الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
الكاتبة : تريزا ساوثويك
------------
الملخص
------------
عندما رُفِضَ جاك فالنتين من والده، اتجه إلى نيويورك، حيث جنى الملايين. والآن عائلته بحاجة إلى ماله لإنقاذها. لذا عاد إلى لندن، مع سكرتيرته الشخصية ماديسون فوردن لينقذ عائلته أو. لينتقم كانت علاقة ماديسون مع رئيسها يعلاقة عمل فقط لكن أشياء كثيرة تغيرت الآن.فجاك الذي عرفته لا يشبه هذا الرجل الذي يحمل كل هذا الغضب في عينيه وكل هذا الألم في روحه.
جاك هذا قادر على جعلها تقع في غرامه بسهولة.ولكنه قادر أيضا على تحطبم قلبها بسهولة أكبر
------
تمهيد
------
نيويورك - ٢٣ كانون الأول
الذي شعر به
ما إن سمع جاك صوت شقيقته حتى عاوده ذلك إلى
حين غادر المنزل مطروداً، ولم يكن قد تجاوز الثامنة عشرة من عمره بعد .
يا لها من فكرة سخيفة! هو جاك فالنتين الذي تحدى الحكمة التقليدية
وجمع ثروة كبيرة، والآن. . . هي تطلب منه أن يعود إلى المنزل ثانية!
ضغط جاك على سماعة الهاتف إلى أن شعر بألم في أصابعه، وقال :
امضت اثنتا عشرة سنة، إيما . ما يعني أنه مضت أعياد ميلاد عديدة. فلم
على العودة في هذا العيد بالذات؟» .
ردت بصوت ناعم يقطر غضباً : «الديك أي شيء أفضل للقيام به؟» .
انتفضت عضلة من عضلات فكه فجأة، لأن شقيقته خمنت أن ليس لديه
شيئاً هاماً يقوم به .
- أي شيء سوف يكون أفضل من ذلك .
- حان الوقت، جاك .
نقله صوتها إلى أجواء لندن، فالأميركيون يحبون اللهجة البريطانية .
صوتها الحريري الناعم الذي يحمل اللكنة الصلبة الحازمة أعاد إليه ذلك
الإحساس القديم بالوحدة، وهو إحساس لم يدرك جاك أنه لا يزال موجوداً
في أعماقه .
ادار جاك كرسيه على محورها، وحدق خارج نافذة مكتبه، مركزاً نظره
على أفق نيويورك . بدا الأفق مظلماً، لكن عبر أضواء المدينة تراءت له
النوافذ في البنايات العالية. لا بد أن هناك في الخارج، من يحدق إلى نافذته
متمنياً امتلاك هذا المكتب بما فيه من موجودات باهظة الثمن ؛ سجادته ذات
النسيج المخملي، أثاثه الفخم وأجهزته الإلكترونية المتطورة. يحس هؤلاء
الواقفون في الشارع بالبرد والخوف. وهم يتساءلون عما يشعر به المرء عند
امتلاك كل ما يتمناه .
جاك يعرف ذاك الشعور لأنه اختبره بنفسه منذ اثنتي عشرة سنة، حين
لجأ إلى هذه المدينة ووقف هناك وهو لا يملك شيئاً. يومها رفع بصره وأقسم
أنه سيمتلك يوماً ما هذا المبنى التافه بأكمله. عديمو النفع لا يصبحون
أصحاب ملايين، أما هو فأصبح مليونيراً .
- رغم كل شيء، مضت اثنتا عشرة سنة . هل تسمعني، جاك؟
- أجل. وما أسمعه يعني أن هناك شيئاً ما . ما الأمر، إيم؟
سمع تنهيدة كبيرة من الجانب الآخر للهاتف، بعدئذ قالت أخته :
احسناً! لدينا مشاكل هنا . نحن نواجه صعوبات في العمل ونحتاج إلى
مساعدتك) .
هل هناك صعوبات تواجه الشركة التي يقدرها روبرت ثالنتين أكثر من
أي شيء؟ حسناً! حان الوقت ليدفع هذا الكاذب، مطارد النساء ثمن
أخطائه .
- أنا لست واثقاً إن كان على الاهتمام بالأمر .
ردت إيما عليه بطريقة فيها مزيج : «مهما
أصريت على عنادك، فأنت ما زلت فرداً من هذه العائلة»
ن الاستهجاننا
- هل حرضك هو على القيام بذلك؟
- لا!
تنهدت إيما مرة ثانية وتابعت : «جاك، ماذا حدث بينكما؟ .
في الماضي قام جاك بحماية والدته، فدفع ثمن ذلك غالياً .
- لم يعد لذلك أهمية، إيم.
الصوت الغاضب الصادر من الجهة الثانية جعله يتوقع أن شقيقته تقلب
الآن عينيها الزرقاوين باشمئزاز، وتعبث بجديلة من شعرها البني الفاتح
المجعد. الصورة الحية في ذهنه جعلته يفتقدها .
قالت إيمـا بهـدوء : «أسمع مـن صـوتـك أن المسألة ما زالت تعني لك
الكثير .
استدار مبتعداً عن النافذة، وعاد يتكيء على كرسيه قائلاً : «أنت مخطئة !
والآن، إذا كان هذا كل شيء . . . . .
قاطعته بحدة قائلة: «لا ! ليس كل شيء. نحن بحاجة إليك جاك .
وظيفتك هي استثمار الأموال في الشركات، وعمل العائلة بحاجة إلى الدعم
المادي، وفي الواقع أنت أملنا الوحيد لاستمرار العمل» .
- هناك الكثير من المستثمرين الذين يحبون وضع أيديهم على جزء من
الشركة .
- لكنهم ليسوا من العائلة . ولا أحد منا يريد أن يعطي جزءاً من الشركة
لأي شخص من خارج عائلة ثالنتين. وأنت لن تتخلى عن العائلة، لأن هذا
ببساطة ليس عملاً صائباً.
حتى بعدما تخلت عنه العائلة؟ تساءل جاك قائلاً: «سوف يبقون أحياء ،
إيم) .
- ليتني واثقة من ذلك مثلك .
خيم الحزن على صوتها ، وتابعت قائلة: «كما قلت لك جاك، مضت
اثنتا عشرة سنة. تبدو هذه الأعوام كافية لإقامة السلام. آن الأوان لذلك .
السلام على الأرض، المحبة، العطاء وما شابه تبدأ من العائلة، .
اسند جاك مرفقيه إلى الطاولة المليئة بالأشياء المكومة ورد قائلاً: «لا
رغبة لدي في توزيع الصدقات» .
شعرت إيما بالخيبة والفشل، ما جعل نغمة صوتها تزداد عنفاً ، فراحت
تقول دون تفكير : (ولا أنا . بعد أن اختفيت، لم يرغب والدي في مناقشة
الأمر، وأمي كانت ضعيفة . أنا كنت في السادسة عشرة حين تركتني في هذا
المأزق. من المفترض أن يعتني الأخ الأكبر بأخته الصغرى) .
عرفت أخته الصغرى كيف تغرز السكين وتلويه بعنف . لقد أحبها
جداً . آه! وهو ما زال يحبها .
- لم يكن لدي خيار آخر إيم. كان على المغادرة .
- هذا لن يغير حقيقة أنك تخليت عني، لكنني أعتقد أنك فعلت ما تحتاج
إليه أنت. والآن أنا أريد منك شيئاً .
تمهلت للحظة، ثم قالت : «أنا تزوجت، جاك» .
احتاج جاك إلى ثانيتين ليسحب أفكاره من الماضي. هل أصبحت شقيقته
الصغرى امرأة متزوجة؟ لم لم يسمع بذلك من قبل؟
- تهانينا . من هو سعيد الحظ؟
- كان أميراً . . .
قاطعها جاك بسخرية : «بالطبع، عليه أن يكون أميراً،.
ضحكت إيما بصوت سعيد، مختلف جداً عن ذلك الصوت الذي سمعه
منذ لحظات. أردفت قائلة: «لا . . . سباستيان توج حقاً ملكاً على
ميريديا).
ميريديا . يعرف جاك أنها إمارة أوروبية، وتذكر أنه قرأ خبراً صدر في
الصحف حديثاً عن فضيحة في الأسرة الحاكمة فيها بسبب الخلافة على
العرش.
- سمعت بذلك .
- يهمني جداً أن تلتقي به
- اسمعي، إيما . . .
قاطعته بصوت حازم قائلة : «لم أطلب منك من قبل شيئاً أبداً، لكن أنا
أريد ذلك و . . . بصراحة، أعتقد أنك تدين لي، جاك . حاول أن تأتي على
عيد الميلاد المكان المعتاد لاجتماع العائلة. سأترقب حضورك .
قبل أن يرفض مرة ثانية، انقطع الخط . أخذ جاك نفساً عميقاً وهو يعيد
سماعة الهاتف إلى مكانها . أخته الصغرى تزوجت ملكاً ... وهو فوت
ذلك ...۱۲
جعله ذلك يتساءل ما الذي فاته أيضاً؟ إيما لم تخبره أبدأ أنها تشعر بأنه
تخلى عنها . ولم تطلب منه شيئاً أبدأ . . . حتى الآن . . .
- جاك، أنت مجنون!
دخلت مساعدته، مادي فورد، المكتب دون أن ترفع نظرها عن
الاقتراح الذي سلمها إياه سابقاً، بادرته قائلة: «أنت لا ترغب جدياً بإنفاق
المال على هذا ! هذا جنون . . . إنها مغامرة. . . وفي وضعك هذا . . . أنت
تجعلني أرغب في هزك إلى أن تستيقظ من هذا الجنون» .
استمرت بالكلام، لكنه لم يكن يصغي كلياً إلى مادي الشقراء الذكية
ذات العينين الزرقاوين، مساعدته الواقعية الصريحة .
خلال السنتين الأخيرتين، أي منذ حضرت مـادي إلى شريكته،
أصبحت شريكة أكثر منها مساعدته. بات يعتمد على رأيها السليم،
فأصبحت هي عقله المفكر .
هي
أيضاً المرأة الفاتنة الوحيدة التي لم يعثر عليها بالصدفة. خطط جاك
لأن تبقى بقربه، لأن النساء اللواتي يستسلمن له يكن هنا اليوم ويرحلن
غداً. وفي بعض الأحيان يرحلن في اليوم نفسه . لا يستطيع المجازفة بأن يخسر
مادي لأنه بحاجة إليها إلى جانبه، رغم أن ما يدور في رأسه لا علاقة له
بالعمل. في الواقع، لم يكسب ثروته هذه لولا إصغاءه إلى إحساسه الداخلي،
وهذا الإحساس يقول له بأن يأخذها معه لمقابلة زوج إيما .
عندما توقفت عن الكلام لتلتقط أنفاسها ، قال جاك: «ما رأيك بقضاء
عيد الميلاد في لندن؟» .