ضحكت ضحكة بريئة صافية .. ثم استعادت
الأوراق ، و قالت هامسة بمرح : ــ شششششششش
ابتسمت لتصرفها العجيب .. أرى أمامي إنسانة
أخرى تماما .. إنسانة مرحة .. فرحة .. بيوم
عرسها أو بنجاحها في الثانوية العامة .. لقد
طردت الكآبة تماما .. و في لحظة واحدة .. نست
مأساتها .. نست أطفالها . طليقها .. الكوابيس
القضية .. إلخ .. تأملتُ انفعالاتها ، و هي تقرأ
الأسئلة ، و تلتهمها التهاما .. كانت تلتهمها بالفعل
نعم . هذا هو ما حدث .. لقد مزقت الورقة إلى
نصفين ، ثم أخذت أحدهما و وضعته في فمها ، و
شرعت تمضغه .. تنطلق ضحكاتها ، و أنا أقول
مترددا : ـ أنت تمزحين .. أليس كذلك ؟
أمسكت الأوراق الباقية ، و شرعت في
تمزيقها إلى جزيئات صغيرة ثم وضعت
القصاصات الصغيرة على ورقة ، و قذفت
بها في سقف الحجرة لتسقط علينا .. ثم
تناولت ورقة كبيرة و كومتها في قبضتها
ثم حشرتها في فمي ، و قالت ضاحكة : ــ خووود
كووول .. تفااااااااح بصقت الورقة من فمي
و قلت متأملا حركاتها تحت المطر
الورقي : ــ أعتقد أنك لا تمزحين في هذه
اللحظة اكتشفت الحقيقة الحقيقة المرة