صعلوك المدينة

الكاتب : سمير الحاج شاهين
الملخص
عندما يأتي ذكر الحب، يصطحب معه الصورة النمطية أو الشائعة في مخيلة جميع الناس، والتي تتمثل بين رجل وامرأة، أو تتجسد معها العلاقة الغريزية لحب الأهل أو الأصدقاء، ولكن في هذه الرواية سنرى حبًّا ينطوي على نوع مختلف من المشاعر.. إنه حب تراب الوطن، وحب أيام الطفولة والصبا والمطارح والذكريات، سنعرف هنا أن للحب وجوهًا كثيرة، ولا يشترط أن تنمو المشاعر بين إنسان وآخر، بل ربما بين الإنسان وذكرياته بكل ما تشتمل عليه، وربما بين الإنسان وبلاده.. هذه بالضبط هي الخلفية الثابتة لأحداث الرواية، والتي تأخذنا إلى إطار اجتماعي ونفسي، حيث يتجول صعلوك المدينة بين الشوارع، ينظر ويتأمل أحوال الناس، ويقدم لنا تأملاته ونظراته للحياة والمشاعر وتقلبات البشر، وانعدام المروءة وانتشار الظلم، وغير ذلك من المظاهر التي ترصدها عيناه. "تصرخ امرأة عجوز ترى، من خلال حدائد شباك، ألسنة النار مندلعة داخل عنبر. لكن شابين يمران قربها هازئين بها، وتظل واقفة وحدها وسط الشارع ومن حولها أمواج من البشر يتدافعون غير آبهين لها، تدق ناقوس الخطر ولا سميع، فلعلها ريفية الأصل حديثة عهد بالمدينة، لم تهمد فيها بعد حاسة الفضول حتى تقف هنا كنبي يبشر برسالة ولا يؤمن بها أحد. تنظر حينا إلى النار وحينا آخر إلى الناس.. مندهشة، رافضة التصديق أن النخوة والمروءة قد ماتت في القلوب. خادمة بوجه قروي مدور وعيون محمرة، وشعر منبوش، تضع يدا على خصرها وتشرد بنظرها إلى الشارع واجمة، وكأنها تبحث عن فارس مجهول يخطفها بعيدا عن عذابها. إنها مظلومة تكابد، ربما يوميا، الضربات المهينة التي تكيلها لها معلمتها. إن قلة الحظ توحّد بيني وبينها، تهيؤنا للصداقة والتفاهم والتعاطف

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا