جحيم أنجولا

الفصل الأوَّل
حلقت الطائرة المروحية التي تقل ممدوح و زميله فوق الأرض العشبية التي تتوسط تلك المنطقة الكثيفة الأشجار في غابات ( كوندو ) على الحدود الفاصلة بين أنجولا و زامبيا .. و قد أشار الطيار إلى أسفل قائلا : ـ سنهبط هنا .. أشار له ممدوح بإبهامه دلالة على الموافقة .. حيث هبطت الطائرة تدريجيا لتستقر فوق الأرض العشبية .. و سرعان ما تأهب ممدوح لمغادرتها .. و قد هم زميله بدوره للحاق به .. لكنه استوقفه قائلا : ـ ستبقى أنت هنا .. فسيكون هذا أفضل إذا ما احتجت إليك لأي سبب .. ـ و لكن .. ـ نحن لا ندري أي خطر ينتظرنا في هذا ، المكان مجهول .. لذا لا بد أن يكون أحدنا بعيدا عن موقع الحدث .. و إذا ما تعقدت الأمور سأتصل بك هاتفيا للتدخل .. قال الطيار الإفريقي : ـ لن أبقى هنا أكثر من ساعة واحدة فقط .. فالمكان محفوف بالمخاطر .. واصل ممدوح سيره مجتازا منطقة كثيفة الأشجار ليصل في النهاية إلى طريق ترابي ضيق أحاطته الأشجار من الجانبين .. حيث لمح على مسافة غير بعيدة سيلرة صفراء رابضة في المكان .. فتوقف بحذر ليلقي نظرة مدققة على الطريق و السيارة قبل ان يواصل سيره في اتجاهها .. و سرعان ما غادرها شاب اسود نحيل الجسد لينظر في اتجاهه ملوحا له بيده .. و فجأة .. انشقت الأرض عن جمع غفير من الأشخاص ، رجالا و صبية و نساء ، اندفعوا من بين الأشجار .. بعضهم شبه عراة و البعض الآخر يرتدون ثيابا زاهية و هم يصيحون و يرقصون و يدقون الطبول في ما يشبه موكب عرس تتوسطه فتاة قروية ترتدي ملابس متعددة الألوان و العديد من القلادات ، أخذت ترقص و تتمايل بطريق هستيرية ، يشاركها الرقص شاب طويل القامة ، على طريقة القبائل الإفريقية المميزة

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا