إن دفع العربة بدون حصان مسألة
مستحيلة ، لأن الرب لم يخلق هذا
الكون عبثا و قد خلق لنا الجياد
خصيصا لتجر عرباتنا .. إنه ناموس
ازلي لا يمكن ل (كارل بنز ) أو سواه
أن يغيره .. جاب هؤلاء المتطرفون
كل مكان في مانهايم ليؤكدوا للناس
بصوت منذر و نظرات حانقة
كارهة : " أيها المؤمنون بيسوع
إن العربة الجديدة ليست اختراعا
و إنما واحدة من حيل الشيطان
التي لا تنتهي حتى يفتتن المؤمنون
و يهتز إيمانهم بالرب .. كارل بنز
ليس عالما و لا مخترعا و إنما هو
مشعوذ يتصل مع زوجته بالأرواح
الشريرة .. لكن أحابيل الشيطان
أضعف من خيط عنكبوت كما أكد
الرب نفسه ، و سترون بأنفسكم
أن نهاية المشعوذين ستكون
مروعة ، هكذا عاقبة كل من باع
روحه للشيطان
***
في روايته الجديدة "نادي السيارات
التي طال انتظارها ، يعود الأديب
العالمي علاء الأسواني بعالم محكم
البناء وفريد في تفاصيله استغرق
ما يقرب من السنوات الخمس كي
يكتمل إبداعه. وكعادته في أعماله
السابقة التي حققت أقبالًا ونجاحًا
غير مسبوقين في الأدب العربي
وتمت ترجمتها إلى الكثير من
لغات العالم، فالمكان هو البطل
وبطل هذه الرواية هو نادي
السيارات الملكي. فبأسلوبه
المتفرد ، يصطحبنا علاء الأسواني
إلى مصر الأربعينيات من القرن
الماضي، إلى مجتمع بدأ تذمره
يعلو ضد سلطة تعبث، وبدأ يدرك
على استحياء أن له حقوقًا طال
صمته عنها . وما بين ملك
منغمس في لذاته الخاصة وكبير
للخدم الملكي يتصرف كملكٍ
فوق الخدم ومحتل إنجليزي لا
ينفك ينظر إلى المصريين نظرة
احتقار واستعلاء، يعقد مقارنات
بين المصريين حينها والمصريين
الآن، طارحًا الأسئلة كافة التي
شغلت عقولهم وما زالت
تثير حيرتنا