اللحاق بآخر عربة في القطار


تضم مجموعة "اللحاق بآخر عربة في القطار" بين دفتيها 48 قصة تتنوع ما بين طويلة وقصيرة وقصيرة جدا، ويتناول الكاتب من خلالها الكثير من التجارب الحياتية والنفسية والاجتماعية التي لفتت انتباهه، وفرضت نفسها على قلمه، فنسج منها عالما متكاملا، مليئا بالتفاصيل وأنصاف الأبطال والرؤى والحكايات التي ربما تثير حزنك أحيانا، وتثير بهجتك في أحيان أخرى، ولكنها في كل الأحيان سوف تثير التساؤل بداخلك، وتدفعك لإعادة النظر في الكثير من الأشياء التي كنت تعتبرها من المُسلّمات. وفيما يلي نعرض بعض المقتطفات من أحد نصوص المجموعة: الحلم (1) حلمت بالأمس، أنني قطرة مطر، بعثها الله إلى أرضك، لتزهر وتخضر، خشيت أن أقص عليك حلمي، فتدّعين العطش، وتشربينني .. مرة واحدة! (2) حلمت بالأمس أنني حمامة، تحط على سور نافذتك.. لتستريح، خشيت أن أقص عليك حلمي، فتدّعين الجوع، وتأكلينني .. بلا إبطاء! (3) حلمت بالأمس، أنني ثعلب وحيد، دائخ في غابات حبك، غلبان بأنوثتك، خشيت أن أقص عليك حلمي، فتذبحينني، وتُفصّلين من جسدي .. معطفا للشتاء! (4) حلمت بالأمس أنني نجم شارد في الكون الوسيع، يبحث عن مدارك، خشيت أن أقص عليك حلمي، فتغلقين مداراتك في وجهي، وتدّعين أن عندك من النجوم ما يكفي.. في أقراطك.. وحُليّك الذهبية! (5) عندما رأيتك اليوم.. تتأبطين ذراعه..وتضحكين.. لم أعد أحلم.. لأنني .. لم أعد أنام
***
عمّ الطوفان، وهرع الناس يعتلون الأشجار والجبال، لتعصمهم من الغرق، وبينما يعلو الماء وتدوي الصرخات في كل مكان، كنت أشق الماء بذراعي في إصرار، قاصدًا منزلها، لا أثر له! أجن .. أدور حول نفسي .. وأغطس في مكانه، حتى ألمحها تقاتل أسفل الماء في يأس، لتخليص يدها مما اشتبك بها، أخلّصها وأصعد بها، ونكافح معًا للوصول إلى السفينة .. نصل، وبآخر قوّة في ساعدي أزاحم الفارّين، وأتشبث بحاجز السفينة المسرعة، تصعد فوقي، ترتمي على الحافّة، وعندما أمد لها يدًا لتنتشلني، تنشغل للحظاتٍ بتجفيف شعرها من البلل ونفض ثيابها، أصرخ عليها .. تتنبه فزعةً وتمد يدها، تتماس أطراف أصابعنا للحظة، قبل أن تُفلت يدي الحاجز وتبعتد السفينة، عيناي معلقتان بنظرات الذهول في عينيها، والماء الذي لا يرحم يواصل الصعود، ويطغى على صرخات الجميع
***
مجموعة قصصية رائعة .. بها العديد من المشاعر المرهفة ، والأحساسيس التي تُلامس الوجدان .. القصص تنوّعت بين الطويل نوعا ً، والقصير الذي لا يتعدّى الجملة الواحدة ، وغلب عليها الطابع الرومانسي .. حسام مصطفى إبراهيم بلغته المدهشة وألفاظه المنتقاة بعناية تجعل القارئ يسبح في بحور القصص في إمتاع شديد .. هنا ستجد متعة الحب ولوعة الفراق وألم الخيانة وإحساس الغربة والخيال الوثاب الذي يمتزج بالواقع

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا