الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

سمسار الغرام

الملخص
------------
كانت ماريا تعمل لدى سمسار عقارات، ثم تزوجته. واكتشفت خداعه فطلقت منه، لأنه خدع صديقه جوسي داد بأن باعه نصف فندق ومرسى مراكب شراعية مشاركة مع زوجته السابقة ماريا ماجدالينا وقد تعرضت للغرق اثناء رحلتها لاستلام الفندق والمرسى، فأنقذها جوسي داد الذي تعلقت به وأحبته قائلة له: إن أحب الأشياء إلي هي حجرتنا هناك في المنزل. ثم عقدا الزواج الذي يجعلهما شريكين مدى الحياة
--------------
الفصل الأول
--------------
- أرجوك يا سيدة "ديلسي" أن تبقي في الوسط وأن تتشبثي بمكانك جيداً فسنمر بلحظات عصيبة ، ففي هذا الموسم يتغير هذا النهر كلية حتى هنا في الأريزونا .. أتدرين هذا ؟ - قالت السيدة "ديلسي" في نفسها إنها لاتعرف أن نهر "الكولورادو يمكن أن يكون بهذه الخطورة شتاء رفعت ماجدالينا ديلسي" عينيها المبللتين نحو البحار وتمنت للمرة الثانية أن يكون دقيقا في معلوماته عن النهـر مـثلما هو دقيق في حسابات أجره ، كان عليها أن تستمع للبحارة الآخرين الذين أكدوا أنه
من الجنون المطبق الإيحـار على ظهر هذا المركب كي تلحق بالأرض المسماة "بلانش أو في هذا الوقت من السنة ازداد إحساس "ماجدالينا شيئا فشيئا بعدم الارتياح وأخفت ضعفها أمام وجبة الإفطار الدسمة - لقد تعودت الإبحار على سطح المياه الناعمة للبحيرات الهادئة وهي تجـهل كل شيء عن نهر "كلورادو" الذي تتلاطم مـيـاهـه بعـد نهاية الصيف
- تساءلت : كيف تسنى لها أن فكرت أن هذه الرحلة ستكون مسلية ؟ - يا إلهي ..! دخلت المركب في دوامة فأغلقت عينيها وتشبثت بالحافة وهي تدعو السماء أن تقاوم معدتها فترة أطول سألت : - هل تجاوزنا أسوأ الظروف ؟ - لا ، في الحقيقة بدأ المركب يتراقص في عنف وأخذت تلعن في سرها زوجها السابق وتقسم أنها لو خرجت من هذه المحنة على قيد الحياة ... ولكنها أخذت تتنفس بعمق وقد شغلت بسلامتها الجسدية عن التفكير في العقاب القاسي المناسب له .. إنها بسببه معرضة للخطر في هذا الوقت ! لقد كان زوجها السابق بيل ديلسي سمساراً عقارياً نهازاً للفرص، وكان رجلا مريب الاتصالات ، كانت الشابة قد عملت معه ستة أشهر قبل أن يتزوجها وفي السنة التالية اكتشفت أي مخلوق هو على
حقيقته ولم تفاجأ في يوم ما عندما طلب منها طلاقا ودیا کی يطارد أرملة غنية ، تملك أرضاً شاسعة في المنطقة التجارية في "شيكاغو" . ولم تحس "ماجدالينا" في الحقيقة بحزن وإن كانت كرامتها جرحت بعمق ، وكتعويض لها قدم لها أرضاً اسمها "بلانش أو كاستثمار هائل، كما ادعى لها أنها ستحصل منها على الملايين وكان عليها أن تقبل وأن تغادر "شيكاغو" وتعثر على وسيلة لاكتساب العيش والا تعتمد على عملها في مكتب السمسرة ، وبعد ذلك مباشرة تلقت خطابا
مسجلا بخطرها بأنها إن لم تدفع الضرائب المتأخرة ستباع الأرض . وردت على هذا الخطاب بشيك بقـيـمـة كل مـدخـراتها ، وهذا يعني أن عليها الرحيل فورا إلى "أريزونا" لتضع يدها على الأرض - كان الفندق والمطعم المقامان على شاطئ "کلورادو يستخدمان لمكتب خدمات ومرسى لمراكب النزهة , وكانت "ماجدالينا" تقوم بنزهات ممتعة فوق البحيرات وتحس بروعتها ، أما هذه الرحلة فإنها كانت أكثر الأعمال سذاجة قامت بها ما عدا زواجها من "بيل ديلسي رغم الغمام الذي غطى عينيها فقد حاولت الاتفـوتـهـا رؤية النهر حيث امـتـلا بالأشجار والصخور وبعض الشواطئ الرملية ، فقد البحار سيطرته
على المركب الذي أخذ يتأرجح كاللعبة فوق الأمواج التي أخذت تشتد شيئا فشيئا وبدا أنه على وشك الانقلاب في أية لحظة . فجأة رأت ظلاً فوق الشاطئ وهو يلوح بذراعيه نحوهما محذراً من شيء ما كانت "ماجدالينا على استعداد لفعل أي شيء يبعدها عن المكوث لحظة فوق هذا المركب فاستدارت نحو رفيقها لتسأله عن أقرب نقطة للرسو، ولكنها نأخرت إذ ارتفع المركب فوق موجة عارمة حيث تراقص فوق قمتها ثم اندفع داخل دوامة من المياه السوداء وفي لمح البصر وقبل أن تغطس رأت الشابة الرجل على الشاطئ وقد خفض ذراعيه كانت الصدمة الوحشية للماء المثلج قد أفقدتها وعيها لحظة ثم بدأت تفكر في الأمواج التي أخذت تجرفها
- لا تفقدي صوابك يا ذات الشعر الأحمر فسأخرجك من هذا المأزق كان الصوت القوي والعميق يسود فـوق ضوضاء النهـر وعـرفت ماجدالينا" أنه صوته كان صوت ذلك الرجل الذي اقترح عليـهـا أن تقوم بالرحلـة فـوق الأرض الصلبة ، أخذت الأمواج تتقاذفها وكأنها دمية ولم تعد ترى سوى المياه الداكنة التي تتلاعب بها كانت فرصتها ضئيلة في أن يخرجها مما هي فيه ولما كانت لاتراه تساءلت - كيف سيخرجها وهو لا يراها وكيف سينزعها من هذا القبر السائل؟
مرت دقيقة وهي تصارع الأمواج العدوانية ، أحست ببرد قائل يجتاحها، والألم يسود كل أعضائها ، وبفضل سترة النجاة التي كانت ترتديها فقد طفت "ماجدالينا" وهي تصارع الموج بحركات بائسة كي تظل طافية ولكن عضلاتها أبت أن تستجيب لها - بدا لها أنها تسمع الصوت ولكن قبل أن تحدد من أين يأتي ألقت بها كتلة ضخمة من الماء إلى وسط النهر ، كتمت أنفاسها وأغمضت
عينيها وحاولت حماية رأسها بذراعيها جذبتها الأمواج نحو سلسلة من الصخور الحادة التي أخذت توخز بشرتها الرقيقة تمكنت من الطفو فوق السطح لتلتقط أنفاسها وكان صوت العقل يدعوها أن تظل هادئة

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع