الرواية من تأليف الروائية الجزائرية
أحلام مستغانمي ، التي تعتبر أول
كاتبة جزائرية تؤلف باللغة العربية
فوضى الحواس هي لغة تسري فيها
أنفاس الشعر ، لغة حسية مليئة بنغمات
العالم أجمع .سرد عميق ،شاعري ،حزين
موجع حد الألم .سياسة ،حب ،حرب
خيانة، تطرف ،جنس ..كل ما يحمله
المجتمع العربي من فوضى و تناقضات
الرواية تبدأ بقصة قصيرة كتبتها قاصّة ذات
مساء ، وأسمتها " صاحب المعطف " بعد
انقطاع سنتين من الكتابة . أي دافع يقودها
نحو الكتابة ثانيةً ؟ أيعقل ما بررته بعثورها
على دفتر –غلافه أسود – في مكتبة بائسة
واقتنعت أو توهمت بأنه هو الذي سيعيدها
الى الكتابة ! القصة – باختصار – هي لقاء
يجمع بين حبيبين افترقا لمدة شهرين
لكنه ، الحنين . وتبدأ حرب اللغة بينهما
كر وفر .. وكلاهما لايعلم ..بأنه ..في الحب
ليس هناك منتصر أو مهزوم! " قبل هذه
التجربة ، لم أكن أتوقع ، أن تكون الرواية
اغتصاباً لغوياً يرغم فيه الروائي أبطاله
على قول ما يشاء هو ، فيأخذ منهم عنوة
كل الاعترافات والاقوال التي يريدها لأسباب
أنانية غامضة ، لا يعرفها هو نفسه ، ثم
يلقي بهم على ورق ، أبطالاً متعبين مشوهين
،دون أن يتساءل، تراهم حقاً كانوا سيقولون
ذلك الكلام ، لو أنه منحهم فرصة الحياة
خارج كتابه؟" ص28 من هنا قررت كتابة
رواية " وعزمت النيّة على ارغام – هذا الرجل
صاحب المعطف على الكلام .. وجلست الى
دفترها من جديد لتواصل الكتابة ، وكأنها ما
توقفت بالأمس عن كتابتها ووضعت لها نقطة
النهاية ! وتبدأ من نفس النقطة التي انتهت
منها والتي كانت سبب فراقهما أول مرة حينما
اعتذرت عن مرافقته لمشاهدة فيلم ! " وقبل
أن تسأله عن أيّ فيلم يتحدث . واصل
أتدرين أنه ما زال يعرض في القاعة
نفسها منذ شهرين ؟ انهما عمر قطيعتنا
ص 31. وتذكر القاعة واسم الفيلم
وعندما تعود الى الصحف مدققة في أسماء
قاعات السينما تكتشف بأنه هناك فعلا
قاعة تحمل اسم ( أولمبيك ) اسم القاعة
التي اختارتها . وتتفاجأ .. هل هو الوحي
الذي يهديها لكتابة أشياء لا علم لها بها
سابقاً " انه امتياز ينفرد به الروائي
متوهماً أنه يمتلك العالم بالوكالة . فيعبث
بأقدار كائنات حبرية ، قبل أن يغلق دفاتره