السرد يبدأ وكان كل شي يسير برتابة اليوم
العادي في حياة الشاب العربي الفقير .. وتشاء
الصدف ان يكون هذه المرة سودانيا يعيش
ويعمل في مصر في مجال السياحة .. يمر بطل
الرواية بأحداث كثيرة من خلال عمله لكنه
لايملك الا ان يكون مثاليا اوربما ساذجا !! كل
ما في عالم الإرشاد السياحي من بيع لكل
شيء حتى في المشاعر والجسد خاصة
للسائحات القادمات من الغرب
***
يصفه زيدان في حبكة حلوة .. البطل مسلم ملتزم
ايضا لكنه غير متطرف على الإطلاق .. نتعرف
من خلال البطل وأبيه في السودان على اسامة
بن لآدن الذي كان مسالما في بداياته ويتحدث
الأب عن خذلان السلطات لابن لآدن المسلم الكريم
و اضطراره الى الرحيل الى أفغانستان. تتحول
الأحداث الى قصة حب عظيمة بين البطل ونورا
الاسكندرانية التي كانت في رحلة الى الأقصر
. كل شي يدعو للتفاؤل ولكن كل شي ينتهي نهاية
مريعة وغير متوقعة !!! غير متوقعة بالذات
للبطل اكثر من اي احد .. الخلاصة ان الانسان
العربي بالذات في هذه الرواية لا يملك اي قرار او
اي حياة ! اكثر من يظلم ويقتل ويبيع العربي
هو العربي نفسه! عندما تنعدم المنظومة الأخلاقية
في مجتمعات إسلامية مثل مصر و ليبيا وغيرها
وايضاً باكستان ، مجتمعات يكون فيها المسلم البسيط
هو اكبر ضحية في هذا العالم! جمال الرواية ينبع
في كثرة الأحداث التي تجري بصورة سريعة وفي
نفس الوقت تكون على خلفية احداث سياسية حقيقية
مثل مذبحة الأقصر وغرابتها ووصف التمثيل
بالجثث والشكوك التي يزرعها زيدان في مؤامرة
النظام المصري واحتمال ضلوعه بهذه المذبحة
لمكاسب سياسية والرضا بفرض الطغيان والضرب
بيد من حديد على الحريات! اختطاف المعارضين
الهاربين من ليبيا، نهضة الإمارات، ١١ سبتمبر
وغيره وغيره من نذالة الأنظمة العربية .. نجح
زيدان في إماطة اللثام عن الوجه القبيح للإرهاب
وايضاً الدول التي تكافح الإرهاب مثل أمريكا
وبريطانيا من خلال التعذيب المريع في سجون
التحقيق على يد مجرمي هذه الأنظمة التي تدعي
الديمقراطية والسلام وحقوق الانسان من خلال
هذه القصة البسيطة والمؤلمة والتي ممكن ان
تحدث لأي إنسان من العالم الثالث .. ممكن أن
تحدث في اي مطار في العالم بسبب
الخلفية الثقافية والعرقية