الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

قبل أن تنسى
Windward Crest

الكاتبة : آن هامبسون ------------------------ الملخص
--------- هل نستطيع أن نهرب من ماضينا؟ ماكسين التي لفّها الحزن بعباءته السوداء منذ مقتل أخيها ، لم تتردد في الخروج من حزنها عندما سنحت لها الفرصة ، وسافرت إلى جزر الكاريبي علّها تنسى .. وهناك عادت لتواجه قدرها الذي هربت منه ، فقد أحبها نويل دواستير فارس أحلام فتيات الجزيرة وطلبها للزواج .. لكن ماكسين إكتشفت أنها في الماضي كانت سبباً في حادثة حطّمت نويل وجعلته رجلاً تعيساً .. وظلت الحقيقة تكويها كالجمر حتى قررت أن لا خيار أمامها إلا التضحية من أجل من تحب و أن عليها الرحيل ولو من دون قلبها ------------------------------ الفصل الأول : رحلة النسيان ------------------------------ ‏الدقائق تمر بطيئة ، والساعة تشارك ماكسين بالارتجاف مع كل حركة لعقاربها . هذه حالها مع الذكري المؤلمة . ذكرى موت أخيها المفجعة زرعت الألم في انحاء جسدها كله . وتعود صورة وجهه المشوَّه لتقف أمام ناظريها تعذبها ، تثير أحزانها الدفينة وتكاد تدفع بها إلى الجنون وبدافع من يأسها بدأت تصلي : « اوه . . .‏ يا إلهي ! أعطني الصبر وراحة البال . . . ولو لبضع دقائق » . لكن صلاتها ذهيت سدى ، إذ أن الضورة نفسها ما زالت تتراءى لها ، صورة أخيها ذي الثمانية عشر ربيعًا مستلق فى مشرحة البوليس جثة هامدة مشوهة . ‏لقد امصبحتر وحيدة الآن فأخوها كان عائلتها وليس لها أقارب غيره سوى عمة بعيدة لم تكن قد رأتها هي وأخوها منذ سنوات لذلك لم تستطع هذه العمة التعرف إلى جثة كيم . وتركت هذه المهمة الصعبة لاخته هي وحدها من سيتعرف إليه . ‏أغمضت عينيها بقوة ، محاولة من جديد إبعاد الصورة عنها بتفكيرها بأشياء أخرى . . . تفكر بالأوفات السعيدة التي عاشتها بالرغم من إرهاقها بالعمل ، إضافة إلى تحمل مسؤولية منزل ، وكونها أم لأخيها الذي يصغرها بسبع سنوات . ‏أجل . . . كانت سعيدة يوم كانت تقضي أوقاتها مع كيم . كان رب عملها صبورًا معيها ومتهفمًا لظروفها . فقد كانت ، وهي سكرتيرته ، تطلب إجازة عندما تضطر لملازمة أخيها المبعد عن المدرسة بسبب مرضه ، أو عندما كسر ساقه خلال ممارسته الرياضة . . . وفي إحدى المرات استمرت إجازتها لستة أشهر . . . لكن ما من مرة توقف رئيسها السيد طومسون عن دفع أجرها . وها قد مات كيم . . . قتل على الغفور حين اصطدم بدراجته النارية بشاحنة منزلقة فوق الجليد فحطمتهما معًا . أحست بارتجاف في أوصالها . فوضعت رأسها بين يديها ، مغمضة عينيها وكأنها تحاول أن لا ترى المأساة التي تعذبها . . . وفجأة تحوَّل تفكيرها إلى أمر آخر . أمر عذبها ، لكن بشكل مختلف . فكرت بتلك اللحظات عندما عادت في سيارتها من مشرحة البوليس . . . تلك اللحظات كانت تخلف فراغًا في ذاكرتها . . . غالبًا ما كانت ترغب لو تعود تلك اللحظات ، لكنها كانت دائمًا تفشل في استعادتها . . . ويبقى الفراغ . مرت سنتان على تلك الحادثة وها هي الآن تروي قصتها للويزا . لويزا وزوجها بيرت ، سكنا مع ماكسين ، بعد ثمانية أشهر من الحادثة . وأصبحت المرأتان الشابتان صديقتين . وقالت ماكسين شارحة وهي تتناول الفطور مع لويزا ، قبل الذهاب إلى العمل : - كل ما أذكره من تلك اللحظات هو صرير صوت الاطارات . وما عدا ذلك ، فهناك فراغع في ذاكرتي . . أتمنى لو استطيع أن املأه . كانت لا تزال متأثرة بموت شقيقها . . . يدل على ذلك شحوبها الدائم . ومع أنها لا زالت . في السابعة والعشرين من عمرها ، إلا أنها كانت تحس أنها تبدو أكبر بكثير . وأظهرت لويزا الاهتمام : - اتعتقدين أن رغبتك بتذكر هذا لها هدف محدد ؟ متى كان هذا ؟ كان واضحًا لماكسين أن المرأة لا تعلق أهمية كبرى على ما تقوله ومع ذلك أجابت : - كنت فى طريقي من مشرحة البوليس . . لا أذكر شيئًا منذ أن تركتها إلى حين وصولي إلى الطريق العام المزدوج . . . وهذا الوقت يساوي على الأقل عدة دقائق . - أظن أن هذا طبيعي ماكسين بعد تشتت أفكارك لما مررت به ، لم تستطيعي أن تفكري بشكل مركز . ولم تلاحظي ما فعلتيه ، أو إلى أين ذهبت . أنا عندما أكون غارقة بأفكاري ، غالبا ما أجد فراغًا في ذاكرتي وأنا أقود سيارتي . وما من أحد منا يركز تمامًا على كل محطة توقف أو منعطف ؟ فقطبت ماكسين : - احس أن شيئًا ما قد حدث . . . شئء مهم . - لا تقلقي ، لا يمكن أن يكون قد حدث شيء خطير . وإلا لسمعت عنه يومها . نظرت لويزا إلى الساعة ، ثم إلى المدفأة الكهربائية : - يجب أن نتحرك الآن . . . لماذا يجب على الناس أن يعملوا ؟ يبدو البرد قارسًا في الخارج ! ‏ - لقد حدثت عاصفة ثلجية ، وسمعتهم يجرفون الطريق باكرًا . وارتجفت ماكسين ، فالأيام الباردة تعيد لها الذكرى . . . وقالت لويزا : - أرجو أن لا تتوقف الباصات عن العمل . لقد تأخرت عن العمل مرتين خلال العشرة أيام الأخيرة . . . ومن الجيد أن يكون رب عملي متفهمًا . - وكذلك أنا . فرب عملي كان رائعًا متفهمًا لظروفي لعدة سنوات . . . وكان دائمًا يمنحني فرصة للاهتمام بكيم . مرة أخرى . . . اضطرت ماكسين إلى طلب اجازة من رب عملها . . . فقد استلمت ذلك الصباح رسالة تفيد بأن هناك وصية تركت لها مما يتطلب حضورها إلى مكتب المحامي . . . وقالت للويزا وهي تعطيها الرسالة لتطلع عليها : - لا استطيع التفكير بمن تركها لي . . . إلا إذا كانت تلك العمة التي ذكرتها لك . لكنها كانت فقيرة . وعلى كل الأحوال ، إنها لم تتصل بنا منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة . تبين لها في مكتب المحامي أن الوصية تركتها لها سيدة تدعى « ڨالورى » . . . ومرت دقائق طويلة قبل أن تتذكرها ماكسين

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع