إبليس في الحج
قرر إبليس أن يذهب إلى الحج بعد أن قتلته الحسرة و الغيرة من منظر المسلمين هائمين خاشعين ما بين صيام و قيام بين تصدق و غفران ..
حدث نفسه مستغربا :
( سأذهب إلى أكثر مكان يكون فيه المؤمن خاشعا ساجدا و ملبيا .. سأسبر أغوار أقدس مكان عند المسلمين لكي أكشف السر ..
ذلك السر الخفي الذي يجعل المسلمين تهفو قلوبهم و أفئدتهم إلى لقياه )
..
و هكذا في لمح البصر وجد إبليس نفسه بين الحجيج تصم أذناه هتافات التلبية الخاشعة تصدح بالتوحيد و الحمد و الشكر لله الواحد الأحد ..
أحس إبليس بارتجافة شديدة هزت كيانه هزا و زلزلت أوصاله زلزلة .. فما كان منه إلا أن فر نحو مكان الرجم حيث جثا على ركبتيه و هو يشاهد جموع الحجيج يقذفون الحصى من كل حدب و صوب ..
فقال :
( يا رب .. ما لهؤلاء القوم لا يعقلون .. وحدت قلوبهم و أفئدتهم و جبلتها على كره و محاربة الشر و الغواية .. ها هو ذا الأحمر و الأصفر و الأبيض و الأسود يرجمني على قلب رجل واحد و هو يعتقد أنني المقصود بالرجم ..
في حين أن رسالتك إليهم هي أن يكونوا يدا واحدا و يتوحدوا على قلب رجل واحد في محاربة الشر و الظلم و الطغيان و الاستكبار في الأرض ..
يا رب إني أنا هو الشر المطلق و رمز عصيان الله و نشر الفساد و الدمار في الأرض .. و ما رجمي في هذه الأصقاع المقدسة إلا رمز و إشارة لمحاربة الشر و الفساد و الخراب و رموزه ..
يا رب .. لقد علمت سر أسرار رسالتك إلى هؤلاء القوم ..
فلن أدخر جهدا في بث الفرقة و الخلاف بينهم حتى أغويهم إني كنت من الغاوين
تمت بحمد الله
تأليف
م.س