العملاق


كنت فوق جبل في غرب استراحتي مطلاً عليها وعلى أودية وغابات وجبال وتلاع منحدرة, وقد أخذت أتأمل في تلك الآثار القديمة, وقد كنت أسير في الديار, وأقف عند المعالم القديمة, فاستحوذ علىّ التفكير, وإذا بصوتً كأنه صادر من مجموعة مشاة, وأخذت ألتفت يمنة ً ويسرةً؛ فإذا عملاقا شاخصاً أمامي؛ فارتجفت وصرخت وفغرت فمي, وإذا به يقول أنا بشر والله لن أضرك والله لن أضرك؛ فإذا هامة رأسه أمامي وأقدامه في سفح الجبل وجثته متناسقة فواصل مقولته أنا إنسان مثلك, وكنت أظنك لا ترتجف ولا ترتعد لأنك تعرفني؛ فأنت كثيراً ما تحدثت عن عمالقة التاريخ بداية من آدم, وعاد, وثمود, أمّا أنا فأعرفك كثيراً فكم مرة مررت بجانبي وتأملت فيك وخشيت عليك؛ فلم أظهر لك؛ فأنا أحد المعمِرين من قوم عاد وثمود الذين كتب الله لهم البقاء عبرة لنا

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا