بارتلبي النساخ

ملخص رواية بارتلبي النساخ
بداية القصة خصصت الترجمة العربية في أول عشرين صفحة منها مقدمة للمُترجمة، والتي سردت خلالها قصتها مع بارتلبي وكيف كان يلاحقها طيفه حيث تقول “كان شبح بارتلبي الهزيل يشخص أمامي كلما خبرت موقفاً انسانياً بائساً من حولي وكأنه يقول لي بنبرته الهادئة الخالية من الحياة: أُفضل ألا أتركك” و ذلك بعد دراستها للقصة في مادة الأدب الانجليزي عندما كانت طالبة بكالوريوس
***
بارتلبي باختصار هو رجل “يُفضل ألا” وبطريقة غير مبررة ولا تخضع لأي منطق. هو انسان بعد كارثة ما او صدمة ما أو كما وصفه ملفل: ” يبدو وحيداً، وحيداً تماماً في الكون، قطعة من حطام سفينة في عرض الأطلنطي”. في سياق آخر يقول المحامي ورئيس بارتلبي في العمل (والتي تُسرد القصة على لسانه) في وصف بليغ لحالته : “قد أمنح صدقات لجسده لكن جسده لم يكن يؤلمه، كانت روحه هي التي تتألم والتي لا أستطيع الوصول إليها ” بالنسبة لي كان بعضُ عزاء أن أقرأ عن بارتلبي، عن وجود شخص رافضاً للحياة بهذا الشكل المبالغ فيه وعلى نحوٍ لا مثيل له. يحاول الكاتب في النهاية تفسير حالة بارتلبي : “قبل مفارقة القارئ إذا كان هذا السرد القليل قد أثار اهتمامه على نحوٍ كافٍ، إلى حد أنه أيقظ فضوله بشأن من كان بارتلبي وما كانت طريقة عيشه قبل أن يلتقيه السارد أستطيع أن أجيب فقط بأنني أشاركه فضوله تماماً” وهنا يسوق اشاعة تحدثت عن ان بارتلبي كان يعمل في مكتب الرسائل الميتة (وهذه المكاتب كانت موجودة بالفعل في القرن التاسع عشر زمن كتابة هذه القصة) وهي الرسائل التي لا تصل إلى المُرسل إليهم. هذه الرسائل التي كانت من المفترض أن تُفرح قلوب البعض أو أملاً لأولئك الذين ماتوا يائسين، أو تنقل أخباراً سارة لأولئك الذين ماتوا مختنقين ببؤس كلي. تُحرق بعد اعادتها الى المكتب وكأنها في رحلتها من أجل انجاز مهماتها في الحياة تُسرع سيرها نحو الموت. وكأن بارتلبي نفسه كان رسالة ميتة تنتظر نهايتها المحتمة بعد ان فشلت في الوصول إلى غايتها

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا