الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
الكاتبة : إليزابيث أولدفيلد
-----------------
الملخص
------------
لم تعتقد روزيليندا يومًا أنها ستكون موضوعة تحت الحماية ، كما يحدث مع الأشخاص المهمين . لكن هذا ما حدث ، فهال رانسوم الرجل المثير للأعصاب ، القوى الإرادة لازمها كظلها رغم إرادتها قائلاً سأحميك من كل شئ حتى من نفسك .
ظنت روزيلندا أنه من السهل عليها أن تهرب منه وتضلله ، وهى التى نجت من مخاطر كثيرة فى السابق . لكن محاولاتها مع هذا الرجل ذهبت عبثًا فقد بقى يعترض طريقها كجدار صلب يحسب عليها تحركاتها .
لم يكن هال رانسوم يعرف أنه حتى لو نجح فى مهمته ، فهناك مهمة أصعب تنتظره : كيف يستطيع أن يحمى قلبها من المشاعر التى تغزوه ؟
----------------------------
الفصل الأول : من أجلك أنت
----------------------------
تنحنح السيد بايرد قلقًا . . . فأطباع ابنته المتسرعة كانت تزعجه دائمًا . . . فقد تهب مشتعلة في لم ، البصير ، وها البريق في عينيها الزرقاوين يشير إلى أنها مستعدة للاشتعال .
هو لا ينكر عودتها السريعة إلى طبيعتها الهادئة إذ لا تحمل أية ضغينة ، ولكن حسب رأيه هي عنيدة ، مستقلة أكثر من اللازم ، وذات إرادة صلبة . . .
تنحنح ثانية ليقول :
- الأمر جدي . . . لقد أبلغ الشرطلة طالبًا منهم البدء بتحقيق دقيق .
تحولت ابتسامتها إلى ضحكة ساخرة :
- أليس فى هذا مبالغة ؟ ألأنه وجد رسالة صغيرة على صينية طعامه يقيم الأرض ولا يقعدها ؟ لماذا لم يخبرني عنها يوم أمس .
- أعتقد أن أدريان لم يرغب في إفساد آخر أمسية لكما معا قبل سفره .
- هيا أبي . . . أوضح ما تقصد .
- حسنًا لقد استأجر حارسًا شخصيًا .
- حارسًا شخصيًا !
انفجرت روزيلندا ضاحكة . . . ثم أردفت قائلة :
- لا عجب أنه أخفى الأمر عنى . . . فلو أخبرنى لما استطعت ابقاء وجهي على حاله ، لا بد انه يعاني من أوهام العظمة . . . من يحسب نفسه ؟ وارث ثروة ضخمة أم ملكًا من ملوك المال ؟
- أدربان كايج رمز من رموز التجارة في هذا البلد . فهو مدير عام ، وصاحب أكبر شركة استثمار مالية ناجحة .
- حسنًا إنه رجل مهم .
قصدت أن ترضي والدها . فهو رئيس قسم المحاسبة فى مؤسسة كايج للاستثمار المالي ، لذلك فهو مخلص جدًا للشركة وصاحبها وبالنسبة له تشرق الشمس وتغيب لأجل الشركة . . .
- لكنني ما زلت أعتقده مبالعًا في ما يفعل . تصور ! استئجار حارس شخصي ! إنه لأمر مضحك !
- بل في الواقع حارسان ، لا حارسا واحدًا .أحدهما لك والثاني له اسم حارسك هو السيد رانسوم الذي الذى سينضم إلينا بعد خمس دقائق
حدقت فيه فاغرة فاها :
- أرجو عفوك أبي . . . ؟
- الرسالة هددته وهددتك فى آن . . . وإلى أن تعتقل الشرطة المسؤول عن الرسالة ، فمن الحكمة أن . . . يحرسك أحدهم . . . وأنا ممتن له ، فرجال أمن من هذا النوع لا يقاضون أجرًا زهيدًا . وقد علمتُ أن هال رانسوم هو الأفضل في هذا المجال .
لمعت عيناها الزرقاوان :
- كوني عاقلة يا روز . . . فأدريان يظن . . . يظن . . .
- لا آبه لما يظنه أدريان . كيف بجر على أن يرافقني رجل ثقيل الظل ؟ بل كيف تجرؤ أنت على مؤزارته ؟ أبي أنت لا ريب خائف . . . لا تحسبني سأقبل بأن يتبعني ذاك الحارس . إنه دون ريب إما رافع اثقال أو غوريلا . ما تلك الرسالة إلا اختبار . فقد يكون هو نفسه من بعث الرسالة ليبرر هذا ، أو أنه آذى شخصًا ما لذا يحترس من ردة فعل المجني عليه ؟ لقد فرض نفسه على المؤسسة وعلى الناس أيضًا .
- أنت لست منصفة ، فأدريان لا تهمه إلا سلامتك . . . وهال رانسوم ليس غوريلا .
- هل قابلت ذلك . . . ذلك . . . الوحش ؟
- أجل . . . لقد جاء السيد رانسوم إلى المكتب اليوم . . . كان يريد بعض المعلومات .
احمر وجهه حرجًا ، وهذا شيء غريب بالنسبة لرجل تجاوز الخمسين . . . فقالت ابنته :
- عني ؟ هذه وقاحة لعينة !
- ستعجبين به .
- لا ، لن أقبل بحارس شخصي .
أبعدت خصلات شعرها الأشقر النحاسي بحركة غاضبة لو رآها المصورون في انكلترا لهرعوا إلى آلات تصويرهم . . . أردفت غاضبة :
- أقدر على العناية بنفسي . . . شكرًا لكم جميعًا .
- يا حبيبتي ، قد تكون حياتك عُرضة للخطر .
دعك من هذا يا أبی . . . شخص ما من المكتب يحاول . إيقاع الرعب في قلب أدريان . . . هذا كل شیء . أما قلت إن الرسالة غامضة ؟ وهذا يعني أنها من فعل هاوٍ . . . لأن مرسلها لا يطلب مالاً أو أطلق تهديدًا محددًا . . . أصحيح ما أقول ؟
- لا . . . ولكن. . .
- أرفض إذن أن يراقبني سفاح صدره أشبه ببرميل مسطح ذو أنف مکسور واذنین کالقرنبیط .
تناهي إليها صوتًا من الباب قائلا :
- ما رأيك بهذا ؟
التفتت مجفلة فتابع صاحب الصوت :
- هال رانسوم في خدمتك سيدتي .
أحذ يدير رأسه يمنة ويُسرة .
- . . . الأنف ، للأسف ، دون خدش ، الاذنان كصدفتين صغيرتين أما الصدر . . .
قاطعته صائحة :
- کيف دخلت إلى هنا ؟
- عبر الباب الأمامی . . . فقد نسي أحدهم إيصاده بالسلسلة . وهذا غير مناسب الأن الشارع مكتظ بالناس كما أن الظروف الراهنة المحيطة بك لا تسمح بذلك . . . مساء الخير سيدي .
أعار انتباهه إلى والدها . . . تاركًا لها الوقت الكافي لتستعيد وعیها من مهاجمته . . . تلاشت من تفكيرها صورة ذلك الضخم الذي يُري في الأفلام والذي لا يفهم سوى اللكم واللطم . . . فهال رانسوم ، كان نحيفًا ، أنيقَا ، رابط الجأش . . . إنه من ذاك الصنف من الناس الذي يترك أثرًا أينما حلَّ . عيناه الرماديتان لطيفتان تنمان عن حذاقة وذكاء . . . إنه الآن يبدو مستمتعًا برؤيتها ثائرة . لو شاهدت الرجل في الشارع لظنته مثال المضاربين بالبورصة شديد الذكاء . . . ولكن روز وجدته فى آن معًا من النوع الممل القاتل .
قالت له معترضة :
- كان عليك قرع الجرس ؟
- وهذا ما فعلته . . . لكن المعركة التي كانت تجري هنا منعتكما من سماع الجرس