الهروب دائما ما يكون من فعل خاطئ اقترفناه ، أو ربما جريمة أقدمنا عليها .. و لكن هنا .. الأمر يختلف تماما فإنه .. هروب إلى الجريمة !! إنه فوجا
***
و هنا و في تلك اللحظة أدركت أن ذلك التأوه آت من غرفة النوم ، فاقتربت في حذر شديد محاولا الاستعداد بكل الوسائل لكارثة ما ، و كذلك محاولا الثبات و إغفاء الخوف و الهلع حيث امتنع عقلي في تلك اللحظة عن تصور أي شيء ، نعم في بعض اللحظات يمتنع العقل عن العمل حتى لا ننجرف إلى الجنون و أدرك أن ذلك في مصلحتنا بالتأكيد ، كان باب غرفة النوم مغلقا ففتحته فأصدر صوتا زاد من هلعي ، فقد كان صوت صريره أقرب ما يكون إلى الصراخ .. و ما أن ولجت رؤيتي داخل الغرفة حتى وجدت الحاج إسماعيل ملقى على الأرض
***
رواية "فوجا" يقدمها الكاتب "عمرو الجندى" في قالب بوليسي مثير، من خلال عدد من الشخصيات النمطية التي ترتبط جميعها بالشخصية الرئيسية "حسين" هذه الشخصية المنطوية علي ذاتها، تخشي كل شيء حولها حتي أنها تعجز عن المواجهة المباشرة مع المجتمع، الذي تقوده قدماه يوما لمنزل جاره وصاحب العمارة في نفس الوقت، ليكتشف مقتله في غرفة نومه، وفي محاولة منه لإبلاغ الشرطة عن الجريمة يفاجأ بجاره الآخر صائحا متهما له بقتل صاحب العمارة، ليفقد السيطرة علي أعصابه
ويقتله هو الآخر.. المدهش أن جثة الأول قد اختفت تماما قبل وصول الشرطة لمكان الجريمة، لتتشابك الأحداث وتصبح أكثر إثارة