الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الموج السجين
Model of Deception

الكاتبة : مارغريت بارغيتر
------------------------
الملخص
------------
عندما تصبح العواطف صفقة والقلب ملعبا للمصالح فماذا يحدث للحب ؟ وهل يتحول إلى سلعة للبيع؟ ظنت ميرا أنها وجدت حلا لمشاكلها المادية عن طريق إيقاع ثورن سوداذلنغ في هواها ولم تعرف عارضة الأزياء الفاتنة أنها تلعب بالنار إلا بعدما أحرق الندم عينيها الجميلتين فمن سيصدق الآن أن ميرا المدللة قد وقعت في الحب قلبها المدفون عمرا في ثلوج المخدوع المتعطش إلى الانتقام ؟
--------------
الفصل الأول
--------------
لم تكن ميرا تصدق ما جرى لحياتها . . ففي مدة قصيرة تغيرت حياتها كلياً.. قبل أسبوع كان عندها أبوان محبان يتوقان إلى تحقيق جميع أمنياتها وخطيب لا ينقطع عن التغني بحبه لها. ثم قتل والداها بحادث سيارة وبعدها رحل الخطيب الذي كان يدعي الإخلاص والحب بسرعة الصاروخ وذلك ما إن ظهرت أعمال أبيها المشبوهة إلى العلن . من فتاة وحيدة مدللة إلى فتاة وحيدة مفلسة، لا تملك بنساً واحداً. سمعت أحد الأشخاص من المشفقين يقول إنها بانت بمفردها تواجه عالماً لا رحمة فيه ولا وقت لها، والغريب أن الأشخاص الذين كانوا يفرطون بالاهتمام أخذوا الآن يزدرونها هذا إذا أزعجوا أنفسهم بملاحظة وجودها .
توقفت الدعوات كأنما بفعل مقصلة . . خاصة حين أصبح من المعروف أن ابن اللورد غريتركس ووريثه الوحيد، قد نبذها . ولكن لم يؤثر إفلاسها أو الخطوبة المفسوخة في جمالها الرائع، فقد ظل الرجال يلاحقونها ولكن بدل أن يعاملوها باحترام كما كانوا يفعلون سابقاً، كانوا يتوقعون منها أن تقفز إلى أحضانهم بإشارة من أصابعهم . في الأمسية السابقة وفي حفلة من الدرجة الثانية أخذ أحد الرجال بمداعبتها بشكل حميم واضطرت إلى صفعه . صاحت به : «کلکم سواء» . وقفلت راجعة إلى منزلها في سيارة أجرة لم تكن قادرة على دفع
أجرتها . . دخلت إلى شقتها باكية بكاء الغضب والشفقة على الذات وهناك أقسمت أن تنتقم فسيأتي يوم تجعل فيه رجل ما يدفع ثمن ما فعله بها پيري غريتركس . بهم سنحت لها الفرصة في وقت قريب . ومن مصدر غير متوقع . . وصلها على شكل رسالة من شركة أملاك اشترت منها شقتها بالتقسيط ، وكانوا قد راسلوها ثلاث مرات وفي كل مرة طلبوا منها الاتصال بخصوص قسط لم تسدده . . اتصلت على مضض فحددوا لها موعداً مع المسؤول في صباح اليوم التالي .
اللعنة! صفقت السماعة على أمل أن تصيب أذني أحد بأذى . . إنها تكره النهوض باكراً خاصة عندما لا يكون لديها عرض للأزياء . . وضعت الكتاب الذي كانت تقرأه جانباً. . إنها تكره أيضاً عرض الأزياء الذي كانت تعتبره فرصة لتمضية الوقت ولكن ما إن اضطرت إلى القيام به لتكسب قوتها حتى باتت تمقته، مع أنها لم تكن تعمل أكثر مما هو لازم . مؤخراً، رفضت عروضاً كثيراً رغم ضيق حالها . . وبعد اتصال بوكيل
أعمالها الذي عانى منها طويلاً قبلت عرضاً للأزياء سيقام في الكاريبي . في الصباح التالي نهضت ميرا من السرير متثائبة وتوجهت إلى الحمام فملأت حوضه الوردي اللون بالماء الساخن، وأفرغت فيه نصف أنبوب من صابون الحمام بدون أن تفكر من أين سيأتي الأنبوب التالي ثم تركت غلالة نوم من الساتان الرقيق يزيد ثمنها عن مئة جنيه تسقط على الأرض بغير اهتمام. . ثم استرخت في الحوض المعطر، رافضة التصديق أن مثل هذا الترف الذي عرفته لن يدوم لها .
فيما بعد ارتدت ملابسها بعناية اختارت ثوبا من قطعتين أنيقتين ناعمتين فهي بحاجة إلى سحرها وتريد أن تحل هذه الأزمة الطارئة بدون أن تفقد شفتها. حين انتهت نظرت إلى نفسها لتتأكد من حسن مظهرها . كانت خصلات شعرها الذهبي الأحمر تلمع بشكل مميز الأحمر تلمع بشكل مميز . . بشرتها نقية لا
شائبة فيها وثغرها مكتنز وكأنه بتلات وردة وردية مخملية . أما أنفها فمستدق قليلاً وأما أهدابها فذهبية ولكنها قائمة أكثر من حاجبيها . إنها في الثانية والعشرين من عمرها . . . قدها الرشيق من النوع الذي يجلب صفير الذئاب في الشارع . . لكن هذا لم يكن يثير اهتمامها كثيراً . طالما قال لها پيري إن جسدها من أكثر الأجساد إثارة ولكنه في الوقت ذاته مما يبعث الإحباط بسبب عدم سماحها له بالتقرب منها قبل الزواج . . لم تقل له إنها لم تسمح له بتخطي الحدود لأنها لم ترغب في علاقة معه أو لأنها لم ترغب قط في أي رجل.. ورغم إخفائها عنه واقع أنها باردة
عاطفياً، فقد أرادت أن تكون له زوجة صالحة . . ولكنه هو في النهاية من خذلها لا العكس . لقد بنت الآمال على أن تصبح اللايدي غريتركس، ولن تسامحه أبدأ على حرمانها من تحقيق هذا الأمل . عندما ذكرتها دقة الساعة بأن عليها الإسراع لئلا تتأخر عن موعدها ، ابتعدت عن المرأة وبدأت المسير في شوارع لندن . . بعد مئة يارد من السير على القدمين، أشارت إلى سيارة تاكسي وقالت بينها وبين نفسها إنها ستبدأ بالادخار بعد هذه المرة. فكرت حزينة في الليموزين الفاخرة التي كانت لوالدها والتي بيعت مع كل شيء بعد الحادثة ولم يبق لها غير الشقة المرهونة التي لا تريد أن تفقدها
وصلت إلى المكان المنشود وهناك أدخلت إلى مكتب كبير ، وجدت فيه بانتظارها رجلين متوسطي العمر . نظرت إليهما بدهشة فتذكرت آخر مرة كانت فيها هنا لترتيب نقل الرهن من اسم والدها إلى اسمها. يومذاك لم تر غير موظف واحد . . ولكن هذين الرجلين أهم من مجرد موظفين . ذلك دهشت عندما عرفا عن نفسيهما على أنهما برايس وتالبوت سمولود الأخوان اللذان يملكان المؤسسة . قالت بصوت قلق : أنا أفهم أنني تأخرت بضع أسابيع . عندما جلس الأخوان ، تنحنح تالبوت :
ليست مسألة الرهن السبب الوحيد الذي دفعنا إلى استدعائك هذا الصباح . . آنسة لاوتون . . إن للمـوضـوع الذي سنتطرق إليـه صـلـة بالرهن . . في الحقيقة لدينا أنا وأخي اقتراح نود طرحه . حدقت ميرا إلى الرجلين بريبة ، ووقفت : اقتراح؟ ـ إنه اقتراح عمل آنسة لاوتون . . أرجوك . . لا ترتاعي . استرخت ميرا من جديد في مقعدها، وتذكرت أنها في موقف لا يسمح لها بالخروج من هنا بتشامخ ، كما أنها تشعر بالفضول فهي تراهن أن هذين الشخصين رجلا أعمال قديرين وقد تستفيد لو أصغت إليهما . نظر برايس إلى شقيقه ثم قال :
نعرف والدك آنسة لاوتون، ونفهم الظروف الصعبة التي تمرين بها . . وبناء على ذلك تساءلنا ما إذا كنت مهتمة بالعمل عندنا . لم تجد ميرا غرابة في أن يعرفا والدها . . وغضت النظر عن ملاحظته المتعلقة بظروفها الراهنة . . لكنها لا تفهم كيف تكون مفيدة لهما. ولئلا تضيع وقتها ووقتهما، قالت بسرعة : ـ في الحقيقة لا أعرف شيئاً عن طبيعة أعمالكما سيد سمولود . . كل ما أجيده من عمل هو عرض الأزياء وهو عمل غير مولعة به أيضاً . . لكنني أتلقى عروض عمل كثيرة ولدي عرض في الأسبوع القادم في «باربادوس» .
باربادوس . . ! أمر مذهل . رمی تالبوت رأسه إلى الوراء ضاحكاً . بدأ ذكائها الفطري بالتحرك مجدداً: هل تفكران في إعلان ما؟ قال برایس : ليس بالضبط . . بل ما نفكر فيه مختلف كل الاختلاف عن عملك ، آنسة لاوتون . . لكنه في مجال قدراتك . . لدينا مشكلة لم نتمكن من حلها ونعتقد أنك قادرة على مساعدتنا فيها ـ إذن قل لي ما هي؟

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع