سألتها أمي: وماذا لو مروا من جانبي "
النهر معاً واصطحبوا معهم المراكب؟
فارتبكت أم نونا وهي تقول بصوت حانق
أنها لا تعرف، ولا أحد يعرف، ولا أحد
"..... في بيتها ليحرس البقرة
***
يحكي زيدان روايته على لسان مارية
المصرية القبطية و ينتقل بنا الى القرن
السابع بعد الميلاد. ووحده الافق الزمني
في هذا العمل كفيل بشد انتباه القارئ
فالزمن زمن الرسالة المحمدية ، ومصر تعيش
لحظة الحسم بين شد الروم وجذب الفرس
والأقباط ممزقون بين العدوين الطامعين
والمسلمون أطلوا بطلائع جيوشهم يستكشفون
أحوال مصر وخراجها. وكعادة زيدان فقراءته
التاريخية تم توظيفها فنيا لفترة بالغة الأهمية
من التاريخ العربى تم إغفالها ربما عن عمد
وربما عن إهمال. اللغة السردية جاءت على
درجة عالية من سعة الخيال والاقتدار في
رصد التفاصيل وتصويرها، ووصف دقيق
لمفردات المكان لكن الرواية أعمق من
سرد حكائي ، فهى سيرة امرأة مصرية
وحياة عربية، وحضارة نبطية منسية
***
النبطي ذلك الذي فسر كلام الحكمة والسكينة
الذي يشعر به في قلبه ويجري على لسانه
بأنها النبوة .. النبي المثالي الذي لا تصلح
مثاليته لهذا العالم ، يرفض أن يتاجر في
الخيول التي تستخدم في الحرب ، ويرفض
تناول اللحوم ، ويتحدث طوال الوقت بكلمات
علوية غامضة تبدو معدومة القيمة أمام
حمى التجارة والحرب والإثراء التي
تجتاح الجميع في ذلك الزمن