ما من شيء سيكون إلا وقد كان ما من شيء سيزول إلا وقد زال وكأن اليوم قد جاء بالأمس وكأن الأمس سيجيء غدا لا تقرأ هذه
الرواية إلا إذا كنت على أتم الاستعداد لرؤية العالم بمنظور آخر
***
هناك روايات ستسبب لك الصداع .. ورويات لن تتركك لوحدك عندما تقلب آخر صفحة فيها .. روايات ستظل مشدودا إليها حتى بعد إنهائها .. روايات تدخلك إلى عوالم لا تعرفها أو تعرفها مشوّهة .. لتعيد معك تركيب قطعها بمنظور آخر .. روايات سيخفق قلبك بشدة وانت تقرأ خاتمتها .. وستصمت وفمك مفتوحا بدهشة عند آخر سطور فيها .. ولن تدر أحقا أفهمتها أم أنك ما زلت تائها ولم تجد المخرج بعد .. هناك روايات تجمع حصيلة ثقافة وعلم وتاريخ .. روايات تخاطب كل العقول دون استنائيات ..وهناك رويات تخطف عقلك وتُخلّ معنى الزمن عندك فلا تتركها إلا وقت أنهيتها. والكاتب العبقري الذي يملك القدرة على كتابة هكذا رويات يستحق دون أدنى شك أن تُقرأ رواياته من قبل الجميع .. ومن النادر أن تجد كالدكتور منذر وككتابته التي لا تشبه شيئا .. وسيرتكك كما بدأت بكثير من الإجابات على أسئلة سابقة لكن بكثير من أسئلة جديدة .. ستحيّرك كثيرا وتؤورقكك أكثر . يجب أن يُقرأ الجزء الأول مرة اخرى "فرسان وكهنة" قبل البدء بهذا الجزء .. حتى لم تم قراءته قبل ذلك .. هناك اتصال واضح جدا ومباشر بين الجزئين .. ونظرا لبعد الفترة الزمنية بينهما فيجب استذكار كل التفاصيل السابقة. اربطوا الاحزمو وتحملوا مشقة اختيار هذا الكتاب .. ستستمتعون كما لم تسمتعوا قبل ذلك ابدا .. "واين تكمن لذة الحياة إن لم يدهش المرء بين فينة وأخرى
***
قطز أو الكلب الشرس كما يعرفه المغول رواية قطز من أجمل الروايات العربية .. رائعة جداً .. يكفيها جمعت كل ما يحب القارئ .. التاريخ و العلوم الطبيعية بحقائقها الواقعية جدا و معلوماتها الدقيقة
***
رواية قطر تجعلك تغوص و تندمج في أعماق الأحداث و الشخوص و تعيش كل ادوارها بما فيها مراد قطز وابنة الكاهن وياسمي ابنة ملك المغول !! تثير فيك شكوكا .. هل هي حقيقة ام من ضروب خيال الكاتب !! هل يوجد واقع كهذا ام أنك تعيش في وهم .. قد تبحث في مخيلتك عن تجربة الويسكا أو تبحث عن المخطوطة والكتب التي ذكرها !! منذر قباني في هذه الرواية كسر كل القيود و تجاوز كل المعقول وكتب رواية للتاريخ ولن تتكرر كمثلها رواية ! رواية قد تجعل منذر قباني يدخل باب الروايات ويصبح اسطورة روائية
!! فهو كتب بجنون وابحر بفن مبهر ويحمل تركيزا روائيا غريبا و ترابطا في الرواية لا مثيل له