الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

تعال نقطف النجوم
A Vow To Keep

الكاتبة : كارا كولتر
------------
الملخص
------------
كان يسكن ريك تشايس إحساس بأنه سجين وعد قطعه لأخيه الميت!ورغم ذلك عاد وتورط في وعد آخر و أعاده هذا الوعد إلى حياة ليندا ستار.كان مخطط ريك قبل أن يلتقي ليندا أن يعرض عليها وظيفة و بهذا ينتهي واجبه تجاهها و لكنه بعد أن التقى بها أدرك أنها من النساء اللواتي يجعلن حياة العزوبية التي يعيشها تبدو فارغة !لكن ماذا يستطيع أن يفعل بوعده! هذا الوعد يتطلب منه أكثر بكثير مما يتوقع أن يعطيه. فهل سيكافؤه بأكثر مما يتخيل !
-----------
تمهيد
-----------
علا صوت الهاتف، وراح يرن بحدة وإلحاح، ما جعل ريك تشايس يجفل مستيقظاً من نومه . سارع بإلقاء نظرة عجلى على الساعة الموجودة على المنضدة قرب سريره، ليرى أرقامها الحمراء تومض في الظلام، مشيرة إلى الساعة الرابعة صباحاً . فكر ريك أن أي اتصال هاتفي في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل لا يمكن أن يحمل أي أخبار جيدة. التقط سماعة الهاتف بيده، مدركاً أنه كان يعد نفسه لتلقي أسوأ الأنباء الممكنة، وآملاً في قرارة نفسه أن يكون المتصل شخصاً قد أخطأ في طلب الرقم الذي يريد . - مرحباً ! - عمي ربك؟
أطار الصوت الذي سمعه آخر ذرة باقية من آثار النعاس في عينيه ، فانتصب جالساً في فراشه ، دافعاً أغطية السرير بعيداً عن صدره العاري . أخذ يبحث بيد متعثرة عن زر المصباح الموضوع على المنضدة بجانب السرير ،كأنما الضوء الذي سيساعده على الرؤية، سيساعده أيضاً على السماع بشكل أفضل . - بوبي ! - أنا آسفة جداً لأنني أيقظتك ، لكنني أردت أن أتكلم معك قبل أن أتوجه إلى الصت. الصفا وفي الساعة الرابعة صباحاً؟ ما لبث ريك أن تذكر أن ابنته بالمعمودية قد ابتدأت سنتها الجامعية الأولى في جامعة أونتاريو، التي تبعد ألفي ميل عن كالغاري، وتسبقها بالتوقيت بثلاث ساعات .
سألها : «هل أنت بخير؟ » - أجل، أنا بخير . غير أن الارتعاش البادي في صوتها أنباء أنها قد لا تكون كذلك . - ما الأمر بوبو؟ سألها ريك مستعملاً غريزيا اسم التحبب الذي كان يناديها به وهي طفلة ، مدركاً أن هذا الأمر سيجعلها تشعر بالأمان والاهتمام لكي تفضي بما في داخلها . غير أنه في الوقت نفسه بعث في داخله شعوراً بالندم، فاستخدام هذا الاسم أيقظ في داخله ذكرى الأيام الماضية، ذكرى بوبي وهي تلهو بدراجتها والهواء يشعث شعرها . مضت تلك الأيام ولن تعود. إنها ذكريات سعيدة لأيام هانئة لم يشبها الكدر والتعقيد.
أجابته بوبي بنبرة شاكية : «أنا قلقة جداً على أمي) . أحس ريك كأن يدا قد امتدت لتعصر قلبه بين ضلوعه . أجاب متفاجئاً من الهدوء الذي ميز صوته: «وماذا عن أمك؟ ما بها ليندا؟» . - هل علمت أنها باعت منزلنا؟ شعر ريك بأنه يترنح قليلاً من الصدمة. ليندا باعت المنزل؟ باعته، ولم تتم عملية البيع من خلال شركتنا العقارية؟ من خلال شركتي وشركة زوجها المتوفي؟ إنها تملك عملياً نصف الشركة، ورغم هذا لم تستخدمها في عملية البيع تلك؟ و أجاب ريك : «كلا ، لم أعرف هذا من قبل .
- لقد باعته واشترت كوخاً يا عمي . كوخاً متهدماً يكاد يسقط أرضاً ، يقع في منطقة برواتر . أرسلت لي صورته بالبريد الإلكتروني . قالت بوبي ذلك مصدرة أنة مكتومة دلته على أن الطفلة التي يعرفها لا تزال هناك ، مختبئة تحت ستار هذه الفتاة المتكلفة، الجامعية ، الرفيعة الثقافة . بوبي فتاة مدللة، نشأت نشأة مترفة في رحاب منزل فخم تمتد مساحته حوالى السبعة آلاف قدم مربع . إنه منزل ريفدايل الفخم الواقع على ضفاف نهر إلبر . لذا فإن ما يعتبر كوخاً بنظر بوبي قد لا يكون كذلك في نظر غيرها من الناس .
لكن، على الرغم من ذلك، فإن منطقة برواتر ليست بالمكان المناسب، وقد يكون العيش فيها صعباً. فما الذي دفع بليندا من بين كل الناس إلى شراء منزل في ذلك المكان؟ أكملت بوبي بصوت يحمل الكثير من الألم: «لقد انتقلت إلى العيش هناك . حتى إنها لم تترك لي الوقت لتوديع منزلنا القديم. لم تعطني الفرصة لكي أجمع بعض أشيائي الخاصة العزيزة. حتى السيارة باعتها أيضاً . - المرسيدس؟
أخذ يفكر أن من المستحيل أن تكون ليندا تمر بظروف مادية صعبة تجبرها على هذا البيع، فالشركة هي في أحسن أوقاتها . - آه! لا تزال تملك مرسيدس . لكن يجب أن تراها بعينيك كي تصدق ما أقوله . أكملت بوبي متأوهة بشكل دراما تيكي : «عمي ريك، حتى شعرها . . . قامت بقصه قصيراً. أظن أن أمي بدأ تفقد صوابها» . شعر ريك بالاضطراب، وتساءل في قرارة نفسه عن مدى دقة هذا الوصف، وهذا الاحتمال. فليندا ستار قد تخطت تجربة صعبة وهي فقدان زوجها منذ ثلاثة عشر شهراً، والآن مع انتقال ابنتها إلى العيش في مكان آخر
لمتابعة دراستها ، هل يمكن أن تكون غير قادرة على التحمل وابتدأت بفقدان تمالكها لنفسها؟ كلا، لا يمكن أن يحصل هذا لامرأة مثل ليندا . لطالما كانت ليندا سيدة راقية، رابطة الجأش، ومهذبة في ردات فعلها . حتى في خضم أي فوضى، تجدها متمالكة لنفسها بتهذيب يكاد يكون ملكي الطبع، وكان أي مكروه لا يمكن أن يمسّها من الداخل أو يحرك شعورها. كأنها صخرة صلبة تواجه تكشر الأمواج عليها دون أن تهتزها . لكل هذه الأسباب مجتمعة كانت ليندا ستار آخر من يمكن أن يفقد رشده .
- ما الذي تريدين مني أن أفعله بالضبط ، يا بوي؟ أجابته بوبي بفقدان صبر أنثوي : «اذهب واطمئن عليها، . وكأنما يجدر به أن يعرف الإجابة دون أن يسأل . أجابها : «حسناً! سوف أذهب لكي أطمئن عليها قبل أن أتوجه إلى عملي» . من التنهيدة الثقيلة التي سمعها عبر الهاتف، أدرك ريك أن الفتاة توقعت أكثر من ذلك منه . - عليك أن تطلب منها أن تعود إلى العمل ثانية. فهي قد أصبحت ثائرة وغريبة في تصرفاتها . أحس ريك بنبرة التوبيخ التي تشوب صوت بوبي، وأدرك أنه يستحق بعضاً من ذلك التوبيخ .
- حاولت التكلم إلى والدتك يا بوبي من قبل، لكنها ترفض التكلم معي . تابع في مره : فكيف بالأحرى أن تعمل معي! بالإضافة إلى ذلك مر أكثر من خمسة عشر عاماً منذ أن عملت ليندا أو شاركت بشكل فعلي في أعمال الشركة . - أرجوك عمي ، لا تتذاكى علي. بإمكانك أن تقنع أيا كان بأي شيء. بإمكانك أن تبيع سم الأفاعي إلى المزارع الذي يربيها ، وتريد أن تقنعني بأنه لا يمكنك أن تقنع أمي بأن تعود إلى حياتها السابقة؟ أراد ريك أن يخفف من ضغط الأمور عليه فمازحها قائلاً: «وهل هنالك فعلاً مزارعون يربون الأفاعي؟» .
غير أن بوبي لم تـكـن بمزاج قابل للمزاح، ولم ترد أن تضيع المـوضـوع، فأكملت: «لقد هجرتها وتخليت عنها أنت بعد أن توفي بابا ، كما تخلى عنها جميع من تعرفهم) . أراد ريك أن يدافع عن نفسه ويجيب الفتاة بأن ليندا هي من أرادت أن تترك بمفردها ، غير أنه شعر فجأة أن موقفه ودفاعه ضعيفين . - لقد وقفت هي إلى جانبك في محنتك. لقد ساندتك ودعمتك أثناء عملية طلاقك من كائي منذ سبع سنوات . ـ أجل. جميلة وعاطفية أخرى عادت إلى ذهنه ، تماثل برقتها ذكرى بربي على دراجتها . إنها ذكرى أنها ليندا وهي تحضن بيديها الرقيقتين الدافئتين يديه،
مطمئنة إياه بقولها : ( سوف تتحسن الأمور معك يا ريك، قد لا تشعر بذلك اليوم. لكن ذلك سيحصل يوماً ما . كانت مصيبة في كل ما قالته . فبعد أن تخطى ريك آلام الانفصال وإذلال الفشل، أدرك أن هذا الطلاق حرره من قيوده ليعود قادراً على القيام بكل ما يريد فعله . أول أمر قام به كان شراء دراجة نارية، ومع تفتح شهيته إلى المغامرات التي يستطيع القيام بها منفرداً، ابتدأ بحياة السفر والرحلات. لم تكن رحلاته تلك الرحلات الفاخرة إلى المنتجعات الفخمة التي كانت تستهوي زوجته السابقة ، بل تلك الرحلات التي يستكشف من خلالها العالم على حقيقته، ذلك العالم الغني بالتناقضات والثقافات إلى درجة جعلته يتساءل عن مدى قدرته على اختبار ورؤية كل ما يريد من أمور . إلا أن ريك أدرك أن هذا الاكتفاء الداخلي الذي
يشعر به من خلال هذه الحياة، بالإضافة إلى تجربة طلاقه المريرة، كل هذا جعل روحه تعيش في عزلة. وربما أصبح عنده أيضاً، وخلال هذه السنوات السبع ، نزعة أنانية حولته إلى رجل متطلب، رجل يركز تفكيره على ذاته . أي عذر آخر باستطاعته أن يجده لنفسه ليبرر تخليه عن صديق في محنة؟ رغم أن علاقته بليندا ، تبدو له عندما يفكر بها ، أكثر تعقيداً من أي صداقة عادية . قال ريك بهدوء معتذراً من ابنة ليندا : «أنا آسف . - كانت حياتها كلها تدور حولي، والآن أنا أيضاً رحلت وتركتها . إن أمي بحاجة إلى إيجاد هدف في حياتها، يا عمي ريك. أرجوك! عدني بأن تجده لها ،
وتجد لها عملاً ما لتقوم به في شركة ستار تشايرز . قالت بوبي ذلك رامية الكرة في ملعبه، تاركة إياه في حيره من أمره . ما الذي يعرفه هو عن كيفية مواساة امرأة مجروحة الكرامة ومحطمة القلب؟ من جهة أخرى يعرف ريك كل شيء عن أهمية الوعود والعهود. وهو لا يريد أن يجد نفسه ثانية مسؤولاً عن سعادة أي إنسان آخر . - كل ما تحتاجه هو أن تعود ثانية إلى الاحتكاك بالآخرين . قالت بوبي ذلك بنبرة مليئة بتلك الثقة التي يتمتع بها الشباب التي تجعلهم
يظنون أنهم يعرفون كل شيء. أكملت تقول : «كل ما تحتاجه أمي هو أن تجد شيئاً تقوم به ليشغلها . إنها تحب المنازل القديمة، ولا تزال تحتفظ ببعض الصور لتلك البيوت الأولى التي قمتم، أنت وهي وبابا ، بترميمها في بداية أعمالكم. لذلك باستطاعتنا أن نلعب على هذا الوتر ونحول تلك الطاقة إلى الطريق الصحيح، قبل أن تقوم هي ببيع أي شيء بعد) . أجابها ريك بنبرة حذرة: «لكنني لا أستطيع إقناع أمك بأن تقوم بأي عمل لا تريد أن تقوم به يا بوبي) . - فقط ، عدني أنك ستقوم بالمحاولة .
لم يعرف ريك ما الذي جعله شديد التأثر، أهو النعاس الذي يشعر به في هذه الساعة المبكرة من الصباح، أم ذلك التوسل الذي يشرب صوتها الشاب الحنون. أجابها : «حسناً! أنا أعدك بأن أحاول» . - شكراً لك يا عمي ريك. قالت بري ذلك ونبرة صوتها مضمخة بالأمل به، وكأنها تعتقد حقاً بأنه قادر فعلا على إصلاح شيء قد تحطم بتلك القوة. غير أنه ما لبث أن ندم على ذلك الوعد، لأنه يعرف تمام المعرفة أنه يجب عليه ألا يتدخل في أمر كهذا . أي اقتراب لمساعدة أي شخص جريح الفؤاد، هو أشبه بشخص يخطو إلى داخل أماكن مخرمة وأرض مقدسة .
لكن، كل ما كان بإمكانه أن يفعله هو أن يعرض الوظيفة والعمل على ليندا، ولابد أنها سترفض، وبذلك يكون قد قام بواجبه وألقى عن كاهله ذلك العبء. غير أنه أدرك أن المطلوب منه ، والوعد الذي قطعه، يتطلب منه جهداً أكبر من ذلك. هذه هي المشكلة مع الوعود والعهود، فهي دائماً تتطلب من المرء جهداً كبيراً وعطاء أكثر مما هو مستعد لبذله .
غباء منه أن يتورط في هذا الأمر! فكر ريك في قرارة نفسه وهو يحدق في الهاتف الذي أغلقه منذ لحظة. لكن، ماذا إذا كانت ليندا تحتاج حقاً إلى مساعدته؟ إنها لن تطلب منه المساعدة أبداً ، فهي بالإضافة إلى كبرياءها وعزة
نفسها ، غاضبة جداً منه . ذكر نفسه بأنه يستحق غضبها ، فيما راح يفرك عينيه ليطرد آخر ذرات النعاس منهما ، فإخفاء أسرار زوجها بلير عنها يستحق منها كل ذلك الغضب. ولا يزال هنالك مر أخير مخفي معه .
ما الذي جلبته على نفسي؟ فكر ريك فيما كان ينهض من سريره، ويتوجه إلى المطبخ، ليسكب كوباً من الحليب. الشيء الوحيد الذي يدركه هو أنه لن يذهب ليواجه ليندا ستار دون أن يكون في جعبته خطة محكمة
-----------------------------
الفصل الأول : نجمة الصباح
-----------------------------
في بداية الأمر، ظنت أنه لم يكن هناك . استلقت ليندا ستار بين أعشاب أيلول الذهبية الطويلة، ضابطة منظارها على منطقة الأعشاب المائية الكثيرة القصب ، المتاخمة لحدود سور حديقتها الخلفية. بدت الأرض فضية متلألئة بجليد الصباح، غير أن ليندا بالكاد شعرت بالبرد وهو يخترق بيجامتها . كان ضوء الفجر الرمادي الخفيف يشق الظلمة محولاً سطح مياه النهر إلى استعراض ضوئي متوهج. على الضفة المقابلة للنهر ، بدأ قلب مدينة كالغاري يضج بالحياة. راحت أضواء المصابيح العالية تلمع كعقود من لآلىء، ملتقية مع أشعة نور الصباح الذي انعكست أضواؤه بقوة فوق مياه نهر إلبو التي انسابت بهدوء .
مجرد رؤيتها له في هذا المكان، في قلب المدينة تقريباً، كان أمراً لا يصدق. إنه هدية مميزة! أدركت ليندا أن هذا المشهد لن يتكرر ثانية في حياتها . بدأت تشعر بالبرد، كما بدأت تلاحظ ازدياد الضجيج. أخذت الحياة تدب في الجهة المقابلة من الطريق ، بنما الهدوء يلف المكان الذي كانت تستلقي فيه وهي ترتجف من البرد. كانت ليندا قد أدارت آلة تحضير القهوة، قبل خروجها إلى الحديقة . انسابت رائحة القهوة الزكية من بابها الخلفي المشرع، تدعوها إلى دفء منزلها الصغير الذي لم تمض فيه بعد سوى ثلاث ليال .
رفعت جسمها على ركبتيها ، وتأوهت حين شعرت بالألم من تصلبهما . غير أنها ما لبثت أن جمدت في مكانها حين رأته . . . ذلك الشكل الذي بدا أمامها كشبح في البداية، أخذ يتحول إلى شكل أكثر صلابة كلما أصبح الضوء أكثر وضوحاً فوق النهر. انحبست أنفاسها في حنجرتها وهي تشاهد السحر الماثل
أمامها، فيما حول ضوء الفجر ابيضاض الريش إلى لون البلاتين الأخاذ. إنه طائر الكركي الناعق! قرأت ليندا الكثير عنه بعد مشاهدتها له في اليوم السابق . إنه واحد من أكثر الطيور ندرة في أميركا الشمالية، ومن أكثرها طولاً ، فانبساط جناحيه يبلغ السبع أقدام ونصف القدم. قلة من الناس يحظون برؤية طائر كهذا طيلة حياتهم، أما هي فلقد نبهها إحساس داخلي غريب، بأن هذا الأمر هو إشارة إلى أنها قد اتخذت القرار الصائب عندما قامت بشراء هذا المنزل الصغير القابع خلفها .
ازداد الألم في ركبتيها ، فعدلت من جلستها بهدوء وحذر شديدين، إلا أن حركتها البسيطة كانت كافية ليستدير الطائر فجأة إليها ، مالثاً عدسات منظارها باحمرار وجهه الساطع، فيما بدا اللون الأصفر في عينيه مليئاً بالتحدي . - كير - لو كبر - لو! ارتفع صوت الكركي شبيها بصوت البوق، فيما بسط جناحيه حتى اصبحت قادرة أن ترى جهتهما السفلية الموشاة بالسواد، والشاهدة على روعة
هذا الطائر النادر . رفع الطائر جناحيه، ثم ارتفع بكل قوة ومهابة إلى سماء الصباح التي استحالت زرقاء باهرة إلى درجة آلمت عيني ليندا . كان باستطاعتها سماع صوت جناحيه وهو يرتفع ناشدا الحرية في السماء. راحت ليندا تراقبه شاعرة كأنه يرسم خط مسار نجمة الصباح . شعور غريب في داخلها اجتاحها للمرة الثانية. من أين جاءها ذلك الشعور؟ لطالما اعتبرت نفسها إنسانة واقعية . كلا ، لم تكن كذلك. ذكرت ليندا
نفسها، بأن أي امرأة منطقية لم تكن لتشتري ذلك المنزل الصغير المتهدم الذي تقف أمامه الآن! أبقت منظارها مثبتاً على عينيها ، مركزة على الطائر حتى بعد ان تحول إلى بقعة صغيرة في السماء، وفي تلك اللحظة أدركت المعجزة التي حصلت لها . تسللت السعادة إلى قلبها كما يتسلل الضوء إلى ظلام الليل ليمحو استمتعت ليندا قليلاً بشعور السعادة الذي تملكها هذا ، سامحة له بأن يجرفها

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع