعد الحدود وانيقا للغايه.وجهه,انفه.فمه.شغتاه.عينا.شعره.حيويته.غطرسته....هل هذه بدايه.... هزت برأسها وكأنها ترفض الاسترسال فى تلك المشاعر والافكار وراحت تتأمل الحاضرين وتستمع بانتباه الى احديثهم.وتبين لها خلال لحظات ان معظم الذكور رجال اعمال او تجار يتعاملون مع لوك بشكل او بأخر.وفجأه ابتسم لوك وسألها مازحا: "لماذا هذا الصمت المريب؟مذا يجول فى هذا الرأس الجميل من افكار واراء؟" "النظرات المتعددهه التى توجه الى وتحمل فى طياتها الكثير من المعانى توحى لى بأنك كت نشيطا جدا فى حياتك...الاجتماعيه!" عض على شفته بعصبيه وقال لها: "كلى قطعه الحلوى يا سالى" "لمذا يا حبيبى؟ألست حلوه بما فيه كفايه؟" "انت,يا فراشتى.تلعبين لعبه خطره جدا" "وهل يجب على ان اكف عن ممارسه هذه اللعبه؟" وقبل ان يتمكن من الرد عليها سمعا صوتا نسائيا ناعما يقول: "ماهذا يا لوك!اليس من حق الاصدقاء القدامى ان يحظوا ببعض اهتمامك؟" تطلعت سالى فورا الى مصدر الصوت والتقت نظرتها بنظرات اغراء ساخر توجهها امراه ذات جمال مثير وغير عادى تدعى كارميلا وكان واضحا طوال السهره انها تحاول جذب انتباه اوك بشتى الطرق والوسائل. رد لوك مبتسما: "اعذرنى يا كارميلا !فانا اجد زوجتى جذابه لدرجه لا اتمكن معها من المقاومه معهما كانت الظروف" ثم وضع يده على خد سالى بنعومه ظاهره وقال لها وهو يتأمل استياءها وانقباضها اللذين حاولت يائسه اخفاءها: "تعالى نرقص حبيتى" ثم وقف وامسك بذراعها وسارا الى حلبه الرقص.وعندما خذها بين ذراعيه قالت له بعصبيه ظاهر: "وما الداعى لان تضمنى اليك بمثل هذه القوه؟" لم يرد عليها بل احنى رأسها وطبع قبله سريعه.زاغت عيناه غضباوسخطا.انها كاحدى ممتلكاته....كورقه فى مكتبه...يمهرها بخاتم التملك!انها له ويريد اظهار ذلك لجميع الموجودين.انتهت الرقصه ولكنه لم يتحرك من مكانه او يحررها من قبضته.فقالت له بحده: "اعتقد انك الشيطان بعينه!" "فستانك هذا يغش كثيرا...هل ترتدين اى شئ تحته؟" ابتسمت بخفه متظاهره بالغنج والدلال وقالت: "طبعا...جلدى!" ضحك لوك فرفعت رأسها ونظرت اليه شزرا وهى تفتح فمها لتوجه اليه احدى جملها القاسيه الغاضبه.الا انه قال لها بتحذير واضح: "تمالكى اعصابك يا عزيزتى.فلماذا سيقول اصدقائى اذا كشفت فجأه عن تصرفاتك العصبيه الصبيانيه؟" "لم اعرف معنى العصبيه وحده الطباع قبل ان اتعرف عليك!" ثم تطلعت حولها باشمئزاز وقالت"اما بالنسبه لاصدقائك,فان اكثر من..سيده هنا تتمنى لى الموت والزوال" "اوه.يا صغيرتى!هل من المعقول انك بدأت تشعرين بالغيره؟" "لا!" قالتها بسرعه وقوه وهى تحاول التملص من يديه اللتين تحولتنا فجأه الى قبضتين من الفولاذ هدأت لحظه وقالت له بلهجه اقرب الى التوسل منها الى الطلب العادى: "اريد العوده الى البيت.سئمت جدا هذه النظرات المزعجه التى تخترق عظامى بحشريتها وتكهناتهاو....." قاطعها بهدوء قائلا: "عزيزتى سالى,انك تبالغين!" قررت ان تصمت وان تتصرف وفق ما يطلبه او يراه مناسبا.وضطرت فى الساعتين الاخيرتين ان تشارك بتهذيب فى احاديث ممله ومزعجه ولما غادرا المطعم حوال منتصف الليل شعرت سالى بان بشره وجهها تكاد تتشقق من كثره الابتسامات التى ارغمت نفسها على توجيهها الى هذه او تلك طوال الساعتين كاملتين.وهذا الزوج البغيض,وظلت صامته طوال الدقائق العشرين التى استغرقتها رحله العوده.هناك,ركضت بسرعه نحو غرفه النوم محاوله الهرب مما قد يحدثها به حول موضوع الحفلات لكنه وصل وراءها بعد ثانيتين وقال لها بقسوه: "انك تتصرفين كطفله مدلله تحتاج الى تأديب!ويبدو مع الاسف ان والدك اهمل جزءأ هاما فى تربيتك!" "اوه,اذهب الى الجحيم!" وشعرت سالى لوك ينوى رميها على السرير وتأديبها كما يفعل مع ابنه المتمرد...واستعدت للمواجهه واالغضب والسخط بلغا منهاحدا انساها المنطق والموضوغيه.ولكن قصاصه تعدى الضرب والالم البدنى الى الاذلال والعذاب النفسى.اذا شدها اليه بقوه وعانقها بعنف.... ودفعها الى البكاء. اغمضت عينيها خجلا وألما,وسمعت يقول: "انا ارفض ان تصدرى على احكاما نتيجه اوهام نابعه عن مخيله مشحونه بالافكار السوداء...والغيره....والحسد!" "لا يهمنى...لا يهمنى لو انك...مارست الحب...مع مئه امرأه غيرى!" "انت ايتها الغبيه الطيبه والجميله,امرأه بجسمك وطفله بقلبك وعقلك ومشاعرك!" "اتمنى لو اننى حقا طفله!" "كى تنامى وحدك وتحلمين احلاما سعيده؟اوه يا صغيرتى,هل تريدنى حقا ان اصدق انك لا تتمتعين لكونك امرأه بين ذراعى رجل مثلى؟" "هذا يثبت شيئا على الاطلاق...سوى انك بارع فى حقل الاغراء" مد يده ولمس احد عروق عنقها باصبعه قائلا:"وهذا الذى يعكس بنبضاته القويه والمتسارعه صراعك النفسى تجاهى؟كيف تفسرينه؟" افلتت منه بعصبيه بالغه وهى تقول: "اوه,لماذا لا تدعنى وشأنى؟لمذا لا تتركنى؟ألم تعاقبنى بما فيه كفايه؟" ضاقت عيناه وهى يتأملها بهدء ورويه .امسك ذقنها بيده وحدق بشفتها الداميه ثم تمتم بكلمات غير مفهومه ولكنها بدأت وكأنها شتائم يوجهها الى نفسه.ووضع اصابعه برفق ورقه على شفتيها قائلا: "كنت ظالما وقاسيا معك...اعذرينى!فمك جميل وناعم الىردجه لا تصدق!" "ها من اعتراض لديك على اقامه حفله عشاء غير رسميه هذا المساء لعدد قليل من الاصدقاء؟" اتسعت عيناها بدهشه حقيقيه وهى تتناول اللقمه الاخير من فطورها وقالت له بهدوء: "لا,طبعا لا!ولكن,كم عدد الاشخاص الذى تنوى استضافتهم؟" "سته,بمن فيهم انت وانا.هل لديك وقت كاف؟" "انا طاهيه محترفه,اماتراك نسيت ذلك؟بالمناسبه.هل تريد اطباقا معينه من المأكولات ام انك تعطينى الضوء الاخضر لاعداد ما اريد؟" "انا لست زبزنا يا سالى.هذا بيتك,وانت تقررين.اعدى قائمه بما تريدين واعطها لكارلو اعود فى السادسه,اما الضيوف الاربعه فسأطلب منهم الحضور فى السابعه" بمجرد مغادرته المنزل.بدأت سالى تعد لحفله العشاء .الحفله لن تكون رسميه.ولكنها شعرت بشكل ولضح بأن هذا العشاء سيكون تجربتها الاولى كربه بيت وزوجه.وعليه,يجب ان يكون العشاء ناجحا بشكل خاص ومميز.وبعدما قررتالانواع التى ستقدمها,اعدت لائحه بالاشياء التى تريدها من المدينه وارسلت كارلو لاحضارها. كانت هناك لذه فائقه فى اعداد الطعام لحفله عشاء تفام فى...بيتها.فللمره الالى تتولى مثل هذه المهمه.المرات السابقه كانت جميعها مخصصه اما لزبائن كلود او لاصدقاء والدها.وهنا تكمن الاهميه القصوى لنجاح حفلتها تلك الامسيه.اوه,الوقت يمر بسرعه مذهله!ولكن كارلو اثبت انه مساعد ناجح وحلف قوى.واتفقا اثاء اعدادهما انواعالطعام المختلفه ان يتولى هو خدمه الضيوف كى تتفرغ لمحادثتهم وتأمين طلباتهم والسهر على راحتم.وقررت ان ترتدى العباءه الحمراء التى اشتراها لها لوك فى اوكلاند. من هم الضيوف الاربعه يا ترى؟لوك لم يذكر اى اسماء او يتحدث عن اى علاقه او صله.سرحت شعرها ثم وقفت لحظه تتردد ربطه وراء مؤخره رأسها او تركه حرأ فضفاضا متدليا فوق اذنيها ورقبتها وكتفيها... "دعيه متدليا بدلال على كتفيك! لا تربطيه.....ستبدين كمديره مدرسه ابتدائيه" منتديات ليلاس تطلعت وراءها لتشاهد نظراته المرحه.كان لوك قد استبدل بزته التى يرتديها الى المكتب بثياب عاديه مريحه اضافت اليه جاذبيه ملحوظه.امسك بكتفيها برفق وقبلها بنعومه على عنقها,فشعرت برغبه جامحه لان تستدير نحوه وتعانقه لكنها لا تحبه,فلماذا يخالجها الان مثل هذا الشعور القور تجاهه؟لماذا مجه من الجنون او الهوس! انحنت بسرعه بحجه البحث عنحذائها ولكنها كانت فى الحقيقه تحاول تجنب نظراته طرد الافكار الغريبه من رأسها.ثم سألته بهدوء: "من هم ضيوفنا؟" رد عليها بهدوء مماثل: "زميلى بيتر هامشير وزوجته ايلاين.رولف اونغر وكارميلا اروتيغا انت التقيت كارميلا ,على ما اعتقد!" اوه,طبعا!طبعا!ومن نسى الجمال المثير والاغراء الفاتن اللذين لا يقدر على مقاومتهما سوى قله من الرجال!وقررت سالى بصمت انه لا داع لمحاوله الظهور بمظهر المنافس او الند لهذه الضيفه بالذات. "انت تبدين رائعه الجمال يا ضغيرتى" نظرت الى زوجها بشئ من العصبيه وقالت: "لماذا تصر على ادخال هذه الكمله فى معظم احاديثك معى؟انا متوتره الاعصاب بما فيه الكفايه حتى قبل ان تصفنى باننى صغيره!" ابتسم بموده وقال لها: "اوه يا حبيبتى!انها تسمه استخمها لتدليللك" ثم مد يده وراح يداعب شعرها الاشقر الناعم فيما كان يمضى الى القول: "تنى اؤكد لك اننى اعتبرك اى شئ الا طفله صغيره" وما ان وضع يديه على كتفيها ليديرها نحوه حى افلتت منه ضاحكه وهى تقول: "اعتقد انى بحاجه لحبه مهدئه,لان اعصابى اصبحت على شفير الهاويه" امسك بمرفقها وقال بلهجه مماثله: "اذا لننزل الى غرفه الاستقبال,ففيها جميع العقاقير الضروريه لمثل هذه الاوقات" عندما انهى الجميع الطبق الرئيسى.جمع لوك الصحون وذهب لاحضار الحلوى والفاكهه.ابتسمت كارميلا وقالت: "انه طعام شهى للغايه لم اتذوق مثله حتى على ايدى طهاه مهره" "يمكنك توجيه الثناء الى زوجتى" "سالى؟ انها نعمه السماء يا عزيزى لوك! انك فعلا محظوظ جدا لانك وجدت زوجه تطبخ بمثل هذه المهاره...بالرغم من حداثه سنها" منتديات ليلاس نظت اليها ايلاين هامشاير بتعاطف ومسانده,فيما كان لوك يضحك والرجلان الاخران يبتسمان.اما سالى فكانت تغلى حنقا وغضبا .طلبت من زجها ان يعطيها برتقاله اخرى مع ان الاولى كانت اكثر من كافيه.انها تريد الهاء نفسها قليلا....تبريد اعصابها المتوتره....التخفيف من حده غضبها وانفعالها! تبا لهذه المرأه اللعينه انها قطه شرسه! انتقل الجميع الى قاعه الاستقبال المحاذيه ولاظت سال على الفور ان كارميلا تجنبت الوقوف قرب ايلاين وفضلت عوضا من ذلك الانضمام الى الرجال الثلاثه: "هل لديك اولاد يا ايلاين؟" ابتسمت الضيفه بتهذيب وردت قاله: "صبيان فى سن المراهقه.يسعدانى ويتسسانى.مرافقتهما بالسرعه التى ينفذان بها كل شئ تأخذ معظم وقتى....وطاقتى!" "هل انت وبيتر تعرفان لوك منذ زمن طويل؟" "منذ سبع سنوات" ثم نظرت باتجاهه واضافت: "بيتر يشتغل مع لوك" "اسفه, لم اكن اعلم ذلك" "لا داع للاعتذار يا عزيزتى.رولف ايضا يعمل لدى زوجك.كذلك كارميلا...ولكن بطريقه غير مباشره الى احد ما" لم تعلق سالى بشئ على الفور.فمضت ايلاين الى القول وهو تبتسم بموده وحنان: "انكما لم تتزوجا الا منذ فتره وجيزه.واتصور ان ابلاغك عن مساعديه وموظفيه لم يكن ذا اولويه قصوى فى رأس لوك" كانت السهره ناجحه بكل ما فى الكمه من عمنى,مع ان سالى طبعا كانت ستشعر براحه اكبر وانشراح افضل لو اقتصرت الدعوه على الزوجين الطيبين بيتر وايلاين والشاب المهذب الهادء رولفف.ومما زاد بحده غضبها الصامت.محاولات كارميلا المتكرره والتواصله طوال السهره لجذب انتباه لوك الذى بدا انه لم يعرها اى اهتمام على الاطلاق.وبمجرد ان غادر الضيوف الاربعه منزلهما شاكرين حسن الضيافه والمعامله ومتمنين ليله سعيده وهانئه.ضمها لوك الى صدره قائلا: "شكرا لك يا زوجتى الحبيبه على هذا العشاء الرائع" ابتسمت له برقه وسبقته نحو الدرج.وفى منتصف الطريق توقفت لحظه استدرات نحوه وقالت بتشديد واضح قبل ان تتابع الصعود: "يسرنى كثيرا ان اكون مفيده فى بعض المجالات" دخل لوك غرفه النوم واغلق الباب وراءه وقال: "يا عزيزتى سالى,السخريه لا تناسبك مطلقا" وبدا يتقدم نحوها فهرعت نحو الحام محاوله التخلص منه .ابتسم وقال: "اذهبى يا صغيرتى.ولكن ان لم تكونى فى السرير خلال عشر دقائق سأحضرك من الحمام بنفسى" استدارت غاضبه لتواجه عينيه الماكرتين ولتقول له بانفعال: "اهذا كلما يمكنك التفكير به؟" "وهل تفضلين ألا اشعر بمثل هذه الرغبه نحوك يا حبيبتى؟" اغلقت باب الحمام بقوه...لم يعد من السهل ابدأ تحقيق اى انتصار عليه او كسب اى معركه معه.ومما زاد فى حيرتها انها لم تعد متأكده مما اذا كانت تريد بعد الان ان تحاربه على الاطلاق... اتصلت بوالدها صباح اليوم التالى وذهبا الى احد المطاعم القريبه لتناول الغداء معا.وفجأه شعرت سالى وهى تجلس فى كرسيها بشئ من الذنب.لاحظ والدها ذلك فقال لها بلهجه تجمع بين جديه القلق ومزاح التخفيف عن الالم: "تبدين كطفله صغيره ارتبكت خطأ.هل تريدين الاعتراف؟" "انفقت كميه كبيره من مال زوجى...فستان سهره جديد.واحذيه.و.." "يبدو لوك زوجا متساهلا ومتسامحا,فلماذا سيضايقه سراؤك بضعه اشياء ضروريه كهذه؟" هزت رأسها وقالت لنفسها ان شراء هذا الفستان بدافع الانتقام من لوك والثأر لكرامتها.بدأ الان تشعر بالندم على تلك الخطاوات التى اقدمت عليها. وشعرت بالاشمئزاز من ذلك التصرف الذى حملها على انفاق اكثر منمرتب شهر كامل على فستان واحد,ثم...قررت ان تنسى الماضى وتفاصيله الثانويه الهامسيه,وقالت: "سلمنى لوك هذا الصباح كميه كبيره من المال لشراء عده اشياء .سوف نمضى عطله عيد الميلاد مع شقيقته وعائلتها وهو يحب القيام بدور الخال الكريم والخير.اعطانى قائمه اطول من ذراعى بما يريد" ثم نظرت الى والدها بشئ من الحزن,وسألته: "وانت يا ابى .مذا ستفعل فى علطه عيد الميلاد؟لن اشعر بالراحه بعيدا عنك وبخاصه فى منايبات عاطفيه كهذه" ثم انحنى قليلا فوق الطاوله وامسك بيديها بحراراه ومحبه قائلا: "سأذهب ليليه الميلاد الى النادى حيث امضى بضع ساعات بين الاصدقاء والزملاء اخبرونى بانالطهاه هناك يعدون عشاء رائعا ستكون هناك اعياد ميلاد اخرى يا حبيبتى,فلا تحزنى سبقا" ثم ابتسم وغير الموضوع بسرعه عندما قال: "الان اخبرينى كيف وجدن نيوزلاندا؟ام انكما امضيتما معظم الوقت فى شهر عسل حقيقى..تكتشفان بعضكما بعضا" "ماذا تظن اننا فعلنا؟" "انك سعيدا يا سالىواليس كذلك؟" شدد على كلمه سعيده فازداد توتر اعصابها.الوضوع اسوأ مما توقعت لكنها استجمعت قواها وردت عليه بالقول: "طبعا يا ابى,طبعا!وهل يمكننى ان اتمنى او احلم باكثر مما حصلت عليه؟" تنهد والدها وقال بهدوء وحنان: "يجب ان اعترف لك باننى كنت متوتر الاعصاب عندما نزلت خبر الزواج على كالصاعقه كان من المستحيل الا اكون متششكا فى بدايه الامر.ولكننى عندما فكرت بالموضوع مليا تبين لى بوضوح سبب تعلق كل منكا بالاخر ,ثم لم تكن ثمه حاجه لخطوبه طويله الامد..و.." توقفت لحظه ثم ابتسم واضاف قائلا: "لوك مشهور بأنه يحصل دائما على ما يريد.واعتقد انك لا تدركين بعد تمام ضخامه مؤسته وثباته فى الاسواق العالمي.زوجك رجل زكى وماهر للغايه" "كتبت الى والدتى عن زواجى.اعد نفسك لتلقى مكالمه هاتفيه من نيويورك خلال ثلاثه ايام تقريبا" ثم ضحكت بخبث مصطنع واضافت: "انها تريد التأكد من ان ابنتهما لم تقدم على اى خطوه غبيه او سخيفه.اعطيتها رقمى ايضا...والا فانها قد تفكر بضروره الوصول الى سيدنى على متن اول طائره تغادر الولايات المتحده!" ضحك جو بالينغر من اعماق قلبه ثم قال: "حسب معرفتى باميلى فقد تفعل ذلك" وسحب منديلا من جيبه ومسح عينيه ثم اضاف: "اوه!اعتقد ان احدنا يجب ان ينذر لوك بشأن والدتك العزيزه!" لما لا نعدها تفاجئه؟فى اى حال,فانها قدلا تاتى مطلقا..خصوصا اذا اكتفت بالاجوبه التى ستحصل عليها هاتفيا" "هذا امر مستبعد الى حد كبير.اليس كذلك؟" "بالضبط" ايتها الابنهالحبيبه الحبيبه! يجب ان اعود الى عملى.حصلنا فجأه على عقدين جديدين وتحتم على دراسه تفاصيلها بدقه قبل عرضهما على لوك للموافقه النهائيه" جمد فنجان القهوه فى يدها قبل ان يصل الى فمها وسألته بدهشه: "لوك؟وما علاقته بالموضوع؟" "الم تعرفى ما حصل؟اشترى لوك حصه كبيره فى شركتى واصبحنا نتقاسم العمل والارباح.انا اشرف على العمال والمعدات وهو يتولى الامور الماليه وبالاضافه الى حتى فى الربح" حللك ما سمعته بهدوء وتمعن ,ثم قالت لوالدها بعد لحظات هذه الترتيبات الجديده؟" كم انى محظوظ لوجو شخص مثل لوك يدعمنى ويساندنى.انه عبقرى فى الامور الماليه" وتطلع مره اخرى الى ساعه يده ثم هب واقفا وهو يقول: "الا يجب ان اذهب تأخرت بما فيه كفايه.لا تنسى حفله العشاء مساء الجمعه المقبل" "دعنى اهتم باعداد الطعام لهذه الحفله! يمكننا اعتبار هذه العشاء كأنه عشاء الميلاد قبل موعده.ارجوك,اريد ذلك من كل قلبى!لوك لن يمانع ابدا" وقالت لنفسها لنها ستعد ذلك العشاء لوالدها.... وافق لوك او لم يوافق "انها فكره رائعه.اتصلى بى عندما تحصلين على موافقه لوك" ولكن لوك كان عنيدا فى رفضه عنما واجهته بالموضوع.شعرت سالى انها ستعود الى احتقارها السابق له. "لماذا يا لوك؟اين هى المشكله الصعبه والفارق الكبير فى ان نصل معا الى شقه والدى اوان اسبقك الى هناك بساعات قليله؟" استدارنحوها وقدم لها فنجان القهوه بعدما اضاف قليلا من السكر.وقرأت فىعينيه تصميما على عدم السماح لها بتحقيق اى انتصار فى هذا الموضوع .وقال لها بجديه بالغه: "حفلات العشاء التى يقيمها والدك هى شأن خاص به.اننا تقبل دعوته ولكننى لن اسمح لك بتولى مسؤوليه الاعداد لهذه الحفلات.مفهوم؟" "هذا تعصب لا ضروره له!انك ايضا تتعمد تعقيد الامور!" "تعصب!تعقيد؟" نظرت اليه غاضبه لكنه لم يتحرك.فقالت: "سمحت لى بأن اعد العشاء لضيوفك...لضيوفنا.ولكنك ترفض ان اقوم بالمهمه ذاتها لوالدى.لا ارى كيف ستمنعنى عن ذلك!" "حقاظط ازعجها رده المقتضب وعناده اللامنطقى.وتأملت سالى هذا الرجل الذى تسر لمقارعته ومحاربته.وقالت لنفسها انه فعلا خصم جدير بالاعجاب وقررت بصمت مواصله المعركه,فسألته متحديه: "ومذا ستفعل؟تسحبنى فى غرفتى؟" "اذا لم تتوقفى عن التصرف كطفله.فانى احذرك باننى سأعاملك كطفله" "اوه؟وماذا يعنى ذلك؟هل سترسلنى الى الفراش بدون عشاء...لو ربما تمنعنى من مشاهده التفزيون اسبوعا كاملا؟" نظر اليها بسخريه وخبث وقال منذرا: "لا هذه ولا تلك!ولكن يدى ستكون قاسيه على مؤخرتك الجميله!تاكدى من اننى قد افعل ذلك يا سالى!" لم تشك ابدا فى انه يعنى ما يقول...اوه,الوحش! "لو تجرأت حتى على لمسى.فاننى..سوف...سوف.." توقفت عن اتمام جملتها وتراجعت قليلا الى الوراء لانه تقدم منها كثيرا بحيث اصبحت فى متناول يده.ولكنه ابتسم وقال لها بهدوء: "سيكون العشاء جاهز خلال دقائق" "تغيير الموضوع لن يغير رأيى" "الحديث عن ذلك الموضوع انتهى منذ بعض الوقت, يا صغيرتى!" لم تتمكنمن الاستمرار فى السيطره على اعصابها.فصرخت بوجهه ثائره محتجه: "اوه,بحق السماء!توقف عن التصرف معى كسجان او كأننى قطعه قماش باليه!انا انسانه لى حقوق بقدر ما على من واجبات.ولن اقبل بان تلاحقنى زوج مستبد طاغيه بالسوط فى كل صغيره او كبيره ومع كل شارده او وارده!لن اقبل!" "اذن.استعدى لتحمل النتائج والمضاعفات يا زوجتى العزيزه" جلست ععلى كرسى قريب وقالت له باشمئزاز واضح: "لا اعتقد انى سأتحمل الجلوس معك الى طاوله واحده.اضف الى ذلك انى فقدت شهيتى" "ولكنك ستأكلين!سوف اصر على ذلك!" "طبعا!يجب ان تهتم كثيرا باطعامى وتغذيتى لاجل....الوريث!يجب الا ننسى الغرض الوحيد لكونى زوجه لوشلنو اندريتى!" اغمض عينيه وقطب جبينه فشعرت سالى وكأنه نمر متوحش يتحفز للانقضاض على فريسته.وراحت تتأمله فيما مد يده ووضعها على بطنها قائلا: "مضى على زواجنا اسبوع كامل...اى ان الاحتمال لا بأس به بان ابنى بدأ يتكون" "ستكون محظوظا جدا" ابتسم بمكر وسألها بدون ان يرفع يده عن بطنها: "وهلل تتمنين ان ارزق بنتا؟" "لو كان الامر بيدى,لحملت لك عده بنات فى وقت واحد!ولكنى سأصلى كى الد ابنا واكون بالتالى قد وفيت ديونى.وعند ذلك.افر هاربه من هذا السجن الكبير" "وهل يمكنك التخلى عن طفل تحملينه فى احشائك تسعه اشهر؟انه طفلى,نعم!ولكنه طفلك انت ايضا يا سالى!كيف ستدعينه ينمو ويكبر بدون ان تشاهديه وان تكونى قربه.وبدون ان تعرفى شيئا عن حياته وصحته...عن سعادته تعاسته...؟" منتديات ليلاس اتسعت عيناها وعكستا النزاع الداخلى القاسى الذى اثارته كلماته الحنونه والرقيقه,نظرت اليه وكأنها فقدت القدره على الكلام.وبعد فتره طويله عاد اليها صوتها فصرخت به بانفعال بالغ والدموع تطفر من عينيها: "اللعنه عليك يا لوك!اللعنه عليك!ا1هب الى الجحيم!" واستدارت بسرعه لتفر من الغرفه,فأمسك بها بقوه مانعا اياها من متابعه سيرها.نظرت اليه بغضب وقالت: "لا يمكننى ان اكل...الطعام سيعلق فى حلقى" اكلت كميه قليله جدا من الطعام الشهى الذى اعده كارلو وقررت الانسحاب الى غرفه النوم.سألها لوك اذا كانت ترغب فى شرب القهوه فأجابته نفيا وغادرت قاعه الطعام,ولما صعدت الدرج وتأكد لها ان لوك لم يلحق بها.ركضت بسرعه نحو غرفتها واغلقت الباب وراءها لتبتعد ولو لفتره قصيره عن ذلك الرجل البغيض الذى اضطرتها الظروف للزواج منه. جلست على حافه السرير كئيبه حزينه وهى تشعر بألم حاد يعصر قلبها .هل تبكى؟ها تصرخ...وتطلق العنان لغضبها وسخطها؟تمددت على السرير وكلماته ترن فى رأسها كالصدى...كناقوس خطر...كصوت بعيدا!وحملها ارهاقها النفسى على النوم رغما عنها بدون ان تدرى.6.وتحولت افكارها المضربه الى عقلها الباطنى ...الى كابوس مزعج فصرخت بقوه وانفعال...فاستيقظت...وشعرت بان وسادتها مبلله من كثره البكاء. الظلام يلف الغرفه!مرت لحظه فى بادئ الامر وهى تجهل مكان وجودها .رفعت يدا مرتعشه واضاءت المصباح الكهربى القريب منها ثم دفنت وجهها بين يديها...وبكت.فتح الباب ,وسمعت لوك يقول لها بلهفه بعد ان وصل الى منتصف الغرفه: "بحق السماء!سالى,ما بك يا حبيبتى؟" هزت رأسها واجابته بهدوء وهى تحاول اخفاء ضيقها وانقباضها: "لا شئ .كنت احلم,هذا كل ما فى المر" نظر اليها بحنان واهتمام وقال: "بدل لى من صرختك القويه انه كابوس اكثر مما هو حلم عادى.هل تريدين فنجانا من القهوه؟" "لا اريد شيئا.اذهب وعدنى لوحدى" ثم وققفت وتوجهت الى الحمام عل الماء البارد يوقظها وينعشها قليلا.ولما عادت كوبا من الماء الماء وحبه مسكنه.وبدا انه مستعد للنوم لانه كان قد خلع ثيابه واكتفى بارتداء سروال قصير نظرا لاشتداد الحراره تلك الليله. "لا اريد حبوبا سكنه...انها تزعج معدتى" "انها حبه ذات مفعول خفيف جدا,ولكنها قد تساعدك قليلا على النوم بارتياح.هيا,تناوليها!" "واذا رفضت,فانك ستمسك بأنفى وترغمنى على ابتلاعها!" "انه احتمل وارد" "انك..انك لئيم جدا يا لوك!" "مما لا شك فيه انك تتمنين لو ان نظرك لم يقع ابدا على مثل هذا الوحش الكاسر.مسكينه انت يا سالى!مكبله بالسلاسل والقيود الى الشيطان نفسه,اليس كذلك يا عصفورتى؟" واقتربت منها وهو يرفع الكوب والحبه الى فمها,ثم قال لها بلهجه الامر: "هيا,تناوليها واشربى وراءها بسرعه" ولم تجد صفه جديده وتصفه به,فاكتفت بالتنهد فيما كان لوك يضعها فى السرير بهدوء ورويه. وقب ان تستسلم للنوم,شعرت انها تحشر نفسها قربه وتلتصق به واضعه رأسها على صدره.يا للسخريه ويا للعجب!انها تشعر بالامان والسلام والطمأنينه بين ذراعى الرجل الذى اعلنت انها لا تحبه...بل تكره!
الفصل السادس
6_ صديق قديم "سوف نتعشى الليله خارج البيت,سأعود خلال,ساعتين تقريبا" خرج لوك وهو يرتدى ثياب الرياضه ويحمل مضربا وعلبه تضم اثنتى عشره كره.سيذهب الا الى النادى المجاور حيث يمارس كره المضرب هوايته المفضله لم تزعجها فكره تناول العشاء فى الخارج.ولكنها تضاقت كثيرا لانه لم يسألها اذ كانت تريد مرافقته الى الملعب ,فلعبه كره المضرب هى احدى الهوايات التى تتمتع بها الى حد كبير,وكانت تود لو انه طلب منها ان تلعب ضده كى تثبت له مقدرتها. ارتدت ثيابها وتزينت وتبرجت...وجلست تنظر ولما دخل لوك وشاهدها قال لها باسما: "سوف يتهموننى بأننى اخطف المراهقات" نظرت اليه بهدوء وتظاهىت انها لم تفهم قصده.فتضايق واوضح لها ببرود: "تبدين وكأنك فى السادسه عشره من عمرك" "وكأنك احدا لم يقبلنى من قبل!" "انك سليطاه اللسان يا صغيرتى.هل تعتقدين ان تصرفى معك هو احد الاسباب لذلك؟" تأملت وسامته وانقته باعجاب صامت ثم سألته بهدوء متجنبه اى احتكاك او شجار لا داع لهما: "هل امضيت وقتا ممتعا فى النادى؟" "اههذه هى المشكله اذن !لم اعرف انك تتضايقين الى هذه الدرجه عندما ابتعد عنك!" "لا .انى لا اتضايق ابدا" ثم حملت وشاحها وحقيبه يدها عن السرير .واضافت: "وكانسيسرنى لوك انك طلبت منى مرافقتك الى النادى,لاننى احب كثيرا ممارسه رياضه كره المضرب...ليس بالضروره معك انت بالذات!" "ولما ى؟هل تخشين ان اهزمك؟" "انك اقوى منى حسديا وتتمرن باستمرار ,فما هى فرصى فى التفوق عليك؟" "اذن تحبين هذا الرياضه وتمارسينها؟ حسنا ايتها الحبيبه! ما رأيك فى ان نلعب معا بعد ظهر غد؟" "لما لا!" قبلت بسرعه وسرور وهى تمنى النفس بالمفاجأه التى ستعدها له على ارض الملعب ,طبعا سيفوز...ولكن ليس بسهوله التى يتصورها!فهى ستبذل اقصى ما باستطاعتها كى يواجه قبل انتصار اكبر صعوبه ممكنه!سوف يتعب كثيرا للتغلب عليها...وسيعرف عندئذ انها ليست خصما ضعيف يمكن ابتلاعه بدون مقاومه عنيفه! كان المطعم فخما وراقيا,وكانت تلك المره الاولى التى تذهب فيها سالى اليه.وبعد بضع دقائق من وصولهما ,انضم اليهما ثلاثه رجال وزواتهم.وقد اثبتوا جميعا انهم اناس محترمين ومهذبون.ومحدثون لبقون,ويتمتعون بثقافه عاليه واطلاع واسع.كذلك كان العشاء رائعا لردجه ان سالى تمنت لو انها تتمكن من مرعفه الطريقه التى اعد بها. منتديات ليلاس كان لوك منذ بدايه السهره نجم الحفله بدون منازع.وقررت سالى ان تحلل شخصيته وتصرفاته بتجرد وموضيعيه.وتبين لها بعد لحظات من التفكير والتألمل انها اصبحت تجده انسنا محببا,وطيب المعشر,وكريم النفس,انها مجنونه! لا,فهناك بعض منها يتمنى لو انها تلتقيه الان للمره الاولى,ولكن ماذا تفعل بمشاعر الاحقار والكراهيه نحوه؟ حاولت ان تؤنب نفسها لان قسما من مشاهرها تجاهه بدأ يتحول الى التعاطف,ولكنها لم تفلح.انه يجذبها بقوه...ويحرقها كالفراشه! يمكنها ان تكرهه بكل جوارحها...ولكن ما عليه الا ان يلسمها حتى تذوب وتضيع.هل هناك انفصام فى شخصية؟كيف سيكون شعورها اذا احبها لوك اندريتى وعشقها؟ "هل ترقصين معى يا حبيبتى؟" رفعت سالى رأسها بذهول لتجد لوك واقفا قربها وعلى ثغره ابتسامه غريبه.وقفت ووضعت يدها بيده بدون ان تدرى لذلك سببا.رقصا بعض الوقت بدون ان يحدث احدهما الاخر.ولكنه بدا ام مشاعرها توحدت فجأه وصارت الروح تناجى الروح.وشعرت بذرايه تشدانها نحوه, ولكن تلك السعاده الروحيه لم تدم طويلا ,وشاء حظها ان تلتقى بشخص اعادها الى الارض بقوه وعنف.وتساءلت سالى بألم عما اذا كانت الاقدار ام الصدف حملتها على الذهاب الى الحمام لتتأكد من زينتها....ولتلتقى الفتاه المزعجه شانتريل. "اوه,انظروا من اتى!اتطلع نحوك منذ اكتر من ساعتين,ولكنى اشك فى انك لاحظت وجودى.فيليب يكاد ينفجر غضبا وقد وصلت به الغيره الى درجه الغليان" شعرت سالى بان قلبها يغوص فى بحر من النقباض والانرزعاج يا لحظها التعس!فمن بين عشرات المطاعم النتشره فى تلك الناحيه من مدينه سيدنى,لم يختارا سوى هذا المطعم بالذات!سيطرت على اعصابها وردت بهدوء مصطنع: "الاضاءه خفيفه الى حد ما يا شانتريل" "يبدو انك تتمتعين بالحياه الزوجيه.اليس كذلك يا عزيزتى؟كيف لا,وانت متزوجه من رجل وسيم وشبق مثل لوك اندريتى!" ثم ضحكت بصوت عال ووجهت الى سال نظره شفقه وهى تسألها: "اليس من قبيل الصدف النادره ان تتحسن اعمال والدك بقدره قادر وبهذه السرعه المذهله؟كان المسرح معدا بطريقه لبقه..فتاه فقيره وجميله تواجه صعوبات جمه,وفارس احلام غنى ووسيم يهب لنجدتها وانقاذها!اه!ولكنى متأكده انه لم تكن لديك اى اوهام بان لوك تزوجك نتيجه حب جارف,اليس محقه فى ذلك؟" ارتفعت حده غضبها وكادت ان تتصرف بانفعال وعدم رويه.ولكن ذلك هو بالضبط ما تهدف اليه شانتريل من وراء استفزازها المتعمد.ضبطت اعصابها وقالت لها بهدوء وبروده: "يبدو انك مهتمه الى حد كبير بامور لا تخص احدا سوانا,زوجى وانا فقط" "انه رجل لا يمكن لطفله صغيره مثلك ان ترضيه وتمسك به.بضع اسابيع....او ربما بضعه اشهر وسيشعر بالضجر والملل.وعندها سيبدأ فى البحث عن الاكتفاء والسلوى فى مكان اخر" "وتأمين فى ان يكون ذلك معك انت؟" تجاهلت شانتريل السؤال المحرج بأن تطلعت لى المرأه الكبيره ثم سألت سال بدون ان تنظر اليها مباشره: "ألا يزعجك ان تاريخ لوك حافل بعشرات المغامرات العاطفيه؟" "ولماذا يزعجنى ذلك؟كانت له علاقات لا تعد ولا تحصى,ولكنه تزوجنى انا.هذا يثبت عده امور,اليس كذلك؟" عادت شانتريل الى قاعه الطعام وهى تضحك,ولكن لم تنتيه لضحكها.وقبل ان تصل الى الطاوله التى يجلس حولها لوك,والاصدقاء السته,احست بيد تمسكها بذراعها وصوت يناديها باسمها: "سالى!" منتديات ليلاس تطلعت بسرعه الى مصدر الصوت وهى لا تصدق بأن لفيليب الجرأه على اللحاق بها او اعتراض طريقها على هذا النحو,تظاهرت بالهدوء وعدم الانفعال وحيته بتهذيب قائله: "مرحبا فيليب,وهل هناك اى مشكله؟" "لماذا اقدمت على مثل هذه الخطوة, بحق السماء ,لماذا؟كنت بالتأكيج تعرفين اننى ساساعدك لو ان منحتنى بعض الوقت لافكر بالطريقه الملائمه" تأملت وجهه الجميل ودلائل الغضب الواضحه فيه,وتعجبت كيف انها لم تلاحظ تللك الدلائل من قبل.فبالمقارنه مع لوك,يبدو فيليب شابا ضعيفا مترددا لا يعرف طعم الاقدام والجرأه.حاولت افلات ذراعيها من يده.فشدد قبضته وهو يقول بلهفه: "الا يمكننا الاجتماع فى مكان ما...حول طاوله غداء,مثلا؟هناك عده امور يجب ان نبحثها سويه" ثم جال بنظره فى ارجاء تلك القاعه الكبيره وشدها نحوه قائلا: "الافضل ان نرقص!" حاولت تخليص ذراعيها فلم تفلح.نظرت اليه وهى تشعر بأنها ستنفجر غضبا وانها قد تصفعه بين لحظه واخى. "شكرا,ولكنى تصورتك بين ذراعيه...وفى سريره.انك لا تعرفين ماذا فعلت لى يا سالى اتركيه.ارجوك...اتوسل اليك!مهما..." "ان لم تتركنى فى هذه اللحظه بالذات فسأصفعك" "تبا لك من ...فاسقه!اريد..." "كلمه اخرى يا مانرينغو......" جاء هذا التحذير الجاد بلهجه ناعمه ولكنها توحى بالصلابه والخطر.وتطلعت سالى بسرعه جانبا لتشاهد لوك واقفا على بد سنتيمترات منها. كانت نظرات بارده لا يعرف احد ماذا تخبئ وراءها,الا ان شفتيه كانتا تتحركان بعصبيه افزعتها,تنحنح وقال لها بتهكم: "ما سمعته قبل لحظات لا يممكن وصفه بمحادثه لطيفه ومهذبه" احمر وجه فيليب وقال,بعد ان استجمع كافه قواه وشجاعته: "اللعنه يا اندريتى!انى احبها!" "وماذا يدفعك الى الظن بانى انا لا احبها؟" "ان لك شهره فىمجال المغامرات العاطفيه!" "حقا؟" قالها لوك باستهزاء واضح,ثم امسك بذؤاع سالى وقال: "اعذرنا يا مانرينغ" منتديات ليلاس توجهاا الى طاولتهما وكانت سالى تلعن حظها لتلك الليله اولا شانتريل ثم فيليب...ولم تصدق ان فيليب يمكن ان يكون سيئا ومزعجا الى هذه الدرجه وحاولت جاهده الاشتراك مره اخرى فى الاحاديث اللطيفه التى كان يتجاذبها الحاضرون ولكنها لم تتمكن.دعاها كل من الرجال الثلاثه الى الرقص بعد استئذان زوجها.كما فعل لوك مع زوجاتهم.ورفضت ايضا اكثر من مره مع لوك نفسه...الا انها ظلت متضايقه.ولم تشعر بشئ من الراحه الا عندما قرر الجميع مغادرة المطعم. كانت الساعه قد تجاوزت الواحده بعد منتصف الليل عندما عادت ولوك الى البيت.وبمجرد دخولهما ,سألها لوك فجأه : "ما مدى معرفتك بذلك الشاب مانرينغ؟" "لم اعرف انك على معرفه بفيليب!" "اعرف والده....وانت لم جيبى بعد على سؤالى" "كنت صديقته لمده عامين تقريبا" "ويبدو انه يعتبرنى متعديا على حقوقه!" "اوه,بربك يا لوك,ما هذا؟تحقيق؟استجواب؟ماذا تريد منى؟" ثم نظرت اليه بغضبوحده,واضافت قائله: "كان يريد الزواج منى,هل هذا كاف؟" "واعتقد انك لم تكونى راغبه بالزواج منه!" "لا,لا,لم اكن اريد الزواج منه!اللعنه على غطرستك يا لوشيانو اندريتى!ماذا ستفعل ان طالبت بمعرفه جميع تفاصيل المتعلقه بعلاقاتك التى لا تحصى؟ كارميلا تبدو انها احداهن!وشانتريل اوضحت لى ببساطه انها تتوقع من زوجى العزيز ان يسعى للحصول على بعض السلوى منها عندما يمل منى" وبدأت تمشى بسرعه نحو غرفه النوم وهى تقول: "هل تعرف مذا قالت لى ايضا؟قالت اننى طفله صغيره لا اعرف كيف اتصرف معك!" ودخلت الغرفه واغلقت الباب وراءها بعصبيه بالغه وعنف ظاهر.رمت وشاحها على السرير واخرجت منديلها لتمسح دموع الالم التى بدأت تنهمر من عينيها.وفجأه فتح الاب وسمعت لوك يقول لها بهدوء وهو يغبق الباب وراءه: "يبدو انك تعيرين اهتماما خاصا لملاحظات شانتريل!" "وكيف تريدنى ان اشعر؟اولا شانتريل,ثم فيليب! وكأنها لم يكنا كافيين,جئت انت.......اوه!انى اكره الرجال الذين يتخاصمون حول امرأه...كديكين يتعاركان حول دجاجه تكون من نصيب الفائز!" ضحك,فأثار المزيد من غضبها وتوتر اعصابها.قطبت جبينها وسألته بعصبيه: "او نوع من الناس انت يا لوك؟" "مجرد رجل يا صغيرتى.وهل من صفه اخرى يمكن اطلاقها على؟" "بلى!انك فاسق ومدمن على الفجور!" "وهناك العشرات من النساء رهن اشارتى؟" "اسمع!انا اعرف انك لست راهبا!" "وهل تفضلين ان اكون هكذا؟" "ولا يمكننى ابدا ان اتصورك وقد نذرت العفه!" "انت مخطئه جدا ان تصورت فعل اننى عاشرت عددا كبيرا من النساء فى حياتى" "يصعب على كثيرا تصديق ذلك" اقترب منها ووضع يديه على كتفيها ثم قال: "وانت تحملين اسمى يا سالى" "تقولها وكأن اسم اندريتى يجي ان احمله بفخر واتعزاز" ضمها اليه وقال لها فيما اكنت تحاول الافلات منه بدون جدوى: "مسكينه انت يا صغيرتى!" "اتركنى,ارجوك.دعنى اذهب الى السرير" "وهذا ما ستفعلين" "لوك....ارجوك!لا......!" "لا.ماذا؟" ذابت...ضاعت...لما التحفظ؟لما التظاهر؟انها تريده بقدر ما هو يريدها! مرت الايام اللاحقه بدون مشاكل على الاطلاق,حتى انها كادت تنسى معنى الشجار او الجدل.ولكن سالى لاحظت ان احد الاسباب الرئيسيه لذلك هو عدم وجود فرص سانحه للمشاجره.فزوجها يغادر المنزل باكرا صباح كل يوم ويعود فى المساء,حيث يتناولان العشاء,ويدخل هو على اثر ذلك الى غرفه المكتب فيما تجلس هى وحدها تقرأ كتابا او تشاهج برنامجا تلفزيونيا. خلل النهار,كانت سالى تمضى وقتا ممتعا .انهت شراء معظم الهدايا التى سيقدمانها فى عيد الميلاد,وامضت ساعات فى توضيبها ولفها باوراق ملونه جميله...وخاصه تلك التى ستقدم الى اولاد اخته,كذلك كانت هناك هديه الى والدها...وهديه خاصه منها الى لوك.اما البطاقات,فكانت بالعشرات. كان كارلو خير مساعد وصديق,واصبحت سالى تشعر وكأنها تعرفه منذ زمن طويل.وعندما طلبت منه ان تتولى هى مهمه اعداد العشاء لها ولزوجها قبل دون اعتراض,مع انه اصر على تولى مهام اخرى اضافيه تعويضا عن ذلك. ويوم الخميس اعدت عشاء شهيا للغايه استغرق تحضيره وتجهيزه طوال فتره ما بعد الظهر .لم يكن ثمه سبب لذلك سوى انها شعرت برغبه فى اظهار موهبتها وممارسة هوايتها المفضله.دخل كارلو الى المطبخ وعلى وجهه ملامح الاسف,وقال: "اتصل لوك قبل قليل وطلب منى ابلاغك بأنه مضطر للتأخر لان هنا امورا تتطلب اهتماه الشخصى,وبالتالى فانه لن يتمكن من تناول العشاء فى البيت.كما طلب منى ابلاغك اعتذاره الشديد" شعرت سالى بخيبه امل قويه لم تتمكن من تفسيرها او تحليلها.كانت تتطلع الى عشاء تلك الليله بالذات.امله ان تكون سهرتهما كسابقاتها الثلاه ان ام تكن افضل من حيث ابداء تقدير للطعام وطريقه اعداده...وتبادل لاحاديث معها باسلوب ممتع وبعيد عن النعقيدات او الشاكسات.ارغمت نفسها على الابتسام وقالت: "اعتقد ان هذه الوليمه ستقتصر علينا نحن يا كارلو!" "لقن نسيت طبعا يا سال اننى مجاز هذه الليله.لنه يوم اللقاء مع الزملاء القدامى ولكنى على اتم الاستعداد اذا اردت" رفضت سالى العرض اللطيف بدون تردد: "لن اسمح بذلك ابدا .سأنهى اعداد العشاء بمفردى.وعندما يبرد الطعام اضعه فى الثلاجه ونعيد تسخينه مساء الغج باذن الله" "ولكنك سون تناولين العشاء غدا خارج البيت.اليس كذلك؟" طي يمكنها ان تنسى؟ففى اليوم التالى يقيم والدها حفله عشاء كبرى وهى ستتولى مهمه اعداد الطعام.هزت بكتفيها وقالت باسمه: "لا بأس,سأضع الاطعمه كلها فى حجره التبريد ونأكلها بعد الغد" غادر كارلو المنزل بعد الخامسه بقلبل وفى الخامسه والنصف رن جرس الهاتف فهبت سالى من مكانها امله فى ان تسمع لوك يقول اها انه ات على الفور.وشعرت بغصه فى حلقها عندما سمعت كارميلا اورتيغا تقول انها لم تجد لوك فى المكتب وانها مضطر للتحدث معه على الفور. قالت لها سالى بتهذيب بأن لوك سيعود فى وقت متأخر وانها مستعده لابلاغه اى رساله تريد كارميلا توجيهها اليه.لافضت كارميلا ذلك قائله ان بامكانها الانتظار لحين اجتماعها بلوك فى وقت لاحق من ذلك المساء. اعادت سالى السماعه بغضب ظاهر.اعمال هامه تستدعى تأخره عن العوده الى بيته!رفعت سماعه الهاتف فجأه واتصلت بوالدها: "مرحبا با ابى.انى مسروره جدا لوجودك فى البيت.اعددت اليوم اشهى والذ طعام فى العالم وليس هناك احد اتناوله معه.جهز المائده وستجدنى عندك خلال فتره وجيزه جدا" واعادت سماعه الهاتف الى مكانها دون ان تفسح المجال لوالدها كى يعترض او يرفض...او حتى ان يشكرها على عرضها السخى.وبدأت على الفور فى اعادا ما يجب حمله معها الى شقه والدها.خلال خمس عشره دقيقه كانت تفرغ محتوابات العلب المتعدد التى احضرتها معها.سألها والدها مازحا: ""وما هى مناسبه تكريمى على هذا النحو؟انه ليس عيد ميلادى,وكذلك فان..." "لا تسألنى عن السبب اجلس وتمتع بهذا العشاء الرائع" "يمكننى ان احزر.اتصل لوك فى اللحظه الاخيره وقال انه لن يحضر للعشاء" "صحيح تماما" نظر اليها جو متأملا ومتفحصا ثم سألها بجديه وقلق: "هل وقع الشجار الاول بينكما؟" "لاولماذا تظن ذلك؟" اه لو يعرف كم من مره تشاجرا وتجادلا!وهزت كتفيها ببروده وهى تضيف بهدوء لا يصدق: "انت تعرف ولعى وتعلقى بالطبخ واعداد الاطعمه الشهيه.والليله هى اجازه كارلو الاسبوعيه.امضيت عده ساعات وانا عد هذه الماكولات الطيبه ثم وجدت ان ما من احد سيشاطرنى التمتع بها.فاتصلت بك على الفور" ضحك جو وقال لها بارتياح: "اقنعتنى!لنأكل!" مر الوقت بسرعه وخما ياكلان ويتبادلان شتى انواع الحديث.وكانت الساعه قد تجاوزت العاشره بقليل عندما انتهت من غسل الصحون والاطباق واصبحن جاهزه للعوده.ولدى عودتها شعرت سالى بشئ من الانزعاج لانها لم تترك رساله لزوجها عن مكان وجودها او موعد رجوعها.وعندما لم تجد سياره لوك فى مكانها المعتاد,دخلت القاعه الرئيسيه وهى تحس بمزيج من الالم والانقباض لانه لم يعد بعد الى البيت. اعدات الاغراض الى امكنها فى المطبخ ثم اعدت فنجانا من القهوه وذهبت الى غرفه الجلوس لتشرب قهوتها وتشاهد الحفله الموسيقيه التى يبثها التفزيون فى مثل تلك الساعه. "تنتظرين عودتى بفارغ الصبر يا زوجتى العزيزه؟" استدارت بسرعه نحو المصدر ذلك الصوت الساخر وهى على وشك البدء بهجوم اتهامى غاضب.ولكنها تمالكت اعصابها وقالت له بعدم اكتراث: "لا.ابدا!" "برنامج جيد؟" "للغايه!" "وهل تشاهدينه منذ فتره طويله؟" كان هناك شئ فى صوته يحذرها من المراوغه.لا يمكنخ ابدا ان يعرف انها لم تكن فى البيت طوال الوقت...مل لم يكن قد حاول الاتصال بها هاتفيا.ازاحت خصله من الشعر عن وجهها وتطلعت اليه بدون خوف او رجل قائله: "منذ اقل من عشرين دقيقه,هل تمتعت بعشائك فى الخارج؟" حاولت سالى ان تكون نبرده صوتها عاديه وبعديه كل البعد عن الانفعال والعصبيه.الا انه بدا واضحا انها لم تفلح,فقد رفع حاجبه ورد عليها بهدوء مماثل: "هل افهم منك انك تخفين عنى شيئا يا صغيرتى؟" اعادت سالى نظرها الىالشاشه الضغيره وقالت: "انك تتخيل اشياء لا وجود لها.انا لا يهمنى على الاطلاق اين تمضى امسياتك ومع من تمضيها" لم تسمع خطواته على السجاد الناعمه.ولكن سمعته يقول لها وقد اصبح فجأه وراءها مباشره: ""امسيتى.يا عزيزتى,اقتصرت على الاعمال التجاريه" "طبعا,طبعا! ولكن كارميلا المحت الى امور اخرى عندما اتصلت بالبيت بعد ان فشلت فى ايجادك بالمكتب ولافضت الانسه الكريمه ان تترك لك اى رساله معى لانها قالت انها ستبلغك اياها شخصيا اثناء تناولكما العشاء" "اشتم من كلامك..وفى المره المقبله عندما تقرر عدم الحضور الى البيت فى موعد العشاء,اخبرنى مسبقا كيلا امضى الساعات الطوال من وقتى ف اعداد طعام لن تأكله" "وما هى المناسبه الاطباق الشهيه واللذيذه التى حرمت نفسى منها هذه الليله؟" ""لا شئ خاصا لك!" ثم تطلعت فيه بتحد واضافت: "انى ذاهبه الى النوم" وقف امامها مانعا اياها من التقدم وقال بهدوء: "لا.ليس بهذه العجله.كارميلا يا سالى هى محاسبه قديره للغايه.اننا نعمل معا بين الحين والاخر.وعندما لا نتمكن من الاجتماع خلال الساعات العمل التقليديه,نتفق عاده على اللفاء حوال طاوله عشاء" ثم مد يده الى شعرها مداعبا واضاف: "لا ضروره للغيره على الاطلاق" "عن اى غيره تتحدث؟انا لا اشعر بالغيره بتاتا!يمكنك تنازل العشاء مع مئه امرأه فى مئه مناسبه ومئه ليله.كل ما فى الامر اننى افضل عدم اللقاء معهن او مواجهتهن" "تعنين اننى يجب ان اتصرف بسريه تامه,اليس كذلك؟" امسك بيدها التى ارتفعت نحو وجهه بقوه وقال بهدوء وهو يشدها اليه: "لا يا صغيرتى الحاده الطباع!والا,اخبرينى اين كنت عندما حاولت الاتصال بك مرتين هذا المساء؟" عملت جاهده لافلات من قبضته لكنها لم تتمكن,فقالت له بغضب واضح: "رأيت ان من مؤسف جدا رمى الطعام او وضعه فى الثلاجه بعد ان عملت ساعات لاعداده,فاتصلت بأبى واخذت المأكولات الى شقته حيث تناولنا العشاء معا.لماذا تسأل ها تصورت مثلا اننى كنت على موعد مع رجل اخر؟" "انك احيانا تطلقين العنان للسانك بدون وعى او تفكير,ليكن واضحا تماما اننى لو شعرت يوما بأنك..." ومع انه توقف عن متابعه تحذيره,احست برعشه الخوف تسرى فى عظامها,ثم افلتها فجأه بعد ان حدق بها طويلا,وقال لها: "اذهبى الى الفرش يا سالى,سألحق بك بعد قليل" صعدت الدرج عدوا ثم هرعت الى الحمام حيث اخذت حماما باردا والقت بنفسها على السرير وقد صممت على النوم باسرع وقت ممكن.ولكن النعاس لم يداعب عينيها قبل فتره طويله من الرقاد والتفكير والانقباض.ولما دخل لوك الغرفه,تظاهرت بانها تغط فى النم عميق وقد توترت اعصابها لمجرد التفكير بما سيقدم عليه خلال لحظات,وعندما تأكد لها انه لم يحاول شيئا بل نام على الفور,شعرت بعاده فائقهوراحه نفسيه كبيره.ولكن جسمها الخائف كانت له رغبات مختلفه....... فتألمت.....وظلت مستيقظه بضع ساعات قبل ان يحميها الارهاق والتعب على الاستسلام لنوم عميق.
الفصل السابع و الثامن
7_ 8حفله والدها
عندما استيقظت سالى اليوم التالى,كانت الساعه قد تجاوزت التاسعه ولوك غادر المنزل الى عمله,لم تأسف كثيرا لانها لم تكن متأكده من انها ستكون مهذبه معه هذا الصباح. امضت معظم الساعات التاليه فى الاعداد لحفله والدها تلك الليله.وبعدما اشترت معظم الحاجيات الضروريه,تناولت غداء خفيفا وتوجهت الى شقه والدها فى منطقه روز باى.كانت مسروره جدا وهى تستعيد ذكرى الايام الغابره كمساعده لكبير الطهاه كلود.وشعرت انها على استعداد ان تنسى انها الغابره كمساعده لكبير الطهاه كلود.وشعرت انها على استعداد ان تنسى انها سالى اندريتى...وان تتخيل زواجها,وحتى لوك نفسه كجزء من احلامها. كانت قائمه الطعام التى اختارتها كبيره وتستلزم ساعات من العمل والاعداد. منتديات ليلاس ولم تنتبه الا حوال الرابعه من بعد الظهر الى انها لم تترك خبرا لزوجها عن مكان وجودها.شعرت بغصه وألم...وبشئ من الخوف والانقباض.فهو رفض بعناد واصرار قبل قبل اسبوع تقريبا ان تكون لها يد فى اعدا حفله والدها.كما انهما لم يبحثا الموضوع مره اخرى منذ ذلك الحين.اوه,ماذا سيقول او سيفعل عندما يكتشف انها تحدت ارادته ورفضت الانصياع لاوامره!تصارعت الافكار فى رأسها بسرعه وعصبيه...هل تتصل بالمنزل وتترك خبرا مع كارلو!بعد مقارنه سريعه مع الحلول الاخرى المحتمله,قررت ان الاتصال بكارلو هو افضل طريقه ممكنه,فالاتصال بزوجها فى المكتب ليس عمليا او حكيما,بل انهحتى لم يكن واردا على الاطلاق. فى الخامسه والنصف كان كل شئ جاهزا,وبالتالى فان لديها الوقت الكافى للاستحمام وارتداء ثياب السهره التى احضرتها معها منذ الظهر.ولما عادت الى قاعه الاستقبال,كان الاب يفتح ووالدها يدخل البيت عائدا من عمله. عبرت الغرفه لملاقاته وهى تمد ذراعيها لمعنقته فيما اكنت علو وجهها اشراقه جميله وابتسامه حنونه.احتضنها والدها بمحبه وقال لها بصدق واخلاص: "انك تبدين رائعه يا حبيبتى.من المؤكد ان الزواج يناسبك كثيرا" ثم خلع سترته وقال باطراء واضح: "يا لهذه الرائحه الطيبه!انك من افضل الطهاه الذين عرفتهم فى حياتى" "انك لست موضوعيا,وتبالغ الى حد كبير.هل احضر لك فنجانا من القهوه؟" "انا سأحضر القهوه لك ولى" "لنشرب القهوه اذن فى المطبخ.فلا يزال على اعداد بعض االمور الثانويه" "متى تتوقعين حضور لوك؟" "من النادر ان يعود الى البيت قبل السادسه.ثم انه سيستحم ويرتدى ثياب السهره....فمن المحتمل ان يصل حول السابعه" "سيصل الاخرون بعد السابعه بقليل.وسنتناول العشاء فى السابعه والنصف.فما رأيك؟" "كما تشاء يا ابى" وفيما كانا يتوجها الى المطبخ قالت له بهدوء: "لم تخبرنى بعد من هم ضيوفك هذه الليله" هز رأسه اسفا وقال: "يا لاهمالى وغبائى!انهم نورديستاين و زوجته طبعا,وبايكر سفليد وزوجته...وابنتهما شانتريل مع شاب من اصدقائها" وضحك ثم اضاف: "قالت لى اندريا بايكر سفليد ان شانتريل ستكون تعيسه جدا اذا ما دعوتها مع رفيقها هذه الليله.اوه,هناك ايضا انجل وزوجته....من ايضا؟اه,نعم!بيرت و زوجته.هؤلاء هم جميعا على ما اعتقد" تضايقت سالى بصمت لاصرار شانتريل على الحضور.اللعنه!لماذا تريد الحضور؟وهل يعقل انها ستحضر معها فيليب؟لا,لا,غير ممكن...وغير منطقى؟ فى تمام الساعه السابعه رن جرس الباب فذهب جو لفتحه وعاد ومعه الزوجان نورديستاين.ثم بعد لحظات كل من الزوجين بير وانجل.وخلال دقيقتين وصل تشارلز واندريا بايكر سفليد.ولم يعد هناك سوى شانتريل وصديقها...ولوك!اين هو يا ترى؟وبدأت سالى تشعر بالانقباض والانزعاج.ربما قرر عدم الحضور!لاولا,يمكنه ذلك بحق السماء!من المؤكد انه سيأتى معهما كان غضبا او متضايقا...يجب ان يأتى! رن جرس الاب مجدا فشعر سالى برجفه قويه حاولت تغطيتهابابتسامه خفيفه سرعان ما اختفت لدى دخول شانتريل ورفيقها.وما هو الا لحظات حتى سمعت رنين الهاتف.تسمرت فى مكانها واخذت تراقب والدها يرفع السماعه.ويتحدث....ثم ييبتسم بعد ثوان من الصمت ويعيد الساماعه الى مكانها.اقترب منها وقال لها بهدوء: "كنت اتحدث مع لوك, انه قادم الان.يبدو انه تأخر قليلا فى المدينه" شعرت سالى بارتياح كبير لدى سماعها النبأ,ولكن,مع اقتراب موعد وصوله,عاد اليها توتر الاعصاب والترقب واخذت تنظر نحو الباب كل دقيقه. وبعد فتره احست بأنها لم تعد تتحمل الانتظار المرهق فذهبت الى المطبخ بحجه اقاء نظره اخيره على الطعام. مضت خمس دقائق تقريبا احست سالى على اثرها بأن احدا يراقبها استدارت ببطء وتطلعت نحو الباب لتلتقىنظراتها زوجها الحاده والثاقبه. "هل وصلت الا؟" ماهذاالسؤال السخيف؟الم يكن من الافضل الا تسأله لماذا لم يق هو شيئا؟ لى كلام يمكن ان يتفوه بع افضل من هذا الصمت المزعج. "يبدو انك قررت تجاهل رغباتى!" قالها بلهجه بارده افزعتها الى حد ما.ولكنها قررت المواجهه,فقالت له: "تعنى وامرك,اليس كذلك؟" ومدت يدا مرتعشه لتبعد خصله من شعرها عن وججها ثم عضت على شفتيها السفلى بشئ من العصبيه.ماذا حدث لها؟اين الغضب الذى كان يثيره فيها عاده؟يجب ان تشعر بالزهز والسرور لانها تمكنت من الاستهزاء به واهانته,ولكنها على العكس من ذلك لاحظت انها تشعر بالبؤس والتعاسه.اقترب منها وقال بجديه: "افضل استخدام كلمه رغبات" "ارفض استخدام معى اسلوب الارهاب.وافضل عدم الدخول فى جدل المحبه المتفانيه" "وهل ستقوم انت بدور الزوج المخلص؟" "انتبهى يا صغيرتى! لا تثيرى حفيظتى ولا تحاولى اشعال فتيل غضبى!" ارتعشت سالى ولم تتمكن من الرد عليه.فبلها بقوه وسرعه ثم افلتها وقال: "اذا شاهدك احد تنظرين الى هكذا ايتها الحبيبه,فسوف يظن اننى ارغمتك على الاستسلام بواسطه الضرب" "وهل تنكر انك لا تنوى القياب بذلك؟" قال بنعمومع وهو يمسك بذراعها ليتوجهها نحو القاعة "هيا.ننضم الى ضيوف والدك" عندما استيقظت سالى اليوم التالى,كانت الساعه قد تجاوزت التاسعه ولوك غادر المنزل الى عمله,لم تأسف كثيرا لانها لم تكن متأكده من انها ستكون مهذبه معه هذا الصباح. امضت معظم الساعات التاليه فى الاعداد لحفله والدها تلك الليله.وبعدما اشترت معظم الحاجيات الضروريه,تناولت غداء خفيفا وتوجهت الى شقه والدها فى منطقه روز باى.كانت مسروره جدا وهى تستعيد ذكرى الايام الغابره كمساعده لكبير الطهاه كلود.وشعرت انها على استعداد ان تنسى انها الغابره كمساعده لكبير الطهاه كلود.وشعرت انها على استعداد ان تنسى انها سالى اندريتى...وان تتخيل زواجها,وحتى لوك نفسه كجزء من احلامها. كانت قائمه الطعام التى اختارتها كبيره وتستلزم ساعات من العمل والاعداد. منتديات ليلاس ولم تنتبه الا حوال الرابعه من بعد الظهر الى انها لم تترك خبرا لزوجها عن مكان وجودها.شعرت بغصه وألم...وبشئ من الخوف والانقباض.فهو رفض بعناد واصرار قبل قبل اسبوع تقريبا ان تكون لها يد فى اعدا حفله والدها.كما انهما لم يبحثا الموضوع مره اخرى منذ ذلك الحين.اوه,ماذا سيقول او سيفعل عندما يكتشف انها تحدت ارادته ورفضت الانصياع لاوامره!تصارعت الافكار فى رأسها بسرعه وعصبيه...هل تتصل بالمنزل وتترك خبرا مع كارلو!بعد مقارنه سريعه مع الحلول الاخرى المحتمله,قررت ان الاتصال بكارلو هو افضل طريقه ممكنه,فالاتصال بزوجها فى المكتب ليس عمليا او حكيما,بل انهحتى لم يكن واردا على الاطلاق. فى الخامسه والنصف كان كل شئ جاهزا,وبالتالى فان لديها الوقت الكافى للاستحمام وارتداء ثياب السهره التى احضرتها معها منذ الظهر.ولما عادت الى قاعه الاستقبال,كان الاب يفتح ووالدها يدخل البيت عائدا من عمله الفصل الثامن عندما استيقظت سالى اليوم التالى,كانت الساعه قد تجاوزت التاسعه ولوك غادر المنزل الى عمله,لم تأسف كثيرا لانها لم تكن متأكده من انها ستكون مهذبه معه هذا الصباح. امضت معظم الساعات التاليه فى الاعداد لحفله والدها تلك الليله.وبعدما اشترت معظم الحاجيات الضروريه,تناولت غداء خفيفا وتوجهت الى شقه والدها فى منطقه روز باى.كانت مسروره جدا وهى تستعيد ذكرى الايام الغابره كمساعده لكبير الطهاه كلود.وشعرت انها على استعداد ان تنسى انها الغابره كمساعده لكبير الطهاه كلود.وشعرت انها على استعداد ان تنسى انها سالى اندريتى...وان تتخيل زواجها,وحتى لوك نفسه كجزء من احلامها. كانت قائمه الطعام التى اختارتها كبيره وتستلزم ساعات من العمل والاعداد. منتديات ليلاس ولم تنتبه الا حوال الرابعه من بعد الظهر الى انها لم تترك خبرا لزوجها عن مكان وجودها.شعرت بغصه وألم...وبشئ من الخوف والانقباض.فهو رفض بعناد واصرار قبل قبل اسبوع تقريبا ان تكون لها يد فى اعدا حفله والدها.كما انهما لم يبحثا الموضوع مره اخرى منذ ذلك الحين.اوه,ماذا سيقول او سيفعل عندما يكتشف انها تحدت ارادته ورفضت الانصياع لاوامره!تصارعت الافكار فى رأسها بسرعه وعصبيه...هل تتصل بالمنزل وتترك خبرا مع كارلو!بعد مقارنه سريعه مع الحلول الاخرى المحتمله,قررت ان الاتصال بكارلو هو افضل طريقه ممكنه,فالاتصال بزوجها فى المكتب ليس عمليا او حكيما,بل انهحتى لم يكن واردا على الاطلاق. فى الخامسه والنصف كان كل شئ جاهزا,وبالتالى فان لديها الوقت الكافى للاستحمام وارتداء ثياب السهره التى احضرتها معها منذ الظهر.ولما عادت الى قاعه الاستقبال,كان الاب يفتح ووالدها يدخل البيت عائدا من عمله. منتديات ليلاس كان الجميع يبتسمون لها ظنا منهم انها عروس تتربع على قمه السعاده والهناء.وقررت سالى الا تخيب ظنهم واملهم,فأمسكت بذراع لوك وبدأت تقدمه الى اصدقاء والدها متظاهره بانها الزوجه العاشقه.ولما اقتربا من شانتريل ازدادت ابتسامتها اتساعا ووجهها اشراقا بهدف اغاظتها ومضايقتها.الا ان الفتاه الاخرى سبقتها الى الاستفزاز عندما قالت: "لا حاجه للتعريف,ايتها العزيزه .لوك وانا صديقان قديمان.فيليب رفض بشموخ مرافقتى الى هذا الحفله ,واعتقد ان ما يلومه على ذلك" م اشارت الى الرجل الذى يقف قربها وقالت بشئ من عدم الاكتراث: بدا الشاب ودودا ومرحا بعكس رفيقته الشرسه والوقصحه التى قالت لها: "انى معجبه لانكما لم تصلا فى وقت واحد" تبرع لوك للرد عليها موضحا بهدوء: "ارادت سالى ان تساعد فى اعداد الطعام فحضرت قبلى" "طبعا....سالى كانت تعمل كطاهيه,لايس كذلك؟اعذرانى لاننى نسيت" تضتيقت سالى كثيرا من هذا الملاحظه الللئيمه.فكم من مره لبت شانتريل دعوه الى العشاء فى منزل بالينغر وكانت سالى قطعا هى التى تتولى اعداد الطعام؟ارادت ان تعلق بجمله قاسيه,ولكن شانتريل سبقتها الى الكلام عندما قالت بخبث وهى توجه نظرات الى لوك تحمل الكثير من المعانى: "يقولون ان الطريق الى قلب الرجل عبر معدته,ولكنى اعتقد ايضا ان سالى تتحلى بمزايا ومواهب اخرى" ابتسم لوك بهدوء وادهش سالى عندما رفع يدها الى فمه وراح يقبل اصابعها بحنان واضح.ثم نظر اليها بشغف وقال: "انها تسحرنى" "اوه,اوه,يا للشاعريه!يجب على سالى ان تطلعنى على سر هذا النجاح الباهر!" ثم ابتسمت بسخريه ومضت الى القول: "فيليب بالتأكيد شاب مخبول ,اما انت يا لوك,القاسى المتمرس كما اعرفك,كنت اظن بأنك محصن ضد اساليب فتاه صغيره شقراء!" شعرت سالى بان البركان فى داخلها على وشك ان يثور وينفجر.واحست بانها لو لم تكن فى منزل والدها ومسؤوله ليضل عن العشاء وراحه الضيوف, لكانت وجهت الى وجه الشؤم هذه كلمات قاسيه ولاذعه.الا انها حافظت على هدوء اعصابها وقالت ببروده تحسد عليها: "ربما كان لوك يرغب فى استخداى كطاهيه محترفه,وعندما اكتشف مواهبى الاخرى قرر منحى خاتم زواج بدلا من مرتب شهرى" ونظرت الى لوك لتشاهد عينين تحذرانها من الاستمرار فى استخدام هذا المزاج الساخر.رفعت يدها نحو وجهه ووضعت اصبعا على شفتيه بغنج قائله: "لا تنر الى بمثل هذه القساوه يا حبيبى,فهذه النظرات ليست من عادتك......وانا كنت امزح,لا اكثر" تدخل غفين قائلا: "انا متأكد من ان لوك لا يهمه ان كنت تطبخين جيدا ام لا" ابتسمت له بتقدير واجاب,فهو يبدو على الاقل حليفا لا بأس به فى حربها الكلاميه مع شانتريل.ثم وجهت حديثها الى الجميع قائله وهى تسحب يدها بهدوء من يد لوك: "اعذرونى الان.سأذهب للبدء باحضار الطعام" كان العشاء طيبا وشهيا والاحاديث جيده وممتعه والسهره شيقه وناجحه باستثناء النظرات القاسيه والكلمات اللاذعه التى كانت شانتريل توجهها لسالى.وعندما غادر الجميع قاعه الطعام وتوجهوا الى غرفه الجلوس,شعرت سالى بشئ من الارتياح لانها على الاقل لم تعد نضطره للوجود مع شانتريل حول طاوله واحده. "انك فعلا طاهيه ماهره,والعشاء كان رائعا" تطلعت سالى حولها لتجد غفين ساندرسن يقف قربها مبتسما بتهذيب وامتنان.ابتسمت له سالى بدورها وقالت: "شكرا يا غفين,انى مسروره لانك تمتعت به" "قيل لى انك متزوجه منذ فتره وجيزه" تأملته سالى بسرعه مسجله بارتياح انه شاب لطيف وودود,وان شانتريل غير جدير بشخص مثله.ابتسمت وقالت له ردا على تساؤله: "منذ بضعه اسابيع....منذ اسبوعين على وجه التحديد" "لوك رجل محظوظ للغايه.لو لم تكونلا متزوجه لدعوتك الى سهره راقصه,لا اظن انك...لا,لا يمكن" وهز رأسه وهو يبتسم.فردت ابتسامته بالمثل واكدت له بهدوء وجديه. "انت على حق, لا يمكن!بالمناسبه ,هل تعرف شانتريل منذ زمن طويل؟" "طويل بما فيه كفايه!هل اجبتك على سؤالك؟" طبعا اجابها...واعطاها عده افكار جديده للتحليل والتأمل,وراحت تجول بنظرها فى تلك القاعه,وخاصه باتجاه لوك الذى بدا انه يجرى حدييثا جديا مع والدها.وراقبن ايضا باهتمام وتفحص الفتاه المزعجه شانتريل التى انضمت الى الرجلين.ولحق بها بعد قليل تشارلز بايكر سفليد.الذى اختلى بأبيها فى احدى الزوايا.وتوترت اعصابها وشعرت...بالغيره,عندما شاهدت شانتريل تضع يدها على ذراع لوك بعنج ودلال,كيف تجرؤ اللعينه على ذلك؟لماذا تتحداها على هذا الشكل؟احمر خداها واشتعلت عيناها غضبا عندما رأت تلك الابتسامه الحامله النى وجهتها تلك الفتاه الوقحه الى زوجها,وانتبهت سالى فجأه الى انها لم ترد على سؤال غفين,فقالت له متلعثه: "انا اسفه...ماذا...ماذا قلت لى؟" "انى اقترح ان نفصل بينهما" ثم ابتسم وعرض عليها ذراعه قائلا بمرح ظاهر: "وهل تنضمين الى؟ط "بكل سرور!" لم يكن بالمكان تحديد ما تخفيه ملامح لوك.هل يشعر بالضجر؟ هل هو سعيد بوجوده مع هذه اللعين؟شاهدها تقترب منه فشعت عيناه ببريق خاطغ ورفع يده ليضعها على كتفها ويضمها اليه,وقالت سالى اه وجودها على هذا الشكل مع زوجها امر طبيعى جدا.فهى تشعر بالحمايه والامان....والانتماء,وبدا لها هذا الرجل العريض المكبين وكأنه جزء منها,وقالت لنفسها انها يجب ان تكرهه....انها كرهته فعلا عده مرات فى السابق,اما الان.... "هل تنوين العوده الينا من الامكنه التى كنت تتجولين فيها خلال الدقائق القليه الماضيه؟" رفعت رأسها الذى كان يبتسم بهدوء,ونحو شانتريل التى كانت نظراتها الحاقده والحاسده اد تحرق وجنتيها وعينيها.تمكنت من ارغام الى الضحك وقالت موجهه حديثها الى لوك: "اسفه,يبدو انى سافرت بعيدا" تدخل جو بالينغر قئلا: "سالى!لك مكاله هاتفيه من نيويورك.استخدمى الهاتف الموجود فى غرفه المكتب" "نيويورك!امى؟اميلى!" "هى بذاتها!تحدثت عها قبل قليل وجاء الان دورك انت" تسمرت سالى فى مكانها..كانت امها دائما غريبه الاطوار فيما يتعلق بالوقت والتوقيت!وسمعت والدها يقول: "هيا,هيا!سأرسل وراءك بعد خمس دقائق لتحصلى منه على دعم معنوى يساعدك ويشد من عزيمتك" ابتسمت بخبث واستدارت نحو مكتب ابيها وهو تقول. "ادع لى بالتوفيق!" كان الاتصال صافيا ال درجه مذهله وكأن امها موجوده فى غرفه مجاوره شدت سالى على السماعه وهى ترغم نفسها على عدم الضحك.فبعد الترحيب المعتاد.خلت والدتها فورا فى صلب الموضوع: "ماهذا الهراء كله يا سالى.هل صحيح انك تزوجت؟" "هراء,يا امى؟" ارتفع صوت اميلى الى مستوى لا يصدق وهى تسأل بعصبيه: "من هو هذا الرجل؟اندريتى!هذا اسم ايطالى,اليس كذلك؟ مذا فعلا بنفسك يا سالى؟تتزوجين ايطاليا؟" "ابى,وافق" "ابو لم يكن ابدا انسانا عاقلا او منطقيا!لماذا لم تخبرينى انا؟انا امك,على ما اعتقد ولماذا هذه السرعه؟انك لست...؟" زتوقفت عن متابعه جملتها ,فردت سالى على الفور: "حامل؟امر محتمل علميا ولكن بوادره لم تظهر بعد" "اعتقد انه احد المهاجرين الفقراء المعدمين,لن ارتاح ابدا قبل ان ارى بنفسى الورطه التى اوقعت نفسك بها" ثم تنهدت وكأنها تندب حظ ابنتها.وبعد ان صمتت قليلا عادت الى الهجوم: :من المؤكد انك ورثت هذا الغباء وهذا الرعونه عن والدك...ولم ترثى شيئا منى,هل هو...؟" "هل هو ماذا ,يا امى؟" تطلعت لتشاهد لوك يدخل الغرفه بهدوء ورويه,فابتسمت له,فيما سمعت والدتها تقول: "سالى!الا تصغين لما اقول!هل هذا ..هذا الرجل احد الذين هاجروا الى استراليا فى الفتره الاخيره؟هل لديه المال؟" "الاب على السؤالين.نعم!" "ووهل هو بقربك الان؟هل هذا سبب جابتك المقتضبه والمبهمه؟" وضعت سالى يدها على سماعه الهاتف لتحجب صوتها عن اذن والدتها وقالت لزوجها وهى تبتسم: "اظن ان الوقت فد حان لاقدمك الى حماتك...عبر الهاتف!" ثم اشارت اليه للاقتراب منها فى حين قالت لامها بابتهاج واضح: "امى!لوك موجود هنا الان.هل تحبين التحدث معه؟" "اتصور انه يتكلم شيئا من الانكليزيه قليلا!اوه,سالى,حتى لو انه يعرف لغتنا اىل حد ما قد لا افهم من كلامه بسبب لكنته الغريبه!" لم تعلق سالى بشئ على ذلك ب اعطت السناعه للوك وهى تخفى ابتسامه ماكره,ثم خرجت من المكتب لتعود بعد خمس دقائق وتستأنف الحديث مع امها: "ابى يقيم الان حفل عشاء ولذا سوف نضطر للعوده اليهم,ثم....ان هذا المكالمه ستكون باهظه التكاليف" "وما اهميه المال يا صغيرتى؟يجب ان اراك فى اقرب وقت ممكن,لسن مرتاحه جدا الى انك ترتكبى غلطه كبيره" واضطرت للاعتراف بتحفظ انه يبدو من حديث لوك انه رجل لا بأس به,ومضت الى القول. "الا ان الاصوات قد تكون مضلله,فى اى حال,سأستقل اول طائره الى سيدنى مباشره بعد ؤأس السنه.اعتقد ان سيكون هناك غرفه اضافيه يمكننى النوم فيها" لا,لا,هذا غير ممكن.انها ستواجه مشاكل اصبحت بغنى عنها,حاولت الاعتراض ولكن بدون جدوى. "امى..." "الى اللقاء يا حبيبتى,عودة الى حفلتك.كل ميلاد وانت بخير" واقفلت الخط.فوضعت سالى السماعه فى مكانها ببطء وهدوء وكانت ملامحها مزيجا غريبا من المشاعر والانفعالات المختلفه.ثم نظرت الى لوك وقالت بلهجه جافه الى حد ما: "بد ان تحدثت معها هاتفيا,سوف تحظى بشرف مقابلتها شخصيا,لانها تنوى زيارتنا قريبا" "ستكون والدتك صيفتنا طبعا" "اخشى ان ستتعرض للاستجواب على يد خبير ماهر,هل لديك مانع؟" "يبدو ان الامور رتبت بينكما على نحو لا يتطلب استشاره احد" ثم امسك بذراعها وبدأ يسير واياها نحو الباب وهو يقول: "لتع الى ضيوف والدك!" شعرت سالى بالاسف لاضطرارها مغادره تلك الغرفه....ارادت ان يظلا وحدهما...ان يعانقها!توقفت عن السير فجأه.فسألها بصوت نامع اذهلها: "هل تطلبين منى معانقتك يا فراشتى؟" إضافة رد black star 12:16 AM 07-07-11 تلعثت وهى تجيبه بتردد: "انا...لا,طبعا....لا!" "يا للخساره!" رفعت يدها الى شعرها بعصبيه واضحه وقالت: "يجب ان احضر القهوه.انها الحاديه عشره تقريبا" "سأسمح لك بها هذه المره...ولكنك ان تتمكنة من الافلات فى المستقبل.ى تنسى ان بيننا حسابا يجب تسويته" "انك..انك لن تتجرا على ....لمسى..." "انا لا اوجه تعدييدات فارغه يا صغيرتى,وانت تعرفين ذلك تماما" "انى اكرهك!" همست بهاتين الكلمتين وهى عابسه ومتوتره الاعصاب. وزاد من غضبه وغيظها انه ضحك بتهكم وقال لها بسخريه هادئه: "ولكن...ليس طوال الوقت!" كانت تشعر طوال الوقت بأنها على فوهه بركان.وتريد العوده الى البيت. واخيرا,حل وقت الرحيل الجماعى.وعندما اغلق الاب وراء الضيف الاخير,تطلع جو نحو ابنته بحنان واضح مبتسما بمحبه وامتنان.وقال: "يجب ان نحاول الا تفصل بين اجتماعاتنا هذه فترات طويله او متباعده.شكرا لك يا سالى على هذه الحفله الرائعه والعشاء الممتاز.وشكرا لك يا لوك لانك سمحت لها بذلك" ثم اشار الى اربق القهوه وقال لها: "ها تشاركنى بقيه القهوه اللذيذه؟" رد عليه لوك بتهذيب واضح: "شكرا لك يا جو.سنشرب القهوه ثم نتمنى لك ليله سعيده" رفعت سالى فنجانها نحو والدها كأنها تشرب نخبه وقالت بمحبه وحنان: "ميلاد سعيد يا ابى,اتمنى ان تمضى الاعياد الخمسين المقبله بسعاده وهناء" رد جو على تمنيات ابنته بابتسامه شكر صادقه ثم قال لها: "اتصور انك لم تتمكنى من اقناع اميلى بعدم عبور المحيط الاطلسى!" "على الاطلاق! سوف تصل الى سيدنى بعد رأس السنه مباشره" ابتسم والدها وقال بلهجه تجمع بين الجد والهزل: "اعتقد اننى سأضطر الى تنفيذ اعمال طارئه فى ولايه اخرى.وبعد المواجهه الاولى,فان لوك بنفسه قد يقرر الانضمام الى" ضحكت سالى وقالت له: "اياك ان تجرؤ على التخلى عنى!سأحتاج الى كل الدعم المعنوى الذى يمكننى الحصول عليه" هز جو رأسه بجديه وقال متمتعا: "لدينا حوال عشره ايام لاعداد حطه مواجهه ناجحه" "متى ستعود من سيرفرز بارادايز؟" "الثلاثاء من الاسبوع المقبل.وما لم اكن مخطئا.فانى سأضطر للسفر الى اديلايد فى اليوم التالى" ونظر الى سالى سائلا: "كم ستبقى والدتك يا سالى؟" "معنا؟بضعه ايام...وربما اسبوع بكامله من الصعب جدا التهكن بخطتها مسبقا كذلك فان لديها شقيقتين ستصر على زيارتهما اثناء وجودها فى استراليا ولكن المشكله انهما فى مكانين بعيدين هما بيرث وداروين" "فى هذه الحال,سيكون من الافضل ان تزورنا اولا ثم تعود الينا بعد زياره اختيها لتمضى اياما قليله قبل عودتها الى الولايات المتحده" بدأ جو يضحك ثم انفجر مقهقها,وقال: "ان مطلقتى العزيزه ستقوم بالتأكيد باشياء لا يتوقعها حد.تعلمت منذ سنوات عديده الا احاول التخطيط لشئ عندما تكون اميلى قريبه منى" انهى لوك قوته ثم قال الى زوجته بدفء وحنان قائلا: "هيا يا صغيرتى,لنذهب الى البيت" اوه,هذه السخريه اللازعه!انها تثير غضبها بشكل مزعج!وقررت سالى جأه ان تعطيه درسا لا ينساه.رفعت نفسها وقبلته على ذقنه وهى تقول: "لا تكن مستعجلا الى هذا الحد.يا حبيبى!" وشدد على الكلمه الاخيره بطريقه ملفته للنظر.فضضحك وقال لها بلهجه زادت من غضبها المتأجج فى داخلها: "ايتها الحبيبه الغاليه! انى لا اكشف سرا خطيرا او اشر باى خجل على الاطلاق عندما اقترح عودتنا المبكره الى البيت" احمرت وجتناها بسرعه وتململت.وحتى والدها .الذى طالما اعتبرته حيفا مخلصا,تخلى عنها اذ قال ضاحكا: "هيا,اذهبا! يبدو اننى نسيت كيف يشعر المتزوجون حديثا...وخاصه اولئك الذىين يحبون بعضهم!" لم تتفوه سالى بكلمه واحده اثناء خروجها من شقه والدها ونزولهما فى المصعد وحتى فى السياره.احتفظت بصمتها العدائى ورفضت التطلع الا الى الطريق الممتده امامها.وبعد بضع دقائق سألها لوك بمرح ظاهر: "هل ستصرين على الاحتفاظ بصمتك طوال الوقت؟" "انك لا تطاق ,فباستثناء اميلى,التى احبها كثيرا,يمكننى اعتبارك ازعج انسان عرفته فى حياتى" "وانا,طبعا,لست حظوظا بما فيه كفايه كاميلى لكى احظى بحبك!" دفعتها سخريته تلك الى ذروه الغضب.وعندما اوقف السياره امام البيت غادرتها بسرعه كبيره لتبعد عنه قدر الامكان.الا انها اضكرت للانتظار حتى يصل ويفتح الباب الجانبى .وعندها لم تعد امامها مجال للهرب.فقد امسك بذراعها بقوه وسار واياها نحو الغرفه.ولما دخلا الغرفه ابعد يده عنها.فقالت له بعصبيه بالغه وهى تنظر اليه بتحد ظاهر: "هل كن من الضرورى ان تكون..ان تكون صريحا الى ذلك الحد امام والدى؟اين بقيه الباقيه من حشمتك وتهذيبك؟" ضحك فزاد غضبها وارتفع صوتها عندما اضافت بتوتر ملحوظ: "انا اعرف على الطبيعيه مدى...شبقك وشهوانيتك!ولكن هل من داع لان تكشف عنهما بمثل هذا الوضوح اما الاخربن؟" هز رأسه بتململ وقال لها متهكما: "انا لا افهم حقا سبب هذا الغضب والانفعال.واذكر جيدا انك تتمتعين كثيرا بهذه التى تسمينها...شهوه حيوانيه....." وازاح رأسه جانبا وامسك بيدها التى كانت قد ارافعت بسرعه لتنفض على وجهه كالصاعقه.وقال لها بعصبيه وهو يمسك بيدها الاخرة بقوه: "لا,لا, يا قطتى الشرسه!انا لا اتعارك مع النساء ولا اضربن.......ما لم استفز كثيرا.ولكننى اشعر الان برغبه قوبه لكى استثنيك من هذه القاعه" "اياك ان تمسنى...لاننى لن اغفر لك ذلك طول العمر" تحشرجت الكلمات الاخيره فى حلقها.وطفرت دموع الغضب من عينيها منهمره بقوه على وجهها الشاحب الحزين.وحاولت الافلات من قبضته فلم تفلح,خمست بأسى: "انك تؤلمنى" خفف الضغط عن يديها فورا.ولكنه قال لها بلهجه قاسيه: "تمر اوقات اشعر خلالها ان غضبى الشديد الناجم عن استفزازتك وتحدياتك يدفعنى الى حملك بهاتين اليدين وهزك بقوه تكك عظامك من امكنتها" ثم هز برأسه مستاء اضاف قائلا: "اللعنه على هذه التصرفات,يا سالى!دموعك تربكنى...تذهلنى! لقد تزوجت على ما يبدو فتاه صغيره تحارب بقوه وباستمرار كيلا تصبح امرأه!لماذا يا حبيتى؟انك لا تنفرين منى,فلماذا مثل هذه العاصفه بين الحين والاخر؟" "عاصفه التملك ام التملك العاصف؟لننس البلاغه والخطابه ونركز على الواقع العملى" ثم هز رأسه,واضاف بجديه: "اعترف ان حياتنا معا تمر منذ البدايه بعاصفه هوجاء.ما رأيك فى ان نعلن هدنه فيما بيننا؟" "وهل تعتقد ان بامكاننا تمضيه يوم واحد بدون شجار او جدل؟" رد مازحا: "كيف لا,ونحن لا نجتمع على انفراد اكثر من ساعه واحده كل مره؟" ثم اضاف بهدوء ورصانه: "سوف نتوجه لزياره شقيقى خلال ست وثلاثين ساعه.واقتاعها باننا سعيدان فى زوجنا.ينى لى الكثير .فهل نتفق منذ الان على احلال الوفاق بيننا لمده ثمانيه ايم؟" بلعت سالى ريقها بصعوبه وقالت: "لن تكون من الصعب انجاز ذلك بنجاح.شرط الا تصبح نزعجا الىحد لا يطاق ولا يحتمل" ابتسم بخبث وقال لها: "أهكذا تتصورينننى يا سالى؟هل نسيت الزوجه العزيزه اننى رجل لاتينى؟واننى.على الرغم من السنوات العديديه التى امضيتها فى هذه البلاد, لا ازال متحتفظا بالكثير من اساليبى وتصرفاتى القديمه؟" "الزوجه يجب ان تكون مطيعه...وخنوعه,والا تعارض زوجها او تجادله على الاطلاق.سؤسفنى ان اقول لك يا لوك اننى نشأت وتربيت فى بيئه مختلفه لا تقر هذه الاساليب او تعترف بها" ثم ننظرت اليه بهدوء وقالت له بجدبه لالغه: "لا بد من ان نتصادم....واعتقد ان الصدام بيننا امر محتمل لا مفر منه" "ربما !ففى بعض الاحيان ,كهذه الليله مثلا,تحاولين برأيك الى درجه الازعاج....وحتى الاستفزاز" "الا يمكنك ان تفهم؟ سيكون الميلاد لهذه السنه اول عيد امضيه بعيد عن ابى.اضف الى ذلك.اننى اعد له منذ سنوات عديده جميع حفلات العشاء التى يقيمها لاصدقائه وزملائه" "ولكنه لم يعد بامكانه الاعتماد على خدماتك فى هذا المجال.وانت لا يمكنك الاستمرار فى القيام بدور المساعده الاجتماعيه له او المضيفه الدائمه فى بيته" "اهذا ما تتوقعه منى؟" "انت زوجتى" "اوه,عدنا الى هذه النغمه مره اخرى!" ثم استدارت نحوه بائسه وقالت: "انك تتصرف معى بغطرسه لا تقبل باقل من طاعه عمياء.واذا تجرأت على عدم اطاعتك.فانك تعتقد بأن لك الحق لتأديبى او انزال نوع من القصاص بى !انا ارفض يا لوك ان اعامل كطفله فى بيت والد شرير!" " وانا,ايتها الحبيبه,لن اتحمل..." "انت!انت لا تتحمل!فى جميع المناسبات تقريبا التى تناولنا فيها العشاء احدى صديقاتك الواتى يعتبرنك على ما يبدو صيدا ثمينا سرقته من اما عيونهم!هل تعرف كيف اشعر عندما افكر بانهن..." ولم تكمل جملتها تلم بل اضافت مستهله جميله جيدده: "اتقزم امام تعاليهم الكريه وتكبرهن الفارغ!ومن المؤكد انهم جميعا على اقتناع راسخ بأنك وقعت ضحيه احدى حالات فقدان الذاكره عندما تزوجتنى.ويتحلقن حولك كالطفيليات بانتظار ان تسعتيد ذاكرتك وتما من...زوجتك الصغيره البريئه والممله!" يا عزيزتى سالى,انت نقيض المملين والمضجرين.وبالنسبه الى انسانه اكدت لى فى الاونه الاخيره انها لا تكترث او تبالى لو اننى ساهرت مئه امرأه فى مئه مناسبه مختلفه فانك تظهرين الان غيره رائعه" ثم شدها نحوه وقال باسما. "هل من الصعب جدا عليك ان تشعرى نحوى بالاستحسان...او حتى الحب؟" "نعم!ولن اقع فى حبك...ابدا!" تطاير الشرر من عينيه بطريقه افزعتها.وخاصه عندما سمعته يقول بلهجه قاسيه: "اللعنه,اللعنه!لقد بدأت اقتنع بأن ناك طريقه واحده اخرسك بها!" امسك بيديها وجلس على كرسى ثم مددها على ركبتيه وبدأ يصفعها بقوه وانفعال شعرت باذلال وعذاب نفسى لا يصدقان وكذلك بألم جسدى...ورهبه, سمعته يقول لها بهدوء مزعج بعد ان اعادها الى قدميها: "ها ان لديك الان سببا وجيها لكى تكريهينى.وانذارك باننى لن اتردد بتكرار هذا القصاص لو تجرأت على استفزازة مره اخرى" ولما تركها وتوجه الى الحمام.انهمرت دموعها غزيره وراحت تفكر بنج ح وسائل الرد واالنتقام.انه قاس,متوحش,طاغيه! وجلست على حافه السرير وخى تشعر بأن كرهها له يصل الى درجه الحقد والضغينه.انهشرس ,بدائى,مجنون!لم تشعر طوال حياتها بجزء يسير من ذها الاذلال الذى يكاد يقتلها!وقررت ان تنام فى احدى الغرف الاخرى. "ماذا تظنين انك تفعلين؟" "سأنام فى غرفه منفصله" "لا,لن تفعلى ذلك على الاطقلا" لم تخفها هذه المره نظرات الثاقبه والحاده.وقرتت موجهه الغضب بغضب اد واقوى: "اذا كنت تتصور للحظه واحده اننى سأتقبل مغازلتك ومداعبتك بعد هذه...هذه..." واختفت الكلمات فى حنجرتها.ولكن, عندما اخذ الوساده والغطاء من يديها ورماهما ارضا.صرخت وهى تحاول ضربه على صدره ووجهه: "انك لست اكثر من سادى متوحش وشرس يا لوك اندريتى!" طوقها بذراعيه القويتين ليشل حركتها,ثم قال لها: "انك تتصرفين كطفله مدللله.اهدأى هيا بنا الى السرير" "لا اريد الذهاب الى السرير...على الاقل ليس معك انت" لمعت عيناه بخبث وهو ينظر اليها بتأمل وتفحص قبل ان يركز نظراته على شفتيها ويقول: "انك لست ماهره فى الكذب,يا صغيرتى!" كان السرور والانشراح باديين على وجوه معظم المسافرين من سيدنى الى بريسبان وقالت سالى لنفسها ان السبب فى ذلك يعود بالتأكيد الى الاعياد واجوائها واجازاتها,وعندما حطت الطائره شعرت سالى بتوتر شديد وهو تجلس ثرب لوك بشئ من التردد والرهبه .فكرت ان لقاء شقيقته يقلقها ويثير مخاوفها .مع ان مشاهده الاطفال ستكون بلا شك حدثا ممتعا ومختلفا عما تقوم به يوما.وابتسمت سالى بصمت...ثلاثه اولاد كبيرهم فى الرابعه!انه حقا لآمر مثير! "اه,هذا هو فرانك" منتديات ليلاس وتطلعت سالى الى حيث يشير لوك فتبيبن لها ان صهره ينتظرهما بمفرده وفهمت من الحديث المتبادل بين الرجلين اثناء توجههم من المطار الى البيت بان انجيلينا فضلت الانتظار فى البيت على الحضور مع اولادها الثلاله.وذلك لعده اسباب وجيهه.فهى لا تحب ابقاء اولادها الصغار مع شخص اخر.والرحله بين البيت والمطار تستغرق ساعه كامله مما يفرض عليهم الجلوس فى السياره ساعتين بالاضافه الى اضطرارهم للبقاء فى المطار ساعه ثالثه.وكذلك فى وجودهم مع والدتهم فى السياره سوف يضايق لوك وزوجته. بدت سيرفرز باراديز بلده سياحيه نشطه,ولاحظت سالى بشغف روعه مناظرخا الطبيعيه وشواطئها النظيفه. وما ان توقفت السياره امام المنزل حديث مبنى من القرميد,حتى هرع صبيان صغيران نحو خالهما الذى فتح لهما راعيه وحملهما بمحبه واضحه وهو يقبلها بحنان ويدفن رأسه بينهما,تأثرت سالى بهذا المشهد العاطفى فاغرورقت عيناها بالدموع ,ما اروع الاطفال...وما اجمل المحبه الخالصه الحققيه! "اذا,انت هى سالى!" التفتت سالى نحو السيده التى تحمل طفلها على ذراعها.ثم ابتسمت وقالت: "وانت,بالتأكيد.انجيلينا, انا مسروره بمعرفتك" ابتسمت انجيلينا الجميله وقالت بفخر واعتزاز ...ومرح: "هذان الرهيبان الصغيران للذان يتصرفان مؤقتا بتهذيب مع خالهما هما جيانى ولويجى وهذا الملاك الصغير الذى يبتسم لك هو طفلتنا الحلوه ليزا" ابتسمت سالى لدى سماعها اصوات لصبين الصغيرين توتفع الى درجه الصراخ.وضحكت انجلينا قائله: "لندخل الى لبيت.فرانك سيحضر الحقائب" دخلا القاعه الكبيره الؤثثه بطريقه بسيطه ولكنها تدل على ذوق رفيع وحسن اختيار. " هيا,هيا,ايها الحبيبان الغاليان,انزلا قليلا كى اتمكن من التحدث مع امكما" انزل لوك الصبيين ثم اخذ الطفله الصغيره من يدى والتها وداعبها ثم اعطاها لسالى وبدأ يتحدث مع اخته.ودخلت انجلينا على الفور فى صلب الموضوع الاهم قائله له بمرح وسرور ظاهرين: "يبدو ان الزواج يناسبك كثيرا ايها الشقيق الحبيب...كنت قد بدأت اخشى انه لن يتزوج على الاطلاق ويصبح والدأ.انه رائعه وفريد هذا الشقيق يا سالى!يا لك من فتاه محظوظه" ابتسمت سالى بمكر وهى تنظر الى لوك,ثم قالت بصوت حالم ولهجه مقنعه: "وانا من رأيك يا انجلينا ,انه حقا رجل رائع" ضحك لوك وعلق على الملاحظتين بقوله: "يمكننى ان اصاب بالغرور بسرعه وسهوله نتيجه لهذا الاطراء المتدفق من اقرب سيدتين الى قلبى" "سأترككما الان لكى تبدلا ثيابكما وتفرغا حقائبكما .ثم تقلى جميعا فى قاعه الجلوس لنشرب بعض المرطبات قبل تناول الغداء" تطلعت سالى نحو لوك بعد مغادرة شقيقته وقالت له: "يبدو واضحا جدا ان اولاد اختك يعتبرونك المثل الاعلى" "هل تجدين صعوبه فى قبول حقيقه ان بعض الاشخاص يحبوننى هكذا؟" "اوه,بحق السماء!توقف عن استخدام التهكم والسخريه!" "ثم نظرت الى السريرين التوأمين فى الغرفه وسألته بهدوء وهى تشير اليهما: :ايهما تريد؟" ابتسم بخبث واضح واجابها وهو يخلع سترته: "عزيزتى سالى! هل هناك من اختلاف كبير ؟ألن تستخدم واحدا منهما فق؟" "اوه,توقف,توقف اعتقد اننا اتفقنا على هدنه مؤقته طوال الايام الثامنيه المقبله!" "كنت امزح معك فقط يا صغيرتى .بالمناسبه, فى اى حقيبه وضعت هدايا الاطفال؟" تعمدت ازعاجه بالتظاهر بعدم فهم سؤاله ولكنها لما شعرت بأنه تأثر وانفعل قليلا,رفعت يديها مستسلمه ,وقالت: "حسنا,حسنا!اسفه! اعتقد ان اولاد اختك رائعون...وبخاصه ليزا" لم تتمكن من اخفاء ابتسامتها وهى تحاول اغاظته قليلا ,ثم تابعت: :هاتان الغمازتان فى خديها!وهذه الابتسامه!انها ستكون محط انظار الشباب عندما تكبر قليلا" انحنى لوك وفتح احدى الحقائب ثم اخرج منها سراويله وقمصانه اقتربت منه سالى ووضعت يديها على كتفه ثم قالت: "دعنى اهتم بهذه الامور ,سأعلق الثياب كلها بالطريقه المطلوبه كى تضل فى وضع جيد" "انك تتحديثين الان كزوجه" "يبدو اننى لك...فى السراء والضراء" "وبما اننى لست بأفضل من متوحش شرس .فانك معى فقط فى الضراء...اليس كذلك؟" لم تتمكن سالى من الرد عليه.اذ شعرت بان الكلمات علقت فى حلقها.فمنظر ه مع الصبين الصغيرين كشف جانبا منه لم تكن تعرفه من قبل وجعلها تعجب به وتميل اليه اكثر مما تريد او تتصور.وقالت له بهدوء فيما كانت تعلق قطعه الثياب الاخيره فى خزانه الملابس: "انك لغز محير فى بعض الاحيان" ثم اشارت الى الملابس التى سترديها عوضا عن ثياب السفر وقالت: "اريد ان اغير ثيابى فهل ادرت ظهرك ..من فضلك؟" ضحك بمرح ظاهر وقال لها وهو يوجه اليها نظرات شيطانيه تثير الاعصاب البارده: "انى اعرف تمام كل سنتيمتر فى جمسك يا صغيرتى.فلماذا التظاهر بعكس ذلك؟" احمرت وجنتها بسرعه واستدارت نحو الطرف الاخر للغرفه حيث بدأـ تفرغ حقيبتها وتضع الملابس فى اماكنها بهدوء وتمهل.وتصورت انه يفرح بازعاجها ويسر باثارتها واغضابها.ثم سمعته يقول وهو يهم بمغادره الغرفه: "سأخذ الان حماما باردا.لديك حوال ست دقائق قبل ان اعود" استبدلت ثيابها ووضعت ملبسها الباقيه فى الخزانه ثم نظرت الى ساعه يدها.وما هى الا لحظات حتى عاد لوك من الحمام فتركا الغرفه سويه وتوجها الى قاعه الجلوس.ولما شاهد الصبيان خالهما يطل عليهما هرعا اليه. منتديات ليلاس كانت انجلينا ودودوه جدا ومنفتحه.ولم تجد سالى صعوبه فى مبادلتها بالمثل .عرضت عليها المساعده فى المطبخ وبالاهتمام بالاولاد...فقبلت مسروره وشاكره.ومع ان جيانى ولويجى كانا حذرين قليلا فى البدايه لكنهما نسيا خلال فتره قصيره خجلهما من ...السيده الغريبه وراحا.يلعبان ويتحدثان معها بحريه ومحبه. تناول الجميع غداء شهيا ثم عهد الى الرجلين بمهمه الاشراف على الاولاد بينما توجهت السيدتان الى المطبخ وخلال وجودهما معا على الانفراد,علمت سالى شيئا ادهشها الى حد ما. "هل يمضى لوك عيد الميلاد معكم دائما؟" نظرت اليها انجيلينا باسمه وردت على سؤال ضيفتها وزوجه اخيها قائله: "اننا نمضى فتره الميلاد معا...ليس بالضروره هنا.بل معا,احيانا نذهب جميعا لقضاء العطله فى سيدنى,هل تعرفين لوك منذ زمن بعيد؟" كان السؤال حشريه حقيقه وبريئه.فردت عليها سالى بعد ان تمعنت بالجواب قبل ان تتفوه بأى من كلماته: "منذ حوال ثلاثه اسابيع.حدث كل شئ بسرعه كالاعصار..." "لوك مشهور باتخاذ قرارات فوريه ومفاجئه.وكما اعرفه,فانه بالتأكيد لم يفسح لك مجالا للرفض او المعارضه" "هذا ما حدث بالفعل" ردت عليها سالى بكلمه واحده,بعدما بدا ان الحديث بينهما يتحول الى نوع من الاستجواب الذى لا تحبه وخاصه اذا طال او تفرع .وقررت على الفور تحويل انتباه مضيفتها عن هذه المسأله فطرقت موضوع الطبخ مركزه على المأكولات الايطاليه التى كان واضحا ان انجيلينا تفضلها على غيرها وتتفوق فيها.وما ان انتهى حديث الطبخ والاطعمه حتى كانت السيدتان قد انهتا عملهما فى المطبخ وقررتا الانضمام الى زوجيهما فى قاعه الجلوس. الا نهما عندما انفردتا مره اخرى فى الطبخ لاعداد العشاء.حصلت سالى على اياحات وافيه ومفصله عن ارتباطات لوك الماضيه مع عدد كبير من النساء.وحاولت جاهده ان تبدو تلك الشابه المتزوجه حديثا نتيجه حب جارف.والت تثق الى حد كبير بحب جارف.والتى تثق الى حدكبير بحب زوجها لها لدرجه ان ما من شئ يمكن ان يزعزع اعلاقه الابديه القائمه بينهما,وقالت بهدوء مصطنع: " كنت اعرف عن لوك انه زير نساء من الطراز الاول .انه رجل جذاب...يضج حياه ونشاطا وسيكون من البلاهه ان يتوقع منه احد ان يعيش حياه ترهب وعفه!" "كانت مجالات الاختيار بالنسبه اليه كبيره جدا.ولكنى اشك فى انه اعار ايا منهن اهتمام جديا" ثم نظرت الى سالى بشئ من القلق وسألتها بلهفه: "انت تحبينه,اليس كذلك؟لن يمكننى ان احتمل او ان اتصور انك , لا سمح الله قبلت الزواج منه بسبب ثرائه" اللعنه! ها انها تعود الى الاستجواب والتمادى فى توجيه الاسئله الشخصيه الحرجه !درست سال جوابها بتمعن ودرايه وقالت وهى تحاول قدر استطاعتها تمالك اعصابها والحد من غضبها: "انا لو اتزوج لوك بهدف تحقيق اى مكاسب ماديه" "انى فى غايه السرور يا سالى" وبدت انجلينا وكأنها على وشك البكاء من شده السعاده والتأثر.وقررت سالى ان عليها التظاهر بحب لوك طوال ثمانيه ايام...لن لم يكن لاى سبب سوى اسعاد هذه السيده اللطيفه المحبه, وبرعت فى دورها لدرجه ان لوك قال لها مازحا: "ايتها الحبيبه.انك مقنعه جدا! ما من احد فى العالم يمكنه ان يشك فى حبك الجارف لى" واصبح البالغون الاربعه احرارا,حل الارتياح محل القلق...والبهجه والانشراح محل الجديه والشكليات.وامضوا عده ساعات يتبادلون الاحاديث الممتعه وهو يعلقوم الهدايا الصغيره على شجره الميلاد ويضعون الكبيره منها تحت اغصان الشجره الخضراء.ثم انتقل الجميع الى الشرفه حيث جلسوا يتسامرون ويتمتعون ببعض البروده فى ذلك الطقس الحار. إضافة رد black star 07:25 PM 08-07-11 وفى وقت متأخر قام الضيفان والضيفاهما الى غرفتيهما بعد ان تمنى كا فر منهم للاخرين ليله هانئه ...ونسيما عليلا.ولما دخل لوك وسالى غرفتيهما نظرت اليه وهى تحاول بائسه سبر اعماقه او التكهن بخطوانه وتصرفاته التاليه.ثم قالت له: "سأنام فى السرير المحاذى للنافذه لن لم يكن لديك اعتراض على ذلك" لم يجبها.فنزعت قمييصها بسرعه وارتدت ثياب النوم الخفيفه قبل ان تسنح له فرضه تألمها بدقه وعنايه.فعلى الرغم مما حدث بينهما طوال الاسابيع الثلاثه الماضيه.لا تزال تشعر بانزعاج كبير وخجل مؤلم كلما حان الوقت لخلع ملابسها امامه.واستدارت نحوه ببطء وهى تقول بلهجه اقرب الى التوسل منها الى الطلب العادى: "لو قلت لك صراحه اننى متعبه....واعانى صداعا..فهل..." انهى جملتها وهو يتأملها برغبه واضحه: "اتركك تنامين بمفردك ودون ازعاج؟" ثم ابتسم وسألها بمكر: "وهل تعانى صغيرتى حقا من وجع فى رأسها ؟" "نعم, صدقنى!" "تعالى الى هنا " قالها بلهجه هادئه وناعمه ولكنها تحمل فى طياتها نبره حديديه لا تقبل الرفض او الاعتراض.اقتربت منه بخطى بطيئه وكأنها تواجه الجلاد .امسك لوك بخصله من شعرها ووضعها بتمهل وراء اذنها ثم وضع يده على خدها وراح ينظر اليها فاحصا ومحللا.وبعد لحظات تخيلها دهرا .افتر ثغره عن ابتسامه خفيفه وقال: "مهما كانت اسباب كرهك لى,فأنا يا حبيبتى لست فاقد الاحساس الى الدرجه التى تتصورين.اختارى السرير الذى يعجبك.فمن الواضح انك تريدين النوم بمفردك وانا لن امنعك من ذلك" ثم احنى رأسه قليلا وطبع قبله حنونه على جبينها .قومت سالى بشده رغبه قويه فى ان ترفع ذراعها وتطوق عنقه بمحبه وحنان.فدماثته ورقته اخترقا قلبها ولمسا وترا عميقا فى مشاعرها وعواطفها.وما ان استلقت على السرير ززضعت رأسها على الوساده .حتى اطفا لوك النور وتوجه الى السرير الاخر. استيقظت سالى على اصوات اطفال صغار..ليزا تبكى والشقيان الصغيران يصرخان بفرح وحماس واضحين.نظرت الى ساعه يدها..انها السادسه!رفعت رأسها قليلا فشاهدت لوك ينتهى من ارتداء ثيابه حيته بابتسامه صادقه: "صباح الخير ميلاد سعيد" لا جدال اليوم ولا غضب او انقباض.انه الميلاد..يوم الهدايا والاطفال,والبهجه....." رد عليها لوك برقه قائلا: "كل عيد وانت بخير .ايتها الحبيبه.هل نمت جيدا؟هل زال الصداع؟" "نعم...اوه,اسمع الصبيين كيف يضحكان ويصرخان!" "الا تذكرين انك كنت تفعلين الشئ ذاته يا عصفورتى الصغيره؟" واستغربت سالى!اين التهكم والسخريه فى لهجته؟اين الكلام القاسى والانتقاد اللا ذع فى حديثه؟هل بدأ يتغير ويتبدل على هذا النحو الجذرى؟قامت من السرير وسألته بهدوء: "هل من المبكر جدا ان نذهب اليهم الان؟" "اتصور ان انجلينا تجد صعوبه كبيره فى اصواتهم.وخاصه جيانى ولويجى الى ادنى حد ممكن .وذهابنا اليهم الان سيسعدها و.......يريحها" "متى يسمح للصبيين بفتح الهدايا" "ا يا سالى!هل نيت ايام طفولتك؟اولا,نتناول جميعا فط ورنا قم نذهب للصلاه.وبعد غودتنا...نفتح الهدايا" ردت عليه بهدوء وقد اصيبت بدهشه خفيفه: "انا لست من مذهبك!" نظر اليها بحنان وقال لها بجديه دمثه: "انا لا اعلق اهميه كبرى على هذه الفوارق البسيطه والثانويه يا سالى.المهم ان نكون مؤمنين بالله عز وجل وان نصلى له بصدق واخلاص" ركبوا جميعا السياره الكبيره وتوجهوا الى الصلاه .فرانك يقود السياره .سالى تحضتن جيانى.لوك يضع لويجى على احد ركبتيه.وانجيلينا تضم ليزا الى صدرها. لدى عودتهم الى البيت كان الصبيان اول من غادر السياره...كل من الباب القريب اليه ,وانتظرا الكبار امام الباب وهما يرقصان فرحا وتشوقا للهدايا الجميله التى سيحصلان عليها.وبمجرد دخولهم جميعا الى البيت,شعرت سالى بأنها حقا احد افراد العائله ...وانها عادت من جديد طفله صغيره تفتح الهدايا وتراقب صديقاتها واصدقائها يفعلون الشئ نفسه بسرور وبهجه. كانت هناك ثلاث هدايا بها...سورا جميل من فرانك وانجلينا.مجموعه من العطور ومستحضرات التجميل من الاول...زعقدا رائعا من لوك اثار اعجاب الجميع.انهمرت دموع الفرح من عينيها وهى تشكرهم فردا فردا.قبلت الطفله الصغيره ,والصبين اللذين احمر وجههما خجلا.ثم انجلينا وفرانك,ووصلت الى لوك ,وبدون اى تظاهر او اد?
الفصل التاسع و الأخير
9 ــ العوده
"سالى,حبيبتى .ماذا ستفعل اليوم ؟" تظرت سالى الى الجانب الاخر من الطاوله الصغيره المتخصصه لتناول الفطور.وهزت برأسها قائله دون اكتراث: "كما تريد ...الامر عائد اليك" كان مضى يومان على سفر لوك,وكانت سالى تشعر لذلك بشئ من الضياع وعدم القدره على التركيز .امضت اليوم السابق مع امها تتتنقلان بين المحلات التجاريه التى يغص بها قلب المدينه .واعربت اميلى عن رغبنها فى تكرار الجوله فى ذلك اليوم ايضا .لم تعجبها كثيرا فكره التجول فى شوراع المدينه بلا هدف معين او خطه محدده بحثنا عن الثياب التى تريد امها شرءاها.كما ان اسلوب اميلى فى المساومه ومجادله البائع لم يرق لها على الاطلاق .الا ان اى نشاط كان افضل من البقاء فى البين حيث تذكرها بزوجها كل حركه.وكل قطعه اثاث.... "ايتها الابنه العزيزه!يبدو عليك بوضوح انك تشعرين بالبؤس والملل. اتصلى بوالدك ..سنتناول معه اليوم طعام الغداء .اطلبى منه ان يوافينا الى احد المطاعم الراقيه ...فالغداء.اطلبى منه ان يوافينا الى احد المطاعم الراقيه...فالغداء على حسابى" ثم ابتسمت وقالت: "افضل علاج للاحزان هو القيام بجوله للتسوق" ورفعت احد حاجبيها بمكر واضافت: "اتصور ان اماكنات لوك الماديه تسمح له بتدليلك بين الحين والاخر.هيا,اسرعى فى الانتهاء من قهوتك كيلا نهدر وقتا ثمينا" وكان هذا ما حدث فعلا! فقد داخ رأس سسالى وهى تتبع اميلى من شارع الى اخر ومن هذا المحل التجارى الى ذلك.وكانت اميلى تشترى المزيد وتدفه المزيد .ماذا ستفعل بكل هذه الثياب الجديده؟ وصلت اميلى وسالى الى المطعم الفاخر الذى وقع عليه اختيارهما. وبعد خمس دقائق فقد وصل جو.طلب الثلاثه بعض المقبلات فيما كانوا يدرسون قائمه الطعام ويتبادلو الاراء حول انواع المأكولات وطرق اعدادها. شعرت سالى بان شهيتها ضعيفه لم تسمح لها الا بكميه قليله من الحساء وبقطعه من الحلوى تأكلها مع والديها عندما ينتهيا من الطبق الاساسى .مازحها جو قائلا ان السبب فى ذلك عود بالطبع الى غياب لوك. والمح الىسبب اكثر جديه واهميه ....فنفته بسرعه وبقوه ,مع انها قالت لنفسها ان الاحتمال وارد . "اوه.يا للمناسبه الجميله! غداء عائلى يغيب عنه احد افراد العائله بطريقه مريبه ومثيره للشكوك!" رفعت سالى رأسها نحو مصدر هذا الصوت النسائى المزعج فالتقت عيناها بعينى شانتريل الللتين كانتا تشعان خبثا ومكرا وبدا لسالى على الفور ان هذه الفتاه تلاحقها باستمرار .هل هى حقا تعمد ذلك ام انها مجرد مصادفات؟ ردت سالى بلهجه هادئه ورصينه: "لوك موجود فى اديلايد بمهمه تتعلق بعمله" ثم شعرت ان عليها تقديم السيدتين الى بعضهما. "يا لللدسه !كنت اعتقد ان والدتك يا سالى تعيش منفيه فى الولايات المتحده" ردت اميلى بدماثه وبهدوء مثير للاعصاب: "اعيش فى نيويورك .وكلمه منفى لا تطابق الواقع على الطلاق " "وهل اتيت الى سيدنى لمواساه ابنتك وتسليتها خلال غياب زوجها" ثم حولت نظرها الى سالى وقالت لها بخبث ولؤم واضحين: "اوه,سالى !انت انت تعرفين بالطبع ان كارميلا ذهبت معه فى هذه الرحله؟انا متأكده من ان لوك اخبرك ذلك!" "ولماذا تذهب كارميلا معه الى اديلايد.يا شانتريل ؟" وتابعت كلامها بهدوء وثقه بالغه بالنفس: "كارميلا خبيره محاسبه ,وطبيعيه العمل تفرض وجودهما معا فى اوقات كثيره ومختلفه" ضحكت شانتريل وقالت بنهكم: "وجودهما معا فى اوقات مختلفه؟هذا تصريح خطير!" نظرت اميلى بحده الى الفتاه المزعجه التى فرضت نفسها عليهم وقالت لها: "اننا الان فى مستهل حفله حفله غداء ممتعه..وخاصه.وانا متأكه من انك قلت ما كنت تريدين قوله .وداعا يا انسه ...." منتديات ليلاس وتعمدت التوقف عند ذلك الحد واعادت اهتمامها الى طعامها متجنبه مناداتها باسما ومتجاهله وجودها كليه .وشعرت سالى ان عليها متابعه الهجوم لتحقيق انتصار نهائى,فقالت: "وداعا يا شانتريل .لا يمكننى القول بأننى سرررت لهذا اللقاء...فوجودك لا يسر وحديثك لا يفرح" استدارت شانتريل بعصبيه ظاهره وتوجهت بسرعه الى احدى الطاولات البعيده .وما ان ابتعدت عنهم .حتى قال جو بغضب هادئ: "هذه الفتاه هى اسوأ شابه تعرفت عليها فى حياتى.انى اعجب كثيرا كيف ان شخصين رائعين وطيبين مثل تشارلز واندريا ينجبان فتاه كهذه!" علقت اميلى بهدوء قائله: "انها شابه مشاكسه وتسعى الى المشاكل.والمشاكسون ينتهى بهم الامر.ومع الوقت الى تدمير انفسهم " ثم ابتسمت واضافت: "ارفض اضاعه المزيد من الوقت حتى لمجرد التحدث عن هذه الفتاه اللعينه" كان من السهل جدا انهاء الموضوع بمثل هذه السرعه والعوده الى الاحاديث العائليه البحته . كن سالى ظلت تفكر بكلمات شانتريل طوال ذلك اليوم .لم تسنح له اى فرصه لذلك.ربما كان اخبرها او انها لم يتجادلا ثم يلتقيا باميلى على ذلك النحو المفاجئ اللعنه! انه ذلك الشيطان الاخضر الصغير مره اخرى..انها الغيره .وامضت سالى تلك الليله قلقه متضايقه .واستيقظت متعبه تشعر بانه لم يغمض لها جفت طوال الليل. "انك تبدين فى حاله مزريه يا ابنتى" وقرتت اميلى ان ترفه عنها فقالت: "ما تحتاجين اليه اليوم اكثر من غيره هو الغنج والدلال .وانا سأتولى تأمينها لك .نذهب اولا الى احد معاهد التجميل حيث نمض عه ساعات ...العشر, الوجه, الاظافر .كل شئ !ثم نختار لتناول عشاء شهيا .وربما قررنا بعد ذلك حضور مسرحيه او فيلم سينمائى .ما رأيك؟" "لما لا؟" كانت النتيجه مذهله واثنت والدتها على منظرها الجميل والانيق قائله: "انك تبدين رائعه .رائعه 1 من المؤسف ان لوك ليس هنا ليمتع ناظريه بهذا الجمال وهذه الروعه" "وانت ايضا يا امى تبدين جميله وساحره" "الان وقد انتيهنا من الاعراب عن الاعجاب المتبادل .دعينا نقرر خطوتنا التاليه .موعد العشاء لم يحن بعد .لماذا لا نعود الان الى البيت ونرتدى ثيابا اجمل واكثر اناقه ..تناسب منظرنا الرائع الجديد؟وبعد ذلك نحجز لانفسنا طاوله فى احد المطاعم ونشرب فنجانا من القهوه ثو نقرر ماذا سنفعل بعد العشاء" ابتسمت سالى وقالت بمرح ظاهر: "انت صاحبه القار يا امى ..ويبدو عليك انك تحسنين القياده واداراه الدفه .انا سأتبع اولمرك " لم يمض على وجودهما فى البيت اكثر من ثلاثين دقيقه حتى رن جرس الهاتف . فقامت سالى الى اقرب جهاز ثم رفعت السماعه وسألته بصوت ناعم وهادئ : "نعم! من المتكلم؟" إضافة رد black star 10:42 PM 09-07-11 "زمن غير زوجك ايتها الحبيبه؟" "لوك؟" لم تصدق فى بادئ الامر.ثم تمالكت اعصابها ورحبت به قائله بلهفه صادقه: "هل هذا انت حقا ؟كيف حالك يا حبيبى ؟" "الم تتوقعى منى ان اتصل بك مره واحده على الاقل خلال غيابى ؟استنتج من هذا الترحيب الحار ان اميلى ليست بعيده عنك!" " نعم ,كيف تسير الامور معك فى هذه الرحله؟" وشجعتها المسافه البعيده التى تفصل بينهما على ان تضيف قائله بغنج واغراء : "لا تسأل كم افتقدك واتشوق لعوتدك" "ايتها الزوجه الحبيبه .انك على وشك اقناعى بتأجيل اعمالى والعوده اليك على متن اول طائره كتجهه الى سيدنى" "لا ,لا! يجب ألا تفعل !اميلى وانا نمضى اوقاتا رائعه . ول نترك ايا من المحلات التجاريه الفخمه الا وزرناه" ولم تتمكن من مقاومه الاغراء القوى الذى شعرت به .فاضافت بلهجه ناعمه ورقيقه : "ارجو ان تكون جميع الامور قد سارت وفقا لما تريد وترغب . لا شك فى ان وجود كارميلا معك يساعدك كثيرا .التقيت شانتريل امس وكانت فى قمه الفرح السعاده عندما ابلغتنى ذلك" رد عليها لوك مهددا بصوت منخفض : "اشكرى الله العلى القدير يا زوجتى الحبيبه لانك بعيده عنى. والا لكنت االن تتوسلين الى للتوقف عن تأديبك " تظاهرت بالابتسامه وتمتمت : "انها كلمات رقيقه وحنونه صادره عن زوج محب ومخلص .متى ستعود؟" "ليس قبل الثلاثاء ,لسود الحظ سأخبرك على اى طائره سأصل .الى اللقاء يا صغيرتى " واقفل الخط ...وبعد بضع ثوان اعادت سالى السماعه الى مكانها وهى تقول بلهجه حاولت ان تصورها طبيعيه الى ابعد حد: "بوك, طبعا ! انه سيتاخر بضعه ايام ...لن يعود قبل بدايه الاسبوع المقبل " "خساره !كنت اتطلع لتمضيه مزيد من الوقت معه .الان سنضطر لتاخيل احاديثنا الى ما بعد عودتى من داروين " اخذت سالى مجله وتظاهرت بانها تقرأها وذلك فى محاوله جاهده منها للاحتفاظ بهدوء اعصابها ورباطه جأشها .فصوت لوك ,على الرغم من بعض التهكم ,اعاد الى قلبها فجأه ذلك الالم والى حلقها تلك الغصه بعد ان تمكنت من تناسيها طوال ذلك اليوم .سكبت فنجانين من القهوه واعطت امها فنجان الخالى من السكر فيما احتفظت هى بالاخر: "ابنتى الحبيبه ,انك لا تركزين على الاطلاق" ردت سالى بذهن شارد وافكار مشوشه : "انا اسفه .ماذا قلت؟" قامت اميلى من مكانها واستبدلت الفنجانين ثم قالت: "انك تحبينه كثيرا .اليس كذلك؟" "انا..." وبلعت سالى ريقها بصعوبه ثم اكلمت جملتها: " نعم...نعم! احبه كثيرا!" واخيرا ,اعترفت لنفسها قبل غيرها بانها حقا تحبه ..وتحبه كثيرا .وسمعت امها تقول لها بارتياح واضح : "انا مسروره جدا .زوجك جيد وموفق .وقد تأكدت الان بنفسى " مسروره ؟ زواج موفق ؟وشعرت سالى برغبه قويه فى الضحك لكنها حافظت على هدوئها وسيطرت على اعصابها ولم تقل شيئا .وتابعت امها حديثها قائله بحنان: "انا اسفه لاننى شككت بحكمه قرارك .كنت اخشى انك ارتكبت خطأ جسيما قد تندمين عليه فى قت لاحق .ولكننى سأعود الان مرتاحه البال ومطمئنه " ثم ابتسمت بسعاده ومضت الى القول: "يجب عليكما ان تقوما بزيارتنا فى نيويورك .هانك سيسعده ذلك كثيرا " "شكرا يا اميلى .اعتقد ان الوقت حان لننتهى من شرب القهوه ونتوجه الى المطعم " كان الوقت متأخر جدا عندما عادت سالى ووالدتها الى البيت .ولما توجها الى غرفه نومها ,احست سالى بأنها بحاجه ماسه الى الراحه والنوم .كان النهار ممتعا للغايه ...ولكنه كان ايضا متعبا من الناحيتين الجسديه والنفسيه .كيف ستتمكن من انتظار عودته اربعه ايام كامله؟صوته ايقظ فيها تلك الرغبه الجامحه التى حاولت كبتها وكبح جماحها .ولم تعد ترى امامها .ليلا او نهارا ...فى الحلم لو فى اليقظه .سوى وجهه الجذاب وملامحه الرائعه . تجولت الضيفه ومضيفتها صباح السبت فى ارجاء المتحف والتقطت اميلى بعض الصور.وبعد تناولهما غداء خفيفا .اعربت الام عن رغبتها فى زياره دار الاوبرا .ولاحظت سالى بارتياح ان والدتها تعاملها بمحبه وحنان وانها تخلت على ما يبدو عن حب التسلط واللهجه الامره . "جو .سيأخذنا الى العشاء الليله" "ربما لديه خطط اخرى لهذه الامسيه .ثم ,اننا لا نعطيه وقتا كافيا لاعداد نفسه " "هراء .سنذهب الى شقته الان لابلاغه رغبتنا فى تناول العشاء معه ..ذلك افضل بكثير من الاتصال به هاتفيا " شعرت سالى ان لا مجال للاعتراضض؟جو ايضا ...مسكين! سيضطر للقبول بما يتفرضه عليه زوجته السابقه .وتبين بعد بانها كانت سهره ممتعه للغايه .فقد ذهبوا الى مطعهم صغير تملكه وتديره عائله ايطاليه .وكان الطعام شهيا ولذيذا والجو مرحا ومفرحا .وكان احد الابناء يؤدى اغنيات شعبيه خفيفه فيما كان شقيقا يعزفان على الكمان والبيانو. فى اليوم التالى استيقظت اميلى وابنتها باكرا وتوجهتا الى احد الخلجان القريبه حيث امضيتا معظم ساعات النهار فى السباحه وللعب وتبادل الاحاديث الرمحه زوصباح الاثنين الباكر .اوصلت امها الى المطار حيث استقلت طائره متجهه الى بيرث .وقررت سالى اثناء عودتها الى البيت ان تعرج على مكان عملها السابق .ولما و صلت ,توجهت فورا الى المطبخ لتسمع كلود يقول لها بدهشه بالغه : "سالى!رباه !ماذا تفعلين هنا؟" لم تتمكن من مقاومه الرغبه فى اغاظته قليلا.اذ اجابيته بحزن مصطنع : "اهكذا ترحبون بصديقه حميمه وموظفه سابقه ؟" ابتسم كلود وقال: "على الحرب والسعه يا عزيزتى .انها مفاجأه ساره جدا .انك بالتأكيد تتسوقين فى احد المحلات القريبه" ضحكت سالى وقالت: "اخذت والدتى الى المطار...زوجى غائب ...وامامى عده ساعات فراغ لا اعرف ماذا سأفعل بها .قلت لنفسى اننى الان قادره على زياره بعض الاصدقاء ,هل لديك مانع؟" "اذا طال بقؤك هنا, سأنسى انك تركت العمل منذ بضعه اسابيع وربما اغرتنى نفسى باستغلال مواهبك" "هل تغيب احد اليوم؟" هز رأسه مؤكد شكوكها .فسارعت الى القول باخلاص ودون مواربه: " يمكننى البقاء بضع ساعات ..النهار بكامله .ان كنت بحاجه الى" انها فعلا مناسبه جيده لتمضيه ساعات الفراغ الممله والهاء نفسها عن التفكير طوال الوقت بزوجها.وافق كلود بتحفظ فشمرت عن ساعديها وبدأت بالعمل كانت الساعه قد جاوزت الحاديه عشره والنصف عندما توجهت اخيرا الى سريرها وهى تشعر يتعب لذيذ بعد اول يوم عمل شاق منذ زواجها .ولم ينتصف الليل الا وكانت تغط فى نوع عميق وهادئ ,زظلت نائمه حتى ايقظها رنين المنبه وحست بغصه فى قلبها واخذت جسمها يئن ويتألم حتى ان كارلو شعر بفقدان شهيتها عندما لاحظ انها لم تأكل شيئا تقريبا .وسألها باهتمام وولهفه: "هل تفضلين انواع اخرى من الطعام؟" وجهت اليه نظره اعتذار باسمه وقالت: "لا,شكرا يا كارلو ,انا غير جائعه ...هذا كل ما فى االمر ,ها تعرف .ز.متى يصل لوك الى البيت؟" ليس من السخافه ان تسألظ فان كانت هى لاتعرف كيف تتوقع من كارلو ان يعرف؟ "انه يتصل دائما من المطار .واتصور انه سيصل على موعهد العشاء .هل تريدين اعداد الطعام ؟" "هل من مانع؟ انه على الاقل يلهينى ويدع الوقت يمر بسرعه اكبر" "وهذاهو الامر المهم.اليس كذلك؟" "نعم" وبدأت على الفور تفكر بما ستعد له من مأولات شهيه يتناولانها على ضوء الشموع ...وبعد ذلك ...اوه,لمذا وقعت فى بحبه...وعلى هذا النح العنيف ؟انه لم يعلن لها عن اى حب يكنه تجاهها واكثر من ذلك انه على الارجح لن يبادلها الحب .انها مجرد اله يستخدمها لتنجبله صبيا .وتذكرت انه مرت اوقات احست خلالها انه يهتم بها...ولكن الرغبه ليست كالحب وخبرتها فى هذا المجال ضعيفه جدا لتعرف الفارق بينهما. خرجت الى الشرفه وكانت الساعه قد تجاوزت العاشره والتوتر يمزق اعصابها ويقض مضجعها .بماذا يفكر لوك الان؟ هل يجهز نفسه للمعركه مع زوجه تحب الجدال وتألمت سالى عندما تذكرت بعض المصاعب التى واجهتهما طوال الاسابيع القليله من زواجهما .علاقتهما لم تكن جيده فى اى وقت من الاوقات ..سوى فى السرير.وكم ستظل تكره نفسها لنها احبته ؟انها تحبه ولا تجخل من ذلك ابدا ! ين هو الان يا ترى؟مرت ساعه فصبت فنجانا اخر من القهوه وقد زاد قلقها وخوفها.اليس من الممكن لنه ليس متاخر بل انه لن يحضر لسبب اوو لاخر؟وشعرت بالام حاده تعصر قلبها ...هل وقع له حادث ... "اسكبى لى فنجانا.ان لم تكن القهوه قد بردت قليلا" احست سالى بانها على وشك ان ترمى الفنجان من يدها !شهقت!لم تشعر بقدومه ...ربما بسبب التفزيون ...او نتيجه التوتر الشديد الذى تمر به .استدارت نحوه بتمهل وقالت: "افزعتنى!" وتأملت منكبيه العريضين ثم ركزت نظرها على وجه على وجههه فيما شعرت بالجوع والرغبه تجاه هذا الرجل .الذى يبدو منتعشا الى درجه لا تصدق .وسألته قبل ان يعلق بشئ : "هل السماء تمطر الان؟" مد لوك يده الى شعره المبتل وقال باسا: "ثقب احد اطارات السياره لدى قدومى من المطار .وكما تعلمين ,فان علميه ابدال الاطار اثناء الليل ليست سهله على الاطلاق ...وشعرت لدى وصولى الى البيت باننى الى حمام وثياب جديده" فتحت فمها دهشه ثم سألتخ بتعجب واستغراب: "وكم مضى على وصولك الى البيت؟" "حوال خمس عشره دقيقه" ثم ابتسم واضاف قائلا: "كنت اتوقع ان اجدك فى الفراش" ازاحت وجهها عنه متجنبه نظراته الساخرهوالماكره,وقالت له: "كنت قلقه عليك" "اه ,حقا ؟وهل تصورتها اننى اصبح بحادث سياره؟من المؤكد انك كنت تنتظرين بفارغ الصبر نبأ اصابتى بجراح مثخنه ...او ربما اسوأ ....اليس كذلك؟" وضحك بسخريه مؤذيه ثم اضاف بالهجه ذاتها: "اخبرنى ايتها الزوجه الحبيبه .هل كنت ستذرفين الدمع لو قتلت؟" لم تجب...لم تتمكن ك الاجابه .اختنق صواتها...وزاد الامل فى صدرها لم تجب....لم تتمكن من الاجابه .اختنق صوتها ,وزاد الالم فى صدرها وقلبها .كل ما كانت تريده فى تلك اللحظه هو الهروب من هذا الجرل البغيض الذى كانت سخريته الحاقده تؤذيها وتزعجها بصوره لا تحتمل . "هل فقدت القدره على الكلام؟" وضعت سالى فنجانها على منضده قريبه ثم بدأت تمشى بسرعه نحو الباب . "سالى!" لدى سماعها صوته بدأت تركض نحو الدرج بسرعه .وكأ، الغضب الاعمى اهدى قدميها جناحين لتطير بهما بعيدا عنه ...وعن نظراته...وكلامه! وبعد ثوان قليله امسكت يدان قويتان بكتفيها فاوقفتها وشلتا حركتها .ترك احد الكتفين وامسك بذقنها بسرعه واخذ يحدق بشفتيها المرتجفتين وعينيها الزرقاوين الغارقتين بالدموع .وبعد لحظات تخليتها دهرا ,مد يده ومسح بحنان دمعتين تنسابان بسرعه وصمت على خديها . "كل هذا ..." وتوقف لحظه وقد اصبح صوته رقيقا وحنونا وابتسامته لطيفه ونابعه من القلب.ثم اضاف: "ل هذا من اجل ساعه تأخير فى الوصول الى البيت؟" "انك لم تذكر لى انك ستأخذ كارميلا...." وضع يده على فمها فأخرسها ....وقال بوداعه وهدوء: "يا حبيبتى الغبيه !انا لم اخذ كارميلا معى الى اديلايد .لم نسافر فى يومين مختلفين فحسب .بل كنا هناك ايضا فى فندقين نختلفين .وجودها فى اديلايد كان ضروريا لامورتتعلق بالعمل ...لا اكثر ولا اقل " رفعت يديها المترجفتين فى محاوله لتجفيف دموعها ولكنه امسك بهما قائلا: "حبيبتى؟" "لا تطلق على هذه الصفه الكاذبه !انا لست حبيبت ...لك اكن ابدا .ولن اكون!" "الست حبيبتى؟" سألها بنعومه ثم ضمها اليه واضاف قائلا: "انت نصفى الحلو حبيبتى ,الا تعرفين ذلك؟" ثم امسك وجهها بين يديه بنعومه وقال لها بمحبه صادقه: "انى احبك يا سالى....احبك كثيرا" ارادت ان تصرخ ...ان تقول شيئا ...ولكن صوتها خانها .فرفعت احدى يديها وراحت تمررها على خده .تخخذ تلك اليد بحنان وقبلها بحراره وهو يقول: "اوه,كيف قادره على محاربتى..بالكلام .وباسلوب ام اكن لاتحمله من اى انسان خر !لم يحدث ابدا من قبل ان كانت لاى امرأه القدره على اثاره رغبتى فى لحظه.ثم غضبى وسخطى فى لحظه اخرى" ثم ابتسم واضاف مازحا: "مرت اوقات كثيرا شعرت خلالها ان بامكانى ان ادق عنقك وانا اضحك وامرح" "وانت ايضا لم تكن النوذج المطلوب للزوج المحب والفاضل" لم تفهم بعد تماما انه يحبها....انه حقا يحبها! واضافت معاتبه: "كنت فاسقا وتعجرفا!وكان يبدو انك تفرح لاغاظتى وتسر لازعاجى...كقطه شرسه تلاعب فأرا صغيرا خجولا وخائفا .هل تتعجب لاننى حاولت رد الكيل كيلين؟" نظر اليها بعينين ساحرتين ونظرات حارقه شعرت بانها ستذيب عظامها.ثم قالت له هامسه بارتعاش: "احبك,احبك ...اوه,لوك" "لا يمكنك ان تتصورى كن كنت ارغب فى سماع هذه الكلمات الجميله" دفنت رأسها فى ثدرها مرتاحه لشعور الانتماء الذى يزيد من قوته.ضمها بشده بين ذراعيه .وهمست بصوت مرتجبف: "لا اعتقد اننى سأتحمل تمضيه اى وقت اخر بعيد عنك .ان استيقظ فى الظلام واجد فراغا كبيرا قربى هو امر رهيب ولا يطاق!" قا لها لوك مؤكدا: "من الان فصاعدا ستصحبينى فى اى رحله اقوم بها"
تـــــــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــت