لغز بارباروسا

رواية لغز بربروسا للكاتب جهاد الترباني من الروايات الرائعة والقليلة التي تدعوك بعد انتهائها عن البحث عن المعلومات التي تضمنتها، تجعلك ترغب بالمزيد المزيد . تبدأ الحكاية باتصال يأتي إلى "نضال" الملقب بِ 101، في منتصف اللّيل من قبل صديقه المغربي"عبد العزيز" يخبره بوجود رسالة في بريده مخطوط عليها رموز وأشكال والعجيب أنَّ هذه الرّسالة لا تحتوي على أي اسم أو هوية ،ويريد من "101" أن يساعده في فكّ الرّموز ومعرفة القصد من تلك الرسالة. في الرواية، لكلّ لغز قصة وحكاية تفتح أفقًا جديدًا من آفاق تاريخنا الإسلامي وتاريخ العرب كعرب. فكان هناك الكثير من المدن والدّول التي أراد الكاتب تسليط الضوء عليها ففي كلّ فصلٍ يتحدث عن عظيم ومقاتل كان له دور كبير في تأسيس الدولة الإسلامية. الرواية، بألغازها وتحليلاتها فكرة جديدة لم أرَ مثلها قبلاً ...فجهاد طرح المعلومات بطريقة شيّقة تجذب القارئ ولا تشعره بالضجر كعادة الكتب التّاريخية الأخرى. والجدير بالذكر أنّ "101"مصاب باضطراب نفسي يسمّى علميّاً ب " قصور الانتباه" والذي يجد صاحبه صعوبة في تحديد الطرق والاتجاهات فكان لتربية نضال دور مهم في نجاحه بحل اللغز فلو أنّهُ لم يُربى على هذا وكان يستخدم عقله فقط في فكِّ الرّموز لما استطاع حل اللغز. الجميل أنَّها لا تهتم بالجانب التاريخي فقط بل بالجانب التربوي فلإطلاق لقب "101"على نضال قصة واقعية تربوية هادفة توصلنا لفكرة أنَّ التغيير الذي ننتظره هو نفسه التغيير الذي ينتظرنا إذا قاومنا وتمسكنا به . (ما علاقة هذه الفكرة بالرقم ١٠١؟) أبهرتني النهاية، كنت ألتهم الصفحات لأجل لغز بربوسا كما أسماه "101وصديقه" ولكنني لم أتوقع نهاية كهذه فجهاد وكعادته في كلّ مرّة يُبهر قارئيه بكتابٍ قلَّما نجد نظيرًا وشبيهًا له

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا