الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
الكاتبة : ماغي كوكس
------------
الملخص
------------
شمس, رمال, بحر, حب.وأسرار يعرف ليسندر روساكيس جيدا الباحثات عن الشهرة والمال . لذلك لم تكن لديه أية رغبة في إخبار الجميلة إنيتا داين بحقيقته عندما قابلها في عطلتها على إحدى الجزر اليونانية ففي النهاية هو لا يرغب إلا في تمضية وقت ممتع معها.لم يخبر ليسندر أنيتا بأنه مليونير ويرأس شركة للنقل البري وعندما اكتشفت الحقيقة شعرت بالخيانة والألم فهذا الرجل اليوناني الفاتن هو رجل أحلامها إنه نفس الشخص الذي اعتقدت أنها لن تقابله يوما
ولكن القدر كان يخبئ لها مزيدا من الآسرار . . ومزيدا من الألم
--------------------------------
الفصل الأول : صدفة أم قدر
--------------------------------
فقدت أنيتا أعز صديقة لديها، واكتشفت أنها ليست ابنة من
أنيتا أعز
تظنهما والديها. حدث ذلك كله في غضون عدة أسابيع . .
حادثان لا رابط بينهما، لكنهما مفاجئان وعنيفان جداً، أصابا
أنيتا ونقلاها من دنيا الأمان إلى عالم من الخوف من المجهول .
خلال تلك العملية المؤلمة، تعرفت إلى حقيقة مختلفة تماماً .
حسناً! بما أنني الآن هنا، ربما أستطيع أن أقوم بأفضل ما
يمكنني فعله .
نظرت بتجهم إلى المرآة، فرأت نظرات الشك تنعكس بوضوح
في أعماق عينيها البنيتين الداكنتين. حاولت أن تكبح ذلك الاحساس
بالخدر، الذي يجعلها تشعر وكأنها تسعى بيأس لتحافظ على
توازنها، فيما انشقت الأرض تحت قدميها عن صدع عميق .
- استمري في التنفس ... فقط، استمري في التنفس .
سمعت صدى نصيحتها لنفسها في تلك الفسحة الصغيرة، حيث
أحاطت بها جدران غرفة الفندق البيضاء البسيطة، مع صورة وحيدة
باهتة للمادونا اليونانية والطفل. لكنها مع ذلك، بقيت متمسكة بها.
وقفت هادئة دون حراك إلى أن انحسر ذلك الخوف، وعادت تتنفس
بشكل عادي ثانية. جرت قطرة باردة من العرق ببطء عبر صدرها .
عليها أن تحارب ... عليها أن تفعل ذلك. فليس هناك أي شباك
آمنة لتمسك بها إن سقطت ثانية .
منذ اللحظة التي قررت فيها السفر إلى الجزيرة اليونانية الصغيرة،
التي اختارتها عشوائياً على الخريطة، وهي تشعر بمزيج مضطرب من
الحزن والحماس يضجان في قلبها، لأنها من هناك ستبدأ باكتشاف
ذاتها. وعدت أنيتا نفسها أنها ستتجنب أي شيء يشبه الروتين، ولو
بشكل ضئيل جداً. ستكتشف روح المغامرة في داخلها، حتى لو
أجبرت على استعمال بندقية .
- لا مجال للعودة، أنيتا! لذلك من الأفضل لك أن تعتادي على
هذه الفكرة، وأن تتقبلي الأمر .
هذه المرة، لم ترن نصيحتها في الفراغ. شعرت باندفاع قوي من
التصميم في داخلها، هو أشبه بتفجر ينبوع من الأهداف الجديدة .
إنها في التاسعة والعشرين من عمرها، وحتى وقت قصير جدا كانت
تملك عملاً ناجحاً ومزدهراً، بغض النظر إن كانت حياتها حتى ذلك
الوقت عادية وغير جديرة بالملاحظة. أنيتا هي الطفلة الوحيدة
المحبوبة لوالدين كانا قد بلغا الأربعين من عمريهما عندما ولدت ،
وقد نشأت بعناية وحذر انطبعا في داخلها حتى العظم. وهكذا، لم
تفعل يوماً أي شيء بصورة تلقائية، ولم تفكر يوماً بالثورة ضد هذه
التصرفات. استمر الأمر كذلك حتى ثلاثة أشهر خلت، وذلك عندما
حصلت تلك الأحداث المضطربة، والتي سيطرت عليها ودفعتها إلى
التصرف بطريقة لم تعهدها في نفسها من قبل .
أقفلت باب غرفتها، وأسرعت بالسير على الدرج العريض
للحمامات الرومانية، والذي يؤدي إلى قاعة الاستقبال الصغيرة في
الفندق، وهي تشعر فجأة بالحاجة لأن تكون بين الناس. راح كعبا
حذائها يطرقان بقوة على الأرض الرخامية الباردة وهي تسير . صدى
ذلك الصوت هو الوحيد الذي يثير الضجة في ذلك الجو اللطيف
وضعت مفتاحها في الصندوق المناسب المعلق على الحائط،
وخرجت إلى أشعة الشمس المشرقة وإلى الروائح العطرة للنباتات .
لم تكن تملك أية فكرة عما ستفعله في يومها الأول المليء بالفراغ
في هذه الجزيرة، لكن في النهاية، أليس هذا ما تريده؟ بدلاً من
التخطيط بدقة وبصورة عملية لكل لحظة تمر، ستترك النهار يأخذها
إلى حيث يريد. ستفتح قلبها للصدف، بدلاً من محاولة التنبؤ بكل
نتيجة. ما إن غادرت الممر الحجري المنزلق الذي يسطع تحت أشعة
الشمس، حتى أمرت أنيتا نفسها بصمت أن تريح كتفيها وتبطئ
خطواتها. إنها في عطلة...
حباً بالله! ولن تركض للمشاركة في
ماراثون! تنفست مرة ثانية بتعاطف مليء بالتصميم، واستنشقت
الهواء العابق بأنواع مثيرة من الروائح العطرة التي يصعب عليها
التمييز بينها، أو تحديد رائحة زكية عن سواها من الروائح. كل ما
شعرت به أنيتا أن المزيج المعطر مؤثر بشكل مختلف تماماً عن أي
شيء اختبرته منذ وقت طويل. . . وطويل جداً .
بعد مرور عدة دقائق، جلست أنيتا في الخارج، في مقهى قرب
الماء حيث وضعت على الطاولات أقمشة فاخرة زرقاء اللون تناسب
المظلات الكبيرة. ركزت نظرها باهتمام على البخوت اللماعة الرائعة
التي ترسو في المرفأ أمامها. بدت تلك اليخوت ملفتة للنظر بشكل
واضح.
أثار ذهولها مظهرها الذي يدل على أنها باهظة الثمن، ولمعان
هيكلها وخطوطها الواضحة، لكنها أيضاً شعرت بقليل من الحسرة؛
حتى الغنى الفاحش ليس بدرع كاف ليحمي الإنسان من العذاب
الكبير الذي يشعر به حين يتعرض للخيانة أو يفقد شخصاً عزيزاً
غالياً .
فقدت أنيتا أفضل صديقة لديها، بولي، بسبب سرطان في
صدرها، قبل أن تدرك مدى خطورة مرضها. بعد أقل من ثلاثة
أشهر، بينما كانت تقوم بفحص دم عادي سألتها الممرضة ببراءة ما
هي جنسية والديها، فزرعت بذور الشك فيها في ما يتعلق بنسبها ،
ولم تتمكن من التخلص منها. ظهر ذلك الشك في عدد من
المناسبات القليلة في الماضي، وبتردد سألت والديها الإنكليزيين عن
الأمر، لكنهما أكدا لها بحزم أنها ابنتهما. وفي استعادتها للأحداث
الماضية، علمت أنها لم تكن مقتنعة أبداً، لكنها تقبلت كلمتهما
وأبعدت السؤال التافه بتصميم .
لكن هذه المرة لم تتخلص منه وتدفعه بعيداً عن تفكيرها، بل
واجهت والديها بشكوكها المزعجة، طالبة الحقيقة، وثبت لها بصدمة
كبيرة أن شكوكها في مكانها. تذكرت المثل القائل: «احذر مما
تبحث عنه لأنك قد تجده حقاً». هذا ما حصل فعلاً مع أنيتا لدرجة
أنها تمنت لو لم تلتفت مطلقاً لهذا القول المأثور، لأنها علمت أن
والديها لم يكونا أبدأ والديها الحقيقيين. عندما سمعت القصة
الكاملة وغير المعقولة، اكتشفت أنهما قد تبنياها وهي طفلة بعد أن
تركتها أمها الحقيقية في سلة في مستشفى التوليد، وليس هناك ما
يدل على أصلها وجنسيتها غير ملاحظة صغيرة كتب عليها ببساطة أن
اسمها أنيتا .
الآن،
وهي ترفع كوب شراب اللوز المكثف إلى شفتيها، رمشت
بعينيها لتبعد تدفق الدموع الحارقة التي ملأتهما من وراء نظارتي
الشمس السوداوين الكبيرتين. لكنها لم تستطع إيقاف الطوفان
بالكامل. لا! لا يستطيع المال أن يحميك من أحداث الحياة التي
تضربك بدون سابق إنذار، وتهاجمك بعنف وتأخذك بعيداً عن
الأمان. عمدت أنيتا إلى عرض المحل الذي تملكه للبيع، وهو
عبارة عن متجرين لبيع الملابس المميزة، كانت تحتل بهما مركزاً
خاصاً
في سوق الملابس الأنيقة، وقررت نبذ حياتها الآمنة
المحسوبة الخطوات إلى الأبد .
الآن،
هي
حرة وغير مقيدة بأية روابط. حياتها ممر مجهول، ولا
أحد إلا الله يعلم إلى أين سيوصلها. عليها أن تشعر بالراحة مع
المجهول من الآن وصاعداً، لأنها لا تملك عملاً عليها العودة إليه،
ولا شريكاً يحبها لتقلق بشأنه بل تريد البدء في اكتشاف نفسها. كما
لا تملك صديقة مقربة لتعترف لها بما يدور في رأسها من أفكار
وعواطف. أما بالنسبة لوالديها... حسناً! كان ذلك أول شجار
حقيقي معهما في حياتها كلها . لماذا انتظرا حتى الآن ليخبراها بأنها
متبناة؟ هل كانا ليخبرانها لو لم تواجههما عن شكوكها؟ لماذا كذبا
عليها، متعمدين إخفاء الحقيقة المذهلة؟ أخفيا عنها أيضاً أنه كان
لديها أخ توفي وهو في الرابعة من عمره فقط، قبل سنة واحدة من
تبنيهما لأنيتا، لهذا السبب كانا يبالغان في حمايتها. لكن الطريقة
التي اعتمداها وهما يحاولان حمايتها كانت مليئة بالأكاذيب .
حتى بولي كذبت ... كذبت عليها لتحميها، أخبرها طوم زوج
بولي بذلك في ما بعد. علمت بولي أن خبر مرضها سيدمر صديقتها
الحميمة. ودفاع والديها عن كذبتهما كان للأسباب نفسها، أي خوفاً
عليها من تدمير حياتها . ما جعل أنيتا تتساءل، لماذا يعتقد الجميع
أنها غير قادرة على التعامل مع الحقيقة وتقبلها؟! شعرت برجفة
عميقة من الخيبة تسري في أوصالها، فشربت رشفة أخرى من القهوة
التي طلبتها بعد الانتهاء من كوب شراب اللوز لكنها وجدتها باردة
ولم تعد شهية كما توقعت. دفعت الفاتورة، وتركت بعض النقود