كانت مياه البحر تمتد كبساط ناعم لازوردي فتان .. هدأ البحر وهدأت السماء من تلك الحمرة المسمومة التي كانت تنذر بالزوابع بدا الجو لطيفا جدا بعد أسابيع من البرد القارس. أخيرا استعاد الجو اعتداله وعاد لعروس البحر مزاجها الرائق .. كان قد مر أمد طويل ٌ جدا لم يغادر فيه أسامة إلى الإسكندرية، وها هو اليوم يعانق نسيمها من جديد .. جلس ُمرتديا بزة غامقة حسنة التقاطيع وعليها معطف غامق من نوعية فاخرة. كانت لديه مسحة من الوسامة ووجه قسماته مريحة .. عيناه العميقتان وحاجباه الكثيفان جعلا لنظراته أثرا ساحرا على كل من يتحدث معه
***
عندما شرَّفتني دكتورة حنان لاشين بقراءة روايتها "الهالة المقدسة" ظننت في بادئ الأمر أنني سأقرأ شيئا مماثلا لروايتها السابقة "غزل البنات" ولكن كانت المفاجأة من نصيبي .. فالرواية مختلفة تماما من جهة كل شئ .. استطاعت دكتورة حنان أن تنتقل لمنطقة مختلفة تماما وعرضتها ببراعة .. وسأفصل الأمر بداية من : -الغلاف : جميل وأحي المصممة عليه . -العنوان : عندما أقرأ عنوان رواية ولا يكون اسم البطل أو البطلة .. أبحث عن مدلوله في الرواية ومدي وقعه وهل هو مناسب ومرتبط بالأحداث أم علي هامشها .. وقد وفقت دكتورة حنان باختيار العنوان فمدلوله يتضح أكثر مع تفاصيل الرواية . -الشخصيات : متعددة وكل واحدة منها ذكرت لهدف وليس عبثا أو لمجرد الحشو .. كل شخصية ستقرأها في البداية ستجد لها تسلسلا وأثر في الأحداث ليترابطوا جميعا عند نقطة ما .. وسأخص بالذكر د / أسامة بطل الرواية ستجد نقاط عدة تجول بخاطره وكيفية تعبيره عنها بكل جوانبها وستتفاجأ عندما تتفق نقطة او نقطتين أو أكثر بداخلك أنت أيضا معه .. ويجب أن أشيد بدكتورة حنان في هذه النقطة أنها امرأة واستطاعت أن تعبر عن خواطر رجل بحرفية فليس الكثير من الكّتاب من يبرع في هذا . الأحداث : ستشعر لوهلة أن كل حدث قائم بذاته بتفاصيله بأشخاصه ولكن مع تقدمك في الرواية وانتقالك بين سطورها ستجدها عند نقطة ما جميعها تُبني فوق بعضها البعض فتتضح لك الكثير من الأمور وينتقل إلي صدرك مدلولها جليا . اللغة : رائعة من حيث التشبيهات والمعاني والتراكيب ولن يختلف اثنين في هذا .. ويضيف هذا إمتاعا خاصا فوق إمتاع الرواية الأساسي . الوصف : دقيق ومفصل .. تم وصف الأماكن والأشخاص والمواقع بشكل يساعد علي تخيلهم جدا كأنك تراهم . السرد : مشوق وسلسل ويدفعك لعدم التوقف بل بالاستمرار في القراءة حتي تنتهي من الرواية . النهاية : مفاجأة وغير متوقعة ستجد نفسك تقرأها أكثر من مرة لتستطيع ترتيب أوراق عقلك ثانية . وفي الختام أنصحكم بقتناء رواية "الهالة المقدسة" فمكتبتكم تستحق أن تحمل كتابا بهذا الرقي .. وفي انتظار المزيد من أعمال دكتور حنان لاشين وأسأل الله أن يبارك فيها و لا ينضب مداد قلمها أبدا
ياسمين قنديل
***
قليلة هي الأعمال التي تدخلها بحالة وجدانية وتخرج منها بحالة جديدة رواية الهالة المقدسة للدكتورة حنان لاشين احدى الأعمال التي سترتفع بروحك وتحلق بها وتجعلك تتنسم عبيرا خاصا يشعرك بحقيقة الحياة بحبكة جيدة جدا وبأحداث شيقة متسارعة وبلغة رصينة جيدة ستبدأ فيها لتجد نفسك تحب الشخوص والأماكن وتندمج معهم ليصيروا جزءا منك وتنتهي بالارتقاء النفسي الذي نجحت فيه الكاتبة بمنتهى البراعة الرواية علامة مميزة للكاتبة ذات الانتاج الغزير من الأعمال التربوية والأدبية مزيد من التفوق والتألق والتميز د. حنان وتقبل الله منك صالح أعمالك وأقوالك
أحمد مراد