سمعت طرقات هادئة على الباب .. ثم
رنين الجرس .. لابد أنه هو .. المهندس
عزيز شعبان .. أسرعت نحو الباب لأفتحه
قبل أن يغير رأيه و يرحل .. قال لي بمجرد
أن رآني : ــ ما هو الأمر الخطير الذي
طلبتني من أجله ؟ .. ابتسمت بصعوبة و
قلت له : ــ أهلا يا باشمهندس
***
أفسحت مجالا لدخوله و قلت فاردا ذراعي
إلى داخل شقتي : ــ تفضل .. أنت ضيفي
لن نتحدث على الباب .. عقد ذراعيه أمام
صدره و قال بلهجة حاسمة : ـت لن أدخل
و أخبرني الآن ما هو الأمر الخطير الذي
طلبت مني أن أزورك من أجله .. أمسكت
ذراعه لأشجعه على الدخول و قلت بلهجة
ترحاب : ــ لن يصح هذا .. تفضل يا
باشمهندس .. تملص مني بصعوبة و قال
بلهجة حادة : ــ لن أدخل .. اختفت ابتسامتي
تماما و هو يقول : ــ لست مطمئنا لك
منذ قابلتك أول مرة و حتى هذه اللحظة .. ــ و
ما الذي دفعك للمجيء هنا الآن ؟ .. ــ أنت
اتصلت بي و طلبت هذا مني .. ــ أعلم
و لكن كان بإمكانك تجاهل ما قلته و عدم
المجيء .. صمت للحظات ثم قال : ــ إنه
الفضول اللعين .. حديثك كان مريبا
***
لقد أخبرتني أن هناك أمرا خطيرا جدا و
لا يمكنك أن تخبرني به إلا هنا .. ظللت
أفكر في هذا الأمر الخطير .. و للأسف لم
أستطع تخمينه .. فجئت لأريح نفسي من
التفكير .. ابتسمت ابتسامة شيطانية و
قلت : ــ حسنا .. و إذا غادرت الآن ستظل
طول عمرك تتساءل عن هذا الأمر الخطير
أما إذا دخلت فسوف تعرف كل شيء