الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
الكاتبة : ميلاني ميلبورن
------------
الملخص
------------
كان أمام أميلي شيروود فرصة واحدة للنجاح في حياتها، ولن تدع هذه الفرصة تفلت من يدها. لكن داميان مارغيت، البالغ السلطة والنفوذ، يهددها. فهو لن يدعها تتابع تأليف كتاب يفضح أسرار عن حياته. سيقوم بأي شيء ليمنعها حتى لو كان ذلك طلب الزواج منها. هل ستتمكن أميلي من رفض عرضه، وتخاطر بمستقبلها؟ أم تقبل وتخاطر بقلبها؟
-----------------------------
الفصل الأول : الشاهد الوحيد
-----------------------------
كانت تكره أن يتأخر .
ونظرت إلى ساعتها للمرة الخامسة عشرة، وتنهدت . لما
لا يأتي داني
على الموعد ولو مرة واحدة؟ وقرع جرس الباب فهبت واقفة وتفحصت
مظهرها بسرعة في مرآة الردهة وهي تندفع نحو الباب لتفتحه وعلى فمها
ابتسامة عريضة. لكنها ذهلت وهي ترى شقيق داني الأكبر، فهتفت :
أنت؟ ما الذي جاء بك؟ .
نظر داميين مارغيت إلى ثوبها المسائي، ثم عاد ينظر إلى وجهها قبل أن
يجيب ببرودة : «داني لم يستطع الحضور فجئت أنا بدلاً منه» .
فتحت إميلي فمها بذعر : «هل هو . . هل أصابه ضرر ما؟ هل ثمة
هز داميين , شقتها الصغيرة، ليقول بغموض: الم
ما ..؟ .
وهو
يحدث له شيء بعد . . . . .
نظرت في عينيه بحذر : الكنني لا أفهم . داني يعلم أهمية هذه الليلة
بالنسبة إلي . لماذا لم يتصل بي هاتفياً ويخبرني بنفسه بعدم قدرته على المجيء؟» .
هز كتفيه بتلك الطريقة البغيضة التي تعكس عدم الاكتراث والتي
أغاظتها منذ قابلته لأول مرة .
- أنا مثلك، لا أشارك أخي الأصغر خططه. إنني أدرك مدى ما في
تصرف أخي من إهانة، إذ يجعلك تحتملين رفقتي بدلاً من رفقته . لكن، وبما
أنني هنا الآن، يمكنك أن تقرري ما إذا كنت تودين أن أرافقك .
فتحت فمها ثم أطبقته ، غير واثقة مما عليها أن تقوله . نظرت إلى قامته
الطويلة في بذلة المساء السوداء، وإلى ربطة عنقه السوداء التقليدية، التي
تتناسب معها . لو كان داني هو القادم، لبقي مشغولاً بعقد ربطة عنقه وهو
يقرع جرس الباب . فهو يختلف عن داميين .
أجابت تحاول التهكم : «لا أريد أن أضيع وقتك الثمين . إنني واثقة من
أن لديك أمور تفعلها أفضل بكثير من مرافقتي إلى حفلة تسلم جائزة أدبية» .
فأجاب وعيناه السوداوان الغامضتان تشتبكان بعينيها : «على العكس ،
ليس لدي ما أفعله أفضل من هذا . . . هذا المساء .
شعرت إميلي بغليان في داخلها ، كيف يجرؤ على المجيء إلى هنا ليسخر
منها؟ إنه يعلم كم تكرهه، لاسيما بعد أن أوضح رأيه في رغبتها في كتابة
سيرة حياة روز، عمته وعمة داني، متهما إياها بالتزلف للأسرة لكي تؤلف
مجموعة من الأكاذيب عن سيدة عجوز لم تعد تستطيع الدفاع عن نفسها .
قالت له بابتسامة ساخرة: «أليس لديك موعد ما هذه الليلة؟ أم لعلها
قررت قضاء الليلة مع زوجها؟» .
وسرعان ما أدركت أنه ما كان لها أن تقول هذا ، فقد
في
عينيه : «هل أفهم من هذا أن داني يملأ رأسك بهذا الهراء؟) .
لم تفضح لهجته مشاعره، لكن إميلي شعرت بأن تحكمه بأعصابه أخذ
يختل. قدرتها على إحداث ذلك تشعر بالقوة، وهو ما لم تشعر به من قبل مع
داميين مارغيت. وقالت بتهور : «لم أكن أدرك أن هذا سر عائلي . . . سر
آخر على الأقل، .
تقدم منها وأمسك معصمها بلطف لكن بحزم، فاضطرت إلى إشاحة
وجهها كيلا تتلاقى عيناها بعينيه. كان أطول من أخيه ما جعلها تشعر
بالرهبة، وهي تعلم أن هذا ما يريده . قال بهدوء تضمن تهديداً خفياً:
انصيحة مني لك، يا آنسة شيروود، إن مشروع تأليف كتاب عن بعض
أقاربي، لا يمنحك حرية التدخل في حياتي الشخصية، هل هذا مفهوم؟» .
حاولت ألا تنظر إليه ، لكن هذا كان مستحيلاً. وانتقلت نظراتها من
ربطة عنقه إلى فيه المستاء الصارم، وقالت وهي مطبقة الأسنان : «حياتك
الخاصة لا تهمني مثقال ذرة . هذا إذا كانت لديك حياة خاصة فعلاً.
والآن ، دعني أخرج من فضلك).
اشتدت قبضته بعض الشيء على معصمها لكي يشعرها بعدم رغبته في
الابتعاد عنها .
- أمامك خياران . إما أن تدخلي الحفلة بمفردك فيتساءل الناس عن
سبب عدم وجود مرافق لك، وإما أن تدخلي معي . . . فماذا تختارين؟
- ستبدأ التساؤلات عندما يران الناس معك، بينما صديقي هو داني
وليس أنت . _
- داني غير موجود هذا المساء . ألا تعكس مرافقتي لك جوا ايجابيا على
مصداقيتك في كتابة سيرة حياة عمتي؟
تمنت لو ترد دعوته، لكنه على حق. سيلحظ الصحافيون وجود
عضو من الأسرة معها ما يضفي نوعاً من المصداقية على كتابها . لكن إذا
ذهبت وحدها، فسيظنون أنها فقدت صداقة الأسرة. وهي تعلم أن
الناشرين سيوقفون التعامل معها إذا ما اشتموا رائحة مشكلة ما تتصل
بالكتاب .
كانت بحاجة لأن تبيع كتابها هذا فمنذ فشل آخر كتاب لها ، لم يعد أمامها
خيار .
ولكن لماذا ليس داني هو من يرافقها؟ فقد أصبحا معروفين بأنهما
صديقان وهذا يرفع من معنوياتها بكل تأكيد .
- حسناً؟ ما رأيك؟
شعرت بيده على ذراعها تحرقها، وبجلدها يخزها متجاوباً مع لمسته .
وأخيراً قالت بصوت متوتر اشمئزازاً : «يبدو أن خياراتي محدودة) .
ترك يدها وعيناه لا تزالان تحدقان في عينيها : «لا يهمني. لكنني أظن أن
هذه الأمسية هامة جداً بالنسبة إليك . أليس هذا صحيحاً؟؟ .
كانت مرشحة لنيل جائزة صغيرة مع كاتبين آخرين .
قالت لاهنة : «سيكون كتاباً هاماً، فالناس يحبون أن يطلعوا على حياة
المشاهير الخاصة، ونحن بحاجة إلى دعاية) .
فقال: «إنهم يستحقون أن يطلعوا على الحقيقة، وليس على بعض
الحكايات المختلقة، لكي يزداد مبيع الكتاب) .
فنظرت إليه متحدية : «ولماذا تهتم؟ إنني لن أكتب عنك .
- أؤكـد لـك يـا أنسة شيروود، أنك إذا كـتـبـت كلمة واحدة عني،
فستواجهين النتائج شخصياً .
فقالت ساخرة : « هل يفترض بهذا الكلام أن يخيفني ؟ إذا كان الأمر
كذلك، فيؤسفني أنه غير ناجح. سأكتب كتاباً عن عمتك ولا شيء مما
تقوله يمكنه أن يمنعني .
لمعت عيناه بشكل خطير : «لا تقولي إنني لم أحذرك. لعلك استطعت أن
تديري أخي بإصبعك الصغير، لكنني مختلف عنه تماماً، .
شيء ما فيه جعلها تشعر بالضيق . لم يتملكها مثل هذا الشعور منذ كانت
في المدرسة . تبا له لأنه جعلها تشعر أنها طفلة عديمة المسؤولية. سوف تريه !
فليفعل أسوأ ما يستطيعه . . . هذه الليلة سيتغير حظها ما سيجنبها الإفلاس
ولا يمكن لأي شيء يقوله أو يفعله أن يمنعها .
ورسمت على شفتيها ابتسامة مصطنعة: «لقد فهمت تماماً ، يا سيد
مارغيت. يشرفني أن ترافقني إلى هذه الحفلة بدلاً من أخيك. سأحضر
وشاحي ثم نخرج .
ابل الريال في ال لا لا لا لا اريد
عندما وصلا ، كانت حفلة الكوكتيل في 1
تقدمت منهما وكيلة
أعمال إميلي ، كلاريس كونور، وهي امرأة ضخمة، ترفل في ثوب فضفاض
من الشيفون القرمزي : «عزيزتي! يا للأناقة الرائعة .
وقبلتها على وجنتها ثم نظرت إلى داميين : «عجباً! الأخ الأكبر هو
البديل؟ كم أنت ماهرة، يا إميلي .
فقال وهو يمد يده إليها مصافحاً : «لا أعتقد أننا تعارفنا من قبل .
أمسكت كلاريس بيده تجذبها نحو صدرها الرحب : (ما أجمل أن تأتي
هذه الليلة .
والتفتت إلى إميلي : «أين الفتى؟» .
توترت شفتا إميلي وهي ترى النظرة الساخرة في عيني داميين عند سماع
كلمات كلاريس.
- إنه . .
فقاطعها داميين قبل أن تفكر إميلي في شيء ما تقوله : «لقد اعتذر . حدث
هام أعاقه) .
لوحت كلاريس بيدها من دون اهتمام : «حسناً، لقد انتهت مهمته ،
أليس كذلك يا حبيبتي؟؟ .
شعرت إميلي بوجهها يتوهج بينما قالت المرأة لداميين : «ولكن لطف
منك أن تسوي الأمر. أعني بالرغم من مشاغلك» .
فقال بابتسامة هادئة : «أنا واثق من أن هذه الأمسية تستحق ذلك) .
فقالت : «هذا صحيح .
والتفتت إلى إميلي : «ثمة صحفي من صحيفة «ملبورن إيج» يريد أن يجري
معك مقابلة. اقترحت عليه أن تتفقا على موعد لكنه أصر على إجرائها
الليلة. ينبغي عليك أن تبذلي بعض الجهد للنجاح في تحقيق مشروعك الجديد
هذا ، حتى لو اقتضى الأمر أن تختلطي بأناس لم تعتادي الاختلاط بهم .
بعدئذ، ألقت على داميين نظرة ذات معنى، لكنه كان يتحدث إلى رجل
وصل لتوه .
أخذت إميلي تنظر إلى امرأة أنيقة تقترب منه وثوبها الأسود الضيق يبرز
مفاتن جسمها أثناء سيرها .
- داميين! ما أجمل أن أراك .
لا بد أن شيئاً ما في ملامح داميين نبه المرأة إلى وجود إميلي ، فألقت على
إميلي نظرة شاملة : «مرحباً . هل أنت امرأة ذات أهمية»؟
لم تفهم إميلي معنى تحية المرأة ، فنظرت إلى داميين، لكن وجه الرجل بدا ،
كعادته، جامداً غير معبر، وهو يقول : «إنها إميلي شيروود، يا نيرولي . أقدم
لك نيرولي هايشتوك، يا آنسة شيروود» .