الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

تحلمين
A Family Affair

الكاتبة : شارلوت لامب
-------------------
الملخص
------------
أحبت غابرييل طوال عمرها كايل… ثم اكتشفت قبل الزفاف بأيام أنه يحب أفضل صديقاتها، وانهار عالم أحلامها… … وبقي لها من حطام روحها كبرياؤها… لا يمكنها أن تحب من ليس لها، وكايل لم يعد لها… لذلك، عليها أن تعلمه بقرارها التخلي عنه من أجل حبيب آخر، ثم ترحل بعيداً، وهذا ما فعلته… لكن لسبب لم تفهمه، لم تكن هذه هي النهاية بالنسبة لكايل تايسون
---------------------------
الفصل الأول : الخيانة
---------------------------
بعد ربیع بارد مرير ، جاء الصيف فجأة . . . وتحولت الغيوم المكدسة في السماء إلى زرقة حارقة، وأخذت الشمس تشرق دون توقف يوماً بعد يوم، وتفتحت مساكب الورود الغناء كانت غابرييل سمرفيلد تقفل مكتبة القرية في الساعة السادسة في هذا الطقس الصافي، وتسير نزولاً عبر الممر الذي يقود إلى البوابة الموصلة إلى حقل «تري ايلمز فيلد» . . كانت طيور السنونو ترفرف فوق بركة القرية ، وتوقفت غابرييل عند البوابة لحظات تراقب حركاتها البهلوانية . سمعت هدير محرك تعالى فوق سقسقة الطيور الجميلة، فأدارت رأسها لترى سيارة، وأسرعت تقفز إلى الأمام ملوحة بيديها بقوة .. لكن السائق كان ينظر إلى الأمام مباشرة. . وفي لمحة بصر ، ابتعدت السيارة واختفت . .
وقفت غابرييل تحدق وراء السيارة . . تشعر بالألم وخيبة الأمل وكأنها طفلة ، ثم هزت كتفيها . . لم يرها كايل، وإلا كان سيتوقف . على أي حال، هذه أمسية رائعة للسير عبر الحقول، وسوف ترى كايل في ما بعد حين يأتي ليأخذها إلى السينما . تسلقت بوابة الحقل، وبدأت السير نحو البيت . . لا شك بأن هناك الكثير مما يشغل فكره، خاصة وقد أصبح الآن مدير شركة «اليكترونيات تايسون» مع أن جده فيلبس تايسون، رئيس مجلس الإدارة المتقاعد، ما زال موجوداً يراقب طريقة إدارته للأمور بعين ثاقبة. وفيلبس رب عمل صعب ، غلطة واحدة ويجد كايل نفسه في ورطة . بالأمس فقط تهكم والدها ضاحكاً من إصرار فيلبس على معرفة كل التفاصيل .
ـ أنا آسف لكايل.. فالرجل العجوز فوق كتفيه أربعاً وعشرين ساعة يومياً. . على الأقل، نحن نتمكن من التهرب منه خارج ساعات العمل . . لكن كايل معه كل اليوم، وكل يوم . خفق قلب غابرييل حين نظر إليها والدها، فأكمل سمرفيلد مبتسماً : ـ حين تتـزوجـان يـا حبيبتي، سـأحـاول إبعـاد العجـوز عنـه قـدر استطاعتي . لم تصدق بعد أنها ستتزوج بكايل تايسون . . . كانت تستيقظ كل صباح ونبضاتها تتسارع للفكرة . كان هناك صلة قربى بين عائلتي سمرفيلد وتايسون منذ أسست الشركة .. وكـان لفيلبـس تـايـسـون أفكـار لامعـة في صنـاعـة المعـدات الاليكترونية . . ومع أن جـوردان سـمـرفـيـلـد كـان صـاحـب رأس المال الأساسي، إلا أن فيلبس كان دائماً الشريك المسيطر .
لكن جوردان مات في سن الأربعين إثر نوبة قلبية، تاركاً لفيلبس أمر إدارة المؤسسة وحده . . وكما ورث تود سمرفيلد الأملاك عن أبيه، كذلك ورث عنه تلك الطبيعة الكسولة المطواعة . . فكان، مثل أبيه من قبله، قانعاً بإدارة فيلبس للعمل، الذي كان يقول بمرح لزوجته في أكثر من مناسبة، إنه ليس من معدن الإدارة . . فقد كان يأخذ دخلاً كبيراً من المؤسسة مقابل ساعات عمل قليلة كل أسبوع، وهو سعيد بهذا .
خف توتر زوجته منه كثيراً، مؤخراً، بسبب خطوبة ابنتها لكايل . . فقد كانت باولا سمرفيلد تطمع في أحفاد، ولقد أبهجتها غابرييل بهذا الخبر . بالطبع، اجتمعت العائلتان معاً أكثر. ومنذ موت والدي كايل في حادث سيارة وهو صغير، أصبح منزل سمرفيلد المكان الوحيد الذي يستطيع فيه أن يتمتع بحياة عائلية طبيعية. وقد حكم كايل بسيطرة متعجرفة، كصورة عن جده، أولاد سمرفيلد كما يحكم الآن المؤسسة والمصنع. . لكن غابرييل، وهي ابنة أمها أكثر من أبيها، لم يكن لها شعر أحمر دون فائدة. كانت عيناها الخضراوان تشتعلان غضباً حين يضع كابل
القوانين، وتخرج عن طورها لتتحداه، بالرغم من فارق عشر سنين بينهما . . حين كانت في السادسة من عمرها، تسلقت شجرة تفاح ورفضت النزول . حينها صعد كايل لإنزالها . . وتستطيع الآن أن تتذكر أنه ضربها بقسوة . . وتتذكر كذلك أنها عضت يده انتقاماً. . وصاح كايل ثم حدق بها بغضب ، ثم بدأ يضحك . . ونظرت إليه بذهول، ثم بدأت تضحك بدورها . . وحملها كايل تحت إبطه ليشتري لها «الآيس كريم»، وانتهى المشهد العنيف بسعادة .
حين بدأ كابل يتواعد مع الفتيات أحست كايل في سرها بالغيرة وأخذت تمازحه وتسخر منه . ثم ذهب كابل إلى الجامعة . . بعدها تركت غابرييل المدرسة وتدربت على إدارة المكتبات في لندن . . بدت لها لندن جديدة مثيرة لكنها أضجرتها.. فهي مدينة كبيرة جداً وبعيدة .. حين تأهبت للعودة إلى قرية «آبوت ميل» لإدارة مكتبتها الموجودة في كوخ ملحق بالكنيسة، أدارت ظهرها للندن دون ندم . ولم تفهم أمها أسبابها . . «لماذا تدفنين نفسك هنا غابي؟ يمكنك العمل في أي مكان؟ » .
كانت باولا سمرفيلد تجد حياة الريف مملة.. وتتوق للعيش في المدينة . . لكنها كانت تحب زوجها رغم نفاد صبرها، الأمر الذي أبقاها في جو الرتابة الهادئة لقرية «أبوت ميل» . بعد عودتها بقليل، التقت غابي بكايل مجدداً. . وكان لقاءاً كشف عمى بصيرتها . . غريزة التملك التي جعلته متسلطاً على طفولتها ، أصبحت مغلفة الآن بسحر وثقة بالنفس . . ووجدت نفسها مخطوبة له بعد ستة أسابيع .
أبهجت الخطوبة العائلتين وأدهشتهما . . وأحنى فيلبس وجهه العجوز المبتسم ليقبل غابرييل ويقول : لم أكن أظن أن للشاب مثل هذا الذوق والعقل. لن تسمحي له بأن يتحكم بعش الزوجية، أليس كذلك؟ وخصوصاً مع شعرك الأحمر . . خذي نصيحة مني . . ابقيه محتاراً. . إنه واثق كثيراً بنفسه

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع