الأعمال الكاملة لكافكا

الناس يرتدون ملابسهم
يترنحون هنا وهناك فوق الرمال
تحت الأفق الواسع
وبعيدا عن الهضاب
يميل الأفق من جديد
على الروابي البعيدة
***
نهض بعضهم عند الساعة الحادية عشرة، وانحنوا، وتصافحوا، وأثنوا على اللقاء ، ثم خرجوا عبر بوابة ضخمة إلى الدهليز لأخذ معاطفهم. كانت صاحبة الحفل تقف منحنية وسط الغرفة، وتنورتها تتأرجح في الهواء بثنياتها المزركشة. جلست عند طاولة صغيرة، لها ثلاثة أرجل رفيعة مستقيمة، ارتشفت ثالث كأس نبيذ وقد نسيت لفة صغيرة من الخبز اخترتها بنفسي ورصصتها فوق بعضها. وهنا رأيت أحد معارفي الجدد ، بدا منزعجا وثائرا وهو يقف عند عتبة إحدى الغرف المجاورة. أردت أن أشيح بنظري عنه، فأمره لا يهمني. لكنه توجه نحوي مباشرة، مال علي وهو يبتسم، وقال بذهن شارد: "اسمح لي أن أحادثك. حتى الآن كنت جالسا في الغرفة المجاورة مع فتاتي منذ الساعة العاشرة والنصف.
اسمع يا سيدي! يا لها من سهرة أعرف أنه من غير اللائق أن أتحدث معك في هذا الأمر. فنحن تعارفنا على بعضنا للتو. في الحقيقة لقد التقينا مساء اليوم على درجات السلم، وتبادلنا بعض الكلمات كضيوف في هذا البيت. والآن أرجوك أن تسامحني، فلا أستطيع أن أخفي سعادتي، وأحتاج لمن أتحدث إليه. وأنا لا أعرف أحدا غيرك هنا" نظرت إليه بحزن - كان طعم كعكة الفواكه عاديا - وقلت له وأنا أرفع رأسي لأنظر إلى وجهه المتورد: "أنا سعيد أن تراني أهلا للثقة، لكني لا أرحب بأن تحكي لي عن أمورك الخاصة. فلولا ارتباكك لعرفت بنفسك أنه من غير اللائق أن تحكي عن حبيبتك لشخص يجلس وحيدا مع كأس من الخمر وما إن انتهيت من كلامي حتى جلس فجأة، واتكا على المقعد ومد ذراعيه. ثم حرك المقعد إلى الخلف وقد ثني ذراعيه، وبدأ يتحدث بصوت عال وكأنه يتحدث مع. نفسه "قبل لحظات قليلة كنا وحدنا في هذه الغرفة. أنا وأنيتشكا. وقبلتها، قبلتها على شفتيها، وعلى أذنيها، وعلى ذراعيها. يا إلهي! يا إلهي!" بدا بعض الضيوف الذين رغبوا في حديث أكثر حيوية يتقدمون نحونا وهم يتثاءبون

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا